█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ “إن العلة في كتابة تاريخنا وتدريسه هي التركيز المفرط على أشخاص بذواتهم وأحداث بعينها . إن التاريخ رصد للملحمة الإنسانية الكبرى وهي ملحمة لها ألف وجه ويصب فيها ألف رافد وإختزالها في ما حدث للخلفاء والسلاطين أو ما حدث في المعارك العسكرية تسطيح قاتل” . ❝
❞ ويختم الكاتب بتحليل مهم عن الظاهرة الانقلابية التي حدثت في الدولة العثمانية وفي جميع أنحاء العالم، نتيجة الصراع بين المؤسسة العسكرية والسلطة المدنية، وذلك لأسباب أقتصادية حيث كان الضعف والانهيار الاقتصادي سبباً لها. فحين أعلن السلطان عبدالعزيز إفلاس الدولة عام 1875 حدث انقلاب عام 1876. وكذلك كان ضعف الحكام والسلاطين واضطراب الأمن واهتزاز مكانة الدولة العثمانية عالميًا والأطماع الأوروبية في أملاكها من أسباب الانقلابات إلى جانب دعوات النخبة العثمانية للتحديث والإصلاح. وعندما فشلت قوى المعارضة في الوصول إلى الحكم استدعت الجنرالات لتحقيق ذلك، وهم بدورهم سعوا إلى السيطرة على الحكم لمآرب أخرى بحجة التحديث والإصلاح . ❝
❞ إن نمط الحكم العربي يجعل من الخليفة أو الوالي أو السلطان ملكًا معصومًا؛ فلا يسمح لأحد بانتقاده وهو حي يُرزق. مسموح للجميع أن يبالغوا في مدحه وفي حصر مآثره، وفي تسليط الضوء على مواهبه والاعتراف بعبقريته. وتدور الأسطوانة على هذا الوجه ما دام الخليفة حيًّا؛ فإذا مات الخليفة، قلبوا الأسطوانة على الوجه الآخر، وهو دائمًا عكس الوجه الأول، وبينهما مسافة لا تقل بُعدًا عن المسافة بين الأرض والمريخ!
ولذلك، فكرنا - ولله الحمد - أن نلقي نظرة على تاريخ مصر من تاني. نظرة رجل من الشارع غير متخصص وغير كمساري وعلى غير علاقة رسمية بالتاريخ. وسنعيد النظر من جديد - وفي هدوء - على التاريخ كله، بعد أن مات الخلفاء والسلاطين والأمراء والكمسارية البصاصون. وسنحاول أن نجرد التاريخ من السلطة ومن أبهة الحكم ومن أجهزة المباحث والمخابرات.
وسيكون الفرق بيننا وبين المؤرخين الكمسارية، أن مصر في نظر المحترفين هي سلسلة طويلة من الأمراء والملوك والسلاطين، ولكنها في نظر العبد لله مجموعة متصلة من الأجيال والصياع وأصحاب الحاجات والمتشردين . ❝
❞ ولما كان كل عبد متحركاً بالإرادة ، والهمُّ مبدأ الإرادة ، ويترتب على إرادته حركته وكسبه ، كان أصدق الأسماء اسم هُمام واسم حارث ، إذ لا ينفك مسماهما عن حقيقة معناهما ، ولما كان المُلْكُ الحق لله وحده ، ولا ملك على الحقيقة سواه ، كان أخنع اسم وأوضعه عند الله ، وأغضبه له اسم «شاهان شاه» أي : ملك الملوك ، وسلطان السلاطين ، فإن ذلك ليس لأحد غير الله ، فتسمية غيره بهذا من أبطل الباطل ، والله لا يُحب الباطل ، وقد ألحَقَ نص أهل العلم بهذا «قاضي القضاة» وقال : ليس قاضي القضاة إلا من يقضي الحق وهو خير الفاصلين ، الذي إذا قضى أمراً فإنما يقول له : كن فيكون ، ويلي هذا الاسم في الكراهة والقبح والكذب : سيد الناس ، وسيد الكل ، وليس ذلك إلا لرسول الله ﷺ خاصة ، كما قال ( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ) فلا يجوز لأحد قط أن يقول عن غيره إنه سيد الناس وسيد الكل ، كما لا يجوز أن يقول : إِنَّه سيد ولد آدم ، ولما كان مسمى الحرب والمُرَّة أكره شيء للنفوس وأقبحها عندها ، كان أقبح الأسماء حرباً ومرة ، وعلى قياس هذا حنظلة ، وحَزْن ، وما أشبههما ، وما أجدر هذه الأسماء بتأثيرها في مسمياتها ، كما أثر اسم «حَزْن» الحزونة في سعيد بن المسيب وأهل بيته ، ولما كان الأنبياء ساداتِ بني آدم ، وأخلاقهم أشرف الأخلاق ، وأعمالهم أصح الأعمال ، كانت أسماؤهم أشرف الأسماء ، فندب النبي ﷺ أمته إلى التسمي بأسمائهم ، وروي عنه ﷺ أنه قال ( تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ ) ، ولو لم يكن في ذلك من المصالح إلا أن الاسم يُذَكِّرُ بمسماه ، ويقتضي التعلق بمعناه ، لكفى به مصلحة مع ما في ذلك من حفظ أسماء الأنبياء وذكرها ، وأن لا تُنسى ، وأن تُذكَّر أسماؤهم بأوصافهم وأحوالهم . ❝
❞ يبدأ فيه المؤلف مع القرن الجديد سنة (701) إلى سنة (768) وظاهر الإختصار من خلال قرن إلا ربع تقريبًا بين دفتي جزء واحد كالجزء الذي سبقه،
وجل الحديث عن سلاطين المماليك وظاهرة القتل فيما بينهم لأجل المنصب والتفصيل في الحديث بين أصناف المماليك وإن كان المصادر المصرية خير من تناول السلاطين المماليك
والتاريخ الفاطمي،
ويبرز في هذا الجزء ذكر المؤلف للكثير من العجائب الواقعة خلال تلك السنوات.
ويلحظ على الجزء الحالي والجزء السابق سيطرة التاريخ المصري حيث أصبحت بلاد مصر ذات ثقل إسلامي كبير بوجود قوة المماليك . ❝