❞ النيل . كبير كـأنه بحر .هادئ. لا صوت .لا موج . لا هواء مشبعاً بروائحه يعلن عن وجوده قبل أن تراه . لا يحتاجها على ما يبدو .هيبته فى ذاته وتكفى. ❝ ⏤رضوى عاشور
❞ النيل . كبير كـأنه بحر .هادئ. لا صوت .لا موج . لا هواء مشبعاً بروائحه يعلن عن وجوده قبل أن تراه . لا يحتاجها على ما يبدو .هيبته فى ذاته وتكفى. ❝
❞ «ظلٌ من حديد»
زمنٌ فآخر، أيام كثيرة تتفاوت، وتأتي غيرها؛ لتحتل جسدًا متهالك أُصيب بمرارة العمر، بُعَيْد بزوغ الشمس، سماء صافية يظهر لونها النيلي المتدرج؛ فيعطيها شكلًا رائعًا، والطيور البيضاء التي تتقافز، وتعلو في المكان؛ فتظهر وكأنها لوحةٍ فنيةٍ، طفلٌ صغيرٌ لا يزيد عمره عن سبع سنوات يتبع خطوات والده، وينتقل من جسرٍ إلى آخر، رغم الفاصل الموجود بينهما، ولكن دعم والده له كان كفيلًا لاستمرار سيره، حجارتان موضوعتان بجانب أبيه، وكأن تلك الأحجار مصاعب تُعيق طريقه، ومستقبله؛ فينظر لهما تارةً، وأخرى إلى والده الذي يضحي من أجله، يعمل على راحته، وإسعاده، يسير أمامه؛ ليتلقى المصاعب، ويزيلها من طريق ابنه، وكأنه يمثل له درع الحماية التي يختبئ خلفه، وقايته من ظلم الزمان، ينظر هنا وهناك؛ فيرى نفسه على مسافة كبيرة لا يستطيع رؤيتها، لو سقط إلى أسفل؛ لتفتَّتَت أجزاءه كبقايا الأكواب المنكسرة، وأصبح مهشمًا، لم يجد أمامه غير أبيه ليركض إليه، ويستكمل خطواته لا نحو مستقبله المجهول، يسير خطوات متباطئة، غير قادر على الاستمرار، تارة يتعرقل عندما يكون وحيدًا، وأخرى يركض من دون إعاقة عند وجود والده، لمَ كل هذا؟! أيستمد قوته منه؟! وجد أن قوته متعلقة به، وبدعمه المستمر له؛ لذلك استمر في تحقيق أحلامه، وجعله فخورًا به، ولم ينسَ فضله بمرور الزمن المهلك.
إنجي محمد\"بنت الأزهر\". ❝ ⏤گ/انجى محمد \"أنجين\"
❞«ظلٌ من حديد»
زمنٌ فآخر، أيام كثيرة تتفاوت، وتأتي غيرها؛ لتحتل جسدًا متهالك أُصيب بمرارة العمر، بُعَيْد بزوغ الشمس، سماء صافية يظهر لونها النيلي المتدرج؛ فيعطيها شكلًا رائعًا، والطيور البيضاء التي تتقافز، وتعلو في المكان؛ فتظهر وكأنها لوحةٍ فنيةٍ، طفلٌ صغيرٌ لا يزيد عمره عن سبع سنوات يتبع خطوات والده، وينتقل من جسرٍ إلى آخر، رغم الفاصل الموجود بينهما، ولكن دعم والده له كان كفيلًا لاستمرار سيره، حجارتان موضوعتان بجانب أبيه، وكأن تلك الأحجار مصاعب تُعيق طريقه، ومستقبله؛ فينظر لهما تارةً، وأخرى إلى والده الذي يضحي من أجله، يعمل على راحته، وإسعاده، يسير أمامه؛ ليتلقى المصاعب، ويزيلها من طريق ابنه، وكأنه يمثل له درع الحماية التي يختبئ خلفه، وقايته من ظلم الزمان، ينظر هنا وهناك؛ فيرى نفسه على مسافة كبيرة لا يستطيع رؤيتها، لو سقط إلى أسفل؛ لتفتَّتَت أجزاءه كبقايا الأكواب المنكسرة، وأصبح مهشمًا، لم يجد أمامه غير أبيه ليركض إليه، ويستكمل خطواته لا نحو مستقبله المجهول، يسير خطوات متباطئة، غير قادر على الاستمرار، تارة يتعرقل عندما يكون وحيدًا، وأخرى يركض من دون إعاقة عند وجود والده، لمَ كل هذا؟! أيستمد قوته منه؟! وجد أن قوته متعلقة به، وبدعمه المستمر له؛ لذلك استمر في تحقيق أحلامه، وجعله فخورًا به، ولم ينسَ فضله بمرور الزمن المهلك.
❞ وقد كانت هذه المساحة المخيفة في الزمن القديم، ملعبًا لأجدادنا الفراعنة، يتسللون إليه من حافة الوادي فيكتشفون جباله.. ويثقبون هذه الجبال بحثًا عن الذهب والرصاص والنحاس والتلك، وبقية المعادن الأخرى، التي شكلتها البراكين والزمن في الصخور..
أو يقطعون هذه الصخور من الجبال ويهبطون بها إلى حافة الوادي، ليقيموا بها مساكنهم ومعابدهم..
وقد تعاقب الزمان على هذا الوادي، وتنقل صولجان الحكم من الفراعنة حتى وصل إلى الأتراك.. ونزل علماء الطبوغرافيا الإنجليز بمراكبهم في البحر الأحمر، ودخلوا الصحراء الشرقية يرسمون لها الخرائط، وينقبون بين صخورها عن المعادن وحفريات التاريخ..
وسوف نتبين أن أسماء جميع الأماكن المذكورة في هذه الخرائط الطبوغرافية، والتي سيتردد ذكرها في هذه الرحلة، أسماء جبال، أملاها بدو الصحراء على علماء الطبوغرافيا..
وهي في الغالب، إما أسماء أطلقها الفراعنة القدماء.. أو أسماء حديثة أطلقها هؤلاء البدو على تلك الجبال..
والجبل عادة يتسمى بلونه.. أو بالخامة التي ينتجها.. أو بنوع من النبات ينبت فوق صخوره..
ولشد ما كنت مذهولًا وأنا أقف لأتأمل شجرة..
شجرة تشبه ملايين الأشجار التي يراها الإنسان طوال حياته.. لكنها كانت شجرة وحيدة منفردة.. نابتة على قمة جبل يرتفع عن سطح الأرض ثلاثة آلاف متر على أقل تقدير..
لقد استطاعت هذه الشجرة أن تنازع هذا الجبل البقاء عشرات السنين.. وربما مئات السنين.. حتى تمكنت أن تنتزع من صخوره غذاءها!!..
أما سكان هذه الصحراء فهم قبائل من الرعاة انحدرت من أعالي الجنوب.. من الحبشة والسودان.. منذ ألف سنة..
واستوطنت الجبال، تربي الإبل والغنم..
وقد عجزت عن إيجاد تفسير لهجرة هؤلاء الناس من أعالي النيل حيث تكثر المراعي، إلى هذه الصحراء القاحلة..
هم على العموم قوم غريبو الأطوار رغم بساطتهم.
يعيشون في وحدات متفرقة، كل وحدة تكون عائلة، وكل عائلة تسكن جبلًا أو سهلًا وحدها.. وكل عائلة تغير مسكنها، عشرة أو عشرين مرة كل عام.. سعيًا وراء العشب البري الذي يولد بعد السيول والأمطار..
وسوف نتعرف أكثر إلى هؤلاء السكان عندما ندخل الصحراء..
ولكن.. كيف ندخل الصحراء؟..
إن الصحراء لا زالت متاهة مخيفة مجهولة، رغم هذه الآلاف من السنوات التي مرت من أيام أجدادنا الفراعنة.. ورغم الزمن الحديث.. ورغم مئات الخواجات الذين هبطوا إليها أو دخلوها عن طريق البحر.. ليستخرجوا المعادن من صخورها ويبيعوها بآلاف الجنيهات..
كل الذي حدث لهذه الصحراء من تقدم، أنها أصبحت في نظام الحكم المحلي، تابعة لمحافظة البحر الأحمر..
وكانت من قبل تابعة لسلاح الحدود..
وهذا وحده، تقدم لا تحسد الصحراء عليه... ❝ ⏤صبري موسي
❞ وقد كانت هذه المساحة المخيفة في الزمن القديم، ملعبًا لأجدادنا الفراعنة، يتسللون إليه من حافة الوادي فيكتشفون جباله. ويثقبون هذه الجبال بحثًا عن الذهب والرصاص والنحاس والتلك، وبقية المعادن الأخرى، التي شكلتها البراكين والزمن في الصخور.
أو يقطعون هذه الصخور من الجبال ويهبطون بها إلى حافة الوادي، ليقيموا بها مساكنهم ومعابدهم.
وقد تعاقب الزمان على هذا الوادي، وتنقل صولجان الحكم من الفراعنة حتى وصل إلى الأتراك. ونزل علماء الطبوغرافيا الإنجليز بمراكبهم في البحر الأحمر، ودخلوا الصحراء الشرقية يرسمون لها الخرائط، وينقبون بين صخورها عن المعادن وحفريات التاريخ.
وسوف نتبين أن أسماء جميع الأماكن المذكورة في هذه الخرائط الطبوغرافية، والتي سيتردد ذكرها في هذه الرحلة، أسماء جبال، أملاها بدو الصحراء على علماء الطبوغرافيا.
وهي في الغالب، إما أسماء أطلقها الفراعنة القدماء. أو أسماء حديثة أطلقها هؤلاء البدو على تلك الجبال.
والجبل عادة يتسمى بلونه. أو بالخامة التي ينتجها. أو بنوع من النبات ينبت فوق صخوره.
ولشد ما كنت مذهولًا وأنا أقف لأتأمل شجرة.
شجرة تشبه ملايين الأشجار التي يراها الإنسان طوال حياته. لكنها كانت شجرة وحيدة منفردة. نابتة على قمة جبل يرتفع عن سطح الأرض ثلاثة آلاف متر على أقل تقدير.
لقد استطاعت هذه الشجرة أن تنازع هذا الجبل البقاء عشرات السنين. وربما مئات السنين. حتى تمكنت أن تنتزع من صخوره غذاءها!!.
أما سكان هذه الصحراء فهم قبائل من الرعاة انحدرت من أعالي الجنوب. من الحبشة والسودان. منذ ألف سنة.
واستوطنت الجبال، تربي الإبل والغنم.
وقد عجزت عن إيجاد تفسير لهجرة هؤلاء الناس من أعالي النيل حيث تكثر المراعي، إلى هذه الصحراء القاحلة.
هم على العموم قوم غريبو الأطوار رغم بساطتهم.
يعيشون في وحدات متفرقة، كل وحدة تكون عائلة، وكل عائلة تسكن جبلًا أو سهلًا وحدها. وكل عائلة تغير مسكنها، عشرة أو عشرين مرة كل عام. سعيًا وراء العشب البري الذي يولد بعد السيول والأمطار.
وسوف نتعرف أكثر إلى هؤلاء السكان عندما ندخل الصحراء.
ولكن. كيف ندخل الصحراء؟.
إن الصحراء لا زالت متاهة مخيفة مجهولة، رغم هذه الآلاف من السنوات التي مرت من أيام أجدادنا الفراعنة. ورغم الزمن الحديث. ورغم مئات الخواجات الذين هبطوا إليها أو دخلوها عن طريق البحر. ليستخرجوا المعادن من صخورها ويبيعوها بآلاف الجنيهات.
كل الذي حدث لهذه الصحراء من تقدم، أنها أصبحت في نظام الحكم المحلي، تابعة لمحافظة البحر الأحمر.
وكانت من قبل تابعة لسلاح الحدود.
وهذا وحده، تقدم لا تحسد الصحراء عليه. ❝
❞ نال الدكتور مصطفى الفقي عددًا من الأوسمة، كما حصل على جائزة «النيل العليا» في العلوم الاجتماعية عام 2010، وجائزة «الدولة التقديرية»في العلوم الاجتماعية عام 2003، وجائزة «الدولة التشجيعية» في العلوم السياسية عام 1993، كذلك نال عشرات الأوسمة والنياشين من عدد كبير من الدول العربية والأجنبية.وله ما يزيد على ستة وثلاثين كتابًا في مجالات السياسة والفكر والثقافة.. ❝ ⏤مصطفى الفقي
❞ نال الدكتور مصطفى الفقي عددًا من الأوسمة، كما حصل على جائزة «النيل العليا» في العلوم الاجتماعية عام 2010، وجائزة «الدولة التقديرية»في العلوم الاجتماعية عام 2003، وجائزة «الدولة التشجيعية» في العلوم السياسية عام 1993، كذلك نال عشرات الأوسمة والنياشين من عدد كبير من الدول العربية والأجنبية.وله ما يزيد على ستة وثلاثين كتابًا في مجالات السياسة والفكر والثقافة. ❝
❞ *نوفيلا: 13ساعة*
...................
*بسم الله الرحمن الرحيم*
*الشخصيات:*
.........................
البطل: شادي
البطلة: ليلى
والدة ليلى: الحاجة سهير
والد شادى: الحاج محمود
صديق شادي: محمد
الدكتور النفسي: حسن
الدكتور المساعد: علي
.................
ذات يوم من الأيام، حجزت ليلى قطار الأقصر، وفي نفس الوقت، كان شادي يحجز تذكرة له على نفس القطار، وصعد شادي على متنه بالفعل وجلس على الكرسي، ثم ليلى جاءت لتبحث عن مكان تجلس به، فلم تجد سوى المقعد بجوار شادي، فاضطرت للجلوس بجانبه رغم عن خجلها، أما عنه فكان يضع سماعات الأذن يستمع للموسيقى، غير مباليًا بما حوله من الأساس، فكانت ليلى بين الدقيقة والأخرى تنظر له متأملة عينيه، وهو في وادٍ آخر لينتبه بعد فترة طويلة فيتنحنح قائلًا: إحم، أنتِ أول مرة تسافري؟!
نظرت له ليلى دون رد، فمن هو حتى يجرؤ على تحديثها هكذا؟!
شادي بإرتباك: إحم، إحم، أول مرة تروحي الأقصر
لم ترد ليلى أيضًا، فأحب أن يُضحِكها فقال شادي بغرور مصطنع: بصي بقى الطريق طويل 13ساعة، في الطريق، فأكيد هتزهقي وتملي، وبعدين تتحايلي عليا إنك تتكلمي معايا، وساعتها مش هرضى
ضحكت ليلى رغمًا عنها بخجل، فانتهز الفرصة وقال:أنا شادي، وأنتِ؟
ليلى: وأنا ليلى
شادي: أنا بشتغل صحفي، وعندي 26 سنة، وأنتِ؟
ليلى. أنا مهندسة كمبيوتر، وعندي 24سنة
وهكذا طال بينهما الحوار، حتى ملّا، وقررا النوم، استيقظ فجأة، أضحاها مازالت نائمة، فحان دوره ههذه المرة ليتأمل بها هو، فكان ينظر لشعرها الطويل تارة، ولجفنيها المنغلقين تارة أخرى، إلى أن وصلّا بالفعل لوجهتهما، فتصرف شادي بتهور يدفعه شعور أنه سعيد بجانبها، فمثّل النوم وفاتتهما المحطة!
__________
استيقظت ليلى، وجدت أن امحطة نزولها قد فاتتها، بل وجدت نفسها في أسوان !؟
نظرت لشادي وجدته مازال نائمًا، فحاولت إيقاظه: شادي، شادي، إصحى، المحطة فاتتنا، إحنا في أسوان، هنعمل ايه دلوقتي؟
شادي بحزن مصطنع: هنعمل ايه يعني!؟ هناخد قطر الأقصر من اسوان.
وبالفعل حجز شادي التذاكر لتفجأه ليلى ب: أنا جعانة!
شادي بتنهيدة مبتسمة: أنا عارف مطعم حلو هنا، تعالي نتعشى، على ما يجي معاد القطر، المفروض يوصل 7الصبح، وإحنا باليل دلوقتي.
وبالفعل أخذها للعشاء ولم تخلو جلستهما من الحديث عن نفسيهما بكثرة، كأنما ما صدقّ كل واحدًا أن تأتيه الفرصة ليتحدث عن نفسه، وبعد الطعام اقترح عليها شادي أن يركبا مركبًا بالنيل، وبالفعل قد كان، وكان وقتًا مليئًا بالرومانسية، حيث أن شادي لم تفارق عينه عينيها، ولم ينتهي الكلام بينهما ولا المزاح والضحك، حتى ظن كل واحدًا منهما كأنه يعرف الآخر منذ سنين، إلى أن فاتهم معاد القطار حقًا هذه المرة!
ركضّا بسرعة للمحطة، ليجدا أنه قد فاتهم حقًا ولن يلحقا به، فحجزوا القطار بموعد التاسعة والنصف.
ليلى: أنا هقعد هنا، واستنى القطر، مش هروح حتة تانية، عشان اتأخرت، وبابا هيتعصب عليّا.
شادي: حاضر.
وانتظرا ميعاد القطار، حتى أوصلها شادي وتظهر بعينيه الدموع.
شادي بحزن حقيقي: أقولك على حاجة، بس متزعليش مني
ليلى: قول
شادي: انا الى كنت قاصد أ أخر عليكي القطر.
ليلى: يعني أنت كنت صاحي؟!
شادي بإرتباك: آه
ليلى بإبتسامة: وعملت كدة ليه؟!
قال لها: مش عارف اسألي قلبي!
ابتسمت ليلى بخجل ولم ترد.
ليقول شادي بسعادة: أنا اتبسطت أوي
ليلى: وأنا كمان
انتظر شادي إلى أن ركبت القطار فقال لها مودعًا والدموع بعينيه: ليلى، مع السلامة
ليلى: مع السلامة يا شادي
تحرك القطار بينما يسأل شادي عن رقم هاتف ليلى، وبينما هي تمليه عليه، والقطار بدأ في التسارع لم يسمع شادي أيًا مما قالته حاول الجري ليسمع ولكن ما من فائدة، وبالأخير رحل القطار وشادي يبكي خلفه على ليلى، والمُسيطر على تفكيره أنه لن يستطيع رؤيتها مرة أخرى، ولم يعرف أن ليلى جالسة الآن بالقطار تبكي عليه كذلك.
_______________
الفصل الأول
انتظرونا في الفصل الثاني.
________________
الكاتب: أحمد رفعت
*مبادرة_لاتيأس_ستصل*. ❝ ⏤احمد رفعت محب
❞*نوفيلا: 13ساعة* ..........
*بسم الله الرحمن الرحيم* *الشخصيات:* .............
البطل: شادي
البطلة: ليلى
والدة ليلى: الحاجة سهير
والد شادى: الحاج محمود
صديق شادي: محمد
الدكتور النفسي: حسن
الدكتور المساعد: علي
.........
ذات يوم من الأيام، حجزت ليلى قطار الأقصر، وفي نفس الوقت، كان شادي يحجز تذكرة له على نفس القطار، وصعد شادي على متنه بالفعل وجلس على الكرسي، ثم ليلى جاءت لتبحث عن مكان تجلس به، فلم تجد سوى المقعد بجوار شادي، فاضطرت للجلوس بجانبه رغم عن خجلها، أما عنه فكان يضع سماعات الأذن يستمع للموسيقى، غير مباليًا بما حوله من الأساس، فكانت ليلى بين الدقيقة والأخرى تنظر له متأملة عينيه، وهو في وادٍ آخر لينتبه بعد فترة طويلة فيتنحنح قائلًا: إحم، أنتِ أول مرة تسافري؟!
نظرت له ليلى دون رد، فمن هو حتى يجرؤ على تحديثها هكذا؟!
شادي بإرتباك: إحم، إحم، أول مرة تروحي الأقصر
لم ترد ليلى أيضًا، فأحب أن يُضحِكها فقال شادي بغرور مصطنع: بصي بقى الطريق طويل 13ساعة، في الطريق، فأكيد هتزهقي وتملي، وبعدين تتحايلي عليا إنك تتكلمي معايا، وساعتها مش هرضى
ضحكت ليلى رغمًا عنها بخجل، فانتهز الفرصة وقال:أنا شادي، وأنتِ؟
ليلى: وأنا ليلى
شادي: أنا بشتغل صحفي، وعندي 26 سنة، وأنتِ؟
ليلى. أنا مهندسة كمبيوتر، وعندي 24سنة
وهكذا طال بينهما الحوار، حتى ملّا، وقررا النوم، استيقظ فجأة، أضحاها مازالت نائمة، فحان دوره ههذه المرة ليتأمل بها هو، فكان ينظر لشعرها الطويل تارة، ولجفنيها المنغلقين تارة أخرى، إلى أن وصلّا بالفعل لوجهتهما، فتصرف شادي بتهور يدفعه شعور أنه سعيد بجانبها، فمثّل النوم وفاتتهما المحطة!
_________
استيقظت ليلى، وجدت أن امحطة نزولها قد فاتتها، بل وجدت نفسها في أسوان !؟
شادي بحزن مصطنع: هنعمل ايه يعني!؟ هناخد قطر الأقصر من اسوان.
وبالفعل حجز شادي التذاكر لتفجأه ليلى ب: أنا جعانة!
شادي بتنهيدة مبتسمة: أنا عارف مطعم حلو هنا، تعالي نتعشى، على ما يجي معاد القطر، المفروض يوصل 7الصبح، وإحنا باليل دلوقتي.
وبالفعل أخذها للعشاء ولم تخلو جلستهما من الحديث عن نفسيهما بكثرة، كأنما ما صدقّ كل واحدًا أن تأتيه الفرصة ليتحدث عن نفسه، وبعد الطعام اقترح عليها شادي أن يركبا مركبًا بالنيل، وبالفعل قد كان، وكان وقتًا مليئًا بالرومانسية، حيث أن شادي لم تفارق عينه عينيها، ولم ينتهي الكلام بينهما ولا المزاح والضحك، حتى ظن كل واحدًا منهما كأنه يعرف الآخر منذ سنين، إلى أن فاتهم معاد القطار حقًا هذه المرة!
ركضّا بسرعة للمحطة، ليجدا أنه قد فاتهم حقًا ولن يلحقا به، فحجزوا القطار بموعد التاسعة والنصف.
وانتظرا ميعاد القطار، حتى أوصلها شادي وتظهر بعينيه الدموع.
شادي بحزن حقيقي: أقولك على حاجة، بس متزعليش مني
ليلى: قول
شادي: انا الى كنت قاصد أ أخر عليكي القطر.
ليلى: يعني أنت كنت صاحي؟!
شادي بإرتباك: آه
ليلى بإبتسامة: وعملت كدة ليه؟!
قال لها: مش عارف اسألي قلبي!
ابتسمت ليلى بخجل ولم ترد.
ليقول شادي بسعادة: أنا اتبسطت أوي
ليلى: وأنا كمان
انتظر شادي إلى أن ركبت القطار فقال لها مودعًا والدموع بعينيه: ليلى، مع السلامة
ليلى: مع السلامة يا شادي
تحرك القطار بينما يسأل شادي عن رقم هاتف ليلى، وبينما هي تمليه عليه، والقطار بدأ في التسارع لم يسمع شادي أيًا مما قالته حاول الجري ليسمع ولكن ما من فائدة، وبالأخير رحل القطار وشادي يبكي خلفه على ليلى، والمُسيطر على تفكيره أنه لن يستطيع رؤيتها مرة أخرى، ولم يعرف أن ليلى جالسة الآن بالقطار تبكي عليه كذلك.
______________
الفصل الأول
انتظرونا في الفصل الثاني.
_______________ الكاتب: أحمد رفعت
*مبادرة_لاتيأس_ستصل*. ❝