❞❝
❞ قد أنهى عمله بمشغله ومرَّ بالحانة الصغيرة المقابلة للبحر بباب الواد فيشرب نصف زجاجة النبيذ وسط ندمائه، ثم يضع له الساقي نصفها المتبقي في كيس ورقي ليكمله في الدار وسط استهجان زوجته وبناته الذي أصبح جزءًا من روتينه اليومي . ❝
❞ “هذا شيء آخر . لا تظن أني أتبرأ من أصلي أو الماضي. ليس هناك شي مفرح في ماضينا، لكنه في الأول والأخير ماضينا، ونمتلكه كا يمتلكنا . أنت لا تستطيع أن تكون صادقا هنا وتنجو. لتتجنب الموت عليك أن تكذب، أو على الأقل لا تفتح قلبك على مصراعيه للغرباء. وأنت تفهم، حين يفتح أحدهم فاها أمامك في الغربة، بتلك اللغة التي تفتقدها وتشتهي وقعها، تنفك عقدة القلب وتسكب روحك أمامه. لكن إن أردت أن تكذب فلا أسهل من أن تفعل ذلك بلسان أجنبي. لذلك أحدثك بالعربية لأكذب. أليس الحديث بلغة غريبة كذب تقترفه الروح باي حال˝.” . ❝
❞ “كل شيء مؤقت هنا، الانتظار، وبين وبين، كما أن كل شيء خانق ومحبط هناك. والانتظار أقسى من اليأس أحيانا كثيرة، وهو لن يعي هذا. ليس هناك ما هو أكثر من بؤس حياة لم يبق منها سوى لعبة الذاكرة. معركة طويلة ضد النسيان، ومحاولة لا تنتهي للتمسك بالماضي. محاولة لاستحضاره في المكان الخطأ والزمن الخطأ. أعرف أنه لن يفهم أن محاولة الهرب والفشل وإعادة المحاولة أهون على الروح من الحنين إلى الأسر. لن يستوعب أن الأمل في النجاة أفضل من نجاة نكتشف أنها خدعة. وأفهم لماذا لن يفهم هذا كله وأعذره.” . ❝