❞ «عزيز»
بقلمي/امنه محمد ابوالخير
\"رمى صنارة الصيد وأنتظر لعدة دقائق دون فائدة ثم عدة ساعات دون فائدة، غابت الشمس في الأفق وأيضا بدون فائدة\"
\"هو لا يستطيع العودة لمنزله دون صيد فالجوع يفتك به ويداه خاويتان من اي مال ينفقه لجلب قوت يومه، لا يملك سوى تلك السنارة بيده يتأمل به خيرًا ان تقطمها اية سمكة حمقاء قبل ان تدرك أن سنها ليس به طعمًا\"
\" إشتدت الأجواء برودة وهو ما زال جالسا في مكانه ... يبدوا أن البحر لا يتحلى بنفس كرمه المعتاد اليوم \"
\" كركرت بطنه معلنة عن اشتداد جوعها عندما هم للعودة للمنزل، وكأنها بإحداثها لذلك الصوت تعترض على عودته فارغ اليدين للمنزل وتلومه قائلة\"
« أنا لن أبيت اليوم ايضا بدون طعام ...تصرف»
\"عاود الجلوس مكانه مرة أخرى ورمى بسنارته منتظرًا تلك السمكة الحمقاء ان تُخدع\"
\"علا موج البحر فتاه في ذكريات طفولته ...تذكر انه لا يذكر من صاحب الآخر أولا؟ هل هو الذي صاحب الفقر أولا؟ ام أنَّ الفقر هو من عرض عليه صحبته؟!\"
\" حاول تذكر وجوه اي فرد من عائلته فلم يستطع، هو في الحقيقة لم يكن له عائلة في يوم من الأيام
ولكنه إعتاد على رسم وجوه لهم في مخيلته من حين لآخر كنوع من المحاولة لإستشعار بعض الأمان، همّ في ملأ رأتيه بهواء البحر المنعش فآلمهُ ظهره، أبتسم وهو يحدثه ويقول\"
\"_ لا بأس يا عزيزي تحمل هذا الشتاء أيضًا، أعلم انك قد مللت نوم الرصيف ومللت برد الشتاء ولكن صدقني في اول فرصة احصل بها على أموال ساقوم بعمل صيانة شاملةلك، قالها وهو يضحك بملئ فمه\"
\" احسَّ بمن يجلس بجانبه على رصيف البحر وهو يقول:
شخص غريب: اتعلم انني أحسدك على تلك الضحكات!!
رد عليه عزيز وهو يقول مبتسمًا وقد خالطته الدهشة تحسدني أنا؟! ولكن لماذا؟
الغريب : لانك سعيد في حياتك.
عزيز وهو يتنهد: الحمدلله وحتى لو لم اكن كذلك ما الذي يمنعني من الضحك، الضحك هو الشئ الوحيد الذي أهرب به من صوت معدتي فهو أعلى منها قل لي ما اسمك
الغريب بيأس: لا يهم ما هو اسمي فسينتهي ذكره اليوم
عزيز: لما يا صاحبي؟ صدقني مهما كان ما يضايقك لا تحزن لتلك الدرجة، وقل الحمدلله فكل شيئ له حل وطالما انك عبدلله فليس عليك القلق من أي شئ فقط قل يا رب وأبتسم قالها عزيز مبتسمًا وهو ينظر للسماء\"
\"نظر له الغريب بيأس دون ان يرد على عزيز ورحل من جانبه، راقبه عزيز من بعيد فوجده يسير على رصيف البحر ثم وقف ينظر لأمواجه المتلاطمه بحزن، رعدت السماء وبدأت في إنزال غزيرها سيولا، نظر عزيز للسماء وقال\"
\"عزيز: مشاعر البشر مثل الطقس وكذلك الدنيا لا تستقر على حال، ثم رجع ببصره إلى ذلك الشاب الغريب ليجده رمى بنفسه من فوق رصيف البحر، بداخل أمواجه مستسلمًا لأمواجه التى بدأت في سحبه للداخل\"
\"رمى عزيز ما بيده وتوجه مسرعًا ناحيته وألقى بنفسه خلفه دون تردد، كان الموج عاليًا والمطر يعبأ العين، ظل يقاوم الموج ويبحث بعينيه في ظلمة البحر عن ذلك الغريب حتى وجده وقد سحبته المياه لأسفل، فأقترب منه مسرعًا وهو يجدف بذراعيه وسحبه للأعلى وبدأ في السباحة ناحية الرصيف حتى أخرجة،\"
\"كان الغريب قد فقد وعيه فجعل عزيز يصنع له الإسعافات الأوليه ثم اوقف سيارة ونقله للمشفى للأطمئنان عليه\"
\"مر الوقت وعزيز جالس خارج الغرفة حتى جائت إحدى الممرضات وأعطته أغراض الغريب وملابسه وقالت
الممرضه: هذه أغراضه بدلنا ملابس صديقك تفضل وهو أفاق الأن
عزيز: شكرا لك
دخل عزيز للأطمئنان على الغريب وناوله هاتفه وهو يقول
عزيز ضاحكا: يا رجل من اخبرك انَّ البحر يستقبل الزوار ليلًا
الغريب: لما أنقذتني ؟!
عزيز متجاهلًا: تفضل هاتفك مازال يعمل يبدو انه غال الثمن فعلامة التفاحة تلك باهظة الثمن من الواضح انك ثري قالها عزيز ضاحكًا.
الغريب: لما لم تتركني اموت
عزيز وقد زالت إبتسامته: قلت في نفسي لعلك تستحق فرصة أخرى ...لعلك تريد من يقول لك ان نفسك تلك ليست ملكك وانها ملك لله، يا رجل لا يأخذ الأمانات سوى مالكها وكلنا أمانات ملك لله كل مشكله ويوجد لها حل ولكن نحتاج للتوكل على الله\"
الغريب بحزن: القيت نفسك خلفي دون تفكير كيف تفعل هذا كان من الممكن ان تموت
\"عزيز: كنت سأموت فعلا لو وقفت مكتوف الأيدي دون ان اساعد، أعتقد يجب عليك ان تعيد حساباتك، من جديد يجب ان تقدر نفسك يجب ان تحبها، هي تستحق ذلك\"
«قالها عزيز ثم أنصرف مغادرًا»
*****
\"عاد عزيز للنوم في تلك الخربة التي أصبحت منزله منذ حوالي شهر بعد أن طرده صاحب المنزل من البيت بسبب تأخر الإيجار، وبعد أن ترك عمله لدي معلمه رحمة الله عليه، وبعد ان طرده اولاده لانهم سيبيعون دكان العطارة، لم ييأس عزيز رغم ذلك فقد بحث عن عمل في كل مكان ولكن امكانياته لا تسمح بتوظيفه، ملابسه البالية لا تسمح بتوظيفه\"
ها هو عاد وحيدًا من جديد مشرد بدون شهادة تعليميه، بدون أهل، بدون منزل، بدون مال، ولكن عزيز يحمل في قلبه كلمات علمها له معلمه الحاج سيد وهي ان يُقدر كل نعمة بين يديه، فرغم كل ذلك ما زال عزيز بصحته، ما زال يستطيع الوقوف على قدميه، والإبتسام في وجه الحياة العنيدة، ما زال يستطيع الركض على شاطئ البحر، ومازال يستطيع الصيد\"
\"نام عزيز ونامت معدته للمرة اللانهائية بدون طعام، نام وقد ربط على بطنه من كثرة الجوع، ونامت بجانبه أحلامه وأخلاقه وطيبة قلبه التي تحتضنه وتجعله عزيز\"
*********
\"مر أسبوعان عليه، اسبوعين ذاق فيهم عزيز ألم المرض، ارتفعت حرارته بسبب ملابسه المبتله فراح، يرتعد في مكانه يرتعد ويخترف من شدة الألم، ولا يخلوا لسانه من قول يا شافي يا رب، يا شافي يا رب\"
\"وكأنه يناجي الله أنه لا يملك حق الدواء ولا حق الطعام ولكنه يملك حق الدعاء لربه\"
\" حتى حن عليه أحد العابرين من الذين رأو حالته فوجد في قلبه رحمه، جلب له طعام ودواء ووضع بجانبه بعض المال الذي استقوى به عزيز على جلب طعامه بقيه الأسبوعين التاليين \"
\"في اليوم الذي يلي الأسبوعين إستيقظ على دوشة الشارع وصوت عرباته وصوت الكلاب النابحه وصوت صديقه الوحيد البحر، شد من ملابسه على صدره واخذ حقيبته وراح يجلس في مكانه المعتاد وهو يرمي صنارته بحثًا عن تلك السمكة الحمقاء التي ستقطم سن السنارة دون أن تلاحظ انه فارغ من اي طعم\"
\" حتى حل المساء عليه من جديد وبدأت معدته في الكركبه، هو يأبى ان يسأل احد حسنة، ويأنف ان يمد يده وهو شاب طويل القامة يسد عين الشمس هكذا حتى لو كان سيموت جوعا، هكذا حدث نفسه حتى وجد من يجلس بجانبه وهو يقول: \"
\"_بحث عنك لأسبوعين يا صديقي، اين كنت ؟!
إلتفت عزيز ليجد ذلك الغريب الذي أنقذه من الغرق ولكن تلك المرة كانت ملابسه مرتبه، يرتدي بدلة جميلة، ورائحة عطره فواحه ويقف بجانبه شخص أخر يدتدي بدلة وكأنه سائقه\"
\"عزيز مبتسما: لما كنت تبحث عني؟! هل تريد ان تغرق اليوم ايضا؛ اسمع انا لست في صحة جيدة لإنقاذك مرة اخرى!
الغريب بإبتسامة: اسمي سالم
عزيز دون ان ينظر له: اهلا بك يا سالم اسمك جميل كما انه صعب النسيان وليس كما كنت تقول
سالم: ماذا تعمل يا عزيز
عزيز: انا اقوم بالصيد ألا ترى!
سالم: لا أقصد ذلك .... اعني الا يوجد لديك عمل
عزيز: لا
سالم: ما رأيك في ان تعمل معي
عزيز دون ان ينظر له: وما هو عملك؟!
سالم: انا صاحب مجموعة شركات تستطيع القول انني رجل اعمال مبتدأ
عزيز: وماذا سأعمل معك
سالم: ستكون مساعدي وسكرتيري الخاص
عزيز: لا اظن انني سأفيدك
سالم: بل بالعكس لديك شئ لم اجده في شخص اخر حولي
عزيز: ما هو يا ترى ههههه
سالم: انت شخص صادق وشجاع
هيا انا لن اخذ موافقتك ستأتي حتى لو أضطررت لخطفك
عزيز: الأمر لا يحتاج للخطف فانت تعرض علي العمل وانا لن ارفض
سالم: ليس العمل فقط بل والمنزل ايضًا انت من اليوم مساعدي الخاص وصديقي الاعز
ابتسم عزيز وهو ينظر للسماء قائلا ..... يا رب 🩵
#عزيز
#امنه_محمد_ابوالخير. ❝ ⏤Amna Mohammad
❞«عزيز» بقلمي/امنه محمد ابوالخير
˝رمى صنارة الصيد وأنتظر لعدة دقائق دون فائدة ثم عدة ساعات دون فائدة، غابت الشمس في الأفق وأيضا بدون فائدة˝
˝هو لا يستطيع العودة لمنزله دون صيد فالجوع يفتك به ويداه خاويتان من اي مال ينفقه لجلب قوت يومه، لا يملك سوى تلك السنارة بيده يتأمل به خيرًا ان تقطمها اية سمكة حمقاء قبل ان تدرك أن سنها ليس به طعمًا˝
˝ إشتدت الأجواء برودة وهو ما زال جالسا في مكانه .. يبدوا أن البحر لا يتحلى بنفس كرمه المعتاد اليوم ˝
˝ كركرت بطنه معلنة عن اشتداد جوعها عندما هم للعودة للمنزل، وكأنها بإحداثها لذلك الصوت تعترض على عودته فارغ اليدين للمنزل وتلومه قائلة˝
« أنا لن أبيت اليوم ايضا بدون طعام ..تصرف»
˝عاود الجلوس مكانه مرة أخرى ورمى بسنارته منتظرًا تلك السمكة الحمقاء ان تُخدع˝
˝علا موج البحر فتاه في ذكريات طفولته ..تذكر انه لا يذكر من صاحب الآخر أولا؟ هل هو الذي صاحب الفقر أولا؟ ام أنَّ الفقر هو من عرض عليه صحبته؟!˝
˝ حاول تذكر وجوه اي فرد من عائلته فلم يستطع، هو في الحقيقة لم يكن له عائلة في يوم من الأيام
ولكنه إعتاد على رسم وجوه لهم في مخيلته من حين لآخر كنوع من المحاولة لإستشعار بعض الأمان، همّ في ملأ رأتيه بهواء البحر المنعش فآلمهُ ظهره، أبتسم وهو يحدثه ويقول˝
˝_ لا بأس يا عزيزي تحمل هذا الشتاء أيضًا، أعلم انك قد مللت نوم الرصيف ومللت برد الشتاء ولكن صدقني في اول فرصة احصل بها على أموال ساقوم بعمل صيانة شاملةلك، قالها وهو يضحك بملئ فمه˝
˝ احسَّ بمن يجلس بجانبه على رصيف البحر وهو يقول:
شخص غريب: اتعلم انني أحسدك على تلك الضحكات!!
رد عليه عزيز وهو يقول مبتسمًا وقد خالطته الدهشة تحسدني أنا؟! ولكن لماذا؟
الغريب : لانك سعيد في حياتك.
عزيز وهو يتنهد: الحمدلله وحتى لو لم اكن كذلك ما الذي يمنعني من الضحك، الضحك هو الشئ الوحيد الذي أهرب به من صوت معدتي فهو أعلى منها قل لي ما اسمك
الغريب بيأس: لا يهم ما هو اسمي فسينتهي ذكره اليوم
عزيز: لما يا صاحبي؟ صدقني مهما كان ما يضايقك لا تحزن لتلك الدرجة، وقل الحمدلله فكل شيئ له حل وطالما انك عبدلله فليس عليك القلق من أي شئ فقط قل يا رب وأبتسم قالها عزيز مبتسمًا وهو ينظر للسماء˝
˝نظر له الغريب بيأس دون ان يرد على عزيز ورحل من جانبه، راقبه عزيز من بعيد فوجده يسير على رصيف البحر ثم وقف ينظر لأمواجه المتلاطمه بحزن، رعدت السماء وبدأت في إنزال غزيرها سيولا، نظر عزيز للسماء وقال˝
˝عزيز: مشاعر البشر مثل الطقس وكذلك الدنيا لا تستقر على حال، ثم رجع ببصره إلى ذلك الشاب الغريب ليجده رمى بنفسه من فوق رصيف البحر، بداخل أمواجه مستسلمًا لأمواجه التى بدأت في سحبه للداخل˝
˝رمى عزيز ما بيده وتوجه مسرعًا ناحيته وألقى بنفسه خلفه دون تردد، كان الموج عاليًا والمطر يعبأ العين، ظل يقاوم الموج ويبحث بعينيه في ظلمة البحر عن ذلك الغريب حتى وجده وقد سحبته المياه لأسفل، فأقترب منه مسرعًا وهو يجدف بذراعيه وسحبه للأعلى وبدأ في السباحة ناحية الرصيف حتى أخرجة،˝
˝كان الغريب قد فقد وعيه فجعل عزيز يصنع له الإسعافات الأوليه ثم اوقف سيارة ونقله للمشفى للأطمئنان عليه˝
˝مر الوقت وعزيز جالس خارج الغرفة حتى جائت إحدى الممرضات وأعطته أغراض الغريب وملابسه وقالت
الممرضه: هذه أغراضه بدلنا ملابس صديقك تفضل وهو أفاق الأن
عزيز: شكرا لك
دخل عزيز للأطمئنان على الغريب وناوله هاتفه وهو يقول
عزيز ضاحكا: يا رجل من اخبرك انَّ البحر يستقبل الزوار ليلًا
الغريب: لما أنقذتني ؟!
عزيز متجاهلًا: تفضل هاتفك مازال يعمل يبدو انه غال الثمن فعلامة التفاحة تلك باهظة الثمن من الواضح انك ثري قالها عزيز ضاحكًا.
الغريب: لما لم تتركني اموت
عزيز وقد زالت إبتسامته: قلت في نفسي لعلك تستحق فرصة أخرى ..لعلك تريد من يقول لك ان نفسك تلك ليست ملكك وانها ملك لله، يا رجل لا يأخذ الأمانات سوى مالكها وكلنا أمانات ملك لله كل مشكله ويوجد لها حل ولكن نحتاج للتوكل على الله˝
الغريب بحزن: القيت نفسك خلفي دون تفكير كيف تفعل هذا كان من الممكن ان تموت
˝عزيز: كنت سأموت فعلا لو وقفت مكتوف الأيدي دون ان اساعد، أعتقد يجب عليك ان تعيد حساباتك، من جديد يجب ان تقدر نفسك يجب ان تحبها، هي تستحق ذلك˝
«قالها عزيز ثم أنصرف مغادرًا»
*****
˝عاد عزيز للنوم في تلك الخربة التي أصبحت منزله منذ حوالي شهر بعد أن طرده صاحب المنزل من البيت بسبب تأخر الإيجار، وبعد أن ترك عمله لدي معلمه رحمة الله عليه، وبعد ان طرده اولاده لانهم سيبيعون دكان العطارة، لم ييأس عزيز رغم ذلك فقد بحث عن عمل في كل مكان ولكن امكانياته لا تسمح بتوظيفه، ملابسه البالية لا تسمح بتوظيفه˝
ها هو عاد وحيدًا من جديد مشرد بدون شهادة تعليميه، بدون أهل، بدون منزل، بدون مال، ولكن عزيز يحمل في قلبه كلمات علمها له معلمه الحاج سيد وهي ان يُقدر كل نعمة بين يديه، فرغم كل ذلك ما زال عزيز بصحته، ما زال يستطيع الوقوف على قدميه، والإبتسام في وجه الحياة العنيدة، ما زال يستطيع الركض على شاطئ البحر، ومازال يستطيع الصيد˝
˝نام عزيز ونامت معدته للمرة اللانهائية بدون طعام، نام وقد ربط على بطنه من كثرة الجوع، ونامت بجانبه أحلامه وأخلاقه وطيبة قلبه التي تحتضنه وتجعله عزيز˝
*********
˝مر أسبوعان عليه، اسبوعين ذاق فيهم عزيز ألم المرض، ارتفعت حرارته بسبب ملابسه المبتله فراح، يرتعد في مكانه يرتعد ويخترف من شدة الألم، ولا يخلوا لسانه من قول يا شافي يا رب، يا شافي يا رب˝
˝وكأنه يناجي الله أنه لا يملك حق الدواء ولا حق الطعام ولكنه يملك حق الدعاء لربه˝
˝ حتى حن عليه أحد العابرين من الذين رأو حالته فوجد في قلبه رحمه، جلب له طعام ودواء ووضع بجانبه بعض المال الذي استقوى به عزيز على جلب طعامه بقيه الأسبوعين التاليين ˝
˝في اليوم الذي يلي الأسبوعين إستيقظ على دوشة الشارع وصوت عرباته وصوت الكلاب النابحه وصوت صديقه الوحيد البحر، شد من ملابسه على صدره واخذ حقيبته وراح يجلس في مكانه المعتاد وهو يرمي صنارته بحثًا عن تلك السمكة الحمقاء التي ستقطم سن السنارة دون أن تلاحظ انه فارغ من اي طعم˝
˝ حتى حل المساء عليه من جديد وبدأت معدته في الكركبه، هو يأبى ان يسأل احد حسنة، ويأنف ان يمد يده وهو شاب طويل القامة يسد عين الشمس هكذا حتى لو كان سيموت جوعا، هكذا حدث نفسه حتى وجد من يجلس بجانبه وهو يقول: ˝
˝_بحث عنك لأسبوعين يا صديقي، اين كنت ؟!
إلتفت عزيز ليجد ذلك الغريب الذي أنقذه من الغرق ولكن تلك المرة كانت ملابسه مرتبه، يرتدي بدلة جميلة، ورائحة عطره فواحه ويقف بجانبه شخص أخر يدتدي بدلة وكأنه سائقه˝
˝عزيز مبتسما: لما كنت تبحث عني؟! هل تريد ان تغرق اليوم ايضا؛ اسمع انا لست في صحة جيدة لإنقاذك مرة اخرى!
الغريب بإبتسامة: اسمي سالم
عزيز دون ان ينظر له: اهلا بك يا سالم اسمك جميل كما انه صعب النسيان وليس كما كنت تقول
سالم: ماذا تعمل يا عزيز
عزيز: انا اقوم بالصيد ألا ترى!
سالم: لا أقصد ذلك .. اعني الا يوجد لديك عمل
عزيز: لا
سالم: ما رأيك في ان تعمل معي
عزيز دون ان ينظر له: وما هو عملك؟!
سالم: انا صاحب مجموعة شركات تستطيع القول انني رجل اعمال مبتدأ
عزيز: وماذا سأعمل معك
سالم: ستكون مساعدي وسكرتيري الخاص
عزيز: لا اظن انني سأفيدك
سالم: بل بالعكس لديك شئ لم اجده في شخص اخر حولي
عزيز: ما هو يا ترى ههههه
سالم: انت شخص صادق وشجاع
هيا انا لن اخذ موافقتك ستأتي حتى لو أضطررت لخطفك
عزيز: الأمر لا يحتاج للخطف فانت تعرض علي العمل وانا لن ارفض
سالم: ليس العمل فقط بل والمنزل ايضًا انت من اليوم مساعدي الخاص وصديقي الاعز
ابتسم عزيز وهو ينظر للسماء قائلا ... يا رب 🩵
❞ ايها الاغبياء اتظنون انكم ستحبطونا او ستكسرونا مهما هدمتم وقتلتم واجرمتم لن تكسرونا بل سيولد جيلا لا يخاف منكم ومن اسلحتكم وسنبني كل ما هدمتوه وسيولد غير كل ماقتلتوه وسيكون شعبا اقوى شعبا لا يهاب التضحية بنفسه في سبيل الوطن. ❝ ⏤retaj awawdeh
❞ ايها الاغبياء اتظنون انكم ستحبطونا او ستكسرونا مهما هدمتم وقتلتم واجرمتم لن تكسرونا بل سيولد جيلا لا يخاف منكم ومن اسلحتكم وسنبني كل ما هدمتوه وسيولد غير كل ماقتلتوه وسيكون شعبا اقوى شعبا لا يهاب التضحية بنفسه في سبيل الوطن. ❝
❞ حيث نبني قصورا وتسكنها أرواحنا الحائرة بحثا عن رائحة السعادة وبصيص الأمل. نحلق فوق مجاميع الأشجار الباسقة التي داعبتها الشمس وكستها بألوان زاهية،وربما تلاطفنا زخات المطر،لحظات قصيرة حلاوتها خاطفة،كحلاوة السكر عندما يذوب غزل البنات على الشفاة الرطبة،ثم يتدحرج مع سيول أحلامنا،فيلطمنا الواقع فجأة لنفيق من إغماءاتنا المتكررة ونضطر إلي الهبوط مرة أخرى لنعود إلى الوطن فينا لتستكين أرواحنا المضطربة في صدورنا،وتبرد حرارة الرجاء،ووهج التمني ببرد اليقين،ولطف ماء الوضوء،ثم سجدة تحتوينا لنقف من جديد،ونرتل القرآن بشفتين أذابهما الذكر ونحلهما التسبيح. ❝ ⏤حنان لاشين
❞ حيث نبني قصورا وتسكنها أرواحنا الحائرة بحثا عن رائحة السعادة وبصيص الأمل. نحلق فوق مجاميع الأشجار الباسقة التي داعبتها الشمس وكستها بألوان زاهية،وربما تلاطفنا زخات المطر،لحظات قصيرة حلاوتها خاطفة،كحلاوة السكر عندما يذوب غزل البنات على الشفاة الرطبة،ثم يتدحرج مع سيول أحلامنا،فيلطمنا الواقع فجأة لنفيق من إغماءاتنا المتكررة ونضطر إلي الهبوط مرة أخرى لنعود إلى الوطن فينا لتستكين أرواحنا المضطربة في صدورنا،وتبرد حرارة الرجاء،ووهج التمني ببرد اليقين،ولطف ماء الوضوء،ثم سجدة تحتوينا لنقف من جديد،ونرتل القرآن بشفتين أذابهما الذكر ونحلهما التسبيح. ❝