█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ الدور البيئي للأسرة
الأسرة والبيئة علاقة نمو وتطور، فما تشكله الأسرة من محيط تنموى للفرد في شتى مجالات الحياة، هو نفسه تلك البيئة التى سوف ينشأ فيها ويعيش على مبادئها ونظمها وقيمها ؛
فالبيئة هي فرد وأسرة وجماعة ومجتمع يحكمهم أعراف وتقاليد ونظم، إلى جانب تشكيل بيئى إستثنائى من ظواهر ومتغيرات طبيعية ليس للإنسان علاقة بها .
تعتبر الأسرة من وسائل العصر الأوسع تقدما وإنتشارا وتأثيرا وبخاصة فى مجتمع ترتفع فيه نسبة الأمية، وتساهم الأسرة كنظام إجتماعي بدور كبير فى تنمية الوعى البيئي لدى الأفراد وتغير من أنماط سلوكهم بصورة إيجابية ؛
حيث تتحمل الأسرة مسئولية كبيرة لايستهان بها في سبيل النهوض بالبيئة، فالطفل الذى ينشأ فى أسرة تفتقد فيها القدوة البيئية الصالحة، ويفتقر فيها الآباء والأمهات إلى الأهتمام بعناصر البيئة المحيطة ينشأ هذا الطفل بعيدا كل البعد عن واقعة الذى يعيش فيه وعن الإهتمام بقضايا بيئتة المحيطة مهما تلقن من تعليمات ومهما تعلم من بديهات، فنجد طفلا يكتسب سلوكيات وأفكار وعادات تتناقض مع أساليب بيئته المحيطة به، مما يترتب عليه فقدان التواصل الأسرى البيئي بين الطفل وأسرته
لذا كان من أهم الأدوار التى ينبغي قيام الأسرة بها فى مجال تنمية الوعى البيئي، حماية الأسرة من التلوث البيئي من خلال القدوة الصالحة من الأب والأم والبيئة المحيطة بالطفل، وتوفير بيئة إجتماعية سليمة للطفل منذ ولادته يمكنه فيها تنمية قدراته الجسمية والعقلية والإجتماعية فى جو من الأمان والإستقرار ؛
ولأنه من الضروري أن يكون هناك تدرج فى التوعية البيئية، فلا ينته دور الأسرة بمجرد إنتقال الطفل إلى المدرسة، بل إن دورها فى مجال التوجيه البيئي مطلوب بإستمرار وخاصة بالمراحل العمرية التقدمية المختلفة والتى يزداد فيها أهمية وخطورة التعامل الأسرى البيئي مع الفرد، لأنه بمثابة حجر الأساس فى تكوين شخصية الفرد . ❝
❞ الأفكار التسلطية
كتب ا. معتز متولي
الأفكار التسلطية تعني وجود فكرة غير منطقية لا تلبث أن تعاود الفرد وتسيطر عليه إلى حد الذى يشعر معه الفرد بنوع من العبودية أو الإنقياد لها، وإلى الحد الذى يجعله لا يستطيع أن يفكر أو يعمل عملا إيجابيا مفيدا ؛ يخيل للشخص أنه قام بفعل ما، وهو فى الحقيقية لم يقم به، وتبدأ محاكمته الأخلاقية لنفسه على هذا الفعل ويبدأ تأنيب الضمير بغزو ذهنة، فنجد أن هؤلاء ممن يسيطر عليهم الفكر التسلطى يعانون من إضطراب وخلل عضوى بالمخ يملأ عقولهم بأفكار غير مرغوبة وغير موجودة وتهديدات بالضياع والمرض، لو لم يقوموا بأفعال متكررة وغير منطقية، ولا معنى لها بل وأحيانا حمقاء .
تعد العوامل السلوكية من أسباب الأفكار التسلطية حيث تجد الفرد يعتاد على طقوس معينة وأعمال يفعلها بإستمرار دون توقف بطريقة لا إرادية، ولا يستطيع أن يتوقف عنها، بالإضافة إلى النواقل العصبية، يشعر بعض العصابيين بأنهم مدعوون للقيام ببعض الأعمال بغض النظر عن حقيقة غير منطقية أو لا معنى لها، إلى جانب العوامل الوراثية والعوامل النفسية .
أما عن ظواهر وأشكال الأفكار التسلطية ؛
شخص ما يهتم بصحته إهتماما غير سوى ومبالغ فيه، فهو يستيقظ في الصباح شاعرا بالإجهاد وينتقل من طبيب لآخر دون أن يستفيد شيئا، وتمتلئ خزانة الدواء عنده بمختلف الأدوية أو يتخلص من جميع الأدوية التى توصف له دون أن يستخدمها، ويمكن القول بأنه إنسان يتوهن المرض يستمتع بإعتلاء صحته، ومن المحتمل أن يعترض بشدة على أى إنسان يقول له إن صحته جيدة .
طالب التعليم بمراحلة المختلفة نتيجة القلق العصابى الذى يجعله في حاله ثابتة تقريبا من الخوف والترقب والقلق، فهو قد يظل متعلقا بدرجة شديدة بالنسبة لدرجاته التحصيلية أو بالنسبة لإمكانيته فى تكوين أصدقاء من زملائه، وما إن انتقل إلى مرحلته الجامعية ينتابه الشعور بالخوف من المجهول فى إمكانية إعتمادة على ذاته .
تصل الأفكار التسلطية بالإنسان إلى حد تصور أشياء مخيفة ورهيبة عن الذات الإلهية أو الأنبياء أو الدين أو الأخلاق أو العلم لايمكن دفعها، فالنظام العقلي للفرد فى تلك الحالة يسود فيه الأوهام والهلاوس حيث يسيطر الخيال أساسا على السلوك، وهنا يرى الفرد في شئ ما أنه غير مريح بالنسبة له بناءا على أفكار وتصورات بنيت فى عقلية هذا الفرد ليس نقصا منه ولكن تسلط فكرى وإنحرافات فكرية .
ليس من المجدى فى علاج الإنحرافات الفكرية الذهنية الخاصة بالأفكار التسلطية تناول الأعراض مباشرة، بل من الضروري إكتشاف الصراعات والإحباطات التى يعانيها الفرد والوقوف على جميع الظروف والأحداث المحيطة به والتى مر بها في حياته، ثم محاولة مساعدته لحلها والتخلص منها . ❝
❞ الثقافة الإجتماعية
الثقافة الإجتماعية جزءا هام في حياتنا اليوميه لاتنتهي أبدا تتجدد دائما مع تغيير الأفراد والحقب الزمنية والظروف البيئية، فهى عملية إبداعية متجددة تعبر عن آداب الحياة الإجتماعية؛ حيث أن الثقافة بمفهومها الإجتماعي تعكس مدى معرفة أبناء المجتمع للمنظومة الإجتماعية التى يعيشون فيها من عادات وتقاليد ولغة وأعراف ومكتسبات ونظم إجتماعية سائدة تطغى على المكونات الشخصية والسلوكية الفردية لأفراد المجتمع دون أن تخل تلك المكتسبات الشخصية والأطر العامة التى تحرك السلوك العام في المجتمع بالثوابت العامة والرئيسية كالعقائد الدينية والتشريعات والقوانين الوضعية....وغيرها، وينبغي على أفراد المجتمع أن يتماشوا مع التجديد بهدف التطوير والتعايش والبناء
يقول العالم الإجتماعي البريطاني الانثربولوجى ˝لإدوارد تايلور ˝
[ الثقافة أو الحضارة بمعناها الإناسى الأوسع، هى ذلك الكل المركب الذى يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والأعراف والقدرات والعادات الأخرى التى يكتسبها الإنسان بإعتباره عضوا في المجتمع ]
إن الثقافة الإجتماعية ليست مجموعة من الأفكار فحسب ولكنها نظرية في السلوك ترسم طريق الحياة إجمالا. ولم تعد ثقافتتا الإجتماعية منغلقة على نفسها، معزولة عما يدور حولها من متغيرات في جميع مجالات الحياة، وذلك في ظل ظروف العصر الحديث والتقدم العلمي والتكنولوجي وثورة الإتصالات
وهنا يمكننا القول أن الثقافة تمثل قوام الحياة الإجتماعية وظيفة وحركة، فليس من عمل إجتماعي يتم خارج دائرتها، حيث تيسر للإنسان سبل التفاعل مع محيطة مادة وبشرا ومؤسسات
إن السلوكيات الإجتماعية اليومية للأفراد تعتمد على مدى ثقافتهم الإجتماعية وإدراكهم لطبيعة الأمور التى يتواجدون فيها بتعاملهم فيما بينهم وتقبلهم للآخر والحوار، وتسخيرهم للمقدرات الطبيعية مما يجعل الفرد يستطيع أن يحقق التوازن بين نفسه والمجتمع الذى يعيش فيه . ❝
❞ الصراع الثقافى في عالمنا
أصبح للثقافة أهمية خاصة في إدارة العلاقات بين الأفراد وداخل المجتمع الواحد، وبين المجتمعات المختلفة ودورها في كيفية إدارة العلاقات الدولية، فإن الثقافة هوية ولغة لابد من تواجدها بين الشعوب
يعيش العالم العربي والإسلامي عالمين متناقضين، حاملا ثقافتين متباعدتين يصعب التقريب بينهما، ثقافة تراثية مفعمة بالمواطنة الأصلية وأخرى غربية فردية مصطنعة، وبين العالمين يقف الإنسان العربي عاجزا بين ماضية التراثي وبين العصرنة المغتربة عنه، فيصبح فاقدا للشخصية الثقافية، غير قادر على التأقلم مع الماضي أو التعايش مع الآخرين ؛
إن الثقافة محورا هاما في مجتمعاتنا لذلك يجب أن تحرص المجتمعات علي إرساء وتأكيد ثقافتها وهويتها بما تحمله من ماضيها العريق لدى كل الأفراد سواء كان طفل أو شاب أو عجوز بإختلاف مهامهم داخل المجتمع؛ حيث إن الإزدواجية الثقافية لدى الفرد تحدث نقصا فكرى وعلمى وتربوى لديه مما ينتج عنه أزمات فردية وعامة داخل عالمنا العربي والإسلامي ؛
ومن هنا يحدث الصراع الثقافى عن طريق الهيمنة بالقوة علي الثقافات التقليدية والمتوارثة عبر الأجيال، بهدف طمس هوية الشعوب وتغريب الإنسان وعزلة عن قضاياه المحورية والأساسية وإدخال الضعف لديه،
ويحدث ذلك أيضا نتيجة لوجود وسائل وأساليب تعمل علي إحداث خلل في العمليات الثقافية والعلمية والإقتصادية والإعلامية والتربوية لعالمنا العربي والإسلامي، والذى ينتج عنه نوعا من الإزدواجية الثقافية وتغيير ملامح الثقافة الوطنية، وتشكيك الإنسان في جميع قناعاته الدينية والوطنية والأيديولوجية ؛
وقد تعددت آليات الهيمنة علي ثقافة عالمنا كما وكيفا، فمثلا نجد إهتمام الغرب بالثقافة العربية والإسلامية مقدمة ووسيلة للغزو الفكرى للمجتمع، وبالفعل إستطاعت الثقافة الغربية من التأثير علي بعض المثقفين والكتاب والمفكرين وتكوين نخبة مثقفة في مجمعاتنا يحملون أفكارهم لدرجة أنهم يرون أن طريق التقدم والأزدهار الوحيد في رفض التراث كله والتنكر للماضي برمته
يتضح لنا مما سبق أن الثقافة سلاح ذو حدين مع أو ضد الشعوب والمجتمعات، فإذا كانت الثقافة راسخة وثابتة في قوام المجتمع وبين أفرادة، وتعمل تلك الثقافة علي تحقيق التكافؤ بين تراثها وماضيها والتقدم العصرى في مختلف المجالات علميا وإقتصاديا وتربويا.... وغيرها، نجد المجتمع مزدهر ومتقدم، أما إذا كانت الثقافة ضد المجتمع فاللآسف يظهر الصراع الثقافى والإزدواجية الثقافية . ❝