في قصة الحُديبية ... ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب رسول... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ قصة الحُديبية ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب رسول الله ﷺ بعينيه فواللهِ مَا تَنَخَّمَ النبيُّ نُخامة إِلَّا وقعت كفْ رَجُلٍ منهم فَدَلَكَ بها جلده ووجهه وإذا أمرهم ابتدروا أمره توضأ كادوا يقتَتِلُون وضوئه تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له فرجع إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدتُ الملوك كسرى وقيصر والنجاشي ما رأيت ملكاً يُعظمه يُعظْمُ محمد محمداً تنخم وقَعَتْ كفٌ رجل فدلك وجهه وجلده يقتتلون خفضُوا وقد عرض عليكم خُطَّةَ رُشد فاقبلُوها فقال من بني كنانة : دعوني آته فقالوا إئته فلما أشرف النبي وأصحابه قال ( هذا فُلانٌ وهو يُعظمون البُدْنَ فابعثوها ) فبعثوها واستقبله القوم يُلبون رأى ذلك سُبْحَانَ اللَّهِ يَنْبَغِي لِهؤُلاء أن يُصَدُّوا عَنِ البَيتِ رأيتُ البُدن قد قُلْدَتْ وأُشْعِرَتْ أرى عن البيت فقام مِكْرَرُ بنُ حَفص كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه ألف الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
تنبيه: متصفحك لا يدعم التثبيت على الشاشة الرئيسية. ×
❞ في قصة الحُديبية .. ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب رسول الله ﷺ بعينيه ، فواللهِ مَا تَنَخَّمَ النبيُّ ﷺ نُخامة إِلَّا وقعت في كفْ رَجُلٍ منهم ، فَدَلَكَ بها جلده ووجهه، وإذا أمرهم ، ابتدروا أمره ، وإذا توضأ ، كادوا يقتَتِلُون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له ، فرجع عروة إلى أصحابه ، فقال: أي قوم ، والله لقد وفدتُ على الملوك ، على كسرى وقيصر والنجاشي ، والله ما رأيت ملكاً يُعظمه أصحابه ما يُعظْمُ أصحاب محمد محمداً ، والله إن تنخم نُخامة إِلَّا وقَعَتْ في كفٌ رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضُوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له ، وقد عرض عليكم خُطَّةَ رُشد فاقبلُوها ، فقال رجل من بني كنانة : دعوني آته ، فقالوا : إئته ، فلما أشرف على النبي ﷺ وأصحابه ، قال رسول الله ﷺ ( هذا فُلانٌ ، وهو من قوم يُعظمون البُدْنَ فابعثوها له ) فبعثوها له ، واستقبله القوم يُلبون ، فلما رأى ذلك قال : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا يَنْبَغِي لِهؤُلاء أن يُصَدُّوا عَنِ البَيتِ ، فرجع إلى أصحابه ، فقال : رأيتُ البُدن قد قُلْدَتْ وأُشْعِرَتْ ، وما أرى أن يُصَدُّوا عن البيت ، فقام مِكْرَرُ بنُ حَفص ، فقال : دعوني آته ، فقالوا إئته ، فلما أشرف عليهم ، قال النبي ﷺ ( هذا مِكْرَرُ بن حَفْصٍ ، وهو رجل فاجر فجعل يُكَلِّم رسول الله ، فبينا هُوَ يكلمه ، إذ جاء سهيل بن عمرو ، فقال النبي ﷺ (قَدْ سُهْلَ لَكُمْ من أمْركُم ) ، فقال ﷺ (هاتِ اكتب بيننا وبينكم كتاباً ) ، فدعا الكاتب ، فقال ( اكتب بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، فقال سهيل : أما الرحمن ، فوالله ما ندري ما هو ، ولكن اكتب : باسمِكَ اللهم كما كنتَ تكتب ، فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلَّا الرحيم ، فقال النبي ﷺ ( اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُم ) ، ثم قال ( اكْتُبْ هذا ما قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله ) ، فقال سهيل : فوالله لو كنا نعلم أنك رسول الله ، ما صددناك البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله ، فقال النبي ﷺ ( إِنِّي رَسُولُ الله وإنْ كَذَبْتُمُونِي اكْتُبْ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ) ، فَقال النبي ﷺ ( على أنْ تَخُلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْن البَيْتِ ، فَنَطُوفَ به ) فقال سهيل : والله لا تتحدَّثُ العربُ أَنَّا أَخِذْنَا ضَغْطَةً ، ولكن ذلك من العام المقبل ، فكتب ، فقال سهيل : على أن لا يأتيكَ مِنَّا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا ، فقال المسلمون : سُبْحَانَ اللَّهِ ، كيف يُرد إلى المشركين ، وقد جاء مسلماً ، بينا هم كذلك ، إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسُفُ في قيوده قَدْ خَرَح من أسفل مكة حتى رَمَى بنفسه بين ظُهُورِ المُسلمين ، فقال سهيل : هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترُدَّهُ إلي ، فقال النبي ﷺ ( إنا لم نقض الكتاب بعد ) ، فقال : فوالله إذاً لا أصالحك على شيء أبداً ، فقال النبي ﷺ (فَأَجِزْهُ لي ) قال : ما أنا بمجيزه لك ، قال ( بلى فافعل ) قال : ما أنا بفاعل قال مكرز بلى قد أجزناه ، فقال أبو جندل : يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين ، وقد جئت مسلماً ألا ترون ما لقيتُ ، وكان قد عُذِّبَ في الله عذاباً شديداً ، قال عُمَرُ بنُ الخطاب : والله ما شككت منذ أسلمتُ إلا يومئذ ، فأتيتُ النبي ﷺ فقلت ( يا رسول الله : ألست نبي الله حقاً ؟ ، قال : بلى ، قلتُ : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ، فقلتُ : علام نعطي الدنيَّة في ديننا إذا ، ونَرْجِعَ ولَمَّا يَحْكُم اللهُ بيننا وبين أعدائنا ؟ فقال : إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، وَهُوَ نَاصِرِي ، وَلَسْتُ أعْصِيهِ ، قلتُ : أو لست كنتَ تُحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال : بَلَى ، أَفَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ العام ؟ قلتُ : لا ، قال : فَإِنَّكَ آتِيهِ ومُطَوِّفٌ به ، قال : فأتيتُ أبا بكر ، فقلتُ له كما قلتُ لرسول الله ، ورد على أبو بكر كما ردَّ علي رسول الله ﷺ سواء ، وزاد : فَاسْتَمْسِك بِغَرْزِهِ حَتَّى تَمُوتَ ، فواللهِ إنَّه لَعَلى الحَقِّ ، قال عمر : فعملت لذلك أعمالاً ). ❝
❞ في قصة الحُديبية ... ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب رسول الله ﷺ بعينيه ، فواللهِ مَا تَنَخَّمَ النبيُّ ﷺ نُخامة إِلَّا وقعت في كفْ رَجُلٍ منهم ، فَدَلَكَ بها جلده ووجهه، وإذا أمرهم ، ابتدروا أمره ، وإذا توضأ ، كادوا يقتَتِلُون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له ، فرجع عروة إلى أصحابه ، فقال: أي قوم ، والله لقد وفدتُ على الملوك ، على كسرى وقيصر والنجاشي ، والله ما رأيت ملكاً يُعظمه أصحابه ما يُعظْمُ أصحاب محمد محمداً ، والله إن تنخم نُخامة إِلَّا وقَعَتْ في كفٌ رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضُوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له ، وقد عرض عليكم خُطَّةَ رُشد فاقبلُوها ، فقال رجل من بني كنانة : دعوني آته ، فقالوا : إئته ، فلما أشرف على النبي ﷺ وأصحابه ، قال رسول الله ﷺ ( هذا فُلانٌ ، وهو من قوم يُعظمون البُدْنَ فابعثوها له ) فبعثوها له ، واستقبله القوم يُلبون ، فلما رأى ذلك قال : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا يَنْبَغِي لِهؤُلاء أن يُصَدُّوا عَنِ البَيتِ ، فرجع إلى أصحابه ، فقال : رأيتُ البُدن قد قُلْدَتْ وأُشْعِرَتْ ، وما أرى أن يُصَدُّوا عن البيت ، فقام مِكْرَرُ بنُ حَفص ، فقال : دعوني آته ، فقالوا إئته ، فلما أشرف عليهم ، قال النبي ﷺ ( هذا مِكْرَرُ بن حَفْصٍ ، وهو رجل فاجر فجعل يُكَلِّم رسول الله ، فبينا هُوَ يكلمه ، إذ جاء سهيل بن عمرو ، فقال النبي ﷺ (قَدْ سُهْلَ لَكُمْ من أمْركُم ) ، فقال ﷺ (هاتِ اكتب بيننا وبينكم كتاباً ) ، فدعا الكاتب ، فقال ( اكتب بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، فقال سهيل : أما الرحمن ، فوالله ما ندري ما هو ، ولكن اكتب : باسمِكَ اللهم كما كنتَ تكتب ، فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلَّا الرحيم ، فقال النبي ﷺ ( اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُم ) ، ثم قال ( اكْتُبْ هذا ما قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله ) ، فقال سهيل : فوالله لو كنا نعلم أنك رسول الله ، ما صددناك البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله ، فقال النبي ﷺ ( إِنِّي رَسُولُ الله وإنْ كَذَبْتُمُونِي اكْتُبْ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ) ، فَقال النبي ﷺ ( على أنْ تَخُلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْن البَيْتِ ، فَنَطُوفَ به ) فقال سهيل : والله لا تتحدَّثُ العربُ أَنَّا أَخِذْنَا ضَغْطَةً ، ولكن ذلك من العام المقبل ، فكتب ، فقال سهيل : على أن لا يأتيكَ مِنَّا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا ، فقال المسلمون : سُبْحَانَ اللَّهِ ، كيف يُرد إلى المشركين ، وقد جاء مسلماً ، بينا هم كذلك ، إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسُفُ في قيوده قَدْ خَرَح من أسفل مكة حتى رَمَى بنفسه بين ظُهُورِ المُسلمين ، فقال سهيل : هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترُدَّهُ إلي ، فقال النبي ﷺ ( إنا لم نقض الكتاب بعد ) ، فقال : فوالله إذاً لا أصالحك على شيء أبداً ، فقال النبي ﷺ (فَأَجِزْهُ لي ) قال : ما أنا بمجيزه لك ، قال ( بلى فافعل ) قال : ما أنا بفاعل قال مكرز بلى قد أجزناه ، فقال أبو جندل : يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين ، وقد جئت مسلماً ألا ترون ما لقيتُ ، وكان قد عُذِّبَ في الله عذاباً شديداً ، قال عُمَرُ بنُ الخطاب : والله ما شككت منذ أسلمتُ إلا يومئذ ، فأتيتُ النبي ﷺ فقلت ( يا رسول الله : ألست نبي الله حقاً ؟ ، قال : بلى ، قلتُ : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ، فقلتُ : علام نعطي الدنيَّة في ديننا إذا ، ونَرْجِعَ ولَمَّا يَحْكُم اللهُ بيننا وبين أعدائنا ؟ فقال : إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، وَهُوَ نَاصِرِي ، وَلَسْتُ أعْصِيهِ ، قلتُ : أو لست كنتَ تُحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال : بَلَى ، أَفَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ العام ؟ قلتُ : لا ، قال : فَإِنَّكَ آتِيهِ ومُطَوِّفٌ به ، قال : فأتيتُ أبا بكر ، فقلتُ له كما قلتُ لرسول الله ، ورد على أبو بكر كما ردَّ علي رسول الله ﷺ سواء ، وزاد : فَاسْتَمْسِك بِغَرْزِهِ حَتَّى تَمُوتَ ، فواللهِ إنَّه لَعَلى الحَقِّ ، قال عمر : فعملت لذلك أعمالاً ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ في قصة الحُديبية .. ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب رسول الله ﷺ بعينيه ، فواللهِ مَا تَنَخَّمَ النبيُّ ﷺ نُخامة إِلَّا وقعت في كفْ رَجُلٍ منهم ، فَدَلَكَ بها جلده ووجهه، وإذا أمرهم ، ابتدروا أمره ، وإذا توضأ ، كادوا يقتَتِلُون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له ، فرجع عروة إلى أصحابه ، فقال: أي قوم ، والله لقد وفدتُ على الملوك ، على كسرى وقيصر والنجاشي ، والله ما رأيت ملكاً يُعظمه أصحابه ما يُعظْمُ أصحاب محمد محمداً ، والله إن تنخم نُخامة إِلَّا وقَعَتْ في كفٌ رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضُوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له ، وقد عرض عليكم خُطَّةَ رُشد فاقبلُوها ، فقال رجل من بني كنانة : دعوني آته ، فقالوا : إئته ، فلما أشرف على النبي ﷺ وأصحابه ، قال رسول الله ﷺ ( هذا فُلانٌ ، وهو من قوم يُعظمون البُدْنَ فابعثوها له ) فبعثوها له ، واستقبله القوم يُلبون ، فلما رأى ذلك قال : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا يَنْبَغِي لِهؤُلاء أن يُصَدُّوا عَنِ البَيتِ ، فرجع إلى أصحابه ، فقال : رأيتُ البُدن قد قُلْدَتْ وأُشْعِرَتْ ، وما أرى أن يُصَدُّوا عن البيت ، فقام مِكْرَرُ بنُ حَفص ، فقال : دعوني آته ، فقالوا إئته ، فلما أشرف عليهم ، قال النبي ﷺ ( هذا مِكْرَرُ بن حَفْصٍ ، وهو رجل فاجر فجعل يُكَلِّم رسول الله ، فبينا هُوَ يكلمه ، إذ جاء سهيل بن عمرو ، فقال النبي ﷺ (قَدْ سُهْلَ لَكُمْ من أمْركُم ) ، فقال ﷺ (هاتِ اكتب بيننا وبينكم كتاباً ) ، فدعا الكاتب ، فقال ( اكتب بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، فقال سهيل : أما الرحمن ، فوالله ما ندري ما هو ، ولكن اكتب : باسمِكَ اللهم كما كنتَ تكتب ، فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلَّا الرحيم ، فقال النبي ﷺ ( اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُم ) ، ثم قال ( اكْتُبْ هذا ما قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله ) ، فقال سهيل : فوالله لو كنا نعلم أنك رسول الله ، ما صددناك البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله ، فقال النبي ﷺ ( إِنِّي رَسُولُ الله وإنْ كَذَبْتُمُونِي اكْتُبْ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ) ، فَقال النبي ﷺ ( على أنْ تَخُلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْن البَيْتِ ، فَنَطُوفَ به ) فقال سهيل : والله لا تتحدَّثُ العربُ أَنَّا أَخِذْنَا ضَغْطَةً ، ولكن ذلك من العام المقبل ، فكتب ، فقال سهيل : على أن لا يأتيكَ مِنَّا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا ، فقال المسلمون : سُبْحَانَ اللَّهِ ، كيف يُرد إلى المشركين ، وقد جاء مسلماً ، بينا هم كذلك ، إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسُفُ في قيوده قَدْ خَرَح من أسفل مكة حتى رَمَى بنفسه بين ظُهُورِ المُسلمين ، فقال سهيل : هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترُدَّهُ إلي ، فقال النبي ﷺ ( إنا لم نقض الكتاب بعد ) ، فقال : فوالله إذاً لا أصالحك على شيء أبداً ، فقال النبي ﷺ (فَأَجِزْهُ لي ) قال : ما أنا بمجيزه لك ، قال ( بلى فافعل ) قال : ما أنا بفاعل قال مكرز بلى قد أجزناه ، فقال أبو جندل : يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين ، وقد جئت مسلماً ألا ترون ما لقيتُ ، وكان قد عُذِّبَ في الله عذاباً شديداً ، قال عُمَرُ بنُ الخطاب : والله ما شككت منذ أسلمتُ إلا يومئذ ، فأتيتُ النبي ﷺ فقلت ( يا رسول الله : ألست نبي الله حقاً ؟ ، قال : بلى ، قلتُ : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ، فقلتُ : علام نعطي الدنيَّة في ديننا إذا ، ونَرْجِعَ ولَمَّا يَحْكُم اللهُ بيننا وبين أعدائنا ؟ فقال : إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، وَهُوَ نَاصِرِي ، وَلَسْتُ أعْصِيهِ ، قلتُ : أو لست كنتَ تُحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال : بَلَى ، أَفَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ العام ؟ قلتُ : لا ، قال : فَإِنَّكَ آتِيهِ ومُطَوِّفٌ به ، قال : فأتيتُ أبا بكر ، فقلتُ له كما قلتُ لرسول الله ، ورد على أبو بكر كما ردَّ علي رسول الله ﷺ سواء ، وزاد : فَاسْتَمْسِك بِغَرْزِهِ حَتَّى تَمُوتَ ، فواللهِ إنَّه لَعَلى الحَقِّ ، قال عمر : فعملت لذلك أعمالاً ). ❝
❞ قدوم طارق بن عبد الله وقومه على رسول الله ﷺ .. يقول طارق بن عبد الله : إني لقائم بسوق المجاز ، إذ أقبل رجل عليه جُبة له وهو يقول : ( يا أيها الناس ، قولوا : لا إله إلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا ) ، ورجل يتبعه يرميه بالحجارة يقول : يا أيُّها الناسُ ! لا تُصدقوه فإنه كذاب ، فقلتُ : مَنْ هذَا ؟ فقالوا : هذا غلام من بني هاشم الذي يزعم أنه رسول الله ، قال : قلتُ : ومن هذا الذي يفعل به هذا ؟ قالوا : هذا عمه عبد العُزَّى ، قال: فلما أسلم الناسُ ، وهاجرُوا خَرجنا من الرّبذَةِ نُرِيدُ المدينة نمتار من تمرها ، فلما دنونا من حيطانها ونخلها قلنا : لو نزلنا فلبسنا ثياباً غير هذه ، فإذا رجل في طِمرين له ، فسلم وقال : من أين أقبل القومُ ؟ قلنا : من الرَّبَذَةِ ، قال : وأين تُريدون؟ قلنا : نُريدُ هَذِهِ المدينة ، قال : ما حاجتكم فيها ؟ قلنا : نمتار من تمرها ، قال : ومعنا ظعينة لنا ، ومعنا جمل أحمر مخطوم ، فقال : أتبيعون جملكم هذا؟ قالوا : نعم بكذا وكذا صاعاً من تمر ، قال : فما استوضعنا مما قلنا شيئاً ، فأخذ بخِطام الجمل ، فانطلق فلما توارى عنا بحيطان المدينة ونخلها ، قلنا : ما صنعنا ؟! والله ما بعنا جملنا ممن نعرف ، ولا أخذنا له ثمناً ، قال : تقول المرأة التي معنا : والله لقد رأيت رجلاً كان وجَّهه شِقهُ القمر ليلة البدر أنا ضامنة لثمن جملكم ، وفي رواية ابن إسحاق قالت الظعينة : فلا تلاوموا ، فلقد رأيتُ وجه رجل لا يغدِرُ بكم ، ما رأيتُ شيئاً أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه ، فبينما هم كذلك إذ أقبل رجل فقال : أنا رسول رسول الله ﷺ إليكم ، هذا تمركم فكلوا واشبعوا واكتالوا واستوفوا ، فأكلنا حتى شبعنا واكتلنا واستوفينا ثم دخلنا المدينة ، فدخلنا المسجد فإذا هو ﷺ قائم على المنبر يخطب الناس ، فأدركنا من خطبته وهو يقول ( تَصَدَّقُوا فَإِنَّ الصَّدَقَةَ خَيْرٌ لَكُمْ ، اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى ، أُمَّكَ وأَبَاكَ وأُخْتَكَ وأَخَاكَ وأَدْنَاكَ أدْنَاكَ، إذ أقبل رجل من بني يربوع، أو قال: من الأنصواستوفوا فأكلنا حتى شبعنا، واكتلنا واستوفينا، ثم دخلنا المدينة، فدخلنا ،المسجد، فإذا هو قائم على المنبر يخطب الناس، فأدركنا من خطبته وهو يقول : تَصَدَّقُوا فَإِنَّ الصَّدَقَةَ خَيْرٌ لَكُمْ اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى أُمَّكَ وأَبَاكَ وأُخْتَكَ وأَخَاكَ وأَدْنَاكَ أدْنَاكَ ) ، إذ أقبل رجل من بني يربوع ، أو قال : من الأنصار فقال : يا رسول الله ! لنا في هؤلاء دماء في الجاهلية ، فقال ﷺ ( إنَّ أُمَّاً لا تَجْنِي عَلَى وَلَدٍ ) ، ثلاث مرات. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ قدوم طارق بن عبد الله وقومه على رسول الله ﷺ . يقول طارق بن عبد الله : إني لقائم بسوق المجاز ، إذ أقبل رجل عليه جُبة له وهو يقول : ( يا أيها الناس ، قولوا : لا إله إلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا ) ، ورجل يتبعه يرميه بالحجارة يقول : يا أيُّها الناسُ ! لا تُصدقوه فإنه كذاب ، فقلتُ : مَنْ هذَا ؟ فقالوا : هذا غلام من بني هاشم الذي يزعم أنه رسول الله ، قال : قلتُ : ومن هذا الذي يفعل به هذا ؟ قالوا : هذا عمه عبد العُزَّى ، قال: فلما أسلم الناسُ ، وهاجرُوا خَرجنا من الرّبذَةِ نُرِيدُ المدينة نمتار من تمرها ، فلما دنونا من حيطانها ونخلها قلنا : لو نزلنا فلبسنا ثياباً غير هذه ، فإذا رجل في طِمرين له ، فسلم وقال : من أين أقبل القومُ ؟ قلنا : من الرَّبَذَةِ ، قال : وأين تُريدون؟ قلنا : نُريدُ هَذِهِ المدينة ، قال : ما حاجتكم فيها ؟ قلنا : نمتار من تمرها ، قال : ومعنا ظعينة لنا ، ومعنا جمل أحمر مخطوم ، فقال : أتبيعون جملكم هذا؟ قالوا : نعم بكذا وكذا صاعاً من تمر ، قال : فما استوضعنا مما قلنا شيئاً ، فأخذ بخِطام الجمل ، فانطلق فلما توارى عنا بحيطان المدينة ونخلها ، قلنا : ما صنعنا ؟! والله ما بعنا جملنا ممن نعرف ، ولا أخذنا له ثمناً ، قال : تقول المرأة التي معنا : والله لقد رأيت رجلاً كان وجَّهه شِقهُ القمر ليلة البدر أنا ضامنة لثمن جملكم ، وفي رواية ابن إسحاق قالت الظعينة : فلا تلاوموا ، فلقد رأيتُ وجه رجل لا يغدِرُ بكم ، ما رأيتُ شيئاً أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه ، فبينما هم كذلك إذ أقبل رجل فقال : أنا رسول رسول الله ﷺ إليكم ، هذا تمركم فكلوا واشبعوا واكتالوا واستوفوا ، فأكلنا حتى شبعنا واكتلنا واستوفينا ثم دخلنا المدينة ، فدخلنا المسجد فإذا هو ﷺ قائم على المنبر يخطب الناس ، فأدركنا من خطبته وهو يقول ( تَصَدَّقُوا فَإِنَّ الصَّدَقَةَ خَيْرٌ لَكُمْ ، اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى ، أُمَّكَ وأَبَاكَ وأُخْتَكَ وأَخَاكَ وأَدْنَاكَ أدْنَاكَ، إذ أقبل رجل من بني يربوع، أو قال: من الأنصواستوفوا فأكلنا حتى شبعنا، واكتلنا واستوفينا، ثم دخلنا المدينة، فدخلنا ،المسجد، فإذا هو قائم على المنبر يخطب الناس، فأدركنا من خطبته وهو يقول : تَصَدَّقُوا فَإِنَّ الصَّدَقَةَ خَيْرٌ لَكُمْ اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى أُمَّكَ وأَبَاكَ وأُخْتَكَ وأَخَاكَ وأَدْنَاكَ أدْنَاكَ ) ، إذ أقبل رجل من بني يربوع ، أو قال : من الأنصار فقال : يا رسول الله ! لنا في هؤلاء دماء في الجاهلية ، فقال ﷺ ( إنَّ أُمَّاً لا تَجْنِي عَلَى وَلَدٍ ) ، ثلاث مرات. ❝