█ _ مصطفى محمود 1989 حصريا كتاب السؤال الحائر عن دار المعارف 2024 الحائر: قضية الخلود بعد الموت مثيرة وهي كل عصر وكل زمان ولا يفتأ الإنسان يحاول أن يتسمع إلي ما وراء القبر ويحاول يفتح نافذة الغيب أو يلتمس ثقباً يطل من خلاله عالم الأشباح وكلمات الدين لا تسعفه والفن يشطح به والفلسفة تضيعه ومن يذهب إلى يعود والطرق كلها ضبب والسؤال باق فهل جواب ؟! يحتوي هذا الكتاب عدة مقالات كتبها الكاتب الفيلسوف الأديب مواضيع مهمة يدور حولها تسأولات كثيرة أذهان الجميع مثل موضوع الفن حلال أم حرام وإلى أين نسير هو بوذا وماذا وليست هذه فقط هى المقالات تسألت أوردها فهو يرد التساؤلات بصورة جيدة أدبية سهلة حين الكثير العلماء احتاروا الإجابة الأسئلة غير أنه أيضا يعرفنا ببوذا وبفرويد وبالأصوليين مقدمة سريعة قبل المقال ثم يوضح وجهة نظره وبطريقة ساخرة يحلل الأمور سياسيا واجتماعيا وثقافيا كتب الادب والتراث مجاناً PDF اونلاين تاريخ الأدب التطور التاريخي للكتابة النثريه والشعريه التي تقدم للقارئ اوالمستمع اوالمشاهد المتعه والثقافة والعلم فضلا التقنيات الأدبية المستخدمة ايصال القطع ببعضها ليست الكتابات ادباً كتب التاريخ لنشأة وتطور والعصور التاريخية ألمت العربي
❞ 🔴 وفي القاهرة ألف مسجد..، ولكن لا أرى فيها طمأنينة الإيمان التي كنت أراها في الأربعينات والثلاثينات..
ماذا جرى للدنيا..؟!
وفي أي زمن نعيش..؟!
🔴 هذا زمان الضنك يا سادة برغم العلم والإختراعات والفيديو والتليفزيون و النزول على القمر واختراق الفضاء وتحطيم الذرة وجراحة الليزر وزرع الأجنة والهندسة الوراثية وعجائب الكمبيوتر... لقد تقدمنا.. كسبنا الكثير هذا صحيح..
🔴 لكن ما خسرناه كان أكثر ..
خسرنا النبل والإنسانية والمحبة والوداعة والبساطة والشهامة والجمال والأناقة والنظافة.
. ❝
❞ لقد فهم عمر بن الخطاب حد السرقه الذي أتي به القرآن فلم يقطع يدًا في عام المجاعة برغم قطعية النص وصراحته، ولم يفعل عمر هذا مخالفة للنص القرآني بل فعله طاعة وتفهمًا وتفقهًا لما فيه وإدراكًا منه لروح الشريعه قبل نصها . ❝
❞ انتهى الكبر و تبخر العناد و سكن التمرد و انجابت غشاوات الظلمة و كأنما كنت أختنق تحت الماء ثم أخرجت رأسى فجأة من اللجة لأرى النور و أشاهد الدنيا و اخذ شهيقًا و أتنفس بحرية و انطلاق .. و أى حرية .. و أى انطلاق ..!!
يا إلهى .. لكأنما كنت مبعدًا منفيًا مطرودًا .. أو سجينًا مكبلًا معتقلًا فى الأصفاد ثم فك سجنى .. و كأنما كنت أدور كالدابة على عينيها حجاب ثم رفع الحجاب ..
نعم .. لحظتها فقط تحررت !!
نعم .. تلك كانت الحرية الحقة !! ..
حينما بلغت غاية العبودية لله .. و فككت عن يدى القيود التى تقيدنى بالدنيا و الهتها المزيفة .. المال و المجد و الشهرة و الجاه و السلطة و اللذة و الغلبة و القوة ..!!
و شعرت أنى لم أعد محتاجًا لأحد و لا لشئ لأنى أصبحت فى كنف ملك الملوك الذى يملك كل شئ !!
كتاب " السؤال الحائر " . ❝
❞ النفس قابلة للإصلاح والتبديل والتغيير، والمنهج الإسلامي في إصلاح النفس يفعل هذا على مراحل.
أولا: يبدأ بتخلية النفس من عاداتها المذمومة (وذلك هو تفريغ الإناء مما فيه، بالاعتراف بالذنوب والتسليم بالعيوب وإخراجها إلى النور ).
والمرحلة الثانية: هي التوبة وقطع الصلة بالماضي والندم على ما فات ومراقبة النفس فيما يستجد من أمور ومحاسبتها على الفعل والخاطر.
والمرحلة الثالثة: هي مجاهدة الميول النفسية المريضة ومحاربتها بأضدادها، وذلك برياضة النفس الشحيحة على النفاق، والنفس الشهوانية على التعفف، والنفس اﻷنانية على الإيثار والبذل، والنفس المتكبرة على التواضع، والنفس المختالة العاشقة لنفسها على الانكسار ورؤية العيوب والنقص فيها. ولا تنجح تلك المجاهدة دون طلب المدد من الله، ودون الصلاة والخشوع والخضوع والفناء في محبة الله ركوعا وسجودا في توحيد كامل، وذلك بالاسترسال مع الله، والانسياب مع الفطرة، وإرادة العبد ما يريده الله، وكراهيته لما يكرهه. وهنا تحدث المعجزة، فيتبدل القلق سكينة، والفزع أمنا، والنواقص النفسية كمالات . ❝
❞ سألت نفسي عن أسعد لحظة عشتها .. ؟؟
ومـر بخاطري شريط طويل من المَشاهِد ..
لحظة رأيت أول قصة تُنشر لي، ولحظة تخرجت من كلية الطب، ولحظة حصلت على جائزة الدولة في الأدب ..
ونشوة الحــب الأول و السفـر الأول والخروج إلى العالَم الكبير متجوِلًا بين ربوع غابات إفريقيا العذراء، وطائراً إلى ألمانيا وإيطاليا والنمسا وسويسرا وإنجلترا وفرنسا وأمريكا ..
ولحظت قبضت أول ألف جنيه .. ولحظة وضعت أول لبنة في المركز الإسلامي بالدقي ..
إستعرضت كل هذه المَشاهد وقلت في سِري .. لا .. ليست هذه ..
بل هي لحظة أخرى ذات مساء من عشرين عامًا إختلط فيها الفرح بالدمع بالشكر بالبهجة بالحبور حينما سجَدتُ لله فشعرت أن كل شيء في بدني يسجد ..
عظامي تسجد .. أحشائي تسجد .. عقلي يسجد .. ضميري يسجد .. روحي تسجد ..
حينما سَكَت داخلي القلق، وكَفَّ الإحتجاج، ورأيت الحكمة في العذاب فارتضيته، ورأيت كل فعل الله خير، وكل تصريفه عدل، وكل قضائه رحمة، وكل بلائه حب ..
لحظتها أحسست وأنا أسجد أني أعود إلى وطني الحقيقي الذي جئت منه وأدركت هويّتي وانتسابي وعرفت مَن أنا .. وأنه لا أنا .. بل هو .. ولا غيره ..
إنتهى الكِبر وتبخر العِناد وسَكَن التمرد وانجابت غشاوات الظلمة وكأنما كنت أختنق تحت الماء ثم أخرجت رأسي فجأة من اللُجّة لأرى النور وأشاهد الدنيا وآخذ شهيقًا عميقًا وأتنفس بحرية وانطلاق .. وأي حرية .. وأي انطلاق ..
يا إلهي .. لكأنما كنت مبعَدًا منفيّاً .. مطرودًا أو سجينًا مكبلًا معتقلًا في الأصفاد ثم فُكَ سجني .. وكأنما كنت أدور كالدابة على عينيها .. حجاب ثم رُفِع الحجاب .
نعم .. لحظتها فقط تحررت .
نعم .. تلك كانت الحرية الحقّة .. حينما بلغت غاية العبودية لله .. وفككت عن يديَّ القيود التي تقيدني بالدنيا وآلهتها المزَيفة .. المال والمجد والشهرة والجاه والسلطة واللذة و الغَلَبة والقوة ..
وشعرت أني لم أعد محتاجًا لأحد ولا لشيء لأني أصبحت في كنَف مَلِك الملوك الذي يملك كل شيء .
كنت كفَرخْ الطَير الذي عاد إلى حضن أمه ..
كانت لحظة ولكن بطول الأبَد .. تأبدت في الشعور وفي الوجدان وألقَت بظلِها على ما بقيَ من عمر ولكنها لم تتكرر ..
فما أكثر ما سجدت بعد ذلك دون أن أبلغ هذا التَجَرُد والخُلوص .. وما أكثر ما حاولت دون جدوى .. فما تأتي تلك اللحظات بجهد العبد .. بل بفضل الرب ..
وإنما هو الذي يتقرب إلينا وهو الذي يتحبب إلينا .. وما نتعرف عليه إلا به .. وما نعبده لحظة تمام العِبادة إلا بمعونته .. وما ندخل عليه إلا بإذنه .. فهو العزيز المنيع الجناب الذي لا يُدخَل إليه بالدعاوَى و الأقاويل .
ولقد عرفت آنذاك أن تلك هي السعادة الحقّة .. وتلك هي جنة الأرض .. التي لا يساويها أي كسب مادي أو معنوي .
يقول الله لنبيه عليه الصلاة والسلام .. { واسجد واقترب } العَلَق – 19 .
صدق الله العظيم ..
وما كل ساجدٍ بمقترِب إلا إذا خلع النعلين .. فألقى بالدنيا وراءه ثم ألقى بنفسه خلفها .. ودخل مسَلِّم القلب .. عريان المشاعر .. خاشع الفؤاد .. ساجد الأعضاء ..
حينئذٍ يكون القرب .. وتكون السجدة .
ولَكَم أتمنى أن اعاوِد تلك السجدة ... أو تعاودني تلك السجدة ..
ويتفضَل عليَّ الله بالقرب، ويأذن لي بالعبادة حق العبادة .. وأقول في نفسي أحيانًا .. لعلّي لم أعد أخلَع النعلين كما يجب وكما يليق بجلال المقام الأسمَى ..
ولعل الدنيا عادت فأخذتني في دوامتها، وعاد الحجاب فانسدَل على العينين، وعادت البشرية فناءت بثقلها وكثافتها على النفس الكليلة ..
ولكني لا أكُف عن الأمل .. وأسأل الله أن يشفع الأمل بالعمل .. سبحانه وَسِعَتْ رحمته كل شيء .
**************
من كتاب / السؤال الحائر
للدكتور / مصطفى محمود ( رحمه الله ) . ❝
❞ الممثلون يختالون على الشاشة ويقولون كلاماً مصنوعاً ويتخذون أوضاعاً مفتعلة والبطلة تكاد تقع على الأرض من فرط الرقة .
لا ترى أحد يتكلم على طبيعته أو يمشي على طبيعته .
وكل قصص الحب تباديل وتوافيق قصة واحدة مملة مكررة ..
أحبها وتزوجت رجلاً آخر أو تزوجها وأحبت رجلاً آخر .. إبنه ليس إبنه .. خيانة زوجية .. غيرة .. وجريمة قتل أو ضياع في البارات بين الخمر والراقصات ومحاولة نسيان ..
ودائماً محاولات النسيان لا تكون إلاّ في البارات وبين أحضان الراقصات ..
ولا يفوت المنتج أن يمتعنا بتابلوه راقص في الكباريه .. ثم أغنية عاطفية في القناطر .. ثم يفاجئنا بلطجي الكباريه عشيق الراقصة .. وماتش ضرب .. وحادث سيارة ويفقد البطل الذاكرة إلى آخر الموال .. وفي موسم المخدرات لا مانع من فيلم مخدرات .
صناعة استغفال وفن استغفال . ❝
❞ الإسلام الحق لا مدخل فيه للإكراه والعنف والمظاهرات والمزايدات السياسية بين أحزاب اليمين وأحزاب اليسار ولا مكان فيه للهوى والغرض والمتاجرة بالعقول. ولا يصح في الإسلام إلا الصحيح.
ولا يخلص إلا ما كان خالصا لوجهه تعالى. فتمهلوا يا قوم.. ولا تسارعوا باتهام بعضكم بعضا.. فكلنا يسير على الشوك وكلنا يمشي على الألغام.. وكلنا مستدرجون من حيث لا ندرى بمكر الماكرين من الداخل وتأمر المتآمرين من الخارج.. ولا يسلم موطئ قدم من حفرة ولا تسلم عتبة من فخ منصوب.. والأعداء حولنا كبارهم وصغارهم لا يريدون لنا سلاما وهم يخططون لخرابنا.. ويا حبذا لو جاء خرابنا بأيدينا لنوفر عليهم مؤنة القتال.
فلنتمهل ولنفكر مرتين. وليرفع كل منا عصا الشريعة على نفسه أولا وليطبقها في سلوكه وفي بيته وليغير من نفسه . ❝
❞ و في القاهرة ألف مسجد .. و لكن لا أرى فيها طمأنينة الإيمان التي كنت أراها في الأربعينات و الثلاثينات ..
ماذا جرى للدنيا ؟؟
و في أي زمن نعيش !؟
هذا زمان الضنك يا سادة برغم العلم و الإختراعات و الفيديو و التليفزيون و النزول على القمر و اختراق الفضاء و تحطيم الذرة و جراحة الليزر و زرع الأجنة و الهندسة الوراثية و عجائب الكمبيوتر .. لقد تقدمنا .. كسبنا الكثير هذا صحيح ..
لكن ما خسرناه كان أكثر .. خسرنا النبل و الإنسانية و المحبة و الوداعة و البساطة و الشهامة و الجمال و الأناقة و النظافة . ❝