█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ اسم الكتاب : لحظات مفقودة
نوعه : رواية اجتماعية
عدد الصفحات : 140 صفحة
شدني اسم الكتاب لأن كل شخص مر عليه أوقات ألم فقد فيها أعز الأشخاص على قلبه و وأوقات يريد معرفة ما حدث فيها.
لون الغلاف مناسب مع اسم الكتاب بين الأسود والرمادي والأبيض، تدل على الحزن والشر والذكريات والسعادة والخير، غرق السفينة يعبر عن بداية الرواية وبناء الأحداث على ذلك المشهد.
السرد رائع جعل القارئ يستمتع بالقراءة، اللغة شعرية في كثير من الأحيان غلبت عليها المواقف العاطفية، قصة النفس الإنسانية وما بداخلها من مشاعر حقد وغيرة وتنمر ومشاعر الحب والتسامح وما فيها من حكم روحانية تجعلنا نتأمل تدابير الله.
الحبكة رائعة، الأحداث في تطور، بدأت روايتها تعبر فيها عن مشاعر الفقد والظلم التي تعرضت لها الأسرة وكانت سبب تغير حياتهم، والأذى الذي تعرضوا له من القريب بسبب الحقد والغيره.
بها قصتين ضحيتن لحادث العبارة وطريقة مواجهة كل منهما للحياة من قيم ومعتقدات، هناك من يريد حياة مستقرة بما يرضي الله، والأخرى تسعى لما تعتقد أنه حقها بطريقه ذكية وحكيمة، لتربطهم في النهاية الصدفة وتتضح القصة.
وهناك حلم كل فتاة في تكوين عش زوجية وحياة سعيدة مستقرة؛ لكنها تصدم بواقع تحطمت فيه كل أحلامها وتوقعاتها، فتختار الأخلاق والمبادئ، رفضت الانحلال والظلم، لأنها اختارت طريق الله، ارسل الله من يحررها من هذا الظلم لم تعلم إلى أين تذهب مع احساسها بالضياع والصدمة، حدث لها معجزه كأن الله يقول لها ألم يجدك يتما فأوى وأرسل الله من يساعدها ويعينها ويعوضها عن الفقد والألم والظلم الذي تعرضت له.
والضحية الأخرى تبدأ بمشاعر غامضة تتصرف بذكاء وحكمة رغم تعويضها حنان الأب ودخولها كلية الطب لكنها تسعى إلى ما تظن أنه حقها.
من الحكم الروحانية الله سبحانه وتعالى لا يخرج العبد من الدنيا إلا عندما يرجع الحقوق لأصحابها والتدبير الإلهي إن الله لا يترك عبدًا لجأ إليه واختاره.
النهايه كانت مقنعه بأنها النفس البشرية، وأنها لا تسعى للمال فقط وانما تسعى أن تعيش بقلب سعيد، وذكائها في أحد حقها بدون أذيه أحد
اقتباس:
أنفسنا مختلفه؛ مطمئنه كانت أو لوامه، راضيه أو أماره، أنه الإنسان أي كان المكان أو الزمان، فاختر يا ابن آدم من تكون، فكل ساقي سيسقي مما سقى، ولا يظلم ربك أحد
بقلم شيماء نائل . ❝
❞ •••••[] فنانون تائهون..[]•••••
•الكلمات الماجنة عندما يغنيها فنان مشهور
تفتح بابا واسعا من أبواب الانحلال والرذيلة!
ومن زمان غير قريب
غنى عبد الوهاب أغنية الدنيا "سيجارة وكاس "
فكان لها في النفوس أسوأ وقع،
ثم صدر قرار بمنعها!!
ولكن أصوات التغزل في الخمر لا تزال تُسمع!
ففي أغنية كيلوباترة
يردد الفنان المنتشىي مثنى وثلاث " ليلنا خمر"!!
ويصف الحبيب التائه الذي يبحث عنه بأنه
" أحمر الجبهة كالخمرة في النور المذاب ".
وقبل أن يموت كامل الشناوي
قدَّم لعبد الوهاب أغنيته التي يقول فيها:
" قدر أحمق الخُطا.."
وهذا الكلام طبعاً من دلائل الإيمان العميق!!!!!
كما أن من دلائل الإيمان
التغني بكلمات الشاعر المهجري
" جئت، ولا أعرف من أين أتيت؟
ووجدت قدامي طريقا فمضيت!!!!!
أو كما قال الشاعر التائه!!!!!
وهو المعنى الذي ردده عبد الوهاب في آخر أغانيه،
باللغة العامية
جايييين الدنيا ما نعرف ليه؟
ولا رايحين فين ولا عاوزين ايه! "
•وإذا كان الفنان المصري لا يعرف لماذا جاء؟
وماذا عليه أن يفعل؟
فإن الفنانين اليهود
يعرفون جيدًا الإجابة على هذه الأسئلة!
ويسحقون تحت نعالهم أماني العرب
في حياة حرة كريمة
ويمضون إلى غايتهم
وحملة الأقلام الصاحية يشجعونهم..
•أما العرب فإن سماسرة الغزو الثقافي
يتحركون في صفاقة نادرة لتشجيع الفن الخليع
وتضليل سعي الأمة الحيرى..
•وإذا كان الدفاع عن الإسلام تهمة،
فإن حبل الاتهام يجب أن يطول
حتى يمكن أن يختنق به
كل داع إلى الشرف والجدّ والحق،
وذلك ما يرضى به الضمير العلماني
في أرجاء الأمة العربية!!.
•قلت يوما:
ألا يمكن أن يقدم الفن عندنا شيئا
يدعم به أبطال الانتفاضة؟
وتصفحت الشعر العربي الحديث
فوجدت لبدوي الجبل قصيدة
نستطيع بها أن نساند هذا الكفاح،
يقول فيها الشاعر:
•قد استردّ السبايا كلُّ منهزم
لم تبق في أَسْرها إلا سبايانا
وما رأيت سياط الظلم دامية
إلا رأيت عليها لحم أسرانا!
ولا نموت على حدِّ الظّبا أنفا
حتى لقد خجلت منا منايانا!
•الشعر يحتاج إلى مغنّ رجل،
ولا أقصد بالرجولة الذكورة،
بل أقصد فحولة الأخلاق وصلابة المعدن
وشراسة المقاومة إلى آخر رمق.
•فهل لدينا في الميدان الفني رجال من هذا الصنف؟
وإذا غنته امرأة جادة الأداء مجروحة الكبد
لهزائم قومها
فهل نجد واحدة تصلح لذلك العمل،
أم لا نقع إلا على باكية تهجر الحبيب متأوهة
لصده الطويل! !
•إن الميدان الفني في العالم العربي
خبيث التربة مختل الموازين!
إلا من عصم الله..
والغريب أن يحدوه في طريقه الزائغ
حملة أقلام تحالفوا مع الشيطان على حرب الإسلام
ونسيان الله
والشغب على كل جديد نقيّ،
وعلى كل قديم زكيّ،
•لأنهم تحت عنوان العلمانية يتآمرون على قتل أمة،
تنشد الحياة في ظلال الإيمان والتقوى،
بعيدا عن الإلحاد والعهر.
. ❝
❞ إن أسوأ ورطة نقع فيها هى أن يستحوذ علينا أى شىء جداً .. جداً .
حتى الفرح حينما يستحوذ علينا جداً .. جداً .. فإنه يهزنا بما يشبه الحزن .. إننا من فرط خوفنا على هذا الفرح .. و من فرط لهفتنا على أن يطول .. و من فرط ذعرنا من أن ينتهى .. نفرح بحزن .. نفرح بخوف .. نفرح و الدموع تترقرق فى أعيننا ..
إن فرحنا جداً .. جداً .. فرح أليم .. فرح يرتجف .. فرح يبكى .. و الحب جداً .. جداً .. هو حب مُر غَيور ملتهب أعمى يبهظ صاحبه لدرجة أنه ينقلب إلى كراهية و عداوة ..
المُحِب جداً .. جداً .. يكره حبيبته من فرط حبه لها .. لأن حبه يكلفه و يرهقه و يبهظه و يؤرقه .. فهو يتمنى لو أنها تعذبت و تألمت و سهرت و تشردت مثله ..
يتمنى لو أنها كانت على شفا الموت و نادته .. لو أنها كانت تحترق و مدت له يديها لينقذها .. لو أنها كانت تعبده حباً و هو يتمنع عليها .. لو أنها كانت تخلص له و هو يخونها ..
إن عذابه يجعل مخيلته تموج بصور العداوة .. و الإنتقام .. و التشفي ..
إن الحب جداً .. جداً .. حب طعمه مالح حرّيف لاسع .. إن فيه نفوراً و بغضاً بقدر ما فيه من حب .. إنه لعنة ..
و الثراء جداً .. جداً .. هو فقر مدقع فى نفس الوقت .. فقر فى الحواس ..
حواس الغَنيّ جداً .. جداً .. المترف جداً .. الشبعان .. المتخم .. الدفيان .. تتبلد و تكسل أشواقه .. و لهفاته تكسل ..
و لماذا يشتاق .. و لماذا يتلهف .. و كل شىء بين يديه ..
و الجوع جداً يقتل حتى الإحساس بالجوع .. و ينتهي بموت الحواس .. و بشبع الفناء و قناعة الجدث الهامد ..
و الفقر جدا .. يؤدى إلى الاستهتار و الاسراف و الاستهانة بالرزق من فرط قلته .. و كما يقول المثل .. ضربوا الأعمى على عينه .. قال خسرانة .. خسرانة و على إيه حانوش إصراف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب ..
و الشيخوخة جدا تؤدى إلى انحلال العقل .. و العودة بالتفكير إلى سذاجة الطفولة .. و هذيانها ..
و الضعف جدا .. يؤدى الى جبروت الشخصية و قسوتها .. و أصحاب العاهات جبابرة .
و القصار جدا .. بهلونات سيرك ..
و أدنياء الأصل طمحون طلابون للعلا ..
و أبناء الوجهاء عواطلية .
و الاستهتار بشدة يؤدى إلى التوبة .. و الرهينة ..
و الاغراق فى اللذة يؤدى إلى النفور من اللذة . و الارتداد إلى الدين و الصومعة ..
و الاستقامة بشدة تؤدى إلى الضيق بالاستقامة ..
و كل شىء يزيد على حده ينقلب إلى ضده ..
و جدا .. جدا .. هى الجرس الذى يدق لتنقلب الصفات على رأسها .. البركات تصبح لعنات .. و السيئات تصبح حسنات ..
السعادة ليست فى أن يكون عندك الكثير جدا ..
و إنما السعادة فى أن تحب الدنيا و الناس .. و أن تواتيك الفرصة لتأخذ بنصيب قليل من خيراتها ..
إن القليل الذى تحبه يسعدك أكثر من الكثير الذى لا تحبه .
و القليل يحرك الشهية .. بينما الكثير يميتها .. و بلا شهية لا وجود للسعادة ..
و القليل يحفز على العمل .. و فى العمل ينسى الانسان نفسه .. و ينسى بحثه عن السعادة و هذا فى الواقع منتهى السعادة .
و العمل تشحيم ضرورى للعقل و القلب و المفاصل .. و بدون العمل تصدأ المفاصل و يتعفن القلب و ينطفىء العقل .. و ينخر سوس الفراغ و البطالة فى المخ ..فتبدأ سلسلة من الأوجاع يعرفها أفراد الطبقة الراقية .. و يعرفها أطباء الطبقة الراقية ..
و لذلك أعتقد أن أسعد الطبقات هى الطبقة المتوسطة .. لأنها الطبقة التى تملك القليل من كل شىء ، فهى ليست معدمة مفلسة كالطبقة الدنيا ، و ليست متخمة كالطبقة الراقية ..
و لهذا فهى طبقة التى تملك الدوافع .. و الآمال .. و المطامع و المثل العليا .. و الأخلاق .. و الامكانيات ..
و هى لهذا .. الطبقة التى يخرج منها العلماء و الفنانون و العباقرة و الزعماء و الأنبياء ..
و من فضائل الوسطية أنها تضغط الطبقات و تذيبها فى عجينة متوسطة خصبة ..و تشغل جميع الأيدى بالعمل ..
إن المليون جنيه شتمه ..
و الذى يقول لى .. إلهى يرزقك بمليون جنيه ..كمن يقول لى .. إلهى يرزقك بكارثة ..
و تعالوا نفكر معا ..
لو أنى وضعت المليون جنيه فى بنك لكنت بهذا أرتكب جريمة بتجميد هذه الامكانية المادية فى رصيد باسمى .
و لو أنى أنفقته على نفسى لكنت بهذا أرتكب جريمة أبشع لأن إنفاق مليون جنيه على نفسى معناه أن لأتوقف عن كل عمل منتج .. و أتحول إلى مستهلك ينفق فقط .. و هذا معناه شلل كامل فى قواى الانتاجية ..
و لو أنى انتفعت بالمليون جنيه كرأسمال تجارى ، فسيكون معناه استغلال ألف عامل .. و ملايين المستهلكين المساكين .. أتاجر بهم .. و أتاجر عليهم .. و أبتز أموالهم لمجرد أنهم لا يملكون إلا بضاعتى .. بينما أنا أملك كل الخامات التى يحتاجون إليها ..
إن المليون جنيه فى يد واحدة هى فى الواقع إمكانية ظلم لا نهائية لآلاف الأيدى التى لا تملك .. و إمكانية ظلم حقيقية لصاحبها لأنها تضعه فى قائمة الذين يملكون كثيرا جدا .. جدا .. و يخسرون من أرواحهم بقدر ما يكسبون لأرصدتهم ..
و لهذا فأنا أشعر بالسعادة .. لأنى رجل متوسط .. إيرادى متوسط .. و صحتى متوسطة .. و عيشتى متوسطة ..
و عندى القليل من كل شىء .. و هذا معناه أن عندى الكثير من الدوافع ..
و الدوافع هى الحياة ..
إنها الرصيد الذهبى لكل المكاسب الورق ..
إنها المتجمد فى خزينة كل إنسان .
إنها المتجمد الذى نفك منه كل يوم الرغبات التى نعيش بها ..
و نحن نعود فنفك هذه الرغبات إلى خبطات مادية .. و فرص نكسبها و نخسرها ..
و هذه الخبطات هى العملة الورق ..
أما الرصيد الحقيقى فهو الدوافع .
الدوافع فى قلوبنا هى حرارة حياتنا الحقيقية .. و هى الرصيد الذى يكون به تقييم سعادتنا .. لا تسألنى .. هل عندك صحة .. هل عندك ثروة .. هل عندك شهادة .. هلى عندك فرصة .. هل عندك أملاك ..
اسألنى سؤالا واحدا ..
هل عندك دوافع ..
فهذا أنا .. و هذه حقيقيتى التى بها تعرف حاضرى و مستقبلى و مصيرى و قيمتى ووزنى ..
و كل منا يوزن بقدر دوافعه و إرادته .. و عزمه .. و إصراره .. و قواه الحافزة ..
إن الذى يملك و فرة من الدوافع مثل الماكينة قوة مائة حصان .. أو العربة ستة سلندر أو الراديو عشرة لمبة أو التيار الكهربائى 200 فولت .
أما الذى يفتقر إلى الدوافع .. و يمتلك كثرة من وسائل الترف ووفرة من الصحة و العمر فهو حتى و لو كان مليونيرا لا يزيد عن ماكينة ضعيفة قوتها الدافعة 2 حصان أو عربة صغيرة 2 سلندر أو راديو ترانزستور أو تيار بطارية واحد و نصف فولت .
الدوافع هى الترجمة الحرفية لكلمة روح ..
عندك دوافع معناها عندك روح .. معناها عندك أمل .. طموح .. حب .. شغف .. شهية .. رغبة .. كل وسائل السعادة ..
إنى أدعو الله لقارىء هذه السطور أن يمنحه حياة متوسطة .. و يعطيه القليل من كل شىء .. و هى دعوة طيبة و الله العظيم .. دعوة نصوحة .. مخلصة لوجه الخير و الحب .
أدعو الله أن يقيه شر المليون جنيه .. و أن يحفظه من ملكية العمارات الشاهقة .. و الأبعديات العريضة ..
و أمى لم تكن تفهم الفلسفة .. و لكنها كانت تملك فطرة نقية تفهم معها كل هذا الكلام دون أن تقرأه .. و كانت تطلق عليه اسما بسيطا فصيحا معبرا .. هو .. الستر ..
و الستر معناه فى القاموس الشعبى .. القليل من كل شىء و الكثير من الروح ..
و أنا بعد ثلاثين سنة من التفلسف و قراءة المعاجم و المراجع و المصطلحات .. لم أجد أفصح من هذه الكلمة البسيطة .. الستر ..
و لهذا فأنا أطلبه لك كما كانت أمى تطلبه لى .. و أعتبر أنى بهذا أكون قد طلبت لك كل شىء ..
ملحوظة :
أنا متأكد أنك بعد قراءة هذه الكلمات سوف تمصمص شفتيك و تقول .. و إيه يعنى .. ما هو مفهوم الكلام ده ..
و مع هذا فإنك فى أول فرصة تقع فيها على كاديلاك 81 فى الشارع سوف تصرخ بلهفة وعيناك تخرجان من رأسك ..
يا سلام لو الواحد عنده عربية زى دى .. يا سلام يا ولاد .. يا سلام على كاديلاك و عمارة و مليون جنية .. يا خواتى .. و بحرقة أكثر من حرقة مطربى هذه الأيام سوف تكتشف أن كلامى العادى المفهوم لم يكن مفهوما .. و أنك لم تكن فى أى يوم فاهما لنفسك .
و أن حكاية الفهم .. حكاية طويلة و متعبة .. جدا .. جدا ..
د. مصطفى محمود . .
مقال : جداً .. جداً ..
من كتاب / في الحب و الحياة
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله) . ❝
❞ قضية الأخلاق عندنا:
هل ترجع هزائمنا العامة إلى أننا لا نملك طائرات بعيدة المدى ، وإلى أننا لا نصنع القنابل الذرية ؟ بعض الناس يتصور أن عجزنا الصناعي والعسکری من وراء تخلفنا هنا وهناك ، وأن أمتنا لو ملكت هذه الأسلحة سادت وقادت !..
إن هذا فكر سقيم ، والواقع أننا مصابون بشلل عضوي في أجهزتنا الخلقية ، وملكاتنا النفسية يعوقنا عن الحراك الصحيح ، وأن مجتمعاتنا تشبه أحياء انقطع عنها التيار الكهربائي فغرقت في الظلام ، ولابد من إصلاح الخلل الذي حدث کی يسطع التيار مرة أخرى .
وعلاج الأعطاب الشديدة أو الخفيفة بالكلام البليغ أو النصح المخلص لا يكفي ! لابد من إزالة أسباب الخلل ، ومن إعادة الأوضاع إلى أسسها السليمة إلى فطرتها الأولى .
"وفطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله "
وقد راعني أن خلائق مقبوحة انتشرت بين الناس دون مبالاة ، أو مع إغراض متعمد ، واستمرت مواقعة الناس لها حتى حولها الإلف إلى جزء من الحياة العامة ، ومن هنا رأينا الاستهانة بقيمة الكلمة ، ورأينا قلة الا كتراث بإتقان العمل ، ورأينا إضاعة الأمانات والمسئوليات الثقيلة ، ورأينا القدرة على قلب الحقائق ، وجعل الجهل علما والعلم جهلا والمعروف منكرا والمنكر معروفا ...
إن قضية الأخلاق وما عراها من وهن أمر جلل . إنك لا تستطيع بناء قصر شاهق دون دعائم وأعمدة وشبكات من حديد ، ولا تستطيع بناء إنسان كبير دون أخلاق مكينة و مسالك مأمونة وجملة من الحلال تورث الثقة ، وتأمل في قول أبي تمام :
وقد كان فوت الموت سهلا فرده
إليه الحفاظ المر والخلق الوغر!
إن ضمانات الحق الصلب في سيرة هذا البطل هي التي تعلو بها الأمم ، وتنتصر لرسالات ، وهي التي يستخذي أمامها العدو وتنهار الطواغيت ، وعندما ترى مجتمعا صارما في مراعاة النظام ، دقيقا في احترام الوقت ، صريحا في مواجهة الخطأ ، شدید الإحساس بحق الآخرين ، غيورا على كرامة الأمة ، كثيرا عند الفزع ، قليلا عند الطمع ، مؤثرا إرضاء الله على إرضاء الناس ، عندما ترى هذا الخلال تلتقي في مجتمع ما ، نثق أنه يأخذ طريقه غدا إلى القمة .
وقد كان المسلمون الأوائل نماذج أخلاقية تجد فيها الشرف والصدق والطهر والتجرد، ولذلك تصدروا القافلة البشرية عن جدارة ، ولا غرو کانوا صنع الإنسان الذي وصفه الله بقوله في" وإنك لعلى خلق عظیم " وكانوا نضح روحه العالى فمشت وراءهم الشعوب تتعلم وتتأسى .
أما اليوم فنحن نجري ونلهث وراء الشعوب الأخرى دون أن نصل إلى مستواها ، لأن وزن الأخلاق عندنا خفیف و ارتباطنا بها ضعيف ..
والأخلاق مجموعات متنوعة من الفضائل والتقاليد تحيا بها الأمم کما تحيا الأجسام بأجهزتها وغددها ، فإذا اعتلت هذه المجموعات وانفکت رأيت ما لا يشر في مسالك العامة والخاصة ..
في كثير من البلاد الإسلامية رأيت الوساخة في الطرق والبيوت أو في الملابس والأبدان ، ورأيت الفوضى في سير الأشخاص والعربات ، ورأيت الإهمال والتهاون في تناول السلع والواجبات ، ورأيت دوران الناس حول مآربهم الذاتية ونسيانهم المبادئ الجامعة والحقوق العامة ، ورأيت انتشار اللغو والكسل وفناء الأعمار في لا شيء !!.
الكذب في المواعيد وفي رواية الأخبار، وفي وصف الآخرين أمر سهل ! وكذلك استقصاء الإنسان في طلب ما يرى أنه له ، واستهانته في أداء ما هو عليه ، ونقصه ما هو قادر على إتمامه ، وفقدان الرفق في القول والعمل وشيوع القسوة والمبالغة في الخصام .. .
ثم تحول الآداب إلى قشور يطل من ورائها الرياء بل إن الرياء - وهو في الإسلام شرك - يكاد يكون المسيطر على العلاقات الاجتماعية ، وهو الباعث الأول على البذخ في الأحفال والولائم والمظاهر المفروضة في الأفراح والأحزان ..|
العجز الإداري قد يرجع إلى أسباب خلقية وعلمية ، بيد أن الأسباب الخلقية عندنا أسبق .
الفشل العسکری قد يرجع إلى أسباب نفسية وفنية وصناعية ، بيد أن الأسباب النفسية عند العرب أظهر وأقوى ..
ويجزم أولو الألباب بأن السياسية العرب والقادة العرب وراء كل نصر أحرزه بنو إسرائيل خلال أربعين سنة .
بل إن قادة اليهود صحوا بأن المكاسب التي أحرزوها تجاوزت الأحلام وسبقت الخيال !
إنهم ما خططوا لها ولا احتالوا لبلوغها ! إنها هدية من الانحلال العربي ومن ضعف الأخلاق ، إنها غنيمة باردة لخصوم يحسنون انتهاز الفرص ! .
وأي فرصة أغلى من أن يكون القائد العربي صريع مخدرات ومسكرات ، وأن يكون الزعيم العربي قد وصل إلى منصبه فوق تأ من جماجم خصومه ، ورفات بني جنسه المدحورين أمامه
إن هذه أعظم فرصة لقيام دولة إسرائيل ، لقد قامت في الفراغ المتخلف من ضياع الأخلاق لدينا، وتحول المسلمين إلى أمم مقطعة ، خربة الأفئدة ، مخلدة إلى الأرض ، جياشة الأهواء ، باردة الأنفاس ...
إننا نقول لغيرنا : النار مصير الملاحدة والمشركين ، لسوف يجزون ما يستحقون لقاء كفرهم بالله ونسيانهم له !.
ليت شعري لماذا لا نقول لأنفسنا : والنار كذلك مثوى المرائين الذين عموا عن وجه الله، وأرادوا الحياة الدنيا وزينتها، واستماتوا في طلب الشهرة والسمعة والمال والجاه ، وكانت علاقتهم بهذه الأهواء أشد من علاقة المشركين بأوثانهم ؟؟
لماذا لم نقل لأنفسنا : إن أول من تسعر بهم النار ، رجال دين يطلبون الدنيا ، ورجال مال وحرب ينشدون الوجاهة والسلطان ؟ ألم يقل لنا نبينا له ذلك؟.|
إنني طفت في أقطار إسلامية كثيرة ، فرأيت سطوة العرف أقوى من سطوة الشرع ، واتباع الهوى أهم من اتباع العقل !وللناس قدرة عجيبة في إلباس شهواتهم ثوب الدين ، .|
وتحقيق مآربهم الشخصية باسم الله.
. ❝
❞ اتخذت الحضارة المرأة الغربية من وسائلها في ترقيق الطباع وإرهاف الملكات ، ومع المرأة ما معها من فنون الدعابة والمغازلة والمفاكهة والإغراء وما تحت هذه من الطباع والأخلاق ، فإذا العالم المتحضر في صبغة من الأنوثة متى أخذ الدهر مأخذه فيها استحالت من بعد صبغة من الفجور يشمل هذا العالم .
ويقولون: الجمال والفن ولا يعلمون أنهما إذا استفاضا وعمّا جاء منهما الخبال والهوس ، وخرج من اجتماع كل ذلك الانحلال والسقوط ، كما وقع في التمدن الروماني والحضارة الغربية . ❝