❞ يقول أحدُهم في مقولةٍ مؤثرةٍ..
ما زلتُ أكتبُ، أنا ذلك العجوزُ الذي بلغَ السبعينَ من العمرِ، وما زلتُ أكتبُ عنكِ وعن شَبابي، عن كيفَ كنتُ شابًا أحبُّ فتاةً حبَّ الجنونِ ها أنا كنتُ في الشبابِ الشاب الذي يموتُ على حبِّكِ والآنَ ذاكَ العجوزُ الذي سوفَ يموتُ وهوَ يعيشُ على حبِّكِ ويرجو أنْ تضيءَ حياتَهُ بليلةً من لياليكِ لأكتبَ عنكِ الكثيرَ فقد كنتِ ولا زلتِ طفلةَ قلبي التي روحي تميلُ إليكِ. أنا ذلكَ العجوزُ الذي لا حيلةَ لهُ ولكني أتمنى لو نظرتِ بنظرةٍ تغمرني الحياةُ بها وتغرقني في بحر حبِّكِ وأقول للذينَ كانوا يوسوسونَ لي بأنني ضيعتُ حياتي على ذكرى وتلكَ الذكرى لم تأتِ كنتُ أعيشُ على ذكرياتٍ ونظراتٍ وسوفَ أموتُ على نظرةٍ من تلكَ النظراتِ التي كتبتُ عنها الأساطيرَ والدواوين والآنَ ها أنا أموتُ شوقًا لنظرةٍ من عينيكِ فقد كانَ قلبي لها محتاجًا وروحي لها تحتاجُ هل أتيتِ لترحميني أم لكي أموتَ واتوقف عن الكتابه عنكِ
في كلتا الحالتينِ أنا في حاجةٍ إلى تلكَ النظرةِ قُفِلَت المقولةُ وقُفِلَت كلُّ الذكرياتِ التي فيها أَيُعقَلُ أنَّ الشابَّ الذي كانَ مثلَ الزهرةِ أصبحَ عجوزًا، ولا يزالُ يكتبُ عن حبِّهِ ومن المعقولِ أنَّ التي أحبَّها جاءتْ لترحمهُ وتنظرُ إليهِ تلكَ النظرةَ التي كتبَ عنها السنينَ
بقلم الكاتبه /أسماء محمود دياب شاعرة الصعيد♥️🦋. ❝ ⏤أسماء محمود دياب
❞ يقول أحدُهم في مقولةٍ مؤثرةٍ.
ما زلتُ أكتبُ، أنا ذلك العجوزُ الذي بلغَ السبعينَ من العمرِ، وما زلتُ أكتبُ عنكِ وعن شَبابي، عن كيفَ كنتُ شابًا أحبُّ فتاةً حبَّ الجنونِ ها أنا كنتُ في الشبابِ الشاب الذي يموتُ على حبِّكِ والآنَ ذاكَ العجوزُ الذي سوفَ يموتُ وهوَ يعيشُ على حبِّكِ ويرجو أنْ تضيءَ حياتَهُ بليلةً من لياليكِ لأكتبَ عنكِ الكثيرَ فقد كنتِ ولا زلتِ طفلةَ قلبي التي روحي تميلُ إليكِ. أنا ذلكَ العجوزُ الذي لا حيلةَ لهُ ولكني أتمنى لو نظرتِ بنظرةٍ تغمرني الحياةُ بها وتغرقني في بحر حبِّكِ وأقول للذينَ كانوا يوسوسونَ لي بأنني ضيعتُ حياتي على ذكرى وتلكَ الذكرى لم تأتِ كنتُ أعيشُ على ذكرياتٍ ونظراتٍ وسوفَ أموتُ على نظرةٍ من تلكَ النظراتِ التي كتبتُ عنها الأساطيرَ والدواوين والآنَ ها أنا أموتُ شوقًا لنظرةٍ من عينيكِ فقد كانَ قلبي لها محتاجًا وروحي لها تحتاجُ هل أتيتِ لترحميني أم لكي أموتَ واتوقف عن الكتابه عنكِ
في كلتا الحالتينِ أنا في حاجةٍ إلى تلكَ النظرةِ قُفِلَت المقولةُ وقُفِلَت كلُّ الذكرياتِ التي فيها أَيُعقَلُ أنَّ الشابَّ الذي كانَ مثلَ الزهرةِ أصبحَ عجوزًا، ولا يزالُ يكتبُ عن حبِّهِ ومن المعقولِ أنَّ التي أحبَّها جاءتْ لترحمهُ وتنظرُ إليهِ تلكَ النظرةَ التي كتبَ عنها السنينَ
بقلم الكاتبه /أسماء محمود دياب شاعرة الصعيد♥️🦋. ❝
❞ ولما أفضت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز، أتته الوفود، فإذا فيهم وفد الحجاز، فنظر إلى صبي صغير السن، وقد أراد أن يتكلم فقال: ليتكلم من هو أسن منك، فإنه أحق بالكلام منك، فقال الصبي: يا أمير المؤمنين لو كان القول كما تقول لكان في مجلسك هذا من هو أحق به منك، قال: صدقت، فتكلم، فقال: يا أمير المؤمنين: إنا قدمنا عليك من بلد تحمد الله الذي منّ علينا بك، ما قدمنا عليك رغبة منا ولا رهبة منك، أما عدم الرغبة، فقد أمنا بك في منازلنا، وأما عدم الرهبة، فقد أمنا جورك بعدلك، فنحن وفد الشكر والسلام. فقال له عمر رضي الله عنه:
عظني يا غلام. فقال: يا أمير المؤمنين إن أناسا غرّهم حلم الله وثناء الناس عليهم، فلا تكن ممن يغره حلم الله وثناء الناس عليه، فتزل قدمك وتكون من الذين قال الله فيهم وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ 21
«2» . فنظر عمر في سن الغلام فإذا له اثنتا عشرة سنة، فأنشدهم عمر رضي الله تعالى عنه:
تعلّم فليس المرء يولد عالما ... وليس أخو علم كمن هو جاهل
فإنّ كبير القوم لا علم عنده ... صغير إذا التفّت عليه المحافل. ❝ ⏤شهاب الدين محمد الأبشيهي
❞ ولما أفضت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز، أتته الوفود، فإذا فيهم وفد الحجاز، فنظر إلى صبي صغير السن، وقد أراد أن يتكلم فقال: ليتكلم من هو أسن منك، فإنه أحق بالكلام منك، فقال الصبي: يا أمير المؤمنين لو كان القول كما تقول لكان في مجلسك هذا من هو أحق به منك، قال: صدقت، فتكلم، فقال: يا أمير المؤمنين: إنا قدمنا عليك من بلد تحمد الله الذي منّ علينا بك، ما قدمنا عليك رغبة منا ولا رهبة منك، أما عدم الرغبة، فقد أمنا بك في منازلنا، وأما عدم الرهبة، فقد أمنا جورك بعدلك، فنحن وفد الشكر والسلام. فقال له عمر رضي الله عنه:
عظني يا غلام. فقال: يا أمير المؤمنين إن أناسا غرّهم حلم الله وثناء الناس عليهم، فلا تكن ممن يغره حلم الله وثناء الناس عليه، فتزل قدمك وتكون من الذين قال الله فيهم وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ 21
«2» . فنظر عمر في سن الغلام فإذا له اثنتا عشرة سنة، فأنشدهم عمر رضي الله تعالى عنه:
تعلّم فليس المرء يولد عالما .. وليس أخو علم كمن هو جاهل
فإنّ كبير القوم لا علم عنده .. صغير إذا التفّت عليه المحافل. ❝
❞ \"طفولتي\"
عندما يُداعبنا الحنين إلى الماضي البعيد، حيث طفولة بريئة وأيام سعيدة، ندرك أن هناك أيامًا لن تعود، وسنين قد مضت، وأيامًا لن تأتي، نتذكر تلك السنين، ونشعر برغبة قوية في العودة إليها، إلى زمن بلا قيود أو هموم، حيث عشنا على براءة الأطفال في زمن مضى. والآن، أصبحنا كومة من الهموم والأوهام الزائفة، نعيش حياة واحدة، متفرقين في الظروف، ضائعين، لا نعرف أين ذلك الحنين، مع مرور العمر، تكبر أحلامي وتتغير؛ فأحلام الطفولة، بعضُها تحقق، والبعض الآخر صرفت النظر عنه، أتمنى أن تعود تلك الأيام، فقد كانت أحلامي وأهدافي بسيطة جدًا، أحداث الطفولة راسخة في ذاكرتي، لا يمكنني أن أنساها أو أنكر مدى جمالها، وعندما أريد أن أهرب من إزعاج العالم ومشاكله، أجد ملاذي في تلك اللحظات المميزة التي حدثت في الطفولة، وأتذكر أيضًا الأشخاص الذين كانوا موجودين في تلك الفترة، ذكريات الطفولة هي كل الصور التي تحتفظ بها أعيننا، عميقة في رغباتنا، لا يمكننا إنكار أو إخفاء الحب في قلوبنا، لم نكن نعرف حينها أن فترة الطفولة هي فترة جميلة ولن يتكرر مثلها مرة ثانية في حياتنا، رحلت طفولتنا، وتركت لنا ذكريات لن ننساها أبدًا.
ڪ/ أسماء حميدة
تيم/ رسائل النجمة إلى نسر السماء. ❝ ⏤Nada Elatfe
❞ ˝طفولتي˝
عندما يُداعبنا الحنين إلى الماضي البعيد، حيث طفولة بريئة وأيام سعيدة، ندرك أن هناك أيامًا لن تعود، وسنين قد مضت، وأيامًا لن تأتي، نتذكر تلك السنين، ونشعر برغبة قوية في العودة إليها، إلى زمن بلا قيود أو هموم، حيث عشنا على براءة الأطفال في زمن مضى. والآن، أصبحنا كومة من الهموم والأوهام الزائفة، نعيش حياة واحدة، متفرقين في الظروف، ضائعين، لا نعرف أين ذلك الحنين، مع مرور العمر، تكبر أحلامي وتتغير؛ فأحلام الطفولة، بعضُها تحقق، والبعض الآخر صرفت النظر عنه، أتمنى أن تعود تلك الأيام، فقد كانت أحلامي وأهدافي بسيطة جدًا، أحداث الطفولة راسخة في ذاكرتي، لا يمكنني أن أنساها أو أنكر مدى جمالها، وعندما أريد أن أهرب من إزعاج العالم ومشاكله، أجد ملاذي في تلك اللحظات المميزة التي حدثت في الطفولة، وأتذكر أيضًا الأشخاص الذين كانوا موجودين في تلك الفترة، ذكريات الطفولة هي كل الصور التي تحتفظ بها أعيننا، عميقة في رغباتنا، لا يمكننا إنكار أو إخفاء الحب في قلوبنا، لم نكن نعرف حينها أن فترة الطفولة هي فترة جميلة ولن يتكرر مثلها مرة ثانية في حياتنا، رحلت طفولتنا، وتركت لنا ذكريات لن ننساها أبدًا.
ڪ/ أسماء حميدة
تيم/ رسائل النجمة إلى نسر السماء. ❝
❞ لو سألني أحدكم .. ما هي علامات الحب ؟؟ و ما شواهده ؟؟
لقلت بلا تردد أن يكون القرب من المحبوبة أشبه بالجلوس في التكييف
في يوم شديد الحرارة
و أشبه باستشعار الدفء في يوم بارد ..لقلت هي الألفة و رفع الكلفة
و أن تجد نفسك في غير حاجة إلى الكذب .. و أن يُرفع الحرج بينكما ، فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئاً آخر لتعجبها .. و أن تصمتا أنتما الإثنان فيحلو الصمت ، و أن
يتكلم أحدكما .. فيحلو الإصغاء .. و أن تكون الحياة معا هى مطلب كل منكما قبل النوم معاً .. و ألا يطفئ الفراش هذه الأشواق و لا يورث الملل و لا الضجر و إنما يورث الراحة و المودة و الصداقة .. و أن تخلو العلاقة من التشنج و العصبية و العناد و الكبرياء الفارغ و الغيرة السخيفة و الشك الأحمق و الرغبة فى التسلط ، فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية و حب النفس و ليست من علامات حب الآخر .. و أن تكون السكينة و الأمان و الطمأنينة هى الحالة النفسية كلما التقيتما . .يس ثمر
و ألا يطول بينكما العتاب و لا يجد أحدكما حاجة إلى اعتذار الآخر عند الخطأ ، و إنما تكون السماحة و العفو و حُسن الفهم هى القاعدة .. و ألا تُشبِع أيكما قبلة أو عناق أو أى مزاولة جنسية و لا تعود لكما راحة إلا فى الحياة معاً و المسيرة معاً و كفاح العمر معاً .
ذلــك هو الحــب حقـاً .
و لو سألتم .. أهو موجود ذلك الحب .. و كيف نعثر عليه ؟ لقلت نعم موجود و لكن نادر .. و هو ثمرة توفيق إلهى و لة اجتهاد شخصى .
و هو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر و نفوس متآلفة متراحمة بالفطرة .
و شرط حدوثه أن تكون النفوس خيِّرة أصلا جميلة أصلا .
و الجمال النفسى و الخير هو المشكاة التى يخرج منها هذا الحب .
و إذا لم تكن النفوس خيرة فإنها لا تستطيع أن تعطى فهى أصلا فقيرة مظلمة ليس عندها ما تعطيه .
و لا يجتمع الحب و الجريمة أبداً إلا فى الأفلام العربية السخيفة المفتعلة .. و ما يسمونه الحب فى تلك الأفلام هو غى حقيقته شهوات و رغبات حيوانية و نفوس مجرمة تتستر بالحب لتصل إلى أغراضها .
أما الحب فهو قرين السلام و الأمان و السكينة و هو ريح من الجنة ، أما الذى نراه فى الأفلام فهو نفث الجحيم .
و إذا لم يكن هذا الحب قد صادفكم و إذا لم يصادفكم منه شئ فى حياتكم فالسبب أنكم لستم خيرين أصلاً فالطيور على أشكالها تقع ، و المجرم يتداعى حوله المجرمون و الخير الفاضل يقع على شاكلته ..
و عدل الله لا يتخلَّف فلا تلوموا النصيب و القدر و الحظ و إنما لوكوا أنفسكم .
و قد يمتحن الله الرجال الأبرار بالنساء الشريرات أو العكس و ذلك باب آخر له حكمته و أسراره .
و قد سلّط الله الجرمين و القتلة على أنبيائه و امتحن بالمرض أيوب و بالفتنة يوسف و بالفراعين الغلاظ موسى و بالزوجات الخائنات نوحاً و لوطاً .
و أسرار الفشل و التوفيق عند الله .. و ليس كل فشل نقمة من الله .
و قد قطع الملك هيرودوس رأس النبى يوحنا المعمدان و قدمها مهراً لِبَغىّ عاهرة .
و لم يكن هذا انتقاصاً من قدر يوحنا عند الله .. و إنما هو البلاء .
فنرجو أن يكون فشلنا و فشلكم هو فشل كريم من هذا النوع من البلاء الذى يمتحن النفوس و يفجر فيها الخير و الحكمة و النور و ليس فشل النفوس المظلمة التى لا حظ لها و لا قدرة على حب أو عطاء .
و نفوسنا قد تخفى أشياء تغيب عنّا نحن أصحابها . و قد لا تنسجم امرأة و رجل لأن نفسيهما مثل الماء و الزيت متنافرتان بالطبيعة ، و لو كانا مثل الماء و السكر لذابا و امتزجا و لو كانا مثل العطر و الزيت لذابا و امتزجا .. و المشكلة أن يصادف الرجل المناسب المرأة المناسبة .
و ذلك هو الحب فى كلمة واحدة : التناســـب .
تناسب النفوس و الطبائع قبل تناسب الأجسام و الأعمار و الثقافات .
و قد يطغى عامل الخير حتى على عامل التناسب فنرى الرسول محمداً عليه الصلاة و السلام يتزوج بمن تكبره بخمسة و عشرين عاماً و يتزوج بمن تصغره بأربعين عاماً فتحبه الاثنتان خديجة و عائشة كل الحب و لا تناسب فى العمر و لا فى الثقافة بينهما ، فهو النبى الذى يوحى إليه و هما من عامة الناس .
و نراه يتزوج باليهودية صفية صبيحة اليوم الذى قتل فيه جيشه زوجها و أباها و أخاها و شباب قومها و زهرة رجالهم واحداً واحداً على النطع فى خيبر .. و يتزوجها بعد هذه المذبحة فنراها تأوى إلى بيته و تسلم له قلبها مشغوفةً مؤمنةً و لم تكد دماء قومها تجف .. فكيف حدث هذا و لا تناسب و إنما أحقاد و أضغان و ثارات ..
إنه الخير و الخلق الأسمى فى نفس الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، هو الذى قهر الظلمة و هو الذى حقق المعجزة دون شروط ..
إنه النور الذى خرج من مشكاة هذا القلب المعجز فصنع السحر و أسر القلوب و طوَّع النفوس حتى مع الفوارق الظاهرة و عدم التناسب و مع الأضغان و الأحقاد و الثارات ..
إنما نتكلم نحن العاديين عن التناسب ..
أما فى مستوى الأنبياء فذلك مستوى الخوارق و المعجزات ..
و ما زالت القلوب الخيّرة و النفوس الكاملة التى لها حظ من هذا المستوى قادرة على بلوغ الحب و تحقيق الإنسجام فى بيوتها برغم الفروق الظاهرة فى السن و الثقافة ..
ذلك أن الحب الذى هو تناسب و انسجام بالنسبة لنا نحن العاديين .. هو فى المستوى الأعلى من البشر نفحة و هِبة إلهية ..
و من ذا الذى يستطيع أن يقيد على الله نفحاته أو يشترط عليه فى هباته ..
و إذا شاء الله أن يرحم أحداً فمن ذا الذى يستطيع أن يمنع رحمته ..
و الحب سر من أعمق أسرار رحمتــه ..
و لا ينتهى فى الحـــب كــلام ..
مقال : (( الحب ماهو ))
كتاب : أناشيد الإثم و البراءة
الدكتور : مصطفي محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ لو سألني أحدكم . ما هي علامات الحب ؟؟ و ما شواهده ؟؟
لقلت بلا تردد أن يكون القرب من المحبوبة أشبه بالجلوس في التكييف
في يوم شديد الحرارة
و أشبه باستشعار الدفء في يوم بارد .لقلت هي الألفة و رفع الكلفة
و أن تجد نفسك في غير حاجة إلى الكذب . و أن يُرفع الحرج بينكما ، فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئاً آخر لتعجبها . و أن تصمتا أنتما الإثنان فيحلو الصمت ، و أن
يتكلم أحدكما . فيحلو الإصغاء . و أن تكون الحياة معا هى مطلب كل منكما قبل النوم معاً . و ألا يطفئ الفراش هذه الأشواق و لا يورث الملل و لا الضجر و إنما يورث الراحة و المودة و الصداقة . و أن تخلو العلاقة من التشنج و العصبية و العناد و الكبرياء الفارغ و الغيرة السخيفة و الشك الأحمق و الرغبة فى التسلط ، فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية و حب النفس و ليست من علامات حب الآخر . و أن تكون السكينة و الأمان و الطمأنينة هى الحالة النفسية كلما التقيتما . .يس ثمر
و ألا يطول بينكما العتاب و لا يجد أحدكما حاجة إلى اعتذار الآخر عند الخطأ ، و إنما تكون السماحة و العفو و حُسن الفهم هى القاعدة . و ألا تُشبِع أيكما قبلة أو عناق أو أى مزاولة جنسية و لا تعود لكما راحة إلا فى الحياة معاً و المسيرة معاً و كفاح العمر معاً .
ذلــك هو الحــب حقـاً .
و لو سألتم . أهو موجود ذلك الحب . و كيف نعثر عليه ؟ لقلت نعم موجود و لكن نادر . و هو ثمرة توفيق إلهى و لة اجتهاد شخصى .
و هو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر و نفوس متآلفة متراحمة بالفطرة .
و شرط حدوثه أن تكون النفوس خيِّرة أصلا جميلة أصلا .
و الجمال النفسى و الخير هو المشكاة التى يخرج منها هذا الحب .
و إذا لم تكن النفوس خيرة فإنها لا تستطيع أن تعطى فهى أصلا فقيرة مظلمة ليس عندها ما تعطيه .
و لا يجتمع الحب و الجريمة أبداً إلا فى الأفلام العربية السخيفة المفتعلة . و ما يسمونه الحب فى تلك الأفلام هو غى حقيقته شهوات و رغبات حيوانية و نفوس مجرمة تتستر بالحب لتصل إلى أغراضها .
أما الحب فهو قرين السلام و الأمان و السكينة و هو ريح من الجنة ، أما الذى نراه فى الأفلام فهو نفث الجحيم .
و إذا لم يكن هذا الحب قد صادفكم و إذا لم يصادفكم منه شئ فى حياتكم فالسبب أنكم لستم خيرين أصلاً فالطيور على أشكالها تقع ، و المجرم يتداعى حوله المجرمون و الخير الفاضل يقع على شاكلته .
و عدل الله لا يتخلَّف فلا تلوموا النصيب و القدر و الحظ و إنما لوكوا أنفسكم .
و قد يمتحن الله الرجال الأبرار بالنساء الشريرات أو العكس و ذلك باب آخر له حكمته و أسراره .
و قد سلّط الله الجرمين و القتلة على أنبيائه و امتحن بالمرض أيوب و بالفتنة يوسف و بالفراعين الغلاظ موسى و بالزوجات الخائنات نوحاً و لوطاً .
و أسرار الفشل و التوفيق عند الله . و ليس كل فشل نقمة من الله .
و قد قطع الملك هيرودوس رأس النبى يوحنا المعمدان و قدمها مهراً لِبَغىّ عاهرة .
و لم يكن هذا انتقاصاً من قدر يوحنا عند الله . و إنما هو البلاء .
فنرجو أن يكون فشلنا و فشلكم هو فشل كريم من هذا النوع من البلاء الذى يمتحن النفوس و يفجر فيها الخير و الحكمة و النور و ليس فشل النفوس المظلمة التى لا حظ لها و لا قدرة على حب أو عطاء .
و نفوسنا قد تخفى أشياء تغيب عنّا نحن أصحابها . و قد لا تنسجم امرأة و رجل لأن نفسيهما مثل الماء و الزيت متنافرتان بالطبيعة ، و لو كانا مثل الماء و السكر لذابا و امتزجا و لو كانا مثل العطر و الزيت لذابا و امتزجا . و المشكلة أن يصادف الرجل المناسب المرأة المناسبة .
و ذلك هو الحب فى كلمة واحدة : التناســـب .
تناسب النفوس و الطبائع قبل تناسب الأجسام و الأعمار و الثقافات .
و قد يطغى عامل الخير حتى على عامل التناسب فنرى الرسول محمداً عليه الصلاة و السلام يتزوج بمن تكبره بخمسة و عشرين عاماً و يتزوج بمن تصغره بأربعين عاماً فتحبه الاثنتان خديجة و عائشة كل الحب و لا تناسب فى العمر و لا فى الثقافة بينهما ، فهو النبى الذى يوحى إليه و هما من عامة الناس .
و نراه يتزوج باليهودية صفية صبيحة اليوم الذى قتل فيه جيشه زوجها و أباها و أخاها و شباب قومها و زهرة رجالهم واحداً واحداً على النطع فى خيبر . و يتزوجها بعد هذه المذبحة فنراها تأوى إلى بيته و تسلم له قلبها مشغوفةً مؤمنةً و لم تكد دماء قومها تجف . فكيف حدث هذا و لا تناسب و إنما أحقاد و أضغان و ثارات .
إنه الخير و الخلق الأسمى فى نفس الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، هو الذى قهر الظلمة و هو الذى حقق المعجزة دون شروط .
إنه النور الذى خرج من مشكاة هذا القلب المعجز فصنع السحر و أسر القلوب و طوَّع النفوس حتى مع الفوارق الظاهرة و عدم التناسب و مع الأضغان و الأحقاد و الثارات .
إنما نتكلم نحن العاديين عن التناسب .
أما فى مستوى الأنبياء فذلك مستوى الخوارق و المعجزات .
و ما زالت القلوب الخيّرة و النفوس الكاملة التى لها حظ من هذا المستوى قادرة على بلوغ الحب و تحقيق الإنسجام فى بيوتها برغم الفروق الظاهرة فى السن و الثقافة .
ذلك أن الحب الذى هو تناسب و انسجام بالنسبة لنا نحن العاديين . هو فى المستوى الأعلى من البشر نفحة و هِبة إلهية .
و من ذا الذى يستطيع أن يقيد على الله نفحاته أو يشترط عليه فى هباته .
و إذا شاء الله أن يرحم أحداً فمن ذا الذى يستطيع أن يمنع رحمته .
و الحب سر من أعمق أسرار رحمتــه .
و لا ينتهى فى الحـــب كــلام .
مقال : (( الحب ماهو ))
كتاب : أناشيد الإثم و البراءة
الدكتور : مصطفي محمود (رحمه الله). ❝