❞ أحيانا نتحرك فى موضعنا ٬ وأحيانا نسير فى طريق مسدود! ٬ وأحيانا نضرب عن يمين وشمال وكأن بيننا وبين الصراط المستقيم خصومة..!! فى عالم يبحث عن الحرية نصور الإسلام دين استبداد ٬ وفى عالم يحترم التجربة ويتبع البرهان نصور الدين غيبيات مستوردة من عالم الجن ٬ وتهاويل مبتوتة الصلة بعالم الشهادة ٬ وفى عالم تقارب فيه المتباعدون ليحققوا هدفا مشتركا. فلا بأس أن يتناسوا أمورا ليست ذات بال ٬ فى هذا الوقت ترى ناسا من الدعاة يجترون أفكارا بشرية باعدت بين المسلمين من ألف عام ٬ ليشقوا بها الصف ويمزقوا بها الشمل!! إن الثقافة الإسلامية المعروضة تحتاج إلى تنقية شاملة ٬ وإن الدعاة العاملين فى الميدان التقليدى يجب أن يغربلوا لنعدم السقط ٬ وننفى الغلط. ❝ ⏤محمد الغزالى السقا
❞ أحيانا نتحرك فى موضعنا ٬ وأحيانا نسير فى طريق مسدود! ٬ وأحيانا نضرب عن يمين وشمال وكأن بيننا وبين الصراط المستقيم خصومة.!! فى عالم يبحث عن الحرية نصور الإسلام دين استبداد ٬ وفى عالم يحترم التجربة ويتبع البرهان نصور الدين غيبيات مستوردة من عالم الجن ٬ وتهاويل مبتوتة الصلة بعالم الشهادة ٬ وفى عالم تقارب فيه المتباعدون ليحققوا هدفا مشتركا. فلا بأس أن يتناسوا أمورا ليست ذات بال ٬ فى هذا الوقت ترى ناسا من الدعاة يجترون أفكارا بشرية باعدت بين المسلمين من ألف عام ٬ ليشقوا بها الصف ويمزقوا بها الشمل!! إن الثقافة الإسلامية المعروضة تحتاج إلى تنقية شاملة ٬ وإن الدعاة العاملين فى الميدان التقليدى يجب أن يغربلوا لنعدم السقط ٬ وننفى الغلط. ❝
❞ يحتوي كتاب ثلاث حكايات عن الغضب على ثلاث قصص قصيرة، تختلف في الأحداث ولكنها تتفق في مبدأ واحد؛ القصة الأولى: تتحدث عن عامل في المقهى اسمه (فلفل)، عامل بسيط جداً، يرى الأستاذ نجيب محفوظ يجلس في المقهى كل يوم، يحتسي قهوته، ويمر من أمامه مُلمع الأحذية، والذي يدعي أنه يقرأ الطالع، فابتسم للأستاذ وبشره بأن غداً سيأتي ذلك الجيل الثائر الذي لطالما انتظرته،
كل ذلك أمام عيني (فلفل) والذي يتمنى أن يُصبح يوماً ما من زمرة الكُتاب الذين يُجالسون الأستاذ على المقهى، ويطمح لتأليف رواية ليعرضها على الأستاذ، ليعرف رأيه فيها. وفي يوم ما يجيء إليه شاب جامعي يحاول الفرار من عناصر الشرطة، فيأوي إلى المقهى، فيؤويه (فلفل) من الشرطة، وأثناء حديثهما، يجدان مطبعة تُخرج عدة صور، مكتوب عليها “شهداء” وبأسفل كل صورة العام الذي سيموتون فيه، فيجد الشاب الهارب و(فلفل) صورتهما في إحدى تلك الصور.!
القصة الثانية في كتاب ثلاث حكايات عن الغضب: تتحدث عن والد يحب ابنه (كريم) بشدة، وفي خضم أحداث الثورة وامتلاء الميادين عن آخرها، يحاول الأب أن يُبعد ابنه (كريم) عن كل تلك الأمور خوفاً عليه، في، فيمارسان الروتين اليومي العادي، كلعب التينس ثم العودة إلى المنزل حيث الأم التي تتابع الأخبار، ولا جديد، ولكن يحدث ما لم يكن في الحُسبان، مما يحول ذلك الأب إلى مرحلة من الغضب، ويتجه صوب ميدان التحرير ليثأر لابنه.
القصة الثالثة في كتاب ثلاث حكايات عن الغضب: كانت تلك القصة بمثابة بريق أمل مستبشر بتلك الثورة العظيمة، والتي جاءت تُنادي بالعدالة الاجتماعية، فتحكي القصة عن مثال حيّ لضحايا غياب العدالة الاجتماعية في مصر، وهو الصبي (زيتون) طفل الشارع، والذي وقع في مُشكلة حادة مع البلطجي (مطوه)، فحاول الصبي (زيتون) الفرار منه، وإذ به يتعثر بإحدى الناشطات في الميدان وهي (رضوى)،
والتي تؤمن بالحرية والعدالة الاجتماعية، فترى أن (زيتون) إنسان له الحق في الحياة الكريمة كما لباقي الصبية نفس الحق، فتتكفله إنسانية، وتبدأ مع بعض الناشطين السياسيين مثلها في دورة محو الأمية التي عقدوها في قلب الميدان لتعليم أطفال الشوارع، ليتعلم (زيتون) أول كلمة في حياته،”ارحل”.. ❝ ⏤محمد المنسي قنديل
❞ يحتوي كتاب ثلاث حكايات عن الغضب على ثلاث قصص قصيرة، تختلف في الأحداث ولكنها تتفق في مبدأ واحد؛ القصة الأولى: تتحدث عن عامل في المقهى اسمه (فلفل)، عامل بسيط جداً، يرى الأستاذ نجيب محفوظ يجلس في المقهى كل يوم، يحتسي قهوته، ويمر من أمامه مُلمع الأحذية، والذي يدعي أنه يقرأ الطالع، فابتسم للأستاذ وبشره بأن غداً سيأتي ذلك الجيل الثائر الذي لطالما انتظرته،
كل ذلك أمام عيني (فلفل) والذي يتمنى أن يُصبح يوماً ما من زمرة الكُتاب الذين يُجالسون الأستاذ على المقهى، ويطمح لتأليف رواية ليعرضها على الأستاذ، ليعرف رأيه فيها. وفي يوم ما يجيء إليه شاب جامعي يحاول الفرار من عناصر الشرطة، فيأوي إلى المقهى، فيؤويه (فلفل) من الشرطة، وأثناء حديثهما، يجدان مطبعة تُخرج عدة صور، مكتوب عليها “شهداء” وبأسفل كل صورة العام الذي سيموتون فيه، فيجد الشاب الهارب و(فلفل) صورتهما في إحدى تلك الصور.!
القصة الثانية في كتاب ثلاث حكايات عن الغضب: تتحدث عن والد يحب ابنه (كريم) بشدة، وفي خضم أحداث الثورة وامتلاء الميادين عن آخرها، يحاول الأب أن يُبعد ابنه (كريم) عن كل تلك الأمور خوفاً عليه، في، فيمارسان الروتين اليومي العادي، كلعب التينس ثم العودة إلى المنزل حيث الأم التي تتابع الأخبار، ولا جديد، ولكن يحدث ما لم يكن في الحُسبان، مما يحول ذلك الأب إلى مرحلة من الغضب، ويتجه صوب ميدان التحرير ليثأر لابنه.
القصة الثالثة في كتاب ثلاث حكايات عن الغضب: كانت تلك القصة بمثابة بريق أمل مستبشر بتلك الثورة العظيمة، والتي جاءت تُنادي بالعدالة الاجتماعية، فتحكي القصة عن مثال حيّ لضحايا غياب العدالة الاجتماعية في مصر، وهو الصبي (زيتون) طفل الشارع، والذي وقع في مُشكلة حادة مع البلطجي (مطوه)، فحاول الصبي (زيتون) الفرار منه، وإذ به يتعثر بإحدى الناشطات في الميدان وهي (رضوى)،
والتي تؤمن بالحرية والعدالة الاجتماعية، فترى أن (زيتون) إنسان له الحق في الحياة الكريمة كما لباقي الصبية نفس الحق، فتتكفله إنسانية، وتبدأ مع بعض الناشطين السياسيين مثلها في دورة محو الأمية التي عقدوها في قلب الميدان لتعليم أطفال الشوارع، ليتعلم (زيتون) أول كلمة في حياته،”ارحل”. ❝
❞ فى عالم يبحث عن الحرية نصور الاسلام دين استبداد، وفى عالم يحترم التجربة، ويتبع البرهان نصور الدين غيبيات مستوردة من عالم الجن وتهاويل مبتوتة الصلة بعالم الشهادة وفى عالم تقارب فيه المتباعدون ليحققوا هدفا مشتركا فلابأس ان يتناسوا أمورا ليست ذات بال، فى هذا الوقت ترى ناسا من الدعاة يجتون افكارا بشرية باعدت بين المسلمين من الف عام ليشقوا بها الصف ويمزقوا بها الشمل!!
ان الثقافة الاسلامية المعروضة تحتاج الى تنقية شاملة، وان الدعاة العاملين فى الميدان التقليدى يجب ان يغربلوا لنعدم السقط، وننفى الغلط. ❝ ⏤محمد الغزالى السقا
❞ فى عالم يبحث عن الحرية نصور الاسلام دين استبداد، وفى عالم يحترم التجربة، ويتبع البرهان نصور الدين غيبيات مستوردة من عالم الجن وتهاويل مبتوتة الصلة بعالم الشهادة وفى عالم تقارب فيه المتباعدون ليحققوا هدفا مشتركا فلابأس ان يتناسوا أمورا ليست ذات بال، فى هذا الوقت ترى ناسا من الدعاة يجتون افكارا بشرية باعدت بين المسلمين من الف عام ليشقوا بها الصف ويمزقوا بها الشمل!!
ان الثقافة الاسلامية المعروضة تحتاج الى تنقية شاملة، وان الدعاة العاملين فى الميدان التقليدى يجب ان يغربلوا لنعدم السقط، وننفى الغلط. ❝
❞ الصبر في مجال الدعوة إلى الله أمر من الأهمية بمكان، حيث الحاجة إلى الكثير الكثير من التحمل، والجَلَد، والثبات، والاستمرار، الحاجة إلى الحلم، وسعة الصدر، كما هي الحاجة إلى تحمل الإيذاء مادة ومعنى؛ لذلك جاء قوله تعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم: {فاصبر صبرا جميلا} (المعارج:5). لنا وقفة مع هذه الآية.
الملاحظ في الآية الكريمة أنها وصفت (الصبر) المأمور به بأن يكون {جميلا}، وقد ذكر جمهور المفسرين أن المراد بـ (الصبر الجميل) هنا هو الذي لا جزع فيه، ولا شكوى لغير الله، والصبر على أذى المشركين. ونُقل عن ابن عباس رضي الله عنهما في المراد بـ (الصبر الجميل) في الآية قوله: (لا تشكو إلى أحد غيري). وقال الطبري في بيان المراد: \"اصبر على أذى هؤلاء المشركين لك، ولا يثنيك ما تلقى منهم من المكروه عن تبليغ ما أمرك ربك أن تبلغهم من الرسالة\".
فحاصل المراد فيما ذكره المفسرون في المراد من الآية هو التسلح بالصبر في مواجهة مشاق الدعوة، وعدم الجزع والشكوى، وتسليم الأمر إليه سبحانه.
ونقل الطبري في هذا الصدد عن ابن زيد أن الأمر بـ (الصبر) كان في بداية الدعوة، ثم نُسخ بالآيات الآمرة بقتال المشركين، والحاثة على مجاهدة الكافرين. وقد بيَّن الطبري أن ما ذهب إليه ابن زيد من دعوى النسخ \"قول لا وجه له، وليس ثمة دليل على صحته؛ إذ ليس في أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم في (الصبر الجميل) على أذى المشركين ما يوجب أن يكون ذلك أمراً منه له به بداية أمر الدعوة؛ بل كان ذلك أمراً من الله له به في مراحل الدعوة كافة؛ لأنه لم يزل صلى الله عليه وسلم من لدن بعثه الله إلى أن توفاه في أذى منهم، وهو في كل ذلك صابر على ما يلقى منهم من أذى قبل أن يأذن الله له بحربهم، وبعد إذنه له بذلك\".
والأمر الجدير بلفت الانتباه إليه في هذه الآية، هو وصف (الصبر) بـ (الجميل)، وهو معنى لم يطل المفسرون الوقوف عنده؛ لوضوحه، ذهاباً منهم إلى أنه لا يحتاج إلى شرح وإيضاح. مع أن هذا الوصف يحتاج إلى مزيد تأمل؛ وذلك أن الناظر إلى الحياة نظرة واقعية، يجد أن المشاق تشغل مساحة غير صغيرة منها، وللتغلب على هذه المشاق وتحملها، يحتاج الإنسان فيها إلى الصبر، وترك هذا الميدان يعني ترك مساحة كبيرة دون تغطية، والإسلام يحمل الخير والجمال لهذا الإنسان في كل حالاته، وكل مجالاته؛ ولذا لم يترك هذا الجانب دون أن يزينه بجماله، فكان الصبر الجميل.
و(الصبر الجميل) تجلد وأمل، إنه اطمئنان نفسي وروحي، إنه الموقف الأحسن والأجمل، وبعبارة أوضح نقول: إن عملية تجميل الصبر هذه ليست زخرفة قول، ولكنها حقيقة يمكن الإشارة إلى عناصرها الأولية وفق التالي:
- جعل الله للصبر الجزاء الجزيل، والدرجات العلا، وقد تأكد هذا بالكثير من آيات القرآن الكريم، وبالكثير من أحاديث الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، ونكتفي هنا بقوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} (الزمر:10).
- إن الله تعالى جعل معيَّته للصابرين في آيات عديدة، منها قوله عز وجل: {إن الله مع الصابرين} (البقرة:153)، وقوله سبحانه: {والله مع الصابرين} (الأنفال:66).
- الإيمان بالقدر؛ حيث يطمئن المسلم إلى أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطاه لم يكن ليصيبه، قال تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير} (الحديد:22).
هذه العوامل تجعل (الصبر) متقبلاً ومتحملاً، فالنفس مطمئنة مرتاحة إلى قدر الله، لا ينتابها القلق، ولا يشل حركتها الخوف. ثم هناك الأمل الكبير بثواب الله، كما أن الراحة عظيمة بشعور المؤمن أن الله معه في صبره يرعاه، ويسدد خطاه، وكلها عوامل إن لم تقضِ على مرارة الصبر، فإنها تخففها إلى حد كبير حتى يصبح مقبولاً، وليست مهمة الجمال في هذا الميدان إلا هذه.
وبهذا يظل المسلم في رحاب الخير، كما ورد في الحديث الشريف: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيراً له) رواه مسلم.
[ملحوظة: الفقرات الأخيرة المتعلقة بوصف الصبر بـ (الجميل) مستفادة من كتاب (الظاهرة الجمالية في الإسلام) لمؤلفه صالح أحمد الشامي].
مواد ذات الصله المقالاتالمكتبة
لعلك ترضى
إن ربي على كل شيء حفيظ
وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين
. ❝ ⏤يوسف محمد عبد الله العلابي
❞ الصبر في مجال الدعوة إلى الله أمر من الأهمية بمكان، حيث الحاجة إلى الكثير الكثير من التحمل، والجَلَد، والثبات، والاستمرار، الحاجة إلى الحلم، وسعة الصدر، كما هي الحاجة إلى تحمل الإيذاء مادة ومعنى؛ لذلك جاء قوله تعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿فاصبر صبرا جميلا﴾ (المعارج:5). لنا وقفة مع هذه الآية.
الملاحظ في الآية الكريمة أنها وصفت (الصبر) المأمور به بأن يكون ﴿جميلا﴾، وقد ذكر جمهور المفسرين أن المراد بـ (الصبر الجميل) هنا هو الذي لا جزع فيه، ولا شكوى لغير الله، والصبر على أذى المشركين. ونُقل عن ابن عباس رضي الله عنهما في المراد بـ (الصبر الجميل) في الآية قوله: (لا تشكو إلى أحد غيري). وقال الطبري في بيان المراد: ˝اصبر على أذى هؤلاء المشركين لك، ولا يثنيك ما تلقى منهم من المكروه عن تبليغ ما أمرك ربك أن تبلغهم من الرسالة˝.
فحاصل المراد فيما ذكره المفسرون في المراد من الآية هو التسلح بالصبر في مواجهة مشاق الدعوة، وعدم الجزع والشكوى، وتسليم الأمر إليه سبحانه.
ونقل الطبري في هذا الصدد عن ابن زيد أن الأمر بـ (الصبر) كان في بداية الدعوة، ثم نُسخ بالآيات الآمرة بقتال المشركين، والحاثة على مجاهدة الكافرين. وقد بيَّن الطبري أن ما ذهب إليه ابن زيد من دعوى النسخ ˝قول لا وجه له، وليس ثمة دليل على صحته؛ إذ ليس في أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم في (الصبر الجميل) على أذى المشركين ما يوجب أن يكون ذلك أمراً منه له به بداية أمر الدعوة؛ بل كان ذلك أمراً من الله له به في مراحل الدعوة كافة؛ لأنه لم يزل صلى الله عليه وسلم من لدن بعثه الله إلى أن توفاه في أذى منهم، وهو في كل ذلك صابر على ما يلقى منهم من أذى قبل أن يأذن الله له بحربهم، وبعد إذنه له بذلك˝.
والأمر الجدير بلفت الانتباه إليه في هذه الآية، هو وصف (الصبر) بـ (الجميل)، وهو معنى لم يطل المفسرون الوقوف عنده؛ لوضوحه، ذهاباً منهم إلى أنه لا يحتاج إلى شرح وإيضاح. مع أن هذا الوصف يحتاج إلى مزيد تأمل؛ وذلك أن الناظر إلى الحياة نظرة واقعية، يجد أن المشاق تشغل مساحة غير صغيرة منها، وللتغلب على هذه المشاق وتحملها، يحتاج الإنسان فيها إلى الصبر، وترك هذا الميدان يعني ترك مساحة كبيرة دون تغطية، والإسلام يحمل الخير والجمال لهذا الإنسان في كل حالاته، وكل مجالاته؛ ولذا لم يترك هذا الجانب دون أن يزينه بجماله، فكان الصبر الجميل.
و(الصبر الجميل) تجلد وأمل، إنه اطمئنان نفسي وروحي، إنه الموقف الأحسن والأجمل، وبعبارة أوضح نقول: إن عملية تجميل الصبر هذه ليست زخرفة قول، ولكنها حقيقة يمكن الإشارة إلى عناصرها الأولية وفق التالي:
- جعل الله للصبر الجزاء الجزيل، والدرجات العلا، وقد تأكد هذا بالكثير من آيات القرآن الكريم، وبالكثير من أحاديث الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، ونكتفي هنا بقوله تعالى: ﴿إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾ (الزمر:10).
- إن الله تعالى جعل معيَّته للصابرين في آيات عديدة، منها قوله عز وجل: ﴿إن الله مع الصابرين﴾ (البقرة:153)، وقوله سبحانه: ﴿والله مع الصابرين﴾ (الأنفال:66).
- الإيمان بالقدر؛ حيث يطمئن المسلم إلى أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطاه لم يكن ليصيبه، قال تعالى: ﴿ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير﴾ (الحديد:22).
هذه العوامل تجعل (الصبر) متقبلاً ومتحملاً، فالنفس مطمئنة مرتاحة إلى قدر الله، لا ينتابها القلق، ولا يشل حركتها الخوف. ثم هناك الأمل الكبير بثواب الله، كما أن الراحة عظيمة بشعور المؤمن أن الله معه في صبره يرعاه، ويسدد خطاه، وكلها عوامل إن لم تقضِ على مرارة الصبر، فإنها تخففها إلى حد كبير حتى يصبح مقبولاً، وليست مهمة الجمال في هذا الميدان إلا هذه.
وبهذا يظل المسلم في رحاب الخير، كما ورد في الحديث الشريف: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيراً له) رواه مسلم.
[ملحوظة: الفقرات الأخيرة المتعلقة بوصف الصبر بـ (الجميل) مستفادة من كتاب (الظاهرة الجمالية في الإسلام) لمؤلفه صالح أحمد الشامي].