█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ *لا يتحقق صفو الأماني إلا بعد تلاشيها، فالحرب طريق للسلام، العبودية طريق للحرية، والجهل طريق للقوة.*
أتُرَىٰ، هل تضيء لنا الشموع ظلمتنا؟ وهل نملك القدرة عَلَىٰ إكمال الطريق؟ أيها الفؤاد، اخلع ثوب الشؤم عنك، تأمل في كل ما حولك، ذلك الطائر الصغير أصيب بجرحٍ في جسده، لكنه يحلق بأمل، انظر للسماء، هناك ظلام يلوح في الأفق؛ فتسطع نجوم لامعة كقلعة من اللآلىء الدرية تنير الظلام، وتكامعها بين أحضانها؛ فيتألق القمر بأبهى زينته؛ ليكمل صورة الدرر التي تزين السماء، وتضيء العالم بضوئها الوضاء، تبث الأمل في القلوب؛ فيسري في الوريد كالدماء، رغم الديجور السائد، لاح النور من بعيد، وبزغ الفجر؛ فأنار ما بين السماء والأرض؛ ليمنِّي القلب بالأماني السعيدة، ويحيي الحلم الوئيد، تلك النباتات الخضراء قد ذبلت عندما هجرتها الأوداق، أعلم أنه من غياهب الظلمات يولد الأمل، ومع كل آهة تخرج من القلب أتعلّم كيف أُكمل، ذلك القلب مرهون بحلم بعيد المدىٰ، وصعب المنال، أنا يا عزيزي متعب الجسد من كثرة محاولتي للوصول إلى مناي، سقطت مرة تلو الأخرى، لكنني كنت أنهض أكثر قوة مما سبق رغم تلك الجروح الدميمة؛ لأنني أضع نصب عيني مبتغىٰ أسعىٰ لأناله، جُنّت عواصف القلب كمدًا؛ فأتت الرياح، ورمست ذلك الأثر، عندما أتأمل الطبيعة أرىٰ كل شيءٍ بها يوحي بالأمل، كيف سيشعر الشخص الحرّ الطليق ببرودة السجن وهو لم يمكث به يومًا؟ وكيف سيشعر القلب بمرارة الظلم وهو لم يُظلم من قبل؟ تلك الأضداد وبعضها لا يشعر بها إلا من جربها؛ ففاقد الشيء أكثر من يمنحه بسخاء، يا قلبي، أخبرني من أنا؟ فأنا أشعر بالتيه، أخشىٰ من عدم الوصول لمُرادي، أن يُقتل حلمي وهو في ريعان شبابه، هل ستتحق تلك الأمنيات التي أرنو لها؟ وهل ستنسج الأماني من خيوط الشمس؟
*ک/أسماء عبد العاطي بركه*
*«عاشقة الكتابة»* . ❝
❞ (أم حبيبة)
رضي الله عنها زوجة الرسول تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم تكريمًا لها على ثباتها في دين الله.. فما سيرتها؟ وما قصة زواجها من رسول الله؟
نسبها
أم حبيبة، رملة بنت أبي سفيان، وأُمُّها صفية بنت أبي العاص بن أمية عمَّة عثمان بن عفان.
وإخوتها:
الخليفة معاوية بن أبي سفيان، والأمير يزيد بن أبي سفيان.
إسلامها وهجرتها
وهي -رضي الله عنها- ابنة زعيم مكة وقائدها أبو سفيان بن حرب، ورغم ذلك فقد أعلنتْ إسلامها رغم معرفتها بعاقبة هذا الأمر عليها وسخط أبيها، وما يجره ذلك من متاعب وآلام انتهت بهجرتها وزوجها المسلم آنذاك إلى الحبشة.
وقد هاجرت -رضي الله عنها- إلى الحبشة وهي حامل بابنتها حبيبة ووَلَدَتها هناك، وفي هذا ما فيه من المشقَّة والتعب والتضحية في سبيل الله؛ ممَّا يدلُّ على عمق إيمانها وصدق يقينها بالله تعالى، وقد تنصَّرَ زوجها عبيد الله بن جحش، وساءت خاتمته، فتُوُفِّيَ على الكفر والعياذ بالله.
ومع هذا فقد ثبتَتْ -رضي الله عنها- على الإسلام، ثبتت رغم كُفْرِ أبيها وتنصُّر زوجها، ثبتَتْ لمَا أراد الله بها من الخير، ولمَا أَعَدَّ لها من الخير في الدنيا والآخرة.
زواجها من النبي
تزوجها النبي بعد وفاة زوجها عبيد الله بن جحش بن رئاب الأسدي ولها منه ابنتها حبيبة. وأم حبيبة من بنات عم الرسول، ليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها، ولا في نسائه من هي أكثر صداقا منها، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها.
أرسل النبي محمد إلى النجاشي يخطبها، فأوكلت عنها خالد بن سعيد بن العاص، ومهرها أربعة آلاف درهم وأولم لها النجاشي وليمة فاخرة وجهزها وأرسلها إلى المدينة مع شرحبيل بن حسنة.
تزوجت الرسول محمد سنة 7 هـ، وكان عمرها يومئذٍ 36 سنة، وذكر في شأنها القرآن:( عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
نزل في أبي سفيان، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوَّج ابنته أمَّ حبيبة، فكانت هذه مودَّة ما بينه وبينه.
وكان زواجه منها صلى الله عليه وسلم تكريمًا لها على ثباتها في دين الله، فكم من امرأة تَتْبَعُ زوجها في كل حركة وسكنة في حياته، تفعل الخير بفعله، وتكفُّ عن الشرِّ بِكَفِّه!! لكنَّ هذه المرأة المهاجرة بدينها وولدها لم يُزعزعها أَلَمُ الفراق بينها وبين زوجها وعائلها في بلد يبعد آلاف الأميال عن بلدها، وإنما حاولتْ بكل ما أُوتيتْ من قوَّة أن تثني زوجها عن تغيير عقيدته إلى عقيدة التوحيد، لكنَّه أصرَّ وتولَّى، فصبرتْ وشكرتْ، فكافأها الله بزواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعلها أُمًّا للمؤمنين. أقامت مع الرسول محمد وبقية أمهات المؤمنين ومعها ابنتها حبيبة ربيبة رسول الله والتي تزوجها فيما بعد داود بن عروة بن مسعود الثقفي.
رفضها لأبيها
سنة 8 هـ وقبل فتح مكة قدم أبو سفيان المدينة ليكلم النبي طالبًا في أن يزيد في هدنة الحديبية، ولما دخل على ابنته أم حبيبة حجرتها أسرعت وطوت بساطًا لديها مانعةً والدها من الجلوس عليه كونه فراش النبي، وقالت لوالدها: ˝ هو فراش رسول الله وأنت امرؤ نجس مشرك ˝ رغم أن أباها فرح عند زواجها بالرسول إذ قال: ذاك الفحل، لا يجدع أنفه!!.
دورها في الإسلام
لها بصمات في التاريخ الإسلامي عند محاولتها مساعدة الخليفة عثمان بن عفان، ابن خالها، عندما حوصر من قبل المتمردون، ولكنهم منعوها وحالوا دون ذلك. وروت عن النبي محمد خمسة وستين حديثاً.
وفاتها
عند وفاتها تجسَّدت فيها -رضي الله عنها- رُوح الحبِّ والأُلْفَة بينها وبين أُمَّهات المؤمنين الباقيات، عندما طلبت من السيدة عائشة أن تحللها من أي شيء فحللتها، واستغفرت لها، وماتت بالمدينة سنة ٤٤ه، عن ثمانٍ وستين سنة، في خلافة أخيها معاوية بن أبي سفيان.
#أمهات_المؤمنين
#صفاءفوزي . ❝
❞ *أغلق النافذة التي تؤذيك مهما كانت إطلالتها جميلة.*
يا قلبي مَن هوىٰ يهُون هوانه، وأنتَ وقعت في غرام الشخص الخطأ، فتحتَ أبوابك، وهدمت ذلك الجدار الذي كان يحميك، تركت له حرية النفاذ إليك، أخبرني الآن ماذا جنيت؟
أراك تتألم لكنك لا تبوح، تبكي بدون دموع، صوت أشجانك كالطفل ينوح، وها أنا أتألم بفضلك، لقد تركتُ لك القرار لتفعل ما تريد، سرت خلفك؛ لعلي أصل إلى تلك السعادة المجهولة، الآن أنا أتوجع، ذلك الفراق يؤلمني، لكن كبريائي لا يجعلني أتحدث عما يختلج أعماقي، فؤادي مكلوم وينزف من شدة الأشجان، جافَىٰ الكرىٰ كريمتيَّ، دمعي يتساقط عَلَىٰ ذلك الغدر المرير، حاصرتني الهموم من كل جانب، أنا لا أظهر تلك الدموع أمام أحد سواك يا قلبي؛ لأن ألمنا واحد، فلتقف بشموخٍ وعزة، ولا تنحني، أنا لا أمنعك من الحزن، لكن لا أريد أن يرى ضعفنا أحد، لقد كان درسًا يا عزيزي، ورغم صعوبته لكننا تعلمنا منه الكثير، أردت أن أخبرك أنني أصبحت أقوَىٰ من ذي قبل، أتتذكر شعري الذي أعشقه حد الجنون؟ لقد قصصته، قصائد الهوىٰ التي كنت أقرأها هجرتها، تلك الرسائل التي كنت أحتفظ بها؛ لأنها منه محوتها للأبد، والآن عاد يخبرني أنه آسف، وكم كان غبيًا عندما تركني، لكن الأعجب من هذا أنني لم أتحرك! وأنتَ أيضًا يا وتيني لم تعد تتراقص فرحًا بتلك الكلمات؛ فأدرتُ ظهري إليه ورحلت، أتعلم يا قلبي لو كنت اشتقتَ إليه لنزعتك من موضعك، وشطرتك نصفين؛ فأنا أترك كل ما يقلل من قيمتي ولو كانت روحي معلقةً به، وأهجر الأرض التي لا أطمئن بها ولو كلفني الهجر أن أحيا بدون أرض، وأتخلَىٰ عن كل شخصٍ يقلل من قدري ولو كلفني التخلي أن أبقَىٰ وحدي، وألقي بتلك الأعراف والقواعد عرض الحائط دون التفات، يا نبضي، المرء يُهان عَلَىٰ قدر حنينه، وأنا لا أحن لأحد، حتىٰ نفسي القديمة لا أشتاق إليها، أخبرته من قبل أنني امرأةً ينحني الكبرياء لأجلها، فكيف لشخصٍ مثله أن يكسرني؟
*ک/أسماء عبد العاطي بركة*
*«عاشقة الكتابة»* . ❝
❞ الابنة الرابعة
˝فاطمة˝
هناك اختلاف في تاريخ ولادتها، يذهب أهل السنة والجماعة قبل البعثة النبوية بخمس سنين وقريش تبني البيت يوم حكم والدها النبي محمد في النزاع حول الحجر الأسود في مكانه.بينما ذهب ابن عبد البر والحاكم إلى أنها ولدت وعمر النبي إحدى وأربعون عامًا أي بعد سنة من البعثة النبوية.
شَهَدَتْ فاطمة منذ طفولتها أحداثًا جسامًا كثيرةً، فقد كان النبي يعاني من اضطهاد قريش وكانت فاطمة تُعِينهُ على ذلك الاضطهاد وتسانده وتؤازره، كما كان يعاني من أذى عَمه أبي لهب وامرأته أم جميل من إلقاء القاذورات أمام بيته فكانت فاطمة تتولى أمور التنظيف والتطهير.
وكان من أشد ما قَاسَته من آلالام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حُوصَرْ فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبي طالب، وأقاموا على ذلك ثلاثة سنوات، فلم يكن المشركون يتركون طعامًا يدخل مكة ولا بيعاٌ إلا واشتروه، حتى أصاب التَّعب بني هاشم واضطروا إلى أكل الأوراق والجلود، وكان لا يصل إليهم شيئًا إلا مستخفيًا، ومن كان يريد أن يصل قريبًا لهُ من قريش كان يصله سرًا.
وقد أثر الحصار والجوع على صحة فاطمة، ولكنّه زادها إيمانًا ونضجًا. وما كادت فاطمة الصغيرة تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة فامتلأت نفسها حزنًا وألمًا، ووَجَدَتْ نفسها أمام مسؤوليات ضخمة نحو أبيها مُحَمَّد بنِ عَبد الله، وهو يمرّ بظروف قاسية خاصة بعد وفاة زوجته وعمّه أبي طالب. فما كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحملت الأحداث بصبر، ووقفت إلى جانب أبيها الرسول مُحَمَّد بنِ عبد الله لتقدم له العوض عن أمها وزوجته ولذلك كانت تُكنّى بـ أم أبيها.
#هجرتها
هَاجَرَتْ الزهراء إلى المدينة المنورة وهيَ في الثامنة عشرة من عمرها وكَانَتْ مَعَها أخْتَها أم كلثوم وأُم المؤمنين سودة بنت زمعة بصحبة زيد بن حارثة وهاجر معهم: أُم المؤمنين عائشة وأمها أم رومان بصحْبَة عبد الله بن أبي بكر، وكان ذلك في السنة الأولى من الهجرة.
زواج فاطمة
في شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة زوج النبي ابنته فاطمة لعلي بن أبي طالب، ولم يتزوج بأخرى في حياتها، وقال ابن عبد البر: دخل بها بعد معركة أحد. وقد رُوي أن تزويج فاطمة من علي كان بأمر من الله، حيث توالى الصحابة على محمد لخطبتها إلا أنه ردهم جميعا حتى أتى الأمر بتزويج فاطمة من علي، فأصدقها علي درعه الحطمية ويقال أنه باع بعيرا له وأصدقها ثمنه الذي بلغ 480 درهما على أغلب الأقوال. وأنجب منها الحسن والحسين في السنتين الثالثة والرابعة من الهجرة على التوالي، كما أنجب زينب وأم كلثوم والمحسن، والأخير حوله خلاف تاريخي حيث يروى أنه قتل وهو جنين يوم حرق الدار، وفي روايات أخرى أنه ولد ومات في حياة النبي، في حين ينكر بعض السنة وجوده من الأساس. في أكثر من مناسبة صرح محمد أن علي وفاطمة والحسن والحسين هم أهل بيته مثلما في حديث المباهلة وحديث الكساء،ويروى أنه كان يمر بدار علي لإيقاظهم لآداء صلاة الفجر ويتلو آية التطهير. وقد روى الليث بن سعد: «تزوج علي فاطمة فولت له حسنًا، وحسينًا، ومحسنًا، وزينب، وأم كلثوم، ورقية، فماتت صغيرة ولم تبلغ»وينقل أبو إسحاق الإسفراييني ويضيف أن علي وفاطمة أنجبا سكينة.
#ألقاب فاطمة
تعددت أسماء فاطمة الزهراء وألقابها. أما تسمية «فاطمة» فقد قال عنها الخطيب البغدادي وابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة: «أن الله سمّاها فاطمة لأنه فطمها ومحبيها عن النار»، وفي سنن الأقوال والأفعال روى الديلمي عن أبي هريرة: «إنما سميت فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها عن النار». بينما قال محب الدين الطبري في ذخائر العقبى: «إن الله فطمها وولدها عن النار».
من ألقابها
#الزهراء: هناك أقوال بأنها كانت بيضاء اللون مشربة بحمرة زهرية. إذ كانت العرب تسمي الأبيض المشرب بالحمرة بالأزهر ومؤنثه الزهراء، وهناك من يقول أن النبي محمد هو من سماها بالزهراء لأنها كانت تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض، وذلك لزهدها وورعها واجتهادها في العبادة، وفي ذلك ينقل بعض المحدثين وأصحاب السير عنها عباداتٍ وأدعيةً وأورادًا خاصة انفردت بها، مثل: تسبيح الزهراء، ودعاء الزهراء وصلاة الزهراء وغير ذلك.
#البتول: تعددت الأقوال حول هذة التسمية، منها:قول النووي في شرح مسلم: التبتل هو الانقطاع عن النساء وترك النكاح انقطاعًا إلى عبادة الله وأصل التبتل القطع ومنه مريم البتول وفاطمة البتول لانقطاعهما عن نساء زمانهما دينا وفضلًا ورغبة في الآخرة.
قول ابن حجر العسقلاني في الفتح: وقيل لفاطمة البتول إما لانقطاعها عن الأزواج غير علي أو لانقطاعها عن نظرائها في الحسن والشرف.
قيل: لأنها تبتلت عن دماء النساء.
#الحوراء الإنسية: ويستشهدون برواية عن رسول الإسلام أوردها الطبراني في المعجم الكبير: (فاطمة حوراء إنسيّة، فكلّما اشتقتُ إلى رائحة الجنّة شممتُ رائحة ابنتي فاطمة.جاء الحديث برواية عائشة فهو: «إنّي لما أُسري بي إلى السماء أدخلني جبريلُ الجنّة فناولني منها تفّاحة، فأكلتُها فصارت نُطفةً في صُلبي، فلمّا نزلتُ واقعتُ خديجة، ففاطمة من تلك النطفة، وهي حوراء إنسيّة، كلمّا اشتقتُ إلى الجنّة قبّلتُها.»
#الصديقة: لأنها لم تكذب قط.
#المباركة: لظهور بركتها.
#الزكية: لأنها كانت أزكى أنثى عرفتها البشرية.
#المرضية: لأن الله سيرضيها.
#المحدثة: لأن الملائكة كانت تحدثها.
#الحانية: لأنها كانت تحن حنان الأم على أبيها النبي وزوجها وأولادها، والأيتام والمساكين.
#أم الأئمة.
#الطاهرة.
#المنصورة.
#الصادقة.
#الريحانة.
#البضعة: لقول رسول الله محمد: فاطمة بضعة مني . ❝
❞ بنات النبي
كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا وُلدت له ابنةٌ فرِح واستبشر بها، وأسماها اسماً حسناً، وأحسن تربيتها ونشأتها، وبناته -صلى الله عليه وسلم- قد نَشَأْنَ في بيت النبوّة؛ أبوهنّ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأمّهنّ خديجة -رضي الله عنها- أول من أسلمت على الإطلاق، وحين كَبِرْن؛ حرص على تزويجهنّ الأتقياء الصالحين الأكفاء، وكان ذلك، وهو قبل ذلك كان يستشيرهنّ ويسألهنّ.
الابنة الأولى
˝زينب˝
زينب بنت محمد بن عبد الله، أكبر بنات النَّبي محمد من زوجته خديجة بنت خويلد، واختُلف أيّهما أكبر هي أم القاسم، وُلدت قبل البعثة النبوية بعشر سنوات، وأدركت الإسلام وهاجرت إلى المدينة المنورة، وتُوفّيت سنة 8 هـ عند زوجها وابن خالتها أبو العاص بن الربيع وعمرها يومئذٍ قريب الثلاثين.
(حياتها)
وُلدت زينب في مكة سنة 23 ق.هـ الموافق 600 أي قبل بعثة النبي محمد بعشر سنوات، وعمره يومئذٍ ثلاثين عامًا. تزوّجها أبو العاص بن الربيع ابن خالتها هالة بنت خويلد، وقد كانت خديجة بنت خويلد قد طلبت من النبي محمد تزويجها إياه، والذي كانت تعدّه بمنزلة ولدها، وقد كان ذلك قبل بعثة النبي محمد وعُمرها يومئذٍ أقل من عشرة أعوام.
ولمّا بُعث النبي محمد، أسلمت زينب وبقي زوجها على دينه، وجعلت قريش تدعو أبا العاص لمفارقة زوجته زينب، فكان يردّ عليهم بقوله «لا والله، إنِّي لا أفارق صاحبتي، وما أحبُّ أنَّ لي بامرأتي امرأة من قريش»، فبقيت زينب عند زوجها كلٌّ على دينه.
أنجبت زينب من زوجها أبي العاص ولدًا وبنتًا، فأمّا الولد فاسمه عليّ، مات وهو صغير، والبنت اسمها أمامة تزوّجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة الزهراء، وتزوّجها المغيرة بن نوفل بعد وفاة علي بن أبي طالب وهي التي ورد في حديث نبوي أنّ النبي محمد حملها على عاتقه في صلاة الفجر.
(وقوع زوجها بالأسر)
بعد هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة، خرج أبو العاص مع قريش محاربة ضد المسلمين في غزوة بدر سنة 2 هـ، وبقيت زوجته زينب في مكة، ومع انتهاء الغزوة لصالح المسلمين، وقع أبو العاص أسيرًا بأيدي المسلمين، وكان الذي أسره اسمه خِرَاش بن الصِّمَّة. ولما أرسل أهل مكة الأموال في فداء أسراهم، أرسلت زينب في فداءه بقلادة كانت لها من أمّها خديجة بنت خويلد، فتأثر النبي محمد لذلك، وقال لأصحابه الذين أسروه: «إن رأيتم أن تُطلقوا لها أسيرها وتردُّوا عليها مالها فافعلوا»، فأطلقوا سراحه وردّوا مالها. وقد كان النبي محمد قد اشترط على أبي العاص أن يخلّي سبيلها ويأذن لها بالهجرة إلى المدينة المنورة، فوفّى بذلك.
زينب
هجرتها إلى المدينة
بعد إطلاق سراح زوجها وعند وصوله مكة أمرها زوجها باللحوق بأبيها في المدينة المنورة وفاءً لوعده، فبدأت زينب بالتجهّز للرحلة، وعَرضت هند بنت عتبة مساعدتها فرفضت وأنكرت تجهّزها خوفًا منها. ولمّا انتهت من جهازها، جاءها أخو زوجها كنانة بن الربيع فحملها على بعير له فركبته وهي في هودج، فخرج بها نهارًا حاملاً قوسه معه يحرسها، فعلمت بذلك قريش ولحقوا بها، وكان أول من سبق إليها رجل يُدعى هبّار بن الأسود وآخر اسمه نَافِع بن عبد قيس، فأخافها هبّار برمح له وهي في الهودج، وتذكر الروايات أنّها كانت حاملاً، فلمّا خافت أسقطت حملها. وتفاوض أبو سفيان مع كنانة بأن يرجع بها إلى مكة وينطلق بها سرًا ليلاً خوفًا من أن يتحدث أهل مكة بذلك، ففعل كنانة ذلك، وسلّمها لزيد بن حارثة ورجلٌ آخر كان النبي محمد قد أرسلهما بعد غزوة بدر بشهر لاصطحابها إلى المدينة.
وقد أرسل النبي محمد لاحقا سرية لقتل هبّار ونافع، فقال: «إنْ ظَفِرْتُمْ بِهَبَّارِ ابْن الْأَسْوَدِ، أَوْ الرَّجُلِ (أي نافع بن عبد قيس) الَّذِي سَبَقَ مَعَهُ إلَى زَيْنَبَ فَحَرَّقُوهُمَا بِالنَّارِ». ثمّ في اليوم التالي أرسل للسريّة: «إنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ بِتَحْرِيقِ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إنْ أَخَذْتُمُوهُمَا، ثُمَّ رَأَيْتُ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إلَّا اللَّهُ، فَإِنْ ظَفَرْتُمْ بِهِمَا فَاقْتُلُوهُمَا».
إسلام زوجها
بعد انتقال زينب للعيش في المدينة المنورة، بقي أبو العاص مقيمًا في مكة، وفي عام 8 هـ قبل فتح مكة بقليل، سافر أبو العاص بمالٍ له لبعض قريش متاجرًا إلى الشام، فلمّا عاد اعترضته أحد سرايا النبي محمد وأخذوا ما معه من مال، فذهب أبو العاص ودخل المدينة المنورة ليلاً، واستجار بزينب، فصرخت بالناس فجرًا وهم يصلّون: «أيُّها النَّاس، إنِّي قد أَجَرتُ أَبَا العَاص بن الرَّبيع»، فأقرّ ذلك النبي محمد بقوله: « إنَّهُ يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ». ثمّ طلب النبي محمد ممن أغاروا عليه وسلبوا ماله أن يردوا عليه ماله، ففعلوا، ثمّ عاد بأمواله كاملة إلى مكة وأعاد أموال قريش لهم، ثم أعلن إسلامه وعاد مهاجرًا إلى المدينة المنورة.
وعند وصوله المدينة المنورة ردّ النبي محمد ابنته زينب إلى أبي العاص كزوجة له بعقد نكاح ومهر جديدين، وقيل على عقد نكاحها الأول.
وفاتها
تُوفيت زينب في حياة النبي محمد قيل في عام 8 هـ الموافق 629 عن عمر يقارب الـ 29 عامًا، ويُروى في سبب موتها أنّها مرضت بسبب ما تعرّضت له أثناء هجرتها إلى المدينة المنورة من إسقاط حملها، فلم يزل بها المرض حتى ماتت.
#بنات_النبي
#صفاءفوزي . ❝