❞ النفس قابلة للإصلاح والتبديل والتغيير، والمنهج الإسلامي في إصلاح النفس يفعل هذا على مراحل.
أولا: يبدأ بتخلية النفس من عاداتها المذمومة (وذلك هو تفريغ الإناء مما فيه، بالاعتراف بالذنوب والتسليم بالعيوب وإخراجها إلى النور ).
والمرحلة الثانية: هي التوبة وقطع الصلة بالماضي والندم على ما فات ومراقبة النفس فيما يستجد من أمور ومحاسبتها على الفعل والخاطر.
والمرحلة الثالثة: هي مجاهدة الميول النفسية المريضة ومحاربتها بأضدادها، وذلك برياضة النفس الشحيحة على النفاق، والنفس الشهوانية على التعفف، والنفس اﻷنانية على الإيثار والبذل، والنفس المتكبرة على التواضع، والنفس المختالة العاشقة لنفسها على الانكسار ورؤية العيوب والنقص فيها. ولا تنجح تلك المجاهدة دون طلب المدد من الله، ودون الصلاة والخشوع والخضوع والفناء في محبة الله ركوعا وسجودا في توحيد كامل، وذلك بالاسترسال مع الله، والانسياب مع الفطرة، وإرادة العبد ما يريده الله، وكراهيته لما يكرهه. وهنا تحدث المعجزة، فيتبدل القلق سكينة، والفزع أمنا، والنواقص النفسية كمالات.. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ النفس قابلة للإصلاح والتبديل والتغيير، والمنهج الإسلامي في إصلاح النفس يفعل هذا على مراحل.
أولا: يبدأ بتخلية النفس من عاداتها المذمومة (وذلك هو تفريغ الإناء مما فيه، بالاعتراف بالذنوب والتسليم بالعيوب وإخراجها إلى النور ).
والمرحلة الثانية: هي التوبة وقطع الصلة بالماضي والندم على ما فات ومراقبة النفس فيما يستجد من أمور ومحاسبتها على الفعل والخاطر.
والمرحلة الثالثة: هي مجاهدة الميول النفسية المريضة ومحاربتها بأضدادها، وذلك برياضة النفس الشحيحة على النفاق، والنفس الشهوانية على التعفف، والنفس اﻷنانية على الإيثار والبذل، والنفس المتكبرة على التواضع، والنفس المختالة العاشقة لنفسها على الانكسار ورؤية العيوب والنقص فيها. ولا تنجح تلك المجاهدة دون طلب المدد من الله، ودون الصلاة والخشوع والخضوع والفناء في محبة الله ركوعا وسجودا في توحيد كامل، وذلك بالاسترسال مع الله، والانسياب مع الفطرة، وإرادة العبد ما يريده الله، وكراهيته لما يكرهه. وهنا تحدث المعجزة، فيتبدل القلق سكينة، والفزع أمنا، والنواقص النفسية كمالات. ❝
❞ أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية
هي إحدى زوجات الرسول محمد، ومن السابقين. فما سيرتها؟
نشأتها
نشأت أم سلمة في بيت من بيوت سادات قريش، فأبوها أبو أمية كان من سادات بني مخزوم وعُرف عنه فرط جوده حتى لُقّب بـزاد الركب، حيث كان إذا سافر لا يترك من يرافقه يحمل الزاد والمتاع بل يكفله بذلك. وهي ابنة عم الصحابي خالد بن الوليد، أنها أخت الصحابي عمار بن ياسر في الرضاعة.
حياتها قبل زواجها من النبي محمد
قبل الإسلام، تزوجت هند بنت أبي أمية من ابن عمها أبو سلمة المخزومي وكانا من السابقين إلى الإسلام. ولما اشتد أذى أهل مكة للمسلمين، هاجرت مع زوجها إلى الحبشة،وأنجبت ولدها سلمة هناك، ثم عادا إلى مكة بعد أن بلغ المسلمين في الحبشة أن الإسلام قد انتشر. وحين عادوا إلى مكة، وجدوا قريش لا تزال تسيطر، فلم يدخل أحد منهم مكة إلا في جوار أحد أشراف مكة. دخل أبو سلمة وزوجته أم سلمة في جوار خاله أبي طالب، وبقيا في مكة حتى هاجر النبي محمد إلى يثرب،فهمّا بالهجرة، لكن أهلها منعوا أبو سلمة من السير بها إلى يثرب، فهاجر منفردًا بابنه سلمة. ظلت أم سلمة في حزن تبكيهم، حتى رقّ أهلها لحالها، وتركوها تلحق بهم إلى يثرب.
خرجت أم سلمة تنوي الهجرة إلى يثرب دون رفيق، فرآها عثمان بن طلحة، وسألها عن وجهتها، فأخبرته. فأخذ بخطام دابتها، ورحل بها إلى مشارف يثرب، وقفل راجعًا.
وفي يثرب، أنجبت أم سلمة ثلاثة أبناء درة وعمر وزينب. وفي سنة 3 هـ، أصيب زوجها في غزوة أحد بجرح بليغ، ظل ملازمه حتى توفي في 8 جمادى الآخرة 4 هـ.
زواجها من النبي محمد
بعد انقضاء عدتها، خطبها أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب، فردتهما ولم توافق على أي منهما. ثم بعد ذلك خطبها النبي محمد، فقبلت أم سلمة. فدخل بها في شوال 4 هـ في حجرة أم المؤمنين زينب بنت خزيمة بعد موتها، وكان صداقها بسيطًا لا يزيد عن فراش حشوه ليف، وقدر وصحيفة كثيفة ورحى.
مكانتها عند النبي
كان لأم سلمة مكانتها عند النبي محمد، فيروى أن النجاشي أهدى إلى النبي محمد حُلّة وأواقي من مسك، فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية مسك، وأعطى أم سلمة بقية المسك والحُلَّة.
وتروي ابنتها زينب أن النبي محمد ضم إليه يومًا الحسن والحسين وفاطمة، وقال: «رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.»
فبكت أم سلمة وكانت ابنتها زينب معها، فسألها عن بكائها، فقالت: «يا رسول الله، خصصتهم وتركتني وابنتي.» فقال: «أَنْتِ وَابْنَتُكِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ.»
كما ذكرت عائشة، أن النبي محمد كان إذا صلّى العصر، دخل على نسائه واحدة واحدة، يبدأ بأم سلمة لأنها أكبرهن، ويختم بعائشة.
كان النبي محمد أيضًا يستحسن رأيها ويأخذ به، فيروى أنه بعد أن أُقر صلح الحديبية، قال النبي محمد لأصحابه: «قُومُوا فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا»، فتباطأ أصحابه لعدم رضاهم عن بنود الصلح، فحزن النبي محمد ودخل على أم سلمة التي كانت معه في تلك العُمرة، فذكر لها ما لقي من الناس.
فقالت له: «يا نبي الله أتحبُّ ذلك؟ اخرج ثم لا تكلِّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَك وتدعو حالقك فيحلقك.» فخرج فلم يكلِّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك؛ فنحر وحلق، فلمَّا رأَى أصحابه ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا.
كما كانت أم سلمة سببًا في نزول بعض آيات القرآن، فقد ذكر مجاهد بن جبر أنها قالت يومًا: «يا رسول الله، تغزو الرجال ولا نغزو، وإنما لنا نصف الميراث.»
فنزل الوحي بقوله تعالى:(وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا).
وبقوله:( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )
كما روى عمرو بن دينار عن ابنها سلمة أنها قالت: «يا رسول الله، لا نَسْمَع اللهَ ذَكَر النساء في الهجرة بشيء؟»
فنزل الوحي بقوله:( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ).
حياتها بعد النبي محمد
بعد وفاة النبي محمد، لزمت أم سلمة بيتها، وعكفت على العبادة. ولجأ الكثيرون إليها لسماع الحديث والتفقه في الدين لعلمها بأحكام الشريعة. فقد سمعت أم سلمة من النبي محمد وابنته فاطمة، كما روت عن زوجها الأول أبو سلمة بن عبد الأسد. وروى عنها خلق كثير منهم أم المؤمنين عائشة وأبي سعيد الخدري.
وتُعد أم سلمة ثاني أكثر النساء رواية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة.
وقد روت رضي الله عنها -كما ذكر الذهبي في مسندها- ثلاثمائة وثمانين حديثًا، ويقال روت 378 حديثاً.
اتَّفق البخاري ومسلم على ثلاثة عشر، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر، وقد روت -رضي الله عنها- الأحاديث الخاصَّة بمعشر النساء بغرض التعليم والتوجيه، فقد روت أن النبي كان يُقَبِّلها وهو صائم، وأنها كانت تغتسل معه من الإناء الواحد من الجنابة، وأنها كانت تنام مع النبي في لحافٍ واحد، وأنها كانت تأتيها الحيضة... فيقول لها : \"أَنَفِسْتِ؟\" قلتُ: نعم. قال: \"قُومِي فَأَصْلِحِي حَالَكِ ثُمَّ عُودِي\". فألقيتُ عني ثيابي، ولبستُ ثياب حيضتي، ثم عدتُ فدخلت معه اللحاف.
كان معظم مرويات أم سلمة في الأحكام وما اختص بالعبادات أساسًا كالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحجوفي أحكام الجنائز والآداب والسلوكيات. كما روت في المغازي والمظالم والفتن.
مشاركة أم سلمة في أحداث عصرها:
وبعد وفاة النبي شاركت أمُّ المؤمنين أمُّ سلمة -رضي الله عنها- في أحداث عصرها؛
لم تكن أم سلمة بمنأى تام عن السياسة، فقد كتبت لعثمان بن عفان تنصحه بعد اضطراب الأمور في عهده، ويقال أنها
دخلتْ ذاتَ يوم على أمير المؤمنين عثمان بن عفان قائلة له:
\"ما لي أرى رعيَّتك عنك نافرين، ومن جناحك ناقرين، لا تُعَفِّ طريقًا كان رسول الله لَحَبَهَا، ولا تقتدح بزند كان أكباه، وتوخَّ حيث توخَّى صاحباك -أبو بكر وعمر- فإنهما ثَكَمَا الأمر ثَكْمًا ولم يظلمَا، هذا حقُّ أمومتي أَقْضِيه إليك، وإن عليك حقَّ الطاعة.
فقال عثمان: أمَّا بعد، فقد قلتِ فوعيتُ، وأوصيتِ فقبلتُ.
وبعد مقتل عثمان بن عفان والفتنة التي وقعت بين المسلمين، كتبت أم سلمة إلى عائشة حين همّت بالخروج إلى البصرة تنصحها بعدم الخروج، فشكرتها عائشة، وأوضحت لها بأن نيتها الإصلاح بين فئتين متناحرتين.
كما كتبت إلى معاوية بن أبي سفيان تذكر له فضل علي. وكانت أم سلمة حريصة على وحدة صف المسلمين، فحين قدم بُسر بن أرطاة إلى المدينة في خلافة معاوية، ورفض أن يُبايع، أتته أم سلمة، وقالت له: «بايع، فقد أمرت عبد الله بن زمعة ابن أخي أن يُبايع.»
كما عُرف عنها الفصاحة والبلاغة والإيجاز وتمكنها من اللغة.
وفاة أم سلمة رضي الله عنها:
وقد تُوُفِّيَتْ أُمُّ المؤمنين أمُّ سلمة رضي الله عنها في ولاية يزيد بن معاوية سنة ٦١ه، كما ذكر ابن حبان، وقد تجاوزت الرابعة والثمانين من عمرها، وقيل: عُمِّرت تسعين سنة رضي الله عنها.
فكانت آخر زوجات النبي محمد وفاة، ودُفنت بالبقيع، وكانت قد أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد لما مرضت، ولكنها توفيت ومات قبلها.
#أمهات_المؤمنين
#صفاءفوزي. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية
هي إحدى زوجات الرسول محمد، ومن السابقين. فما سيرتها؟
نشأتها
نشأت أم سلمة في بيت من بيوت سادات قريش، فأبوها أبو أمية كان من سادات بني مخزوم وعُرف عنه فرط جوده حتى لُقّب بـزاد الركب، حيث كان إذا سافر لا يترك من يرافقه يحمل الزاد والمتاع بل يكفله بذلك. وهي ابنة عم الصحابي خالد بن الوليد، أنها أخت الصحابي عمار بن ياسر في الرضاعة.
حياتها قبل زواجها من النبي محمد
قبل الإسلام، تزوجت هند بنت أبي أمية من ابن عمها أبو سلمة المخزومي وكانا من السابقين إلى الإسلام. ولما اشتد أذى أهل مكة للمسلمين، هاجرت مع زوجها إلى الحبشة،وأنجبت ولدها سلمة هناك، ثم عادا إلى مكة بعد أن بلغ المسلمين في الحبشة أن الإسلام قد انتشر. وحين عادوا إلى مكة، وجدوا قريش لا تزال تسيطر، فلم يدخل أحد منهم مكة إلا في جوار أحد أشراف مكة. دخل أبو سلمة وزوجته أم سلمة في جوار خاله أبي طالب، وبقيا في مكة حتى هاجر النبي محمد إلى يثرب،فهمّا بالهجرة، لكن أهلها منعوا أبو سلمة من السير بها إلى يثرب، فهاجر منفردًا بابنه سلمة. ظلت أم سلمة في حزن تبكيهم، حتى رقّ أهلها لحالها، وتركوها تلحق بهم إلى يثرب.
خرجت أم سلمة تنوي الهجرة إلى يثرب دون رفيق، فرآها عثمان بن طلحة، وسألها عن وجهتها، فأخبرته. فأخذ بخطام دابتها، ورحل بها إلى مشارف يثرب، وقفل راجعًا.
وفي يثرب، أنجبت أم سلمة ثلاثة أبناء درة وعمر وزينب. وفي سنة 3 هـ، أصيب زوجها في غزوة أحد بجرح بليغ، ظل ملازمه حتى توفي في 8 جمادى الآخرة 4 هـ.
زواجها من النبي محمد
بعد انقضاء عدتها، خطبها أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب، فردتهما ولم توافق على أي منهما. ثم بعد ذلك خطبها النبي محمد، فقبلت أم سلمة. فدخل بها في شوال 4 هـ في حجرة أم المؤمنين زينب بنت خزيمة بعد موتها، وكان صداقها بسيطًا لا يزيد عن فراش حشوه ليف، وقدر وصحيفة كثيفة ورحى.
مكانتها عند النبي
كان لأم سلمة مكانتها عند النبي محمد، فيروى أن النجاشي أهدى إلى النبي محمد حُلّة وأواقي من مسك، فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية مسك، وأعطى أم سلمة بقية المسك والحُلَّة.
وتروي ابنتها زينب أن النبي محمد ضم إليه يومًا الحسن والحسين وفاطمة، وقال: «رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.» فبكت أم سلمة وكانت ابنتها زينب معها، فسألها عن بكائها، فقالت: «يا رسول الله، خصصتهم وتركتني وابنتي.» فقال: «أَنْتِ وَابْنَتُكِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ.» كما ذكرت عائشة، أن النبي محمد كان إذا صلّى العصر، دخل على نسائه واحدة واحدة، يبدأ بأم سلمة لأنها أكبرهن، ويختم بعائشة.
كان النبي محمد أيضًا يستحسن رأيها ويأخذ به، فيروى أنه بعد أن أُقر صلح الحديبية، قال النبي محمد لأصحابه: «قُومُوا فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا»، فتباطأ أصحابه لعدم رضاهم عن بنود الصلح، فحزن النبي محمد ودخل على أم سلمة التي كانت معه في تلك العُمرة، فذكر لها ما لقي من الناس.
فقالت له: «يا نبي الله أتحبُّ ذلك؟ اخرج ثم لا تكلِّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَك وتدعو حالقك فيحلقك.» فخرج فلم يكلِّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك؛ فنحر وحلق، فلمَّا رأَى أصحابه ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا.
كما كانت أم سلمة سببًا في نزول بعض آيات القرآن، فقد ذكر مجاهد بن جبر أنها قالت يومًا: «يا رسول الله، تغزو الرجال ولا نغزو، وإنما لنا نصف الميراث.» فنزل الوحي بقوله تعالى:(وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا).
وبقوله:( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )
كما روى عمرو بن دينار عن ابنها سلمة أنها قالت: «يا رسول الله، لا نَسْمَع اللهَ ذَكَر النساء في الهجرة بشيء؟» فنزل الوحي بقوله:( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ).
حياتها بعد النبي محمد
بعد وفاة النبي محمد، لزمت أم سلمة بيتها، وعكفت على العبادة. ولجأ الكثيرون إليها لسماع الحديث والتفقه في الدين لعلمها بأحكام الشريعة. فقد سمعت أم سلمة من النبي محمد وابنته فاطمة، كما روت عن زوجها الأول أبو سلمة بن عبد الأسد. وروى عنها خلق كثير منهم أم المؤمنين عائشة وأبي سعيد الخدري.
وتُعد أم سلمة ثاني أكثر النساء رواية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة.
وقد روت رضي الله عنها -كما ذكر الذهبي في مسندها- ثلاثمائة وثمانين حديثًا، ويقال روت 378 حديثاً.
اتَّفق البخاري ومسلم على ثلاثة عشر، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر، وقد روت -رضي الله عنها- الأحاديث الخاصَّة بمعشر النساء بغرض التعليم والتوجيه، فقد روت أن النبي كان يُقَبِّلها وهو صائم، وأنها كانت تغتسل معه من الإناء الواحد من الجنابة، وأنها كانت تنام مع النبي في لحافٍ واحد، وأنها كانت تأتيها الحيضة.. فيقول لها : ˝أَنَفِسْتِ؟˝ قلتُ: نعم. قال: ˝قُومِي فَأَصْلِحِي حَالَكِ ثُمَّ عُودِي˝. فألقيتُ عني ثيابي، ولبستُ ثياب حيضتي، ثم عدتُ فدخلت معه اللحاف.
كان معظم مرويات أم سلمة في الأحكام وما اختص بالعبادات أساسًا كالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحجوفي أحكام الجنائز والآداب والسلوكيات. كما روت في المغازي والمظالم والفتن.
مشاركة أم سلمة في أحداث عصرها:
وبعد وفاة النبي شاركت أمُّ المؤمنين أمُّ سلمة -رضي الله عنها- في أحداث عصرها؛
لم تكن أم سلمة بمنأى تام عن السياسة، فقد كتبت لعثمان بن عفان تنصحه بعد اضطراب الأمور في عهده، ويقال أنها
دخلتْ ذاتَ يوم على أمير المؤمنين عثمان بن عفان قائلة له:
˝ما لي أرى رعيَّتك عنك نافرين، ومن جناحك ناقرين، لا تُعَفِّ طريقًا كان رسول الله لَحَبَهَا، ولا تقتدح بزند كان أكباه، وتوخَّ حيث توخَّى صاحباك -أبو بكر وعمر- فإنهما ثَكَمَا الأمر ثَكْمًا ولم يظلمَا، هذا حقُّ أمومتي أَقْضِيه إليك، وإن عليك حقَّ الطاعة.
فقال عثمان: أمَّا بعد، فقد قلتِ فوعيتُ، وأوصيتِ فقبلتُ.
وبعد مقتل عثمان بن عفان والفتنة التي وقعت بين المسلمين، كتبت أم سلمة إلى عائشة حين همّت بالخروج إلى البصرة تنصحها بعدم الخروج، فشكرتها عائشة، وأوضحت لها بأن نيتها الإصلاح بين فئتين متناحرتين.
كما كتبت إلى معاوية بن أبي سفيان تذكر له فضل علي. وكانت أم سلمة حريصة على وحدة صف المسلمين، فحين قدم بُسر بن أرطاة إلى المدينة في خلافة معاوية، ورفض أن يُبايع، أتته أم سلمة، وقالت له: «بايع، فقد أمرت عبد الله بن زمعة ابن أخي أن يُبايع.» كما عُرف عنها الفصاحة والبلاغة والإيجاز وتمكنها من اللغة.
وفاة أم سلمة رضي الله عنها:
وقد تُوُفِّيَتْ أُمُّ المؤمنين أمُّ سلمة رضي الله عنها في ولاية يزيد بن معاوية سنة ٦١ه، كما ذكر ابن حبان، وقد تجاوزت الرابعة والثمانين من عمرها، وقيل: عُمِّرت تسعين سنة رضي الله عنها.
فكانت آخر زوجات النبي محمد وفاة، ودُفنت بالبقيع، وكانت قد أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد لما مرضت، ولكنها توفيت ومات قبلها.
❞ اشتكت ابنة لأمها مصاعب الحياة وقالت : إنها لا تعرف ماذا تفعل لمواجهتها وإنها تود الاستسلام ..
فهي تعبت من القتال والمكابدة ما أن تحل مشكلة تظهر مشكلة أخرى اصطحبتها أمها إلى المطبخ وكانت تعمل طباخا ملأت ثلاثة أوان بالماء ووضعتها على نار ساخنة سرعان ما أخذت الماء تغلي في الأواني وضعت الأم في الإناء الأول جزراً وفي الثاني بيضة ووضع بعض حبات القهوة المحمصة والمطحونة ( البن ) في الإناء الثالث وأخذت تنتظر أن تنضج وهي صامته نفذ صبر الفتاة وهي حائرة لا تدر يماذا تريد أمها انتظرت الأم بضع دقائق ثم أطفأت النار ثم أخذت الجزر ووضعته في وعاء وأخذت البيضة ووضعتها في وعاء ثان وأخذت القهوة المغلية ووضعتها في وعاء ثالث ثم نظرت إلى ابنتها وقالت : يا عزيزتي ماذا ترين؟جزر وبيضة و بن.. أجابت الابنة ولكنها طلبت منها أن تتحسس الجزر ..! فلاحظت أنه صار ناضجاً وطرياً ورخواً ثم طلبت منها أن تنزع قشرة البيضة.. ! فلاحظت أن البيضة باتت صلبة ثم طلبت منها أن ترتشف بعض القهوة فابتسمت الفتاة عندما ذاقت نكهة القهوة الغنية سألت الفتاة : ولكن ماذا يعني هذا يا أمي ؟ فقالت : اعلمي يا ابنتي أن الجزر والبيضة والبن واجه الخصم نفسه وهو المياه المغلية لكن كلا منها تفاعل معها على نحو مختلف لقد كان الجزر قوياً وصلباً ولكنه مالبث أن تراخى وضعف بعد تعرضه للمياه المغلية.أما البيضة كانت قشرتها الخارجية تحمي سائلها الداخلي لكن هذا الداخل ما لبث أن تصلب عند تعرضه لحرارة المياه المغليةأما القهوة المطحونة فقد تمكنت من تغيير الماء نفسه وماذا عنك ؟هل أنت الجزرة التي تبدو صلبة ولكنها عندما تتعرض للألم والصعوبات تصبح رخوة طرية وتفقد قوتها ؟أم أنك البيضة ذات القلب الرخو ولكنه إذا ما واجه المشاكل يصبح قوياً وصلباً ؟ قد تبدو قشرتك لا تزال كما هي ولكنك تغيرت من الداخل فبات قلبك قاسياً ومفعماً بالمرارة أم أنك مثل البن الذي يغيّر الماء الساخن وهو مصدر للألم بحيث يجعله ذا طعم أفضل ؟!فإذا كنت مثل البن فإنك تجعلين الأشياء من حولك أفضل إذا ما بلغ الوضع من حولك الحالة القصوى من السوء فكري يا ابنتي كيف تتعاملين مع المصاعب .. ❝ ⏤الكاتبه المصريه. آلاء اسماعيل حنفي (وزيرة الثقافه المصريه المستقبليه)
❞ اشتكت ابنة لأمها مصاعب الحياة وقالت : إنها لا تعرف ماذا تفعل لمواجهتها وإنها تود الاستسلام .
فهي تعبت من القتال والمكابدة ما أن تحل مشكلة تظهر مشكلة أخرى اصطحبتها أمها إلى المطبخ وكانت تعمل طباخا ملأت ثلاثة أوان بالماء ووضعتها على نار ساخنة سرعان ما أخذت الماء تغلي في الأواني وضعت الأم في الإناء الأول جزراً وفي الثاني بيضة ووضع بعض حبات القهوة المحمصة والمطحونة ( البن ) في الإناء الثالث وأخذت تنتظر أن تنضج وهي صامته نفذ صبر الفتاة وهي حائرة لا تدر يماذا تريد أمها انتظرت الأم بضع دقائق ثم أطفأت النار ثم أخذت الجزر ووضعته في وعاء وأخذت البيضة ووضعتها في وعاء ثان وأخذت القهوة المغلية ووضعتها في وعاء ثالث ثم نظرت إلى ابنتها وقالت : يا عزيزتي ماذا ترين؟جزر وبيضة و بن. أجابت الابنة ولكنها طلبت منها أن تتحسس الجزر .! فلاحظت أنه صار ناضجاً وطرياً ورخواً ثم طلبت منها أن تنزع قشرة البيضة. ! فلاحظت أن البيضة باتت صلبة ثم طلبت منها أن ترتشف بعض القهوة فابتسمت الفتاة عندما ذاقت نكهة القهوة الغنية سألت الفتاة : ولكن ماذا يعني هذا يا أمي ؟ فقالت : اعلمي يا ابنتي أن الجزر والبيضة والبن واجه الخصم نفسه وهو المياه المغلية لكن كلا منها تفاعل معها على نحو مختلف لقد كان الجزر قوياً وصلباً ولكنه مالبث أن تراخى وضعف بعد تعرضه للمياه المغلية.أما البيضة كانت قشرتها الخارجية تحمي سائلها الداخلي لكن هذا الداخل ما لبث أن تصلب عند تعرضه لحرارة المياه المغليةأما القهوة المطحونة فقد تمكنت من تغيير الماء نفسه وماذا عنك ؟هل أنت الجزرة التي تبدو صلبة ولكنها عندما تتعرض للألم والصعوبات تصبح رخوة طرية وتفقد قوتها ؟أم أنك البيضة ذات القلب الرخو ولكنه إذا ما واجه المشاكل يصبح قوياً وصلباً ؟ قد تبدو قشرتك لا تزال كما هي ولكنك تغيرت من الداخل فبات قلبك قاسياً ومفعماً بالمرارة أم أنك مثل البن الذي يغيّر الماء الساخن وهو مصدر للألم بحيث يجعله ذا طعم أفضل ؟!فإذا كنت مثل البن فإنك تجعلين الأشياء من حولك أفضل إذا ما بلغ الوضع من حولك الحالة القصوى من السوء فكري يا ابنتي كيف تتعاملين مع المصاعب. ❝