❞❝
❞ أنتِ في جلدي
ومع إعلانِ انتصارِ الليل في معركته مع غريمه النهار، وسيطرة العتمةِ على مقاليد الحياة، تسللتُ إلى غرفتي بحذرِ الفارِ من معارك الموت خوفًا من أداة القتل التي يختبئُ خلفها خوفُ الصيادِ، فلستُ على استعدادٍ للدخول في جدال سفسطائيّ مع أمي عن أسبابِ إهمالي لمسألة الزواج التي تصرُ هي عليها، وكيف أنها - ككل أمٍّ - تتمنى أن ترى أحفادها في عين حياتها؟
ألقيتُ بجسدي المتهالكِ على سريري، هذا الصديق الكتوم الذي يمسكُ عن فضح عوالمي السرية في عالم القراءة وتدوين المذكرات، احتضنته برقةٍ لا تخلو بشيءٍ من العنف، ولم َ لا؟ فقليلٌ من العنفِ لا يضرُ.. ها أنا أنزوي في أحد أطرافه.. يومٌ عصيبٌ من العمل، معلمٌ في الصباحِ يكابدُ تقلباتِ الدنيا لاستكمال رسالته التي ورثها عن الأنبياء، ثم عادتي اليومية في ارتياد مكتبةِ مصرَ العامةِ لمعالجة إدماني للقراءة بمزيدٍ من الشغفِ والإدمان.
أشعرُ بإرهاقٍ شديدٍ هذه المرة.. لعله من جراء ما حدث لي اليوم من حالة الاندماج فيما أقرأ والتي تعاودني على فتراتٍ متقطعةٍ . ❝