❞ اليشع الذي احيا الطفل الميت فلماذا لم تعتبروه اله او ابن الاله؟
بقلم د محمد عمر
ايها العقلاء لا يخفي علي حضراتكم انكم ما قلتم في المسيح انه الاله المعبود او ابن الاله من مريم العذراء او انه احد الصور الثلاثة للاله الذي يتشكل فتارة يكون اله علي العرش وتارة يكون بشرا يمشي علي الارض وتارة ياخذ الصورة الروحية التي تقولون عليها الروح القدس وجميع هذه الصور متساوية عندكم فكلهم احوال للاله
وما قلتم في المسيح انه الاله الا لانكم أمنتم انه كان يحي الموتي وهذا لا يقع الا من الاله القادر فاحياء الموتي لا يقدر عليه الا الله لكن الكتاب المقدس صور لنا صورة حية لرجل يقال له اليشع وهو كما تقولون عنه انه رجل الله او رجل صالح او حتي كونه نبي من الانبياء فنحن لا نختلف في كونه نبي صالح
فقد جاء في سفر الملوك الثاني في الاصحاح الرابع ان المراة الشونمية التي مات طفلها فاضجعته علي السرير ثم ذهبت مسرعة لتستدعي اليشع وتستغيث به لانقاذ طفلها من الموت فاذا به بعد ان ارسل غلامه بعكازه وقال له خذ هذا العكاز واسرع به الي الطفل ولا تكلم احدا في طريقك ثم وجه العكاز علي وجه الصبي وكآن هذه العصا هي التي تحيي وتميت فما كان من غلامه الا ان فعل فظل الطفل علي حاله من السكون وعدم الحركة فلما حضر اليشع وجد الصبي ميت ومضجع علي سريره فدخل واغلق الباب وصلي الي الرب ثم صعد واضجع فوق الصبي ووضع فمه علي فم الصبي وعينه علي عينيه ويديه علي يديه وتمدد عليه فسخن جسد الولد ثم عاد وتمشي في البيت تارة الي هنا وتارة الي هناك وصعد فتمدد عليه فعطس الصبي سبع مرات ثم فتح الصبي عينيه وعادت اليه الحياه فنادي امه وقال لها احملي ابنك فاتت وسقطت علي رجليه وسجدت الي الارض ثم حملت ابنها وخرجت .
والسؤال الان هل هذه قصة من قصص هليود ام انها وحي الله فان كنتم تؤمنون انها وحي الله فمن هو اليشع هذا الذي استطاع ان يحيي الطفل الميت اهو الاله المعبود ؟
قطعا لا ليس الاله المعبود .
فهل هو احد الصالحين او بمقام نبي ؟نقول بغض النظر عن كونه احد الصالحين او انه نبي فانه ما احي الميت بذاته انما احياه الله علي يديه وهذه من معجزات الانبياء والرسل
اذا فلماذا لم تعتبروه الاله المعبود كونه يحي الموتي كما زعمتم في المسيح انه الاله المعبود كونه كان يحي الموتي؟
يا اصحاب العقول السوية انتم تصدقون بان اليشع احي الموتي وانه نام علي الصبي حتي سخن جسده فعطس الطفل ورجعت اليه الحياة فهل هذا تقبله عقولكم السوية وهل يقبله علمكم المصون ام انه مرفوض عقلا وعلما
فاذا قلتم انه بقدرة الله فلماذا لم تقبلوا في المسيح انه كان يحي الموتي بقدرة الله ولا فارق بين اليشع والمسيح؟
وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ وَمُضْطَجعٌ عَلَى سَرِيرِهِ فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا كِلَيْهِمَا، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ ثُمَّ صَعِدَ وَاضْطَجَعَ فَوْقَ الصَّبِيِّ وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخُنَ جَسَدُ الْوَلَدِ
ثُمَّ عَادَ وَتَمَشَّى فِي الْبَيْتِ تَارَةً إِلَى هُنَا وَتَارَةً إِلَى هُنَاكَ، وَصَعِدَ وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَعَطَسَ الصَّبِيُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ فَتَحَ الصَّبِيُّ عَيْنَيْهِ فَدَعَا جِيحْزِي وَقَالَ: «اُدْعُ هذِهِ الشُّونَمِيَّةَ» فَدَعَاهَا. وَلَمَّا دَخَلَتْ إِلَيْهِ قَالَ: «احْمِلِي ابْنَكِ فَأَتَتْ وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ، ثُمَّ حَمَلَتِ ابْنَهَا وَخَرَجَتْ
انتهي...... ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ اليشع الذي احيا الطفل الميت فلماذا لم تعتبروه اله او ابن الاله؟
بقلم د محمد عمر
ايها العقلاء لا يخفي علي حضراتكم انكم ما قلتم في المسيح انه الاله المعبود او ابن الاله من مريم العذراء او انه احد الصور الثلاثة للاله الذي يتشكل فتارة يكون اله علي العرش وتارة يكون بشرا يمشي علي الارض وتارة ياخذ الصورة الروحية التي تقولون عليها الروح القدس وجميع هذه الصور متساوية عندكم فكلهم احوال للاله
وما قلتم في المسيح انه الاله الا لانكم أمنتم انه كان يحي الموتي وهذا لا يقع الا من الاله القادر فاحياء الموتي لا يقدر عليه الا الله لكن الكتاب المقدس صور لنا صورة حية لرجل يقال له اليشع وهو كما تقولون عنه انه رجل الله او رجل صالح او حتي كونه نبي من الانبياء فنحن لا نختلف في كونه نبي صالح
فقد جاء في سفر الملوك الثاني في الاصحاح الرابع ان المراة الشونمية التي مات طفلها فاضجعته علي السرير ثم ذهبت مسرعة لتستدعي اليشع وتستغيث به لانقاذ طفلها من الموت فاذا به بعد ان ارسل غلامه بعكازه وقال له خذ هذا العكاز واسرع به الي الطفل ولا تكلم احدا في طريقك ثم وجه العكاز علي وجه الصبي وكآن هذه العصا هي التي تحيي وتميت فما كان من غلامه الا ان فعل فظل الطفل علي حاله من السكون وعدم الحركة فلما حضر اليشع وجد الصبي ميت ومضجع علي سريره فدخل واغلق الباب وصلي الي الرب ثم صعد واضجع فوق الصبي ووضع فمه علي فم الصبي وعينه علي عينيه ويديه علي يديه وتمدد عليه فسخن جسد الولد ثم عاد وتمشي في البيت تارة الي هنا وتارة الي هناك وصعد فتمدد عليه فعطس الصبي سبع مرات ثم فتح الصبي عينيه وعادت اليه الحياه فنادي امه وقال لها احملي ابنك فاتت وسقطت علي رجليه وسجدت الي الارض ثم حملت ابنها وخرجت .
والسؤال الان هل هذه قصة من قصص هليود ام انها وحي الله فان كنتم تؤمنون انها وحي الله فمن هو اليشع هذا الذي استطاع ان يحيي الطفل الميت اهو الاله المعبود ؟
قطعا لا ليس الاله المعبود .
فهل هو احد الصالحين او بمقام نبي ؟نقول بغض النظر عن كونه احد الصالحين او انه نبي فانه ما احي الميت بذاته انما احياه الله علي يديه وهذه من معجزات الانبياء والرسل
اذا فلماذا لم تعتبروه الاله المعبود كونه يحي الموتي كما زعمتم في المسيح انه الاله المعبود كونه كان يحي الموتي؟
يا اصحاب العقول السوية انتم تصدقون بان اليشع احي الموتي وانه نام علي الصبي حتي سخن جسده فعطس الطفل ورجعت اليه الحياة فهل هذا تقبله عقولكم السوية وهل يقبله علمكم المصون ام انه مرفوض عقلا وعلما
فاذا قلتم انه بقدرة الله فلماذا لم تقبلوا في المسيح انه كان يحي الموتي بقدرة الله ولا فارق بين اليشع والمسيح؟
❞ الساعة الرابعة والنصف من يوم السابع والعشرون من رمضان ..
بعد أن سجدت كُل القلوب لربها ،
وناجته بحاجتها، وامنيات أصحابها ،
وذكرت فى مُنجاتها أسماء سُكانها ،
نادتني نجومها ،وأمرتنى حروفها بأن أكتب لعيونها ..
جميلة هى ، كاليل تزينت سمائه بالنجوم ،
كَ قمر أضاء ظُلمة الارض فى ليلة الرابع عِشر مِن ميلاده، جميلة هى، كادعوة ثابتة فى كل صلاة، جميلة هى ..
كوردة حمراء أشرقت عليها الشمس بعد يوم ممطر ،
بريئة هى ،كا فراشة زرقاء بِحقول البنفسج ،
كايسمينة تداوى قلب العصافير رقيقة هى ،
قاسية القلب كاميلينا ،
عنيدة كاريانزل ،
أميرة كاياسمين ،
نقية هى كالغيوم ،
كا أسرار الليل جميلة هى ،
كَ وقت الغروب أنيقة هى ،
كالمطر تُلفت الإنتباه دون ضجيج، جميلة هى..
كَصُدفة جمعتني بعينكِ دون قصد جميلة أنتِ ...
✍
#حسن_الدقون
صاحب القلم 🕳⁉️
شخصًا ما، فى مكان ما. ❝ ⏤Hassan Mohamed
❞ الساعة الرابعة والنصف من يوم السابع والعشرون من رمضان .
بعد أن سجدت كُل القلوب لربها ،
وناجته بحاجتها، وامنيات أصحابها ،
وذكرت فى مُنجاتها أسماء سُكانها ،
نادتني نجومها ،وأمرتنى حروفها بأن أكتب لعيونها .
جميلة هى ، كاليل تزينت سمائه بالنجوم ،
كَ قمر أضاء ظُلمة الارض فى ليلة الرابع عِشر مِن ميلاده، جميلة هى، كادعوة ثابتة فى كل صلاة، جميلة هى .
كوردة حمراء أشرقت عليها الشمس بعد يوم ممطر ،
بريئة هى ،كا فراشة زرقاء بِحقول البنفسج ،
كايسمينة تداوى قلب العصافير رقيقة هى ،
قاسية القلب كاميلينا ،
عنيدة كاريانزل ،
أميرة كاياسمين ،
نقية هى كالغيوم ،
كا أسرار الليل جميلة هى ،
كَ وقت الغروب أنيقة هى ،
كالمطر تُلفت الإنتباه دون ضجيج، جميلة هى.
كَصُدفة جمعتني بعينكِ دون قصد جميلة أنتِ ..
✍
❞ الرجل الذي عرف ربه
***************
كان الرجل مريضاً بمرض عِضال لا يُعرَف له علاجاً .. فكلما جلس في مكان قال له الناس - رائحتك كريهة .. ألا تستحم ..
و تردد على الأطباء و فحص الأنف و الجيوب و الحلق و الأسنان و اللثة و الكَبِد و الأمعاء .. و كانت النتيجة .. لا مرض في أي مكان بالجسد .. و لا سبب عضوياً مفهوم لهذه الرائحة .
و كان يتردد على الحمام عدة مرات في اليوم و يغتسل بأغلى العطور فلا تُجدي هذه الوسائل شيئاً ..
و لا يكاد يخرج إلى الناس حتى يتحول إلى قبر مُنتِن يهرب منه الصديق قبل العدو .
و ذهب يبكي لرجل صالح .. و حكى له حكايته .. فقال الرجل الصالح .. هذه ليست رائحة جسدك .. و لكن رائحة أعمالك .
● فقال الرجل مندهشاً : و هل للأعمال رائحة ؟ !
● فقال الرجل الصالح : تلك بعض الأسرار التي يكشف عنها الله الحجاب .. و يبدو أن الله أحبك و أراد لك الخير و أحب أن يُمهِد لك الطريق إلى التوبة .
● فقال الرجل معترفاً : أنا بالحق أعيش على السرقة و الإختلاس و الربا و أزني و أسكَر و أُقارِف المنكرات .
● قال الرجل الصالح : و قد رأيت .. فهذه رائحة أعمالك .
● قال الرجل : و ما الحل ؟
● قال الصالح : الحل أصبح واضحاًَ ، أن تُصلِح أعمالك و تتوب إلى الله توبة نصوحاً .
و تــاب الرجل توبة نصوحاً و أقلع عن جميع المنكرات و لكن رائحته ظلت كما هي .. فعاد يبكي إلى الرجل الصالح ..
● فقال له الرجل الصالح : لقد اصلحت أعمالك الحاضرة ، أما أعمالك الماضية فقد نفذ فيها السهم .. و لا خلاص منها إلا بمغفرة .
● قال الرجل : و كيف السبيل إلى مغفرة ؟
● قال الصالح : إن الحسنات يُذهِبنَ السيئات فتصدق بمالك .. و الحج المبرور يَخرُج منه صاحبه مغفور الذنوب كيوم ولدته أمه .. فاقصد الحج .. و اسجد لله .. و ابك على نفسك بعدد أيام عمرك ..
و تصدَّق الرجل بماله و خرج إلى الحج .. و سجد في كل ركن بالكعبة و بكى بعدد ايام عمره ..
و لكنه ظل على حاله تعافه الكلاب و تهرب منه الخنازير إلى حظائرها .. فآوَى إلى مقبرة قديمة و سكنها و صمم ألا يبرحها حتى يجعل الله له فرجاًَ من كَربِه .
و ما كاد يُغمِض عينيه لينام حتى رأى في الحلم الجُثث التي كانت في المقبرة تجمع أكفانها و ترحل هاربة .. و فتح عينيه فرأى جميع الجُثث قد رحلت بالفعل و جميع اللحود فارغة .. فخَرَ ساجداً يبكي حتى طلع الفجر .. فمر به الرجل الصالح ..
● و قال له : هذا بكاء لا ينفع .. فإن قلبك يمتلئ بالإعتراض .. و أنت لا تبكي إتهاماً لنفسك .. بل تتهم العدالة الإلهية في حقك .
● قال الرجل : لا أفهم !!
● قال الصالح : بالضبط .. إن عدل الله أصبح محل شبهة عندك .. و بهذا قَلَبتَ الأمور فجعلت الله مذنباً و تصورت نفسك بريئاً ..
و بهذا كنت طول الوقت تضيف إلى ذنوبك ذنوباً جديدة في الوقت الذي ظننت فيه أنك تُحسِن العمل .
● قال الرجل : و لكني أشعر بأني مظلوم .
● قال الصالح : لو اطلعت على الغيب لوجدت نفسك تستحق عذاباً أكبر .. و لعرفت أن الله الذي ابتلاك لطف بك .. و لكنك اعترضت على ما تجهل و اتهمت ربك بالظلم .. فاستغفر و حاول أن تُطَهِر قلبك و أسلِم وجهك ..
فإنك إلى الآن و رغم حجك و صومك و صلاتك و توبتك لم تُسلِم بعد .
● قال الرجل : كيف .. ألستُ مسلماً ؟ !
● قال الصالح : نعم لست مسلماً ، فالإسلام هو إسلام الوجه قبل كل شئ ..
و ذلك لا يكون إلا بالقبول و عدم الإعتراض و الإسترسال مع الله فى مقاديره و بأن يستوي عندك المنع و العطاء ، و أن ترى حكمة الله و رحمته في منعه كما تراه فى عطائه ، فلا تغتر بنعمة .. و لا تعترض على حرمان ..
فعدل الله لا يختلف ، و هو عادل دائماً فى جميع الأحوال و رحمته سابغة فى كل ما يُجريه من مقادير ..
فقل لا إله إلا الله ثم استقم . . ذلــك هـو الإســـلام .
● قال الرجل : إنى أقول لا إله إلا الله كل لحظة .
● قال الصــالح : تقولها بلسانك و لا تقولها بقلبك و لا تقولها بموقفك و عملك .
● قال الرجل : كيــف ؟
● قال الصــالح : إنك تناقش الله الحساب كل يوم و كأنك إله مثله ..
تقول له استغفرت فلم تغفر لى .. سجدت فلم ترحمنى .. بكيت فلم تُشفق غلىّ .. صليت و صمت و حججت إليك فما سامحتني .. أين عدلــك ؟
و ربت الرجل الصــالح على كتفيه قــائلاً : يا أخـي ليس هذا توحيداً .
التـوحيـد أن تكون إرادة الله هي عين ما تهوى و فعله عين ما تحب و كأن يدك أصبحت يده و لسانك لسانه .. التوحيد هو أن تقول نعم . و تصدع بالأمر مثل ملائكة العزائم دون أن تسأل لماذا .. لأنه لا إله إلا الله .. لا عادل و لا رحمن و لا رحيم و لا حق سواه .. هو الوجود و أنت العدم .. فكيف يناقش العدم الوجود .. إنما يتلقى العدم المدد من الوجود ساجداً حامداً شاكراً .. لأنه لا وجود غيره .. هو الإيجاب و ما عداه سلب .. هو الحق و ما عداه باطل .
فبكـى الرجل و قد أدرك أنه ما عاش قط و ما عبد ربه قط .
● قال الصــالح : الآن عرفت فالزم .. و قل لا إله إلا الله .. ثم استقـم .. قلها مرة واحدة من أحشائــك .
● فقال الرجل : لا إله إلا الله .
فتضوع الياسمين و انتشر العطر و ملأ العبير الأجواء و كأن روضة من الجنة تنزلت على الأرض .
و تلفت الناس .. و قالوا .. مَن هناك .. مَن ذلك الملاك الذى تلفه سحابة عِطر .
● قال الرجل الصــالح : بل هـو رجـل عــرف ربـه .
..
من كتاب / نقطة الغليان
للدكتور / مصطفــــى محمـــــود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ الرجل الذي عرف ربه
***************
كان الرجل مريضاً بمرض عِضال لا يُعرَف له علاجاً . فكلما جلس في مكان قال له الناس - رائحتك كريهة . ألا تستحم .
و تردد على الأطباء و فحص الأنف و الجيوب و الحلق و الأسنان و اللثة و الكَبِد و الأمعاء . و كانت النتيجة . لا مرض في أي مكان بالجسد . و لا سبب عضوياً مفهوم لهذه الرائحة .
و كان يتردد على الحمام عدة مرات في اليوم و يغتسل بأغلى العطور فلا تُجدي هذه الوسائل شيئاً .
و لا يكاد يخرج إلى الناس حتى يتحول إلى قبر مُنتِن يهرب منه الصديق قبل العدو .
و ذهب يبكي لرجل صالح . و حكى له حكايته . فقال الرجل الصالح . هذه ليست رائحة جسدك . و لكن رائحة أعمالك .
● فقال الرجل مندهشاً : و هل للأعمال رائحة ؟ !
● فقال الرجل الصالح : تلك بعض الأسرار التي يكشف عنها الله الحجاب . و يبدو أن الله أحبك و أراد لك الخير و أحب أن يُمهِد لك الطريق إلى التوبة .
● فقال الرجل معترفاً : أنا بالحق أعيش على السرقة و الإختلاس و الربا و أزني و أسكَر و أُقارِف المنكرات .
● قال الرجل الصالح : و قد رأيت . فهذه رائحة أعمالك .
● قال الرجل : و ما الحل ؟
● قال الصالح : الحل أصبح واضحاًَ ، أن تُصلِح أعمالك و تتوب إلى الله توبة نصوحاً .
و تــاب الرجل توبة نصوحاً و أقلع عن جميع المنكرات و لكن رائحته ظلت كما هي . فعاد يبكي إلى الرجل الصالح .
● فقال له الرجل الصالح : لقد اصلحت أعمالك الحاضرة ، أما أعمالك الماضية فقد نفذ فيها السهم . و لا خلاص منها إلا بمغفرة .
● قال الرجل : و كيف السبيل إلى مغفرة ؟
● قال الصالح : إن الحسنات يُذهِبنَ السيئات فتصدق بمالك . و الحج المبرور يَخرُج منه صاحبه مغفور الذنوب كيوم ولدته أمه . فاقصد الحج . و اسجد لله . و ابك على نفسك بعدد أيام عمرك .
و تصدَّق الرجل بماله و خرج إلى الحج . و سجد في كل ركن بالكعبة و بكى بعدد ايام عمره .
و لكنه ظل على حاله تعافه الكلاب و تهرب منه الخنازير إلى حظائرها . فآوَى إلى مقبرة قديمة و سكنها و صمم ألا يبرحها حتى يجعل الله له فرجاًَ من كَربِه .
و ما كاد يُغمِض عينيه لينام حتى رأى في الحلم الجُثث التي كانت في المقبرة تجمع أكفانها و ترحل هاربة . و فتح عينيه فرأى جميع الجُثث قد رحلت بالفعل و جميع اللحود فارغة . فخَرَ ساجداً يبكي حتى طلع الفجر . فمر به الرجل الصالح .
● و قال له : هذا بكاء لا ينفع . فإن قلبك يمتلئ بالإعتراض . و أنت لا تبكي إتهاماً لنفسك . بل تتهم العدالة الإلهية في حقك .
● قال الرجل : لا أفهم !!
● قال الصالح : بالضبط . إن عدل الله أصبح محل شبهة عندك . و بهذا قَلَبتَ الأمور فجعلت الله مذنباً و تصورت نفسك بريئاً .
و بهذا كنت طول الوقت تضيف إلى ذنوبك ذنوباً جديدة في الوقت الذي ظننت فيه أنك تُحسِن العمل .
● قال الرجل : و لكني أشعر بأني مظلوم .
● قال الصالح : لو اطلعت على الغيب لوجدت نفسك تستحق عذاباً أكبر . و لعرفت أن الله الذي ابتلاك لطف بك . و لكنك اعترضت على ما تجهل و اتهمت ربك بالظلم . فاستغفر و حاول أن تُطَهِر قلبك و أسلِم وجهك .
فإنك إلى الآن و رغم حجك و صومك و صلاتك و توبتك لم تُسلِم بعد .
● قال الرجل : كيف . ألستُ مسلماً ؟ !
● قال الصالح : نعم لست مسلماً ، فالإسلام هو إسلام الوجه قبل كل شئ .
و ذلك لا يكون إلا بالقبول و عدم الإعتراض و الإسترسال مع الله فى مقاديره و بأن يستوي عندك المنع و العطاء ، و أن ترى حكمة الله و رحمته في منعه كما تراه فى عطائه ، فلا تغتر بنعمة . و لا تعترض على حرمان .
فعدل الله لا يختلف ، و هو عادل دائماً فى جميع الأحوال و رحمته سابغة فى كل ما يُجريه من مقادير .
فقل لا إله إلا الله ثم استقم . . ذلــك هـو الإســـلام .
● قال الرجل : إنى أقول لا إله إلا الله كل لحظة .
● قال الصــالح : تقولها بلسانك و لا تقولها بقلبك و لا تقولها بموقفك و عملك .
● قال الرجل : كيــف ؟
● قال الصــالح : إنك تناقش الله الحساب كل يوم و كأنك إله مثله .
تقول له استغفرت فلم تغفر لى . سجدت فلم ترحمنى . بكيت فلم تُشفق غلىّ . صليت و صمت و حججت إليك فما سامحتني . أين عدلــك ؟
و ربت الرجل الصــالح على كتفيه قــائلاً : يا أخـي ليس هذا توحيداً .
التـوحيـد أن تكون إرادة الله هي عين ما تهوى و فعله عين ما تحب و كأن يدك أصبحت يده و لسانك لسانه . التوحيد هو أن تقول نعم . و تصدع بالأمر مثل ملائكة العزائم دون أن تسأل لماذا . لأنه لا إله إلا الله . لا عادل و لا رحمن و لا رحيم و لا حق سواه . هو الوجود و أنت العدم . فكيف يناقش العدم الوجود . إنما يتلقى العدم المدد من الوجود ساجداً حامداً شاكراً . لأنه لا وجود غيره . هو الإيجاب و ما عداه سلب . هو الحق و ما عداه باطل .
فبكـى الرجل و قد أدرك أنه ما عاش قط و ما عبد ربه قط .
● قال الصــالح : الآن عرفت فالزم . و قل لا إله إلا الله . ثم استقـم . قلها مرة واحدة من أحشائــك .
● فقال الرجل : لا إله إلا الله .
فتضوع الياسمين و انتشر العطر و ملأ العبير الأجواء و كأن روضة من الجنة تنزلت على الأرض .
و تلفت الناس . و قالوا . مَن هناك . مَن ذلك الملاك الذى تلفه سحابة عِطر .
● قال الرجل الصــالح : بل هـو رجـل عــرف ربـه .
.
من كتاب / نقطة الغليان
للدكتور / مصطفــــى محمـــــود (رحمه الله). ❝
❞ الساعة الرابعة والنصف من يوم السابع والعشرون من رمضان ..
بعد أن سجدت كُل القلوب لربها ،
وناجته بحاجتها، وامنيات أصحابها ،
وذكرت فى مُنجاتها أسماء سُكانها ،
نادتني نجومها ،وأمرتنى حروفها بأن أكتب لعيونها ..
جميلة هى ، كاليل تزينت سمائه بالنجوم ،
كَ قمر أضاء ظُلمة الارض فى ليلة الرابع عِشر مِن ميلاده، جميلة هى، كادعوة ثابتة فى كل صلاة، جميلة هى ..
كوردة حمراء أشرقت عليها الشمس بعد يوم ممطر ،
بريئة هى ،كا فراشة زرقاء بِحقول البنفسج ،
كايسمينة تداوى قلب العصافير رقيقة هى ،
قاسية القلب كاميلينا ،
عنيدة كاريانزل ،
أميرة كاياسمين ،
نقية هى كالغيوم ،
كا أسرار الليل جميلة هى ،
كَ وقت الغروب أنيقة هى ،
كالمطر تُلفت الإنتباه دون ضجيج، جميلة هى..
كَصُدفة جمعتني بعينكِ دون قصد جميلة أنتِ ...
✍
#حسن_الدقون
صاحب القلم 🕳⁉️
شخصًا ما، فى مكان ما. ❝ ⏤Hassan Mohamed
❞ الساعة الرابعة والنصف من يوم السابع والعشرون من رمضان .
بعد أن سجدت كُل القلوب لربها ،
وناجته بحاجتها، وامنيات أصحابها ،
وذكرت فى مُنجاتها أسماء سُكانها ،
نادتني نجومها ،وأمرتنى حروفها بأن أكتب لعيونها .
جميلة هى ، كاليل تزينت سمائه بالنجوم ،
كَ قمر أضاء ظُلمة الارض فى ليلة الرابع عِشر مِن ميلاده، جميلة هى، كادعوة ثابتة فى كل صلاة، جميلة هى .
كوردة حمراء أشرقت عليها الشمس بعد يوم ممطر ،
بريئة هى ،كا فراشة زرقاء بِحقول البنفسج ،
كايسمينة تداوى قلب العصافير رقيقة هى ،
قاسية القلب كاميلينا ،
عنيدة كاريانزل ،
أميرة كاياسمين ،
نقية هى كالغيوم ،
كا أسرار الليل جميلة هى ،
كَ وقت الغروب أنيقة هى ،
كالمطر تُلفت الإنتباه دون ضجيج، جميلة هى.
كَصُدفة جمعتني بعينكِ دون قصد جميلة أنتِ ..
✍