دليل الكتب والمؤلفين ودور النشر والفعاليات الثقافيّة ، اقتباسات و مقتطفات من الكتب ، أقوال المؤلفين ، اقتباسات ومقاطع من الكتب مصنّفة حسب التخصص ، نصيّة وصور من الكتب ، وملخصات للكتب فيديو ومراجعات وتقييمات 2025
❞ ملخص كتاب ❞ سر تأخر العرب والمسلمين❝ الأمة الإسلامية كانت مضرب الأمثال في الثقافة والحضارة والعلوم، وكان الغرب يأتون إلى بلاد المسلمين ليتعلموا من علماء المسلمين، وكانت دولة الإسلام قوية؛ فكان العالم كله يخشى أن يعتدي على أرض من أراضي المسلمين. أما الآن فالوضع قد تبدل. انتشر الجهل وأصبحت بلاد المسلمين مستباحة، وأصبح الإسلام يُحارَب من داخله، وانتشر الإلحاد بين شباب المسلمين، فما سر هذا التأخر والضعف؟ 1- الخلل يأتي من الداخل: لقد بدأ المسلمون رسالتهم العالمية بداية حسنة؛ فكانوا نموذجًا حسنًا لتعاليم الإسلام، واستفادوا استفادة صادقة من تاريخ الأمم السابقة. كان اختيار الخليفة على أساس الكفاءة ولا شيء غيرها، وكان الخليفة يأخذ بالشورى؛ فتم منع الاستبداد والاستغلال. وبالنسبة للمال العام فقد كان الخليفة خير راعٍ له، يعمل لصالح الإسلام والمسلمين، لا لمصلحته أو شهواته. ثم بدأ التحول، نشأ عن طبيعة العرب أنفسهم؛ فتغيرت معايير اختيار الخليفة، فأصبحت – بعدما كانت تعتمد على الكفاءة – تعتمد على النَّسب؛ فلم يعد الخليفة أقدر الناس على القيادة، ولم يعد يسمع للشورى، وانفرد بالحكم رجل واحد يزعم لنفسه الكثير، ولم تعد هناك أجهزة رسمية للدعوة إلى الإسلام في أنحاء العالم؛ فانتشر الجهل بالإسلام، واعتقد غير المسلمين أن الإسلام دين قتال فقط، وأصبح الحكام يتصرفون في المال العام كما يشاءون من دون رقيب.
ولقد كان علماء المسلمين أول الأمر لا يتبعون إلا الحق ولا يخافون فيه لومة لائم، ثم جاء من بعدهم من يرى أن إرضاء المستبدين من الدين! ولنتأمل معاملة الخلفاء الراشدين للقادة الكبار؛ فهذا الفاروق (عمر بن الخطاب )، لما قُتِل (النعمان بن مقرن ) في معركة (نهاوند )، جاء البريد إلى المدينة يحمل خبر استشهاده، وكان (عمر ) ينتظر الأنباء؛ فلما سمع الخبر، شهق بالبكاء حتى أن الذي جاءه بالخبر فزع لبكائه. هكذا تعامل الخلفاء الراشدين مع القادة والفاتحين. أما في عهد آخر، فإن قادة الجيوش والفاتحين العظماء في المشرق والمغرب لقوا معاملة سيئة، فقُتِل (محمد بن القاسم ) فاتح (السند )، وعُزِل (موسى بن نصير ) فاتح (المغرب والأندلس ).
لقد أصبحت أمة الإسلام تعاني ضعفًا كبيرًا؛ فإحراج يهودي واحد في (روسيا ) يثير عاصفة من الكلام حول حقوق الإنسان، وعداوة السامية، أما مقتل المئات والألوف من المسلمين في (إفريقيا ) و (آسيا ) و (أوروبا ) فالأمر بسيط، ويُنْسَي بسهولة، وأول من ينساه، هم المسلمون أنفسهم.
لماذا هذا التحول الغريب؟ فبعد أن كانت دولة الإسلام دولة قوية يخشاها أعداؤها، أصبحت دولة ضعيفة. الأساطيل الأجنبية لم تكن تجرؤ أن تمر بالبحر المتوسط إلا بعد أن تأخذ الإذن من الدولة الإسلامية، إذ كان المسلمون يفرضون ضرائب على السفن المارة بشواطئهم، ويبقى السؤال أين المشكلة؟. ❝ ⏤محمد الغزالى السقا
ملخص كتاب ❞ سر تأخر العرب والمسلمين❝
الأمة الإسلامية كانت مضرب الأمثال في الثقافة والحضارة والعلوم، وكان الغرب يأتون إلى بلاد المسلمين ليتعلموا من علماء المسلمين، وكانت دولة الإسلام قوية؛ فكان العالم كله يخشى أن يعتدي على أرض من أراضي المسلمين. أما الآن فالوضع قد تبدل. انتشر الجهل وأصبحت بلاد المسلمين مستباحة، وأصبح الإسلام يُحارَب من داخله، وانتشر الإلحاد بين شباب المسلمين، فما سر هذا التأخر والضعف؟
لقد بدأ المسلمون رسالتهم العالمية بداية حسنة؛ فكانوا نموذجًا حسنًا لتعاليم الإسلام، واستفادوا استفادة صادقة من تاريخ الأمم السابقة. كان اختيار الخليفة على أساس الكفاءة ولا شيء غيرها، وكان الخليفة يأخذ بالشورى؛ فتم منع الاستبداد والاستغلال. وبالنسبة للمال العام فقد كان الخليفة خير راعٍ له، يعمل لصالح الإسلام والمسلمين، لا لمصلحته أو شهواته. ثم بدأ التحول، نشأ عن طبيعة العرب أنفسهم؛ فتغيرت معايير اختيار الخليفة، فأصبحت – بعدما كانت تعتمد على الكفاءة – تعتمد على النَّسب؛ فلم يعد الخليفة أقدر الناس على القيادة، ولم يعد يسمع للشورى، وانفرد بالحكم رجل واحد يزعم لنفسه الكثير، ولم تعد هناك أجهزة رسمية للدعوة إلى الإسلام في أنحاء العالم؛ فانتشر الجهل بالإسلام، واعتقد غير المسلمين أن الإسلام دين قتال فقط، وأصبح الحكام يتصرفون في المال العام كما يشاءون من دون رقيب.
ولقد كان علماء المسلمين أول الأمر لا يتبعون إلا الحق ولا يخافون فيه لومة لائم، ثم جاء من بعدهم من يرى أن إرضاء المستبدين من الدين! ولنتأمل معاملة الخلفاء الراشدين للقادة الكبار؛ فهذا ....... [المزيد]
من بدء الخليقة، والنوع البشري يحيا ويبقى بالزوجين الذكر والأنثى، ولكلا الجنسين خصائصه التي فطره الله عليها، وكلاهما يكمل الآخر، وكلاهما ينتسب إلى آدم – عليه السلام – كما عبَّر عن ذلك القرآن الكريم في قوله – تعالي –: "لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ "، ولكن استضعاف المرأة وإنكار حقوقها طبيعة بشرية من زمن بعيد، حتى أن الأوروبيين كانوا يتساءلون: هل المرأة من الجنس البشري العادي كالرجل؟ وهل لها روح مثل روحه؟ والقوانين الأوروبية على مرِّ التاريخ كانت تكرّم الرجل وتنتقص من المرأة، وكان الهنود إذا مات الزوج وجب أن تموت المرأة معه، مهما كانت صحيحة البدن، وكان عرب الجاهلية يتشاءمون لمولد الإناث، ويقوم بعضهم بدفنهم أحياء. هذه بعض النماذج الوحشية لإنكار حق المرأة في الحياة حتى جاء الإسلام؛ فاحترم المرأة، واستبعد كل النظرات السيئة إليها، ورفض أنواع الإهانات التي كانت تلقاها. وشهد المجتمع العربي - على عهد السلف الأولين - المرأة تتردد على المسجد، وتتعلم الدين كما يتعلم الرجال، وقد تقاتل مع المقاتلين، ....... [المزيد]
هناك من يتهم المسلمين بأنهم عدوانيين؛ فَمَنَ الذين هاجمهم المسلمون؟ في حياة النبي نفسه قاتلوا الرومان في (مؤتة ) و (تبوك )، فَمَنَ الذي جاء بالرومان إلى (مؤتة ) و (تبوك ) رغم أنها بلاد عربية؟ إن الرومان هم من احتلوا (سورية ) و (مصر ) وغيرها من الأراضي العربية. كيف يُعتبر احتلالهم لأراضي الآخرين دفاعًا، وإخراجهم من هذه الأراضي عدوانًا؟ هذا هو منهج الأوروبيون في دراسة التاريخ، وهم يعيدون ما فعلوه قديمًا الآن؛ فهم يعتبرون العرب الذين يقاتلون (إسرائيل ) إرهابيين! كيف هذا؟! والعرب هم أصحاب الأرض وسكان مدنها وقراها منذ قرون. وهؤلاء اليهود هم مَنْ يطردونهم من أرضهم ويخرجونهم منها، ولا عجب؛ فهذا هو منهج الغرب دائما؛ فهم بارعون في قلب الحقائق.
لا يقف أمام هذا الطغيان إلا القوة. إن القتال الذي أعلنه المسلمون على الرومان والفرس ما كان إلا لإنقاذ المظلومين، وردّ الحق لأهله؛ فدولة الإسلام تفعل الخير وتدعوا إليه، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. وهي مع السلام ضد العدوان، ومع العدل ضد الطغيان، ومع الإنسانية ضد البهيمية، وعندما تقاتل غيرها، فهي محكومة بقول الله – ....... [المزيد]
كانت دولة الخلافة الراشدة حريصة على سلامة المعرفة التي تصل إلى المسلمين، فقد كان (علي بن أبي طالب ) يراقب المساجد، ويستمع إلى ما يُلْقَي فيها من دروس، وقد أمر بطرد أعداد من المتحدثين إلى العامة، واستبقى (الحسن البصري ) وحده، حتى لا يترك هؤلاء ليفسدوا الأفكار والعقائد. وقد كان الفاروق (عمر بن الخطاب ) يَقِظًا – إلى حد الغِيرة – نَحْوَ كل ما يرتبط بالعقيدة والسلوك، وكان يوصي أمراء الجيوش بجمع الناس على كتاب الله، والإقلال من الأحاديث النبوية، والسبب في ذلك أمران، أولهما: خوفه من الروايات الضعيفة، والثاني: خوفه من عدم فهم الحديث على وجهه.
ولكن الأمر تغير بعدما انتهى عصر الخلافة الراشدة. وتولى أمر المسلمين خلفاء قاصرين عن الحكم؛ ففي العصر العباسي اتجه المسلمون إلى ترجمة تراث أمم أخرى – والحق أن ذلك مطلوب –، إلا أنه كان من الأفضل أن يقوموا بترجمة الإسلام للناس في كل البلاد، لا أن يترجموا للمسلمين أفكار وخيالات الأمم الأخرى. ونحن نتساءل: هل كان المسلمون في حاجة إلى هذه الترجمات الغربية؟ وقد اتُّهِمَ الفكر الإسلامي أنه منقول عن الفكر اليوناني؛ فقالوا: ....... [المزيد]
الصحوة الإسلامية المعاصرة مهددة من أعداء كثيرين، والغريب أن أخطر خصومها هو نوع من الفكر الديني لبس ثوب السلفية، وهو أبعد الناس عن السلف. هذا الفكر الذي يتعصب لرأيه، ويهاجم كل من خالف هذا الرأي ويصفه بأنه خارج عن السنة؛ فإن زعيم السلفية الأسبق في (مصر ) الشيخ (حامد الفقي ) حلف بالله أن ( أبا حنيفة ) كافرٌ، وقد أُقِيمَت محاضرة في مقر السلفية في (حي الزيتون بالقاهرة ) تحت عنوان ( أبو حامد الغزالي الكافر ).
هذا التفكير المريض لا نتيجة له إلا تمزق الأمة وضياعها. وقد لاحظتُ ثلاث نتائج لهذا العلم المغشوش: الأولى أن بعض الطلاب – الذين لا يحسنون إعراب جملة – يقولون عن الأئمة: هم رجال ونحن رجال! قلت: إن الشعب الإنجليزي لا يتناول رئيسته ( تاتشر ) بهذا الأسلوب، بل يحترمونها ولا يتطاولون عليها، والنبي – صلى الله عليه وسلم – أوصانا في حديثه: "ليس مِنَّا من لم يُوَقِّر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه "، والثانية أن نفرًا من العمال والفلاحين تركوا أعمالهم الحِرَفية أو الفنية، مكتفين بثوب قصير، أو إطلاق لحية، أو ارتداء عمامة لإثبات أنهم متدينين. أما الملاحظة ....... [المزيد]
إن الله يوصي المسلمين أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتواصوا بالحق والصبر. وكان المفروض في مجتمع حكيم متزن أن ييسر الزواج ليمنع الزنا، وأن يجمع الزكاة حتى يحارب الفقر، وأن يبني المدارس حتى ينشر العلم، وأن يؤسس المطابع لنشر الكتب؛ فالتقاليد التي تمسك الأمة وتمنع ميزانها من الظلم تحتاج إلى عقل وضمير، إلا أن المسلمين يعيشون بلا هدف، ويجتمعون ويتفرقون بلا وعي ولا انتماء. ويستحيل أن يقوم للإسلام مجتمع بعد هذا التفكك. ولن تقوم لنا قائمة إلا بالتخطيط الصحيح لإعادة بناء الأمة بالشكل الذي أنزله الله في كتابه ليحق الحق، ويبطل الباطل، ويحترم تقاليد الشرف، ويضع دعائم الأخلاق.
والإسلام طلب من أتباعه إتقان علوم الدنيا لأمور ثلاث:
أولها: تعمير الأرض جزء من رسالة الإنسان على ظهرها، وجزء من العبادة التي خُلِقَ من أجلها، وجزء من التعب الذي يصون به نفسه وأهله وشرفه.
والثاني: الله لم يخلق الإنسان ليشقى، ويجوع ويعرى، بل خلقه مُكَرّمًا، يحمله ما في البر والبحر، وأحل له الطيبات ويسر له الزينة والجمال، بما فوقه من نجوم وما بين يديه من زرع.
والثالث: الجهاد ....... [المزيد]