❞ في أتون اللامرئي، حيث تتلاشى حدود الوجود بين الحلم والموت، تبتلع الحواس طيفاً من غموضٍ لا يَسْتبين، كأنما الزمن ذاته قد فقد توازنه، وأصبح يغدو ويعود دون وجهة أو مقصد. تغور الأرواح في مساراتٍ غير مرئية، تتبع مساراتٍ متشابكة من الأوهام المحاكة في فلكٍ غير مكتمل، وكأنما المعنى يتبدد في الهواء، تنسفه الرياح بكل رفقٍ كأنها لا تعني شيئاً. فما بين اللحظة السابقة والمقبلة، تمتد حقولٌ بلا أفق، غارقة في سكونٍ مليءٍ بالأسرار التي لا يمكن بلوغها، أحجية لا تقبل الحل ولا تترك مناصاً للنفاذ.
تتراكم في البعد الآخر أصواتٌ غير معلومة، كأنما هي صدى لفراغٍ مليءٍ بألغازٍ مكتومة، تتناثر الكلمات في الفراغ بلا دلالةٍ حقيقية، ولا تبعث في النفس سوى تساؤلاتٍ لا تجيب عنها غير ظلالٍ مشوهة، لا تترك خلفها سوى غبارٍ كثيفٍ من الجهل. وكلما سعى العقل للقبض على شيء، فوجئ بأن المسافة بينه وبين الفهم تتسع، ويصبح المعنى أشبه بمرايا لا تكشف سوى انعكاسٍ مشوهٍ لما هو أبعد من المنال.
في هذا اللاشيء، تتداخل المراتب، يختلط الملموس باللاملموس، ويصبح كل شيء خاضعاً لمفهومٍ نسبي، لا يُفهم إلا بنظرة عابرة، أو بتأويلٍ غريبٍ يعيشه السابحون في بحرٍ عميقٍ من الشكوك. أفكارنا التي نأمل أن تحملنا إلى إجابة، تتحول إلى حلقاتٍ مفرغة، تدور في دائرةٍ لا تُفضي إلى خلاصٍ، بل تزداد تعقيداً كما لو أن البحث عن الحقيقة قد أضحى عبثاً في مسارٍ دائري. فهل نحن أمام لغزٍ مستعصٍ على الإدراك، أم أن العجز ذاته هو مفتاح الفهم، الذي يظل مغلقاً أمام عيوننا غير القادرة على التمييز بين الوهم واليقين؟
شيبوب خديجة -الجزائر-. ❝ ⏤Khadidja Chiboub
❞ في أتون اللامرئي، حيث تتلاشى حدود الوجود بين الحلم والموت، تبتلع الحواس طيفاً من غموضٍ لا يَسْتبين، كأنما الزمن ذاته قد فقد توازنه، وأصبح يغدو ويعود دون وجهة أو مقصد. تغور الأرواح في مساراتٍ غير مرئية، تتبع مساراتٍ متشابكة من الأوهام المحاكة في فلكٍ غير مكتمل، وكأنما المعنى يتبدد في الهواء، تنسفه الرياح بكل رفقٍ كأنها لا تعني شيئاً. فما بين اللحظة السابقة والمقبلة، تمتد حقولٌ بلا أفق، غارقة في سكونٍ مليءٍ بالأسرار التي لا يمكن بلوغها، أحجية لا تقبل الحل ولا تترك مناصاً للنفاذ.
تتراكم في البعد الآخر أصواتٌ غير معلومة، كأنما هي صدى لفراغٍ مليءٍ بألغازٍ مكتومة، تتناثر الكلمات في الفراغ بلا دلالةٍ حقيقية، ولا تبعث في النفس سوى تساؤلاتٍ لا تجيب عنها غير ظلالٍ مشوهة، لا تترك خلفها سوى غبارٍ كثيفٍ من الجهل. وكلما سعى العقل للقبض على شيء، فوجئ بأن المسافة بينه وبين الفهم تتسع، ويصبح المعنى أشبه بمرايا لا تكشف سوى انعكاسٍ مشوهٍ لما هو أبعد من المنال.
في هذا اللاشيء، تتداخل المراتب، يختلط الملموس باللاملموس، ويصبح كل شيء خاضعاً لمفهومٍ نسبي، لا يُفهم إلا بنظرة عابرة، أو بتأويلٍ غريبٍ يعيشه السابحون في بحرٍ عميقٍ من الشكوك. أفكارنا التي نأمل أن تحملنا إلى إجابة، تتحول إلى حلقاتٍ مفرغة، تدور في دائرةٍ لا تُفضي إلى خلاصٍ، بل تزداد تعقيداً كما لو أن البحث عن الحقيقة قد أضحى عبثاً في مسارٍ دائري. فهل نحن أمام لغزٍ مستعصٍ على الإدراك، أم أن العجز ذاته هو مفتاح الفهم، الذي يظل مغلقاً أمام عيوننا غير القادرة على التمييز بين الوهم واليقين؟
شيبوب خديجة -الجزائر-. ❝