❞ الطريق من القاهرة إلى مرسى مطروح بالسيارة طريق طويل ممل تتشابه فيه المناظر على مدى ساعات .. آفاق ممتدة من الرمال و شريط أزرق من البحر يبدو و يختفي .. و اهتزازات صاعدة هابطة تهبط منها الأحشاء ، و يُصاب الرأس بالدوار ..
و لولا ذلك الرفيق الثِرثار ربما كان السائق قد أغفَى على مقعد القيادة نائماً من فرط الرتابة .
و في مثل هذه المسافات الطويلة تحلو الثرثرة ..
و صاحبنا الثرثار رجل قلِق متوتر لا يعجبه شيء و لا يرى من الإنسان إلا عيوبه ، و لا يرى في الدنيا إلا جوانبها السالبة و لا يرى في الكون شيئاً جديراً بالحمد ..
فالكون مشروع فاشل ، و الحياة صفقة خاسرة نهايتها الموت .. و العَطَب و الفساد يكتنف كل شيء ..
فالورد يذبُل .. و الشمس تأفُل .. و الجسد يشيخ .. و الأرض تتبدل .. و لا شيء يبقى على حاله .. و الإنسان يشرب دموعه مع كل ضحكة .. فأين الحكمة .. و أين الإبداع .. و أين الجمال .. و علام ذلك التسبيح شكراً و حمداً .. و علام تعفير الجباه سجوداً و ركوعاً .. و كيف نشكر الخالق على الميكروب و السرطان و الزلزال و الموت غرقاً و حرقاً ..
أما صاحبنا الآخر فهو على النقيض ، رجل مطمئن تكسوه دائماً ملامح الرضا و الحمد و القناعة ..
و في رأيه أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان .. و أن الله خلق الكون و الإنسان على أحسن صورة ..
و أن الموت و الشيخوخة و المرض .. هي ظِلال لابد منها لكمال الصورة .. فما كانت الصحة لِتُعرَف لولا المرض .. بل إن المرض يعطي للإنسان فيما يُعطي .. المناعة و الحصانة .. كما أنه يعلمه الصبر و الجَلَد .. ثم هو الذي يخلق المناسبة للرحمة و التعاطف و البذل بين الناس .. و حُكمِهِ حُكم لَسعَة البرد و الحر التي تنبه الجسد و تستفزه ليحتشد .. و لو أخلد الإنسان إلى إعتدال دائم لاسترخت خلايا جسده و هلكت من الخمول و الترف ..
و شُكراً للميكروب فهو يخلق للعقل وظيفة عاجلة ليفكر و يبتكر و يحتال على الإنقاذ .. و هل البنسلين و الكلورميسين و الأريومسين و كافة عائلة المضادات الحيوية إلا مخلفات ميكروبات .. !
و هل يحصل النبات على سماده الطبيعي إلا بميكروبات في درنات الجذور تثبت النيتروجين و تسلمه لنبات سماداً جاهزاً .. !
** إن للشر دائماً وجهاً آخر خَفيّاً .. هو عين الخير .
و لولا الزلازل و البراكين التي تُنَفِس عن الضغط الزائد في باطن الأرض لانفجرت الأرض بِمَن عليها من ملاين السنين .
و كما يقول الفيلسوف الحكيم أبو حامد الغزالي : كلما ازداد القوس إعوجاجاً أعطى السهم تَوتُراً و اندِفاعاً أكثر ليصيب هدفه ، و ذلك هو الكمال الذي يَخفَى في باطن النقص .
و لهذا قال الغزالي : إنه ليس في الإمكان أبدع مما كان ، و أن الدنيا بما فيها من نقص هي أكمل مثال لدنيا زائلة .
● قال الرجل الثِرثار :
كل هذا كلام في كلام .. و أُحِب أن أرى الآن لو كُسِرَت ذراعُك أو كُفَ بَصرُك .. ماذا تقول .. ؟
● قال الرجل الهادئ :
أقول الحمد لله لطفت يا رب في قضائك و أبقيت لي ذراعاً سليمة .. و أخذت بصري و أبقيت سمعي .. فشكراً على ما أبقيت .. و لك الحكمة فيما أخذت .
● قال الثرثار :
هذا دجل صريح .. و أراهن أنك أكبر دجال فيما تقول .. و أُراهن أن الموقف سوف يختلف كثيراً إذا أصابك شيء من هذا .. و أنك سوف تَسُب الدين و المِلّة .
● قال الرجل المطمئن :
حاشا لله أن أفعل شيئاً من ذلك .. و أنا أُحسِن الظن بالله .. و أرى جماله في كل شيء .. و أرى رحمته تسبق عدله .. و لُطفِه يسبق رحمته في كل قضاء .. و لا أراه ظالِماً أبداً .. تعالى ربي عن الظُلم عُلُواً كبيراً .
و لم يُجِب الرجل الثِرثار .. فقد وقعت العربة في مطب فجأة و انحرفت عجلة القيادة .. و ظهرت عربة قادمة بسرعة من الإتجاه الآخر .. و فقد السائق السيطرة على توجيه عربته تماماً ..
و رآها تخرج من يده إلى خارج الطريق المرصوف ثم تميل ميلاً شديداً لتنقلب و تبدأ في الدوران حول نفسها عدة مرات لتستقر على بعد مائة متر في الرمال .
و خرج الرجل الثرثار شاحِباً يرتجف و هو يتحسس نفسه و يدهش كيف لم يُصَب بِخدش .. أما الرجل المطمئن فكان فاقد الوعي يتنفس بصعوبة و يخرج من فمه شخير .
و انطلق الرجل في فزع إلى أقرب نقطة مرور و اتصل تليفونياً بأقرب وحدة صحية ، و كانت وحدة العلمين على بُعد عشرة كيلو مترات .
و جاءت عربة الإسعاف .. و قال طبيب الوحدة بعد الفحص الأوَلي إن هناك تمزُقاً بالكلية اليُمنى و نزيفاً ، و إن الحل الوحيد هو نقل المصاب فوراً إلى الإسكندرية و إجراء جراحة إستئصال عاجلة للكلية ..
و في الغُرفة رقم "7" بعنبر الجراحة بمستشفى الجامعة .. كان المُصاب مسجى على فراشه بعد أن خرج من غرفة العمليات .. و كان لا يزال في غفوة البنج .
و إلى جواره جلس صديقه الثرثار في انتظار اللحظة التي يفتح فيها عينيه ، و كان أول ما قال الرجل حينما فتح عينيه :
● الحمد لله .
و كان الرجل الثرثار يجلس مبهوتاً ، و كان لا يزال يرتجف من هول ما رأى و ما سَمِع و هو يتأرجح على عتبة الموت .. و كان لا يزال يتحسس جسده السليم و لا يُصدِق كيف خرج سليماً ، و كان الطبيب يتحدث بالتليفون إلى قسم الباثولوجي .
و وضع الطبيب التليفون و ظهرت على وجهه دهشة لا حد لها ..
قال الطبيب و قد اتسعت حدقتاه :
● هذا أمر عجيب .. أمرٌ لا يُصَدَق .!
● قال الرجل الثرثار .. كيف .. ماذا تعني .. ماذا حدث ؟
● قال الطبيب و هو يبتلع لعابه من الإنفعال :
الكلية التي أستُئصِلَت ..
● قال الرجل الثرثار في فضول :
ما خطبها .. ؟
● قال الطبيب :
يقول تقرير الباثولوجي .. إنه كان بها سرطان وليد في أول مراحله .
و خيَّم الصمت على الثلاثة برهة و كأن على رؤسهم الطير ..
● ثم استأنف الطبيب الكلام :
لولا هذا الحادث الذي إستأصلنا بسببه الكلية لكان المصاب سيهلك بالسرطان حتماً .. هذا عجيب .. هذا حادث إنقاذ .. هذا حادث مُلاطَفة .. و ليس نكبة .
إن ما حدث كان خيراً لا حد له ..
● و ابتسم الرجل المطمئن إبتسامة واهنة في فراشه و قال : الحمد لله .
إن الله يعاملني بنياتي ، فقد كنت دائماً أُحسِن الظن به .
و التفت إلى صاحبه الثرثار قائلا :
أرأيت يا صديقي .. فذلك هو الخير الباطن في الشر ..
و سكت الطبيب ساهِماً .
و بُهِتَ الذي كَفَر .. فلم يجد ما يقول ..
*****
قصة / ملاطفة
من كتـــاب / نقـطــة الغـليــان
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ الطريق من القاهرة إلى مرسى مطروح بالسيارة طريق طويل ممل تتشابه فيه المناظر على مدى ساعات . آفاق ممتدة من الرمال و شريط أزرق من البحر يبدو و يختفي . و اهتزازات صاعدة هابطة تهبط منها الأحشاء ، و يُصاب الرأس بالدوار .
و لولا ذلك الرفيق الثِرثار ربما كان السائق قد أغفَى على مقعد القيادة نائماً من فرط الرتابة .
و في مثل هذه المسافات الطويلة تحلو الثرثرة .
و صاحبنا الثرثار رجل قلِق متوتر لا يعجبه شيء و لا يرى من الإنسان إلا عيوبه ، و لا يرى في الدنيا إلا جوانبها السالبة و لا يرى في الكون شيئاً جديراً بالحمد .
فالكون مشروع فاشل ، و الحياة صفقة خاسرة نهايتها الموت . و العَطَب و الفساد يكتنف كل شيء .
فالورد يذبُل . و الشمس تأفُل . و الجسد يشيخ . و الأرض تتبدل . و لا شيء يبقى على حاله . و الإنسان يشرب دموعه مع كل ضحكة . فأين الحكمة . و أين الإبداع . و أين الجمال . و علام ذلك التسبيح شكراً و حمداً . و علام تعفير الجباه سجوداً و ركوعاً . و كيف نشكر الخالق على الميكروب و السرطان و الزلزال و الموت غرقاً و حرقاً .
أما صاحبنا الآخر فهو على النقيض ، رجل مطمئن تكسوه دائماً ملامح الرضا و الحمد و القناعة .
و في رأيه أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان . و أن الله خلق الكون و الإنسان على أحسن صورة .
و أن الموت و الشيخوخة و المرض . هي ظِلال لابد منها لكمال الصورة . فما كانت الصحة لِتُعرَف لولا المرض . بل إن المرض يعطي للإنسان فيما يُعطي . المناعة و الحصانة . كما أنه يعلمه الصبر و الجَلَد . ثم هو الذي يخلق المناسبة للرحمة و التعاطف و البذل بين الناس . و حُكمِهِ حُكم لَسعَة البرد و الحر التي تنبه الجسد و تستفزه ليحتشد . و لو أخلد الإنسان إلى إعتدال دائم لاسترخت خلايا جسده و هلكت من الخمول و الترف .
و شُكراً للميكروب فهو يخلق للعقل وظيفة عاجلة ليفكر و يبتكر و يحتال على الإنقاذ . و هل البنسلين و الكلورميسين و الأريومسين و كافة عائلة المضادات الحيوية إلا مخلفات ميكروبات . !
و هل يحصل النبات على سماده الطبيعي إلا بميكروبات في درنات الجذور تثبت النيتروجين و تسلمه لنبات سماداً جاهزاً . !
* إن للشر دائماً وجهاً آخر خَفيّاً . هو عين الخير .
و لولا الزلازل و البراكين التي تُنَفِس عن الضغط الزائد في باطن الأرض لانفجرت الأرض بِمَن عليها من ملاين السنين .
و كما يقول الفيلسوف الحكيم أبو حامد الغزالي : كلما ازداد القوس إعوجاجاً أعطى السهم تَوتُراً و اندِفاعاً أكثر ليصيب هدفه ، و ذلك هو الكمال الذي يَخفَى في باطن النقص .
و لهذا قال الغزالي : إنه ليس في الإمكان أبدع مما كان ، و أن الدنيا بما فيها من نقص هي أكمل مثال لدنيا زائلة .
● قال الرجل الثِرثار :
كل هذا كلام في كلام . و أُحِب أن أرى الآن لو كُسِرَت ذراعُك أو كُفَ بَصرُك . ماذا تقول . ؟
● قال الرجل الهادئ :
أقول الحمد لله لطفت يا رب في قضائك و أبقيت لي ذراعاً سليمة . و أخذت بصري و أبقيت سمعي . فشكراً على ما أبقيت . و لك الحكمة فيما أخذت .
● قال الثرثار :
هذا دجل صريح . و أراهن أنك أكبر دجال فيما تقول . و أُراهن أن الموقف سوف يختلف كثيراً إذا أصابك شيء من هذا . و أنك سوف تَسُب الدين و المِلّة .
● قال الرجل المطمئن :
حاشا لله أن أفعل شيئاً من ذلك . و أنا أُحسِن الظن بالله . و أرى جماله في كل شيء . و أرى رحمته تسبق عدله . و لُطفِه يسبق رحمته في كل قضاء . و لا أراه ظالِماً أبداً . تعالى ربي عن الظُلم عُلُواً كبيراً .
و لم يُجِب الرجل الثِرثار . فقد وقعت العربة في مطب فجأة و انحرفت عجلة القيادة . و ظهرت عربة قادمة بسرعة من الإتجاه الآخر . و فقد السائق السيطرة على توجيه عربته تماماً .
و رآها تخرج من يده إلى خارج الطريق المرصوف ثم تميل ميلاً شديداً لتنقلب و تبدأ في الدوران حول نفسها عدة مرات لتستقر على بعد مائة متر في الرمال .
و خرج الرجل الثرثار شاحِباً يرتجف و هو يتحسس نفسه و يدهش كيف لم يُصَب بِخدش . أما الرجل المطمئن فكان فاقد الوعي يتنفس بصعوبة و يخرج من فمه شخير .
و انطلق الرجل في فزع إلى أقرب نقطة مرور و اتصل تليفونياً بأقرب وحدة صحية ، و كانت وحدة العلمين على بُعد عشرة كيلو مترات .
و جاءت عربة الإسعاف . و قال طبيب الوحدة بعد الفحص الأوَلي إن هناك تمزُقاً بالكلية اليُمنى و نزيفاً ، و إن الحل الوحيد هو نقل المصاب فوراً إلى الإسكندرية و إجراء جراحة إستئصال عاجلة للكلية .
و في الغُرفة رقم ˝7˝ بعنبر الجراحة بمستشفى الجامعة . كان المُصاب مسجى على فراشه بعد أن خرج من غرفة العمليات . و كان لا يزال في غفوة البنج .
و إلى جواره جلس صديقه الثرثار في انتظار اللحظة التي يفتح فيها عينيه ، و كان أول ما قال الرجل حينما فتح عينيه :
● الحمد لله .
و كان الرجل الثرثار يجلس مبهوتاً ، و كان لا يزال يرتجف من هول ما رأى و ما سَمِع و هو يتأرجح على عتبة الموت . و كان لا يزال يتحسس جسده السليم و لا يُصدِق كيف خرج سليماً ، و كان الطبيب يتحدث بالتليفون إلى قسم الباثولوجي .
و وضع الطبيب التليفون و ظهرت على وجهه دهشة لا حد لها .
قال الطبيب و قد اتسعت حدقتاه :
● هذا أمر عجيب . أمرٌ لا يُصَدَق .!
● قال الرجل الثرثار . كيف . ماذا تعني . ماذا حدث ؟
● قال الطبيب و هو يبتلع لعابه من الإنفعال :
الكلية التي أستُئصِلَت .
● قال الرجل الثرثار في فضول :
ما خطبها . ؟
● قال الطبيب :
يقول تقرير الباثولوجي . إنه كان بها سرطان وليد في أول مراحله .
و خيَّم الصمت على الثلاثة برهة و كأن على رؤسهم الطير .
● ثم استأنف الطبيب الكلام :
لولا هذا الحادث الذي إستأصلنا بسببه الكلية لكان المصاب سيهلك بالسرطان حتماً . هذا عجيب . هذا حادث إنقاذ . هذا حادث مُلاطَفة . و ليس نكبة .
إن ما حدث كان خيراً لا حد له .
● و ابتسم الرجل المطمئن إبتسامة واهنة في فراشه و قال : الحمد لله .
إن الله يعاملني بنياتي ، فقد كنت دائماً أُحسِن الظن به .
و التفت إلى صاحبه الثرثار قائلا :
أرأيت يا صديقي . فذلك هو الخير الباطن في الشر .
و سكت الطبيب ساهِماً .
و بُهِتَ الذي كَفَر . فلم يجد ما يقول .
*****
قصة / ملاطفة
من كتـــاب / نقـطــة الغـليــان
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ سحر متعدد
كنت فى الجريدة وجالى تليفون لغبطنى شوية من كتر ما فهمتيش منه حاجه.فضلت شوية ساكتة برتب افكارى علشان اعرف الخطوة الجاية إيه.
آه نسيت اعرفكم بنفسي أنا إيمان مختار صحفية بجريدة................جالى تليفون من مصدر من المصادر اللى بنحصل على الأخبار من خلالهم لقيتوا بيقولى فى حاجه غريبة بتحصل بقالها ثلاث ايام فى المقابر اللى فى أول البلد ومش كده وبس بيحصل حاجات غريبة فى بيوت أهل البلد هما نفسهم مش فاهمنها.
إيمان.ماشى كل ده تمام فين الخبر إيه اللى هستفادوا من اللى بيحصل فى مقابر البلد ولا اللى بيحصل فى بيوت أهل البلد.
المصدر طب ماتيجى وتشوفى بنفسك يااستاذة يمكن تفهمى اللى أنا مش قادر افهموا.
إيمان طيب تمام اقفل أنت دلوقتي وأنا هشوف ولو قررت اجى هديك خبر علشان تستننى.
المصدر تمام يا استاذة في انتظارك.
إيمان وقعت فى حيرة ما بين انى اروح وأنى ما اروحش بس ازى ما روحش الفضول هيموتنى.
وأخيرا قررت أنى هروح بس قبل ما اروح قررت اكلم اخويا احمد بيعرف فى الخوارق وحوادث القبور وهيعرف يحمينى ويحصن نفسه .كلمت احمد واتفقت معاه أن إحنا هنروح البلد دى بكرة بعد العصر.
على اد ما كنت فرحانه أنى هروى فضولى على اد ما كنت خايفة بس أنا بطبعى بحب المغامرات.
روحنا أنا وأحمد البلد اللى المصدر قال عليها وكنت متفقة مع المصدر يقابلنا فى بداية البلد ووصلنا وقابلنا المصدر ورحب بينا بس مش عارفه ليه حاسته مرتباك ومشتت وماشى يتلفت حواليه.اخدنا المصدر بيته وقدم لنا واجب الضيافة كانت حدود الساعة الثامنة مساء وابتدينا نسمع صوت صرخات وضحكات بيدوى فى بيوت أهل البلد غير التكسير والتخبيط.اتفزعنا من الصوت وقمنا اتنطرنا من مكانا أنا والمصدر الغريب في الموضوع أن أحمد كان قاعد بيسمع الأصوات بتركيز وزى ما يكون فهم حاجه.بس ما علقش .
خلصنا اكل وبعد الشاى أحمد قال للمصدر تعالى ورينى المقابر.
المصدر خاف واترعب بس احمد طمنوا.فاقتنع المصدر أنه يروح مع أحمد كنت عايزة اروح معاهم واحمد كان معترض ولعد زن كتير رضى يخلينى اروح معاهم.
ايمان من أول ما خرجنا من بيت المصدر وبقينا بنشوف خيالات بتتحرك قدمنا وضربات قلبى بدأت تزيد وحاست أن قلبى هيخرج من مكانه وكل ما نقرب من المقابر اكتر ضربات قلبى تزيد واحس بخنقة غريبة وضيق تنفس.لحد لما وصلنا المقابر من بره بقينا نسمع صوت صريخ على انين مزيج من الاصوات اللى مش مفهومه مع خوف ورعب وقبضة قلب مع الظلام الدامس حاجه تجيب ساكته قلبية من شدة الرعب.احمد اصر أنى افضل بره وهو والمصدر هيدخلوا جوه وحاولت مع احمد كتير علشان يخلينى ادخول معاهم ولكنه اعتراض.
دخل احمد والمصدر بين المقابر علشان يعرفوا الصوت ده جاى منين.
واللى شافوا كان صدمه بكل المقاييس إيه ده ااااااااااااااااا
بعد شوية لقيتهم طالبوا الاسعاف والشرطة والدنيا اتقلبت وأنا مش فاهمه حاجه والفضول هيموتنى. دخلت الشرطة والاسعاف جوه المقابر ولقيت المصدر خرج يجرى ورجع معاه جردل مياه والشرطة شغلت كشافات عاليه فى المقابر واتحول الظلام الدامس لنهار من شدة إضاءة الكشافات وغابوا شوية جوه.وبعد كل الوقت ده لقيت الاسعاف خارجه وفى شئ متغطى على النقالة معرفتيش استوضح ده ايه.
لما خرج احمد كان خارج كأنه كان فى حرب.
أيمان: احمد هو كان فى إيه جوه ليه الشرطة والاسعاف ؟
أحمد هحكيلك بعد ما ارتاح.
إيمان للمصدر طب ما تحكى أنت.
المصدر يا استاذة سيبنا نرتاح وهنقولك كل حاجه يلا اتفضلوا هتباتوا عندى النهارده.
إيمان لا طبعاً ما ينفعاش.
أحمد أنا معاكى ياايمان وبصراحه تعبان ومش هقدر اسوق.
إيمان تمام يلا بينا.
المصدر اتفضلوا بلدنا نورت واتشرفت بيكم يا استاذ احمد .
احمد الشرف لينا والله.
ايمان فضلنا فى بيت المصدر الليلة دى ولكن كان بيقسم أن بيوت البلد هادية اليوم على غير العاده والفضل لأستاذ احمد.
وأنا هموت من الفضول واعرف كان فيه إيه.
وبعد مرور ساعتان من الراحه.لازقت لأحمد علشان يحكيلى إيه اللى حصل.
أحمد صلى على النبي.
إيمان عليه الصلاة والسلام.
أحمد.اسمعى ياستى كان فى حد مؤذى من القرية لجاء لساحر وخطفوا طفل مسكين وعملوا عليه خمس اشكال من السحر لخمس اشخاص من أهل البلد دى كانوا مكتفين الولد بشكل بشع وحطين عمل فى فمه وفاتحين جرح كبير فى بطنه وحاطين عمل وفى أيده عمل وفى رجله وربطين على عينه عمل وطعنينوا كذا طعنه علشان كل ما هو يتعذب اللى معمولوا العمل يتعذب وكانوا حفرين مقبر من المقابر ورمين فيها الولد ولأن فمه كان متخيط على العمل كان بيزوم ويان من الوجع والأصوات اللى كانت فى بيوت أهل البلد بسبب الاسحار دى وعلى بال ما وصلنا للولد وحاولنا ننقذه كان مات الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.
بس قدرنا نعرف مين هو الساحر والشرطة هتقبض عليه.
وده ياستى اللى حصل ابطلنا مفعول الأعمال فى مياه نظيفة مقروء عليها بس للأسف ما قدرنيش ننقذ الولد...
إيمان الله يرحمه ازى ناس يجلها قلب تعمل فى طفل كده حسبى الله ونعم الوكيل.
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ
وٌآتٌقُوٌا يَوٌمًآ تٌرجّعٌوٌنِ فُيَ إلَيَ آلَلَهّ
تمت...
#الهام_احمد_نيروزونيارنيار. ❝ ⏤إلهام احمد عبد الحليم (نيروزونيارنيار)
❞ سحر متعدد
كنت فى الجريدة وجالى تليفون لغبطنى شوية من كتر ما فهمتيش منه حاجه.فضلت شوية ساكتة برتب افكارى علشان اعرف الخطوة الجاية إيه.
آه نسيت اعرفكم بنفسي أنا إيمان مختار صحفية بجريدة........جالى تليفون من مصدر من المصادر اللى بنحصل على الأخبار من خلالهم لقيتوا بيقولى فى حاجه غريبة بتحصل بقالها ثلاث ايام فى المقابر اللى فى أول البلد ومش كده وبس بيحصل حاجات غريبة فى بيوت أهل البلد هما نفسهم مش فاهمنها.
إيمان.ماشى كل ده تمام فين الخبر إيه اللى هستفادوا من اللى بيحصل فى مقابر البلد ولا اللى بيحصل فى بيوت أهل البلد.
المصدر طب ماتيجى وتشوفى بنفسك يااستاذة يمكن تفهمى اللى أنا مش قادر افهموا.
إيمان طيب تمام اقفل أنت دلوقتي وأنا هشوف ولو قررت اجى هديك خبر علشان تستننى.
المصدر تمام يا استاذة في انتظارك.
إيمان وقعت فى حيرة ما بين انى اروح وأنى ما اروحش بس ازى ما روحش الفضول هيموتنى.
وأخيرا قررت أنى هروح بس قبل ما اروح قررت اكلم اخويا احمد بيعرف فى الخوارق وحوادث القبور وهيعرف يحمينى ويحصن نفسه .كلمت احمد واتفقت معاه أن إحنا هنروح البلد دى بكرة بعد العصر.
على اد ما كنت فرحانه أنى هروى فضولى على اد ما كنت خايفة بس أنا بطبعى بحب المغامرات.
روحنا أنا وأحمد البلد اللى المصدر قال عليها وكنت متفقة مع المصدر يقابلنا فى بداية البلد ووصلنا وقابلنا المصدر ورحب بينا بس مش عارفه ليه حاسته مرتباك ومشتت وماشى يتلفت حواليه.اخدنا المصدر بيته وقدم لنا واجب الضيافة كانت حدود الساعة الثامنة مساء وابتدينا نسمع صوت صرخات وضحكات بيدوى فى بيوت أهل البلد غير التكسير والتخبيط.اتفزعنا من الصوت وقمنا اتنطرنا من مكانا أنا والمصدر الغريب في الموضوع أن أحمد كان قاعد بيسمع الأصوات بتركيز وزى ما يكون فهم حاجه.بس ما علقش .
خلصنا اكل وبعد الشاى أحمد قال للمصدر تعالى ورينى المقابر.
المصدر خاف واترعب بس احمد طمنوا.فاقتنع المصدر أنه يروح مع أحمد كنت عايزة اروح معاهم واحمد كان معترض ولعد زن كتير رضى يخلينى اروح معاهم.
ايمان من أول ما خرجنا من بيت المصدر وبقينا بنشوف خيالات بتتحرك قدمنا وضربات قلبى بدأت تزيد وحاست أن قلبى هيخرج من مكانه وكل ما نقرب من المقابر اكتر ضربات قلبى تزيد واحس بخنقة غريبة وضيق تنفس.لحد لما وصلنا المقابر من بره بقينا نسمع صوت صريخ على انين مزيج من الاصوات اللى مش مفهومه مع خوف ورعب وقبضة قلب مع الظلام الدامس حاجه تجيب ساكته قلبية من شدة الرعب.احمد اصر أنى افضل بره وهو والمصدر هيدخلوا جوه وحاولت مع احمد كتير علشان يخلينى ادخول معاهم ولكنه اعتراض.
دخل احمد والمصدر بين المقابر علشان يعرفوا الصوت ده جاى منين.
واللى شافوا كان صدمه بكل المقاييس إيه ده ااااااااااااااااا
بعد شوية لقيتهم طالبوا الاسعاف والشرطة والدنيا اتقلبت وأنا مش فاهمه حاجه والفضول هيموتنى. دخلت الشرطة والاسعاف جوه المقابر ولقيت المصدر خرج يجرى ورجع معاه جردل مياه والشرطة شغلت كشافات عاليه فى المقابر واتحول الظلام الدامس لنهار من شدة إضاءة الكشافات وغابوا شوية جوه.وبعد كل الوقت ده لقيت الاسعاف خارجه وفى شئ متغطى على النقالة معرفتيش استوضح ده ايه.
لما خرج احمد كان خارج كأنه كان فى حرب.
أيمان: احمد هو كان فى إيه جوه ليه الشرطة والاسعاف ؟
أحمد هحكيلك بعد ما ارتاح.
إيمان للمصدر طب ما تحكى أنت.
المصدر يا استاذة سيبنا نرتاح وهنقولك كل حاجه يلا اتفضلوا هتباتوا عندى النهارده.
إيمان لا طبعاً ما ينفعاش.
أحمد أنا معاكى ياايمان وبصراحه تعبان ومش هقدر اسوق.
إيمان تمام يلا بينا.
المصدر اتفضلوا بلدنا نورت واتشرفت بيكم يا استاذ احمد .
احمد الشرف لينا والله.
ايمان فضلنا فى بيت المصدر الليلة دى ولكن كان بيقسم أن بيوت البلد هادية اليوم على غير العاده والفضل لأستاذ احمد.
وأنا هموت من الفضول واعرف كان فيه إيه.
وبعد مرور ساعتان من الراحه.لازقت لأحمد علشان يحكيلى إيه اللى حصل.
أحمد صلى على النبي.
إيمان عليه الصلاة والسلام.
أحمد.اسمعى ياستى كان فى حد مؤذى من القرية لجاء لساحر وخطفوا طفل مسكين وعملوا عليه خمس اشكال من السحر لخمس اشخاص من أهل البلد دى كانوا مكتفين الولد بشكل بشع وحطين عمل فى فمه وفاتحين جرح كبير فى بطنه وحاطين عمل وفى أيده عمل وفى رجله وربطين على عينه عمل وطعنينوا كذا طعنه علشان كل ما هو يتعذب اللى معمولوا العمل يتعذب وكانوا حفرين مقبر من المقابر ورمين فيها الولد ولأن فمه كان متخيط على العمل كان بيزوم ويان من الوجع والأصوات اللى كانت فى بيوت أهل البلد بسبب الاسحار دى وعلى بال ما وصلنا للولد وحاولنا ننقذه كان مات الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.
بس قدرنا نعرف مين هو الساحر والشرطة هتقبض عليه.
وده ياستى اللى حصل ابطلنا مفعول الأعمال فى مياه نظيفة مقروء عليها بس للأسف ما قدرنيش ننقذ الولد..
إيمان الله يرحمه ازى ناس يجلها قلب تعمل فى طفل كده حسبى الله ونعم الوكيل.
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ
وٌآتٌقُوٌا يَوٌمًآ تٌرجّعٌوٌنِ فُيَ إلَيَ آلَلَهّ
تمت..
#الهام_احمد_نيروزونيارنيار. ❝
❞ الـبــــــــــــــارت الســــــــادس
في الساعة الثالثة عصرا
نروح عند يسرى كان اليوم المنتظر بنسبة لها باقي ساعات وتجتمع بحب طفولتها صادق .
كانت عند الكوافير خلصت الكوافير توضع اللامسات الاخيرة على وجهها الصغير ... مكياجها كان لبناني الناعم
وجدان : ما شاء الله الليلة ليلتك يا صادق
يسرى رمقتها بعيونها
وجدان : اموت على اللي يستحوا
ام يسرى : بسرعه ابوش جاء نلحق عشان ترتاحي شويه قبل ما يجي صادق وتتصوري
يسرى ارتجفت من اسمه : طيب
خرجت يسرى وامها ووجدان وصلهم ابو يسرى للقاعه **** افخم قاعه في صنعاء
دخلت يسرى غرفه العروس ساعدتها وجدان تلبسه لبست الفستان.. كانت يسرى مثل الملاك بالفستان احلامها دارت يسرى على نفسها بفرح
وجدان بابتسامة : الله يديم فرحتش يا يسرى
يسرى حظنتها : امين وبسرعة قرصت يد وجدان بقوة
وجدان صاحت : اااااه
يسرى بابتسامة شر : عقبالششش بعدي بشهر
وجدان بتلمس مكان القرصه : ااه عورتيني . ضحكت : ان شاء الله
دخلت ام يسرى تقرا على بنتها : يسرى يمه صادق منتظرلش خارج
يسرى بردت اصابع يدها : .......
ام يسرى : يسرى مالش
يسرى : يمه متوترة
ام يسرى : ليش متوترة صادق مش رجال غريب وبيخليش داخل عيونه .. شافت لعند وجدان : تعالي يا وجدان نخل العرسان لحالهم
وجدان غمزت ليسرى : طيب خالتي
خرجوا ودخل صادق كان منتظر اشاره من عمته شمة
صادق فتح الباب تنحنح : حم
يسرى كانت منزله عيونها : .....
صادق سكر الباب بالمفتاح عشان محد يهجم عليهم ^_^ قرب منها مسك يدها ووقفها قدامه: الف مبروك يا قمري
يسرى بهمس : الله يبارك فيك
صادق قرب منها اكثر لمس خصرها وضع جبهته بجبتها والتقت عيونهم لساعات همس : احبش
دق الباب كانت المصورة ..... صادق بمزح غمز : خربت علينا
يسرى انحرجت
صادق اشر على المصورة تبدا
بدأت المصورة تأخذ لهم افضل الصور والحركات
.........
نروح عند طلال كان بيساعد امه تجلس على الكرسي المتحرك عشان بيخرجوا من المستشفى اتصل على عامر
طلال: الو
عامر : هلا
طلال : نقلت العفش
عامر : ايوه كله جاهز
طلال : طيب انتظر لي جنب الدكان انا مروح مع الاهل
عامر : ان شاء الله
وقف طلال التاكسي ساعد امه وطلعت سميره وسلمى ومشوا
وصلوا عند الدكان ام طلال : فين مودينا يا ابني
طلال : الدكان استجرت
ام طلال : والعف... قاطعها طلال : قد نقله عامر كامل
ام طلال : الله يفتح عليكم
عامر شاف ام طلال وطلال قرب منهم : الحمد لله على سلامتش خالتي
ام طلال : الله يسلمك يا ابني
طلال : يالله ادخلوا
دخلت ام طلال وسميره مع سلمى .. كان الدكان عباره عن غرفه حجم مربع صغير ..
رتبت سميره العفش والاغراض فرشت لامها مكان ترتاح ساعدتها عشان تتمدد
ام طلال : الله يسعدش يابنتي ويديلش ابن الحلال
سميرة بحزن ذكرت اختها : امين
دخل طلال على امه شافها بدات ترتاح شويه تنهد : اسمعوني بقولكم شي اولا سلوى موضوعها انتهى يعنى لا تذكروها خلاص ما ندري فين راحت والناس بدأت تضحك علينا وانتي يا يمه تعرفي العادات والتقاليد في اليمن البنت لها سمعتها وسمعت اهلها ... ثاني شيء انا بروح مع صاحبي عامر بكون هناك انام واكل واشرب وانتو تشتوا حاجه فعلتوا لي رنة
ام طلال نزلت دمعتها : كيف يا بني ننسى اختك لاهي حيه ولا هي ميته
طلال زفر بعصبيه : يمه افهميني البنت مدري فين راحت الناس صارت تتهامس وانا بلغت الشرطة وهم ما قصروا معي بحثوا وداهموا لكن مافي امل ما حصلوا شيء
ام طلال نزلت دموعها وبدات تبكي وسميره بدات تهديها لكن خانتها دموعها ونزلت
يا حلو الايام لو ترجع على كيفـــــــي
ما كان قلبي شكى فرق مواليفـــــــــه
كانوا بقربي ولا يحتاجوا تكليفـــــــــي
واليوم راحوا ودمعي صعب توقيفــــه
من عقب الاحباب مكسورة مجاديفــي
غرقان والموج يلعب بي على كيفــــه
الشاعر : خالد المصرى
طلال اخذ نفسه وخرج كان عامر منتظر له
عامر : انت الحين من صدق بتترك اهلك لوحدهم ما يعرفوا احد
طلال تنرفز من كلامه : مالك دخل يا عامر هذه اسرتي وانا داري اش مصلحتهم
عامر عصب من افكار طلال الغبيه : اش من مصلحهت*** قاطعه طلال بصوت : عااامر قلت لك مالك دخل خلينا نتحرك نشوف لنا اي مكان اغير جو
عامر تنهد ومشي
نرجع ليسرى كانت بـ اجمل طلتها خرج صادق وانتهت جلست التصوير جاءها اتصال من ليلى
ليلى : الو يسرى
يسرى من التوتر ما عرفت من المتصل : من معي
ليلى : يوه مسرع نسيتيني
يسرى بعدت الجوال تناظر على الاسم شافت ليلى : اهللييين ما ركزت على الاسم
ليلى : عموما الف مبرووووك يا روحي مقدرت احظر عرسش تعرفي ما وقع في ابي حادث وخليها على ربش بس
يسرى بحزن على وضع اختها وروحها : الله يعينش يا قلبي يكفي اتصالش
ليلى : انتبهي على نفسش واذا زعلش صادق قولي لي واني اتولى امره
يسرى بخجل : ان شاء الله باي
ليلى : باي
بدات زفت يسرى على اغنية حسين الجسمي * لا إله الا الله الف الصلاة والسلام *
وزغردت البنات والاضواء تسلطت عليها من عيون الحاضرات ومصابيح المصورات بهدوء بدأت تمشي مع النغمة وشلة يسرى كانوا في المنصة يناضروها بسعادة والدعوات تحفها بكل حب ...
بدات الفنانة تغني الزفة المشهورة اليمنية اللي ما تنزف اي حريوه الا بها :
ابداين زفه بياسين ... ابداين زفه بياسين
من عيون الحاسدين .... ياعروس
يا يسرى هذا من اجلش .... يايسرى هذا من اجلش
لجل يسلى خاطرش ... ياعروس
ياحجاب الله على اسمش ... ياحجاب الله على اسمش
وعلى من سما بش
... قد بدات شمس الكواكب .... قد بدات شمس الكواكب
واخجلت صنعاء واب .. ياعروس
وبدوا التصفيق والزغرده والحماس مع الفنانة والجو كان حماس
نروح لكنده وتحديدا عند سلوى كانت بالغرفة شعرت بالجوع دقت الجرس جاءتها الشغالة : نعم ماما
سلوى : اني جوعانة اشتي حاجه اكله
الشغالة : حازر ماما
سلوى عصبت : ماما تمسك حلقش يالله روحي بسرعه
خرجت الشغالة وغلقت الباب بعدها
سلوى : اوف من شغالة .. فكرت لثواني وتمتمت : اني الحين جالسه هنا ليش خليني اهرب واشوف كيف اتخارج من هذا المكان
قامت تفحص المكان : اوووف اوووف كل الاماكن محاصره ,تذكرت امها ونزلت دموعها : فينش يمه وينش ...سكتت وبهمس : اكيد الحين هم بيدور بعدي اكيد اااح يا قلبي على اهلي كيف اسوي ضروري اتخارج من هولاء العصابة ضروري
فتحت الشغالة الباب وضعت العشاء فوق السرير
سلوى : مره ثاني قبل ما تفتحي الباب دقيه تمام
الشغالة : حازر ماما
خرجت الشغالة.. سلوى مسكت شعرها بجنون وعصبية : اوووووف كم بجلس افهمها هذه الغبيه اوووف ..
وبدأت تأكل
وصل سلمان القصر ومعاه عبدالله
سلمان : نورت نورت يا دكتور عبدالله
عبدالله جلس على الاريكة : بنورك يا استاذ سلمان
سلمان ناظر لعند سالم واشر على عبدالله : هذا صاحبي ورفيق دربي وزميلي في الثانوية عبدالله
سالم سلم على عبدالله : حياك الله تشرفنا بك
عبدالله رد بابتسامه : الله يحيك لي الشرف
سلمان : سالم روح ادي لي الحقيبة الدبلوماسية اللي في غرفتي
سالم : حاضر سيدي ... صعد سالم الدرج مر من جنب غرفة سلوى سمع بكاءها تردد يفتح الباب دق بهدوء يمكن تفتح
سلوى بين شهقاتها : مين
سالم بهمس : انا سالم
سلوى تذكرت وعده لها انه يساعدها قامت لبست جلباب واسع عليها فتحت الباب : هلا سالم
سالم شاف وجهها وعيونها حمراء من البكاء بهمس : لا تخافي بخرجش من هذا المكان لكن تذكري ان سلمان مش ناوي يكسرش او ياذيش هو بس يشتي يكسر اخوش طلال
سلوى تمسح دموعها : وليش يشتي يكسر اخي طلال فيني
سالم تذكر انه تأخر يدي الحقيبة للسلمان بهمس : ما اقدر اقولش بخصوصيات سلمان لكن اسمعي انا الان مشغول اول ما افضى بجي لعندش واقولش بكل شي تمام
سلوى : تمام
سكرت سلوى الباب وراح سالم جاب الحقيبة لسلمان وكل اماله انه يساعد سلوى من سلمان ويرجعها لـ اهلها
سلمان اخذ الحقيبة وفتحها ..عبدالله فتح عيونه من الشي اللي شافه كان حشيش ومخدرات في الحقيبة
عبدالله بهمس : اش هذا يا سلمان حشيش ومخدرات لو تقبض علينا الدولة بنروح فيها
سلمان همس : محد بيدري يا عبدالله
عبدالله قام متوتر : طيب بروح معي تكاليف وبحوثات
سلمان بـ ابتسامه شر مصطنعة بـ ابتسامه خير : يا حبيبي فين رايح عاد مشوارنا ما انتهى
جلس عبدالله خائف .. سلمان بهمس : اسمع يا عبدالله انت قولت لي انك تشتي تحصل فلوس عشان تدي لا اهلك وتفرحهم وتقضي ديون ابوك
عبدالله : ايوه بس مش بهذا الطريق وبعدين انت عارف ان هذا الشي عليه عقوبة قانونيه مقدارها 25 سنه في السجن
سلمان بدون مبالاة : ما يحصل شيء انت مع سلمان بن سهيل
عبدالله عصب قام بيخرج وقفه سلمان : عبدالله هذا الشي لصالحك وانت اخبر
عبدالله ما عبره خرج من القصر وقف تاكسي وراح للشقة فتح جواله بيتصل لامه جاءه الصوت والصورة اللي تجبر بخاطره : هلا هلا بولدي
عبدالله شافها في مكان غريب : يمه فينكم
ام عبدالله تذكرت الحادث حق ابوها تلعثمت : يا..يابني ابوك فعل حادث
عبدالله عصب : وليش ما تكلموني
ام عبدالله : يابني ما حبينا نخوفك ونشغلك على دروسك
عبدالله مسح جبهته : الله يهديش يا يمه وكيف حاله الان
ام عبدالله : الحمد لله هو ذا ... وحركت الجوال لعند عابد ... ابو عبدالله ابتسم بألم : هلا بولدي
عبدالله بقلق : كيف حالك يا ابي ان شاء الله ما تكون تعورت كثير
ابو عبدالله : الحمد لله انكسرت رجلي والان بعد 3 ساعات بسوي العملية
عبدالله تافف بوجع : طيب اش تحتاج يابه اش افعل والله قلقت
ابو عبدالله : الله يحفضك يا ابني انتبه لدروسك بس
عبدالله : ان شاء الله اعطيني امي اكلمها ......... اخذت الجوال ام عبدالله : ها يمه
عبدالله : يمه كيف وفرتوا الفلوس وكم بتكلف ؟
ام عبدالله : العملية ب 3 مليون يا ابني وفرتها بعت ذهبي وبعض الاغراض اللي في البيت
عبدالله بحزن : وكيف ذلحين من فين تدفعوا حق الاكل والرقود والعلاجات الباقية
ام عبدالله : باقي اشياء بعتهم اليوم واصحاب ابوك من الشركة ما قصروا ساعدونا بـ مبلغ والحمد لله ولا تهم يا بني لقد رجع ابوك متباخر ومعافى وبعدها سهل
عبدالله : جزاءهم الله خير خلاص لقد بتبدأ العملية بتصلش تمام
ام عبدالله : تمام
غلق عبدالله الجوال وهو يفكرمن فين يدي فلوس وفكر بموضوع سلمان : مستحيل اني اتعامل مع الحشيش والمخدرات
عند سلمان قام واخذ الحقيبة بيصعد الدرج لحقه سالم : سيدي
سلمان لف عليه : نعم
سالم : كيف بنسوي بسلوى بنت الناس عندنا عيب نخليها مخطوفه
سلمان: خليها بس بهدد طلال فيها
سالم : بس اشوف ما ينفع هذه الحركات مالها داعي
سلمان بشك : لتكون بدأت تتعاطف معاهم
سالم توتر : لا انا بعدك يا سيدي
سلمان طلع غرفته وسكرها وسالم جالس يفكر كيف يرجع سلوى لليمن لعند اهلها جاءت لراسه خطه : مافي غير عبدالله بيحلها
_ سلمان هو الابن الاوسط لا ابوه (سهيل ) بعد عمار عمره 30 عايش على النصب والاحتيال وبسبب خداعة واحتياله قتل صاحبه عشان ياخذ اوراق وراثة صاحبه كانت في كنده عشان كذا معاه قصر في كنده عايش حياته في الطريق الغلط بين الحشيش والمخدرات والمتاجرة
_سالم صديق سلمان جسد بروح واحد لكن سالم كان انسان ضعيف شخصيه يحركه سلمان كيف ما يشتي كان سالم عديم الحرية والعدل يسوي مثل ما يأمره سلمان عشان كذا سلمان ماسك فيه ولا فلت له اولا لان سالم عنده سر كبير لسلمان عشان كذا سلمان ما يقدر يترك سالم لا يبلغ فيه على القتل وثانيا سالم انسان مستعبد .
نروح عند طلال كلم عامر بكل الشي اللي سواه مع منى عامر : والله طلعت خطير
طلال بغرور : خبره يا حبيب خبره
عامر : وكيف بتسوي
طلال زفر دخان سجارته بقوة : بتعرف بعدين
عند منى كانت تنتظر لسهى متى تفتح جاءت لها عمتها فتحت الباب بقوة : منىىىىىى قوومي بسرعه
منى خافت : اش في
عمة منى صفقت بيدها : برافووووووو مسوية نفسش منتي عارفه
منى بتوتر : والله مسويت شي
عمة منى بصياح : مسويتي شي وامس العصر فين رحتي هاا
منى تذكرت انهي كانت بتروح تشوف سهى في الكافي بخوف : ها .. ااا .. اااماا ...
عمة منى بحده : تكلممييييييييييي ولا والله لا اذبحششش
منى انفجرت بكى وبكذب : كنت بروح لسوبر ماركت اللي في شارع ****
عمة منى بشك قربت منها : تروحي لسوبر اللي في شارع *** ليش ان شاء الله لهناك ما عاد في اي سوبر قريب منا
منى تفكر كيف عرفت عمتها : اي رحت لهناك عندهم اشياء حلوه
عمة منى شافت الجوال بسرعه اخذته : هذا الجوال ممنوع تلمسيه لما تقولي لي ليش رحتي لهناك ..... خرجت وغلقت الباب بالمفتاح انفجرت منى تبكي على الايام اللي تقصي عليها
.
في الساعه 7 مساءً وتحديدا عند يسرى كانت جالسه متوترة باقي ساعات وتكون عند صادق البنات ودعوها مابين الله يسعدش يا يسرى ... الله يتمم لش على خير ... مع السلامة وووو
كان في ركن من القاعة كانت عين تراقب يسرى بحقد وكراهيه
شيماء بعصبيه اشبه بالهمس : انما خربت عليش يا يسرى ما اكون اني بنت سهيل اخت سلمان
شهد : وكيف بتسوين انتي عارفه ان صادق له مكانته بين الناس حركه واحده بتودينا في داهيه
شيماء وهي مركزه على يسرى بحقد : على غيري
..
خلونا نتعرف على شيماء وشهد
_شيماء بنت عم صادق هي بتحب صادق موت وراسمه احلامها ان صادق بعد مايتخرج بيجي يخطبها لكن للاسف كسرها وخابت امالها عمرها 22 سنه
_ شهد صديقة يسرى لكن تحقد على يسرى الموت يعني تبطن الحقد وتظهر الحب عمرها 21 سنه فتعرفت على شيماء واصبح هدفهم واحد
جاء اتصال لـ ام يسرى وكان صادق ....صادق بخوف : الوو عمه
ام يسرى حست انه في شيء من صوته : ايوه يا صادق خير وش فيه صوتك
صادق زفر الهواء بضيق : القاعة فيها حريق من خارج حاولوا تخرجوا بسرعه قبل ما يدخل الدخان وتختنقوا من الدخان وما تقدروا تمشوا
ام يسرى خافت اسرعت بخطواتها لعند الفنانة تكلمها انه في حريق خارج القاعة عشان تتكلم بالمكرفون
الفنانه وبداوا الحاضرين يتحركوا ويلبسوا والتوتر بان عليهم ...يسرى وقفت تنادي امها .
ام يسرى : يا بنتي في حريق خارج القاعة بسرعه
يسرى قامت بمساعدة وجدان ... الدخان بدا يدخل للقاعه والمعازيم بدوا يخرجوا
يسرى: كححح كححح ....ودموعها تنزل ما عاد تشوف قدمها من الدخان
وجدان بين دموعها والكحات : يسرى كححح تعالي من هنا كححح
دخل صادق يصيح : يسرى يسرى كحح يسرى فينش كحح
يسرى تسمع الصوت بس ماتشوف شيء مقدرت تقاوم اغمى عليها
وجدان صاحت : يسرى يسسسسسرى قومي الحقوني
سمعها صادق مشي لعند الصوت شاف يسرى مغمي عليها حملها في حضنه خرجها للخارج بين صياح امها وابوها
شيماء وشهد كانوا خارج القاعة
شيماء بابتسامه انتصار : عادش ما شفتي شي يا يسرى انما ذوقتش المر
شهد سكتت تبادلها الابتسامة
خرج صادق مسرع للسيارة وفي حضنه يسرى بصوت جهوري ومرتفع : افتحوا باب السيارة بسسسسسسسرعة
ركب السيارة وبسرعه دعس لسرعه 500 على المستشفى
ام يسرى خافت من السرعة : خفف السرعة يا صادق
كان في مطب مرتفع صادق مقدر يدعس فراميل بكل قوته يحاول يوقف لكن فجاءه صدر صوت السيارة والاصطدام
واصبح الشارع محطة حادث لسيارة زفة صادق ويسرى الى حطام واشلاء ...شوية وجاء الاسعاف والناس بين : لا اله الا الله لا اله الا الله .. لا حولة ولا قوة الا بالله . الله اكبر
التحقيق كانت تتحقق من السيارة لان على حسب ما قال ابو يسرى ان السيارة قبل العرس تم فحصها وما فيها أي خلل
سيارة الاسعاف نقلت يسرى بفستانها الابيض الذي اصبح شبه اسود , وام يسرى, وصادق اللي ماعرفوا شكله من الحادث كان ملطخ بالدماء
نقلوهم للمستشفى كان ابو صادق وابو يسرى ما وقفوا بكاء ابو يسرى ارتفع ضغطه واغمي عليه ابو صادق : يا احمد اصحى يا ممرضين الحقوا الرجال اغمي عليه
اسرعوا الممرضين دخلوه الطوارئ واعطوه المغذيات
عند ام صادق ما وقفت بكاء وكانت معها شيماء وشهد
شيماء بحزن مصطنع : خلاص يا عمه لا عاد تبكي ان شاء الله بيقوموا بالسلامة
شهد كانت تمثل الحزن على صديقتها يسرى : اااح يا يسرى كم كنتي فرحانه بعرسش ااح يا قهر قلبي عليك
ام صادق : ااااااه يا بنتي اااه يابني ما تمت فرحتكم الا بذا الحمد لله على كل حال
خرج الدكتور ام صادق قامت بخوف : ها يا دكتور وش في بشرني يا دكتور ان شاء الله يكونوا بخير
الدكتور بحزن : انتي ام صادق ابنش صادق بين الحياه والموت يعني للان هو في غيبوبة
اما يسرى العروسة اللي كانت بفستانها الابيض معاها نزيف في الدماغ ومحتاجين لها عمليه بسرعه قبل ما تروح من يدينا
اما ام يسرى معاها كسور بليغه في العمود الفقري يحتاج لها عمليه جراحيه و جلسات وعلاج طبيعي واحتمال 50% انها ما تقدر تمشي الا بكرسي متحرك
ام صادق من الصدمة والخبر اغمى عليها
شيماء: عمممممه الحقوني
جاءوا الممرضات ودخلوها الطوارئ
نروح للقسم الثاني من المستشفى ابو يسرى صحى مع العلاجات بألم : فين بنتي فين مرتي
ابو صادق : اهدى يا ابو يسرى ان شاء الله مافي الا كل خير انا الان بروح عند ام صادق واسالها يمكن عندها الخبر
راح يدور عليها ما حصلها سأل عليها قالوا له انه في حرمه اغمى عليها اسمها ام صادق ..اسرع بخطواته ابو صادق للطوارئ النساء دخل شاف ام صادق نائمه بتعب . ناظر لعند شيماء وشهد : وش قالكم الدكتور
شيماء بحزن شرحت له بكلام الدكتور
ابو صادق ارتخت ارجله من التعب والحزن اللي اكتساءه جلس على الكرسي : لا اله الا الله لا حولة ولا قوة الا بالله
في مكان اخر من المستشفى نقلوا ابو عبدالله لغرفه العمليات ام عبدالله بدعي وتمشي بتوتر . ليلى وابرار ما وقفوا قراءه القران... ليلى للان مش عارفه ان يسرى في نفس المستشفى
عند ابو يسرى قام يدور بعد الدكتور
ابو يسرى بدموعه اللي كسرت فرحته ببنته الوحيدة : دكتور انا عند الله وعندك شوف بنتي اليوم كانت فرحتها يا دكتور كيف حالتها
الدكتور بحزن على حاله : يا ابو يسرى بنتك تعرضت لحادث قوي والنزيف في الدماغ يعني محتاجين لها عمليه بعد في هذا الاسبوع , وحرمتك ام يسرى عندها كسور بليغه في العمود الفقري ومحتاجين لها عمليه , اما العريس صادق الان هو بغيبوبة
ابو صادق : ومتى بيصحى ابني صادق من الغيبوبة
الدكتور : احنا ما نقدر نحدد كم مدة الغيبوبة هو الان تحت المراقبة لما يصحى
ابو يسرى : طيب يا دكتور نقدر ندخل نشوفهم
الدكتور : يسرى وصادق في العناية ما تقدوا تشوفوهم لان هذه قوانين المستشفى ممنوع الدخول اما ام يسرى نقلناها في غرفة الرقود لكن هي الان تحت تخدير المنوم
ابو يسرى بترجي : الله يحفظك يا دكتور خليني اشوف بنتي دخلني يا دكتور
الدكتور تعاطف معاهم : طيب بدخلكم رغم انه في قوانين
ابو يسرى وابو صادق دخلوا مع الدكتور للعناية شاف ابو يسرى بنته نائمه وعليها الاجهزة تحولت فرحتها الى احزان ومستشفيات
ابو صادق يمسح دموعه اللي خانته وهو يشوف ابنه مركبين عليه الاجهزة ووجهه مش واضح من من الحادث اااح كيف كان فرحان بعرسه ومبتسم : اااح يا ابني كم كنت فرحان انك بتشوف عروستك وتجتمع معاها تحولت فرحتكم الى غرفة العناية
ابو يسرى : لا اله الا الله
الدكتور : خلاص انتهت الزيارة
خرجوا وراحوا عند ام يسرى دخل ابو يسرى يشوف زوجته وهي ساكنه والضماد على جروحها اللي في وجهها وما في اي حركه منها : كيف حالش يا دواي ويا بسمتي بنتنا يا شمة بنتنا فرحتها تحولت لحزان
ام يسرى ما كانت تسمع شيء
ابو يسرى : اااح بس
خرج ابو يسرى لعند ابو صادق وجلس جنبه
جاء عامر مسرع لعند ابو يسرى : خير يا عمي خير وش حصل ان شاء الله ما تشوفون شر
ابو يسرى تنهد والحزن بان على وجهه : الحمد لله الحمد لله يا بني هذا قضاء الله وقدره
عامر وهو يبسو راس ابو يسرى وابو صادق : ان شاء الله ما تشوفون شر ان شاء الله .. شكلكم تعبانين خليني اوصلكم للبيت ترتاحوا شويه
ابو يسرى وابو صادق كانوا فعلا تعبانين نفسيا وجسديا ....
ابو يسرى : ومن بيجلس عند ام يسرى
عامر : الله المستعان عليك ياعمي تهم وابنك عامر جنبك
ابو يسرى طبطب على كتف عامر : كفو ونعم فيك ...ناظر لابو صادق وقال : اذا يا اخي مسهل خلينا نروح بيتي وعامر يوصلنا ويرجع للمستشفى
ابو صادق قام : تمام
خرج ابو صادق وابو يسرى لسيارة عامر تحرك عامر يوصلهم والصمت سيد المكان كلن منهم يجول بأفكاره والقلب يتفطر حزن
عامر شافهم سرحانين وصل للبيت ابو يسرى : وصلنا
ابو يسرى صحي من سرحان على صوت عامر فتح باب السيارة ونزل معاها ابو صادق
ابو يسرى : تسلم يابني.. وخرج من جيبه فلوس واعطاها لعامر : خذها معك يمكن تحتاجها وانت بالمستشفى
عامر بسرعة قطع ايمان : والله ما اخذها لا تخسر نفسك ياعمي انا هنا في خدمتك
ابو يسرى بيأس من عامر : طيب انتبه على نفسك
عامر بيشغل السيارة : مع السلامة
ابو يسرى دخل شقته مع ابو صادق يأخذوا لهم شويه راحه
عامر رجع للمستشفى اتصل عليه طلال : هلا طلال
طلال : وينك اليوم
عامر بحزن : عمي ابو يسرى وقع معاهم حادث وكمل يحكي له القصة كامل
طلال بحزن : لا حولة ولا قوة الا بالله ان شاء الله يقوموا بالسلامة
عامر : ان شاء الله
سكر طلال من عامر وفتح السناب شات يشوف منى مش متصلة غريبه لها يومين ما فتحت
نروح عند منى كانت جالسه بالغرفة تبكي بحزن من الايام ومن ظلمها فقدت امها وابوها والان عند عمتها وقسوتها
دق الباب كانت جميلة : افتحي الباب
منى سمعت عمتها قامت تفتح الباب دخلت عمتها ومعاها العشاء : تفضلي العشاء ياأنسه منى وهذا جوالش ..
وخرجت
منى اخذت جوالها وفتحت الاسناب شافت رسائل من سهى ... سهى : الوووووووووووو
منى : هلا
سهى : وينش لش يومين ما فتحتي
منى : عمتي اخذت جوالي وحرمتني من الاكل وغلقت عليا الباب من يومين
سهى تتمثل الحزن : مسكينه عمتش هذه مجرمة
منى : اااح لا عاد تزيدي غلبي
سهى بـ ابتسامة شر : منى عندش حبيب
منى استغربت : لا
سهى : يوه مسكينه ليش ما تتعرفي على احد على الاقل يجي يخطبش ويفكش من عذاب عمتش وحصارها
منى بتفكير : بس عندنا ذا الشي ما ينفع
سهى : ليه حبيبتي ما ينفع على الاقل تستمتعي وتشكي له وتفضفضي له
منى سمعت اذان الفجر : يالله بروح اصلي باي وسكرت وهي تفكر بكلام سهى فتحت درجها تفتش على الرقم الشاب اللي حصلته عند الكافية اخذت الرقم ودقت
طلال ابتسم نجحت خطتي فتح وبصوت عذب جاوبها : الو
منى ارتبكت وغلقت
طلال ضحك بقوة من حركتها : بجيب راسش يعني بجيبه
احذر تغامر يا فتى في زلة
كم زلة جت بالعنا واسبابه
ترى الردى عار على من شله
حذارك من شور الردى واربابه
باب مغلق صد عنه وخله
وابشر بستر الرب يا طلابه
لا تنبش الزلة على خلق الله
ومن دق باب الناس دقوا بابه
عند ليلى وامها خرج الدكتور يبشرهم ان العملية نجحت
ام عبدالله : الحم الله الحمد لله
ليلى وابرار : الحمد لله
ام عبدالله : ومتى بيخرج يا دكتور
الدكتور بـ ابتسامه : شويه وبننقلة لقسم الرقود .....تركهم ومشى
ام عبدالله سمعت الاذان الفجر : خلينا نروح نصلي
مشيت ليلى وابرار مع امهم راحوا للمصلى وصلوا
نروح للكندة عند عبدالله مركز بعد حفل التخرج ومناقشات الحفل اتصل عليه سلمان
عبدالله : هلا سلمان
سلمان بفرح مصطنع : اهلين بخريجنا متى بترجع لليمن
عبدالله تذكر اهله وابوه انه في المستشفى : بعد شهر ليش
سلمان : اشتي توصل كم اغراض معك لاهلي
عبدالله بشكك : وش هم الاغراض
سلمان ضحك : وش فيك خايف يعني ملابس واشياء لامي واخواتي
عبدالله : تمام
سكر سلمان من عبدالله وابتسامة الشر على وجهه : من عيوني يا عبدالله يا دكتور يا شاطر
توقع الاحداث :
ماذا عن يسرى هل ستنجح العملية
وعن صادق هل سيفيق من الغيبوبة ام انه سيمكث في غرفة العناية طيلة حياته
وماذا عن ليلى وايامها القادمة
و عن منى وطلال وماهي خطة طلال
وعن سلوى هل ستعود لليمن وكيف وهل سيساعدها سالم
وعن عبدالله وسلمان وماهي الاغراض والهدايا ماذا يختبئ في داخلها
انتظرونا في البارت القادم . ❝ ⏤رفيدة عبد الباسط الحداد
❞ الـبــــــــــــــارت الســــــــادس
في الساعة الثالثة عصرا
نروح عند يسرى كان اليوم المنتظر بنسبة لها باقي ساعات وتجتمع بحب طفولتها صادق .
كانت عند الكوافير خلصت الكوافير توضع اللامسات الاخيرة على وجهها الصغير .. مكياجها كان لبناني الناعم
وجدان : ما شاء الله الليلة ليلتك يا صادق
يسرى رمقتها بعيونها
وجدان : اموت على اللي يستحوا
ام يسرى : بسرعه ابوش جاء نلحق عشان ترتاحي شويه قبل ما يجي صادق وتتصوري
دخل طلال على امه شافها بدات ترتاح شويه تنهد : اسمعوني بقولكم شي اولا سلوى موضوعها انتهى يعنى لا تذكروها خلاص ما ندري فين راحت والناس بدأت تضحك علينا وانتي يا يمه تعرفي العادات والتقاليد في اليمن البنت لها سمعتها وسمعت اهلها .. ثاني شيء انا بروح مع صاحبي عامر بكون هناك انام واكل واشرب وانتو تشتوا حاجه فعلتوا لي رنة
ام طلال نزلت دمعتها : كيف يا بني ننسى اختك لاهي حيه ولا هي ميته
طلال زفر بعصبيه : يمه افهميني البنت مدري فين راحت الناس صارت تتهامس وانا بلغت الشرطة وهم ما قصروا معي بحثوا وداهموا لكن مافي امل ما حصلوا شيء
ام طلال نزلت دموعها وبدات تبكي وسميره بدات تهديها لكن خانتها دموعها ونزلت
يا حلو الايام لو ترجع على كيفـــــــي
ما كان قلبي شكى فرق مواليفـــــــــه
كانوا بقربي ولا يحتاجوا تكليفـــــــــي
واليوم راحوا ودمعي صعب توقيفــــه
من عقب الاحباب مكسورة مجاديفــي
غرقان والموج يلعب بي على كيفــــه
الشاعر : خالد المصرى
طلال اخذ نفسه وخرج كان عامر منتظر له
عامر : انت الحين من صدق بتترك اهلك لوحدهم ما يعرفوا احد
طلال تنرفز من كلامه : مالك دخل يا عامر هذه اسرتي وانا داري اش مصلحتهم
عامر عصب من افكار طلال الغبيه : اش من مصلحهت ** قاطعه طلال بصوت : عااامر قلت لك مالك دخل خلينا نتحرك نشوف لنا اي مكان اغير جو
عامر تنهد ومشي
نرجع ليسرى كانت بـ اجمل طلتها خرج صادق وانتهت جلست التصوير جاءها اتصال من ليلى
ليلى : الو يسرى
يسرى من التوتر ما عرفت من المتصل : من معي
ليلى : يوه مسرع نسيتيني
يسرى بعدت الجوال تناظر على الاسم شافت ليلى : اهللييين ما ركزت على الاسم
ليلى : عموما الف مبرووووك يا روحي مقدرت احظر عرسش تعرفي ما وقع في ابي حادث وخليها على ربش بس
يسرى بحزن على وضع اختها وروحها : الله يعينش يا قلبي يكفي اتصالش
ليلى : انتبهي على نفسش واذا زعلش صادق قولي لي واني اتولى امره
يسرى بخجل : ان شاء الله باي
ليلى : باي
بدات زفت يسرى على اغنية حسين الجسمي * لا إله الا الله الف الصلاة والسلام *
وزغردت البنات والاضواء تسلطت عليها من عيون الحاضرات ومصابيح المصورات بهدوء بدأت تمشي مع النغمة وشلة يسرى كانوا في المنصة يناضروها بسعادة والدعوات تحفها بكل حب ..
بدات الفنانة تغني الزفة المشهورة اليمنية اللي ما تنزف اي حريوه الا بها :
ابداين زفه بياسين .. ابداين زفه بياسين
من عيون الحاسدين .. ياعروس
يا يسرى هذا من اجلش .. يايسرى هذا من اجلش
لجل يسلى خاطرش .. ياعروس
ياحجاب الله على اسمش .. ياحجاب الله على اسمش
وعلى من سما بش
.. قد بدات شمس الكواكب .. قد بدات شمس الكواكب
واخجلت صنعاء واب . ياعروس
وبدوا التصفيق والزغرده والحماس مع الفنانة والجو كان حماس
نروح لكنده وتحديدا عند سلوى كانت بالغرفة شعرت بالجوع دقت الجرس جاءتها الشغالة : نعم ماما
سلوى : اني جوعانة اشتي حاجه اكله
الشغالة : حازر ماما
سلوى عصبت : ماما تمسك حلقش يالله روحي بسرعه
خرجت الشغالة وغلقت الباب بعدها
سلوى : اوف من شغالة . فكرت لثواني وتمتمت : اني الحين جالسه هنا ليش خليني اهرب واشوف كيف اتخارج من هذا المكان
قامت تفحص المكان : اوووف اوووف كل الاماكن محاصره ,تذكرت امها ونزلت دموعها : فينش يمه وينش ..سكتت وبهمس : اكيد الحين هم بيدور بعدي اكيد اااح يا قلبي على اهلي كيف اسوي ضروري اتخارج من هولاء العصابة ضروري
فتحت الشغالة الباب وضعت العشاء فوق السرير
سلوى : مره ثاني قبل ما تفتحي الباب دقيه تمام
الشغالة : حازر ماما
خرجت الشغالة. سلوى مسكت شعرها بجنون وعصبية : اوووووف كم بجلس افهمها هذه الغبيه اوووف .
وبدأت تأكل
وصل سلمان القصر ومعاه عبدالله
سلمان : نورت نورت يا دكتور عبدالله
عبدالله جلس على الاريكة : بنورك يا استاذ سلمان
سلمان ناظر لعند سالم واشر على عبدالله : هذا صاحبي ورفيق دربي وزميلي في الثانوية عبدالله
سالم سلم على عبدالله : حياك الله تشرفنا بك
عبدالله رد بابتسامه : الله يحيك لي الشرف
سلمان : سالم روح ادي لي الحقيبة الدبلوماسية اللي في غرفتي
سالم : حاضر سيدي .. صعد سالم الدرج مر من جنب غرفة سلوى سمع بكاءها تردد يفتح الباب دق بهدوء يمكن تفتح
سلوى بين شهقاتها : مين
سالم بهمس : انا سالم
سلوى تذكرت وعده لها انه يساعدها قامت لبست جلباب واسع عليها فتحت الباب : هلا سالم
سالم شاف وجهها وعيونها حمراء من البكاء بهمس : لا تخافي بخرجش من هذا المكان لكن تذكري ان سلمان مش ناوي يكسرش او ياذيش هو بس يشتي يكسر اخوش طلال
سلوى تمسح دموعها : وليش يشتي يكسر اخي طلال فيني
سالم تذكر انه تأخر يدي الحقيبة للسلمان بهمس : ما اقدر اقولش بخصوصيات سلمان لكن اسمعي انا الان مشغول اول ما افضى بجي لعندش واقولش بكل شي تمام
سلوى : تمام
سكرت سلوى الباب وراح سالم جاب الحقيبة لسلمان وكل اماله انه يساعد سلوى من سلمان ويرجعها لـ اهلها
سلمان اخذ الحقيبة وفتحها .عبدالله فتح عيونه من الشي اللي شافه كان حشيش ومخدرات في الحقيبة
عبدالله بهمس : اش هذا يا سلمان حشيش ومخدرات لو تقبض علينا الدولة بنروح فيها
سلمان همس : محد بيدري يا عبدالله
عبدالله قام متوتر : طيب بروح معي تكاليف وبحوثات
سلمان بـ ابتسامه شر مصطنعة بـ ابتسامه خير : يا حبيبي فين رايح عاد مشوارنا ما انتهى
جلس عبدالله خائف . سلمان بهمس : اسمع يا عبدالله انت قولت لي انك تشتي تحصل فلوس عشان تدي لا اهلك وتفرحهم وتقضي ديون ابوك
عبدالله : ايوه بس مش بهذا الطريق وبعدين انت عارف ان هذا الشي عليه عقوبة قانونيه مقدارها 25 سنه في السجن
سلمان بدون مبالاة : ما يحصل شيء انت مع سلمان بن سهيل
عبدالله عصب قام بيخرج وقفه سلمان : عبدالله هذا الشي لصالحك وانت اخبر
عبدالله ما عبره خرج من القصر وقف تاكسي وراح للشقة فتح جواله بيتصل لامه جاءه الصوت والصورة اللي تجبر بخاطره : هلا هلا بولدي
عبدالله شافها في مكان غريب : يمه فينكم
ام عبدالله تذكرت الحادث حق ابوها تلعثمت : يا.يابني ابوك فعل حادث
عبدالله عصب : وليش ما تكلموني
ام عبدالله : يابني ما حبينا نخوفك ونشغلك على دروسك
عبدالله مسح جبهته : الله يهديش يا يمه وكيف حاله الان
ام عبدالله : الحمد لله هو ذا .. وحركت الجوال لعند عابد .. ابو عبدالله ابتسم بألم : هلا بولدي
عبدالله بقلق : كيف حالك يا ابي ان شاء الله ما تكون تعورت كثير
ابو عبدالله : الحمد لله انكسرت رجلي والان بعد 3 ساعات بسوي العملية
عبدالله تافف بوجع : طيب اش تحتاج يابه اش افعل والله قلقت
ابو عبدالله : الله يحفضك يا ابني انتبه لدروسك بس
عبدالله : ان شاء الله اعطيني امي اكلمها ..... اخذت الجوال ام عبدالله : ها يمه
عبدالله : يمه كيف وفرتوا الفلوس وكم بتكلف ؟
ام عبدالله : العملية ب 3 مليون يا ابني وفرتها بعت ذهبي وبعض الاغراض اللي في البيت
عبدالله بحزن : وكيف ذلحين من فين تدفعوا حق الاكل والرقود والعلاجات الباقية
ام عبدالله : باقي اشياء بعتهم اليوم واصحاب ابوك من الشركة ما قصروا ساعدونا بـ مبلغ والحمد لله ولا تهم يا بني لقد رجع ابوك متباخر ومعافى وبعدها سهل
عبدالله : جزاءهم الله خير خلاص لقد بتبدأ العملية بتصلش تمام
ام عبدالله : تمام
غلق عبدالله الجوال وهو يفكرمن فين يدي فلوس وفكر بموضوع سلمان : مستحيل اني اتعامل مع الحشيش والمخدرات
عند سلمان قام واخذ الحقيبة بيصعد الدرج لحقه سالم : سيدي
سلمان لف عليه : نعم
سالم : كيف بنسوي بسلوى بنت الناس عندنا عيب نخليها مخطوفه
سلمان: خليها بس بهدد طلال فيها
سالم : بس اشوف ما ينفع هذه الحركات مالها داعي
سلمان بشك : لتكون بدأت تتعاطف معاهم
سالم توتر : لا انا بعدك يا سيدي
سلمان طلع غرفته وسكرها وسالم جالس يفكر كيف يرجع سلوى لليمن لعند اهلها جاءت لراسه خطه : مافي غير عبدالله بيحلها
_ سلمان هو الابن الاوسط لا ابوه (سهيل ) بعد عمار عمره 30 عايش على النصب والاحتيال وبسبب خداعة واحتياله قتل صاحبه عشان ياخذ اوراق وراثة صاحبه كانت في كنده عشان كذا معاه قصر في كنده عايش حياته في الطريق الغلط بين الحشيش والمخدرات والمتاجرة
_سالم صديق سلمان جسد بروح واحد لكن سالم كان انسان ضعيف شخصيه يحركه سلمان كيف ما يشتي كان سالم عديم الحرية والعدل يسوي مثل ما يأمره سلمان عشان كذا سلمان ماسك فيه ولا فلت له اولا لان سالم عنده سر كبير لسلمان عشان كذا سلمان ما يقدر يترك سالم لا يبلغ فيه على القتل وثانيا سالم انسان مستعبد .
نروح عند طلال كلم عامر بكل الشي اللي سواه مع منى عامر : والله طلعت خطير
طلال بغرور : خبره يا حبيب خبره
عامر : وكيف بتسوي
طلال زفر دخان سجارته بقوة : بتعرف بعدين
عند منى كانت تنتظر لسهى متى تفتح جاءت لها عمتها فتحت الباب بقوة : منىىىىىى قوومي بسرعه
منى تذكرت انهي كانت بتروح تشوف سهى في الكافي بخوف : ها . ااا . اااماا ..
عمة منى بحده : تكلممييييييييييي ولا والله لا اذبحششش
منى انفجرت بكى وبكذب : كنت بروح لسوبر ماركت اللي في شارع **
عمة منى بشك قربت منها : تروحي لسوبر اللي في شارع ** ليش ان شاء الله لهناك ما عاد في اي سوبر قريب منا
منى تفكر كيف عرفت عمتها : اي رحت لهناك عندهم اشياء حلوه
عمة منى شافت الجوال بسرعه اخذته : هذا الجوال ممنوع تلمسيه لما تقولي لي ليش رحتي لهناك ... خرجت وغلقت الباب بالمفتاح انفجرت منى تبكي على الايام اللي تقصي عليها
.
في الساعه 7 مساءً وتحديدا عند يسرى كانت جالسه متوترة باقي ساعات وتكون عند صادق البنات ودعوها مابين الله يسعدش يا يسرى .. الله يتمم لش على خير .. مع السلامة وووو
كان في ركن من القاعة كانت عين تراقب يسرى بحقد وكراهيه
شيماء بعصبيه اشبه بالهمس : انما خربت عليش يا يسرى ما اكون اني بنت سهيل اخت سلمان
شهد : وكيف بتسوين انتي عارفه ان صادق له مكانته بين الناس حركه واحده بتودينا في داهيه
شيماء وهي مركزه على يسرى بحقد : على غيري
.
خلونا نتعرف على شيماء وشهد
_شيماء بنت عم صادق هي بتحب صادق موت وراسمه احلامها ان صادق بعد مايتخرج بيجي يخطبها لكن للاسف كسرها وخابت امالها عمرها 22 سنه
_ شهد صديقة يسرى لكن تحقد على يسرى الموت يعني تبطن الحقد وتظهر الحب عمرها 21 سنه فتعرفت على شيماء واصبح هدفهم واحد
جاء اتصال لـ ام يسرى وكان صادق ..صادق بخوف : الوو عمه
ام يسرى حست انه في شيء من صوته : ايوه يا صادق خير وش فيه صوتك
صادق زفر الهواء بضيق : القاعة فيها حريق من خارج حاولوا تخرجوا بسرعه قبل ما يدخل الدخان وتختنقوا من الدخان وما تقدروا تمشوا
ام يسرى خافت اسرعت بخطواتها لعند الفنانة تكلمها انه في حريق خارج القاعة عشان تتكلم بالمكرفون
الفنانه وبداوا الحاضرين يتحركوا ويلبسوا والتوتر بان عليهم ..يسرى وقفت تنادي امها .
ام يسرى : يا بنتي في حريق خارج القاعة بسرعه
يسرى قامت بمساعدة وجدان .. الدخان بدا يدخل للقاعه والمعازيم بدوا يخرجوا
يسرى: كححح كححح ..ودموعها تنزل ما عاد تشوف قدمها من الدخان
وجدان بين دموعها والكحات : يسرى كححح تعالي من هنا كححح
دخل صادق يصيح : يسرى يسرى كحح يسرى فينش كحح
يسرى تسمع الصوت بس ماتشوف شيء مقدرت تقاوم اغمى عليها
وجدان صاحت : يسرى يسسسسسرى قومي الحقوني
سمعها صادق مشي لعند الصوت شاف يسرى مغمي عليها حملها في حضنه خرجها للخارج بين صياح امها وابوها
شيماء وشهد كانوا خارج القاعة
شيماء بابتسامه انتصار : عادش ما شفتي شي يا يسرى انما ذوقتش المر
شهد سكتت تبادلها الابتسامة
خرج صادق مسرع للسيارة وفي حضنه يسرى بصوت جهوري ومرتفع : افتحوا باب السيارة بسسسسسسسرعة
ركب السيارة وبسرعه دعس لسرعه 500 على المستشفى
ام يسرى خافت من السرعة : خفف السرعة يا صادق
كان في مطب مرتفع صادق مقدر يدعس فراميل بكل قوته يحاول يوقف لكن فجاءه صدر صوت السيارة والاصطدام
واصبح الشارع محطة حادث لسيارة زفة صادق ويسرى الى حطام واشلاء ..شوية وجاء الاسعاف والناس بين : لا اله الا الله لا اله الا الله . لا حولة ولا قوة الا بالله . الله اكبر
التحقيق كانت تتحقق من السيارة لان على حسب ما قال ابو يسرى ان السيارة قبل العرس تم فحصها وما فيها أي خلل
سيارة الاسعاف نقلت يسرى بفستانها الابيض الذي اصبح شبه اسود , وام يسرى, وصادق اللي ماعرفوا شكله من الحادث كان ملطخ بالدماء
نقلوهم للمستشفى كان ابو صادق وابو يسرى ما وقفوا بكاء ابو يسرى ارتفع ضغطه واغمي عليه ابو صادق : يا احمد اصحى يا ممرضين الحقوا الرجال اغمي عليه
اسرعوا الممرضين دخلوه الطوارئ واعطوه المغذيات
عند ام صادق ما وقفت بكاء وكانت معها شيماء وشهد
شيماء بحزن مصطنع : خلاص يا عمه لا عاد تبكي ان شاء الله بيقوموا بالسلامة
شهد كانت تمثل الحزن على صديقتها يسرى : اااح يا يسرى كم كنتي فرحانه بعرسش ااح يا قهر قلبي عليك
ام صادق : ااااااه يا بنتي اااه يابني ما تمت فرحتكم الا بذا الحمد لله على كل حال
خرج الدكتور ام صادق قامت بخوف : ها يا دكتور وش في بشرني يا دكتور ان شاء الله يكونوا بخير
الدكتور بحزن : انتي ام صادق ابنش صادق بين الحياه والموت يعني للان هو في غيبوبة
اما يسرى العروسة اللي كانت بفستانها الابيض معاها نزيف في الدماغ ومحتاجين لها عمليه بسرعه قبل ما تروح من يدينا
اما ام يسرى معاها كسور بليغه في العمود الفقري يحتاج لها عمليه جراحيه و جلسات وعلاج طبيعي واحتمال 50% انها ما تقدر تمشي الا بكرسي متحرك
ام صادق من الصدمة والخبر اغمى عليها
شيماء: عمممممه الحقوني
جاءوا الممرضات ودخلوها الطوارئ
نروح للقسم الثاني من المستشفى ابو يسرى صحى مع العلاجات بألم : فين بنتي فين مرتي
ابو صادق : اهدى يا ابو يسرى ان شاء الله مافي الا كل خير انا الان بروح عند ام صادق واسالها يمكن عندها الخبر
راح يدور عليها ما حصلها سأل عليها قالوا له انه في حرمه اغمى عليها اسمها ام صادق .اسرع بخطواته ابو صادق للطوارئ النساء دخل شاف ام صادق نائمه بتعب . ناظر لعند شيماء وشهد : وش قالكم الدكتور
شيماء بحزن شرحت له بكلام الدكتور
ابو صادق ارتخت ارجله من التعب والحزن اللي اكتساءه جلس على الكرسي : لا اله الا الله لا حولة ولا قوة الا بالله
في مكان اخر من المستشفى نقلوا ابو عبدالله لغرفه العمليات ام عبدالله بدعي وتمشي بتوتر . ليلى وابرار ما وقفوا قراءه القران.. ليلى للان مش عارفه ان يسرى في نفس المستشفى
عند ابو يسرى قام يدور بعد الدكتور
ابو يسرى بدموعه اللي كسرت فرحته ببنته الوحيدة : دكتور انا عند الله وعندك شوف بنتي اليوم كانت فرحتها يا دكتور كيف حالتها
الدكتور بحزن على حاله : يا ابو يسرى بنتك تعرضت لحادث قوي والنزيف في الدماغ يعني محتاجين لها عمليه بعد في هذا الاسبوع , وحرمتك ام يسرى عندها كسور بليغه في العمود الفقري ومحتاجين لها عمليه , اما العريس صادق الان هو بغيبوبة
ابو صادق : ومتى بيصحى ابني صادق من الغيبوبة
الدكتور : احنا ما نقدر نحدد كم مدة الغيبوبة هو الان تحت المراقبة لما يصحى
ابو يسرى : طيب يا دكتور نقدر ندخل نشوفهم
الدكتور : يسرى وصادق في العناية ما تقدوا تشوفوهم لان هذه قوانين المستشفى ممنوع الدخول اما ام يسرى نقلناها في غرفة الرقود لكن هي الان تحت تخدير المنوم
ابو يسرى بترجي : الله يحفظك يا دكتور خليني اشوف بنتي دخلني يا دكتور
الدكتور تعاطف معاهم : طيب بدخلكم رغم انه في قوانين
ابو يسرى وابو صادق دخلوا مع الدكتور للعناية شاف ابو يسرى بنته نائمه وعليها الاجهزة تحولت فرحتها الى احزان ومستشفيات
ابو صادق يمسح دموعه اللي خانته وهو يشوف ابنه مركبين عليه الاجهزة ووجهه مش واضح من من الحادث اااح كيف كان فرحان بعرسه ومبتسم : اااح يا ابني كم كنت فرحان انك بتشوف عروستك وتجتمع معاها تحولت فرحتكم الى غرفة العناية
ابو يسرى : لا اله الا الله
الدكتور : خلاص انتهت الزيارة
خرجوا وراحوا عند ام يسرى دخل ابو يسرى يشوف زوجته وهي ساكنه والضماد على جروحها اللي في وجهها وما في اي حركه منها : كيف حالش يا دواي ويا بسمتي بنتنا يا شمة بنتنا فرحتها تحولت لحزان
ام يسرى ما كانت تسمع شيء
ابو يسرى : اااح بس
خرج ابو يسرى لعند ابو صادق وجلس جنبه
جاء عامر مسرع لعند ابو يسرى : خير يا عمي خير وش حصل ان شاء الله ما تشوفون شر
ابو يسرى تنهد والحزن بان على وجهه : الحمد لله الحمد لله يا بني هذا قضاء الله وقدره
عامر وهو يبسو راس ابو يسرى وابو صادق : ان شاء الله ما تشوفون شر ان شاء الله . شكلكم تعبانين خليني اوصلكم للبيت ترتاحوا شويه
ابو يسرى وابو صادق كانوا فعلا تعبانين نفسيا وجسديا ..
ابو يسرى : ومن بيجلس عند ام يسرى
عامر : الله المستعان عليك ياعمي تهم وابنك عامر جنبك
ابو يسرى طبطب على كتف عامر : كفو ونعم فيك ..ناظر لابو صادق وقال : اذا يا اخي مسهل خلينا نروح بيتي وعامر يوصلنا ويرجع للمستشفى
ابو صادق قام : تمام
خرج ابو صادق وابو يسرى لسيارة عامر تحرك عامر يوصلهم والصمت سيد المكان كلن منهم يجول بأفكاره والقلب يتفطر حزن
عامر شافهم سرحانين وصل للبيت ابو يسرى : وصلنا
ابو يسرى صحي من سرحان على صوت عامر فتح باب السيارة ونزل معاها ابو صادق
ابو يسرى : تسلم يابني. وخرج من جيبه فلوس واعطاها لعامر : خذها معك يمكن تحتاجها وانت بالمستشفى
عامر بسرعة قطع ايمان : والله ما اخذها لا تخسر نفسك ياعمي انا هنا في خدمتك
ابو يسرى بيأس من عامر : طيب انتبه على نفسك
عامر بيشغل السيارة : مع السلامة
ابو يسرى دخل شقته مع ابو صادق يأخذوا لهم شويه راحه
عامر رجع للمستشفى اتصل عليه طلال : هلا طلال
طلال : وينك اليوم
عامر بحزن : عمي ابو يسرى وقع معاهم حادث وكمل يحكي له القصة كامل
طلال بحزن : لا حولة ولا قوة الا بالله ان شاء الله يقوموا بالسلامة
عامر : ان شاء الله
سكر طلال من عامر وفتح السناب شات يشوف منى مش متصلة غريبه لها يومين ما فتحت
نروح عند منى كانت جالسه بالغرفة تبكي بحزن من الايام ومن ظلمها فقدت امها وابوها والان عند عمتها وقسوتها
دق الباب كانت جميلة : افتحي الباب
منى سمعت عمتها قامت تفتح الباب دخلت عمتها ومعاها العشاء : تفضلي العشاء ياأنسه منى وهذا جوالش .
❞ \"يقول هيغل: التاريخ يعلّمنا ان الإنسان لم يتعلم شيئا من التاريخ.
ونحن لم نتعلم من حربنا المريرة كيف نحارب ومن نحارب ومع من نحارب!!\"
-غادة السمان-
لقد اخضر بأعماقنا جرح اسمه وطن...طوال سبع سنوات لن نقدر على تضميده ....
مع كل شروق سنبقى نذكر الليل، سنبقى نحاول الهرب من العتمة واللحاق بالغد املا منا ان نلملم ما تبقى بحوزتنا ونواصل طريقنا به، لكن مع كل شروق سيبقى يترآى لنا الامس، وسنبقى نذكر كم اصبحت ارواحنا قاحلة باردة مفرغة ...
ع كل شتاء سنتذكر صقيع الموت وبشاعة الدم ومع كل صيف سنتذكر مدى قتامة الصمت الذي يخيم علينا كل صائفة لسبع سنوات...مع كل رمضان سنتذكر موائد الافطار على الشمع في الظلام الحالك وارتفاع أصوات الآذان مرفقة بدوّي القذائف ...سنتذكر تراتيل صلاة التراويح المختلطة بأصوات صراخ النساء وبكاء الاطفال في السهرات الرمضانية ...سنتذكر أصوات سيارات الاسعاف المتزامنة مع السحور وقت الفجر لحظة شروق يوم جديد من الحسابات المتتالية التي لم تكن تنتهي الا وينتهي جزء معها بدواخلنا دون أن نشعر كم أصبحنا مفرغين من كل ما لدينا...مثقلين بكل ما لم يكن فينا قبل الحرب من ألم وقهر وعذاب وذل وجوع وتشرد على حوافّ قارات العالم! كم تبدلت الايام وتغيرت الحياة فينا! اصبحنا نرى في المرآة عيوننا وهي تحمل وطنا بداخلها ارهقه الحزن واثقله الفجائع؟ وطننا كره رائحة الدم وشبح الموت وصوت القذائف وبقايا الصواريخ والشظايا التي مازالت تحملها اجسامنا لتشهد على مرارة ما مررنا به وعظمة ما تحملناه وشدة ما صبرنا عليه، ما حصل معنا لم يحصل مع اي شعبٍ آخر على وجه هذا الكوكب! مازلنا لا نصدق ذلك! مازلنا نحاول استيعاب كل شيء رأيناه بأم اعيننا ولم نكن نقدر على فعل أي شيء لايقافه وانهائه! الموت والرعب والخوف والفقر والعوز والحاجة والبرد والجوع والقلة والخصاصة، كل هذه الأشياء جربناها على هذه البقعة من الأرض طيبة هذه الفترة من الزمن! العتمة والظلام والعطش والصقيع والحر...كل هذه الأشياء واجهتنا وجها لوجهٍ مجردين من كل اسلحة المقاومة سوى الصبر...صبر ايوب الذي فاق صبرنا صبره! حتى اصبحنا نمزح قائلين : للعيش على هذه البقعة من الأرض، يلزمك صبر ايوب أو مال قارون لتتمكن من مواصلة الحياة! جربنا جميع انواع الموت دون استثناء ...الموت بردا...الموت جوعا...الموت عطشا...الموت قهرا وحسرة على خسارة بيوتنا واغراضنا وممتلكاتنا...الموت حرا...الموت على ابواب الدول المجاورة ونحن نطلب اللجوء هربا من الموت لموتٍ آخر... الموت بجميع أنواع الأسلحة التي أصبحنا نميزها جيدا ونتقن معرفة اسمائها وانواعها ... طالما ان بقايا شظايا الصواريخ والقذائف سكنت اجسامنا وأصبحت قطعا تلازمنا نعيش بها كأعضائنا .... أذكر ابيات ذلك الشاعر ابن جابر الاندلسي الذي يقول فيها : لا تعاد الناس في اوطانهم...قلما يرعى غريب الوطن واذا ما عشت عيشا بينهم..خالق الناس بخلقٍ حسنٍ نحن نكاد ان نكون الشعب الوحيد بعد الشعب الفلسطيني بين شعوب العالم الذي جاء الجميع من كافة اصقاع العالم ليعاديه في وطنه...ليخرجوننا من بيوتنا...ليهجّروننا من احيائنا وقُرانا... ويدمروا كل شيء كان لنا وبنيناه بسواعدنا وايدينا...طرقاتنا.. محلاتنا...جسورنا ....بناياتنا...بيوتنا...مدننا... الاماكن العمومية...المرافق العمومية...الخدمات المحلية..البنى التحتية...المصارف...البنوك...البريد... المغازات العمومية...المحلات الخاصة التي ليس لأصحابها موارد رزق أخرى يعيشون بها...مازلنا نحاول استيعاب كل ما حصل لنا وما حدث معنا...يصعب تصديق كل هذا...كل هذه الاحداث المتسارعة التي عصفت بنا فجأة وأخذت في طريقها كل ما نملك...جميع ممتلكاتنا وذكرياتنا واشيائنا الصغيرة التي انهكتنا الحياة في تحصيلها وجمعها... فقدناها في لحظات معدودة ويصعب استرجاعها... عصفت بأرواحنا لتتركنا عارين امام وقع الصدمة وتحت أثر الدهشة...اصبحت ملامحنا جامدة لا يمكنها التعبير عن شيء ... وجوه واجمة تمشي في الشوارع شاردة الذهن... الكل فقد كل شيء. والكل يحاول العرب بما تبقى له...لعلّه ينفذ من هذا الجحيم...من هذه الخسارات اليومية التي نصحو كل يوم لنشاهدها في صمتٍ وعجزٍ دون القدرة على فعل أي شيء لايقاف هذا النزيف...هذا الهدر السائب من الوقت الذي يعصف بأعمارنا التي توقفت عقارب الساعة فيها سنواتٍ الى الوراء ... فلا أحد هنا اصبح بإمكانه ان يحلم بتحقيق اي شيء...فنحن نعيش على هذه البقعة من الأرض فقط لنخسر كل ما بحوزتنا بصفة يومية وبشكلٍ سريع...لا نكاد نقدر على استيعابه ...سرعة الأحداث تعصف بقدرتنا على الفهم والاستيعاب...بين الموت والهجرة والهرب من البؤس! مجرد ارواحٍ مفجوعة منهكة منهارة تمشي على الأرض واجمة لا تدرك طريقها ولا تعرف مصيرها الى أين ...لقد عبث الموت بما على هذه البقعة من الأرض... لقد سكننا وتملكنا واضحى يعيش معنا معظم تفاصيل حياتنا ويطاردنا أينما حللنا حتى ولو كنا على أسرّتنا نحاول الهرب من كل ما حولنا ورؤوسنا على وسائدنا ...لا يرحمنا الموت ويلاحقنا حتى ولو اختبئنا تحت اغطيتنا وتحت أسرّتنا....وجودك في البيت لا يعني أمر قد أمّنت على نفسك من لحاق الصواريخ والقذائف بجسمك الصغير الضعيف...كم من واحدٍ منا رحل ضحية قذيفة اخترقت شباك غرفته لتقضي عليه وهو على السرير لو عبرت نافذة مطبخه حين كان بصدد تحضيره للقهوة! هذه الأرض تقاوم منذ زمن بعيد لتبقى على مبادئها وليحيا شعبها كما يرغب هو لا كما ترغب الدول العظمى والغرف المظلمة في الضفة الغربية من هذا الكوكب التي تخطط مصير الشعوب وتمحو مستقبلهم بمجرد\" جرة قلم\" وبضعة خطوط يرسمونها بأقلامهم نتسبب في موت ملايين البشر هنا في الشرق المنهك من التعب ...في الشرق الذي ارادوه أرضا للموت والحرب والدمار والخسارات والرعب والالم والدموع والصراخ والعويل... الشرق الذي ما يزال يقاوم ليحظى ببعض اللحظات الجميلة من الحياة!... الشرق الذي كتب على شعوبه الموت والالم والضياع والهجرة والتشرد والبكاء على ابواب الدول العظمى طالبين اللجوء رغبةً في حياة أفضل! الشرق الذي كتب عليه ان يعاني الأمرّين منذ عقود وعقود من الزمن...الشرق الذي كتب عليه ان يكتوي بنيران الحروب بجميع انواعها... الحروب الداخلية والخارجية... الحروب الدينية والطائفية والمعتقدية والعقائدية والعِرقية والايديولوجية... أتذكّرُ قول الكاتب الفلسطيني حسن سامي يوسف: ماذا زرعنا يا الله كي نحصد كل هذا الخراب؟
لم نبخل على العرب بشهدائنا ودمائنا في كل الحروب العربية ومنذ الثورة العربية الكبرى في العام1916 ....منذ زمن الدولة العثمانية التي أعدمت خيرة شبابنا في ساحة المرجة يوم 6 ايار اليوم الذي اصبح في ما بعد عيدا للشهداء في سوريا يوم إغتيل اكبر عدد من شباب سوريا على يد العثمانيين حين بلد جمال باشا والي بلاد الشام لدى الباب العالي حملة لعبور قناة السويس واحتلال مصر في حرب \"السفر برلك\" مخترقا صحراء سيناء واجهته القوات البريطانية هناك بمدافعها ورشاشاتها ففشل هجومه فشلا ذريعا فقام بإطلاق حملات اعتقال للزعماء والوطنيين والمفكرين العرب متهما اياهم بالخيانة والتسبب في افشال هجومه وعمل على التنكيل بالعرب وتعذيبهم حتى الموت وكان أغلبهم من المناضلين اللذين سعوا طويلا الى القضاء على الاحتلال العثماني وبناء الدولة العربية الواحدة المستقلة التي كانت حلمت للعرب انذاك.
صمّ جمال باشا اذنيه عن كل المناشدات والتدخلات من الدول المجاورة وخصوصا من الأمير فيصل والشريف حسين بن علي التي تدعو لإطلاق سراحهم وعزم على التخلص منهم جميعا على دفعتين يومي 21 اب 1915 و6 ايار 1916 في ساحة البرج في بيروت وساحة المرجة في دمشق قبل ان يُقتل على يد ارمني في مدينة تبليسي في العام 1921 قبل سنة من سقوط الدولة العثمانية... كانت مجزرة رحل فيها أفضل رجال سوريا شنقا حتى الموت في الشارع على مرأى من الجميع ابرزهم \"شفيق بك العظم\" الشاعر والاديب والكاتب والسياسي الذي يتقن 3 لغات والشيخ عبد الحميد الزهراوي زعيم النهضة السياسية في سورية....المفكر والصحفي ابن مدينة حمص الذي ساهم في تأسيس حزب الحرية والاعتدال وحزب الائتلاف إبان الحرب العالمية الاولى.... رجل العلم والدين والسياسة والأمير عمر الجزائري حفيد عبد القادر الجزائري والسيد رشدي الشمعة رجل القانون والادب مؤلف الروايات المسرحية التي قامت بآدائها فرقة مدرسة \"مكتب عنبر\" في عام1908 في حديقة الصوفانية قرب باب توما في المدينة العتيقة والذي ساهم في تأسيس المنتدى الادبي السوري عام 1909 والحزب المعتدل الحر عام 1908 والحمعية اللامركزية عام 1912 والشهيد عيد الذهاب الانكليزي الذي لقب بالبارود الانكليزي لشدّته وقوته وحماسته والذي كان من أهم رجالات السياسة وقتها والشهيد سليم الجزائري احد ابرز المفكرين النوابغ ومن مؤسسي جمعية العهد وغيرهم من الشهداء السوريين واللبنانيين اللذين رحلوا بسبب محكمة ديوان عالية المحكمة العسكرية العثمانية التي اختصت في قتل المعارضين العرب والتنكيل بهم ايام الثورة العربية الكبرى!
لم نبخل على العرب بدمائنا وشهدائنا في حرب قيام الكيان الصهيوني حين خسرت الدولة العثمانية مقاطعة فلسطين وكافة اراضيها العربية وسلمتها لفرنسا وبريطانيا بمقتضى معاهدة سيفر عام1920 ومعاهدة لوزان عام 1923 وسلّمت هذه الاخيرة أرض فلسطين لليهود عام 1948 اتجه الجيش العربي مكونا من الاردنيين والمصريين والعراقيين واللبنانيين وغيرهم الى فلسطين سعيا الى تحريرها وكان السوريون في المقدمة ...كانوا يرغبون في القتال ضد الجيش الاسرائيلي البالماخ والارجون والهاچاناه والشيرتن.
خسرنا الالاف من شبابنا بقيادة العقيد عبد الوهاب الحكيم وعاد العرب الى بلدانهم بعد نهاية الحرب بنصفٍ مهزوم ونصفٍ شهيد وهاجر الفلسطينيون بيوتهم ففتحنا لهم بيوتنا ليقيموا معنا فيها.
ثم كانت نكسة ال67 فخسرنا الجولان التي اعتبرتها الأمم المتحدة في تلك السنة أرضا سورية محتلة حين صدر البيان عن جيش العدو يوم 10 حزيران 1967 معلنا بالكلمة:
الهضبة السورية في ايادينا.
واقيمت أول مستوطنة اسرائيلية عليها في 14 تموز 1967 ومنذ ذلك الوقت ونحن نقاوم ... ونحن نموت...ونحن نصمد...ونحن نرسم تاريخنا بالدم.. ❝ ⏤إيمان رياني
❞ ˝يقول هيغل: التاريخ يعلّمنا ان الإنسان لم يتعلم شيئا من التاريخ.
ونحن لم نتعلم من حربنا المريرة كيف نحارب ومن نحارب ومع من نحارب!!˝
- غادة السمان-
لقد اخضر بأعماقنا جرح اسمه وطن..طوال سبع سنوات لن نقدر على تضميده ..
مع كل شروق سنبقى نذكر الليل، سنبقى نحاول الهرب من العتمة واللحاق بالغد املا منا ان نلملم ما تبقى بحوزتنا ونواصل طريقنا به، لكن مع كل شروق سيبقى يترآى لنا الامس، وسنبقى نذكر كم اصبحت ارواحنا قاحلة باردة مفرغة ..
ع كل شتاء سنتذكر صقيع الموت وبشاعة الدم ومع كل صيف سنتذكر مدى قتامة الصمت الذي يخيم علينا كل صائفة لسبع سنوات..مع كل رمضان سنتذكر موائد الافطار على الشمع في الظلام الحالك وارتفاع أصوات الآذان مرفقة بدوّي القذائف ..سنتذكر تراتيل صلاة التراويح المختلطة بأصوات صراخ النساء وبكاء الاطفال في السهرات الرمضانية ..سنتذكر أصوات سيارات الاسعاف المتزامنة مع السحور وقت الفجر لحظة شروق يوم جديد من الحسابات المتتالية التي لم تكن تنتهي الا وينتهي جزء معها بدواخلنا دون أن نشعر كم أصبحنا مفرغين من كل ما لدينا..مثقلين بكل ما لم يكن فينا قبل الحرب من ألم وقهر وعذاب وذل وجوع وتشرد على حوافّ قارات العالم! كم تبدلت الايام وتغيرت الحياة فينا! اصبحنا نرى في المرآة عيوننا وهي تحمل وطنا بداخلها ارهقه الحزن واثقله الفجائع؟ وطننا كره رائحة الدم وشبح الموت وصوت القذائف وبقايا الصواريخ والشظايا التي مازالت تحملها اجسامنا لتشهد على مرارة ما مررنا به وعظمة ما تحملناه وشدة ما صبرنا عليه، ما حصل معنا لم يحصل مع اي شعبٍ آخر على وجه هذا الكوكب! مازلنا لا نصدق ذلك! مازلنا نحاول استيعاب كل شيء رأيناه بأم اعيننا ولم نكن نقدر على فعل أي شيء لايقافه وانهائه! الموت والرعب والخوف والفقر والعوز والحاجة والبرد والجوع والقلة والخصاصة، كل هذه الأشياء جربناها على هذه البقعة من الأرض طيبة هذه الفترة من الزمن! العتمة والظلام والعطش والصقيع والحر..كل هذه الأشياء واجهتنا وجها لوجهٍ مجردين من كل اسلحة المقاومة سوى الصبر..صبر ايوب الذي فاق صبرنا صبره! حتى اصبحنا نمزح قائلين : للعيش على هذه البقعة من الأرض، يلزمك صبر ايوب أو مال قارون لتتمكن من مواصلة الحياة! جربنا جميع انواع الموت دون استثناء ..الموت بردا..الموت جوعا..الموت عطشا..الموت قهرا وحسرة على خسارة بيوتنا واغراضنا وممتلكاتنا..الموت حرا..الموت على ابواب الدول المجاورة ونحن نطلب اللجوء هربا من الموت لموتٍ آخر.. الموت بجميع أنواع الأسلحة التي أصبحنا نميزها جيدا ونتقن معرفة اسمائها وانواعها .. طالما ان بقايا شظايا الصواريخ والقذائف سكنت اجسامنا وأصبحت قطعا تلازمنا نعيش بها كأعضائنا .. أذكر ابيات ذلك الشاعر ابن جابر الاندلسي الذي يقول فيها : لا تعاد الناس في اوطانهم..قلما يرعى غريب الوطن واذا ما عشت عيشا بينهم.خالق الناس بخلقٍ حسنٍ نحن نكاد ان نكون الشعب الوحيد بعد الشعب الفلسطيني بين شعوب العالم الذي جاء الجميع من كافة اصقاع العالم ليعاديه في وطنه..ليخرجوننا من بيوتنا..ليهجّروننا من احيائنا وقُرانا.. ويدمروا كل شيء كان لنا وبنيناه بسواعدنا وايدينا..طرقاتنا. محلاتنا..جسورنا ..بناياتنا..بيوتنا..مدننا.. الاماكن العمومية..المرافق العمومية..الخدمات المحلية.البنى التحتية..المصارف..البنوك..البريد.. المغازات العمومية..المحلات الخاصة التي ليس لأصحابها موارد رزق أخرى يعيشون بها..مازلنا نحاول استيعاب كل ما حصل لنا وما حدث معنا..يصعب تصديق كل هذا..كل هذه الاحداث المتسارعة التي عصفت بنا فجأة وأخذت في طريقها كل ما نملك..جميع ممتلكاتنا وذكرياتنا واشيائنا الصغيرة التي انهكتنا الحياة في تحصيلها وجمعها.. فقدناها في لحظات معدودة ويصعب استرجاعها.. عصفت بأرواحنا لتتركنا عارين امام وقع الصدمة وتحت أثر الدهشة..اصبحت ملامحنا جامدة لا يمكنها التعبير عن شيء .. وجوه واجمة تمشي في الشوارع شاردة الذهن.. الكل فقد كل شيء. والكل يحاول العرب بما تبقى له..لعلّه ينفذ من هذا الجحيم..من هذه الخسارات اليومية التي نصحو كل يوم لنشاهدها في صمتٍ وعجزٍ دون القدرة على فعل أي شيء لايقاف هذا النزيف..هذا الهدر السائب من الوقت الذي يعصف بأعمارنا التي توقفت عقارب الساعة فيها سنواتٍ الى الوراء .. فلا أحد هنا اصبح بإمكانه ان يحلم بتحقيق اي شيء..فنحن نعيش على هذه البقعة من الأرض فقط لنخسر كل ما بحوزتنا بصفة يومية وبشكلٍ سريع..لا نكاد نقدر على استيعابه ..سرعة الأحداث تعصف بقدرتنا على الفهم والاستيعاب..بين الموت والهجرة والهرب من البؤس! مجرد ارواحٍ مفجوعة منهكة منهارة تمشي على الأرض واجمة لا تدرك طريقها ولا تعرف مصيرها الى أين ..لقد عبث الموت بما على هذه البقعة من الأرض.. لقد سكننا وتملكنا واضحى يعيش معنا معظم تفاصيل حياتنا ويطاردنا أينما حللنا حتى ولو كنا على أسرّتنا نحاول الهرب من كل ما حولنا ورؤوسنا على وسائدنا ..لا يرحمنا الموت ويلاحقنا حتى ولو اختبئنا تحت اغطيتنا وتحت أسرّتنا..وجودك في البيت لا يعني أمر قد أمّنت على نفسك من لحاق الصواريخ والقذائف بجسمك الصغير الضعيف..كم من واحدٍ منا رحل ضحية قذيفة اخترقت شباك غرفته لتقضي عليه وهو على السرير لو عبرت نافذة مطبخه حين كان بصدد تحضيره للقهوة! هذه الأرض تقاوم منذ زمن بعيد لتبقى على مبادئها وليحيا شعبها كما يرغب هو لا كما ترغب الدول العظمى والغرف المظلمة في الضفة الغربية من هذا الكوكب التي تخطط مصير الشعوب وتمحو مستقبلهم بمجرد˝ جرة قلم˝ وبضعة خطوط يرسمونها بأقلامهم نتسبب في موت ملايين البشر هنا في الشرق المنهك من التعب ..في الشرق الذي ارادوه أرضا للموت والحرب والدمار والخسارات والرعب والالم والدموع والصراخ والعويل.. الشرق الذي ما يزال يقاوم ليحظى ببعض اللحظات الجميلة من الحياة!.. الشرق الذي كتب على شعوبه الموت والالم والضياع والهجرة والتشرد والبكاء على ابواب الدول العظمى طالبين اللجوء رغبةً في حياة أفضل! الشرق الذي كتب عليه ان يعاني الأمرّين منذ عقود وعقود من الزمن..الشرق الذي كتب عليه ان يكتوي بنيران الحروب بجميع انواعها.. الحروب الداخلية والخارجية.. الحروب الدينية والطائفية والمعتقدية والعقائدية والعِرقية والايديولوجية.. أتذكّرُ قول الكاتب الفلسطيني حسن سامي يوسف: ماذا زرعنا يا الله كي نحصد كل هذا الخراب؟
لم نبخل على العرب بشهدائنا ودمائنا في كل الحروب العربية ومنذ الثورة العربية الكبرى في العام1916 ..منذ زمن الدولة العثمانية التي أعدمت خيرة شبابنا في ساحة المرجة يوم 6 ايار اليوم الذي اصبح في ما بعد عيدا للشهداء في سوريا يوم إغتيل اكبر عدد من شباب سوريا على يد العثمانيين حين بلد جمال باشا والي بلاد الشام لدى الباب العالي حملة لعبور قناة السويس واحتلال مصر في حرب ˝السفر برلك˝ مخترقا صحراء سيناء واجهته القوات البريطانية هناك بمدافعها ورشاشاتها ففشل هجومه فشلا ذريعا فقام بإطلاق حملات اعتقال للزعماء والوطنيين والمفكرين العرب متهما اياهم بالخيانة والتسبب في افشال هجومه وعمل على التنكيل بالعرب وتعذيبهم حتى الموت وكان أغلبهم من المناضلين اللذين سعوا طويلا الى القضاء على الاحتلال العثماني وبناء الدولة العربية الواحدة المستقلة التي كانت حلمت للعرب انذاك.
صمّ جمال باشا اذنيه عن كل المناشدات والتدخلات من الدول المجاورة وخصوصا من الأمير فيصل والشريف حسين بن علي التي تدعو لإطلاق سراحهم وعزم على التخلص منهم جميعا على دفعتين يومي 21 اب 1915 و6 ايار 1916 في ساحة البرج في بيروت وساحة المرجة في دمشق قبل ان يُقتل على يد ارمني في مدينة تبليسي في العام 1921 قبل سنة من سقوط الدولة العثمانية.. كانت مجزرة رحل فيها أفضل رجال سوريا شنقا حتى الموت في الشارع على مرأى من الجميع ابرزهم ˝شفيق بك العظم˝ الشاعر والاديب والكاتب والسياسي الذي يتقن 3 لغات والشيخ عبد الحميد الزهراوي زعيم النهضة السياسية في سورية..المفكر والصحفي ابن مدينة حمص الذي ساهم في تأسيس حزب الحرية والاعتدال وحزب الائتلاف إبان الحرب العالمية الاولى.. رجل العلم والدين والسياسة والأمير عمر الجزائري حفيد عبد القادر الجزائري والسيد رشدي الشمعة رجل القانون والادب مؤلف الروايات المسرحية التي قامت بآدائها فرقة مدرسة ˝مكتب عنبر˝ في عام1908 في حديقة الصوفانية قرب باب توما في المدينة العتيقة والذي ساهم في تأسيس المنتدى الادبي السوري عام 1909 والحزب المعتدل الحر عام 1908 والحمعية اللامركزية عام 1912 والشهيد عيد الذهاب الانكليزي الذي لقب بالبارود الانكليزي لشدّته وقوته وحماسته والذي كان من أهم رجالات السياسة وقتها والشهيد سليم الجزائري احد ابرز المفكرين النوابغ ومن مؤسسي جمعية العهد وغيرهم من الشهداء السوريين واللبنانيين اللذين رحلوا بسبب محكمة ديوان عالية المحكمة العسكرية العثمانية التي اختصت في قتل المعارضين العرب والتنكيل بهم ايام الثورة العربية الكبرى!
لم نبخل على العرب بدمائنا وشهدائنا في حرب قيام الكيان الصهيوني حين خسرت الدولة العثمانية مقاطعة فلسطين وكافة اراضيها العربية وسلمتها لفرنسا وبريطانيا بمقتضى معاهدة سيفر عام1920 ومعاهدة لوزان عام 1923 وسلّمت هذه الاخيرة أرض فلسطين لليهود عام 1948 اتجه الجيش العربي مكونا من الاردنيين والمصريين والعراقيين واللبنانيين وغيرهم الى فلسطين سعيا الى تحريرها وكان السوريون في المقدمة ..كانوا يرغبون في القتال ضد الجيش الاسرائيلي البالماخ والارجون والهاچاناه والشيرتن.
خسرنا الالاف من شبابنا بقيادة العقيد عبد الوهاب الحكيم وعاد العرب الى بلدانهم بعد نهاية الحرب بنصفٍ مهزوم ونصفٍ شهيد وهاجر الفلسطينيون بيوتهم ففتحنا لهم بيوتنا ليقيموا معنا فيها.
ثم كانت نكسة ال67 فخسرنا الجولان التي اعتبرتها الأمم المتحدة في تلك السنة أرضا سورية محتلة حين صدر البيان عن جيش العدو يوم 10 حزيران 1967 معلنا بالكلمة:
الهضبة السورية في ايادينا.
واقيمت أول مستوطنة اسرائيلية عليها في 14 تموز 1967 ومنذ ذلك الوقت ونحن نقاوم .. ونحن نموت..ونحن نصمد..ونحن نرسم تاريخنا بالدم. ❝
❞ أنت سكني
الفصل الأول
استيقظت وأيقظت توأمتيها ذاتي السبعة سنوات وبدات بتجهيزهما للذهاب للمدرسة وبينما يتجهزن يفتح باب الشقة ودلف ياسر للداخل
\"إيه ده انتو رايحين المدرسة؟!\"
ردت مها بكل برود\" أكيد النهارده مش أجازه\"
لتقترب الفتاتان منه قائلتين \"صباح الخير بابا، كنت فين بدري كده؟\"
رد بلا مبالاة \"مع أصحابي هاكون فين يعني؟\"
فتساءلت جنة بكل براءة \"وهم أصحابك يا بابا مش عندهم شغل ولا بيصحوا بدري\"
رد بملل \"لا ما عندهمش شغل، وبعدين انتي مالك خليكي في المدرسه يالا\"
سألته مها سؤالًا تعرف إجابته لكن مخها أجبرها على السؤال \"هتيجي توصلنا المدرسه؟\"
فأشار بيديه بلا \"أوصلكم إيه أنا هلكان، وعاوز أنام، خدي تكتك وانتو رايحين\"
ردت باستسلام \"ماشي هات الفلوس\"
فأخرج النقود \"خدي، وهاتيلي علبة سجاير وانتي جايه\"
ردت باستنكار \"سجاير! هي حصلت! هاشتري أنا السجاير يا ياسر\"
\"وماله يعني؟ ده إنتِ ست نكديه، قفلتيني وطيرتي الدماغ اللي الواحد ضابطها، أنا داخل أنام \"
وتركهم ودخل غرفته أما هي فأوصلت بناتها رحمة وجنة إلى المدرسة وعادت للمنزل
كان قد نام رتبت المنزل وهي تبكي على حالها الذي ينحدر كل يوم من سيء لأسوء.
وجدت هاتفه ملقى على الطاولة، وصلته رسالة ففتحتها لتجدها رسالة من إحدى متابعاته على الفيس تشكره فيها على عدم نسيانه لعيد ميلادها وعلى إرساله ذلك البوست المليء بالورد والتورتات والعبارات الرقيقة.
جلست مكانها وهي تتذكر أنه حتى لم يقل لها عيد ميلاد سعيد وبعد وصول إشعار الفيس له قال بسخرية
\"إحنا ما وراناش غيرك النهارده، الفيس كل شويه يقولي النهارده عيد ميلاد مها\"
ولم يكلف خاطره حتى بقول عيد ميلاد سعيد لها، كانت تلك الرسالة القشة التي قصمت ظهر البعير، لقد أعلنت التمرد والعصيان على حالها المتردي لسوف تثور مهما كانت النتائج إلى هنا وكفى.
جمعت أمرها ودخلت غرفة بناتها أو لنقل غرفتها فهي منذ أن حملت وهي تنام وحدها بحجه خوفه على الجنين، لملمت متعلقاتها كاملة وتركت الشقة متوجهة لشقة والدها التي تركها لها بعد موته.
واتصلت بالمدرسة وأخبرتهم بذهابها لعمل طارئ وأنهم يجب عليهم أن يتصلوا بياسر ليأتي لاصطحاب الفتيات، ثم أغلقت هاتفها.
دخلت الشقة وشرعت في حملة تنظيف فالشقة مغلقة منذ فترة طويلة.
أفاق ياسر على صوت ذلك الهاتف الذي لا يكف عن الرنين ليجد رقم غير مسجل يلح في الرنين، قال والنوم يداعب جفونه \"يوه مين؟\"
\"أيوه أنا ياسر ياسين\"
....
\"بنات مين؟\"
......
\"بناتي أنا هي أمهم ما جاتش!\"
......
\"طيب طيب.\"
لينادي بأعلى صوته \"مها\" ولا مجيب
\"يوووه، يا مها\" ليبحث عنها فلم يجدها فطلبها على هاتفها المحمول ليجده مغلق، أخذ يزفر ويسب ويلعن
\"يخربيت كده، راحت في انهي مصيبه دي عشان تدبسني التدبيسه دي، الواحد ما لحقش ينام\"
وذهب للمدرسة وأحضر الفتيات وعاد بهما للشقة
وهما طوال الطريق تسألان عن والدتهما
\"بابا ماما فين؟\" \"ما جاتش ليه؟\"
إلى أن صرخ فيهما \"اتكتموا مش عاوز أسمع صوتكم\"
عند وصولهم للشقة أعاد الاتصال بها مرة أخرى ولا مجيب
فأدخل الفتاتان شقة أخيه سامر وزوجته صفا (اللذان لم ينجبا ويعتبران جنة ورحمة بمثابة ابنتيهما)
واستمر بالاتصال بمها ولا مجيب
\"هتكون راحت في أنهي مصيبه دي؟!\"
بقلق قالت صفا \"اهدي يا ياسر، جايز في مشوار والموبايل فصل أو اتسرق\"
\"يبقي تتنيل وتيجي البيت\"
بعد فترة كانت مها أنهت تنظيف الشقة وتنعمت بحمام منعش وقامت بعمل كوب من النسكافيه، ثم فتحت الهاتف وهاتفته، ما أن رن الهاتف ووجد اسمها
\"انتي فين يا مدام؟ وسايباني أروح أجيب البنات\"
ردت ببرود \"طبعًا أقلقنا منام سيادتك الفظيع\"
رد بغضب \"لا انتي بتستظرفي يا مها، اخلصي لما تيجي نتحاسب\"
\"لا ما فيش لما آجي\"
\"يعني إيه؟\"
\"يعني أنا في شقة بابا، ومش راجعه، لو كنت كلفت خاطرك كنت لقيت هدومي وحاجتي مش عندك\"
تساءل بعدم تصديق \"يعني إيه مش راجعه؟!\"
قالت بهدوء \"يعني عاوزه اتطلق يا ياسر\"
قال والغضب يتملكه \"إيه انتي بتقولي إيه؟ شكلك اتهبلتي وإلا حد لعب في دماغك\"
ردت معترضة \"احترم نفسك وخليك إنسان متحضر أنا عاوزه أتطلق\"
فقال \"والبنات دي ان شاء الله\"
ردت ببرود \"بناتك زي ما هم بناتي\"
\"يعني\"
\"يعني يا تخليهم معاك وتآخد بالك منهم يا تجيبهم ليا\"
فقال بسرعة \"آه، آه، تاخديهم انتي، أنا ما ليش في وجع الدماغ ده\"
فقالت \"ما أنا مش هآخدهم كده وخلاص\"
\"مش فاهم\"
\"يعني لو هآخدهم يبقي مصاريفهم كامله تكون في إيدي أول كل شهر يا كده يا ابعتهملك\"
رد والغضب يتملكه \"والله شكلك اتجننتي، أنا هاسيببك في شقة أبوكي بطولك كده يومين ثلاثه جايز تفوقي\"
وأنهى المكالمة \"دي باين اتجننت\"
وسط بكاء الفتاتين الصغيرتين فصرخ فيهما \"إيه؟ ما اسمعش نفسكم، هي تروح ترتاح لها يومين وتقرفني أنا، قدامي على الشقة، وإلا تحبي تخليهم عندك يا صفا شويه\"
نظرت له صفا متعجبة من رد فعله
\"يعني أنت هتسيبها في بيت أبوها اللي مقفول بقاله ياما لوحدها وما تسألش فيها؟!\"
رد بطريقه مستفزة \"جري إيه يا صفا هو أنا كنت قلتلها تروح بيت أبوها\"
قالت صفا للفتيات
\"روما وجوجو ادخلوا جوه يا حبايبي دلوقت اتفرجوا على التلفزيون عشان عاوزه بابا في كلمتين\"
قالت رحمة \"ربنا يخليكِ يا ماما صفا خلي بابا يروح يجيب ماما من بيت جدو هنقعد من غيرها ازاي؟\"
وقالت جنة \" هننام ازاي وهي مش في البيت؟\"
فاحتضنت صفا الفتاتين \"طب بس ادخلوا دلوقت\"
ووجهت الكلام لياسر
\"إيه يا ياسر أنت بالك مش مشغول نهائي حتى هي سابت البيت ومشت ليه؟\"
بمنتهى اللا مبالاة رد \"وأنا أشغل بالي بتاع إيه؟ هو أنا مشيتها؟ ده أنا حتى ماليش دعوه بيها\"
فعقدت ذراعيها أمام صدرها \"ما جايز اللي ما ليش دعوه بيها ده هو اللي مزعلها، حرام عليك مها أغلب من الغلب\"
في هذه اللحظات كان سامر قد وصل من المحكمة، عاد ليجد صفا واقفة أمام الباب يبدو عليها الضيق وياسر يقف أمامها بلا مبالاة
ليقول سامر \"إيه في ايه مالكم؟ إيه يا ياسر إنت مزعل صفا ليه؟\"
فرد \"وأنا مالي ومالها دي كمان\"
قال سامر مستهجنًا طريقته \"ايه دي كمان دي؟ ما تتلم وتتكلم كويس\"
اعتذر ياسر قائلًا \"يا عم مش قصدي\"
نظر سامر لصفا\" إيه يا حبيبتي فيه ايه؟ الواد ده عمل إيه؟\"
\"مها سابت البيت\"
\"ايه؟!\"
\"وراحت شقه باباها وقالت مش راجعه وعاوزه تتطلق\"
\"لا إله إلا الله \" ونظر لياسر
\"آدي أخرة القرف بتاعك واستهتارك، وفين البنات يا صفا؟\"
\"جوه وموتين نفسهم عياط\"
\"طب خدي الحاجات دي يا صفا دخليها وانت قدامي\"
رد ياسر \"قدامك على فين؟\"
\"هنروح نجيب مراتك\"
\"أنا مش رايح جايب حد\"
ليعلو صوت سامر \"انت البعيد معدوم الدم والاحساس، هتسيب مراتك الست العاقله الكُمل اللي مستحمله بلاويك وعمايلك عشان خاطر بناتها وبيتها في شقة أبوها المقفوله من يوم ما مات لوحدها\"
رد محركًا كتفيه \"أنا ما قلتلهاش تمشي\"
فقال سامر غاضبًا \"أنا قرفت منك يا أخي ومن عمايلك، بذمتك إنت راجع البيت الساعه كام؟\"
رد ياسر بكل برود \"سبعه الصبح، هارجع الساعه كام يعني؟!\"
فدفعه سامر في كتفه \"آه ما هي لوكانده أبوك هيا للنوم وبس\"
رد ياسر معترضًا \"ايه يا سامر انت ما بتصدق تتفتح فيا؟!\"
انفعل سامر \"عشان انت بني آدم عديم المسؤوليه والاحساس تقدر تقولي لما تسيبها في بيت أبوها مين هياخد باله من البنات دي؟\"
فأشار ياسر لصفا \"صفا اهيه وراها إيه يعني؟\"
فقال سامر \"آه صفا، لا معلش بقي أنا ومراتي مش متعودين على وجود حد معانا في شقتنا بنحب الهدوء، بناتك عندك أنت حر فيهم ونادى على الفتيات
\"رورو، جوجو تعالوا\"
ما ان رأت الفتيات عمهم حتى ارتمين عليه واحتضنهم حضنًا قويًا
\"حبايب قلبي وحشتوني\"
\"وأنت كمان بابا سامر\"
\"اطلعوا يا بنات مع بابا على شقتكم يالا\"
ردت رحمة \"بس إحنا عاوزين نقعد معاك ومع ماما صفا\"
رد سامر وهو يقبلها \"معلش ما هو بابا كمان لازم يعرف قيمه ماما ويعرف هي كانت شايله عنه إيه، يالا اطلعوا معاه\"
ليصعدوا السلم وياسر يقول
\"بلا نيله، كانت شايله إيه يعني؟ دي ما لهاش لازمه، إيه فاكره هتكسرني؟ لا بعينها ده أنا ياسر ياسين ولا يهمني\"
وقال موجهها لكلامه للفتاتين\" بطلوا زن انتي وهي بدل ما أطلع روحكم أنا مش ناقص صداع\"
وما أن سمعت صفا صوت غلق باب الشقة حتى قالت ممسكة بذراع سامر
\"إيه يا سامر، سيبته ياخد البنات ليه؟\"
\"سيبه عشان يتربي ويعرف إن الله حق\"
قالت بخوف \"ليضربهم يا سامر\"
رد بثقة \"يضرب مين؟ طب خليه يمد إيده على واحده منهم كده، كنت جبت خبره البنات دول بناتنا قبل ما يكونوا بناته، البسي بسرعه\"
\"هنروح فين؟\"
\"لمها ما هو مش هنسيبها هناك كده، وإحنا مش عارفين كلت وإلا شربت وإلا عندها حاجه في ثلاجتها وإلا إيه\"
\"صح ثواني\"
واشتريا طعامًا للغذاء في طريقهما
.....
مها كانت تجلس حزينة وتبكي فهذه أول مرة تبتعد عن بناتها ليرن جرس الباب
حدثت نفسها \"معقول يكون ياسر جاب البنات، يا رب يكون جابهم، أنا غلطانه إني ما اخدتهمش\"
لتفتح الباب ليطالعها وجه سامر ومعه صفا \"اتفضلوا \" ونظرت على السلم
فقال سامر \"ما جوش، البنات ماجوش، تعالى اقعدي، ممكن أعرف بقي إيه اللي حصل؟\"
قالت بيأس \"تعبت يا سامر تعبت\" وانفجرت في البكاء
\"انت عارف إني ما يوم ما اتجوزته وهو معيشني عيشه ما لهاش اسم، مش عيشه أصلًا، أنا عنده في البيت زي أي كرسي مرمي ما لوش عوزه إلا لما يبقى يفتكره، يا سامر ده حتي صباح الخير ما بيقولهاش، بص هم كام كلمه اللي ما بينا، جعان ... مش هتفطريني .... شاي .... قهوه.... إحنا مش هنتغدي وإلا إيه ..... مافيش ساندوتش كده، ده كل اللي بيقوله يا سامر، وساعات كمان ما بيقولش عاوزني أنفذ من غير ما يقول
يقولي (هو أنا لازم أطلب، افهمي لوحدك فطرت يبقي ورا الفطار شاي، ورا الشاي نسكافيه، ورا النسكافيه قهوه، تراعيني بقى، خلي عندك احساس مش لازم اتكلم و أقولك اعمليلي كذا)
غير إنه ما بيشاركش في أي مسؤولية في البيت، كل حاجه أنا اللي باعملها، ويا ريته بيديني فلوس بالذوق إلا لازم يطلع روحي ليه؟ وعشان إيه؟ وبكام؟ ويحاسبني بالمليم، في حين إن سجايره المالبورو ومزاجه في الزفت اللي بيشربه ما بيتقطعش، والا لما آجي أجيب هدوم للبنات، يا ربي على عمايله إن قلت له عاوزه ثلاث آلاف يرسوا على ألف ونص واتصرفي بقى هاتي أي حاجه مشوا نفسكم، وأنا فين وفين لما يعبرني ويجيبلي أي حاجه ما صفا عارفه ده ثلاث اربع الهدوم اللي في دولابي صفا هي اللي مديهالي، ده حتى البنات يسيبني أروح أوصلهم بتكتك والعربيه مركونه تحت البيت، تعبت يا سامر تعبت، غير حجات تانيه ما ينفعش تتقال، وآخرة المتمه عاوزني أجيب له سجاير وأنا راجعه من توصيل البنات\"
وارتمت في حضن صفا تبكي، لم يكن ليتحمل مرآها تبكي هكذا فقال
\"اهدي بقى طيب، وبطلي عياط، إحنا هنسيبه يتمرمط بالبنات يومين، يومين إيه ده مش هيتحمل يوم، وبعدين ترجعي اعتبري نفسك أرمله يا ستي عيشي لبناتك واللي ينقصك أنا كفيل بيه، اتفقنا، يالا بقى أنا جيت من المحكمه على هنا وعاوز اتغدي واقع يا ناس\"
قالت مها \"حاضر هاقوم اعمل لكم سندوتشات، ما أنا لسه ما اشترتش حاجه\"
فنظر لصفا \"مش قولتلك، إحنا جايبين الغدا أهو، عارفك بتحبي الكباب والكفته ومش هتقولي عليهم لاء\"
وبعد الغداء
قال سامر \"أنا هانزل بقى عشان أروح أنام شويه قبل ما أنزل المكتب بالليل وصفا هتبات معاكي هنا، ما هو ما ينفعش تفضلي لوحدك، المكان برضه مقطوع\"
قالت مها \"لا ما تشغلوش بالكم بيا\"
فأقسم \"والله ما يحصل صفا معاكي\"
فقالت مها \"طب ما دام صفا معايا ادخل ريح جوه في اوضتي أنا منضفاها، بدل ما تروح البيت الشقه هنا أقرب للمكتب\"
فقالت صفا \"صح يا سامر ريح هنا شويه\"
ودخلت مها للغرفة الأخرى وأحضرت جلبابًا من ملابس والدها
وأعطته لسامر \"وخد دي غير هدومك عشان تنام مرتاح\"
\"ماشي\"
ودخل لينام وظلت صفا ومها سويًا تتحدثان
لم يستطع النوم فخرج لهما كانتا في الغرفة المجاورة كان سيدخل لكنه سمعها تبكي وتقول
\"والله يا صفا مش عارفه أقولك إيه ده انا لو قعدت اشتكي مش هنبطل كلام للصبح، طب عارفه فيه كلام ما ينفعش أقوله قدام سامر، انتي عارفه ياسر ما قربليش بقاله قد إيه؟\"
قالت صفا مخمنة \"شهر\"
فردت مها \"شهر إيه!\" وضحكت ضحكة ممزوجة بدموع قهرها \"أربع شهور يا صفا\"
ضربت صفا على صدرها \"يا نهاري أربع شهور وصابره وساكته، ما حاولتيش تغريه تعملي أي حاجه تحركه\"
ردت بيأس \"أغريه أنا طلبتها يا صفا، عارفه ازاي؟ رحت جمبه وطلبتها منه عارفه عمل إيه؟ كان ساعتها نايم على ظهره رحت جمبه العب في شعره شال إيدي من على شعره وقالي عاوز أنام، بوسته في خده قلت له واحشني يا ياسر، قالي طيب؟
شاطت صفا وقالت \"آه يا بارد!\"
فأكملت \"قلت له واحشني يا ياسر، قالي أعمل إيه يعني طيب؟ قلت له عاوزاك يا ياسر، اداني ظهره يا صفا وقالي أنا تعبان وعاوز أنام، عارفه يا صفا حسيت بإيه؟ كنت حاسه إني مكسوره مش عارفه الكسره منين من قلبي والا روحي والا جسمي والا كرامتي، ياسر محسسني إني مش ست أصلًا، مع إني زي ما انتي شايفه مش هاقول قمر بس مش وحشه، معاه حاسه إني سراب يا صفا، سراب مش موجوده،
ولا مره لبست حاجه حلوه وقالي حلوه عليكي، ولا مره خد باله من شعري لما أصبغه ليه، بلاش دي ولا مره ضبطت وشي كده ولاحظ حتى، فاكره يا صفا لما قصيت شعري مره واحده لما كان واصل نص ظهري وقمت قصاه كاريه\"
ردت صفا \"آه فاكره ويومها أنا قلت لك انتي اتجننتي\"
فاستطردت مها \"والله يا صفا ولا خد باله أصلًا ولما سألته القصه الجديده دي أحلى وإلا شعري الطويل عارفه قالي إيه؟\"
\"إيه؟\"
\"قالي هو انتي شعرك كان طويل أصلًا؟!\"
فتحت صفا عينيها على اتساعهما
\"يخربيتك يا ياسر، كان طويل! ده كان واصل لنص ظهرها يا منيل، حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا ياسر يا ابن دولت\"
أكملت مها \"طب تحبي أقولك ايه تاني، طب أفهم إيه أنا لما يكون ما بيقربليش وفي نفس الوقت ألاقيه بيتفرج على أفلام زفت وهباب قوليلي انتي\"
وضعت صفا يديها في خصرها \"نعم يا اختي بيتفرج على أفلام، طب ما ينفذ هو فرجه بس، ما انتي قدامه أهو\"
فقالت مها \"قلت ماشي شفت هم بيلبسوا إيه، ومن الفلوس بتاعتي اللي بابا سايبهالي جبت طقم حلو كده من بتوع الحاجات دي ولبسته\"
فرحت صفا وقالت \"أوبا بقي\"
ردت مها \"أوبا إيه اتنيلي، قالي بكل برود إيه اللي انتي مهبباه ده، أبوكي غلطان إنه ساب لك فلوس أصلًا، هاتي حاجه تنفعك بدل اللي انتي عاملاه في نفسك ده وسابني ونام يا صفا سابني ونام\"
قامت صفا ورفعت يديها للسماء \"يجيلك ويحط عليك يا ابن دولت دعوة وليه مقهوره لصحبتها\"
واحتضنت مها \"يا حبيبتي يا مها طب كنتي احكيلي فضفضي بدل كتمتك دي\"
فقالت مها باكية \"احكي إيه وإلا إيه بس يا صفا، أنا مستحمله عشان البنتين، اللي ولا كأنهم بناته لا اهتمام ولا سؤال ولا أي حاجه منه ليهم، هو عاوز يسهر ويتسرمح ويشرب الزفت ده وخلاص وأنا ساكته، عشان ما ليش حد، ولا ليا شغلانه والقرشين اللي بابا سايبهم دول مش هيكفوني مصاريف البنات\"
وضعت صفا يديها على خصرها اعتراضًا \"ليه إن شاء الله هو ملزم يصرف على بناته\"
فقالت مها \"بلا نيله هيديني كام يعني، والمحكمه هتحكم بكام، وهو ما فيش أي حاجه تثبت الدخل ما فيش غير المحل باسمه، وانتي عارفه الأرض باسم سامر عشان الحاج ياسين كان عارف إنه لو كتبهاله هيبيعها، وأهو سامر كتر خيره هو اللي واخد باله منها والتاني بيقبض على الجاهز\"
سمع سامر كل الكلام وعاد لغرفته ليحدث نفسه
\"أنا عارف إنه واطي وحيوان، بس مش للدرجه دي، ده انتي جبل يا مها كل يوم بتكبري في نظري أكتر ربنا يقدرني ونعدل الواد ده\"
غادرهما سامر للمكتب
أما عند ياسر دخل الشقة وبأعلى صوته
\"زن وعياط مش عاوز أنا مصدع\"
قالت جنة \"طب إحنا جعانين\"
رد بزهق \"إيه مش عارفه تعملي ساندويتش\"
فردت رحمة \"ما فيش حاجه هنا الجبنه والمربي والبيض خلصوا وماما كانت لسه هتجيب\"
قال متبرمًا \" يا حلاوه ادي اللي خدته من الجواز، ربنا يسامحك يا حاج ياسين، ربنا يسامحك أنا كان مالي ومال الشبكه السوده دي، لا وكمان اخلف ومش بلوه لا بلوتين، خدي فلوس يا رحمه هانم وانزلوا هاتوا حاجات\"
قالت جنة بتعجب \"ننزل فين يا بابا؟! السوبر ماركت بعيد\"
قال متضايقًا \"يوووه خدو تكتك\"
قالت رحمة متعجبة \"تكتك لوحدنا!\"
فرد بضيق \"أومال هتجيبوا البلد تركب معاكم اخلصوا وهاتولي سجاير وبن عشان مافيش بن\"
اخذت الفتاتان تنظران لبعضهما
\"وخدي مفتاح الشقه معاكم عشان ما ترنوش الجرس وتصدعوني، يالا اخلصوا\"
نزلت الفتاتان للشارع
وقالت جنة \" إحنا هنعمل إيه يا رورو؟ ما ينفعش نركب التك تك لوحدنا، وادينا خبطنا على بابا سامر وماما صفا وما حدش في الشقه\"
قالت رحمة
\"يا جوجو إحنا لا راحين ولا جايين، تعالي كده\" وأمسكت يد جنة وتوجهتا لكشك عم حسن الخاص بالسجائر
الذي ما أن رآهما حتى قال \"إيه يا بنات نازلين لوحدكم ليه؟\"
فقالت جنة \"ممكن يا عمو حسن نتكلم في التليفون\"
ضحك حسن \"وهتكلموا مين بقي يا قمرات؟\"
فردت رحمة \"هنكلم عمو سامر، أصل بابا تعبان شويه وماما خرجت\"
رد حسن بسرعة \"لا ألف سلامه عليه اطلع معاكم أشوفه\"
تداركت رحمة الأمر \"لا هو قالنا هاتوا عمكم، أصل رصيده خلص\"
فتساءل حسن \"طب انتي عارفه النمره يا رحمه؟\"
ردت \"ايوه يا عمو\"
واتصلت بسامر
\"أيوه مين معايا؟\"
\"أنا حسن بتاع الكشك يا سامر باشا\"
\"خير يا حسن؟\"
\"خير بس القمرات قدامي أهم وبيقولوا الأستاذ ياسر تعبان\"
\"طب قولهم يطلعوا يا حسن وأنا جاي أهو\"
فقال حسن للفتاتين \"عمو سامر بيقولكم اطلعوا يا بنات وهو جاي أهو، واقفلوا باب البيت كويس\"
دخلت الفتاتين وأغلقتا البوابه
وقالت جنة \"ها يا رورو هنطلع الشقه؟\"
ردت رحمة \"انتي هبله يا جوجو، عاوزه بابا يضربنا، لا هنستني بابا سامر هنا\"
بعد قليل دخل سامر من بوابه المنزل ليجد الفتاتين أمامه
\"إيه اللي موقفكم هنا؟\"
فردتا سويا \" لو طلعنا بابا هيضربنا\"
\"يضربكم ليه مش هو اللي قالكم تتصلوا؟!\"
فقالت جنة \"بابا سامر سامحنا إحنا كدبنا\"
تساءل مستغربًا \"كدبتوا في إيه يا جوجو؟\"
وحكت له الفتاتين عما حصل
فتساءل \"يعني إنتو لسه لغايه دلوقتي ما كلتوش؟\"
فردتا عليه \"أيوه يا بابا سامر\"
تضايق سامر قائلًا \"ماشي يا ياسر، حسابك تقل قوي، طب تعالوا\"
وأخذهما شقته لإبدال ملابس المنزل بأخرى مناسبة للخروج فهما لديهما ملابس في شقته خاصة بهما وأخذ الفتاتان متوجهًا للمطعم المفضل لديهما وتناولتا الطعام واشترى لهما آيس كريم وعاد بهما للمنزل.
فتح الشقة ليسمع صوت ياسر
\"انتو جيتوا؟ كل ده بتشتروا يا هوانم! ده أنا قلت خطفوكم وارتحت\"
ليجد سامر في وجهه
قال سامر للفتيات \"ادخلوا حبايبي هاتوا شنطكم وكتبكم وانزلوا تحت خلصوا اللي وراكم، هتعرفي تفتحي باب الشقه يا رورو\"
\"أيوه يا بابا سامر\"
ونزلت الفتاتان ما أن خرجتا من الباب حتى انهال سامر بالضرب على ياسر
\"إنت إيه حيوان ما بتحسش! إنت مش بني آدم! بنتين زي الورد مش عارف تحافظ عليهم، عاوزهم ينزلوا يركبوا لوحديهم تكتك وإحنا في حته مقطوعه عشان يشترولك سجاير وإنت قاعد سلطان زمانك\"
دافع ياسر عن نفسه
\"ما كنت مصدع ما ينزلوا يجيبوا\"
\"ولما اتاخرو ما فكرتش تدور عليهم\"
\"يا جدع يروحوا في داهيه أهو ارتاح\"
فأكمل سامر ضربه \"مش قلت إنت حيوان، حيوان إيه؟ الحيوان عنده حنيه عنك\"
وتركه ونزل
.......
بدل ياسر ملابسه ونزل ليسهر مع أصدقاء السوء ما أن دخل البار \"فين الجرسون؟ الحقني يا ابني أنا جعان\"
وتناول الطعام وحكى لهم ما حدث
فقال أحدهم \"يعني إنت لوحدك برنس في الشقه؟\"
فرد ياسر \"آه يا جدع، روقان\"
فقال صديقه \"خلاص نسهر عندك\"
فغص المشروب في حلقه \"تسهروا عند مين؟ ده لو سامر شم خبر يطلب لنا البوليس\"
وانفجروا في الضحك
أعطاه أحد رفاقه كيسًا صغيرًا
فتساءل \"إيه ده؟\"
فأجابه \"ده بقي التوب، سيبك بقي من الحشيش، ده اللي هيخليك سلطان زمانك\"
قال ياسر \"إيه ده يا جدع بودره، لا يا عم ما ليش في الهيروين\"
رد صاحبه \"هيروين إيه هو إنت تقدر على تمنه، ده تقليد كده اسمه ميكس الحبايب الليل وآخره، خلطه كده ترفعك السما، بس إيه بحساب يعني هو نص سطر بالكتير كل أربع ساعات مش أكتر يا أبو الأساسير\"
\"تمام\"
\"وبكام ده؟\"
\"لا يا معلم ده هديه، جربه بس وبعدين نتكلم في السعر\"
\"خلاص أنا أروح بقي\"
ذهب ياسر لشقته وبدل ملابسه وسطر المادة المخدرة وعندما أحس براحة بعد استنشاقها نسى ما قاله صديقه وقام باستنشاق سطرين آخرين، وبدأ رحلة الأحلام، أحلام ورديه متداخلة، راحة غريبة، جسده كله يرتخي، هدوء عجيب يسيطر عليه بدأ نفسه يتلاشى يحس بنبضات قلبه تتباطأ، لم يعد قادرًا على التنفس وانتهت،
انتهت رحلة الأحلام.
في الصباح....
دخل سامر الشقة فالمفتاح الذي أعطاه ياسر للفتيات ما زال معه
\"إنت يا زفت اصحي عشان تودي البنات المدرسة\"
ودخل الغرفة ليجد ياسر ملقى على الأرض وتلك المادة على الطاولة
\"ياسر اصحي، إيه الهباب اللي على الطرابيزه ده؟ إنت بتاخد بودره كمان، يخربيتك ويخربيت سنينك، لا إنت كده لازم تروح مصحه، وإلا وربنا لأبلغ عنك بنفسي ياسر اصحي يا زفت\"
ليجد أنه بارد ولا يتنفس
\"ياسر، ياسر\"
جلس بجواره مصدومًا ثم أبلغ الشرطة متصلًا بصديقه الضابط كريم
\"كريم، ياسر مات\"
.......
\"لا شكلها جرعه زياده\"
........
\"هاروح فين يا كريم أنا في الشقه أهو\"
ثم هاتف صفا
\"أيوه يا صفا، اجمدي كده وخليكي جدعه وهاتي مها وتعالوا حالًا\"
........
\"لما تيجي هتعرفي مش قايل حاجه اديني مها\"
.......
\"مها انتي بتسمعي كلامي صح، تلبسي وتجيبي حاجتك وتيجي حالًا ولما تيجي هتعرفي\"
نزل سامر للفتيات
\"حبايبي ما فيش مدرسه النهارده\"
\"ليه يا بابا سامر؟\"
\"معلش تعالوا \"واحتضنهما والدموع في عينيه
\"انتو بناتي حبايبي وعارفين إن ربنا بيختار ناس بنحبهم وياخدهم عنده\"
\"آه بيموتوا\" قالتها رحمة
\"أيوه صح يا بنوتي الحلوه، ربنا اختار بابا يروح له\"
صممتت الفتاتان ثم قالت جنة \"يعني مش هنشوف بابا تاني؟\"
فرد \"آه يا حبيبتي\"
قالت رحمة \"خالص خالص صح؟\"
\"آه يا رحمه خلاص بابا راح عند ربنا\"
فابتسمت الفتاتان واحتضنتا سامر
فهما لم تكونا تشعران أبدًا أن ياسر أب لهما لقد أنهى ياسر بيديه أية مشاعر قد تُكِناها له وصلت الشرطة فالقسم قريب من المنزل وصعد كريم لمعاينه الشقة.
وصلت مها وصفا ليجدا الشرطة أمام المنزل وكذلك سيارة الاسعاف ويدخلون فيها حمالة عليها كيس أسود، هرولتا للمنزل
\"فيه ايه؟ مين ده؟\"
ليطالعهما كريم \"ده ياسر يا مدام مها، البقيه في حياتك\"
صمتت مها لم تنطق بكلمة واحدة، صرخت صفا واحتضنت مها وصعدتا للأعلى، قابلهما سامر
\"اجمدي يا صفا، البقيه في حياتك يا مها البنات جوه أنا رايح أخلص الاجراءات، مها ممنوع تطلعي الشقه ده مسرح جريمه\"
أخرجتها الكلمة من صمتها
\"جريمة إيه؟\"
فخفض رأسه \"ياسر مات بجرعة مخدرات زياده\"
فعادت لصمتها واحتضنت فتاتيها ودخلت للداخل
أنهى سامر الاجراءات وتم التشريح وصدر إذن دفن الجثة
وانتهى العزاء لم تترك صفا مها كانت بجوارها.
#نشوة_أبوالوفا
#nashwa_aboalwafa. ❝ ⏤nashwaaboalwafa
❞ أنت سكني
الفصل الأول
استيقظت وأيقظت توأمتيها ذاتي السبعة سنوات وبدات بتجهيزهما للذهاب للمدرسة وبينما يتجهزن يفتح باب الشقة ودلف ياسر للداخل
˝إيه ده انتو رايحين المدرسة؟!˝
ردت مها بكل برود˝ أكيد النهارده مش أجازه˝
لتقترب الفتاتان منه قائلتين ˝صباح الخير بابا، كنت فين بدري كده؟˝
رد بلا مبالاة ˝مع أصحابي هاكون فين يعني؟˝
فتساءلت جنة بكل براءة ˝وهم أصحابك يا بابا مش عندهم شغل ولا بيصحوا بدري˝
رد بملل ˝لا ما عندهمش شغل، وبعدين انتي مالك خليكي في المدرسه يالا˝
سألته مها سؤالًا تعرف إجابته لكن مخها أجبرها على السؤال ˝هتيجي توصلنا المدرسه؟˝
فأشار بيديه بلا ˝أوصلكم إيه أنا هلكان، وعاوز أنام، خدي تكتك وانتو رايحين˝
ردت باستسلام ˝ماشي هات الفلوس˝
فأخرج النقود ˝خدي، وهاتيلي علبة سجاير وانتي جايه˝
ردت باستنكار ˝سجاير! هي حصلت! هاشتري أنا السجاير يا ياسر˝
˝وماله يعني؟ ده إنتِ ست نكديه، قفلتيني وطيرتي الدماغ اللي الواحد ضابطها، أنا داخل أنام ˝
وتركهم ودخل غرفته أما هي فأوصلت بناتها رحمة وجنة إلى المدرسة وعادت للمنزل
كان قد نام رتبت المنزل وهي تبكي على حالها الذي ينحدر كل يوم من سيء لأسوء.
وجدت هاتفه ملقى على الطاولة، وصلته رسالة ففتحتها لتجدها رسالة من إحدى متابعاته على الفيس تشكره فيها على عدم نسيانه لعيد ميلادها وعلى إرساله ذلك البوست المليء بالورد والتورتات والعبارات الرقيقة.
جلست مكانها وهي تتذكر أنه حتى لم يقل لها عيد ميلاد سعيد وبعد وصول إشعار الفيس له قال بسخرية
˝إحنا ما وراناش غيرك النهارده، الفيس كل شويه يقولي النهارده عيد ميلاد مها˝
ولم يكلف خاطره حتى بقول عيد ميلاد سعيد لها، كانت تلك الرسالة القشة التي قصمت ظهر البعير، لقد أعلنت التمرد والعصيان على حالها المتردي لسوف تثور مهما كانت النتائج إلى هنا وكفى.
جمعت أمرها ودخلت غرفة بناتها أو لنقل غرفتها فهي منذ أن حملت وهي تنام وحدها بحجه خوفه على الجنين، لملمت متعلقاتها كاملة وتركت الشقة متوجهة لشقة والدها التي تركها لها بعد موته.
واتصلت بالمدرسة وأخبرتهم بذهابها لعمل طارئ وأنهم يجب عليهم أن يتصلوا بياسر ليأتي لاصطحاب الفتيات، ثم أغلقت هاتفها.
دخلت الشقة وشرعت في حملة تنظيف فالشقة مغلقة منذ فترة طويلة.
أفاق ياسر على صوت ذلك الهاتف الذي لا يكف عن الرنين ليجد رقم غير مسجل يلح في الرنين، قال والنوم يداعب جفونه ˝يوه مين؟˝
˝أيوه أنا ياسر ياسين˝
..
˝بنات مين؟˝
...
˝بناتي أنا هي أمهم ما جاتش!˝
...
˝طيب طيب.˝
لينادي بأعلى صوته ˝مها˝ ولا مجيب
˝يوووه، يا مها˝ ليبحث عنها فلم يجدها فطلبها على هاتفها المحمول ليجده مغلق، أخذ يزفر ويسب ويلعن
˝يخربيت كده، راحت في انهي مصيبه دي عشان تدبسني التدبيسه دي، الواحد ما لحقش ينام˝
وذهب للمدرسة وأحضر الفتيات وعاد بهما للشقة
وهما طوال الطريق تسألان عن والدتهما
˝بابا ماما فين؟˝ ˝ما جاتش ليه؟˝
إلى أن صرخ فيهما ˝اتكتموا مش عاوز أسمع صوتكم˝
عند وصولهم للشقة أعاد الاتصال بها مرة أخرى ولا مجيب
فأدخل الفتاتان شقة أخيه سامر وزوجته صفا (اللذان لم ينجبا ويعتبران جنة ورحمة بمثابة ابنتيهما)
واستمر بالاتصال بمها ولا مجيب
˝هتكون راحت في أنهي مصيبه دي؟!˝
بقلق قالت صفا ˝اهدي يا ياسر، جايز في مشوار والموبايل فصل أو اتسرق˝
˝يبقي تتنيل وتيجي البيت˝
بعد فترة كانت مها أنهت تنظيف الشقة وتنعمت بحمام منعش وقامت بعمل كوب من النسكافيه، ثم فتحت الهاتف وهاتفته، ما أن رن الهاتف ووجد اسمها
˝انتي فين يا مدام؟ وسايباني أروح أجيب البنات˝
ردت ببرود ˝طبعًا أقلقنا منام سيادتك الفظيع˝
رد بغضب ˝لا انتي بتستظرفي يا مها، اخلصي لما تيجي نتحاسب˝
˝لا ما فيش لما آجي˝
˝يعني إيه؟˝
˝يعني أنا في شقة بابا، ومش راجعه، لو كنت كلفت خاطرك كنت لقيت هدومي وحاجتي مش عندك˝
تساءل بعدم تصديق ˝يعني إيه مش راجعه؟!˝
قالت بهدوء ˝يعني عاوزه اتطلق يا ياسر˝
قال والغضب يتملكه ˝إيه انتي بتقولي إيه؟ شكلك اتهبلتي وإلا حد لعب في دماغك˝
ردت معترضة ˝احترم نفسك وخليك إنسان متحضر أنا عاوزه أتطلق˝
فقال ˝والبنات دي ان شاء الله˝
ردت ببرود ˝بناتك زي ما هم بناتي˝
˝يعني˝
˝يعني يا تخليهم معاك وتآخد بالك منهم يا تجيبهم ليا˝
فقال بسرعة ˝آه، آه، تاخديهم انتي، أنا ما ليش في وجع الدماغ ده˝
فقالت ˝ما أنا مش هآخدهم كده وخلاص˝
˝مش فاهم˝
˝يعني لو هآخدهم يبقي مصاريفهم كامله تكون في إيدي أول كل شهر يا كده يا ابعتهملك˝
رد والغضب يتملكه ˝والله شكلك اتجننتي، أنا هاسيببك في شقة أبوكي بطولك كده يومين ثلاثه جايز تفوقي˝
وأنهى المكالمة ˝دي باين اتجننت˝
وسط بكاء الفتاتين الصغيرتين فصرخ فيهما ˝إيه؟ ما اسمعش نفسكم، هي تروح ترتاح لها يومين وتقرفني أنا، قدامي على الشقة، وإلا تحبي تخليهم عندك يا صفا شويه˝
نظرت له صفا متعجبة من رد فعله
˝يعني أنت هتسيبها في بيت أبوها اللي مقفول بقاله ياما لوحدها وما تسألش فيها؟!˝
رد بطريقه مستفزة ˝جري إيه يا صفا هو أنا كنت قلتلها تروح بيت أبوها˝
قالت صفا للفتيات
˝روما وجوجو ادخلوا جوه يا حبايبي دلوقت اتفرجوا على التلفزيون عشان عاوزه بابا في كلمتين˝
قالت رحمة ˝ربنا يخليكِ يا ماما صفا خلي بابا يروح يجيب ماما من بيت جدو هنقعد من غيرها ازاي؟˝
وقالت جنة ˝ هننام ازاي وهي مش في البيت؟˝
فاحتضنت صفا الفتاتين ˝طب بس ادخلوا دلوقت˝
ووجهت الكلام لياسر
˝إيه يا ياسر أنت بالك مش مشغول نهائي حتى هي سابت البيت ومشت ليه؟˝
بمنتهى اللا مبالاة رد ˝وأنا أشغل بالي بتاع إيه؟ هو أنا مشيتها؟ ده أنا حتى ماليش دعوه بيها˝
فعقدت ذراعيها أمام صدرها ˝ما جايز اللي ما ليش دعوه بيها ده هو اللي مزعلها، حرام عليك مها أغلب من الغلب˝
في هذه اللحظات كان سامر قد وصل من المحكمة، عاد ليجد صفا واقفة أمام الباب يبدو عليها الضيق وياسر يقف أمامها بلا مبالاة
ليقول سامر ˝إيه في ايه مالكم؟ إيه يا ياسر إنت مزعل صفا ليه؟˝
فرد ˝وأنا مالي ومالها دي كمان˝
قال سامر مستهجنًا طريقته ˝ايه دي كمان دي؟ ما تتلم وتتكلم كويس˝
اعتذر ياسر قائلًا ˝يا عم مش قصدي˝
نظر سامر لصفا˝ إيه يا حبيبتي فيه ايه؟ الواد ده عمل إيه؟˝
˝مها سابت البيت˝
˝ايه؟!˝
˝وراحت شقه باباها وقالت مش راجعه وعاوزه تتطلق˝
˝لا إله إلا الله ˝ ونظر لياسر
˝آدي أخرة القرف بتاعك واستهتارك، وفين البنات يا صفا؟˝
˝جوه وموتين نفسهم عياط˝
˝طب خدي الحاجات دي يا صفا دخليها وانت قدامي˝
رد ياسر ˝قدامك على فين؟˝
˝هنروح نجيب مراتك˝
˝أنا مش رايح جايب حد˝
ليعلو صوت سامر ˝انت البعيد معدوم الدم والاحساس، هتسيب مراتك الست العاقله الكُمل اللي مستحمله بلاويك وعمايلك عشان خاطر بناتها وبيتها في شقة أبوها المقفوله من يوم ما مات لوحدها˝
رد محركًا كتفيه ˝أنا ما قلتلهاش تمشي˝
فقال سامر غاضبًا ˝أنا قرفت منك يا أخي ومن عمايلك، بذمتك إنت راجع البيت الساعه كام؟˝
رد ياسر بكل برود ˝سبعه الصبح، هارجع الساعه كام يعني؟!˝
فدفعه سامر في كتفه ˝آه ما هي لوكانده أبوك هيا للنوم وبس˝
رد ياسر معترضًا ˝ايه يا سامر انت ما بتصدق تتفتح فيا؟!˝
انفعل سامر ˝عشان انت بني آدم عديم المسؤوليه والاحساس تقدر تقولي لما تسيبها في بيت أبوها مين هياخد باله من البنات دي؟˝
فأشار ياسر لصفا ˝صفا اهيه وراها إيه يعني؟˝
فقال سامر ˝آه صفا، لا معلش بقي أنا ومراتي مش متعودين على وجود حد معانا في شقتنا بنحب الهدوء، بناتك عندك أنت حر فيهم ونادى على الفتيات
˝رورو، جوجو تعالوا˝
ما ان رأت الفتيات عمهم حتى ارتمين عليه واحتضنهم حضنًا قويًا
˝حبايب قلبي وحشتوني˝
˝وأنت كمان بابا سامر˝
˝اطلعوا يا بنات مع بابا على شقتكم يالا˝
ردت رحمة ˝بس إحنا عاوزين نقعد معاك ومع ماما صفا˝
رد سامر وهو يقبلها ˝معلش ما هو بابا كمان لازم يعرف قيمه ماما ويعرف هي كانت شايله عنه إيه، يالا اطلعوا معاه˝
ليصعدوا السلم وياسر يقول
˝بلا نيله، كانت شايله إيه يعني؟ دي ما لهاش لازمه، إيه فاكره هتكسرني؟ لا بعينها ده أنا ياسر ياسين ولا يهمني˝
وقال موجهها لكلامه للفتاتين˝ بطلوا زن انتي وهي بدل ما أطلع روحكم أنا مش ناقص صداع˝
وما أن سمعت صفا صوت غلق باب الشقة حتى قالت ممسكة بذراع سامر
˝إيه يا سامر، سيبته ياخد البنات ليه؟˝
˝سيبه عشان يتربي ويعرف إن الله حق˝
قالت بخوف ˝ليضربهم يا سامر˝
رد بثقة ˝يضرب مين؟ طب خليه يمد إيده على واحده منهم كده، كنت جبت خبره البنات دول بناتنا قبل ما يكونوا بناته، البسي بسرعه˝
˝هنروح فين؟˝
˝لمها ما هو مش هنسيبها هناك كده، وإحنا مش عارفين كلت وإلا شربت وإلا عندها حاجه في ثلاجتها وإلا إيه˝
˝صح ثواني˝
واشتريا طعامًا للغذاء في طريقهما
...
مها كانت تجلس حزينة وتبكي فهذه أول مرة تبتعد عن بناتها ليرن جرس الباب
حدثت نفسها ˝معقول يكون ياسر جاب البنات، يا رب يكون جابهم، أنا غلطانه إني ما اخدتهمش˝
لتفتح الباب ليطالعها وجه سامر ومعه صفا ˝اتفضلوا ˝ ونظرت على السلم
فقال سامر ˝ما جوش، البنات ماجوش، تعالى اقعدي، ممكن أعرف بقي إيه اللي حصل؟˝
قالت بيأس ˝تعبت يا سامر تعبت˝ وانفجرت في البكاء
˝انت عارف إني ما يوم ما اتجوزته وهو معيشني عيشه ما لهاش اسم، مش عيشه أصلًا، أنا عنده في البيت زي أي كرسي مرمي ما لوش عوزه إلا لما يبقى يفتكره، يا سامر ده حتي صباح الخير ما بيقولهاش، بص هم كام كلمه اللي ما بينا، جعان .. مش هتفطريني .. شاي .. قهوه.. إحنا مش هنتغدي وإلا إيه ... مافيش ساندوتش كده، ده كل اللي بيقوله يا سامر، وساعات كمان ما بيقولش عاوزني أنفذ من غير ما يقول
يقولي (هو أنا لازم أطلب، افهمي لوحدك فطرت يبقي ورا الفطار شاي، ورا الشاي نسكافيه، ورا النسكافيه قهوه، تراعيني بقى، خلي عندك احساس مش لازم اتكلم و أقولك اعمليلي كذا)
غير إنه ما بيشاركش في أي مسؤولية في البيت، كل حاجه أنا اللي باعملها، ويا ريته بيديني فلوس بالذوق إلا لازم يطلع روحي ليه؟ وعشان إيه؟ وبكام؟ ويحاسبني بالمليم، في حين إن سجايره المالبورو ومزاجه في الزفت اللي بيشربه ما بيتقطعش، والا لما آجي أجيب هدوم للبنات، يا ربي على عمايله إن قلت له عاوزه ثلاث آلاف يرسوا على ألف ونص واتصرفي بقى هاتي أي حاجه مشوا نفسكم، وأنا فين وفين لما يعبرني ويجيبلي أي حاجه ما صفا عارفه ده ثلاث اربع الهدوم اللي في دولابي صفا هي اللي مديهالي، ده حتى البنات يسيبني أروح أوصلهم بتكتك والعربيه مركونه تحت البيت، تعبت يا سامر تعبت، غير حجات تانيه ما ينفعش تتقال، وآخرة المتمه عاوزني أجيب له سجاير وأنا راجعه من توصيل البنات˝
وارتمت في حضن صفا تبكي، لم يكن ليتحمل مرآها تبكي هكذا فقال
˝اهدي بقى طيب، وبطلي عياط، إحنا هنسيبه يتمرمط بالبنات يومين، يومين إيه ده مش هيتحمل يوم، وبعدين ترجعي اعتبري نفسك أرمله يا ستي عيشي لبناتك واللي ينقصك أنا كفيل بيه، اتفقنا، يالا بقى أنا جيت من المحكمه على هنا وعاوز اتغدي واقع يا ناس˝
قالت مها ˝حاضر هاقوم اعمل لكم سندوتشات، ما أنا لسه ما اشترتش حاجه˝
فنظر لصفا ˝مش قولتلك، إحنا جايبين الغدا أهو، عارفك بتحبي الكباب والكفته ومش هتقولي عليهم لاء˝
وبعد الغداء
قال سامر ˝أنا هانزل بقى عشان أروح أنام شويه قبل ما أنزل المكتب بالليل وصفا هتبات معاكي هنا، ما هو ما ينفعش تفضلي لوحدك، المكان برضه مقطوع˝
قالت مها ˝لا ما تشغلوش بالكم بيا˝
فأقسم ˝والله ما يحصل صفا معاكي˝
فقالت مها ˝طب ما دام صفا معايا ادخل ريح جوه في اوضتي أنا منضفاها، بدل ما تروح البيت الشقه هنا أقرب للمكتب˝
فقالت صفا ˝صح يا سامر ريح هنا شويه˝
ودخلت مها للغرفة الأخرى وأحضرت جلبابًا من ملابس والدها
وأعطته لسامر ˝وخد دي غير هدومك عشان تنام مرتاح˝
˝ماشي˝
ودخل لينام وظلت صفا ومها سويًا تتحدثان
لم يستطع النوم فخرج لهما كانتا في الغرفة المجاورة كان سيدخل لكنه سمعها تبكي وتقول
˝والله يا صفا مش عارفه أقولك إيه ده انا لو قعدت اشتكي مش هنبطل كلام للصبح، طب عارفه فيه كلام ما ينفعش أقوله قدام سامر، انتي عارفه ياسر ما قربليش بقاله قد إيه؟˝
قالت صفا مخمنة ˝شهر˝
فردت مها ˝شهر إيه!˝ وضحكت ضحكة ممزوجة بدموع قهرها ˝أربع شهور يا صفا˝
ضربت صفا على صدرها ˝يا نهاري أربع شهور وصابره وساكته، ما حاولتيش تغريه تعملي أي حاجه تحركه˝
ردت بيأس ˝أغريه أنا طلبتها يا صفا، عارفه ازاي؟ رحت جمبه وطلبتها منه عارفه عمل إيه؟ كان ساعتها نايم على ظهره رحت جمبه العب في شعره شال إيدي من على شعره وقالي عاوز أنام، بوسته في خده قلت له واحشني يا ياسر، قالي طيب؟
شاطت صفا وقالت ˝آه يا بارد!˝
فأكملت ˝قلت له واحشني يا ياسر، قالي أعمل إيه يعني طيب؟ قلت له عاوزاك يا ياسر، اداني ظهره يا صفا وقالي أنا تعبان وعاوز أنام، عارفه يا صفا حسيت بإيه؟ كنت حاسه إني مكسوره مش عارفه الكسره منين من قلبي والا روحي والا جسمي والا كرامتي، ياسر محسسني إني مش ست أصلًا، مع إني زي ما انتي شايفه مش هاقول قمر بس مش وحشه، معاه حاسه إني سراب يا صفا، سراب مش موجوده،
ولا مره لبست حاجه حلوه وقالي حلوه عليكي، ولا مره خد باله من شعري لما أصبغه ليه، بلاش دي ولا مره ضبطت وشي كده ولاحظ حتى، فاكره يا صفا لما قصيت شعري مره واحده لما كان واصل نص ظهري وقمت قصاه كاريه˝
ردت صفا ˝آه فاكره ويومها أنا قلت لك انتي اتجننتي˝
فاستطردت مها ˝والله يا صفا ولا خد باله أصلًا ولما سألته القصه الجديده دي أحلى وإلا شعري الطويل عارفه قالي إيه؟˝
˝إيه؟˝
˝قالي هو انتي شعرك كان طويل أصلًا؟!˝
فتحت صفا عينيها على اتساعهما
˝يخربيتك يا ياسر، كان طويل! ده كان واصل لنص ظهرها يا منيل، حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا ياسر يا ابن دولت˝
أكملت مها ˝طب تحبي أقولك ايه تاني، طب أفهم إيه أنا لما يكون ما بيقربليش وفي نفس الوقت ألاقيه بيتفرج على أفلام زفت وهباب قوليلي انتي˝
وضعت صفا يديها في خصرها ˝نعم يا اختي بيتفرج على أفلام، طب ما ينفذ هو فرجه بس، ما انتي قدامه أهو˝
فقالت مها ˝قلت ماشي شفت هم بيلبسوا إيه، ومن الفلوس بتاعتي اللي بابا سايبهالي جبت طقم حلو كده من بتوع الحاجات دي ولبسته˝
فرحت صفا وقالت ˝أوبا بقي˝
ردت مها ˝أوبا إيه اتنيلي، قالي بكل برود إيه اللي انتي مهبباه ده، أبوكي غلطان إنه ساب لك فلوس أصلًا، هاتي حاجه تنفعك بدل اللي انتي عاملاه في نفسك ده وسابني ونام يا صفا سابني ونام˝
قامت صفا ورفعت يديها للسماء ˝يجيلك ويحط عليك يا ابن دولت دعوة وليه مقهوره لصحبتها˝
واحتضنت مها ˝يا حبيبتي يا مها طب كنتي احكيلي فضفضي بدل كتمتك دي˝
فقالت مها باكية ˝احكي إيه وإلا إيه بس يا صفا، أنا مستحمله عشان البنتين، اللي ولا كأنهم بناته لا اهتمام ولا سؤال ولا أي حاجه منه ليهم، هو عاوز يسهر ويتسرمح ويشرب الزفت ده وخلاص وأنا ساكته، عشان ما ليش حد، ولا ليا شغلانه والقرشين اللي بابا سايبهم دول مش هيكفوني مصاريف البنات˝
وضعت صفا يديها على خصرها اعتراضًا ˝ليه إن شاء الله هو ملزم يصرف على بناته˝
فقالت مها ˝بلا نيله هيديني كام يعني، والمحكمه هتحكم بكام، وهو ما فيش أي حاجه تثبت الدخل ما فيش غير المحل باسمه، وانتي عارفه الأرض باسم سامر عشان الحاج ياسين كان عارف إنه لو كتبهاله هيبيعها، وأهو سامر كتر خيره هو اللي واخد باله منها والتاني بيقبض على الجاهز˝
سمع سامر كل الكلام وعاد لغرفته ليحدث نفسه
˝أنا عارف إنه واطي وحيوان، بس مش للدرجه دي، ده انتي جبل يا مها كل يوم بتكبري في نظري أكتر ربنا يقدرني ونعدل الواد ده˝
غادرهما سامر للمكتب
أما عند ياسر دخل الشقة وبأعلى صوته
˝زن وعياط مش عاوز أنا مصدع˝
قالت جنة ˝طب إحنا جعانين˝
رد بزهق ˝إيه مش عارفه تعملي ساندويتش˝
فردت رحمة ˝ما فيش حاجه هنا الجبنه والمربي والبيض خلصوا وماما كانت لسه هتجيب˝
قال متبرمًا ˝ يا حلاوه ادي اللي خدته من الجواز، ربنا يسامحك يا حاج ياسين، ربنا يسامحك أنا كان مالي ومال الشبكه السوده دي، لا وكمان اخلف ومش بلوه لا بلوتين، خدي فلوس يا رحمه هانم وانزلوا هاتوا حاجات˝
قالت جنة بتعجب ˝ننزل فين يا بابا؟! السوبر ماركت بعيد˝
قال متضايقًا ˝يوووه خدو تكتك˝
قالت رحمة متعجبة ˝تكتك لوحدنا!˝
فرد بضيق ˝أومال هتجيبوا البلد تركب معاكم اخلصوا وهاتولي سجاير وبن عشان مافيش بن˝
اخذت الفتاتان تنظران لبعضهما
˝وخدي مفتاح الشقه معاكم عشان ما ترنوش الجرس وتصدعوني، يالا اخلصوا˝
نزلت الفتاتان للشارع
وقالت جنة ˝ إحنا هنعمل إيه يا رورو؟ ما ينفعش نركب التك تك لوحدنا، وادينا خبطنا على بابا سامر وماما صفا وما حدش في الشقه˝
قالت رحمة
˝يا جوجو إحنا لا راحين ولا جايين، تعالي كده˝ وأمسكت يد جنة وتوجهتا لكشك عم حسن الخاص بالسجائر
الذي ما أن رآهما حتى قال ˝إيه يا بنات نازلين لوحدكم ليه؟˝
فقالت جنة ˝ممكن يا عمو حسن نتكلم في التليفون˝
ضحك حسن ˝وهتكلموا مين بقي يا قمرات؟˝
فردت رحمة ˝هنكلم عمو سامر، أصل بابا تعبان شويه وماما خرجت˝
رد حسن بسرعة ˝لا ألف سلامه عليه اطلع معاكم أشوفه˝
تداركت رحمة الأمر ˝لا هو قالنا هاتوا عمكم، أصل رصيده خلص˝
فتساءل حسن ˝طب انتي عارفه النمره يا رحمه؟˝
ردت ˝ايوه يا عمو˝
واتصلت بسامر
˝أيوه مين معايا؟˝
˝أنا حسن بتاع الكشك يا سامر باشا˝
˝خير يا حسن؟˝
˝خير بس القمرات قدامي أهم وبيقولوا الأستاذ ياسر تعبان˝
˝طب قولهم يطلعوا يا حسن وأنا جاي أهو˝
فقال حسن للفتاتين ˝عمو سامر بيقولكم اطلعوا يا بنات وهو جاي أهو، واقفلوا باب البيت كويس˝
دخلت الفتاتين وأغلقتا البوابه
وقالت جنة ˝ها يا رورو هنطلع الشقه؟˝
ردت رحمة ˝انتي هبله يا جوجو، عاوزه بابا يضربنا، لا هنستني بابا سامر هنا˝
بعد قليل دخل سامر من بوابه المنزل ليجد الفتاتين أمامه
˝إيه اللي موقفكم هنا؟˝
فردتا سويا ˝ لو طلعنا بابا هيضربنا˝
˝يضربكم ليه مش هو اللي قالكم تتصلوا؟!˝
فقالت جنة ˝بابا سامر سامحنا إحنا كدبنا˝
تساءل مستغربًا ˝كدبتوا في إيه يا جوجو؟˝
وحكت له الفتاتين عما حصل
فتساءل ˝يعني إنتو لسه لغايه دلوقتي ما كلتوش؟˝
فردتا عليه ˝أيوه يا بابا سامر˝
تضايق سامر قائلًا ˝ماشي يا ياسر، حسابك تقل قوي، طب تعالوا˝
وأخذهما شقته لإبدال ملابس المنزل بأخرى مناسبة للخروج فهما لديهما ملابس في شقته خاصة بهما وأخذ الفتاتان متوجهًا للمطعم المفضل لديهما وتناولتا الطعام واشترى لهما آيس كريم وعاد بهما للمنزل.
فتح الشقة ليسمع صوت ياسر
˝انتو جيتوا؟ كل ده بتشتروا يا هوانم! ده أنا قلت خطفوكم وارتحت˝
ليجد سامر في وجهه
قال سامر للفتيات ˝ادخلوا حبايبي هاتوا شنطكم وكتبكم وانزلوا تحت خلصوا اللي وراكم، هتعرفي تفتحي باب الشقه يا رورو˝
˝أيوه يا بابا سامر˝
ونزلت الفتاتان ما أن خرجتا من الباب حتى انهال سامر بالضرب على ياسر
˝إنت إيه حيوان ما بتحسش! إنت مش بني آدم! بنتين زي الورد مش عارف تحافظ عليهم، عاوزهم ينزلوا يركبوا لوحديهم تكتك وإحنا في حته مقطوعه عشان يشترولك سجاير وإنت قاعد سلطان زمانك˝
دافع ياسر عن نفسه
˝ما كنت مصدع ما ينزلوا يجيبوا˝
˝ولما اتاخرو ما فكرتش تدور عليهم˝
˝يا جدع يروحوا في داهيه أهو ارتاح˝
فأكمل سامر ضربه ˝مش قلت إنت حيوان، حيوان إيه؟ الحيوان عنده حنيه عنك˝
وتركه ونزل
....
بدل ياسر ملابسه ونزل ليسهر مع أصدقاء السوء ما أن دخل البار ˝فين الجرسون؟ الحقني يا ابني أنا جعان˝
وتناول الطعام وحكى لهم ما حدث
فقال أحدهم ˝يعني إنت لوحدك برنس في الشقه؟˝
فرد ياسر ˝آه يا جدع، روقان˝
فقال صديقه ˝خلاص نسهر عندك˝
فغص المشروب في حلقه ˝تسهروا عند مين؟ ده لو سامر شم خبر يطلب لنا البوليس˝
وانفجروا في الضحك
أعطاه أحد رفاقه كيسًا صغيرًا
فتساءل ˝إيه ده؟˝
فأجابه ˝ده بقي التوب، سيبك بقي من الحشيش، ده اللي هيخليك سلطان زمانك˝
قال ياسر ˝إيه ده يا جدع بودره، لا يا عم ما ليش في الهيروين˝
رد صاحبه ˝هيروين إيه هو إنت تقدر على تمنه، ده تقليد كده اسمه ميكس الحبايب الليل وآخره، خلطه كده ترفعك السما، بس إيه بحساب يعني هو نص سطر بالكتير كل أربع ساعات مش أكتر يا أبو الأساسير˝
˝تمام˝
˝وبكام ده؟˝
˝لا يا معلم ده هديه، جربه بس وبعدين نتكلم في السعر˝
˝خلاص أنا أروح بقي˝
ذهب ياسر لشقته وبدل ملابسه وسطر المادة المخدرة وعندما أحس براحة بعد استنشاقها نسى ما قاله صديقه وقام باستنشاق سطرين آخرين، وبدأ رحلة الأحلام، أحلام ورديه متداخلة، راحة غريبة، جسده كله يرتخي، هدوء عجيب يسيطر عليه بدأ نفسه يتلاشى يحس بنبضات قلبه تتباطأ، لم يعد قادرًا على التنفس وانتهت،
انتهت رحلة الأحلام.
في الصباح..
دخل سامر الشقة فالمفتاح الذي أعطاه ياسر للفتيات ما زال معه
˝إنت يا زفت اصحي عشان تودي البنات المدرسة˝
ودخل الغرفة ليجد ياسر ملقى على الأرض وتلك المادة على الطاولة
˝ياسر اصحي، إيه الهباب اللي على الطرابيزه ده؟ إنت بتاخد بودره كمان، يخربيتك ويخربيت سنينك، لا إنت كده لازم تروح مصحه، وإلا وربنا لأبلغ عنك بنفسي ياسر اصحي يا زفت˝
ليجد أنه بارد ولا يتنفس
˝ياسر، ياسر˝
جلس بجواره مصدومًا ثم أبلغ الشرطة متصلًا بصديقه الضابط كريم
˝كريم، ياسر مات˝
....
˝لا شكلها جرعه زياده˝
....
˝هاروح فين يا كريم أنا في الشقه أهو˝
ثم هاتف صفا
˝أيوه يا صفا، اجمدي كده وخليكي جدعه وهاتي مها وتعالوا حالًا˝
....
˝لما تيجي هتعرفي مش قايل حاجه اديني مها˝
....
˝مها انتي بتسمعي كلامي صح، تلبسي وتجيبي حاجتك وتيجي حالًا ولما تيجي هتعرفي˝
نزل سامر للفتيات
˝حبايبي ما فيش مدرسه النهارده˝
˝ليه يا بابا سامر؟˝
˝معلش تعالوا ˝واحتضنهما والدموع في عينيه
˝انتو بناتي حبايبي وعارفين إن ربنا بيختار ناس بنحبهم وياخدهم عنده˝
˝آه بيموتوا˝ قالتها رحمة
˝أيوه صح يا بنوتي الحلوه، ربنا اختار بابا يروح له˝
صممتت الفتاتان ثم قالت جنة ˝يعني مش هنشوف بابا تاني؟˝
فرد ˝آه يا حبيبتي˝
قالت رحمة ˝خالص خالص صح؟˝
˝آه يا رحمه خلاص بابا راح عند ربنا˝
فابتسمت الفتاتان واحتضنتا سامر
فهما لم تكونا تشعران أبدًا أن ياسر أب لهما لقد أنهى ياسر بيديه أية مشاعر قد تُكِناها له وصلت الشرطة فالقسم قريب من المنزل وصعد كريم لمعاينه الشقة.
وصلت مها وصفا ليجدا الشرطة أمام المنزل وكذلك سيارة الاسعاف ويدخلون فيها حمالة عليها كيس أسود، هرولتا للمنزل
˝فيه ايه؟ مين ده؟˝
ليطالعهما كريم ˝ده ياسر يا مدام مها، البقيه في حياتك˝
صمتت مها لم تنطق بكلمة واحدة، صرخت صفا واحتضنت مها وصعدتا للأعلى، قابلهما سامر
˝اجمدي يا صفا، البقيه في حياتك يا مها البنات جوه أنا رايح أخلص الاجراءات، مها ممنوع تطلعي الشقه ده مسرح جريمه˝
أخرجتها الكلمة من صمتها
˝جريمة إيه؟˝
فخفض رأسه ˝ياسر مات بجرعة مخدرات زياده˝
فعادت لصمتها واحتضنت فتاتيها ودخلت للداخل
أنهى سامر الاجراءات وتم التشريح وصدر إذن دفن الجثة
وانتهى العزاء لم تترك صفا مها كانت بجوارها.
#نشوة_أبوالوفا #nashwa_aboalwafa. ❝