❞ وللعلمانيين السذج الذين يقولون : و ما قيمة هذ االسجود في دنيا الأوزان و المقادير و في معادلات الطاقة .. وما فائدته ؟!
أقول: وهل كان النبي عليه الصلاة والسلام يملك هو و القلة من صحابته في بداية المبعث إلا هذا السجود الذي أصبح بقدرة القادر مفتاحا لخزائن التاريخ .. !؟
بل أقول - وانا على يقين- أنه في ظروف عجزنا الحالي .. و حصار القوى الجهنمية المضروب حولنا ، سيكون سجودنا لله متضرعين له .. - هو أكبر قوة نملكها - .. أقول أكبر قوة بحساب الغيب ..
و بحساب جند الغيب الذين لا نعلمهم .. و بحساب ما يأتي به السجود من فيض و مدد من القادر الناصر بلا حدود..
و أقول رغم سخرية العلمانيين " فاسجدوا لله و اعبدوا "
من كتاب " الغد المشتعل". ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ وللعلمانيين السذج الذين يقولون : و ما قيمة هذ االسجود في دنيا الأوزان و المقادير و في معادلات الطاقة . وما فائدته ؟!
أقول: وهل كان النبي عليه الصلاة والسلام يملك هو و القلة من صحابته في بداية المبعث إلا هذا السجود الذي أصبح بقدرة القادر مفتاحا لخزائن التاريخ . !؟
بل أقول - وانا على يقين- أنه في ظروف عجزنا الحالي . و حصار القوى الجهنمية المضروب حولنا ، سيكون سجودنا لله متضرعين له . - هو أكبر قوة نملكها - . أقول أكبر قوة بحساب الغيب .
و بحساب جند الغيب الذين لا نعلمهم . و بحساب ما يأتي به السجود من فيض و مدد من القادر الناصر بلا حدود.
و أقول رغم سخرية العلمانيين " فاسجدوا لله و اعبدوا "
❞ الغزو الفكري هو مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة. وهو أخطر من الغزو العسكري؛ لأن الغزو الفكري ينحو إلى السرية وسلوك المسارب الخفية في بادئ الأمر فلا تحس به الأمة المغزوة ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه وتكره ما يريد منها أن تكرهه. وهو داء عضال يفتك بالأمم ويذهب شخصيتها ويزيل معاني الأصالة والقوة فيها والأمة التي تبتلى به لا تحس بما أصابها ولا تدري عنه ولذلك يصبح علاجها أمرا صعبا وإفهامها سبيل الرشد شيئاً عسيراً.
ما هي الوسائل التي يستخدمها الغرب لترويج أفكاره؟ ج: الوسائل التي يستخدمها الغرب لترويج أفكاره كثيرة منها:
1- محاولة الاستيلاء على عقول أبناء المسلمين وترسيخ المفاهيم الغربية فيها لتعتقد أن الطريقة الفضلى هي طريقة الغرب في كل شيء سواء فيما يعتقده من الأديان والنحل أو ما يتكلم به من اللغات أو ما يتحلى به من الأخلاق أو ما هو عليه من عادات وطرائق.
2- رعايته لطائفة كبيرة من أبناء المسلمين في كل بلد وعنايته بهم وتربيتهم حتى إذا ما تشربوا الأفكار الغربية وعادوا إلى بلادهم أحاطهم بهالة عظيمة من المدح والثناء حتى يتسلموا المناصب والقيادات في بلدانهم وبذلك يروجون الأفكار الغربية وينشئون المؤسسات التعليمية المسايرة للمنهج الغربي أو الخاضعة له.
3- تنشيطه لتعليم اللغات الغربية في البلدان الإسلامية وجعلها تزاحم لغة المسلمين وخاصة اللغة العربية لغة القرآن الكريم التي أنزل الله بها كتابه والتي يتعبد بها المسلمون ربهم في الصلاة والحج والأذكار وغيرها، ومن ذلك تشجيع الدعوات الهدامة التي تحارب اللغة العربية وتحاول إضعاف التمسك بها في ديار الإسلام في الدعوة إلى العامية وقيام الدراسات الكثيرة التي يراد بها تطوير النحو وإفساده وتمجيد ما يسمونه بالأدب الشعبي والتراث القومي.
4- إنشاء الجامعات الغربية والمدارس التبشيرية في بلاد المسلمين ودور الحضانة ورياض الأطفال والمستشفيات والمستوصفات وجعلها أوكارا لأغراضه السيئة وتشويق الدراسة فيها عند الطبقة العالية من أبناء المجتمع ومساعدتهم بعد ذلك على تسلم المراكز القيادية والوظائف الكبيرة حتى يكونوا عونا لأساتذتهم في تحقيق مآربهم في بلاد المسلمين.
5- محاولة السيطرة على مناهج التعليم في بلاد المسلمين ورسم سياستها، إما بطريق مباشر كما حصل في بعض بلاد الإسلام حينما تولى دنلوب القسيس تلك المهمة فيها أو بطريق غير مباشر عندما يؤدي المهمة نفسها تلاميذ ناجحون درسوا في مدارس دنلوب وتخرجوا فيها فأصبح معظمهم معول هدم في بلاده وسلاحا فتاكا من أسلحة العدو يعمل جاهدا على توجيه التعليم توجيها علمانيا لا يرتكز على الإيمان بالله والتصديق برسوله وإنما يسير نحو الإلحاد ويدعو إلى الفساد.
6- قيام طوائف كبيرة من النصارى واليهود بدراسة الإسلام واللغة العربية وتأليف الكتب وتولي كراسي التدريس في الجامعات حتى أحدث هؤلاء فتنة فكرية كبيرة بين المثقفين من أبناء الإسلام بالشبه التي يلقنونها لطلبتهم أو التي تمتلئ بها كتبهم وتروج في بلاد المسلمين حتى أصبح بعض تلك الكتب مراجع يرجع إليها بعض الكاتبين والباحثين في الأمور الفكرية أو التاريخية ولقد تخرج على يد هؤلاء المستشرقين من أبناء المسلمين رجال قاموا بنصيب كبير في إحداث الفتنة الكبرى وساعدهم على ذلك ما يحاطون به من الثناء، والإعجاب وما يولونه من مناصب هامة في التعليم والتوجيه والقيادة، فأكملوا ما بدأه أساتذتهم وحققوا ما عجزوا عنه لكونهم من أبناء المسلمين ومن جلدتهم ينتسبون إليهم ويتكلمون بلسانهم فالله المستعان.
7- انطلاق الجيوش الجرارة من المبشرين الداعين إلى النصرانية بين المسلمين وقيامهم بعملهم ذلك على أسس مدروسة وبوسائل كبيرة عظيمة يجند لها مئات الآلاف من الرجال ولقد تعد لها أضخم الميزانيات وتسهل لها السبل وتذلل لها العقبات يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّه بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّه مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [الصف:8]، وإذا كان هذا الجهضد منصبا على الطبقة العامية غالبا فإن جهل الاستشراق موجه إلى المثقفين كما ذكرت آنفا وأنهم يتحملون مشاق جساما في ذلك العمل في بلاد أفريقيا وفي القرى النائية من أطراف البلدان الإسلامية في شرق آسيا وغيرها ثم هم بعد كل حين يجتمعون في مؤتمرات يراجعون حسابهم وينظرون في خططهم فيصححون ويعدلون ويبتكرون فلقد اجتمعوا في القاهرة سنة 1906 م. وفي ادنمبرج سنة 1910م وفي لكنوا سنة 1911م وفي القدس عام 1935م وفي القدس كذلك في عام 1935م ولا زالوا يوالون الاجتماعات والمؤتمرات فسبحان من بيده ملكوت كل شيء وإليه يرجع الأمر كله.
8- الدعوة إلى إفساد المجتمع المسلم وتزهيد المرأة في وظيفتها في الحياة وجعلها تتجاوز الحدود التي حد الله لها وجعل سعادتها في الوقوف عندها وذلك حينما يلقون بين المسلمين الدعوات بأساليب شتى وطرق متعددة إلى أن تختلط النساء بالرجال وإلى أن تشتغل النساء بأعمال الرجال، يقصدون من ذلك إفساد المجتمع المسلم والقضاء على الطهر والعفاف الذي يوجد فيه وإقامة قضايا وهمية ودعاوى باطلة في أن المرأة في المجتمع المسلم قد ظلمت وأن لها الحق في كذا وكذا ويريدون إخراجها من بيتها وإيصالها إلى حيث يريدون في حين أن حدود الله واضحة وأوامره صريحة وسنة رسول الله جلية بينة يقول الله سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّه غَفُورًا رَحِيمًا [الأحزاب:59]، ويقول سبحانه: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [النور:31] الآية. ويقول وَإَِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَأبٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، ويقول: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الاحزراب:33]، ويقول : { إياكم والدخول على النساء قال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال الحمو الموت }، وقال: { لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما }.
9- إنشاء الكنائس والمعابد وتكثيرها في بلاد المسلمين وصرف الأموال الكثيرة عليها وتزيينها وجعلها بارزة واضحة في أحسن الأماكن وفي أكبر الميادين.
10- تخصيص إذاعات موجهة تدعو إلى النصرانية وتشيد بأهدافها وتضلل بأفكارها أبناء المسلمين السذج الذين لم يفهموا الإسلام ولم تكن لهم تربية كافية عليه وخاصة في أفريقيا حيث يصاحب هذا الإكثار من طبع الأناجيل وتوزيعها في الفنادق وغيرها وإرسال النشرات التبشيرية والدعوات الباطلة إلى الكثير من أبناء المسلمين.
هذه بعض الوسائل التي يسلكها أعداء الإسلام اليوم في سبيل غزو أفكار المسلمين وتنحية الأفكار السليمة الصالحة لتحل محلها أفكار أخرى غريبة شرقية أو غربية، وهي كما نرى جهودا جبارة وأموالا طائلة وجنودا كثيرين، كل ذلك لإخراج المسلمين من الإسلام وإن لم يدخلوا في النصرانية أو اليهودية أو الماركسية إذ يعتقد القوم أن المشكلة الرئيسية في ذلك هي إخراجهم من الإسلام، وإذا تم التوصل إلى هذه المرحلة فما بعدها سهل وميسور، ولكننا مع هذا نقول إن الله سيخيب آمالهم ويبطل مكرهم ويضعف كيدهم، لأنهم مفسدون وهو سبحانه لا يصلح عمل المفسدين.
قال الله تعالى:" وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّه وَاللَّه خَيْرُ الْمَاكِرِينَ "[الأنفال:30]، وقال سبحانه: "إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا "[الطارق:15-17]، وإن الأمر يحتاج من المسلمين وقفة عقل وتأمل ونظر في الطريق التي يجب أن يسلكوها والموقف المناسب الذي يجب أن يقفوه وأن يكون لهم من الوعي والإدراك ما يجعلهم قادرين على فهم مخططات أعدائهم وعاملين على إحباطها وإبطالها ولن يتم لهم ذلك إلا بالاستعصام بالله والاستمساك بهديه والرجوع إليه والإنابة له والاستعانة به، وتذكر هديه في كل شيء وخاصة في علاقة المؤمنين بالكافرين، وتفهم معنى سورة الكافرون، وما ذكره سبحانه في قوله: "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ "[البقرة:120]، وقوله:" وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا". ❝ ⏤محمد جلال كشك
❞ الغزو الفكري هو مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة. وهو أخطر من الغزو العسكري؛ لأن الغزو الفكري ينحو إلى السرية وسلوك المسارب الخفية في بادئ الأمر فلا تحس به الأمة المغزوة ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه وتكره ما يريد منها أن تكرهه. وهو داء عضال يفتك بالأمم ويذهب شخصيتها ويزيل معاني الأصالة والقوة فيها والأمة التي تبتلى به لا تحس بما أصابها ولا تدري عنه ولذلك يصبح علاجها أمرا صعبا وإفهامها سبيل الرشد شيئاً عسيراً.
ما هي الوسائل التي يستخدمها الغرب لترويج أفكاره؟ ج: الوسائل التي يستخدمها الغرب لترويج أفكاره كثيرة منها:
1- محاولة الاستيلاء على عقول أبناء المسلمين وترسيخ المفاهيم الغربية فيها لتعتقد أن الطريقة الفضلى هي طريقة الغرب في كل شيء سواء فيما يعتقده من الأديان والنحل أو ما يتكلم به من اللغات أو ما يتحلى به من الأخلاق أو ما هو عليه من عادات وطرائق.
2- رعايته لطائفة كبيرة من أبناء المسلمين في كل بلد وعنايته بهم وتربيتهم حتى إذا ما تشربوا الأفكار الغربية وعادوا إلى بلادهم أحاطهم بهالة عظيمة من المدح والثناء حتى يتسلموا المناصب والقيادات في بلدانهم وبذلك يروجون الأفكار الغربية وينشئون المؤسسات التعليمية المسايرة للمنهج الغربي أو الخاضعة له.
3- تنشيطه لتعليم اللغات الغربية في البلدان الإسلامية وجعلها تزاحم لغة المسلمين وخاصة اللغة العربية لغة القرآن الكريم التي أنزل الله بها كتابه والتي يتعبد بها المسلمون ربهم في الصلاة والحج والأذكار وغيرها، ومن ذلك تشجيع الدعوات الهدامة التي تحارب اللغة العربية وتحاول إضعاف التمسك بها في ديار الإسلام في الدعوة إلى العامية وقيام الدراسات الكثيرة التي يراد بها تطوير النحو وإفساده وتمجيد ما يسمونه بالأدب الشعبي والتراث القومي.
4- إنشاء الجامعات الغربية والمدارس التبشيرية في بلاد المسلمين ودور الحضانة ورياض الأطفال والمستشفيات والمستوصفات وجعلها أوكارا لأغراضه السيئة وتشويق الدراسة فيها عند الطبقة العالية من أبناء المجتمع ومساعدتهم بعد ذلك على تسلم المراكز القيادية والوظائف الكبيرة حتى يكونوا عونا لأساتذتهم في تحقيق مآربهم في بلاد المسلمين.
5- محاولة السيطرة على مناهج التعليم في بلاد المسلمين ورسم سياستها، إما بطريق مباشر كما حصل في بعض بلاد الإسلام حينما تولى دنلوب القسيس تلك المهمة فيها أو بطريق غير مباشر عندما يؤدي المهمة نفسها تلاميذ ناجحون درسوا في مدارس دنلوب وتخرجوا فيها فأصبح معظمهم معول هدم في بلاده وسلاحا فتاكا من أسلحة العدو يعمل جاهدا على توجيه التعليم توجيها علمانيا لا يرتكز على الإيمان بالله والتصديق برسوله وإنما يسير نحو الإلحاد ويدعو إلى الفساد.
6- قيام طوائف كبيرة من النصارى واليهود بدراسة الإسلام واللغة العربية وتأليف الكتب وتولي كراسي التدريس في الجامعات حتى أحدث هؤلاء فتنة فكرية كبيرة بين المثقفين من أبناء الإسلام بالشبه التي يلقنونها لطلبتهم أو التي تمتلئ بها كتبهم وتروج في بلاد المسلمين حتى أصبح بعض تلك الكتب مراجع يرجع إليها بعض الكاتبين والباحثين في الأمور الفكرية أو التاريخية ولقد تخرج على يد هؤلاء المستشرقين من أبناء المسلمين رجال قاموا بنصيب كبير في إحداث الفتنة الكبرى وساعدهم على ذلك ما يحاطون به من الثناء، والإعجاب وما يولونه من مناصب هامة في التعليم والتوجيه والقيادة، فأكملوا ما بدأه أساتذتهم وحققوا ما عجزوا عنه لكونهم من أبناء المسلمين ومن جلدتهم ينتسبون إليهم ويتكلمون بلسانهم فالله المستعان.
7- انطلاق الجيوش الجرارة من المبشرين الداعين إلى النصرانية بين المسلمين وقيامهم بعملهم ذلك على أسس مدروسة وبوسائل كبيرة عظيمة يجند لها مئات الآلاف من الرجال ولقد تعد لها أضخم الميزانيات وتسهل لها السبل وتذلل لها العقبات يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّه بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّه مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [الصف:8]، وإذا كان هذا الجهضد منصبا على الطبقة العامية غالبا فإن جهل الاستشراق موجه إلى المثقفين كما ذكرت آنفا وأنهم يتحملون مشاق جساما في ذلك العمل في بلاد أفريقيا وفي القرى النائية من أطراف البلدان الإسلامية في شرق آسيا وغيرها ثم هم بعد كل حين يجتمعون في مؤتمرات يراجعون حسابهم وينظرون في خططهم فيصححون ويعدلون ويبتكرون فلقد اجتمعوا في القاهرة سنة 1906 م. وفي ادنمبرج سنة 1910م وفي لكنوا سنة 1911م وفي القدس عام 1935م وفي القدس كذلك في عام 1935م ولا زالوا يوالون الاجتماعات والمؤتمرات فسبحان من بيده ملكوت كل شيء وإليه يرجع الأمر كله.
8- الدعوة إلى إفساد المجتمع المسلم وتزهيد المرأة في وظيفتها في الحياة وجعلها تتجاوز الحدود التي حد الله لها وجعل سعادتها في الوقوف عندها وذلك حينما يلقون بين المسلمين الدعوات بأساليب شتى وطرق متعددة إلى أن تختلط النساء بالرجال وإلى أن تشتغل النساء بأعمال الرجال، يقصدون من ذلك إفساد المجتمع المسلم والقضاء على الطهر والعفاف الذي يوجد فيه وإقامة قضايا وهمية ودعاوى باطلة في أن المرأة في المجتمع المسلم قد ظلمت وأن لها الحق في كذا وكذا ويريدون إخراجها من بيتها وإيصالها إلى حيث يريدون في حين أن حدود الله واضحة وأوامره صريحة وسنة رسول الله جلية بينة يقول الله سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّه غَفُورًا رَحِيمًا [الأحزاب:59]، ويقول سبحانه: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [النور:31] الآية. ويقول وَإَِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَأبٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، ويقول: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الاحزراب:33]، ويقول : ﴿ إياكم والدخول على النساء قال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال الحمو الموت ﴾، وقال: ﴿ لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ﴾.
9- إنشاء الكنائس والمعابد وتكثيرها في بلاد المسلمين وصرف الأموال الكثيرة عليها وتزيينها وجعلها بارزة واضحة في أحسن الأماكن وفي أكبر الميادين.
10- تخصيص إذاعات موجهة تدعو إلى النصرانية وتشيد بأهدافها وتضلل بأفكارها أبناء المسلمين السذج الذين لم يفهموا الإسلام ولم تكن لهم تربية كافية عليه وخاصة في أفريقيا حيث يصاحب هذا الإكثار من طبع الأناجيل وتوزيعها في الفنادق وغيرها وإرسال النشرات التبشيرية والدعوات الباطلة إلى الكثير من أبناء المسلمين.
هذه بعض الوسائل التي يسلكها أعداء الإسلام اليوم في سبيل غزو أفكار المسلمين وتنحية الأفكار السليمة الصالحة لتحل محلها أفكار أخرى غريبة شرقية أو غربية، وهي كما نرى جهودا جبارة وأموالا طائلة وجنودا كثيرين، كل ذلك لإخراج المسلمين من الإسلام وإن لم يدخلوا في النصرانية أو اليهودية أو الماركسية إذ يعتقد القوم أن المشكلة الرئيسية في ذلك هي إخراجهم من الإسلام، وإذا تم التوصل إلى هذه المرحلة فما بعدها سهل وميسور، ولكننا مع هذا نقول إن الله سيخيب آمالهم ويبطل مكرهم ويضعف كيدهم، لأنهم مفسدون وهو سبحانه لا يصلح عمل المفسدين.
قال الله تعالى:˝ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّه وَاللَّه خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ˝[الأنفال:30]، وقال سبحانه: ˝إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ˝[الطارق:15-17]، وإن الأمر يحتاج من المسلمين وقفة عقل وتأمل ونظر في الطريق التي يجب أن يسلكوها والموقف المناسب الذي يجب أن يقفوه وأن يكون لهم من الوعي والإدراك ما يجعلهم قادرين على فهم مخططات أعدائهم وعاملين على إحباطها وإبطالها ولن يتم لهم ذلك إلا بالاستعصام بالله والاستمساك بهديه والرجوع إليه والإنابة له والاستعانة به، وتذكر هديه في كل شيء وخاصة في علاقة المؤمنين بالكافرين، وتفهم معنى سورة الكافرون، وما ذكره سبحانه في قوله: ˝وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ˝[البقرة:120]، وقوله:˝ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا˝. ❝
❞ يقول لي الأستاذ زكريا:
- «هناك خلافات بيني وبين زوجتي.. خلافات خاصة.. أنت تعرف أن هناك أمورًا تقع بين الزوجين ولا يصح أن يعرفها أحد.. لا تطالبني بالشرح أرجوك. ولا تحاول جعل لساني ينزلق بالكلام».
طبعًا أنا غير مهتم البتة بالأمور التي تقع بينه وبين زوجته، ولا أملك أي درجة من الفضول، لهذا أقول في حرارة وصدق إنني لا أريد أن أعرف..
بعد قليل يقول لي:
- «في الحقيقة أنا متردد.. كل ذرة في كياني تطالبني بأن أصمت، لكنك أخ فاضل، ولا أعرف كيف أخفي عنك شيئًا كهذا»..
- «صدقني أنا لا أريد الضغط عليك».
طبعًا لا أجرؤ على القول إنني غير مهتم بأسراره بتاتًا، فهذه وقاحة أو نوع من الإهانة، لذا أصمت إلى أن تأتي اللحظة الرهيبة ويخبرني بالسر:
- «كانت هناك قطعة من التورتة في الثلاجة، وقد اتفقت مع زوجتي على أن نقتسمها. تسللت ليلًا لآكلها وحدي، فاتضح لي أن زوجتي سبقت وأكلتها!.. تصور!.. السيدة المهذبة بنت الأصول القادمة من أسرة ثرية تسرق. وتسرق من؟.. زوجها»!
فما أن أسمع هذا السر المريع حتى أهز رأسي، هنا أفاجأ به ينظر لي في توحش:
- «اسمع!.. ما كان يجب أن أقول هذا الكلام لكنني لم أستطع الكتمان.. أقسم بالله لو عرفت أنك أخبرت مخلوقًا لكان لي تصرف سيئ معك». هكذا أجد نفسي محملًا برغمي بسر لا يهمني في شيء، والمصيبة أن يتسرب. أتذكر قصة الحلاق الذي كان يحلق لأحد الأثرياء، ويعرف وحده أن للثري أذني حمار. ظل السر في صدره لفترة طويلة حتى أوشك على الانفجار. هكذا حفر حفرة في الأرض وراح يصرخ فيها: الثري له أذنا حمار !!! في اليوم التالي خرج من الحفرة نبات له مائة فرع، ومن كل فرع خرجت مائة زهرة تصرخ: الثري له أذنا حمار!
لكني بالفعل غير راغب في إذاعة السر، ولم أكن راغبًا في معرفته، وأعتقد أنني نسيت هذا الكلام الفارغ بعد ربع ساعة. لكن صاحبنا لا ينسى.. يقابلني في الشارع فينظر لي في شك، ثم يقول:
- «كما اتفقنا.. هه؟.. لا أحد يعرف.. هذه أمور خاصة جدًا».
لا أذكر عما يتكلم فأهز رأسي في ذكاء.
لكن الحياة ليست بهذه البساطة، إذ سرعان ما يأتي لي ليقول في غضب:
- «لقد ائتمنتك على سر عزيز من أسراري، لكن للأسف وضعت ثقتي بالشخص الخطأ.. أمس قابلت سيد الشماشرجي وهل تتصور ما وجدته؟.. إنه يعرف كل شيء.. التورتة وزوجتي و... كل شيء!.. معنى هذا أن شخصًا غير جدير بالثقة تكلم»!
أؤكد له وقد احمرت أذناي أنني لم ألق سيد الشماشرجي منذ عامين، ولو حدث لما أخبرته بشيء.. دعك من أنني غير مهتم بالقصة أصلًا..
لكنه ينصرف وهو يرغي ويزبد، وينعى ضياع المروءة والشهامة.. في اليوم التالي أقابل بعض الأصدقاء في العمل فيقول أحدهم:
- «هل سمعت قصة الأستاذ زكريا؟.. الرجل ترك قطعة من التورتة في الثلاجة فأكلتها زوجته»!
أسألهم في دهشة من أين عرفوا هذه التفاصيل، فيقولون في مرح:
- «الأستاذ زكريا نفسه»!
أهرع إلى الهاتف واتصل بزكريا لأقول له إن كل الناس يعرفون القصة.. منه هو شخصيًا، فيقول في غضب:
- «يتكلمون عن بيتي وعرضي وأنت تشاركهم هذا الحفل!.. هذا آخر شيء تصورته.. وحتى لو كنت أنا الذي أخبرتهم، فما هي المشكلة؟.. هذه أسراري يا أخي، ومن حقي التصرف بها كما أتصرف بمالي.. أنفقه بالشكل الذي أريده»!
أضع السماعة شاعرًا بالدوار من هذه اللعبة النفسية المعقدة.. الناس يحبون أن يشعرون أن لديهم أسرارًا خطيرة، فهذا يرفع تقديرهم لأنفسهم، دعك من منحهم الفرصة للعب القط والفأر مع السذج من أمثالي. هنا يأتي ذلك الصديق ليقول لي:
- «من المفترض ألا أخبرك بما سأقول فهو من أدق أسراري، لكنني أشعر أن بوسعي أن أثق بك.. القصة هي.... لكن.. إلى أين تهرب؟.. ماذا أصابك بالضبط»؟
#أحمد_خالد_توفيق
السر في بير
من كتاب وساوس وهلاوس. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ يقول لي الأستاذ زكريا:
- «هناك خلافات بيني وبين زوجتي. خلافات خاصة. أنت تعرف أن هناك أمورًا تقع بين الزوجين ولا يصح أن يعرفها أحد. لا تطالبني بالشرح أرجوك. ولا تحاول جعل لساني ينزلق بالكلام».
طبعًا أنا غير مهتم البتة بالأمور التي تقع بينه وبين زوجته، ولا أملك أي درجة من الفضول، لهذا أقول في حرارة وصدق إنني لا أريد أن أعرف.
بعد قليل يقول لي:
- «في الحقيقة أنا متردد. كل ذرة في كياني تطالبني بأن أصمت، لكنك أخ فاضل، ولا أعرف كيف أخفي عنك شيئًا كهذا».
- «صدقني أنا لا أريد الضغط عليك».
طبعًا لا أجرؤ على القول إنني غير مهتم بأسراره بتاتًا، فهذه وقاحة أو نوع من الإهانة، لذا أصمت إلى أن تأتي اللحظة الرهيبة ويخبرني بالسر:
- «كانت هناك قطعة من التورتة في الثلاجة، وقد اتفقت مع زوجتي على أن نقتسمها. تسللت ليلًا لآكلها وحدي، فاتضح لي أن زوجتي سبقت وأكلتها!. تصور!. السيدة المهذبة بنت الأصول القادمة من أسرة ثرية تسرق. وتسرق من؟. زوجها»!
فما أن أسمع هذا السر المريع حتى أهز رأسي، هنا أفاجأ به ينظر لي في توحش:
- «اسمع!. ما كان يجب أن أقول هذا الكلام لكنني لم أستطع الكتمان. أقسم بالله لو عرفت أنك أخبرت مخلوقًا لكان لي تصرف سيئ معك». هكذا أجد نفسي محملًا برغمي بسر لا يهمني في شيء، والمصيبة أن يتسرب. أتذكر قصة الحلاق الذي كان يحلق لأحد الأثرياء، ويعرف وحده أن للثري أذني حمار. ظل السر في صدره لفترة طويلة حتى أوشك على الانفجار. هكذا حفر حفرة في الأرض وراح يصرخ فيها: الثري له أذنا حمار !!! في اليوم التالي خرج من الحفرة نبات له مائة فرع، ومن كل فرع خرجت مائة زهرة تصرخ: الثري له أذنا حمار!
لكني بالفعل غير راغب في إذاعة السر، ولم أكن راغبًا في معرفته، وأعتقد أنني نسيت هذا الكلام الفارغ بعد ربع ساعة. لكن صاحبنا لا ينسى. يقابلني في الشارع فينظر لي في شك، ثم يقول:
- «كما اتفقنا. هه؟. لا أحد يعرف. هذه أمور خاصة جدًا».
لا أذكر عما يتكلم فأهز رأسي في ذكاء.
لكن الحياة ليست بهذه البساطة، إذ سرعان ما يأتي لي ليقول في غضب:
- «لقد ائتمنتك على سر عزيز من أسراري، لكن للأسف وضعت ثقتي بالشخص الخطأ. أمس قابلت سيد الشماشرجي وهل تتصور ما وجدته؟. إنه يعرف كل شيء. التورتة وزوجتي و.. كل شيء!. معنى هذا أن شخصًا غير جدير بالثقة تكلم»!
أؤكد له وقد احمرت أذناي أنني لم ألق سيد الشماشرجي منذ عامين، ولو حدث لما أخبرته بشيء. دعك من أنني غير مهتم بالقصة أصلًا.
لكنه ينصرف وهو يرغي ويزبد، وينعى ضياع المروءة والشهامة. في اليوم التالي أقابل بعض الأصدقاء في العمل فيقول أحدهم:
- «هل سمعت قصة الأستاذ زكريا؟. الرجل ترك قطعة من التورتة في الثلاجة فأكلتها زوجته»!
أسألهم في دهشة من أين عرفوا هذه التفاصيل، فيقولون في مرح:
- «الأستاذ زكريا نفسه»!
أهرع إلى الهاتف واتصل بزكريا لأقول له إن كل الناس يعرفون القصة. منه هو شخصيًا، فيقول في غضب:
- «يتكلمون عن بيتي وعرضي وأنت تشاركهم هذا الحفل!. هذا آخر شيء تصورته. وحتى لو كنت أنا الذي أخبرتهم، فما هي المشكلة؟. هذه أسراري يا أخي، ومن حقي التصرف بها كما أتصرف بمالي. أنفقه بالشكل الذي أريده»!
أضع السماعة شاعرًا بالدوار من هذه اللعبة النفسية المعقدة. الناس يحبون أن يشعرون أن لديهم أسرارًا خطيرة، فهذا يرفع تقديرهم لأنفسهم، دعك من منحهم الفرصة للعب القط والفأر مع السذج من أمثالي. هنا يأتي ذلك الصديق ليقول لي:
- «من المفترض ألا أخبرك بما سأقول فهو من أدق أسراري، لكنني أشعر أن بوسعي أن أثق بك. القصة هي.. لكن. إلى أين تهرب؟. ماذا أصابك بالضبط»؟
❞ حوار مع صديقي الملحد
صديقي رجل يحب الجدل ويهوى الكلام.. وهو يعتقد أننا – نحن المؤمنين السذج – نقتات بالأوهام ونضحك على أنفسنا بالجنة والحور العين وتفوتنا لذات الدنيا ومفاتنها .. وصديقي بهذه المناسبة تخرج في فرنسا وحصل على دكتوراه .. وعاش مع الهيبز وأصبح ينكر كل شيء.
قال لي ساخراً: أنتم تقولون : إن الله موجود .. وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذي ينص على أن لكل صنعة صانعاً.. ولكل خلق خالقاً .. ولكل وجود موجدا .. النسيج يدل على النسّاج .. والرسم يدل على الرسّام .. والنقش يدل على النقّاش .. والكون بهذا المنطق أبلغ دليل على الإله القدير الذي خلقه ..
صدّقنا وآمنّا بهذا الخالق .. ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل .. ومن خلق الخالق .. من خلق الله الذي تحدثوننا عنه .. ألا تقودنا نفس استدلالاتكم إلى هذا .. وتبعاً لنفس قانون السببية .. ما رأيكم في هذا المطب دام فضلكم ؟
ونحن نقول له : سؤالك فاسد .. ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلّم بأن الله خالق ثم تقول مَن خلقه ؟! فتجعل منه خالقاً ومخلوقا ًفي نفس الجملة وهذا تناقض..
والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته .. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان .
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيداً بالزمان والمكان .. ولا بقوانين الزمان والمكان .
والله هو الذي خلق قانون السببية .. فلا يجوز أن نتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه .
وأنت بهذه السفسطة أشبه بالعرائس التي تتحرك بزمبلك .. وتتصور أن الإنسان الذي صنعها لا بد هو الآخر يتحرك بزمبلك .. فإذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه .. قالت : مستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه .. إني أرى في عالمي كل شيء يتحرك بزمبلك .
وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد .. لمجرد أنك ترى كل شيء حولك في حاجة إلى موجد .
وأنت كمن يظن أن الله محتاج إلى براشوت لينزل على البشر ومحتاج إلى أتوبيس سريع ليصل إلى أنبيائه.. سبحانه وتعالى عن هذه الأوصاف علوّاً كبيراً ..
"وعمانويل كانت" الفيلسوف الألماني في كتابه "نقد العقل الخالص" أدرك أن العقل لا يستطيع أن يحيط بكنه الأشياء وأنه مُهيّأ بطبيعته لإدراك الجزئيات والظواهر فقط .. في حين أنه عاجز عن إدراك الماهيات المجردة مثل الوجود الإلهي .. وإنما عرفنا الله بالضمير وليس بالعقل .. شوقنا إلى العدل كان دليلنا على وجود العادل .. كما أن ظمأنا إلى الماء هو دليلنا على وجود الماء ..
أما أرسطو فقد استطرد في تسلسل الأسباب قائلاً : إن الكرسي من الخشب والخشب من الشجرة .. والشجرة من البذرة .. والبذرة من الزارع .. واضطر إلى القول بأن هذا الاستطراد المتسلسل في الزمن اللانهائي لابد أن ينتهي بنا في البدء الأول إلى سبب في غير حاجة إلى سبب .. سبب أول أو محرك أول في غير حاجة إلى من يحركه .. خالق في غير حاجة إلى خالق .. وهو نفس ما نقوله عن الله .
أما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال "سؤال مَنْ خلق الخالق".. بأنه سؤال لا يرد إلا على عقل فاسد.. فالله هو الذي يبرهن على الوجود ولا يصح أن نتخذ من الوجود برهاناً على الله.. تماماً كما نقول إن النور يبرهن على النهار .. ونعكس الآية لو قلنا إن النهار يبرهن على النور ..
يقول الله في حديث قدسي: ( أنا يُستدل بي .. أنا لا يُستدل عليّ ) ..
فالله هو الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل .. لأنه الله الحق الواضح بذاته .. وهو الحجة على كل شيء .. الله ظاهر في النظام والدقة والجمال والإحكام .. في ورقة الشجر .. في ريشة الطاووس .. في جناح الفراش .. في عطر الورد .. في صدح البلبل .. في ترابط النجوم والكواكب.. في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون ..
لو قلنا إن كل هذا جاء مصادفة .. لكنا كمن يتصور أن إلقاء حروف مطبعة في الهواء يمكن أن يؤدي إلى تجمعها تلقائياً على شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف.
والقرآن يغنينا عن هذه المجادلات بكلمات قليلة وبليغة فيقول بوضوح قاطع ودون تفلسف:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد} سورة الإخلاص:1
ويسألنا صاحبنا ساخراً : ولماذا تقولون إن الله واحد ..؟ لماذا لا يكون الآلهة متعددين ..؟ يتوزعون بينهم الاختصاصات ؟
وسوف نرد عليه بالمنطق الذي يعترف به .. بالعلم وليس بالقرآن ..
سوف نقول له إن الخالق واحد ، لأن الكون كله مبني من خامة واحدة وبخطة واحدة .. فمن الأيدروجين تألفت العناصر الاثنان والتسعون التي في جدول "مندليف" بنفس الطريقة .. "بالادماج" وإطلاق الطاقة الذرية التي تتأجج بها النجوم وتشتعل الشموس في فضاء الكون .
كما أن الحياة كلها بنيت من مركبات الكربون "جميع صنوف الحياة تتفحم بالاحتراق" وعلى مقتضى خطة تشريحية واحدة .. تشريح الضفدعة ، والأرنب ، والحمامة ، والتمساح ، والزرافة ، والحوت ، يكشف عن خطة تشريحية واحدة ، نفس الشرايين والأوردة وغرفات القلب ، ونفس العظام ، كل عظمة لها نظيرتها .. الجناح في الحمامة هو الذراع في الضفدعة .. نفس العظام مع تحور طفيف ..والعنق في الزرافة على طوله نجد فيه نفس الفقرات السبع التي تجدها في عنق القنفذ .. والجهاز العصبي هو هو في الجميع ، يتألف من مخ وحبل شوكي وأعصاب حس وأعصاب حركة .. والجهاز الهضمي من معدة واثني عشر ، وأمعاء دقيقة وأمعاء غليظة والجهاز التناسلي نفس المبيض والرحم والخصية وقنواتها .. والجهاز البولي الكلية والحالب ، وحويصلة البول .. ثم الوحدة التشريحية في الجميع هي الخلية .. وهي في النبات كما في الحيوان كما في الإنسان، بنفس المواصفات، تتنفس وتتكاثر وتموت وتولد بنفس الطريقة ..
فأية غرابة بعد هذا أن نقول إن الخالق واحد ؟ .. ألا تدل على ذلك وحدة الأساليب .ولماذا يتعدد الكامل ..؟ وهل به نقص ليحتاج إلى من يكمله ؟ .. إنما يتعدد الناقصون .ولو تعدد الآلهة لاختلفوا ، ولذهب كل إله بما خلق ، ولفسدت السماوات والأرض , والله له الكبرياء والجبروت وهذه صفات لا تحتمل الشركة ..
ويسخر صاحبنا من معنى الربوبية كما نفهمه .. ويقول أليس عجيباً ذلك الرب الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، فيأخذ بناصية الدابة ، ويوحي إلى النحل أن تتخذ من الجبال بيوتاً ، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ، وما تخرج من ثمرات من أكمامها إلاّ أحصاها عدداً ، وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه .. وإذا عثرت قدم في حفرة فهو الذي أعثرها.. وإذا سقطت ذبابة في طعام فهو الذي أسقطها .. وإذا تعطلت الحرارة في تليفون فهو الذي عطلها .. وإذا امتنع المطر فهو الذي منعه ، وإذا هطل فهو الذي أهطله .. ألا تشغلون إلهكم بالكثير التافه من الأمور بهذا الفهم ..
ولا أفهم أيكون الرب في نظر السائل أجدر بالربوبية لو أنه أعفى نفسه من هذه المسؤوليات وأخذ إجازة وأدار ظهره للكون الذي خلقه وتركه يأكل بعضه بعضاً !هل الرب الجدير في نظره هو رب عاطل مغمى عليه لا يسمع ولا يرى ولا يستجيب ولا يعتني بمخلوقاته ؟ .. ثم من أين للسائل بالعلم بأن موضوعاً ما تافه لا يستحق تدخل الإله، وموضوعاً آخر مهماً وخطير الشأن ؟
إن الذبابة التي تبدو تافهة في نظر السائل لا يهم في نظره أن تسقط في الطعام أو لا تسقط، هذه الذبابة يمكن أن تغيّر التاريخ بسقوطها التافه ذلك .. فإنها يمكن أن تنقل الكوليرا إلى جيش وتكسب معركة لطرف آخر، تتغير بعدها موازين التاريخ كله.
ألم تقتل الإسكندر الأكبر بعوضة ؟
إن أتفه المقدمات ممكن أن تؤدي إلى أخطر النتائج .. وأخطر المقدمات ممكن أن تنتهي إلى لا شيء .. وعالم الغيب وحده هو الذي يعلم قيمة كل شيء .
وهل تصور السائل نفسه وصيّاً على الله يحدد له اختصاصاته .. تقدّس وتنزّه ربنا عن هذا التصور الساذج .
إنما الإله الجدير بالألوهية هنا هو الإله الذي أحاط بكل شيء علماً .. لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . الإله السميع المجيب ، المعتني بمخلوقاته.
من كتــاب/ حوار مع صديقي الملحد
للدكتور/ مصطفى محمود رحمه الله. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ حوار مع صديقي الملحد
صديقي رجل يحب الجدل ويهوى الكلام. وهو يعتقد أننا – نحن المؤمنين السذج – نقتات بالأوهام ونضحك على أنفسنا بالجنة والحور العين وتفوتنا لذات الدنيا ومفاتنها . وصديقي بهذه المناسبة تخرج في فرنسا وحصل على دكتوراه . وعاش مع الهيبز وأصبح ينكر كل شيء.
قال لي ساخراً: أنتم تقولون : إن الله موجود . وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذي ينص على أن لكل صنعة صانعاً. ولكل خلق خالقاً . ولكل وجود موجدا . النسيج يدل على النسّاج . والرسم يدل على الرسّام . والنقش يدل على النقّاش . والكون بهذا المنطق أبلغ دليل على الإله القدير الذي خلقه .
صدّقنا وآمنّا بهذا الخالق . ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل . ومن خلق الخالق . من خلق الله الذي تحدثوننا عنه . ألا تقودنا نفس استدلالاتكم إلى هذا . وتبعاً لنفس قانون السببية . ما رأيكم في هذا المطب دام فضلكم ؟
ونحن نقول له : سؤالك فاسد . ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلّم بأن الله خالق ثم تقول مَن خلقه ؟! فتجعل منه خالقاً ومخلوقا ًفي نفس الجملة وهذا تناقض.
والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته . فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان .
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيداً بالزمان والمكان . ولا بقوانين الزمان والمكان .
والله هو الذي خلق قانون السببية . فلا يجوز أن نتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه .
وأنت بهذه السفسطة أشبه بالعرائس التي تتحرك بزمبلك . وتتصور أن الإنسان الذي صنعها لا بد هو الآخر يتحرك بزمبلك . فإذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه . قالت : مستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه . إني أرى في عالمي كل شيء يتحرك بزمبلك .
وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد . لمجرد أنك ترى كل شيء حولك في حاجة إلى موجد .
وأنت كمن يظن أن الله محتاج إلى براشوت لينزل على البشر ومحتاج إلى أتوبيس سريع ليصل إلى أنبيائه. سبحانه وتعالى عن هذه الأوصاف علوّاً كبيراً .
"وعمانويل كانت" الفيلسوف الألماني في كتابه "نقد العقل الخالص" أدرك أن العقل لا يستطيع أن يحيط بكنه الأشياء وأنه مُهيّأ بطبيعته لإدراك الجزئيات والظواهر فقط . في حين أنه عاجز عن إدراك الماهيات المجردة مثل الوجود الإلهي . وإنما عرفنا الله بالضمير وليس بالعقل . شوقنا إلى العدل كان دليلنا على وجود العادل . كما أن ظمأنا إلى الماء هو دليلنا على وجود الماء .
أما أرسطو فقد استطرد في تسلسل الأسباب قائلاً : إن الكرسي من الخشب والخشب من الشجرة . والشجرة من البذرة . والبذرة من الزارع . واضطر إلى القول بأن هذا الاستطراد المتسلسل في الزمن اللانهائي لابد أن ينتهي بنا في البدء الأول إلى سبب في غير حاجة إلى سبب . سبب أول أو محرك أول في غير حاجة إلى من يحركه . خالق في غير حاجة إلى خالق . وهو نفس ما نقوله عن الله .
أما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال "سؤال مَنْ خلق الخالق". بأنه سؤال لا يرد إلا على عقل فاسد. فالله هو الذي يبرهن على الوجود ولا يصح أن نتخذ من الوجود برهاناً على الله. تماماً كما نقول إن النور يبرهن على النهار . ونعكس الآية لو قلنا إن النهار يبرهن على النور .
يقول الله في حديث قدسي: ( أنا يُستدل بي . أنا لا يُستدل عليّ ) .
فالله هو الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل . لأنه الله الحق الواضح بذاته . وهو الحجة على كل شيء . الله ظاهر في النظام والدقة والجمال والإحكام . في ورقة الشجر . في ريشة الطاووس . في جناح الفراش . في عطر الورد . في صدح البلبل . في ترابط النجوم والكواكب. في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون .
لو قلنا إن كل هذا جاء مصادفة . لكنا كمن يتصور أن إلقاء حروف مطبعة في الهواء يمكن أن يؤدي إلى تجمعها تلقائياً على شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف.
والقرآن يغنينا عن هذه المجادلات بكلمات قليلة وبليغة فيقول بوضوح قاطع ودون تفلسف:﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد﴾ سورة الإخلاص:1
ويسألنا صاحبنا ساخراً : ولماذا تقولون إن الله واحد .؟ لماذا لا يكون الآلهة متعددين .؟ يتوزعون بينهم الاختصاصات ؟
وسوف نرد عليه بالمنطق الذي يعترف به . بالعلم وليس بالقرآن .
سوف نقول له إن الخالق واحد ، لأن الكون كله مبني من خامة واحدة وبخطة واحدة . فمن الأيدروجين تألفت العناصر الاثنان والتسعون التي في جدول "مندليف" بنفس الطريقة . "بالادماج" وإطلاق الطاقة الذرية التي تتأجج بها النجوم وتشتعل الشموس في فضاء الكون .
كما أن الحياة كلها بنيت من مركبات الكربون "جميع صنوف الحياة تتفحم بالاحتراق" وعلى مقتضى خطة تشريحية واحدة . تشريح الضفدعة ، والأرنب ، والحمامة ، والتمساح ، والزرافة ، والحوت ، يكشف عن خطة تشريحية واحدة ، نفس الشرايين والأوردة وغرفات القلب ، ونفس العظام ، كل عظمة لها نظيرتها . الجناح في الحمامة هو الذراع في الضفدعة . نفس العظام مع تحور طفيف .والعنق في الزرافة على طوله نجد فيه نفس الفقرات السبع التي تجدها في عنق القنفذ . والجهاز العصبي هو هو في الجميع ، يتألف من مخ وحبل شوكي وأعصاب حس وأعصاب حركة . والجهاز الهضمي من معدة واثني عشر ، وأمعاء دقيقة وأمعاء غليظة والجهاز التناسلي نفس المبيض والرحم والخصية وقنواتها . والجهاز البولي الكلية والحالب ، وحويصلة البول . ثم الوحدة التشريحية في الجميع هي الخلية . وهي في النبات كما في الحيوان كما في الإنسان، بنفس المواصفات، تتنفس وتتكاثر وتموت وتولد بنفس الطريقة .
فأية غرابة بعد هذا أن نقول إن الخالق واحد ؟ . ألا تدل على ذلك وحدة الأساليب .ولماذا يتعدد الكامل .؟ وهل به نقص ليحتاج إلى من يكمله ؟ . إنما يتعدد الناقصون .ولو تعدد الآلهة لاختلفوا ، ولذهب كل إله بما خلق ، ولفسدت السماوات والأرض , والله له الكبرياء والجبروت وهذه صفات لا تحتمل الشركة .
ويسخر صاحبنا من معنى الربوبية كما نفهمه . ويقول أليس عجيباً ذلك الرب الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، فيأخذ بناصية الدابة ، ويوحي إلى النحل أن تتخذ من الجبال بيوتاً ، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ، وما تخرج من ثمرات من أكمامها إلاّ أحصاها عدداً ، وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه . وإذا عثرت قدم في حفرة فهو الذي أعثرها. وإذا سقطت ذبابة في طعام فهو الذي أسقطها . وإذا تعطلت الحرارة في تليفون فهو الذي عطلها . وإذا امتنع المطر فهو الذي منعه ، وإذا هطل فهو الذي أهطله . ألا تشغلون إلهكم بالكثير التافه من الأمور بهذا الفهم .
ولا أفهم أيكون الرب في نظر السائل أجدر بالربوبية لو أنه أعفى نفسه من هذه المسؤوليات وأخذ إجازة وأدار ظهره للكون الذي خلقه وتركه يأكل بعضه بعضاً !هل الرب الجدير في نظره هو رب عاطل مغمى عليه لا يسمع ولا يرى ولا يستجيب ولا يعتني بمخلوقاته ؟ . ثم من أين للسائل بالعلم بأن موضوعاً ما تافه لا يستحق تدخل الإله، وموضوعاً آخر مهماً وخطير الشأن ؟
إن الذبابة التي تبدو تافهة في نظر السائل لا يهم في نظره أن تسقط في الطعام أو لا تسقط، هذه الذبابة يمكن أن تغيّر التاريخ بسقوطها التافه ذلك . فإنها يمكن أن تنقل الكوليرا إلى جيش وتكسب معركة لطرف آخر، تتغير بعدها موازين التاريخ كله.
ألم تقتل الإسكندر الأكبر بعوضة ؟
إن أتفه المقدمات ممكن أن تؤدي إلى أخطر النتائج . وأخطر المقدمات ممكن أن تنتهي إلى لا شيء . وعالم الغيب وحده هو الذي يعلم قيمة كل شيء .
وهل تصور السائل نفسه وصيّاً على الله يحدد له اختصاصاته . تقدّس وتنزّه ربنا عن هذا التصور الساذج .
إنما الإله الجدير بالألوهية هنا هو الإله الذي أحاط بكل شيء علماً . لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . الإله السميع المجيب ، المعتني بمخلوقاته.
من كتــاب/ حوار مع صديقي الملحد
للدكتور/ مصطفى محمود رحمه الله. ❝
❞ عندما تتقدم في العمر تكتشف في دهشة أن لك أصدقاء مهمين في كل مكان. هؤلاء المراهقون السذج قد كبروا وصاروا خطيرين .. وكما تقول الدعابة القديمة، فأنت تفرح لأن أصدقاء صباك في مناصب مهمة، لكنك تشعر بمرارة في فمك بسبب خوفك على مستقبل الوطن. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ عندما تتقدم في العمر تكتشف في دهشة أن لك أصدقاء مهمين في كل مكان. هؤلاء المراهقون السذج قد كبروا وصاروا خطيرين . وكما تقول الدعابة القديمة، فأنت تفرح لأن أصدقاء صباك في مناصب مهمة، لكنك تشعر بمرارة في فمك بسبب خوفك على مستقبل الوطن. ❝