█ كان له ﷺ حزب يقرؤه ولا يُخِلُّ به وكانت قراءته ترتيلاً لا هَذَّاً عجلة بل قراءة مفسرة حرفاً وكان يُقَطَّعُ آية يمد عند حروف المد فيمد الرحمن ويمد الرحيم يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم أول فيقول ( أعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّحِيمِ ) ورُبَّما يقول اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ الرَّجيم هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ ونَفْسِهِ تعوذه قبل القراءة يُحبُّ أن يسمع القرآن غيره وأمر عبد الله بن مسعود فقرأ عليه وهو وخَشَع لسماع منه حتى ذرفت عيناه يقرأ قائماً وقاعداً ومضطجعاً ومتوضئاً ومُحْدِثاً ولم يكن يمنعه إلا الجنابة ﷺ يتغنى ويُرَجَّع صوته أحياناً كما رجَّع يوم الفتح إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مبيناً وحكى مغفل ترجیعه آ ثلاث مرات وإذا جُمعت هذه الأحاديث إلى قوله فزينوا بأصواتكم وقوله لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن ما أَذِنَ اللَّهُ لِشَيء كأَذَنِهِ لِنَبّي حَسَن الصَّوْتِ يَتَغَنَّى علمت هذا الترجيع اختياراً كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف الكتب أثناء السفر تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ الفرق بين بكاء الحزن وبين بكاء الخوف ، أن بكاء الحزن يكون على ما مضى من حصول مكروه ، أو فوات محبوب ، وبكاء الخوف يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك ، والفرق بين بكاء السرور والفرح ، وبكاء الحزن ، أن دمعة السرور باردة ، والقلب فرحان ، ودمعة الحزن حارة ، والقلب حزين ، ولهذا يقال لما يفرح به هو قرة عين ، وأقر الله به عينه ، ولما يحزن هو سخينة العين ، وأسخن الله عينه به . ❝
❞ قدوم وفد نصارى نجران عليه ﷺ ..
لما قدم وفد نصارى نجران على رسول الله ﷺ بالمدينة دخلوا عليه مسجده بعد صلاة العصر ، فحانت صلاتهم ، فقاموا يُصَلُّون بصلاتهم في مسجده ، فأراد الناسُ منعهم فقال رسول الله ﷺ ( دعوهم ) فإستقبلوا المَشْرِقَ ، فَصَلُّوا صَلَاتَهُمْ ، وكان وفدهم من ستون راكباً ، منهم أربعة وعشرون رجلاً من أشرافهم ، والأربعة والعشرون منهم ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم : العاقب أميرُ القوم وذو رأيهم وصاحب مشورتهم والذي لا يَصْدُرون إلا عن رأيه وأمره واسمه عبد المسيح ، والسيد ثِمالهُم وصاحب رحلهم ومجتمعهم واسمه الأيهم ، وأبو حارثة بن علقمة ، أخو بني بكر بن وائل أسقفهم وحَبْرُهم وإمامهم وصاحِبُ مِدْرَاسِهم ، وكان أبو حارثة قد شَرفَ فيهم ، وَدَرَسَ كتبهم ، وكانت ملوك الروم من أهل النصرانية قد شرفوه ومؤلُوه وأخدموه وبَنَوْا له الكنائس وبسطوا عليه الكراماتِ لِما يبلغهم عنه من علمه واجتهاده في دينهم ، ولما سألوا رسول الله ﷺ عن عيسى ابن مريم نزل فيهم فاتحة آل عمران إلى رأس الثمانين منها . ❝
❞ بعض ما في قصة الحديبية من الفوائد الفقهية ...
فمنها🔸️اعتمارُ النبي ﷺ في أشهر الحج ، فإنه خرج إليها في ذي القعدة🔸️ومنها : أن الإحرام بالعُمرة من الميقات أفضل ، كما أن الإحرام بالحج كذلك ، فإنه ﷺ أحرم بهما من ذي الحليفة ، وبينها وبين المدينة ميل أو نحوه🔸️ومنها : أن إشعار الهدي سُنَّة لا مُثَلَةٌ منهي عنها🔸️ومنها : استجاب مغايظة أعداء الله ، فإن النبي ﷺ أهدى في جملة هديه جملاً لأبي جهل في أَنْفِهِ بُرَةٌ مِن فضةٍ يغيظ به المشركين🔸️ومنها : أن أمير الجيش ينبغي له أن يبعثَ العُيونَ أمامه نحو العدو🔸️ومنها : أن الاستعانة بالمُشْرِكِ المأمون في الجهاد جائزة عند الحاجة ، لأن عُيَّنه الخزاعي كَانَ كافراً إذ ذاك ، وفيه من المصلحة أنه أقرب إلى اختلاطه بالعدو ، وأخذه أخبارهم🔸️ومنها : استحباب مشورة الإمام رعيته وجيشه ، استخراجاً لوجه الرأي ، واستطابة لنفوسهم ، لعتبهم ، وتعرفاً لمصلحة يختص بعلمها بعضُهم دونَ بعض ، وامتثالاً لأمر الرب في قوله تعالى { وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }🔸️ومنها : جواز سَبّي ذراري المشركين إذا انفردوا عن رجالهم قبل مقاتلة الرجال🔸️ومنها : ردُّ الكلام الباطل ولو نسب إلى غير مُكَلَّف ، فإنهم لما قالوا : خلأتِ القَصْوَاءُ ، يعني حَرَنَتْ والحَتْ فَلَمْ تَسِر ، والخلاء في الإبل بكسر الخاء والمد ، نظير الحران في الخيل ، فلما نسبوا إلى الناقة ما ليس من خُلُقِهَا وطبعها ، رده عليهم ﷺ ، وقال ( ما خَلَأَتْ ومَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُق ) ، ثم أخبر عن سبب بروكها ، وأن الذي حَبَسَ الفيل عن مكة حبسها للحكمة العظيمة التي ظهرت بسبب حبسها، وما جرى بعده🔸️ومنها : أن تسمية ما يُلابسه الرجلُ مِن مراكبه ونحوها سُنَّة🔸️ ومنها : جواز الحِلف بل استحبابه على الخبر الديني الذي يريد تأكيده ، وقد حفظ عن النبي ﷺ الحلف في أكثر من ثمانين موضعاً ، وأمره الله تعالى بالحَلِفِ على تصدِيقِ ما أخبر به في ثلاثة مواضع: في سورة يونس ، وسبأ ، والتغابن)🔸️ومنها : أن المُشْرِكين وأهل البدع والفجور والبغاة والظلمة ، إذا طَلَبُوا أمراً يُعَظْمُونَ فيه حُرمةً مِن حُرُماتِ الله تعالى أجيبوا إليه وأعطوه ، وأعينوا عليه وإن منعوا غيره فيُعاملون على ما فيه تعظيم حرمات الله تعالى لا على كفرهم وبغيهم ، ويُمنعون مما سوى ذلك ، فكُلُّ من التمس المعاونة على محبوب لِلَّهِ تعالي مُرْضِ له ، أجيب إلى ذلك كائناً من كان ، ما لم يترتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوض الله أعظم منه🔸️ومنها : أن النبي ﷺ عَدَلَ ذات اليمين إلى الحديبية ، قال الشافعي : بعضُهَا مِن الحِل ، وبعضُها مِن الحَرَم ، وروي الإمام أحمد في هذه القصة أن النبي ﷺ كان يُصلِّي في الحرم ، وهو مضطرب في الحِل ، وفي هذا كالدلالة على أن مضاعفة الصلاة بمكة تتعلق بجميع الحرم لا يخص بها المسجد الذي هو مكان الطواف ، وأن قوله ﷺ ( صَلَاةٌ في المَسْجِدِ الحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِئة صَلَاةٍ في مَسْجِدي ) كقوله تعالى { فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ } ، وقوله تعالى { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } ، وكان الإسراء من بيت أم هانی🔸️ومنها : أن من نزل قريباً من مكة ، فإنه ينبغي له أن ينزل في الحِل ، ويصلي في الحرم ، وكذلك كان ابنُ عمر يصنعُ🔸️ومنها : جواز ابتداء الإمام بطلب صلح العَدُوِّ إذا رأى المصلحة للمسلمين فيه ، ولا يتوقف ذلك على أن يكون ابتداء الطلب منهم🔸️وفي قيام المغيرة بن شعبة على رأس رسول الله بالسيف ، ولم يكن عادته أن يُقام على رأسه ، وهو قاعد ، سُنةٌ يُقتدى بها عند قدوم رسل العدو من إظهار العز والفخر وتعظيم الإمام وطاعته ووقايته بالنفوس ، وهذه هي العادة الجارية عند قدوم رسل المؤمنين على الكافرين وقدوم رسل الكافرين على المؤمنين ، وليس هذا من هذا النوع الذي ذمه النبي بقوله ﷺ ( مَنْ أَحَبُّ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامَاً فَلْيَتَبوا النار ) . ❝