█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ - ألم يمر عليكِ اعترافها؟ ˝نعم كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني، وكان له وجه طفل وجسد عجوز، عينان من عسل، وغمازة طفل، لم يكن فيه من الخارج ما يشبه صورة البطل التقليدية، والأبطال الحقيقيون يشبهون الرجال العاديين رقة وحزنًا˝..
- ما زلتَ تدافع عنها رغم تهاوي أدلتك!.. أخبرني ما الذي جعلك تتعلق بتلك القصة التي تراها مثالية وتحتذى؟
- نظرتُ في عمق عينيها..يا ليت لي امرأة تحبني كما أحبت غادة السمان غسان كنفاني!.. هذه أمنية مكتومة يا عنيزة في نفوس كثير من الرجال الذين يعادون غادة السمان، ويقفون ضدها ويشوهونها ويجرمونها، وفي نفوس نساء كثيرات يكاد خوفهن يأكلهنّ ويحولهنّ إلى مسوخٍ.
- لم تستطع أن تمنع ضحكها، ساخرة ًمني، وماذا بعد يا سفير ذكورية الرجال وحامل لواء أمانيهم؟
- متجاوزاً سخريتها اللاذعة..لقد تمنيتُ كثيرًا أن تكتبَ عني المرأة التي أحبها كما كتبت وتكتب غادة السمان عن غسان كنفاني.. كم أتمنى أن تبادر تلك المرأة وأن تنشر رسائلي لها، تلك الرسائل التي اشتهيتها فيها، وأخبرتها عن أحلامي بها.. ماذا فعلنا في تلك الليالي المجنونة، لنفعل ما لم نستطع فعله على أرض الواقع.
- حاولت أن تخفي معالم ثورتها قائلةً: ألا تتفضل بقراءة تلك الرسالة التي أوردتها غادة في كتاب الرسائل؟ . ❝
❞ الحياة ترزق الناس العاديين أولادا، فيما ننجب نحن الأدباء كتبا. قدرنا ان ننفي حياتنا في الأدب، رغم قلة الممتنين لنا على هذا التفاني. قدرنا ان نموت في صفحات كتبنا، وغالبنا ما تقتلنا كتبنا نفسها . ❝
❞ لو درسنا شخصية كل من الناجحين العظام لوجدناها غريبة الأطوار. فهي لا تأخذ قالباً معيناً فتظل فيه زماً طويلاً. كل يوم هي في شأن. وهنا يظهر امتياز الناجح العظيم عن الرجل العادي. فالرجل العادي له شخصية متحجرة لا تتغير ولا تتبدل إلا نادراً. فأنت تستطيع أن تعرفه بسيماه في كل حين. أما الرجل العظيم فتراه جياشاً لا يقر له قرار، فتارة تجده بارداً غير مكترث وتارة تجده جباراً وثاباً يضرب الضربة فلا يثنيها. وهو حكيم أحياناً خرافي أحياناً أخرى، عاقل مرة مجنون مرة. مؤمن في بعض أوقاته، مشكك في أوقاته الباقية.. إن شخصية العظيم في الواقع شاذة. ومن المخجل أن نرى العاديين من الناس يريدون تقليد العظيم ويحاولون أن يكونوا مثله، وشتان ما بين الثرى والثريا. إن العظمة مزيج غريب بين مواهب الشعور واللاشعور. فالعظيم يسعى ويكد، ويدقق ويحقق، حتى إذا دنت ساعة الحسم يضرب ضربته القاصمة التي لا تخضع لتدقيق ولا تحقيق . ❝
❞ ˝اعترف ميلر: «في الوقت الحالي، هذه هي الحقيقة بعينها. فقدنا أثر الرجل الذي نشتبه به، ولكننا نأمل أن نمسك به مرة أخرى عاجلًا. إننا نريد الوصول إليه هو ومن معه في أقرب وقت. من المحتمل أن تكون عصابة صغيرة جدًّا ولكنهم ثعالب ماكرة؛ إنهم يتمتعون بذكاءٍ كبيرٍ مما يُبقيهم طلقاء. وسيستغرق الإمساك بهم وقتًا؛ فهم لديهم شخص يُدير هذا الأمر بقدرٍ كبير من الدهاء أكثر من المحتالين العاديين.»˝ . ❝