█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ مقال يوضح الفلسفة العدمية والوجودية
الفلسفة العدمية والوجودية هما تياران فلسفيان مهمان في التاريخ الفلسفي. يركز كل منهما على مفهوم الوجود والأهمية الفلسفية له، ولكنهما يتعاملان مع هذا المفهوم بشكل مختلف. في هذا المقال، سأوضح الفروق الرئيسية بين الفلسفة العدمية والوجودية.
الفلسفة العدمية:
تركز الفلسفة العدمية على العدم، حيث يعتقد المتبعون لهذا التيار الفلسفي أن الوجود ينبعث من العدم. في هذا السياق، يعتبر العدم شيئا إيجابيا ومثيرا للاهتمام، إذ يمكن أن يكون مصدر إلهام وإبداع. وفي الوقت نفسه، يعتبر المؤيدون للفلسفة العدمية أن الوجود يحمل في طياته الفشل والمأزق، وأن المعنى الحقيقي للحياة يكمن في البحث عن المعنى في وجود العدم.
واحد من أشهر الممثلين للفلسفة العدمية هو الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، فريدريك نيتشه · إيميل سيوران · ماركيز دو ساد · ماكس شترنر · مارتن هايدغر
الذين اعتبروا الوجود البشري مجرد وجود معنوي فارغ ينبعث من العدم، وأن البشر يجب أن يعيشوا بطريقة تجعل الحياة معنوية وإنسانية رغم الفشل والمأزق.
الفلسفة الوجودية:
من ناحية أخرى، تركز الفلسفة الوجودية على المعنى والأهمية الحقيقية للوجود. يرى المتبعون لهذا التيار الفلسفي أن الوجود هو الأساس الذي يحدد كل معنى وقيمة في الحياة. ومن هنا، يعتبر المؤيدون للفلسفة الوجودية أن الحياة تستحق القيمة والاحترام، وأن كل شيء في الحياة يعتبر مهما وجوهريا.
واحد من أشهر الممثلين للفلسفة الوجودية هم جان بول سارتر · سيمون دي باغوار · فريدريك نيتشه · ألبير كامو · إيميل سيوران · فرانز كافكا · فيودور دوستويفسكي، الذي اعتبروا الإنسان مسؤولا عن وضع نفسه في الوجود، وأن الحرية هي جزء لا يتجزأ من الوجود البشري. ويعتبر المؤيدون للفلسفة الوجودية أن الوجود البشري يتضمن العديد من المعاني والقيم، وأن الحياة يجب أن تكون معنوية وتفيض بالقيم والأهداف.
الاختلافات بين الفلسفة العدمية والوجودية:
1- المفهوم الأساسي: تختلف الفلسفة العدمية والوجودية في المفهوم الأساسي الذي يركزان عليه. فالفلسفة العدمية تركز على العدم، فيما تركز الفلسفة الوجودية على الوجود.
2- النظرة إلى الحياة: تختلف الفلسفة العدمية والوجودية في نظرتهما إلى الحياة. فالفلسفة العدمية تعتبر الحياة معنوية وإنسانية، رغم أنها تحمل في طياتها الفشل والمأزق، فيما تعتبر الفلسفة الوجودية أن الحياة تستحق القيمة والاحترام، وأن كل شيء في الحياة يعتبر مهما وجوهريا.
3- الحرية والمسؤولية: تختلف الفلسفة العدمية والوجودية في نظرتهما للحرية والمسؤولية. فالفلسفة العدمية تعتبر أن الحرية هي ما يمكن البشر من الهروب من الواقع والعدم، فيما تعتبر الفلسفة الوجودية أن الحرية هي جزء لا يتجزأ من الوجود البشري وأن الإنسان مسؤول عن وضع نفسه في الوجود.
4- المعنى والقيم: تختلف الفلسفة العدمية والوجودية في نظرتهما للمعنى والقيم. فالفلسفة العدمية تعتبر العدم هو المصدر الرئيسي للمعنى والإبداع، فيما تعتبر الفلسفة الوجودية أن المعنى والقيم ينبعثان من الوجود البشري.
5- الأهمية الفلسفية: تختلف الفلسفة العدمية والوجودية في الأهمية الفلسفية التي يمنحونها للوجود. فالفلسفة العدمية تعتبر الوجود مجرد وجود معنوي فارغ، فيما تعتبر الفلسفة الوجودية أن الوجود هو الأساس الذي يحدد كل معنى وقيمة في الحياة.
باختصار، تركز الفلسفة العدمية على العدم والفشل والمأزق، فيما تركز الفلسفة الوجودية على الوجود والحرية والمسؤولية والمعنى والقيم. على الرغم من أن هذين التيارين الفلسفيين يتعاملان مع نفس المفهوم الأساسي، إلا أنهما يختلفان في الطريقة التي يتعاملان بها مع هذا المفهوم.
تمت كتابة المقال بواسطة ضياء العجمي . ❝
❞ أعمالٌ منزليّة!
أنتِ أيضاً صحابيّة!
تريدين أن تدخلي بيوت أخواتكِ الصحابيات،
كي تشاهدي حياتهنَّ عن قُربٍ!
فلطالما سألتِ نفسكِ: كيف هي أيامهُنَّ؟
أتراهُنَّ يُشبهننا، أيعملن، ويطبخنَ، ويكنسنَ؟
أكانت تدور بينهن وبين أزواجهنَّ تلك الأحاديث التي
تدور في بيوتنا اليوم؟
وها أنتِ على موعد لدخول منزلٍ كان النبيُّ ﷺ يُحبُّه
وكان كثيراً ما يأتيه زائراً، ومتفقداً، ومتحبباً
أنتِ الآن في بيت فاطمة الزهراء سيدة أهل الجنَّة،
فاطمة تشكو إلى زوجها علي بن أبي طالب،
شدة تعبها، وكثرة إرهاقها من عملها في البيت،
هي الآن تخبره كيف جرَّتْ بالرَّحى حتى أثَّرتْ في يدها،
وكيف استقتْ بالقِربة حتى أثَّرتْ في عُنقها،
وكيف كنستْ البيت حتى اغبرَّتْ ثيابها!
فقال لها: لقد جيء لأبيكِ بسبي
فلو ذهبتِ إليه وسألتهِ خادماً!
فذهبتْ فاطمة إلى النبيِّ ﷺ فوجدتْ عنده أُناساً،
فلم تُحدثه بحاجتها أمامهم،
ولكنها أخبرتْ عائشة بسبب مجيئها،
وعادت إلى بيتها،
فلما انتهى النبيُّ ﷺ مما كان فيه،
أخبرته عائشة بتعب فاطمة من عمل البيت،
وطلبها خادماً، فذهبَ إلى بيتها ﷺ،
وكانتْ وزوجها قد أخذا مضجعهما للنوم،
فاستأذن، ثم دخل عليهما وقال ﷺ:
ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟
إذا أتيتما مضجعكما فكبِّرا ثلاثاً وثلاثين،
وسبِّحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين
فهو خير لكما من خادم!
يا صحابيَّة،
هذه سيدة نساء أهل الجنة،
تطحنُ الحبوب بالرحى حتى يُؤثر ذلك في يدها،
وتستقي الماء وتحمله في القِربة حتى تجد أثرها في رقبتها،
وتكنسُ بيتها حتى تتسخ ثيابها من هذا،
فهل انتقص بهذا قدرها عند زوجها، أو أبيها، أو ربها
فلا تستمعي لهذه الأصوات الناعقة التي تريد هدم البيوت،
والتي تُصور عمل المرأة في بيتها كأنه نوع من الرق،
هؤلاء يحاولون باسم الحرية أن يمزقوا الأسرة!
ويحاولون باسم المساواة أن يرموا الأولاد في الشارع!
أين العبودية في أن تعمل المرأة في بيتها؟!
وأين الرق في أن تطبخ لأولادها وزوجها؟!
وأين الامتهان في أن ترعى مصالح أسرتها؟!
لم تكن فاطمة ممتهنة وهي تطحن الحب لتطبخه،
ولم تكن مهانة وهي تحضر الماء لبيتها،
ولم تكن ناقصة في إنسانيتها وهي تكنس وتُنظف،
زوجها كان فقيراً لا يستطيع أن يحضر لها خادماً،
فماذا تفعل؟
أتلقي أولادها في الشارع وترجع إلى بيت أبيها؟
أهذا هو التحرر والشجاعة والمساواة؟
أم هو التخلي، وعدم تحمل المسؤولية، وعدم فهم الحياة؟
وأبوها لم يعطِها خادماً لأنه لو فعل،
فعليه أن يُعطي كل بنات المسلمين مثلها وهو لا يستطيع!
فماذا تفعل؟
تعقُّ أباها وتتهمه بمعاونة زوجها عليها،
أهذه هي الحرية، والتنوير، والأفكار المتقدمة؟
أم هو العقوق، والقسوة، والأنانية!
فلا تجعلي أذنيك مكب نفايات لأفكارهم القذرة!
لقد نظروا في هذه الأمّة فغاظهم
كيف أن بيوت المسلمين للآن قائمة ولم تُهدم،
غاظهم مشهد زوجة صبورة رغم كل شيء،
وغاظهم مشهد أب يكد ويكدح ليواري كرامة أسرته،
غاظتهم بيوت تُقام فيها الصلوات وتجتمع على مائدة الإفطار،
غاظهم الحجاب وعفته،
ولن يهدموا كل هذا إلا حين يُخرجوا المرأة من بيتها،
لأنها عماد الأسرة، ومصدر استقرارها!
يا صحابيّة،
إن قلتِ إن عمل البيت شاق،
فهذا القول نبصمُ لكِ عليه بالأصابع العشرة!
وإن قلتِ إنه مُنهك،
فهذا القول نردده معكِ ولا نشك فيه!
ولكن أليست هذه هي الحياة، ولكل إنسان دوره فيها؟
أليس لكل عملٍ مشقته؟
بربكِ، انظري حولكِ واخبريني أيوجد عمل بلا مشقة؟!
هؤلاء يحفرون في صخر الحياة بحثاً عن رغيف،
حتى تلك الوظائف التي تبدو لكِ سهلة،
فإن فيها مشقة وإن غابتْ عنكِ،
حرس الرئاسة يقفون الساعات الطِوال،
والموظفون في البنوك، والدوائر، والأعمال المكتبية،
أغلبهم يعاني من ˝الديسك˝، وأوجاع العظام والمفاصل
أعملُ الجندي سهل؟
أم عمل الطبيب الذي يستدعونه من عز نومه لحالة طارئة؟
حتى الساسة يقضمُ القلق أطرافهم!
لا راحة في هذا الكوكب يا صحابيّة!
كل إنجاز لا بد معه من تعب،
وكل عملٍ عظيم لا بد أن يصحبه إرهاق!
دعكِ من الناس الآن وانظري في الكون حولكِ،
ألا يبني العصفور عشه قشةً قشةً؟
ألا يسافر النحل المسافات بحثاً عن رحيق؟
ألا يعمل النمل ليل نهار؟
كل مافي الكون يعمل، ويبذلُ جهداً، ويشعرُ بالتعب،
وأنتِ ابنة هذا الكون وهذا الكوكب فاعملي كتب الله أجركِ!
يا صحابيَّة،
لا شيء في أن تحصل المرأة على خادمة،
ونبيل هو الزوج الذي يستطيع إحضار من يساعد زوجته ويفعل،
وليست نهاية الدنيا إن لم تحصل المرأة على خادمة!
ولا نهاية الزواج إن عملت المرأة في بيتها،
هذا واجبها الذي إن قامت به نالتْ الأجر،
تماماً كما هو واجب الزوج العمل خارج البيت،
وتأمين المال، وهو مأجور إن قام بهذا،
فاحتسبي الأجر في كل ما تقومين به،
وغيري نظرتك لنفسكِ!
أنتِ لستِ خادمة حين تقومين برعاية أسرتكِ،
أنتِ سيدة البيت، وصمام أمانه!
أنتِ حافظته من بعد الله، وبدونك يضيع وينحلّ
لا تنظري إلى الجهد المبذول فقط!
ولكن انظري إلى الأثر يهُن عليكِ المسير،
سلال الغسيل الممتلئة تعني ملابس نظيفة لأولادك،
والمجلى الممتلئ بالأواني يعني طعاماً شهياً لأسرتكِ،
الكركبة في البيت تعني أنه مكان آمن للأولاد،
إنهم يشعرون بالحب، ولا يخافون العقوبة، وهم أهم من الأثاث!
إذا أردتِ أن تعرفي عظمة ما تفعلينه،
تخيلي حال البيت لو توقفتِ يوماً عن فعله!
واحتسبي الأجر كما قلتُ لكِ سابقاً
تحسسي الملائكة تكتبُ في صحيفتك كل عمل تقومين به،
تحسسي أجر في كل كبد رطبة صدقة!
كل لقمة يأكلها أولادكِ وزوجكِ لكِ فيها أجر!
كل إفطار في رمضان لكِ أجر الصائمين كلهم!
ألستِ من قام بإطعامهم فلكِ كأجور الجميع؟!
تحسسي في كل ثوب نظيف يرتديه أولادك وزوجك صدقة!
وفي كل حرفٍ تعلمينه لولد أجر!
وفي كل إحسانٍ تعطينه لزوجٍ أجر!
نحن في عبادة دوماً إذا أصلحنا نوايانا،
ورضينا بما قسمه الله تعالى لنا،
مواقف الحياة العادية تصبحُ عبادة إذا خلصت النوايا،
تخيلي الحجاب مثلاً،
إذا ذهبتْ العائلة في نُزهة وكنتِ معهم،
هم في المُباح وأنتِ في العبادة!
وعليه قيسي كل شؤون الحياة! . ❝