❞ صحيفه ماڤن الإلكترونية🗞
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حوار صحفي مع الموهبة الرائعة في مجال الكتابة
أسمك : أم الخير محمد.
المحافظه: الحديدة
تخصصك : فتاة لم تكمل تعليمها بسبب عاداتٍ وتقاليدٍ حبست أجنحة أحلامها، لكنها لم تحبس روحها.
عمرك: أعيش في الواحد والعشرين من عمري، وكل خريفٍ يمر عليّ يُعلّمني أن الجمال يمكن أن يولد من السقوط.
س_هل يمكنك أن تحدثنا قليلاً عن نفسك وكيف بدأت رحلتك في الكتابة؟
طموحي رقيق كنسمة صباح، لكنه عنيد كصخرة في وجه العواصف. رغم حساسيتي التي تجعلني أتألم من أبسط الخدوش، إلا أنني أُعطي بلا حساب. لا أعبأ بالعقبات، فأهم ما يشغلني هو تنفيذ ما أؤمن به، حتى وإن تطلّب الأمر كسر المستحيل.
رحلتي في الكتابة بدأت قبل خمسة أعوام، لكنها لم تكن البداية الحقيقية. كانت الكتابة مغروسة في أعماقي منذ طفولتي، كزهرة تنتظر المطر. لكن قوة الخذلان هي التي أزهرتها. خذلان أعاد تشكيل روحي، وأعطاني القدرة على تحويل الألم إلى كلمات، والكلمات إلى حياة. لقد دفعت الكثير للوصول إلى ما أنا عليه اليوم. ربما لو كان أحدٌ غيري في مكاني، لكان قد استسلم منذ زمن، لكنني اخترت المواجهة، لأن الكتابة بالنسبة لي ليست مجرد موهبة، إنها سلاحٌ، ملاذٌ، وأملٌ لا ينطفئ.
س_ هل يمكنك أن تعرف بنفسك بطريقة فلسفية
أنا أم الخير، كغيمةٍ تحمل الخير في جناحيها، تمضي برفقٍ لتلون ما تعبره سحبي. في داخلي طموحٌ يشبه الجبال، لا ينكسر مهما عصفت به الرياح، وشفافية تُشبه قطرات المطر، تغسل ما يعلق بالأرواح من أوجاع. أعيش بين أجنحة الأحلام، أُضيء الدروب المعتمة بنبضٍ لا يعرف الانطفاء، وأبحث عن الجمال حتى في رماد الأيام.
س_من أو ما الذي ألهمك لتصبح كاتبًا؟
الإلهام؟ إنه نبعٌ داخلي يتدفق من إرادتي التي لا تلين، ومن نفسي التي علمتني أن القوة الحقيقية تكمن في مواجهة العتمة بالكلمات. لم يكن هناك شيء أو شخص محدد؛ كانت نفسي هي المعلم والدليل، ألمح فيها انعكاس الحكايات التي تستحق أن تُروى.
س_ لمن تهدي كل نجاحاتك في هذا المجال؟
لو كان بوسعي، لأهديتها لمن وقف بجانبي يومًا، لكنني لم أجد أحدًا على الطريق. لذلك، أهديها لنفسي، لتلك الروح التي مضت وحدها، تتكئ على الأمل، وتشق طريقها بثقة، دون أن تنتظر دعمًا أو تصفيقًا من أحد.
س_حدثنا عن كتابك الأخير او الذي مازلت تألفه ما هو الموضوع الرئيس الذي يناقشه؟
كتابي الأخير أنفاس مجهولة هو مرآةٌ تعكس الغموض والخيال الممتزج بواقعٍ تتأرجح فيه الحياة بين المرارة والفرح. يناقش الكتاب تلك الحقائق التي نظنها غائبة، لكنها أمامنا، تنتظر أن نرى بوضوح. أحيانًا نفتح أعيننا بعد فوات الأوان، فنكتشف أن المجهول كان قريبًا جدًا، وأن لحظة الإدراك هي آخر ما نملك. إنه رسالةٌ للقلب، بأن يحتضن الحياة قبل أن تنفلت من بين أصابعه.
س_ما الذي دفعك لاختيار هذا الموضوع بالتحديد؟ هل هناك تجربة شخصية خلفه؟
لا أعلم السبب بدقة، لكنه تناقضٌ متشابك بين تجارب عشتها وأخرى رأيتها في واقع الحياة. الحقيقة أن هناك الكثير ممن يعانون من المجهول، يتركون أرواحهم عالقة بين أنفاسٍ مجهولة لا ملامح لها. أردت أن أمنح تلك الأنفاس صوتًا، أن أُضيء العتمة التي تحيط بها، لعلني أخبر أولئك الذين فقدوا أنفسهم أن الحياة تستحق أن نراها.
الحياة فانية، ونحن عابرون فيها. لنعشها بكل حبٍ وتسامح، فمن يعلم؟ قد نغادر أو يغادر من نحب فجأة، دون فرصة أخرى للرؤية بوضوح.
س_كيف تختار مواضيع كتبك؟ هل هناك عملية محددة تتبعها؟
لم تكن هناك خطة أو مسار مرسوم لأي من كتبي حتى الآن. كل ما في الأمر أن عقلي يرسم صورة، وقلبي ينزف شعورًا، فأبدأ بتشكيلهما على هيئة كلمات تُحيي الحلم بعنوانٍ يُلخّص الروح التي يحملها النص.
س_ما هي روتينك اليومي في الكتابة؟ هل تفضل الكتابة في وقت محدد من اليوم او متى ماكنت متفرغ؟
ليس لدي وقت محدد. الكلمات تنبت في عقلي، أُدوّنها داخلي، أحفظها كما هي حتى أجد لحظة صفاء أفرغ فيها ما حملته طوال اليوم. الكتابة بالنسبة لي ليست جدولًا، بل انفجار شعورٍ يطلب الخروج وقتما يشاء.
س_كيف تصف العملية الإبداعية لديك؟ هل تبدأ بفكرة معينة أم تتدفق الأفكار تدريجيًا أثناء الكتابة؟
العملية الإبداعية لدي متأرجحة بين الثبات والانسياب. أحيانًا أبدأ بفكرة واضحة تتربع في ذهني، وأحيانًا أخرى تنساب الأفكار تدريجيًا، كقطرات مطرٍ تتجمع حتى تصنع نهرًا لا يُوقفه شيء.
س_هل تواجه أحيانًا أزمة الكاتب، وكيف تتعامل معها، وماهيا الازمات التي تواجهك؟
أجل، أواجهها كثيرًا. كيف أتعامل معها؟ لا أعلم حقًا، لكني أمضي بثقة في نفسي، وفي إرادتي التي تأبى التراجع. عقلي يخبرني دائمًا أن الأمور ستنجح، وأن لكل أزمة نهاية، فأُسحق كل عائق مهما كلفني الأمر. أزماتي متنوعة، لكنها تدور في فلك التحدي المستمر لعالمٍ قد لا يفهم الكاتب، ولكنني أجد في عزيمتي وأحلامي صديقاتٍ ترفعني فوق تلك الأزمات.
من هم الكُتاب أو الأعمال التي تأثرت بها؟
هل هناك كاتب أو كتاب تعتبره قدوة لك في الكتابة؟
كل كاتبٍ له بصمته، وكل عملٍ له سحره الخاص. أنا أُقدّر الاختلاف؛ فهو الذي يلفتني ويجذبني أكثر من أي شيء آخر. من بين الكتّاب الذين أثروا بي، أدهم الشرقاوي، ليس لأن كلماته غامضة، بل لأنها تُحاكي الروح بصدق، تُزهر القلب، وكأنها تحدثنا عنّا، بأبسط العبارات وأعمقها.
س_ما الرسالة التي ترغب بتوصيلها من خلال أعمالك؟
رسالتي ليست موجهة بوضوح، فهي أقرب إلى أنفاس تحمل نورًا. كل ما أتمناه هو أن تجد كلماتي طريقها إلى الأرواح التي فقدت الأمل، أن تزرع فيهم شعاعًا صغيرًا يعيد لهم الحياة، ولو بقدر بسيط.
س_ما هي أكبر التحديات التي واجهتها في مسيرتك الأدبية؟ وكيف تغلبت عليها؟
واجهت الكثير من التحديات، لكن أكثرها كان تلك الأصوات التي تهمس "مستحيل"، "لن تفعليها"، أو "هذا ليس مجالك". صنعت المستحيل على الرغم منها، وجعلت من كلماتي جسرًا أعبر به نحو النجاح. تغلبت على كل شيء بثقتي بالله، وروحٍ تعلمت أن تصنع من الألم جمالًا، ومن الانكسار قوة، ومن الحزن فخرًا لا يضاهى.
س_كيف تواجه النقد؟ هل تتقبل النقد بسهولة؟
أواجه النقد بصدرٍ رحب، وأتقبله بكل حب وسلاسة. كل حرف يقال، مهما كان، أراه كالبذرة الأولى لنبتةٍ جديدة في حديقة قلمي. أجعل منه بداية لتشكيل أشياء أعمق وأجمل، فالنقد ليس سوى مرآة تعكس لي زوايا لم أرها في نفسي.
ي_هل تعمل حالياً على مشروع جديد؟ هل يمكنك أن تكشف لنا بعض التفاصيل؟
نعم، كما ذكرت في حديثٍ سابق، أعمل على كتابٍ جديد بعنوان "أنفاس مجهولة". هو كتاب يحمل بين صفحاته مزيجًا من الغموض والخيال، يتناول حقائق نظنها مجهولة، لكنها كانت دائمًا أمام أعيننا، وحين ندركها قد يكون الأوان قد فات.
س_ما هي طموحاتك المستقبلية في مجال الكتابة؟
طموحاتي لا تسير وفق خارطة بعيدة المدى، فأنا أترك الأمور تنساب مع مرور الوقت. أكتب ما يرسمه عقلي وما ينزفه قلبي، دون أن أضع حدودًا لما يمكن أن أصل إليه. كل خطوة هي وجهة بحد ذاتها.
س_ما النصيحة التي تقدمها للكتاب المبتدئين؟
ازرعوا الثقة في أرواحكم أولاً، وتقبلوا كل شيء يأتي في طريقكم، سواء كان دعمًا أو عثرات. انهضوا دومًا، فكل نهاية مؤلمة قد تكون بداية مشرقة. واجعلوا القراءة رفيقكم، ليس فقط بين دفتي الكتب، بل قراءة الحياة وكل ما يمر بكم. القراءة هي سلاح العقل ونافذة الإبداع.
س_كيف ترى مستقبل الأدب في العالم العربي أو على المستوى العالمي؟
أتمنى أن يحظى الأدب العربي بمكانة أعظم مما هو عليه الآن، مكانة تليق بعمقه وثقافته وفنونه. أدبنا يستحق أن يتحدث للعالم بلغة الإبداع، وأن يجد بين الأمم موقعًا يعبر عن هويتنا بقوة.
وأرجو أن يزدهر ليُظهر للعالم ثقافتنا وفننا بحلةٍ تليق بعظمتنا.
س_ما هي هواياتك أو اهتماماتك خارج الكتابة؟
لا أملك هواية محددة، لأنني أؤمن أن كل شيء يمكن أن يصبح شغفًا إذا توافرت العزيمة والثقة. أحب الطهي كثيرًا، أصنع أطباقي بروحي، كما أصنع كلماتي، أُضفي عليها لمساتي الخاصة فتخرج كما أحب.
س_كيف توازن بين حياتك الشخصية والكتابة؟
أسير بهما جنبًا إلى جنب، أتعامل معهما كخطين متوازيين لا يتقاطعان، لكن كلاهما يكمل الآخر. أكتب حين تحتاج روحي للتنفيس، وأعيش حياتي حين تشتاق الروح للهدوء.
س_ هناك دائماً أحلام لكل شخص فماذا يكون حلمك؟
كنت أتمنى أن أشارك نجاحاتي وانكساراتي مع شخصٍ حقيقي، لكنني أدركت أن ذلك ضربٌ من المستحيل. كثيرون يحبوننا حين نكون مزهرين، قليلون يتحملون شتاء أرواحنا. لذا أصبح حلمي صباحًا جديدًا بعيدًا عن الخذلان، عالمًا سالمًا مطمئنًا، وهدوءًا يزور قلبي دون أن أبحث عنه.
س_ماهدف في الحياه بشكل عام؟
ألا أترك أثرًا إلا طيبًا، أن يكون وجودي سلامًا لمن حولي، وأن أكون سببًا في ابتسامة أحدهم أو إزهار روحه.
س_هل يمكنك أن تقدم نصيحه عامه من تجربه شخصية.
لا تنتظروا شيئًا من أحد، كونوا أنتم النور الذي يُنير ذواتكم. ثقوا بالله وبأنفسكم، ولا تمنحوا الثقة لمن لا يستحقها، لأن فقدانها مؤلم جدًا. لا تنكسروا مهما كانت الحياة قاسية، وحتى إن انكسرتم، لا تُظهروا ضعفكم لأحد. تذكروا أن كل ما تزرعونه من خيرٍ أو شر سيعود إليكم يومًا، والدنيا وإن بدت ظالمة أحيانًا، فإنها تدور لتعيد الحقوق وتوزع الأقدار.
س_ هل لديك مقوله او نص تعتز به من كتباتك
لا أعتقد أن هناك نصًا واحدًا فقط. كل ما أكتبه يحمل جزءًا مني، وكل جملة أكتبها هي مرآة لروحي.
س _ هل لديك إنجازات ورقية في مجال الأدب
نعم، أصدرت كتابين ورقيين: بوح ولو لم يكن، وأعمل حاليًا على إصدار كتابي الجديد أنفاس مجهولة، وأسأل الله أن يرى النور قريبًا.
وفي ختام هذا الحوار نرجو أن نكون قد اسعدناكم ونتمنى التوفيق والنجاح الدائم للجميع
المحررة/بشرى المضلعي ❝