❞ هديه ﷺ في الأذان وأذكاره .
ثبت عنه ﷺ أنه سَنَّ التأذين بترجيع وبغير ترجيع ، وشرع الإقامة مثنى وفرادى ، ولكن الذي صح عنه تثنية كلمة الإقامَةِ ( قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ ) ، ولم يصح إفرادها البتة ، وكذلك صح عنه تكرار لفظ التكبير في أول الأذان أربعاً ، ولم يصح عنه الاقتصار على مرتين وأما حديث أُمِرَ بِلال أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الإِقَامَةَ ، فلا ينافي الشفع بأربع ، وقد صح التربيع صريحاً في حديث عبد الله بن زيد ، وعمر بن الخطاب ، وأبي محذورة رضي الله عنهم ، وأما إفراد الإقامة ، فقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما استثناء كلمة الإقامة ، فقال : إنما كانَ الأذان على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ ، والإقامة مرَّةً مرَّةً ، غير أنه يقول ( قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ ) وفي صحيح البخاري عن أنس : أُمِرَ بِلال أَنْ يَشْفَعَ الأَذَانَ ، ويُوتِرَ الإِقَامَةَ ، إِلَّا الإقامَةَ ، وصح من حديث عبدالله بن زيد وعمر في الإقامة ( قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ ) ، وصح من حديث أبي محذورة تثنية كلمة الإقامة مع سائر كلماتِ الأذان ، وكُل هذه الوجوه جائزة مجزئة لا كراهة في شيء منها ، وإن كان بعضها أفضل من بعض ، فالإمام أحمد أخذ بأذان بلال وإقامته ، والشافعي أخذ بأذان أبي محذورة وإقامة بلال ، وأبو حنيفة أخذ بأذان بلال وإقامة أبي محذورة ، ومالك أخذ بما رأى عليه عمل أهل المدينة من الاقتصار على التكبير في الأذان مرتين ، وعلى كلمة الإقامة مرة واحدة ، رحمهم الله كلهم ، فإنهم اجتهدوا في متابعة السنة. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ هديه ﷺ في الأذان وأذكاره .
ثبت عنه ﷺ أنه سَنَّ التأذين بترجيع وبغير ترجيع ، وشرع الإقامة مثنى وفرادى ، ولكن الذي صح عنه تثنية كلمة الإقامَةِ ( قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ ) ، ولم يصح إفرادها البتة ، وكذلك صح عنه تكرار لفظ التكبير في أول الأذان أربعاً ، ولم يصح عنه الاقتصار على مرتين وأما حديث أُمِرَ بِلال أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الإِقَامَةَ ، فلا ينافي الشفع بأربع ، وقد صح التربيع صريحاً في حديث عبد الله بن زيد ، وعمر بن الخطاب ، وأبي محذورة رضي الله عنهم ، وأما إفراد الإقامة ، فقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما استثناء كلمة الإقامة ، فقال : إنما كانَ الأذان على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ ، والإقامة مرَّةً مرَّةً ، غير أنه يقول ( قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ ) وفي صحيح البخاري عن أنس : أُمِرَ بِلال أَنْ يَشْفَعَ الأَذَانَ ، ويُوتِرَ الإِقَامَةَ ، إِلَّا الإقامَةَ ، وصح من حديث عبدالله بن زيد وعمر في الإقامة ( قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ ) ، وصح من حديث أبي محذورة تثنية كلمة الإقامة مع سائر كلماتِ الأذان ، وكُل هذه الوجوه جائزة مجزئة لا كراهة في شيء منها ، وإن كان بعضها أفضل من بعض ، فالإمام أحمد أخذ بأذان بلال وإقامته ، والشافعي أخذ بأذان أبي محذورة وإقامة بلال ، وأبو حنيفة أخذ بأذان بلال وإقامة أبي محذورة ، ومالك أخذ بما رأى عليه عمل أهل المدينة من الاقتصار على التكبير في الأذان مرتين ، وعلى كلمة الإقامة مرة واحدة ، رحمهم الله كلهم ، فإنهم اجتهدوا في متابعة السنة. ❝
الفصل الخامس:
الملف الخامس – الحلم الذي عبر الحدود
---
الحلم مثل مسافرٍ عنيد، لا يعرف حدودًا ولا جوازات عبور. يظل يتسلل من بين الخطوط الفاصلة بين الدول، يختبئ في الحقائب الصغيرة، أو يركب على أجنحة الطائرات دون أن يلحظه أحد. وربما كان أخطر من اللاجئين أنفسهم، لأنه لا يطلب تصريحًا ولا فيزا، لكنه قادر أن يربك حياة كاملة بمجرد ظهوره.
كنت دائمًا أتصور أن الحلم يخص مكانه الأول فقط، ينبت في أرضٍ محددة، ثم يذبل إذا حاول صاحبه أن يزرعه في أرضٍ أخرى. لكنني كنت مخطئًا. هناك أحلام تملك القدرة على القفز، أن تخرج من جغرافيا ضيقة وتبحث عن تربة جديدة، كأنها تعرف أنّها أكبر من حدود رسمها بشر.
أتذكر جيدًا تلك الليلة التي التقيت فيها \"آدم\"، شاب في أوائل الثلاثينات، جلس بجواري في مقهى صغير بإحدى المدن الأوروبية. كنا غريبين عن المكان، غريبين حتى عن أنفسنا، لكن شيئًا ما جمع بيننا. سألته عن حكايته، فقال وهو يضحك بمرارة:
– \"أنا مشيت من مصر من غير ما أعرف أنا رايح فين. كنت فاكر إن الحلم بتاعي هيموت جوه الحدود هناك. قلت يمكن ألاقي له حياة تانية هنا.\"
كان \"آدم\" قد درس الهندسة، لكنه تركها بعد أن سُدّت في وجهه كل الأبواب. عمل في مهنٍ لا علاقة لها بما حلم به: نادل، عامل مخازن، وسائق دراجة لتوصيل الطلبات. قال إن كل عمل كان بمثابة قفص صغير، لكنه ظل يحافظ على صورة قديمة مطوية في محفظته: تصميم لجسر ابتكره أيام الجامعة. كان يؤمن أن ذلك الجسر سيُبنى يومًا ما، حتى لو في بلدٍ لا يعرفه.
أدهشني إصراره. قلت له:
– \"طيب، وإيه اللي مخليك متأكد إنه هيقوم يوم من الأيام؟\"
ابتسم وقال:
– \"لأن الحلم مش بيحتاج وطن… بيحتاج وقت، ومساحة يمد رجليه فيها.\"
ظلّت كلماته تطاردني. هل الحلم فعلًا بلا جنسية؟ هل يمكن أن يعيش الحلم في منفى أفضل مما عاش في موطنه؟
في تلك المدينة كنت أرى وجوهًا كثيرة تشبه \"آدم\". شباب وفتيات جاؤوا من أماكن بعيدة، يحملون قصصًا مختلفة، لكن يجمعهم خيط واحد: أحلام لم تجد مكانًا لها في أوطانها. بعضهم وجد في الغربة فرصة للانطلاق، وبعضهم دفن حلمه أكثر وأكثر حتى صار مجرد ذكرى.
أذكر أنني التقيت بفتاة سورية اسمها \"ليان\"، كانت تعزف على الكمان في محطة المترو. سألتها لماذا لا تعزف في مسرح أو قاعة موسيقية. قالت بابتسامة واثقة:
– \"الموسيقى بتعبر الحدود من غير ما تحتاج لجواز سفر. المحطة دي أكبر مسرح في العالم. اللي بيسمعني هنا من عشرين جنسية مختلفة. يمكن ده الحلم اللي ماكنتش هحققه لو فضلت في بلدي.\"
كان واضحًا أنّها حوّلت المنفى إلى منصة. لم تعد تنتظر أن يُفتح لها باب رسمي، صنعت بابها بنفسها. وهنا فهمت أنّ الأحلام التي تملك القدرة على العبور هي التي تغيّر مسار التاريخ، بينما الأحلام التي تخشى الرحيل تذبل وتموت.
لكن الحقيقة الأكثر إيلامًا أن ليس كل حلم ينجو. بعض الأحلام تسقط عند الحدود، تُسحق تحت أختام جوازات السفر أو تُعلّق على بوابات السفارات. رأيت شبابًا جلسوا على الأرصفة بعيونٍ خاوية، كأنهم دفنوا كل شيء عند أول مطار رفض دخولهم.
حين عدت إلى غرفتي في تلك الليلة، كتبت في دفتري:
\"الأحلام المهاجرة لا تُشبه البشر المهاجرين فقط، بل تتفوق عليهم. البشر قد يُعادون من الحدود، أما الحلم فلا يُعاد. إما أن يتسرب ويستقر، أو يختفي إلى الأبد.\"
في اليوم التالي، التقيت \"آدم\" مرة أخرى. أخبرني أنه حصل على فرصة للعمل في مكتب هندسي صغير. قال بحماس:
– \"يمكن ده مش الجسر اللي حلمت بيه… بس ده أول حجر فيه.\"
ابتسمت وأنا أراه يخرج من المقهى بخطواتٍ مختلفة، كأنه تحوّل فجأة من لاجئ إلى مهندس. لم يكن المكان هو الذي صنع الفرق، بل جرأة الحلم على أن يعبر.
ومنذ ذلك اليوم، صرتُ أؤمن أن الحلم الذي يملك أجنحة لا يخشى الخرائط، ولا تحكمه القوانين. هو وحده الذي يقرر أين يولد وأين يكبر. وربما تكون أعظم معجزة في حياتنا أننا نستطيع أن نرافقه، حتى لو اضطررنا لعبور قاراتٍ كاملة وراءه.
الفصل الخامس:
الملف الخامس – الحلم الذي عبر الحدود
-
الحلم مثل مسافرٍ عنيد، لا يعرف حدودًا ولا جوازات عبور. يظل يتسلل من بين الخطوط الفاصلة بين الدول، يختبئ في الحقائب الصغيرة، أو يركب على أجنحة الطائرات دون أن يلحظه أحد. وربما كان أخطر من اللاجئين أنفسهم، لأنه لا يطلب تصريحًا ولا فيزا، لكنه قادر أن يربك حياة كاملة بمجرد ظهوره.
كنت دائمًا أتصور أن الحلم يخص مكانه الأول فقط، ينبت في أرضٍ محددة، ثم يذبل إذا حاول صاحبه أن يزرعه في أرضٍ أخرى. لكنني كنت مخطئًا. هناك أحلام تملك القدرة على القفز، أن تخرج من جغرافيا ضيقة وتبحث عن تربة جديدة، كأنها تعرف أنّها أكبر من حدود رسمها بشر.
أتذكر جيدًا تلك الليلة التي التقيت فيها ˝آدم˝، شاب في أوائل الثلاثينات، جلس بجواري في مقهى صغير بإحدى المدن الأوروبية. كنا غريبين عن المكان، غريبين حتى عن أنفسنا، لكن شيئًا ما جمع بيننا. سألته عن حكايته، فقال وهو يضحك بمرارة:
– ˝أنا مشيت من مصر من غير ما أعرف أنا رايح فين. كنت فاكر إن الحلم بتاعي هيموت جوه الحدود هناك. قلت يمكن ألاقي له حياة تانية هنا.˝
كان ˝آدم˝ قد درس الهندسة، لكنه تركها بعد أن سُدّت في وجهه كل الأبواب. عمل في مهنٍ لا علاقة لها بما حلم به: نادل، عامل مخازن، وسائق دراجة لتوصيل الطلبات. قال إن كل عمل كان بمثابة قفص صغير، لكنه ظل يحافظ على صورة قديمة مطوية في محفظته: تصميم لجسر ابتكره أيام الجامعة. كان يؤمن أن ذلك الجسر سيُبنى يومًا ما، حتى لو في بلدٍ لا يعرفه.
أدهشني إصراره. قلت له:
– ˝طيب، وإيه اللي مخليك متأكد إنه هيقوم يوم من الأيام؟˝
ابتسم وقال:
– ˝لأن الحلم مش بيحتاج وطن… بيحتاج وقت، ومساحة يمد رجليه فيها.˝
ظلّت كلماته تطاردني. هل الحلم فعلًا بلا جنسية؟ هل يمكن أن يعيش الحلم في منفى أفضل مما عاش في موطنه؟
في تلك المدينة كنت أرى وجوهًا كثيرة تشبه ˝آدم˝. شباب وفتيات جاؤوا من أماكن بعيدة، يحملون قصصًا مختلفة، لكن يجمعهم خيط واحد: أحلام لم تجد مكانًا لها في أوطانها. بعضهم وجد في الغربة فرصة للانطلاق، وبعضهم دفن حلمه أكثر وأكثر حتى صار مجرد ذكرى.
أذكر أنني التقيت بفتاة سورية اسمها ˝ليان˝، كانت تعزف على الكمان في محطة المترو. سألتها لماذا لا تعزف في مسرح أو قاعة موسيقية. قالت بابتسامة واثقة:
– ˝الموسيقى بتعبر الحدود من غير ما تحتاج لجواز سفر. المحطة دي أكبر مسرح في العالم. اللي بيسمعني هنا من عشرين جنسية مختلفة. يمكن ده الحلم اللي ماكنتش هحققه لو فضلت في بلدي.˝
كان واضحًا أنّها حوّلت المنفى إلى منصة. لم تعد تنتظر أن يُفتح لها باب رسمي، صنعت بابها بنفسها. وهنا فهمت أنّ الأحلام التي تملك القدرة على العبور هي التي تغيّر مسار التاريخ، بينما الأحلام التي تخشى الرحيل تذبل وتموت.
لكن الحقيقة الأكثر إيلامًا أن ليس كل حلم ينجو. بعض الأحلام تسقط عند الحدود، تُسحق تحت أختام جوازات السفر أو تُعلّق على بوابات السفارات. رأيت شبابًا جلسوا على الأرصفة بعيونٍ خاوية، كأنهم دفنوا كل شيء عند أول مطار رفض دخولهم.
حين عدت إلى غرفتي في تلك الليلة، كتبت في دفتري:
˝الأحلام المهاجرة لا تُشبه البشر المهاجرين فقط، بل تتفوق عليهم. البشر قد يُعادون من الحدود، أما الحلم فلا يُعاد. إما أن يتسرب ويستقر، أو يختفي إلى الأبد.˝
في اليوم التالي، التقيت ˝آدم˝ مرة أخرى. أخبرني أنه حصل على فرصة للعمل في مكتب هندسي صغير. قال بحماس:
– ˝يمكن ده مش الجسر اللي حلمت بيه… بس ده أول حجر فيه.˝
ابتسمت وأنا أراه يخرج من المقهى بخطواتٍ مختلفة، كأنه تحوّل فجأة من لاجئ إلى مهندس. لم يكن المكان هو الذي صنع الفرق، بل جرأة الحلم على أن يعبر.
ومنذ ذلك اليوم، صرتُ أؤمن أن الحلم الذي يملك أجنحة لا يخشى الخرائط، ولا تحكمه القوانين. هو وحده الذي يقرر أين يولد وأين يكبر. وربما تكون أعظم معجزة في حياتنا أننا نستطيع أن نرافقه، حتى لو اضطررنا لعبور قاراتٍ كاملة وراءه.
❞ لا تخشى الصمت، ففي ثناياه ينطق اللهُ بلسانِ العدلِ والإنصافِ، ولا تُخفي مشاعركَ، فكظمُ الغيظِ والعتابِ والقهرِ جراحٌ تُؤرّقُ روحكَ وتُعيقُ سعادتكَ، لتكنْ صريحًا مع نفسكَ ومع الآخرينَ، عبّرْ عن مشاعركَ بوضوحٍ دونَ خوفٍ أو ترددٍ.
ففي الصمتِ حكمةٌ، وفي التعبيرِ راحةٌ، وفي الصراحةِ نجاةٌ من عذابِ النفسِ، وإنْ جارَ عليكَ أحدٌ، فلا تظنّ أنّ اللهَ غافلٌ عن ظلمِهِ، فاللهُ عادلٌ لا يظلمُ أحدًا، فاصبرْ على ظلمِهمْ، واصمتْ عن جراحِكَ، فاللهُ معكَ ولنْ ينساكَ.. ❝ ⏤الكاتبة: حبيبة شافعي
❞ لا تخشى الصمت، ففي ثناياه ينطق اللهُ بلسانِ العدلِ والإنصافِ، ولا تُخفي مشاعركَ، فكظمُ الغيظِ والعتابِ والقهرِ جراحٌ تُؤرّقُ روحكَ وتُعيقُ سعادتكَ، لتكنْ صريحًا مع نفسكَ ومع الآخرينَ، عبّرْ عن مشاعركَ بوضوحٍ دونَ خوفٍ أو ترددٍ.
ففي الصمتِ حكمةٌ، وفي التعبيرِ راحةٌ، وفي الصراحةِ نجاةٌ من عذابِ النفسِ، وإنْ جارَ عليكَ أحدٌ، فلا تظنّ أنّ اللهَ غافلٌ عن ظلمِهِ، فاللهُ عادلٌ لا يظلمُ أحدًا، فاصبرْ على ظلمِهمْ، واصمتْ عن جراحِكَ، فاللهُ معكَ ولنْ ينساكَ. ❝
❞ كانت صديقتي منذ الطفولة، تعرف حقيقتي أكثر مما أعرف نفسي، تعرف ضحكتي حين أفرح، وانكساري حين أتألم، وتعرف جيدًا ما هو الصدق في داخلي وما هو الكذب الذي لا يشبهني.
كبرنا معًا كأننا كتفان في طريقٍ واحد، وكنت أظن أن معرفتها بي ستجعلها أول من يدافع عني في غيابي وحضوري أيضاً.
لكنّي فوجئت بها تجلس أمام من تتحدث عني بكذبٍ تعرف هي قبل الجميع أنه ليس مني، كذبٍ لو أرادت أن تنكره لكفتها كلمة ومع ذلك صمتت تركت الحديث ينساب كسمٍّ بارد، تركتني وحدي في غيابي وأنا التي لم أتركها يومًا في حضورها.
لم يكن صمتها حيادًا كان خذلانًا صريحًا كان اعترافًا قاسيًا بأنها رأتني أُهان بكذبةٍ،ولم تُحرّك حتى كلمة لحمايتي حين تعرف الحقيقة وتسكت أمام الكذب،فهي لا تفقد صداقتها فقط،بل تفقد مكانها في القلب إلى الأبد.
_دنيا محمد إبراهيم(دنيا قرين). ❝ ⏤دنيا محمد إبراهيم
❞ كانت صديقتي منذ الطفولة، تعرف حقيقتي أكثر مما أعرف نفسي، تعرف ضحكتي حين أفرح، وانكساري حين أتألم، وتعرف جيدًا ما هو الصدق في داخلي وما هو الكذب الذي لا يشبهني.
كبرنا معًا كأننا كتفان في طريقٍ واحد، وكنت أظن أن معرفتها بي ستجعلها أول من يدافع عني في غيابي وحضوري أيضاً.
لكنّي فوجئت بها تجلس أمام من تتحدث عني بكذبٍ تعرف هي قبل الجميع أنه ليس مني، كذبٍ لو أرادت أن تنكره لكفتها كلمة ومع ذلك صمتت تركت الحديث ينساب كسمٍّ بارد، تركتني وحدي في غيابي وأنا التي لم أتركها يومًا في حضورها.
لم يكن صمتها حيادًا كان خذلانًا صريحًا كان اعترافًا قاسيًا بأنها رأتني أُهان بكذبةٍ،ولم تُحرّك حتى كلمة لحمايتي حين تعرف الحقيقة وتسكت أمام الكذب،فهي لا تفقد صداقتها فقط،بل تفقد مكانها في القلب إلى الأبد.
_دنيا محمد إبراهيم(دنيا قرين). ❝
❞ لقد كانت قراءتي لكتاب
لماذا يكذب القادم؟
للمؤلف جون جي. ميرشيمر رحلة في أعماق السياسة والسلطة، رحلة تكشف أن الكذب ليس مجرد فعل فردي، بل أداة تتقنها القيادة منذ الأزل. يبدأ الكتاب بالغوص في السياسة الأمريكية وكذب قياداتها، مستعرضًا كيف يمتد تأثير هذا الكذب إلى عقول الشعوب، خصوصًا في العراق والعالم العربي، بل وحتى في مناطق أخرى، حيث يشكل الكذب نوعًا من السيطرة على الإدراك الجماعي وتوجيهه وفق مصالح القادة.
أحد أبرز ما وقفت عليه هو تحليل المؤلف لادعاءات صدام حسين بشأن امتلاكه أسلحة نووية. يوضح ميرشايمر أن هذه الادعاءات كانت كذبًا صريحًا، وأن صدام لم يكن يمتلك أي أسلحة نووية، وحتى لو امتلكها، لكان استخدامها كارثة على نفسه وشعبه قبل أي دولة أخرى. هذه الواقعة لم تكن مجرد مثال على الكذب الفردي، بل عكست الطبيعة المعقدة للسياسة: الكذب أداة، وقوة، واستراتيجية لإخفاء الضعف أو لتضليل الخصوم، ووسيلة للحفاظ على السلطة والصورة أمام العالم.
كما يبرز الكتاب أن الكذب ليس مقتصرًا على العلاقات الدولية أو السياسة الخارجية، بل يتغلغل في ميادين الحروب، حيث يخدع القادة جنودهم أحيانًا للحفاظ على الروح المعنوية، فالضعف في الميدان غالبًا ما يعني الهزيمة، لذلك يصبح الكذب استراتيجية للحفاظ على الانتصار. ويتعدى الكذب الحروب ليصل إلى المفاوضات والاتفاقيات الدولية، حيث يصبح إخفاء بعض المعلومات أو التلاعب بها جزءًا من لعبة السياسة الدقيقة.
الكتاب لا يقتصر على وصف الكذب، بل يحلل دوافعه النفسية والسياسية: الرغبة في الحفاظ على صورة قوية أمام الشعب، أو في حماية مصالح الدولة، أو في إدارة الصراعات الداخلية والخارجية. ويشير المؤلف إلى أن القادة، مثل أي إنسان، يسعون أحيانًا لتقديم أنفسهم بصورة مثالية، والكذب يصبح أداة لإخفاء الخوف أو الشكوك أو الأخطاء التي قد تكلفهم السلطة والاحترام.
الإعلام أيضًا يلعب دورًا مزدوجًا، إذ يمكن أن يكون أداة لنشر الأكاذيب أو للكشف عنها، وهكذا تتشابك السلطة والسياسة والإعلام في شبكة معقدة، يظل المواطن أمامها مطالبًا بالوعي والتمييز بين الحقيقة والسطحيات.
الكتاب يترك انطباعًا عميقًا: الكذب السياسي جزء من طبيعة السلطة، لكنه ليس قدرًا حتميًا، وفهم أسبابه واستيعاب سياقه يمنح القارئ القدرة على قراءة الواقع بعين ناقدة. إنه دعوة للتأمل في العلاقة بين الصدق والكذب، بين القوة والضعف، بين السلطة والمسؤولية، وتذكير بأن التاريخ يعيد نفسه في كل مرة تظهر فيها الأكاذيب، وأن الوعي وحده يحمي الروح من الضياع في خضم المظاهر والخدع.
وهكذا، يصبح الكتاب أكثر من مجرد تحليل سياسي؛ إنه تجربة فكرية، رحلة فلسفية تعلمنا أن الصدق ليس فقط قول الحقيقة، بل فهم اللعبة التي تدور خلف الكلمات، والقدرة على رؤية القوى الخفية التي تشكل الأحداث، والوعي بأن الكذب، مهما بدا مقنعًا، يترك أثرًا طويل المدى على التاريخ وعلى وعي الشعوب. قراءة هذا الكتاب لم تكن مجرد اطلاع على الوقائع، بل كانت تفتح أفقًا جديدًا للتفكير، تجعلنا نعيد النظر في معنى الحقيقة والسلطة والصدق في عالم السياسة والحياة.
Mamoun Mohammed. ❝ ⏤مأمون محمد
❞ لقد كانت قراءتي لكتاب
لماذا يكذب القادم؟
للمؤلف جون جي. ميرشيمر رحلة في أعماق السياسة والسلطة، رحلة تكشف أن الكذب ليس مجرد فعل فردي، بل أداة تتقنها القيادة منذ الأزل. يبدأ الكتاب بالغوص في السياسة الأمريكية وكذب قياداتها، مستعرضًا كيف يمتد تأثير هذا الكذب إلى عقول الشعوب، خصوصًا في العراق والعالم العربي، بل وحتى في مناطق أخرى، حيث يشكل الكذب نوعًا من السيطرة على الإدراك الجماعي وتوجيهه وفق مصالح القادة.
أحد أبرز ما وقفت عليه هو تحليل المؤلف لادعاءات صدام حسين بشأن امتلاكه أسلحة نووية. يوضح ميرشايمر أن هذه الادعاءات كانت كذبًا صريحًا، وأن صدام لم يكن يمتلك أي أسلحة نووية، وحتى لو امتلكها، لكان استخدامها كارثة على نفسه وشعبه قبل أي دولة أخرى. هذه الواقعة لم تكن مجرد مثال على الكذب الفردي، بل عكست الطبيعة المعقدة للسياسة: الكذب أداة، وقوة، واستراتيجية لإخفاء الضعف أو لتضليل الخصوم، ووسيلة للحفاظ على السلطة والصورة أمام العالم.
كما يبرز الكتاب أن الكذب ليس مقتصرًا على العلاقات الدولية أو السياسة الخارجية، بل يتغلغل في ميادين الحروب، حيث يخدع القادة جنودهم أحيانًا للحفاظ على الروح المعنوية، فالضعف في الميدان غالبًا ما يعني الهزيمة، لذلك يصبح الكذب استراتيجية للحفاظ على الانتصار. ويتعدى الكذب الحروب ليصل إلى المفاوضات والاتفاقيات الدولية، حيث يصبح إخفاء بعض المعلومات أو التلاعب بها جزءًا من لعبة السياسة الدقيقة.
الكتاب لا يقتصر على وصف الكذب، بل يحلل دوافعه النفسية والسياسية: الرغبة في الحفاظ على صورة قوية أمام الشعب، أو في حماية مصالح الدولة، أو في إدارة الصراعات الداخلية والخارجية. ويشير المؤلف إلى أن القادة، مثل أي إنسان، يسعون أحيانًا لتقديم أنفسهم بصورة مثالية، والكذب يصبح أداة لإخفاء الخوف أو الشكوك أو الأخطاء التي قد تكلفهم السلطة والاحترام.
الإعلام أيضًا يلعب دورًا مزدوجًا، إذ يمكن أن يكون أداة لنشر الأكاذيب أو للكشف عنها، وهكذا تتشابك السلطة والسياسة والإعلام في شبكة معقدة، يظل المواطن أمامها مطالبًا بالوعي والتمييز بين الحقيقة والسطحيات.
الكتاب يترك انطباعًا عميقًا: الكذب السياسي جزء من طبيعة السلطة، لكنه ليس قدرًا حتميًا، وفهم أسبابه واستيعاب سياقه يمنح القارئ القدرة على قراءة الواقع بعين ناقدة. إنه دعوة للتأمل في العلاقة بين الصدق والكذب، بين القوة والضعف، بين السلطة والمسؤولية، وتذكير بأن التاريخ يعيد نفسه في كل مرة تظهر فيها الأكاذيب، وأن الوعي وحده يحمي الروح من الضياع في خضم المظاهر والخدع.
وهكذا، يصبح الكتاب أكثر من مجرد تحليل سياسي؛ إنه تجربة فكرية، رحلة فلسفية تعلمنا أن الصدق ليس فقط قول الحقيقة، بل فهم اللعبة التي تدور خلف الكلمات، والقدرة على رؤية القوى الخفية التي تشكل الأحداث، والوعي بأن الكذب، مهما بدا مقنعًا، يترك أثرًا طويل المدى على التاريخ وعلى وعي الشعوب. قراءة هذا الكتاب لم تكن مجرد اطلاع على الوقائع، بل كانت تفتح أفقًا جديدًا للتفكير، تجعلنا نعيد النظر في معنى الحقيقة والسلطة والصدق في عالم السياسة والحياة.