❞ الْمُعْتَزِلَةُ (والمفرد: مُعْتَزِلِيّ) هي فرقةٌ كلاميّةٌ ظهرت في أواخر العصر الأموي (بداية القرن الثاني الهجري) في البصرة وازدهرت في العصر العباسي.
لعبت المعتزلة دوراً رئيساً على المستوى الديني والسياسي. غلبت على المعتزلة النزعةُ العقلية فاعتمدوا على العقل في تأسيس عقائدهم وقدموه على النقل، وقالوا بالفكر قبل السمع، ورفضوا الأحاديث التي لا يقرها العقل حسب وصفهم، وقالوا بوجوب معرفة الله بالعقل ولو لم يرد شرعٌ بذلك. وأنه إذا تعارض النص مع العقل قدموا العقل لأنه أصل النص، ولا يتقدم الفرع على الأصل.
والحسن والقبح يجب معرفتهما بالعقل، فالعقل بذلك موجبٌ، وآمرٌ وناهٍ. ينقدُهم معارضوهم أنهم غالوا في استخدام العقل وجعلوه حاكماً على النص، وبذلك اختلفوا عن السلفية الذين استخدموا العقل وسيلة لفهم النص وليس حاكماً.
من أشهر المعتزلة واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، وإبراهيم النظام، وهشام بن عمرو الفوطي، والزمخشري صاحب تفسير الكشاف، والجاحظ، والخليفة المأمون، والقاضي عبد الجبار. كان للمتعزلة تأكيدٌ على موضوع التوحيد. وبقي القليل من آثار المعتزلة لقرون ولم يعرف عنه سوى من كتابات آخرين أشاروا إليهم عبوراً أو عارضوهم.
إلى أن اكتشفت البعثة المصرية في اليمن أهم كتاب في مذهب الاعتزال وهو "المغني في أبواب التوحيد والعدل" للقاضي عبد الجبار وله أيضاً كتاب شرح الأصول الخمسة.
وصلت الحركة إلى ذروتها السياسية خلال الخلافة العباسية خلال محنة خلق القرآن، وهي فترة الاضطهاد الديني التي أسسها الخليفة العباسي المأمون حيث عاقب علماء الدين، أو سجنوا أو حتى القتل ما لم يمتثلوا لعقيدة المعتزلة. واستمرت هذه السياسة في عهد المعتصم والواثق.
يُعتقد أن أول ظهور للمعتزلة كان في البصرة في العراق، ثم انتشرت أفكارهم في مختلف مناطق الدولة الإسلامية كخراسان وترمذ واليمن والجزيرة العربية والكوفة وأرمينيا إضافة إلى بغداد. اختلف المؤرخون في بواعث ظهور مذهب المعتزلة واتجهت رؤية العلماء إلى سببين رئيسيين: سبب ديني وسبب سياسي.
يشير المؤرخون إلى أن الاعتزال حدث بسبب اختلاف في بعض الأحكام الدينية كالحكم على مرتكب الكبيرة. كما أن السبب الرئيسي فيه هو توسع الدولة العباسية في الفتوحات الإسلامية، وبدأت خلال هذا التوسع تتسرب أفكار فلسفية يونانية. عند نهاية القرن الأول كان قد توسع ودخلت أمم عديدة وشعوب كثيرة في الإسلام ودخلت معها ثقافات مختلفة ودخلت الفلسفة... ❝ ⏤محمد العبده طارق عبد الحليم
❞ الْمُعْتَزِلَةُ (والمفرد: مُعْتَزِلِيّ) هي فرقةٌ كلاميّةٌ ظهرت في أواخر العصر الأموي (بداية القرن الثاني الهجري) في البصرة وازدهرت في العصر العباسي.
لعبت المعتزلة دوراً رئيساً على المستوى الديني والسياسي. غلبت على المعتزلة النزعةُ العقلية فاعتمدوا على العقل في تأسيس عقائدهم وقدموه على النقل، وقالوا بالفكر قبل السمع، ورفضوا الأحاديث التي لا يقرها العقل حسب وصفهم، وقالوا بوجوب معرفة الله بالعقل ولو لم يرد شرعٌ بذلك. وأنه إذا تعارض النص مع العقل قدموا العقل لأنه أصل النص، ولا يتقدم الفرع على الأصل.
والحسن والقبح يجب معرفتهما بالعقل، فالعقل بذلك موجبٌ، وآمرٌ وناهٍ. ينقدُهم معارضوهم أنهم غالوا في استخدام العقل وجعلوه حاكماً على النص، وبذلك اختلفوا عن السلفية الذين استخدموا العقل وسيلة لفهم النص وليس حاكماً.
من أشهر المعتزلة واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، وإبراهيم النظام، وهشام بن عمرو الفوطي، والزمخشري صاحب تفسير الكشاف، والجاحظ، والخليفة المأمون، والقاضي عبد الجبار. كان للمتعزلة تأكيدٌ على موضوع التوحيد. وبقي القليل من آثار المعتزلة لقرون ولم يعرف عنه سوى من كتابات آخرين أشاروا إليهم عبوراً أو عارضوهم.
إلى أن اكتشفت البعثة المصرية في اليمن أهم كتاب في مذهب الاعتزال وهو ˝المغني في أبواب التوحيد والعدل˝ للقاضي عبد الجبار وله أيضاً كتاب شرح الأصول الخمسة.
وصلت الحركة إلى ذروتها السياسية خلال الخلافة العباسية خلال محنة خلق القرآن، وهي فترة الاضطهاد الديني التي أسسها الخليفة العباسي المأمون حيث عاقب علماء الدين، أو سجنوا أو حتى القتل ما لم يمتثلوا لعقيدة المعتزلة. واستمرت هذه السياسة في عهد المعتصم والواثق.
يُعتقد أن أول ظهور للمعتزلة كان في البصرة في العراق، ثم انتشرت أفكارهم في مختلف مناطق الدولة الإسلامية كخراسان وترمذ واليمن والجزيرة العربية والكوفة وأرمينيا إضافة إلى بغداد. اختلف المؤرخون في بواعث ظهور مذهب المعتزلة واتجهت رؤية العلماء إلى سببين رئيسيين: سبب ديني وسبب سياسي.
يشير المؤرخون إلى أن الاعتزال حدث بسبب اختلاف في بعض الأحكام الدينية كالحكم على مرتكب الكبيرة. كما أن السبب الرئيسي فيه هو توسع الدولة العباسية في الفتوحات الإسلامية، وبدأت خلال هذا التوسع تتسرب أفكار فلسفية يونانية. عند نهاية القرن الأول كان قد توسع ودخلت أمم عديدة وشعوب كثيرة في الإسلام ودخلت معها ثقافات مختلفة ودخلت الفلسفة. ❝
❞ اقتباس من كتاب
ضياع التشريعات والأحكام
تطبيق عملي لفتنة خلق القراءن
استحلال الربا في هذا الايام هو
تطبيق واقعي لفتنة خلق القران
الحلقة الثانية
بقلم د محمد عمر
ايها الاخوة الاحباب قدمت في مقالي السابق مقدمة شرحت فيها ما المقصود بفتنة خلق القراءن التي تصدي لها الامام احمد بن حنبل حتي انكشفت للناس وظهر الحق وعاد الخليفة العباسي الي مذهب اهل السنة والجماعة ( ان القراءن كلام الله غير مخلوق )وان احكام القراءن باقية حتي قيام الساعة من غير تعطيل ولا تحريف ولا فناء
فمن ترك حكما من الاحكام فليحتج انه جاهل بالحكم او عاجز عن الاتيان به وحذاري من القول بتعطيل الاحكام او فناءها
فما اشبه من يقول بالفناء والتعطيل بالمعتزلة في الزمن الاول
وتعالو بنا الي محور الكلام وهو قضية الربا التي جاءت صريحة في ايات القراءن
قال تعالي في سورة البقرة
الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بانهم قالو انما البيع مثل الربا واحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهي فله ما سلف وامره الي الله ومن عاد فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار اثيم
ويقول تعالي في نفس السورة
يا ايها الذين امنوا اتقو ا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلو فاذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وان كان ذو عسرة فنظرة الي ميسرة وان تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون .
ويقول الله تعالي في سورة ال عمران
يا ايها الذين امنو لا تاكلو الربا اضعافا مضاعفة واتقول الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي اعدت للكافرين واطيعو الله والرسول لعلكم ترحمون
نعم ايها الاخوة الاحباب فهذا حكم اكل الربا جاء في سورتي البقرة وال عمران وهي من كبار السور المدنية ولا شك ان هذه الايات محكمة ولا اظن احد من اهل العلم انكر حجتها علي كل مسلم ولا يمكن ان يدعي انها ايات منسوخة او معطلة
اضف اليها الاحاديث الصحيحة من سنة رسول الله حيث قال صلي الله عليه وسلم
لدرهم واحد من ربا اشد عند الله من ست وثلاثين زنية ادناها ان يزني الرجل بامه
وقوله صلي الله عليه وسلم لعن الله اكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه
والسؤال الان الي كل من يتعاملون بالربا اكلين او موكين او كاتبيه او شهوده
ما رايكم في هذه الايات اهي ساريه الي قيام الساعة ام معطلة ام منسوخة
فان كانت الايات شريعة محكمة في كتاب الله فما حجتكم في التعامل بالربا اكلين ام موكلين ام كتاب ام شهود ؟
فان قلتم نحن نجهل الحكم فقد اقيمت عليكم الحجة ورفع عنكم الجهل فتوبو الي ربكم
وان كنتم مستحلين فامركم الي ربكم واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله
اما ان كنتم متاولين فتعالو بنا نطرح شبهاتكم للحكم عليها من خلال شريعة الله تعالي
اولا
شبهة ان اموال البنوك ليست ربا وان كثيرا من اهل العلم اجازوها باعتباها تجارة تدر ارباحا ونحن نضارب باموالنا في البنوك ونكسب من ريعها
ونحن نسالك في اي شئ تتاجرون؟
وهل تجارتكم هذه في الحلال ام في المحرمات؟
وهل هناك تجارة تكسب علي الدوام دون اي خسارة ؟
اتحدي اي مسلم يضع امواله في البنك ان يعرف اين ماله وفي اي شئ يتاجر وهل هناك تجارة دخلها ثابت ؟
فان قال لنا انا اتاجر فقط مع البنوك الاسلامية واترك البنوك غير الاسلامية نقول له يا عزيزي هذه فقط مسميات فان القوانين العامة التي تعمل بها البنوك انما هي خاضعة لقوانين البنك الفيدرالي الامريكي والبنك الدولي التابع للامم المتحدة والذي من خلاله يستعبدون الامم .
فما الفارق بين البنك الاسلامي وغيره من البنوك الا انهم يكذبون علي الناس بخدعة الارباح المتغيرة فتارة يقولون لك ربحك 20% وتارة يقولون صار 23% وتارة اخري يقولون لك هبط الي 17%
لكن اسال نفسك اين اموالك ؟
في اي شئ تتاجر هي تظن ان كل هذه التجارات حلال ؟
فقد تكون اموالك في ملهي ليلي
او قد تكون في تجارة الكلاب او قد تكون في بيع الخمور ؟ اين اموالك ؟
او قد يكون اقترضها لرجل مثلك ثم تعسر في السداد وهو في السجن الان
ثم دعك من كونك اكل الربا او مودع للاموال وضع نفسك مكان المقترض الذي ياخذ اموالك ويدفع عنها الربا المضاعف
هب ان من اقترض مالا ضاع منه او هلك اتظن ان البنك سوف يعافيه من المديونية ويقول ان المقترض اذا خسر فلا حرج سوف نتركه؟
ام ان البنك سوف يقوم بسجنه ؟
يا ايها المسلم اعلم ان اللعنه سوف تحل بالمودع والمقترض ولا عذر لك فيما يقوله هؤلاء الشيوخ الماجورين وان كانو بالنسبة لك من الاكابر فمن عارض شرع الله فهو من الائمة المضلون وان كان أكبر راس في الموسسة الدينية وان كان يشار اليه بالبنان وان كان غلي راس لجنة الفتوي فمن عارض شرع الله فهو زنديق
فما البنوك الا وسيط بين اكل الربا وموكله فهي تقوم بدور الكاتب والشهيد
فلما نعود الي اصل القضية وهي قضية التعامل بالربا
تري كل المتعاملين مع البنوك القومية والعالمية العربية منها والاجنبية
تري ما قولكم في ايات الربا في كتاب الله ؟
اهي ساريه ام معطلة وما هو سبب تعطيلها ؟
اهي لانكم تملكون الاموال ولا تستطيعون المضاربه بها ؟
اهي لانكم تملكون الاموال وتخشون عليها من الهلكة ؟
اهي لانكم فقراء وعجزتم عن بزل الجهد والعرق من اجعل طعامكم وكسوتكم فاستحللتم الربا من اجل المضاربة في التجارة بأموال البنوك؟
اهي من اجل ضيق العيش والفقر المدقع الذي جعلكم تستحلون الربا من اجل رغد العيش ؟
اهي من اجل التعليم الجامعي والسيارات الفارهة والمساكن العالية والنوادي والافراح من اجل ذلك استحللتم اموال الربا ؟
اهي من اجل المدارس الاجنبية والجامعات الخاصة والدولية ام من اجل ماذا ؟
وانت يا ايها الشاب ويا ايتها الفتاة
الا تخشي علي ابيك وامك من استحلال الربا من اجل تعليمك او تزويجك والانفاق عليك؟
وانتي ايتها الام الوارثة والراعية لاولادك الا تخشين علي اولادك من اطعامهم الربا ؟
وانت ايها الرجل والمراة التي سافرت الي الخليج للعمل وكسب العيش ثم عادت لتضع اموالها في البنوك وتاكل من ريعها هل تظنين ان ارباح اموالك هذا من كسب الحلال؟
قضية هامة تحتاج الي مراجعة
فان الربا حرام باحكام القران والسنة واياته واحاديثة صريحة لا تحتاج الي تاويل فمن اعتقد انها معطلة او ان الزمن تغير فلينظر اين يجد نفسه
ايظن انه في فريق الامام احمد امام اهل السنة الذي حكم بحكم الله تعالي
ام يظن نفسه خلف واصل بن عطاء وجماعته المعتزلة المبتدعة
ام يظن نفسه خلف الخليفة العباسي المتاول الجاهل
لكن اعلموا ان الخليفة المامون تاب ورجع الي الله وعاد الي منهج اهل السنة وترك الفكر الاعتزالي ومن كانوا عليه من المبتدعة المفسدين
انتهي............ ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ اقتباس من كتاب
ضياع التشريعات والأحكام
تطبيق عملي لفتنة خلق القراءن
استحلال الربا في هذا الايام هو
تطبيق واقعي لفتنة خلق القران
الحلقة الثانية
بقلم د محمد عمر
ايها الاخوة الاحباب قدمت في مقالي السابق مقدمة شرحت فيها ما المقصود بفتنة خلق القراءن التي تصدي لها الامام احمد بن حنبل حتي انكشفت للناس وظهر الحق وعاد الخليفة العباسي الي مذهب اهل السنة والجماعة ( ان القراءن كلام الله غير مخلوق )وان احكام القراءن باقية حتي قيام الساعة من غير تعطيل ولا تحريف ولا فناء
فمن ترك حكما من الاحكام فليحتج انه جاهل بالحكم او عاجز عن الاتيان به وحذاري من القول بتعطيل الاحكام او فناءها
فما اشبه من يقول بالفناء والتعطيل بالمعتزلة في الزمن الاول
وتعالو بنا الي محور الكلام وهو قضية الربا التي جاءت صريحة في ايات القراءن
قال تعالي في سورة البقرة
الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بانهم قالو انما البيع مثل الربا واحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهي فله ما سلف وامره الي الله ومن عاد فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار اثيم
ويقول تعالي في نفس السورة
يا ايها الذين امنوا اتقو ا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلو فاذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وان كان ذو عسرة فنظرة الي ميسرة وان تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون .
ويقول الله تعالي في سورة ال عمران
يا ايها الذين امنو لا تاكلو الربا اضعافا مضاعفة واتقول الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي اعدت للكافرين واطيعو الله والرسول لعلكم ترحمون
نعم ايها الاخوة الاحباب فهذا حكم اكل الربا جاء في سورتي البقرة وال عمران وهي من كبار السور المدنية ولا شك ان هذه الايات محكمة ولا اظن احد من اهل العلم انكر حجتها علي كل مسلم ولا يمكن ان يدعي انها ايات منسوخة او معطلة
اضف اليها الاحاديث الصحيحة من سنة رسول الله حيث قال صلي الله عليه وسلم
لدرهم واحد من ربا اشد عند الله من ست وثلاثين زنية ادناها ان يزني الرجل بامه
وقوله صلي الله عليه وسلم لعن الله اكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه
والسؤال الان الي كل من يتعاملون بالربا اكلين او موكين او كاتبيه او شهوده
ما رايكم في هذه الايات اهي ساريه الي قيام الساعة ام معطلة ام منسوخة
فان كانت الايات شريعة محكمة في كتاب الله فما حجتكم في التعامل بالربا اكلين ام موكلين ام كتاب ام شهود ؟
فان قلتم نحن نجهل الحكم فقد اقيمت عليكم الحجة ورفع عنكم الجهل فتوبو الي ربكم
وان كنتم مستحلين فامركم الي ربكم واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله
اما ان كنتم متاولين فتعالو بنا نطرح شبهاتكم للحكم عليها من خلال شريعة الله تعالي
اولا
شبهة ان اموال البنوك ليست ربا وان كثيرا من اهل العلم اجازوها باعتباها تجارة تدر ارباحا ونحن نضارب باموالنا في البنوك ونكسب من ريعها
ونحن نسالك في اي شئ تتاجرون؟
وهل تجارتكم هذه في الحلال ام في المحرمات؟
وهل هناك تجارة تكسب علي الدوام دون اي خسارة ؟
اتحدي اي مسلم يضع امواله في البنك ان يعرف اين ماله وفي اي شئ يتاجر وهل هناك تجارة دخلها ثابت ؟
فان قال لنا انا اتاجر فقط مع البنوك الاسلامية واترك البنوك غير الاسلامية نقول له يا عزيزي هذه فقط مسميات فان القوانين العامة التي تعمل بها البنوك انما هي خاضعة لقوانين البنك الفيدرالي الامريكي والبنك الدولي التابع للامم المتحدة والذي من خلاله يستعبدون الامم .
فما الفارق بين البنك الاسلامي وغيره من البنوك الا انهم يكذبون علي الناس بخدعة الارباح المتغيرة فتارة يقولون لك ربحك 20% وتارة يقولون صار 23% وتارة اخري يقولون لك هبط الي 17%
لكن اسال نفسك اين اموالك ؟
في اي شئ تتاجر هي تظن ان كل هذه التجارات حلال ؟
فقد تكون اموالك في ملهي ليلي
او قد تكون في تجارة الكلاب او قد تكون في بيع الخمور ؟ اين اموالك ؟
او قد يكون اقترضها لرجل مثلك ثم تعسر في السداد وهو في السجن الان
ثم دعك من كونك اكل الربا او مودع للاموال وضع نفسك مكان المقترض الذي ياخذ اموالك ويدفع عنها الربا المضاعف
هب ان من اقترض مالا ضاع منه او هلك اتظن ان البنك سوف يعافيه من المديونية ويقول ان المقترض اذا خسر فلا حرج سوف نتركه؟
ام ان البنك سوف يقوم بسجنه ؟
يا ايها المسلم اعلم ان اللعنه سوف تحل بالمودع والمقترض ولا عذر لك فيما يقوله هؤلاء الشيوخ الماجورين وان كانو بالنسبة لك من الاكابر فمن عارض شرع الله فهو من الائمة المضلون وان كان أكبر راس في الموسسة الدينية وان كان يشار اليه بالبنان وان كان غلي راس لجنة الفتوي فمن عارض شرع الله فهو زنديق
فما البنوك الا وسيط بين اكل الربا وموكله فهي تقوم بدور الكاتب والشهيد
فلما نعود الي اصل القضية وهي قضية التعامل بالربا
تري كل المتعاملين مع البنوك القومية والعالمية العربية منها والاجنبية
تري ما قولكم في ايات الربا في كتاب الله ؟
اهي ساريه ام معطلة وما هو سبب تعطيلها ؟
اهي لانكم تملكون الاموال ولا تستطيعون المضاربه بها ؟
اهي لانكم تملكون الاموال وتخشون عليها من الهلكة ؟
اهي لانكم فقراء وعجزتم عن بزل الجهد والعرق من اجعل طعامكم وكسوتكم فاستحللتم الربا من اجل المضاربة في التجارة بأموال البنوك؟
اهي من اجل ضيق العيش والفقر المدقع الذي جعلكم تستحلون الربا من اجل رغد العيش ؟
اهي من اجل التعليم الجامعي والسيارات الفارهة والمساكن العالية والنوادي والافراح من اجل ذلك استحللتم اموال الربا ؟
اهي من اجل المدارس الاجنبية والجامعات الخاصة والدولية ام من اجل ماذا ؟
وانت يا ايها الشاب ويا ايتها الفتاة
الا تخشي علي ابيك وامك من استحلال الربا من اجل تعليمك او تزويجك والانفاق عليك؟
وانتي ايتها الام الوارثة والراعية لاولادك الا تخشين علي اولادك من اطعامهم الربا ؟
وانت ايها الرجل والمراة التي سافرت الي الخليج للعمل وكسب العيش ثم عادت لتضع اموالها في البنوك وتاكل من ريعها هل تظنين ان ارباح اموالك هذا من كسب الحلال؟
قضية هامة تحتاج الي مراجعة
فان الربا حرام باحكام القران والسنة واياته واحاديثة صريحة لا تحتاج الي تاويل فمن اعتقد انها معطلة او ان الزمن تغير فلينظر اين يجد نفسه
ايظن انه في فريق الامام احمد امام اهل السنة الذي حكم بحكم الله تعالي
ام يظن نفسه خلف واصل بن عطاء وجماعته المعتزلة المبتدعة
ام يظن نفسه خلف الخليفة العباسي المتاول الجاهل
لكن اعلموا ان الخليفة المامون تاب ورجع الي الله وعاد الي منهج اهل السنة وترك الفكر الاعتزالي ومن كانوا عليه من المبتدعة المفسدين
انتهي. ❝
❞ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
صراط الذين أنعمت عليهم
صراط بدل من الأول بدل الشيء من الشيء ; كقولك : جاءني زيد أبوك . ومعناه : أدم هدايتنا ، فإن الإنسان قد يهدى إلى الطريق ثم يقطع به . وقيل : هو صراط آخر ، ومعناه العلم بالله جل وعز والفهم عنه ; قاله جعفر بن محمد . ولغة القرآن الذين في الرفع والنصب والجر ، وهذيل تقول : ( اللذون ) في الرفع ، ومن العرب من يقول : ( اللذو ) ، ومنهم من يقول ( الذي ) وسيأتي .
وفي ( عليهم ) عشر لغات ; قرئ بعامتها : " عليهم " بضم الهاء وإسكان الميم . " وعليهم " بكسر الهاء وإسكان الميم . و " عليهمي " بكسر الهاء والميم وإلحاق ياء بعد الكسرة . و " عليهمو " بكسر الهاء وضم الميم وزيادة واو بعد الضمة . و " عليهمو " بضم الهاء والميم كلتيهما وإدخال واو بعد الميم و " عليهم " بضم الهاء والميم من غير زيادة واو . وهذه الأوجه الستة مأثورة عن الأئمة من القراء . وأوجه أربعة منقولة عن العرب غير محكية عن القراء : " عليهمي " بضم الهاء وكسر الميم وإدخال ياء بعد الميم ; حكاها الحسن البصري عن العرب . و " عليهم " بضم الهاء وكسر الميم من غير زيادة ياء . و " عليهم " بكسر الهاء وضم الميم من غير إلحاق واو . و " عليهم " بكسر الهاء والميم ولا ياء بعد الميم . وكلها صواب ; قاله ابن الأنباري .
قرأ عمر بن الخطاب وابن الزبير رضي الله عنهما " صراط من أنعمت عليهم " . واختلف الناس في المنعم عليهم ; فقال الجمهور من المفسرين : إنه أراد صراط النبيين والصديقين والشهداء والصالحين . وانتزعوا ذلك من قوله تعالى : ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا . فالآية تقتضي أن هؤلاء على صراط مستقيم ، وهو المطلوب في آية الحمد ; وجميع ما قيل إلى هذا يرجع ، فلا معنى لتعديد الأقوال والله المستعان .
وفي هذه الآية رد على القدرية والمعتزلة والإمامية ، لأنهم يعتقدون أن إرادة الإنسان كافية في صدور أفعاله منه ، طاعة كانت أو معصية ; لأن الإنسان عندهم خالق لأفعاله ، فهو غير محتاج في صدورها عنه إلى ربه ; وقد أكذبهم الله تعالى في هذه الآية إذ سألوه الهداية إلى الصراط المستقيم ; فلو كان الأمر إليهم والاختيار بيدهم دون ربهم لما سألوه الهداية ، ولا كرروا السؤال في كل صلاة ; وكذلك تضرعهم إليه في دفع المكروه ، وهو ما يناقض الهداية حيث قالوا : صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين . فكما سألوه أن يهديهم سألوه ألا يضلهم ، وكذلك يدعون فيقولون : ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا الآية .
غير المغضوب عليهم ولا الضالين
اختلف في المغضوب عليهم و الضالين من هم ؟ فالجمهور أن المغضوب عليهم اليهود ، والضالين النصارى ; وجاء ذلك مفسرا عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عدي بن حاتم وقصة إسلامه ، أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ، والترمذي في جامعه . وشهد لهذا التفسير أيضا قوله سبحانه في اليهود : وباءوا بغضب من الله . وقال : وغضب الله عليهم وقال في النصارى : قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل . وقيل : المغضوب عليهم المشركون . و الضالين المنافقون .
وقيل : المغضوب عليهم هو من أسقط فرض هذه السورة في الصلاة ; و الضالين عن بركة قراءتها . حكاه السلمي في حقائقه والماوردي في تفسيره ; وليس بشيء . قال الماوردي : وهذا وجه مردود ، لأن ما تعارضت فيه الأخبار وتقابلت فيه الآثار وانتشر فيه الخلاف ، لم يجز أن يطلق عليه هذا الحكم . وقيل : المغضوب عليهم باتباع البدع ; و الضالين عن سنن الهدى .
قلت : وهذا حسن ; وتفسير النبي صلى الله عليه وسلم أولى وأعلى وأحسن . و ( عليهم ) في موضع رفع ، لأن المعنى غضب عليهم . والغضب في اللغة الشدة . ورجل غضوب أي شديد الخلق . والغضوب : الحية الخبيثة لشدتها . والغضبة : الدرقة من جلد البعير يطوى بعضها على بعض ; سميت بذلك لشدتها . ومعنى الغضب في صفة الله تعالى إرادة العقوبة ، فهو صفة ذات ، وإرادة الله تعالى من صفات ذاته ; أو نفس العقوبة ، ومنه الحديث : إن الصدقة لتطفئ غضب الرب فهو صفة فعل .
ولا الضالين الضلال في كلام العرب هو الذهاب عن سنن القصد وطريق الحق ; ومنه : ضل اللبن في الماء أي غاب . ومنه : أئذا ضللنا في الأرض أي غبنا بالموت وصرنا ترابا ; قال :
ألم تسأل فتخبرك الديار عن الحي المضلل أين ساروا
والضلضلة : حجر أملس يردده الماء في الوادي . وكذلك الغضبة : صخرة في الجبل مخالفة لونه ، قال : أو غضبة في هضبة ما أمنعا
قرأ عمر بن الخطاب وأبي بن كعب " غير المغضوب عليهم وغير الضالين " وروي عنهما في الراء النصب والخفض في الحرفين ; فالخفض على البدل من ( الذين ) أو من الهاء والميم في ( عليهم ) ; أو صفة للذين والذين معرفة ولا توصف المعارف بالنكرات ولا النكرات بالمعارف ، إلا أن الذين ليس بمقصود قصدهم فهو عام ; فالكلام بمنزلة قولك : إني لأمر بمثلك فأكرمه ; أو لأن ( غير ) تعرفت لكونها بين شيئين لا وسط بينهما ، كما تقول : الحي غير الميت ، والساكن غير المتحرك ، والقائم غير القاعد ، قولان : الأول للفارسي ، والثاني للزمخشري . والنصب في الراء على وجهين : على الحال من الذين ، أو من الهاء والميم في عليهم ، كأنك قلت : أنعمت عليهم لا مغضوبا عليهم . أو على الاستثناء ، كأنك قلت : إلا المغضوب عليهم . ويجوز النصب بأعني ; وحكي عن الخليل .
( لا ) في قوله ولا الضالين اختلف فيها ، فقيل هي زائدة ; قاله الطبري . ومنه قوله تعالى : ما منعك ألا تسجد . وقيل : هي تأكيد دخلت لئلا يتوهم أن الضالين معطوف على الذين ، حكاه مكي والمهدوي . وقال الكوفيون : " لا " بمعنى غير ، وهي قراءة عمر وأبي ; وقد تقدم .
الأصل في الضالين : الضاللين حذفت حركة اللام الأولى ثم أدغمت اللام في اللام فاجتمع ساكنان مدة الألف واللام المدغمة . وقرأ أيوب السختياني : ولا الضألين بهمزة غير ممدودة ; كأنه فر من التقاء الساكنين وهي لغة . حكى أبو زيد قال : سمعت عمرو بن عبيد يقرأ : " فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جأن " فظننته قد لحن حتى سمعت من العرب : دأبة وشأبة . قال أبو الفتح : وعلى هذه اللغة قول كثير :
إذا ما العوالي بالعبيط احمأرت
نجز تفسير سورة الحمد ; ولله الحمد والمنة .. ❝ ⏤عبدالعزيز بن داخل المطيري
❞ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
صراط الذين أنعمت عليهم
صراط بدل من الأول بدل الشيء من الشيء ; كقولك : جاءني زيد أبوك . ومعناه : أدم هدايتنا ، فإن الإنسان قد يهدى إلى الطريق ثم يقطع به . وقيل : هو صراط آخر ، ومعناه العلم بالله جل وعز والفهم عنه ; قاله جعفر بن محمد . ولغة القرآن الذين في الرفع والنصب والجر ، وهذيل تقول : ( اللذون ) في الرفع ، ومن العرب من يقول : ( اللذو ) ، ومنهم من يقول ( الذي ) وسيأتي .
وفي ( عليهم ) عشر لغات ; قرئ بعامتها : ˝ عليهم ˝ بضم الهاء وإسكان الميم . ˝ وعليهم ˝ بكسر الهاء وإسكان الميم . و ˝ عليهمي ˝ بكسر الهاء والميم وإلحاق ياء بعد الكسرة . و ˝ عليهمو ˝ بكسر الهاء وضم الميم وزيادة واو بعد الضمة . و ˝ عليهمو ˝ بضم الهاء والميم كلتيهما وإدخال واو بعد الميم و ˝ عليهم ˝ بضم الهاء والميم من غير زيادة واو . وهذه الأوجه الستة مأثورة عن الأئمة من القراء . وأوجه أربعة منقولة عن العرب غير محكية عن القراء : ˝ عليهمي ˝ بضم الهاء وكسر الميم وإدخال ياء بعد الميم ; حكاها الحسن البصري عن العرب . و ˝ عليهم ˝ بضم الهاء وكسر الميم من غير زيادة ياء . و ˝ عليهم ˝ بكسر الهاء وضم الميم من غير إلحاق واو . و ˝ عليهم ˝ بكسر الهاء والميم ولا ياء بعد الميم . وكلها صواب ; قاله ابن الأنباري .
قرأ عمر بن الخطاب وابن الزبير رضي الله عنهما ˝ صراط من أنعمت عليهم ˝ . واختلف الناس في المنعم عليهم ; فقال الجمهور من المفسرين : إنه أراد صراط النبيين والصديقين والشهداء والصالحين . وانتزعوا ذلك من قوله تعالى : ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا . فالآية تقتضي أن هؤلاء على صراط مستقيم ، وهو المطلوب في آية الحمد ; وجميع ما قيل إلى هذا يرجع ، فلا معنى لتعديد الأقوال والله المستعان .
وفي هذه الآية رد على القدرية والمعتزلة والإمامية ، لأنهم يعتقدون أن إرادة الإنسان كافية في صدور أفعاله منه ، طاعة كانت أو معصية ; لأن الإنسان عندهم خالق لأفعاله ، فهو غير محتاج في صدورها عنه إلى ربه ; وقد أكذبهم الله تعالى في هذه الآية إذ سألوه الهداية إلى الصراط المستقيم ; فلو كان الأمر إليهم والاختيار بيدهم دون ربهم لما سألوه الهداية ، ولا كرروا السؤال في كل صلاة ; وكذلك تضرعهم إليه في دفع المكروه ، وهو ما يناقض الهداية حيث قالوا : صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين . فكما سألوه أن يهديهم سألوه ألا يضلهم ، وكذلك يدعون فيقولون : ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا الآية .
غير المغضوب عليهم ولا الضالين
اختلف في المغضوب عليهم و الضالين من هم ؟ فالجمهور أن المغضوب عليهم اليهود ، والضالين النصارى ; وجاء ذلك مفسرا عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عدي بن حاتم وقصة إسلامه ، أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ، والترمذي في جامعه . وشهد لهذا التفسير أيضا قوله سبحانه في اليهود : وباءوا بغضب من الله . وقال : وغضب الله عليهم وقال في النصارى : قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل . وقيل : المغضوب عليهم المشركون . و الضالين المنافقون .
وقيل : المغضوب عليهم هو من أسقط فرض هذه السورة في الصلاة ; و الضالين عن بركة قراءتها . حكاه السلمي في حقائقه والماوردي في تفسيره ; وليس بشيء . قال الماوردي : وهذا وجه مردود ، لأن ما تعارضت فيه الأخبار وتقابلت فيه الآثار وانتشر فيه الخلاف ، لم يجز أن يطلق عليه هذا الحكم . وقيل : المغضوب عليهم باتباع البدع ; و الضالين عن سنن الهدى .
قلت : وهذا حسن ; وتفسير النبي صلى الله عليه وسلم أولى وأعلى وأحسن . و ( عليهم ) في موضع رفع ، لأن المعنى غضب عليهم . والغضب في اللغة الشدة . ورجل غضوب أي شديد الخلق . والغضوب : الحية الخبيثة لشدتها . والغضبة : الدرقة من جلد البعير يطوى بعضها على بعض ; سميت بذلك لشدتها . ومعنى الغضب في صفة الله تعالى إرادة العقوبة ، فهو صفة ذات ، وإرادة الله تعالى من صفات ذاته ; أو نفس العقوبة ، ومنه الحديث : إن الصدقة لتطفئ غضب الرب فهو صفة فعل .
ولا الضالين الضلال في كلام العرب هو الذهاب عن سنن القصد وطريق الحق ; ومنه : ضل اللبن في الماء أي غاب . ومنه : أئذا ضللنا في الأرض أي غبنا بالموت وصرنا ترابا ; قال :
ألم تسأل فتخبرك الديار عن الحي المضلل أين ساروا
والضلضلة : حجر أملس يردده الماء في الوادي . وكذلك الغضبة : صخرة في الجبل مخالفة لونه ، قال : أو غضبة في هضبة ما أمنعا
قرأ عمر بن الخطاب وأبي بن كعب ˝ غير المغضوب عليهم وغير الضالين ˝ وروي عنهما في الراء النصب والخفض في الحرفين ; فالخفض على البدل من ( الذين ) أو من الهاء والميم في ( عليهم ) ; أو صفة للذين والذين معرفة ولا توصف المعارف بالنكرات ولا النكرات بالمعارف ، إلا أن الذين ليس بمقصود قصدهم فهو عام ; فالكلام بمنزلة قولك : إني لأمر بمثلك فأكرمه ; أو لأن ( غير ) تعرفت لكونها بين شيئين لا وسط بينهما ، كما تقول : الحي غير الميت ، والساكن غير المتحرك ، والقائم غير القاعد ، قولان : الأول للفارسي ، والثاني للزمخشري . والنصب في الراء على وجهين : على الحال من الذين ، أو من الهاء والميم في عليهم ، كأنك قلت : أنعمت عليهم لا مغضوبا عليهم . أو على الاستثناء ، كأنك قلت : إلا المغضوب عليهم . ويجوز النصب بأعني ; وحكي عن الخليل .
( لا ) في قوله ولا الضالين اختلف فيها ، فقيل هي زائدة ; قاله الطبري . ومنه قوله تعالى : ما منعك ألا تسجد . وقيل : هي تأكيد دخلت لئلا يتوهم أن الضالين معطوف على الذين ، حكاه مكي والمهدوي . وقال الكوفيون : ˝ لا ˝ بمعنى غير ، وهي قراءة عمر وأبي ; وقد تقدم .
الأصل في الضالين : الضاللين حذفت حركة اللام الأولى ثم أدغمت اللام في اللام فاجتمع ساكنان مدة الألف واللام المدغمة . وقرأ أيوب السختياني : ولا الضألين بهمزة غير ممدودة ; كأنه فر من التقاء الساكنين وهي لغة . حكى أبو زيد قال : سمعت عمرو بن عبيد يقرأ : ˝ فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جأن ˝ فظننته قد لحن حتى سمعت من العرب : دأبة وشأبة . قال أبو الفتح : وعلى هذه اللغة قول كثير :
إذا ما العوالي بالعبيط احمأرت
نجز تفسير سورة الحمد ; ولله الحمد والمنة. ❝