❞ هي قادمة من لندن منذ أيام بعد سياحة قصيرة... ذهبت وعلى وجهها براءة وفي خطوتها حياء.. وعادت متنمرة متحفزة تتدلى من شفتيها سيجارة تنفث دخانها متواصلا كمدخنة , وقد وضعت ساقاً على ساق وراحت تحملق في وجهي في صرامة وحدة ..
كنت في عجب من التغير السريع ..
أين ذهبت الأنوثة الفياضة والملامح اللذيذة الهشة مثل غزل البنات التي كانت تتلون بحمرة الخجل لأقل خاطر
أنا أمام شيخ غفر
سألت في توجس لعلي أكتشف السر ..
ترى , كيف رأيت لندن ؟
جاء ردها كطلقات مدفع رشاش
رأيت الجنة .. إنهم هناك يعيشون في الجنة.. حرية .. حرية .. حرية في كل شيء .. البنت هناك تفعل ما تشاء كما تشاء .. تخرج وقتما تريد تعود وقتما تريد .. أو لا تعود .. إذا حلا لها أن لاتعود .. تعانق فتاها أمام الجميع , وتقبله أمام الجميع , وتختلي به ويختلي بها , وتفعل به ويفعل بها كل ما يلذ لهما دون خوف من أن تتلصص عيون الآخرين لتعرف ماذا يجري تحت الملاءة .. العسكري يحرس المنظر الجميل من الفضوليين ويحمي الخلوة بقوة القانون .. الأهل يباركون هذه الحرية الجنسية ولا يدسّون أنفهم فيها ، لا أحد يسأل .. هل هو زوجك .. هل هو خطيبك .. متى نقول مبروك .. كل واحد في حاله .. كل واحد له لذته وخلوته وصاحبته..
هذه هي الحياة .. هذا هو التقدم .. هذه هي الجنة ..
كنت أستمع في دهشة .. وأذكر زيارتي أنا الآخر للندن وكيف أعجبت بها .. ولكن لسبب آخر مختلف تماما .. فقد أعجبني فيها النظام والجدية والعمل والإنتاج والديمقراطية... ولم ألق بالا لظاهرة الهيبيز والتحلل الجنسي.. فقد رأيت فيها في ذلك الوقت مظهرا لتداعي إمبراطورية عظيمة وعرضا من أعراض تصدعها .. ولو أن شباب بريطانيا بدا بهذه الصورة الرخوة المنحلة لما قام لبريطانيا بتاء تحت الشمس , ولما استطاعت أن تقتحم بأساطيلها البحار السبعة .. قصة ميلاد وموت الإمبراطوريات كما تعلمناها من التاريخ.. تبدأ بالعصامية والفقر والصبر والكفاح وتنتهي بالشيخوخة في الترف والإنحلال .. قصة لا يمل التاريخ من تكرارها على أسماعنا .. وأفقت من ذكرياتي وتأملاتي على صوت صاحبتنا يصفعني من جديد..
هيه . متى تتقدمون أيها الرجال .. وتخلعون عنكم ثياب الرجعية والتخلف وتعاملون المرأة كآدمية لها الحق في أن تستمتع .. متى نعيش أحرارا ؟
قلت وأنا مازلت مندهشاً من هذا التحفز في نبراتها
ولكنك على ما اعلم حرة .. أنت حرة .. في إمكانك أن تفعلي ما تشائين .. ليس في رفقتك شرطي وليس في يدك أغلال .. ولست رهن تحقيق أو اعتقال .. وإذا قررت بينك وبين نفسك أن تفوزي بمتعة فأنت تحصلين عليها في غفلة من الجميع وبرغم أنفهم
فصاحت بحدة
ولماذا لا أستمتع علنا أمام الكل ؟ لماذا لا تكون الأحضان والقبلات مثل التموين المشروع نتبادلها دون خوف ؟ لماذا لا تكون الحرية الجنسية في بطاقة تمويننا ؟ مثل السكر والزيت والشاي حقا مقررا لا نقاش فيه ولا عيب ولا حرام ؟
لبثت لحظة أمسك رأسي محملقا في هذه التي عرفتها عذراء مثل فتافيت السكر .. كيف تتكلم في ضراوة مثل الغولة ؟
وأعجب ما في الأمر .. أنها كانت تتكلم في زهو و خيلاء .. وكأنما تحمل إلى العالم بشارة جديدة أو نظرية عميقة أو مذهبا فلسفيا
قلت لها
ولكن هذا مذهب القرود .. وهو امر قديم جدا لا تقدم فيه ولا تقدمية .. فالقرود يتناكحون ويتلاقحون ويتعانقون في الأقفاص ونحن نصفق لهم ونبارك حريتهم ونلقي إليهم بالموز والسوداني.. هذه نظرية لا يحتاج اكتشافها رحلة إلى لندن وإنما تكفي رحلة إلى جبلاية القرود .. لقد كلفت نفسك مشوارا طويلا دون مقتضى
قالت في غيظ ..
سوف تعود إلى كلامك الفارغ
والحقيقة أنني كنت في حيرة من كل هذا الغل الذي جرى به الحوار.. فليس بيننا ثأر قديم على ما أعلم وإن كنت أدعو إلى العفة .. فإني لا أفعل ذلك لحسابي الخاص.. وإنما هي حقيقة وخبرة وممارسة ومعاناة وخلاصة عمر.. أحاول أن أوصل ثمرتها إلى الآخرين.. وأطرح أمامهم رأيا حرا وليس في المسألة تحد
وجاءني صوتها عنيداً مكابراً
على العموم إذا كنت أتفادى الصدام معكم إلى الآن .. وإذا كنت أخضع أحيانا لتقاليدكم البالية أيها الرجال .. فإنما أفعل هذا إشفاقا عليكم لأنكم مساكين.. إشفاقا على الأب والأخ والصديق
أخيرا قالت كلمة حق .. فنحن فعلا مساكين .. ومع مثل هذه العقلية النسائية سنكون جيلا مسكينا من الرجال
وليست جنة أبداً تلك الخلوة التي تجمعنا مع مثل هذه العينة من النساء ولو كانت في هايدبارك في لندن تحت أشجار الزيزفون يفعل كل منا بالآخر ما يلذ له ..
فهؤلاء لسن نساء .. إنما غيلان
ونظرت إلى وجهها المتنمر ورحت أبحث عن فتافيت السكر التي كانت تلمس شغاف القلب .. فوجدت وجها تبخرت منه الأنثى وبقي شيء متصلب لا يصلح لأن يكون وجها لأنثى ولا وجها لرجل .. ولا حتى سحنة لشيخ الغفر!
من كتاب / الروح والجسد
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ هي قادمة من لندن منذ أيام بعد سياحة قصيرة.. ذهبت وعلى وجهها براءة وفي خطوتها حياء. وعادت متنمرة متحفزة تتدلى من شفتيها سيجارة تنفث دخانها متواصلا كمدخنة , وقد وضعت ساقاً على ساق وراحت تحملق في وجهي في صرامة وحدة .
كنت في عجب من التغير السريع .
أين ذهبت الأنوثة الفياضة والملامح اللذيذة الهشة مثل غزل البنات التي كانت تتلون بحمرة الخجل لأقل خاطر
أنا أمام شيخ غفر
سألت في توجس لعلي أكتشف السر .
ترى , كيف رأيت لندن ؟
جاء ردها كطلقات مدفع رشاش
رأيت الجنة . إنهم هناك يعيشون في الجنة. حرية . حرية . حرية في كل شيء . البنت هناك تفعل ما تشاء كما تشاء . تخرج وقتما تريد تعود وقتما تريد . أو لا تعود . إذا حلا لها أن لاتعود . تعانق فتاها أمام الجميع , وتقبله أمام الجميع , وتختلي به ويختلي بها , وتفعل به ويفعل بها كل ما يلذ لهما دون خوف من أن تتلصص عيون الآخرين لتعرف ماذا يجري تحت الملاءة . العسكري يحرس المنظر الجميل من الفضوليين ويحمي الخلوة بقوة القانون . الأهل يباركون هذه الحرية الجنسية ولا يدسّون أنفهم فيها ، لا أحد يسأل . هل هو زوجك . هل هو خطيبك . متى نقول مبروك . كل واحد في حاله . كل واحد له لذته وخلوته وصاحبته.
هذه هي الحياة . هذا هو التقدم . هذه هي الجنة .
كنت أستمع في دهشة . وأذكر زيارتي أنا الآخر للندن وكيف أعجبت بها . ولكن لسبب آخر مختلف تماما . فقد أعجبني فيها النظام والجدية والعمل والإنتاج والديمقراطية.. ولم ألق بالا لظاهرة الهيبيز والتحلل الجنسي. فقد رأيت فيها في ذلك الوقت مظهرا لتداعي إمبراطورية عظيمة وعرضا من أعراض تصدعها . ولو أن شباب بريطانيا بدا بهذه الصورة الرخوة المنحلة لما قام لبريطانيا بتاء تحت الشمس , ولما استطاعت أن تقتحم بأساطيلها البحار السبعة . قصة ميلاد وموت الإمبراطوريات كما تعلمناها من التاريخ. تبدأ بالعصامية والفقر والصبر والكفاح وتنتهي بالشيخوخة في الترف والإنحلال . قصة لا يمل التاريخ من تكرارها على أسماعنا . وأفقت من ذكرياتي وتأملاتي على صوت صاحبتنا يصفعني من جديد.
هيه . متى تتقدمون أيها الرجال . وتخلعون عنكم ثياب الرجعية والتخلف وتعاملون المرأة كآدمية لها الحق في أن تستمتع . متى نعيش أحرارا ؟
قلت وأنا مازلت مندهشاً من هذا التحفز في نبراتها
ولكنك على ما اعلم حرة . أنت حرة . في إمكانك أن تفعلي ما تشائين . ليس في رفقتك شرطي وليس في يدك أغلال . ولست رهن تحقيق أو اعتقال . وإذا قررت بينك وبين نفسك أن تفوزي بمتعة فأنت تحصلين عليها في غفلة من الجميع وبرغم أنفهم
فصاحت بحدة
ولماذا لا أستمتع علنا أمام الكل ؟ لماذا لا تكون الأحضان والقبلات مثل التموين المشروع نتبادلها دون خوف ؟ لماذا لا تكون الحرية الجنسية في بطاقة تمويننا ؟ مثل السكر والزيت والشاي حقا مقررا لا نقاش فيه ولا عيب ولا حرام ؟
لبثت لحظة أمسك رأسي محملقا في هذه التي عرفتها عذراء مثل فتافيت السكر . كيف تتكلم في ضراوة مثل الغولة ؟
وأعجب ما في الأمر . أنها كانت تتكلم في زهو و خيلاء . وكأنما تحمل إلى العالم بشارة جديدة أو نظرية عميقة أو مذهبا فلسفيا
قلت لها
ولكن هذا مذهب القرود . وهو امر قديم جدا لا تقدم فيه ولا تقدمية . فالقرود يتناكحون ويتلاقحون ويتعانقون في الأقفاص ونحن نصفق لهم ونبارك حريتهم ونلقي إليهم بالموز والسوداني. هذه نظرية لا يحتاج اكتشافها رحلة إلى لندن وإنما تكفي رحلة إلى جبلاية القرود . لقد كلفت نفسك مشوارا طويلا دون مقتضى
قالت في غيظ .
سوف تعود إلى كلامك الفارغ
والحقيقة أنني كنت في حيرة من كل هذا الغل الذي جرى به الحوار. فليس بيننا ثأر قديم على ما أعلم وإن كنت أدعو إلى العفة . فإني لا أفعل ذلك لحسابي الخاص. وإنما هي حقيقة وخبرة وممارسة ومعاناة وخلاصة عمر. أحاول أن أوصل ثمرتها إلى الآخرين. وأطرح أمامهم رأيا حرا وليس في المسألة تحد
وجاءني صوتها عنيداً مكابراً
على العموم إذا كنت أتفادى الصدام معكم إلى الآن . وإذا كنت أخضع أحيانا لتقاليدكم البالية أيها الرجال . فإنما أفعل هذا إشفاقا عليكم لأنكم مساكين. إشفاقا على الأب والأخ والصديق
أخيرا قالت كلمة حق . فنحن فعلا مساكين . ومع مثل هذه العقلية النسائية سنكون جيلا مسكينا من الرجال
وليست جنة أبداً تلك الخلوة التي تجمعنا مع مثل هذه العينة من النساء ولو كانت في هايدبارك في لندن تحت أشجار الزيزفون يفعل كل منا بالآخر ما يلذ له .
فهؤلاء لسن نساء . إنما غيلان
ونظرت إلى وجهها المتنمر ورحت أبحث عن فتافيت السكر التي كانت تلمس شغاف القلب . فوجدت وجها تبخرت منه الأنثى وبقي شيء متصلب لا يصلح لأن يكون وجها لأنثى ولا وجها لرجل . ولا حتى سحنة لشيخ الغفر!
من كتاب / الروح والجسد
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ \"لا للتنمر\"
دائمًا أُفكر لماذا يتنمرون على غيرهم ؟ لماذا يحدث معهم ذلك ؟ علمت أن من يتنمر على غيره فهو إنسان مريض ذو شخصية جاهله ، لقد خلقنا ٱلله فى أحسن صورة ؛ فلماذا تجرحون غيركم بالكلام السئ ؟ فهل تعلمون مدى تأثير كلامكم عليهم ؟! نعم ؛ فهذا الكلام يزعجهم كثيرًا ، يسئ من حالتهم النفسية ، هذا الكلام لا داعى له ، ألا تعرفون مدى تأثير الكلمة الحسنة ، ألا تعرفون شيء عن جبر الخواطر ؛ حتى وإن لم تريدوا قول الكلمة الحسنة فى وجوههم ؛ فلا تجعلون أنفسكم سبب فى حُزنهم ، إحترسوا يا رفاق ..! فكسر الخاطر ليس كعظام تجبر بالجبيرة ؛ لكى تعود كما كانت ، فمهما حدث لا يلائم جرح القلب ، والخاطر ؛ فهذا شيء ليس بهين ،كن من أصحاب القلوب الكبيرة الذين يكونوا سبب فى سعادة غيرهم ، كن مُعارض للتنمر ، كن مع الحق ، لا أحد يختار شكله ، عائلته ، حالته الإجتماعية ، الخ.. وغير ذلك كثيرًا ، كن منصفًا واقفًا مع الضعيف ، لا تقف مع المتنمرين ، كن مع الذى لا ثقة له فى نفسهِ ، إجعله يثق فى نفسهِ ويتحدى الجميع من أجل ذاته ، إجعل ذاتك مكان ذلك الشخص ، إجعل نفسك إنسان ذا لين ، ويسر ، وساعد غيرك ، مد يد العون للضعيف ؛ فلا أحد يحتمل العيش مع التنمر ، فلا للتنمر يا رفاق .
گ/إنجى محمد \"بنت الأزهر\". ❝ ⏤گ/انجى محمد \"أنجين\"
❞ لا للتنمر˝
دائمًا أُفكر لماذا يتنمرون على غيرهم ؟ لماذا يحدث معهم ذلك ؟ علمت أن من يتنمر على غيره فهو إنسان مريض ذو شخصية جاهله ، لقد خلقنا ٱلله فى أحسن صورة ؛ فلماذا تجرحون غيركم بالكلام السئ ؟ فهل تعلمون مدى تأثير كلامكم عليهم ؟! نعم ؛ فهذا الكلام يزعجهم كثيرًا ، يسئ من حالتهم النفسية ، هذا الكلام لا داعى له ، ألا تعرفون مدى تأثير الكلمة الحسنة ، ألا تعرفون شيء عن جبر الخواطر ؛ حتى وإن لم تريدوا قول الكلمة الحسنة فى وجوههم ؛ فلا تجعلون أنفسكم سبب فى حُزنهم ، إحترسوا يا رفاق .! فكسر الخاطر ليس كعظام تجبر بالجبيرة ؛ لكى تعود كما كانت ، فمهما حدث لا يلائم جرح القلب ، والخاطر ؛ فهذا شيء ليس بهين ،كن من أصحاب القلوب الكبيرة الذين يكونوا سبب فى سعادة غيرهم ، كن مُعارض للتنمر ، كن مع الحق ، لا أحد يختار شكله ، عائلته ، حالته الإجتماعية ، الخ. وغير ذلك كثيرًا ، كن منصفًا واقفًا مع الضعيف ، لا تقف مع المتنمرين ، كن مع الذى لا ثقة له فى نفسهِ ، إجعله يثق فى نفسهِ ويتحدى الجميع من أجل ذاته ، إجعل ذاتك مكان ذلك الشخص ، إجعل نفسك إنسان ذا لين ، ويسر ، وساعد غيرك ، مد يد العون للضعيف ؛ فلا أحد يحتمل العيش مع التنمر ، فلا للتنمر يا رفاق .
❞ * زرع الصفات الحسنة\"
لا تستقيم مرحلة التعلم دون تحديد صفات معينة يجب غرسها في الطفل وأولها صد التنمر، علمه أن المتنمر ضعيف ويحاول اكتساب القوة عن طريق إيذاء الآخرين، وأن أفضل طريقة للرد عليه هي تجاهله، وكن دائمًا ملجأه الذي يثق به عندما تظهر عليه علامات القلق والتوتر والرغبة في الانسحاب من التجمعات والخوف من مواجهة الناس.. ❝ ⏤خلود الخليفة
❞
زرع الصفات الحسنة˝
لا تستقيم مرحلة التعلم دون تحديد صفات معينة يجب غرسها في الطفل وأولها صد التنمر، علمه أن المتنمر ضعيف ويحاول اكتساب القوة عن طريق إيذاء الآخرين، وأن أفضل طريقة للرد عليه هي تجاهله، وكن دائمًا ملجأه الذي يثق به عندما تظهر عليه علامات القلق والتوتر والرغبة في الانسحاب من التجمعات والخوف من مواجهة الناس. ❝
❞ ساند أي شخص تعرض للتنمر في المدرسة أو العمل. ذكر نفسك والآخرين بالقوة التي يمكن أن تكون عليها الكلمات. وعندما تتحدث مع الآخرين، اختر كلماتك بعناية.. ❝ ⏤ديمى لوفاتو
❞ ساند أي شخص تعرض للتنمر في المدرسة أو العمل. ذكر نفسك والآخرين بالقوة التي يمكن أن تكون عليها الكلمات. وعندما تتحدث مع الآخرين، اختر كلماتك بعناية. ❝