█ حصرياً جميع الاقتباسات من أعمال المؤلِّف ❞ محمد العبده طارق عبد الحليم ❝ أقوال فقرات هامة مراجعات 2024 ولد الدكتور القاهرة بحيّ الجامع الإسماعيلي الأول سبتمبر عام 1948 عن والده الحفيظ أحمد المحامي ورئيس نقض الضرائب سابقاً وسليل أسرة أعيان محافظة قنا بصعيد مصر ❰ له مجموعة الإنجازات والمؤلفات أبرزها المعتزلة بين القديم والحديث الناشرين : مكتبة الكوثر الرياض ❱
بدأت رحلة الشيخ مع الدعوة المباركة إبّان الستينيات حين اشتد الصراع في نفسه بين ما تعوّد الشباب من ثقافة وحياة تعلن الإسلام اسماُ وتنكره واقعاً وبين ثقافة وحياة إسلامية يقرؤونها ولا يجدون صداها في واقعهم المشهود، كذلك حين اشتد الصراع في مصر بين النظام السياسي والجماعات الإسلامية الأصولية تتحسس طريقها على استحياءٍ بين صفوف الشباب ممن صدمه الواقع المرير.
كان العامل الأساسيّ الذي حسم الصراع في نفس الشيخ وفي الواقع المصري آنذاك هو محاكمة الأستاذ سيد قطب، ثم إعدامه من قِبل نظام الزعيم عبد الناصر عام 1966. حُسم الصراع في نفسه لصالح الدعوة المباركة، كما حُسم في الواقع المصريّ لصالح الدعوة كذلك كما يعرف ذلك من عايش حقبة السبعينيات في مصر، وهو أمر لا محل للتوسع فيه في هذا التعريف.
بدأت رحلة الدعوة المباركة، إذن، في منتصف الستينيات بنسخ كتب الأستاذ الشهيد سيد قطب باليد وتوزيعها بين طلاب الجامعة، ثم تدرجت بعدها وامتدت مساحة أربعين عاما في الزمان والعالم العربي وأوروبا وأمريكا في المكان، والله الهادي لما كان.
كانت القراءة هي النشاط الأساسي الذي يشغل الشيخ منذ صباه، ثم حين حدث ما حدث من حسم للصراع النفسيّ توجه الشيخ للقراءة في كل مجالات المعرفة الإنسانية، فولع بقراءة وحفظ الشعر العربيّ قديمه وحديثه، وطالع أمهات الكتب في التاريخ العالمي وفي التاريخ الإسلامي على السواء، وفي الفلسفة الغربية من يونانيها إلى حديثها، واطلع على العديد من الكتب في علم النفس والرياضيات، ثم اتجه إلى التخصص في دراسة العلوم الإسلامية، فالتحق بمعهد الدراسات الإسلامية بالزمالك وأمضى عامين تتلمذ فيهما على أيدي أكابر الشيوخ في مجالات شتى كالشيخ الباقورى في اللغة العربية، والدكتور محمود قاسم في تاريخ العلوم الإسلامية والدكتور حسن إبراهيم حسن في التاريخ الإسلاميّ، والدكتور غريب الجمال والدكتور محمود حلمي وغيرهم.
ثم بدأ الشيخ رحلته مع العلوم الإسلامية في أوائل السبعينيات، فقرأ أعمال شيخ الإسلام بن تيمية وبن القيم وتلاميذهما كابن عبد الهادي وبن رجب الحنبليّ، ثم الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام المودودي، وتعرف على التوحيد والإيمان وحدودهما. كما اطلع على أمهات كتب التاريخ وموسوعات الفقه المقارن وكتب الحديث وأصوله. كما قرأ ما دوّن الأستاذ سيد وغيره من أئمة العصر الحديث كالعلامة محمود محمد شاكر والإمام أحمد شاكر والدكتور محمد محمد حسين والإمام محمد بن صالح العثيمين والإمام عبد العزيز بن باز وغيرهم كثير من أهل الفضل والعلم.
ولكن الشيخ كان قلبه قد تعلق بحب علم أصول الفقه لما فيه من تناسب للطبيعة المنطقية الرياضية التي زرعها الله في فطرته، ولأن علم الأصول هو الذي يُصلح ما اعوجّ من مناهج النظر وأصول الاستدلال بفعل الثقافة الحديثة التي بدّلت قوالب النظر واستبدلت أصول الاستدلال. فقرأ الشيخ غالب ما دونته الإئمة في علم الأصول كأصول السرخسيّ وبن الحاجب وإحكام بن حزم وإحكام بن عبد السلام وموافقات الشاطبي والمستصفى والمنخول للغزالي والبرهان للجويني وإرشاد الفحول للشوكاني وغير ذلك من الكتب قديمها وحديثها، وهو ما اعتمد عليه بعد توفيق الله في تدوين كتابه في الأصول "مفتاح الدخول إلى علم الأصول".
وقد أُسعد الله الشيخ بمقابلة ومعاشرة العديد من مشايخ الدعوة المباركة فصاحب منهم من صاحب وتتلمذ على يد من تتلمذ، وانتفع بهذا وبذاك أيما انتفاع فجزى الله أصحابه ورفاق طريقه خيرا كثيراً.
وقد صدر للشيخ العديد من الكتب التي غطت مساحة من العلوم الإسلامية كالعقيدة والفرق وأصول الفقه كما نشر عشرات من المقالات السياسية والدينية والأدبية في عدد من الصحف والدوريات كالمنار الجديد ومجلة البيان التي شارك بجهد في إصدارها بلندن في منتصف الثمانينيات من القرن المنصرم. كما أصدر الشيخ "كتابا بالإنجليزية" – "فتنة أدعياء السلفية وانحرافاتهم" - وقد ترجم كذلك للعربية. ونشر العديد من المقالات بالإنجليزية التي كان لها أثر كبير في مقاومة البدعة وخاصة الصوفية، وفي تنمية الحسّ السنيّ في تلك الناحية من العالم. كذلك فقد ترجم العديد من كتبه للغة الأردية ككتاب المعتزلة، والصوفية ومفتاح الدخول إلى علم الأصول، وحقيقة الإيمان، وذاعت في أوساط أهل السنة والجماعة في باكستان.
كما شارك الشيخ طارق عبد الحليم في عدة مؤتمرات بأمريكا وكندا ولكنه اختار العزلة بعد أن رأي ضعف الفائدة التي تعود على المسلمين من مثلها إلى جانب ضياع الوقت والمال.
وقد أنشأ الشيخ "دار الأرقم" بعد اسقراره في كندا في أواخر الثمانينيات، وبدأ تدريس دبلوم الشريعة الإسلامية بالتعاون مع "الجامعة الإمريكية المفتوحة" ومنح الدبلوما للعديد من الطلبة. كذلك أخرج مجلة "أمة الإسلام" في العربية والإنجليزية لعدة أعوام في تورونتو.
ولا يزال الشيخ يدعو ربه أن يفسح له في الأجل ليتم بعض ما عزم على إتمامه من عمل، ثم أن يتقبله منه خالصاً لوجههه بريئا من الرياء، مستقيماً على سنة نبيه . وهاكم بعض ما تفضلت به المنة الإلهية علي الشيخ من كتب ومقالات.
الحمد لله وحده
❞ الْمُعْتَزِلَةُ (والمفرد: مُعْتَزِلِيّ) هي فرقةٌ كلاميّةٌ ظهرت في أواخر العصر الأموي (بداية القرن الثاني الهجري) في البصرة وازدهرت في العصر العباسي.
لعبت المعتزلة دوراً رئيساً على المستوى الديني والسياسي. غلبت على المعتزلة النزعةُ العقلية فاعتمدوا على العقل في تأسيس عقائدهم وقدموه على النقل، وقالوا بالفكر قبل السمع، ورفضوا الأحاديث التي لا يقرها العقل حسب وصفهم، وقالوا بوجوب معرفة الله بالعقل ولو لم يرد شرعٌ بذلك. وأنه إذا تعارض النص مع العقل قدموا العقل لأنه أصل النص، ولا يتقدم الفرع على الأصل.
والحسن والقبح يجب معرفتهما بالعقل، فالعقل بذلك موجبٌ، وآمرٌ وناهٍ. ينقدُهم معارضوهم أنهم غالوا في استخدام العقل وجعلوه حاكماً على النص، وبذلك اختلفوا عن السلفية الذين استخدموا العقل وسيلة لفهم النص وليس حاكماً.
من أشهر المعتزلة واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، وإبراهيم النظام، وهشام بن عمرو الفوطي، والزمخشري صاحب تفسير الكشاف، والجاحظ، والخليفة المأمون، والقاضي عبد الجبار. كان للمتعزلة تأكيدٌ على موضوع التوحيد. وبقي القليل من آثار المعتزلة لقرون ولم يعرف عنه سوى من كتابات آخرين أشاروا إليهم عبوراً أو عارضوهم.
إلى أن اكتشفت البعثة المصرية في اليمن أهم كتاب في مذهب الاعتزال وهو ˝المغني في أبواب التوحيد والعدل˝ للقاضي عبد الجبار وله أيضاً كتاب شرح الأصول الخمسة.
وصلت الحركة إلى ذروتها السياسية خلال الخلافة العباسية خلال محنة خلق القرآن، وهي فترة الاضطهاد الديني التي أسسها الخليفة العباسي المأمون حيث عاقب علماء الدين، أو سجنوا أو حتى القتل ما لم يمتثلوا لعقيدة المعتزلة. واستمرت هذه السياسة في عهد المعتصم والواثق.
يُعتقد أن أول ظهور للمعتزلة كان في البصرة في العراق، ثم انتشرت أفكارهم في مختلف مناطق الدولة الإسلامية كخراسان وترمذ واليمن والجزيرة العربية والكوفة وأرمينيا إضافة إلى بغداد. اختلف المؤرخون في بواعث ظهور مذهب المعتزلة واتجهت رؤية العلماء إلى سببين رئيسيين: سبب ديني وسبب سياسي.
يشير المؤرخون إلى أن الاعتزال حدث بسبب اختلاف في بعض الأحكام الدينية كالحكم على مرتكب الكبيرة. كما أن السبب الرئيسي فيه هو توسع الدولة العباسية في الفتوحات الإسلامية، وبدأت خلال هذا التوسع تتسرب أفكار فلسفية يونانية. عند نهاية القرن الأول كان قد توسع ودخلت أمم عديدة وشعوب كثيرة في الإسلام ودخلت معها ثقافات مختلفة ودخلت الفلسفة . ❝