█ حصرياً جميع الاقتباسات من أعمال المؤلِّف ❞ علي عزت بيجوفيتش ❝ أقوال فقرات هامة مراجعات 2024 بيغوفيتش (18 محرم 1344 هـ 8 أغسطس 1925 23 شعبان 1424 19 أكتوبر 2003) (بالبوسنية: Alija Izetbegović ويُنطق: ǎlija ǐzedbegoʋit͡ɕ) أول رئيس جمهوري لجمهورية البوسنة والهرسك بعد انتهاء حرب هو ناشط سياسي بوسني وفيلسوف إسلامي مؤلف لعدة كتب أهمها الإسلام بين الشرق والغرب [2] ولد مدينة بوسانا كروبا البوسنية لأسرة بوسنية عريقة واسم عائلته يمتد إلى أيام الوجود التركي بالبوسنة ❰ له مجموعة الإنجازات والمؤلفات أبرزها هروبي الحرية الناشرين : دار الفكر العربي بمصر مجلة النور الكويتية مؤسسة بافاريا ❱
علي عزت بيغوفيتش (18 محرم 1344 هـ / 8 أغسطس 1925 - 23 شعبان 1424 هـ / 19 أكتوبر 2003) (بالبوسنية: Alija Izetbegović، ويُنطق: ǎlija ǐzedbegoʋit͡ɕ)، أول رئيس جمهوري لجمهورية البوسنة والهرسك بعد انتهاء حرب البوسنة والهرسك، هو ناشط سياسي بوسني وفيلسوف إسلامي، مؤلف لعدة كتب أهمها الإسلام بين الشرق والغرب.[2] ولد في مدينة بوسانا كروبا البوسنية لأسرة بوسنية عريقة في الإسلام، واسم عائلته يمتد إلى أيام الوجود التركي بالبوسنة، فالمقطع بيگ في اسم عائلته هو النطق المحلي للقب "بك" العثماني، ولقبه عزت بيغوفيتش يعني علي بن عزت بك.[3]
تعلم في مدارس العاصمة سراييفو، وتخرج من جامعة سراييفو تخصص القانون، وعمل مستشاراً قانونياً لمدة 25 سنة، ثم اعتزل وتفرغ للبحث والكتابة، نشأ علي عزت بيغوفيتش في وقت كانت البوسنة والهرسك جزءاً من مملكة يوغسلافيا التي تحكمها أسرة ليبرالية، ولم يكن التعليم الإسلامي جزءاً من المناهج الدراسية، وكان علي عزت وهو لا يزال شاباً واعياً بأهمية أن يتعرف على دينه الإسلام ويقرأ فيه قراءة مستفيضة، فاتفق مع بعض زملائه في المدرسة أن ينشئوا نادياً مدرسياً أو جمعية للمناقشات الدينية سموه ملادي مسلماني أي الشبان المسلمين،[4][5] والتي تطورت فيما بعد، فلم تقتصر في نشاطها على الاجتماعات والنقاشات وإنما امتدت إلى أعمال اجتماعية وخيرية، وأنشأ بها قسماً خاصاً بالفتيات المسلمات. استطاعت هذه الجمعية أثناء الحرب العالمية الثانية أن تقدم خدمات فعالة في مجال إيواء اللاجئين ورعاية الأيتام والتخفيف من ويلات الحرب، وإلى جانب هذه الأنشطة تضمنت برامج الجماعة برنامجاً لبناء الشخصية، وقد تأثرت الجمعية بأفكار أخرى جاء بها بعض الطلاب البوسنويين الذين تعلموا في جامعة الأزهر.[6]
وحينما احتلت النازية الألمانية مملكة يوغوسلافيا وأحالتها لجمهورية فاشية قاطعت جمعية الشبان المسلمين النظام الفاشي، وضايق هذا الفعل النظام، فحرمها من الشرعية القانونية، وفي جمهورية يوغوسلافيا الاشتراكية الاتحادية السابقة تحت زعامة قائدها القوي جوزيف بروز تيتو كان بيغوفيتش معارضاً بارزاً، وسجن عدة مرات في عهد تيتو، وكان كثيراً ما يتهم من قِبل أطراف صربية وكرواتية بأنه من داعمي الأصولية الإسلامية. تسلم بيغوفيتش رئاسة جمهورية البوسنة والهرسك من 19 نوفمبر عام 1990 إلى 5 أكتوبر 1996 بعد التوقيع على اتفاقية دايتون، ومن ثم أصبح عضواً في مجلس الرئاسة البوسني من عام 1996 إلى عام 2000، يعد علي عزت بيغوفيتش من الموقعين في عام 1995 على اتفاقات دايتون للسلام التي أنهت الحرب ووضعت أسس تشكيل رئاسة حكومية ثلاثية الأطراف تضم المسلمين والصرب والكروات في البوسنة والهرسك تحت مسمى مجلس الرئاسة البوسني.[7]
مرضه ووفاته
بعد انتهاء فترة ولاية مجلس الرئاسة البوسني في العام 2000، قرر علي عزت بيغوفيتش اعتزال الحياة السياسية وذلك لسببين الأول: بسبب الضغوط الدولية التي تعرض لها لمواقفه الدينية المحافظة ولاعتباره أحد زعماء الحرب في البوسنة والهرسك،[67] والثاني: بسبب تدهور حالته الصحية، لكنه بقي رئيساً رمزياً لحزبه الذي خلفه سليمان تيهيتش في رئاسته.[67] وعلى مدى السنوات الثلاث التي تلت انتهاء ولايته كعضو في مجلس الرئاسة البوسني زادت معاناته من مرض القلب، ما جعله يخضع لجراحة في المملكة العربية السعودية، وعلى رغم تحسن صحته، إلا أن النوبات ظلت تنتابه وتسبب له حالات إغماء.[67]
الوفاة
ضريح علي عزت بيغوفيتش في سراييفو.
توفي علي عزت بيغوفيتش في 23 شعبان 1424 هـ / 19 أكتوبر 2003 عن عمر 78 عام،[68] في مستشفى ساراييفو المركزي الذي دخله في السادس من سبتمبر عام 2003 نتيجة إصابته بحال إغماء أدت إلى سقوطه أرضاً ونتج عنه كسور في أربعة من ضلوعه.[69] وكان تدهور حالته الصحية قد استدعى نقله إلى قسم العناية الفائقة في المستشفى قبل عشرة أيام من وفاته، نتيجة ضعف في أداء القلب ونزيف دموي في الرئتين، ما أدى إلى وفاته في الساعة 2:25 من بعد الظهر بتوقيت البوسنة 12:25 ظهراً بتوقيت غرينيتش، وأعلن نبأ الوفاة رسمياً سليمان تيهيتش العضو المسلم في مجلس الرئاسة البوسني الذي نعى الزعيم البوسني الراحل، وأبلغ الصحافيين أن مشاورات تجرى مع عائلته في شأن مراسم الجنازة، وكان آخر زعيم أجنبي زار بيغوفيتش قبل يوم من وفاته هو رئيس الوزراء التركي (حينها) رجب طيب اردوغان الذي جاء إلى ساراييفو خصيصاً لتفقد حاله الصحية.[67]
ويشكل موت علي عزت بيغوفيتش نهاية حقبة الحرب في البلقان، إذ توفي الرئيس الكرواتي فرانيو تودجمان في ديسمبر كانون الأول من عام 1999، بينما الرئيس الصربي في تلك الحقبة سلوبودان ميلوشيفيتش أطيح به من السلطة، وقبض عليه في عام 2001، ومن وقتها وهو يمثل للمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي لارتكابه مجازر وجرائم حرب في البوسنة حتى وفاته.[70]
وكانت تحقيقات محكمة العدل الدولية في لاهاي مع علي عزت بيغوفيتش مستمرة وفي التقدم، ولكن هذه التحقيقات انتهت وتوقفت مع وفاته،[71][72] وبعد وفاته كانت هناك مبادرة لإعادة تسمية جزء من الشارع الرئيسي في سراييفو من أوليتشا مارسالا تيتا (شارع المارشال تيتو) ومطار سراييفو الدولي على شرفه، ولكن وبعد اعتراضات من السياسيين في جمهورية صرب البوسنة والمجتمع الدولي ومبعوث الأمم المتحدة بادي أشداون، فشلت كل هذه المبادرات،[73] وفي 11 أغسطس 2006 لحقت أضرار قوية على قبر علي عزت بيغوفيتش في مقبرة كوفاشي في سراييفو، جراء قنبلة ألقيت عليه، لم يتم تحديد هوية المفجر.[74]
حديثه قبل وفاته
في لقاء مع بعض الذين زاروا علي عزت بيغوفيتش للاطمئنان على صحته قال الرئيس البوسني السابق: «لا أستطيع الخروج من البيت ولكني أستطيع المشي لبضع خطوات داخل البيت وآمل أن تتحسن صحتي في الربيع»، وتابع: «صحتي ليست على ما يرام فبعد 75 عاماً جاء الوقت لأصبح مريضاً»، وعبر بيغوفيتش عن سعادته بحلول عيد الأضحى قائلاً: «أتمنى لجميع المسلمين الصحة الجسدية والسلام في حياتهم وكل عيد والمسلمون أفضل مما كانوا عليه»، وتحدث عن وصيته لشعبه فقال: «اعملوا لتكونوا أفضل مما كنتم قبل الحرب»، وعن موقفه من الوضع السائد في بلاده قال: «معركة توحيد البوسنة وترسيخ الديمقراطية تتقدم خطوة خطوة وسوف تنتصر البوسنة»، وأضاف بيغوفيتش: «لقد قلت هذا سنة 1995 بأن الأمم المتحدة لن توافق مستقبلاً على تغيير الحدود الدولية مجدداً في البلقان والذين يفهمون غير ذلك كمن يضرب برأسه الحائط وسواء عاجلاً أم آجلاً سيدركون ذلك».[75]
ابنه بكر بيجوفيتش
بكر عزت بيجوفيتش الفائز بعضوية مجلس الرئاسة مرتين.
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: بكر عزت بيجوفيتش
كان علي عزت بيغوفيتش قد اعتقل من قِبل الشيوعيين اليوغوسلاف، وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات في عام 1946، وذلك لأنه كان معارضاً لنظام تيتو، وبعد أن أتم فترة حكمه، تزوج بيغوفيتش من زوجته خالدة، وأنجبت له ثلاثة من الأولاد هم: ليلى وسابينا وبكر.[76]
يعد بكر عزت بيجوفيتش من أكبر سياسي البوسنة المسلمين، وقد انتهج نهج والده في الإدارة والحكم، وهو الآن زعيم حزب العمل الديموقراطي، وفي عام 2010 انتخب لمنصب عضو مجلس الرئاسة البوسني بعد أن حقق نسبة 34.86% من أصوات البوشناق الذي بلغ عددهم (162,831 صوتا)،[77][78] وفي عام 2014 انتخب لفترة ولاية ثانية في مجلس الرئاسة البوسني بعد أن حصل على نسبة 34.87% من أصوات البوشناق الذين بلغ عددهم (247,235 صوتا)،[79] وقد تولى بكر عزت بيجوفيتش رئاسة مجلس الرئاسة البوسني مرتين، الأولى من شهر مارس من عام 2012 حتى شهر نوفمبر عام 2012، والثانية من شهر مارس من عام 2014 حتى شهر نوفمبر عام 2014.[65]
النتاج الفكري
عندما وضعت الحرب أوزارها لم يغر بريق السلطة علي عزت بيغوفيتش وقرر إنهاء حياته السياسية في عام 2000 وتفرغ للكتابة، وكان قد ألف في فترة سجنه الأخيرة أبرز ما أنتجه وهو كتاب الإسلام بين الشرق والغرب، وهذا الكتاب الكبير هو أشبه بموسوعة علمية، فهو موجه نحو العالم الغربي، فقد خاطب به قادة الفكر هناك، وكان فيه عالماً وفيلسوفاً وأديباً وفناناً مسلماً، تمثل بكل ما أنجزته الحضارة الغربية، ثم ارتقى بتلك العلوم عندما ربطها بهدي السماء الذي جاء به الإسلام، كما ألف أيضاً كتاب "هروبي إلى الحرية"، والذي كان قد كتبه في سجن فوتشا بعد اعتقاله في الثمانينات، ومن مؤلفاته أيضاً كتاب "عوائق النهضة الإسلامية"، وكتاب "الأقليات الإسلامية في الدول الشيوعية"، بالإضافة لكتاب الإعلان الإسلامي.[80]
لم يكن علي عزت بيغوفيتش رئيساً عادياً كسائر رؤساء الجمهوريات الذين تسلموا هذا المنصب في العالم الإسلامي، بل كان سياسياً ومفكراً عميقاً وذا نظرة إسلامية بعيدة جعلته يتجاوز حدود البلقان، إلى سائر أنحاء العالم الإسلامي، ليحمل هموم المسلمين حيث كانوا، قرأ بيجوفيتش ما وصل إليه من كتب الإخوان المسلمين، وتأثر بأفكارهم وتجاربهم، كما اطلع على تجارب الحركات الإسلامية الأخرى في الهند وباكستان وإندونيسيا، وقرأ بعض كتب أبي الأعلى المودودي ومسعود عالم الندوي، ورئيس وزراء إندونيسيا الأسبق الدكتور محمد ناصر وتفاعل معها، وهو ما يزال طالباً يدرس القانون في جامعة سراييفو، وكان يتحرك في أوساط الطلبة البوشناق في الجامعة، ويحاورهم ويقنعنهم بما اقتنع به من تلك الأفكار التي ألهمته الكثير، من أجل النهوض بشعبه البوشناق وبسائر مسلمي البلقان، ولتخليصهم من أتون الشيوعية الملحدة التي تريد أن تطمس هويتهم.[81]
الإسلام بين الشرق والغرب
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الإسلام بين الشرق والغرب (كتاب)
يمكن الجزم بأن الرئيس البوسني السابق علي عزت بيغوفيتش هو أكثر من عاش أزمة الهوية بين الشرق والغرب، فما جرى في البوسنة والهرسك يتجاوز اختصام الأديان، وكذلك يفوق صراع الحضارات ليصب في مقولة "الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا"، وقد جرب علي عزت بيغوفيتش في كتابه "الإسلام بين الشرق والغرب" أن يمضي في طريق فك الاشتباك الذي طال منذ زمانه بين الشرق والغرب، كان بيغوفيتش صاحب اجتهادات مهمة في تفسير ظاهرة الإنسان في كل تركيبتها، وهذه التركيبة المرتبطة تمام الارتباط بثنائية الإنسان والطبيعة هي نقطة انطلاقه، والركيزة الأساسية لنظامه الفلسفي، وحجر الزاوية عند بيغوفيتش أن العالم الحديث يتميز بصدام فكري، ويرى أننا جميعاً متورطون فيه سواء كمساهمين أم ضحايا، ويتساءل ما موقف الإسلام من هذا الصدام الهائل، وهل للإسلام دور في تشكيل هذا العالم الحاضر.[82]
كتاب لإسلام بين الشرق والغرب.
حاول الرئيس البوسني السابق في مؤلفه أن يجيب على هذا السؤال، ويرى أن هناك فقط ثلاث وجهات نظر متكاملة عن العالم هي: النظرة الدينية والنظرة الإسلامية والنظرة المادية، وكان يقصد بمصطلح الدين في كتابه إلى معنى محدد هو المعنى الذي تنسبه أوروبا إلى الدين، وتفهمه على هذا النحو، وهو أن الدين تجربة فردية خاصة لا تذهب أبعد من العلاقة الشخصية بالله، وهي علاقة تعبر عن نفسها فقط في عقائد وشعائر يؤديها الفرد، هذه الوجهات الثلاثة من النظر تعكس إمكانات مبدئية هي: الضمير والطبيعة والإنسان، تتمثل كل منها بالتالي في المسيحية المادية والإسلام، وسنجد أن جميع المنطلقات الفكرية والفلسفات والتعاليم العقائدية من أقدم العصور إلى اليوم في التحليل النهائي يمكن إرجاعها إلى واحدة من هذه النظرات الثلاث العالمية الأساسية.[82]
ينطلق علي عزت بيغوفتش من عدة منطلقات أساسية في كتابه، أولها أن هناك ثلاث رؤى عن العالم ولا مكان لغيرها: الديني والمادي والإسلامي، فالمادية ترى العالم باعتباره مادة محضة، وهي فلسفة تنكر التطلعات الروحية للإنسان، والاشتراكية مثال جيد على ذلك، والرؤية الدينية المجردة أو الروحية والتي تعتبر الدين محض تجربة شخصية، لا تذهب أبعد من العلاقة الشخصية مع الله عز وجل، والمسيحية مثال جيد على ذلك، وأي حل يغلب جانباً من الطبيعة الإنسانية على الجانب الآخر يؤدي إلى الصراع الداخلي، فكما يقول: «الحياة مزدوجة وقد أصبح من المستحيل عملياً أن يحيى الإنسان حياة واحدة منذ اللحظة التي توقف فيها أن يكون نباتاً أو حيواناً»، والرؤية الثالثة هي الرؤية الإسلامية والتي تعترف بالثنائيات وتحاول تجاوزها من خلال الروح والمادة، فالدين هنا قادر على أن يكون متوافقاً مع فطرة الإنسان التي خلقه الله عليها، فالإنسان كائن مزدوج من جسد وروح، والجسد هو حامل الروح فقط، ولذلك هناك رؤيتان وحقيقتان عن الإنسان في الغرب يمثلها (تشارلز داروين ومايكل أنجلو)، ويمكن التفريق بين إنسان داروين وبين إنسان مايكل أنجلو، فإنسان داروين يمثل جانب الحضارة، ومايكل أنجلو يمثل جانب الثقافة، وبيغوفتش حاول فض الاشتباك والتفريق بين مصطلحين مهمين: مصطلح الحضارة ومصطلح الثقافة، فالحضارة تنتمي لمجال العلوم والتقنية، والثقافة تنتمي إلى الدين والفن.[83]
تحدث بيغوفيتش في كتابه أن عداء الغرب الحالي للإسلام ليس مجرد امتداد للعداء التقليدي والصدام الحضاري المسلح بين الإسلام والغرب منذ الحملات الصليبية، وإنما يرجع إلى تجربته التاريخية الخاصة مع الدين، وإلى عجزه عن فهم الإسلام لسببين جوهريين وهما: طبيعة العقل الأوروبي أحادي النظرة، وإلى قصور اللغات الأوروبية عن استيعاب المصطلحات الإسلامية، وضرب لذلك مثالاً بمصطلحات الصلاة والزكاة والوضوء والخلافة حيث لا يوجد ما يقابلها في المعنى باللغات الأوروبية.[84] وعن طبيعة كتابه يقول بيغوفيتش في مقدمته: «إن هذا الكتاب ليس في اللاهوت ولا مؤلفه من رجال اللاهوت إنه على الأرجح محاولة لترجمة الإسلام إلى اللغة التي يتحدث بها الجيل الجديد ويفهمها، إنه كتاب يتناول عقائد الإسلام ومؤسساته وتعاليمه بقصد اكتشاف موقع الإسلام في إطار الفكر العالمي».[85][86]
وتناول بيغوفيتش في الكتاب عدداً مهماً من الموضوعات وهي: الخلق والتطور، داروين ومايكل أنجلو، المثالية الأصلية، ازدواجية العالم الحي، معنى الفلسفة الإنسانية، الثقافة والحضارة، الأداة والعبادة، انعكاس ازدواجية الحياة، التعليم والتأمل، التعليم التقني والتعليم الكلاسيكي، الثقافة الجماهيرية، الريف والمدينة، الطبقة العاملة، الدين والثورة، تشاؤم المسرح، العدمية، ظاهرة الفن، الفن والعلم، الفن والدين، الفن والإلحاد، العالم المادي للفن، دراما الوجه الإنساني، الفنان وعمله، الأسلوب والوظيفة، الفن والتقليد، الأخلاق، الواجب والمصلحة، النية والعمل، التدريب والتنشئة، الأخلاق والعقل، العلم والعلماء، الأخلاق والدين، الأخلاق وما يسمى بالمصلحة المشتركة، الأخلاق بدون إله، الثقافة والتاريخ، الإنسانية الأولى، الفن والتاريخ، الأخلاق والتاريخ، الفنان والخيرة، الدراما والطوبيا، المجتمع المثالي، الطوبيا والأخلاق، الأتباع والهراطقة، المجتمع والجماعة، الشخصية والفرد الإجتماعي، الطوبيا والأسرة، الإسلام والوحدة ثنائية القطب، موسى وعيسى ومحمد، الدين المجرد، قبول المسيح ورفضه، الإسلام والدين، ثنائية أعمدة الإسلام الخمسة، دين يتجه نحو الطبيعة، الإسلام والحياة، الطبيعة الإسلامية للقانون، جانبان للقانون، العقاب وحماية المجتمع، الأفكار والواقع، ملاحظات تمهيدية، عيسى والمسيحية، ماركس والماركسية، الزواج، نوعان من المعتقدات الخرافية، الطريق الثالث خارج الإسلام، العالم الأنجلوسكسوني، التسوية التاريخية والديمقراطية الاشتراكية، نظرة أخيرة: التسليم لله.[87]
كتاب الإعلان الإسلامي
مقالة مفصلة: الإعلان الإسلامي (كتاب)
كتاب الإعلان الإسلامي.
الإعلان الإسلامي أو البيان الإسلامي، هي المباديء التي أثارت ضجة إعلامية كبرى في يوغسلافيا، وبسبب هذا الكتاب حوكم علي عزت بيغوفيتش وزج به في السجن، ورغم إعادة المحاكمة وسقوط التهم التي وجهت إليه إلا أن الكتاب ومبادئه ظل متداولاً بين المسلمين في البوسنة والهرسك، كتأكيد على اعتبار الإسلام عقيدة وشريعة ونظام، استمرت الحملات الإعلامية الصربية تتصاعد ضد علي عزت بيغوفيتش، ما أدى بهم إلى أخذ الكتاب وإجراء تعديلات على نصوصه وإضافة عبارات وكلمات لم تكن موجودة في الأصل، ثم وزع الكتاب في بلغراد وزغرب كدليل على دعوة بيغوفيتش للجهاد في البلقان، وكان فهم الجهاد لديهم هو إعلان الحرب المقدسة على المسيحية، وتسرب الكتاب خارج يوغسلافيا والتقطته جماعات نشطة، وقامت بترجمته إلى اللغات الأوروبية المختلفة في محاولة لإثارة جو من الذعر بين المسيحيين، حيث ربطت بين مؤلفه وبين بعض المراكز الإسلامية في العالم وبخاصة إيران.[88]
يتناول الكتاب ظاهرة التخلف بين الشعوب الإسلامية، وطبيعة المشروع أو النظام الإسلامي وأبعاده وعناصره، ويعرض إشكاليات النظام الإسلامي، وأن الإسلام ليس مجرد دين، وعلاقة الإسلام بالمسيحية واليهودية، ورأيه في الرأسمالية والاشتراكية،[89] وقد عرض المؤلف لبعض الأفكار الرئيسة وبعض المشكلات الجوهرية للنهضة الإسلامية، هذه الأفكار التي تستولي على عقول الناس بصفة متزايدة باعتبارها تحولاً عاماً للشعوب المسلمة خلقياً وثقافياً وسياسياً، وقد اشتمل الكتاب على مقدمة وثلاث فصول وخلاصة، وحدد المؤلف في مقدمته الجمهور الذي يتوجه إليه بالخطاب حيث يقرر أن الكتاب لا يخاطب إلا المسلمين الذين يدركون حقيقة انتمائهم للإسلام، في الفصل الأول من الكتاب يشخص ظاهرة التخلف بين الشعوب الإسلامية، وفي الفصل الثاني يتناول طبيعة المشروع الإسلامي أو النظام الإسلامي الذي يدعو إليه ويوضح أبعاده وعناصره، وفي الفصل الثالث يعالج المشكلات الأساسية التي تواجه النظام الإسلامي.[90]
يقول علي عزت بيغوفيتش في مقدمة كتابه:[91]
علي عزت بيغوفيتش أن الإعلان الذي تعرضه اليوم على الجماهير ليس من قبل القراءات الموصوفة لغير المسلمين، ولا للذين يشككون في تميز الإسلام على أي نظام أو مدرسة فكرية أخرى، هذا الإعلان موجه إلى المسلمين الذين يعلمون إلى أي شيء ينتمون، والذين تحدثهم قلوبهم حديثاً واضحاً صريحاً على الجانب الذي يلتزمون الوقوف فيه ... فإن دول الغرب وروسيا والصين تتنافس جميعاً لمد نفوذهم على كل جزء من العالم المسلم، إلا أن تنافسهم لن يكون له جدوى فالعالم المسلم لا ينتمي إلى أولئك أو هؤلاء، إنما ينتمي للشعوب المسلمة ... إن الأفكار التي يتضمنها هذا الإعلان ليست جديدة كلها، إنما هي بالأحرى جماع أفكار طالما ترددت في أماكن كثيرة مختلفة، أما الجديد في هذا الإعلان فهو سعيه لتعزيز هذه الأفكار والخطط بعمل منظم ... إن الجهاد في سبيل غايات نبيلة ليس وليد اليوم، فقد جرب المسلمين السابقون الشهادة، وتاريخهم حافل بصفحات مليئة بالتضحيات والمعاناة والشهداء ... يمكننا أن نبين بوضوح الطريق الذي يؤدي إلى تحقيق غاياتنا، إنه طريق إحياء الإسلام في جميع مجالات حياتنا. علي عزت بيغوفيتش
هروبي إلى الحرية
مقالة مفصلة: هروبي إلى الحرية (كتاب)
كتاب هروبي إلى الحرية.
يتناول كتاب "هروبي إلى الحرية" كتابات علي عزت بيغوفيتش عندما كان يقبع في سجن فوتشا في الفترة ما بين (1983 - 1988)،[92] وما تعرض له في عهد تيتو، حيث مكث في سجنه أعواماً طويلة، وكان فيها يخلد إلى أفكاره ويناجي خواطره ويسجلها في ظروف صعبة، ثم جمعها في كتابه "هروبي إلى الحرية"، الذي يعبر فيه عن طموحاته وآماله بطريقة لا تدخل في عمق الأحداث الجارية، ويفصح فيها عن تطلعات شعب البوشناق المسلم وشعوب البوسنة الأخرى، جمع علي عزت في كتابه خلاصة الخلاصات لكل ما يجب التفكير فيه أو يستحيل أن يفكر فيه، يتضمن الكتاب حشداً كبيراً من الأفكار والتأملات والاعتقادات في موضوعات منفصلة، تحدث عن أن الأدب هو الحرية، وعن الحياة والناس والحرية، وعن الدين والأخلاق، ويبدي ملاحظات سياسية، وعن نظرية الطريق الثالث التي يضيفها المؤلف إلى كتابه الإسلام بين الشرق والغرب، وعن بعض الحقائق حول الشيوعية والنازية التي لا يجوز نسيانها، وعن ملاحظات هامة في التيارات الإسلامية والمسلمين، ويلحق بالكتاب رسائل وصلت إليه من أولاده في أثناء سجنه تمثل هروبه العاطفي وظروفه وأسرته وحريته اللامحدودة وهو في السجن.[93] يقول بيجوفيتش عن أيامه في السجن:[94]
علي عزت بيغوفيتش كانت تلك الأيام ينتظرني فيها ما يقارب ثلاثة عشر عاماً من السجن، وعندما كان الموت هو الأمل الوحيد أخفيت هذا الأمل بداخلي مثل سر كبير لا يعرفه أحد غيري، ولا يستطيعون هم تجريدي منه، فإن هروبي العاطفي كان في تلك الرسائل لست متأكداً بأن أولادي يعرفون أو أنهم سيعرفون يوماً ماذا عنت تلك الرسائل بالنسبة لي، كنت أشعر في اللحظات التي أقرأها فيها أنني لست إنساناً حراً وحسب، وإنما إنسان أهداه الله كل خيرات هذه الدنيا علي عزت بيغوفيتش
عوائق النهضة الإسلامية
مقالة مفصلة: عوائق النهضة الإسلامية (كتاب)
هذا الكتاب هو عبارة عن مجموعة من المقالات المتفرقة للرئيس علي عزت بيغوفيتش، يتحدث فيها عن النهضة الإسلامية والعوائق وعوامل البناء الصحيح، يحتوي الكتاب على أحد عشر مقالة هي: ما سبب تخلف المسلمين، المرأة المسلمة زوجة وأم، تأملات بمناسبة الذكرى الألف والأربعمئة لنزول القران الكريم، المسلمون وإسرائيل، الإسلام والمعاصرة، هل نربي المسلمين أم الجبناء، نحو الثورة الإسلامية، كيف نقرأ القرآن، تأملات في الهجرة النبوية، رسول الله محمد، الإسلام وكفاح الشعوب.[95]
مؤلفات أخرى
مقالة مفصلة: سيرة ذاتية وأسئلة لا مفر منها (كتاب)
ألف علي عزت بيغوفيتش مجموعة من الكتب الفكرية والتاريخية منها: كتاب الأقليات الإسلامية في الدول الشيوعية وسيرة ذاتية وأسئلة لا مفر منها.[96]
من أقواله[عدل]
القراءة المبالغ فيها لا تجعلنا أذكياء، بعض الناس يبتلعون الكتب وهم يفعلون ذلك بدون فاصل للتفكير، وهو ضروري لكي يهضم المقروء ويُبني ويُتبنى ويُفهم، عندما يتحدث إليك الناس يخرجون من أفواههم قطعاً من هيجل وهايديجر أو ماركس في حالة أولية غير مصاغة جيداً، عند القراءة المساهمة الشخصية ضرورية مثلما هو ضروري للنحلة العمل الداخلي والزمن لكي تحول رحيق الأزهار المتجمعة الي عسل.[97]
إن المجتمع العاجز عن التدين هو أيضاً عاجز عن الثورة.[97]
إن أي تلاعب بالناس حتى ولو كان في مصلحتهم هو أمر لا إنساني، إن التفكر بالنيابة عنهم أو أن تحررهم من مسؤولياتهم والتزاماتهم هو أيضاً أمر لا إنساني.[97]
إذا صح أننا نرتفع من خلال المعاناة وننحط بالاستغراق في المتع، فذلك لأننا نختلف عن الحيوانات، إن الإنسان ليس مفصلاً على طراز داروين كما أن الكون ليس مفصلاً على طراز نيوتن.[97]
من مهام الدين والفن والفلسفة توجيه نظر الإنسان إلى التساؤلات والألغاز والأسرار، وقد يؤدي هذا إلى معرفة ما، ولكن في أغلب الأحيان يؤدي إلى وعي بجهلنا، أو إلى تحويل جهلنا الذي لا نشعر به إلى جهل نعرف أنه جهل.[97]
حل التليفزيون محل الأدب والتفكير، وبالتالي استطاع أن يقلص النشاط الفكري، إنه يقدم حلولاً جاهزة لجميع مشكلات الحياة.[97]
ليست الصلاة مجرّد تعبير عن موقف الإسلام من العالم، إنما هي أيضاً انعكاس للطريقة التي يريد الإسلام بها تنظيم هذا العالم.[97]
إن كثرة القوانين في مجتمع ما وتشعبها والتعقيدات التشريعية علامة مؤكدة على وجود شيء فاسد في هذا المجتمع، وفي هذا دعوة للتوقف عن إصدار مزيد من القوانين والبدء في تعليم الناس وتربيتهم.[97]
إذا كان من الممكن استلام السلطة بالوعود، فإن الحفاظ عليها لا يكون إلا بالنتائج.[98]
يكون الحيوان خطيراً عندما يكون جائعاً، أما الإنسان فيكون خطيراً عندما يشبع.[98]
ليست عظمة الإنسان أساسها في أعماله الخيرة وإنما في قدرته على الاختيار، وكل من يقلل أو يحد من هذه القدرة يحط بقدر الإنسان.[97]
الصلاة لا يمكن أدائها إلا بضبط الوقت والاتجاه في المكان الصحيح فاحتاج المسلمون إلى علم الفلك، والزكاة تحتاج إلى إحصاء ودليل وحساب، سنجد أن المجتمع المسلم بدون أن يمارس أي شيء إلا هذه الأعمدة الخمسة يجب عليه أن يبلغ حداً أدنى من الحضارة، معنى هذا أن الإنسان لا يستطيع أن يكون مسلماً ويبقى متخلفاً، وتاريخ العلوم الإسلامية تبين لنا أن تطور جميع الميادين العلمية في القرن الأول قد بدأت بمحاولات تحقيق الفرائض الإسلامية بأكبر دقة ممكنة.[97]
ليس الإنسان بما يفعل بل بما يريد، بما يرغب فيه بشغف.[97]
وحده الذي يسأل يحصل على الجواب.[97]