❞❝
❞ - وكأني أحتمي بها منها.. ˝ أشعرُ بحاجة لا توصف، لا يصدقها العقل، إليكِ أشعر بجوع إلى صدرك، بنهمٍ إلى وجهك ويديكِ ودفئك وفمك وعنقك، إلى عينيك..بنَهَم إليكِ أشعر بجوعٍ وحشيٍّ إلى أخذكِ إلىّ.. احتضانك واعتصارك وإعطائك كل ما فيّ من حاجةٍ إلى أخذ الرعشةِ الإلهيةِ وإعطائها، كياني كله تحفز إليك، إنك تُخيّلين علىّ أفكاري وتلتهمينني˝.
- لم أستطع كتم غيظي هذه المرة واندفعت اندفاع المنتصر....هذه الرسالة ليست لغسان كنفاني.
- صدقت يا علاء، ولكنها موجهة لغادة.
- ماذا تقصدين؟
- هل قرأت كتاب رسائل.....؟
- قاطعتها، عن ظهر قلب.
- لا تتعجل يا حبيبي، هل قرأت كتاب رسائل أنسي الحاج إلى غادة السمان، والذي صدر عنها سنة 2017؟
- لم أتحمل هذه المرة وقع الخبر، هل تقصدين أن هذه الرسالة الفاضحة أرسلها لها عاشق آخر؟
- نعم وأكثر من ذلك، غادة كاتبة جريئة لذلك لا أستغربُ لو نشرت صورًا حميمةً، فكتاباتها تدل أنها لم تكن تخجل من شيءٍ وهي صغيرة، والآن أيضًا لا تخجل من ذلك وهي كبيرة.. وبالرغم من أنه ليس للرسائل محتوى مهم، فهي كرسائل المراهقين، لكني أعتبرها خيانة أمانة ممن أحبها وأهداها مشاعره برسائل يُفترضُ أن لا يشعر بها غيرها . ❝
❞ خرج صوتُ أمل ضعيفاً رقيقاً برقتها وابتسامتها التي ما كانت تفارق محياها يوماً ما .
أنا بخير صديقتي وكل قدر الله خير فلا تستسلمي للحزن والخوف حبيبتي .
ريبيكا : كما عاهدتك قوية ومتماسكة حبيبتي ولا زلنا نستلهم منك قوتنا وأملنا حتى وأنت في لحظات المرض والضعف .
أمل : اليوم المساجد بلا مصليين والكنائس بلا مصليين والمعابد أخليت من الناس والكعبة في سكون لا طواف ولا حراك وما عاد للبشرية من خلاص ٍ إلا بالعودة لربها والإذعان له .
تحاول ريبيكا أن تبدو متماسكة أمام صديقة عمرها والتي بدا نورها يخفت رويداً رويداً وقد وضعت إحدى قدميها نحو مشاعل النور ورحابة السماء .
ومع غروبِ شمسِ يومٍ من أيام اللهفةِ ومعاناةِ قسوة ساعات الانتظار جلس خالد ينظر للشمس وهي تذوب عشقاً في مياه البحر الذي أغراها بحبه وبهجة لقائه حتى ابتلع قرصها القرمزي في محيط مياهه الزرقاء . ❝