█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ - دعاة السوربون ذو البلادة العقلية
جعلوا صراعا بين سيدنا موسي وعيسي
رغم أن علاقتهما تكاملية
أيها السادة لابد أن يعلم أن العلاقة بين الأنبياء جميعا علاقة تكاملية وليس هناك صراع أو خلاف بين جميع الأنبياء والمرسلين فرسالتهم واحدة ودعوتهم واحدة وهي دعوة التوحيد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ مَثَلي ومثلَ الأنبياء منْ قَبلي، كَمَثَلِ رجلٍ بنى بَيْتًا، فأحْسَنَهُ وأجْمَلَهُ، إلا مَوْضعَ لَبِنَةٍ من زاوية، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفونَ بِهِ، ويَعْجَبونَ له، ويقُولونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هذه اللَّبِنَة؟!))، قال: ((فأنا اللَّبِنَة، وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ))؛ رواه الشيخان
فمن خلال هذا الحديث يتضح أن هذا البنيان هو بنيان الشريعة الذى يأتي كل نبي وكل رسول فيستكمل منه جزء حتي تكون آخر لبنة هي التي يضعها خاتم الأنبياء والمرسلين
وفيها بيان صريح أن العلاقة بين الأنبياء علاقة تكاملية وليست علاقة صراع أو نزاع أو تضاد
هذا الذي عبر عنه النبي بقوله : الأنبياءُ إخوَةٌ لعَلَّاتٍ: دِينُهم واحِدٌ، وأُمَّهاتُهم شَتَّى، وأنا أوْلى النَّاسِ بعيسى ابنِ مَريمَ...].
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 9634 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
هذه هي الحقيقة التي لا يدركها صاحب العمامة لبلادة عقله فلم يستوعب أن دين الأنبياء واحد وأنهم استكملوا شجرة الشريعة الواحد تلو الآخر حتي موضع آخر اللبنات فهو ما زال يصر علي خلق صراع بين كليم الله موسي وبين سيدنا المسيح وبين خاتم الأنبياء والمرسلين ألا وهو سيدنا رسول الله
وقد عجز عقله عن إدراك عهود الله الثلاثة التي نزلت إلي هؤلاء الرسل العظام .
فالعهد القديم وهو التوراة نزلت علي كليم الله موسي ليحكم بها في بني إسرائيل قال تعالي ( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ)
والعهد الجديد وهو الإنجيل الذي نزل علي سيدنا عيسي المسيح ولم يكن نزوله ناسخا لأحكام التوراة إنما جاء مكملا لها إذ أن عيسي عليه السلام هو آخر أنبياء بني إسرائيل وهذه التوراة نزلت ليحكم بها أنبياء بني إسرائيل فيهم قال تعالي( وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46)
فلابد أن يعلم أن سيدنا عيسي هو آخر أنبياء بني إسرائيل وهم أبناء يعقوب الذين كان أبوهم يعقوب نبيا وأخوهم يوسف نبيا وسيدنا موسي وأخوه هارون أنبياء من بينهم حتي استمر نزول الأنبياء فيهم حتي آخرهم بعثة سيدنا عيسي المسيح آخر الأنبياء في بني إسرائيل.
فهل جاء المسيح ليهدم أحكام التوراة كلا والله إنما جاء مصدقا لما في التوراة واستكملها بالإنجيل بل وبشر ببعثة النبي الخاتم وهو سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم الذي جاء بالعهد الخاتم وهو القرآن الكريم والسنة المطهرة فجاءت هذه الشريعة للناس جميعا كما قال ربنا تبارك وتعالي ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ) هذه الشريعة التي جاءت ناسخة لأحكام العهد القديم والجديد وألزمت البشرية بالعهد الخاتم
هذا الذي عبر عنه النبي بقوله عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: حين أتاه عمر فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها ؟ فقال: أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي رواه أحمد والبيهقي في كتاب شعب الإيمان، وهو حديث حسن وفي رواية: أن النبي صلى الله عليه وسلم غضب حين رأى مع عمر صحيفة فيها شيء من التوراة وقال أفي شك أنت يا ابن الخطاب ألم آت بها بيضاء نقية، لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي
هذه هي حقيقة العلاقة التكاملية بين الأنبياء التي عجزت البلادة العقلية لشيخ العمامة الأزهرية أن يستوعبها وهو لا يزال يصدر للناس أن موسي بن عمران جاء بدين غير دين المسيح رغم أن الإثنين كانوا من أنبياء بني إسرائيل وأن التوراة التي أنزلها ربنا علي موسي ليحكم بها في بني إسرائيل إنما جاء المسيح مصدقا بها ولم يأت هادما أو ناقضا لها إنما مصدقا للتوراة ومستكملا الشريعة بالعهد الجديد بل ومبشرا بنزول العهد الخاتم ببعثة آخر الأنبياء والمرسلين
قال تعالي( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)
لكن الرجل مازال يصر علي جعل خلاف بين موسي وعيسي ومحمد وكأن كل منهم له دين مختلف فموسي يقول عزير بن الله والمسيح يقول أنا الله أو ابن الله ومحمد يقول قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
فاللهم عليك بمن خاض في أمر رسلك وفرق دعوتهم وقال فى الناس بفكر التعددية والأديان السماوية اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر فإنهم لا يعجزونك
انتهي . ❝