❞ رواية \"أمل في سانت بطرسبورغ\"
التحميل مجانًا
في عالم مليء بالآمال المحطمة والتحديات القاسية، تبدأ قصة آدم، الشاب الذي حمل على عاتقه حلمًا أكبر من قدراته. ورغم قسوة الظروف، ظل يركض خلف حلمه بكل عزيمة، في رحلة ممتدة بين الغربة والعودة، بين الحب والخسارة، وبين الفقر والثراء. يتحمل آدم عبء أجيال مضت وحلمًا يكاد يقترب من التحقق.
لكن ما من شيء يدوم كما هو، والقدر دائمًا ما يخبئ لنا مفاجآت لا نستطيع التنبؤ بها.
كانت رحلة آدم في الخارج بدايةً لكسر قيد الفقر، لكنه سرعان ما اكتشف أن الخلاص ليس بالمال وحده، وأن بعض الجروح لا تلتئم بمرور الوقت. وكانت العودة إلى الوطن حيث تبدأ الحكاية الحقيقية، حيث يلتقي الألم والحب والتضحية في نقطة واحدة.
\"أمل في سانت بطرسبورغ\" ليست مجرد رواية عن الشقاء والتحدي، بل هي قصة عن الإرادة التي لا تنكسر، وعن الإنسان الذي يواجه مصيره بكل ما أوتي من قوة، حتى عندما تصبح الحياة أكثر قسوة مما يمكن تحمله.
إنها قصة البحث عن الأمل، وعن كيفية إعادة بناء أنفسنا حتى عندما تدمرنا اللحظات التي كنا نظن أنها الأكثر أمانًا.
متاحة الآن للتحميل مجانًا.
متاح أيضًا للتحميل مجانًا
تتوفر الروايات والكتب باللغتين العربية والإنجليزية، وتشمل:
رواية \"زائر من بعد آخر\"
رواية \"مملكة المريخ\"فريزيا
رواية \"كاتلا: أرض الجليد والنار\"
رواية \"أمل في سانت بطرسبورغ\"
كتاب \"محفز الثروة\"
ابدأ الآن باكتشاف هذه الأعمال المميزة، المتاحة لك مجانًا!. ❝ ⏤محمود عمر جمعة
❞ رواية ˝أمل في سانت بطرسبورغ˝
التحميل مجانًا
في عالم مليء بالآمال المحطمة والتحديات القاسية، تبدأ قصة آدم، الشاب الذي حمل على عاتقه حلمًا أكبر من قدراته. ورغم قسوة الظروف، ظل يركض خلف حلمه بكل عزيمة، في رحلة ممتدة بين الغربة والعودة، بين الحب والخسارة، وبين الفقر والثراء. يتحمل آدم عبء أجيال مضت وحلمًا يكاد يقترب من التحقق.
لكن ما من شيء يدوم كما هو، والقدر دائمًا ما يخبئ لنا مفاجآت لا نستطيع التنبؤ بها.
كانت رحلة آدم في الخارج بدايةً لكسر قيد الفقر، لكنه سرعان ما اكتشف أن الخلاص ليس بالمال وحده، وأن بعض الجروح لا تلتئم بمرور الوقت. وكانت العودة إلى الوطن حيث تبدأ الحكاية الحقيقية، حيث يلتقي الألم والحب والتضحية في نقطة واحدة.
˝أمل في سانت بطرسبورغ˝ ليست مجرد رواية عن الشقاء والتحدي، بل هي قصة عن الإرادة التي لا تنكسر، وعن الإنسان الذي يواجه مصيره بكل ما أوتي من قوة، حتى عندما تصبح الحياة أكثر قسوة مما يمكن تحمله.
إنها قصة البحث عن الأمل، وعن كيفية إعادة بناء أنفسنا حتى عندما تدمرنا اللحظات التي كنا نظن أنها الأكثر أمانًا.
متاحة الآن للتحميل مجانًا.
متاح أيضًا للتحميل مجانًا
تتوفر الروايات والكتب باللغتين العربية والإنجليزية، وتشمل:
رواية ˝زائر من بعد آخر˝
رواية ˝مملكة المريخ˝فريزيا
رواية ˝كاتلا: أرض الجليد والنار˝
رواية ˝أمل في سانت بطرسبورغ˝
كتاب ˝محفز الثروة˝
ابدأ الآن باكتشاف هذه الأعمال المميزة، المتاحة لك مجانًا!. ❝
❞ قبل مائة عام، كان من أمثال المحافظون الجدد مجموعة من الباحثين يُطلق عليهم \"المستشرقين\"، وهم الأكاديميون المعنيون باكتشاف مساوئ الشرق، وإعلان فوقية الغرب على جميع الأمم، ولهذا يصلح احتلال أراضيهم وإدخال الحضارة في ربوع بلدانهم، ولا ضير أن يكون في جراء عملية الاحتلال هذه أن تنهب ثرواتهم، لأنهم لا يتمكنون من وسائل الاستفادة منها، فالغرب أحق بها منهم! مثلًا، عندما امتنعت الدول العربية عن بيع النفط للدول الغربية، في بداية سبعينيات القرن العشرين، أخبر وزير الخارجية الأمريكية كسينجر الملك السعودي فيصل: \"إذا لم ترفع السعودية المقاطعة، ستأتي أمريكا وتقصف حقول النفط\". وأجابه الملك فيصل بعزة العربي الأصيل: \"أنتم من لا تستطيعون العيش بدون النفط، أما نحن فقد أتينا من الصحراء، وأسلافنا عاشوا على التمر واللبن ويمكننا بسهولة العودة والعيش كما كنا\".. ❝ ⏤طالب عزيز
❞ قبل مائة عام، كان من أمثال المحافظون الجدد مجموعة من الباحثين يُطلق عليهم ˝المستشرقين˝، وهم الأكاديميون المعنيون باكتشاف مساوئ الشرق، وإعلان فوقية الغرب على جميع الأمم، ولهذا يصلح احتلال أراضيهم وإدخال الحضارة في ربوع بلدانهم، ولا ضير أن يكون في جراء عملية الاحتلال هذه أن تنهب ثرواتهم، لأنهم لا يتمكنون من وسائل الاستفادة منها، فالغرب أحق بها منهم! مثلًا، عندما امتنعت الدول العربية عن بيع النفط للدول الغربية، في بداية سبعينيات القرن العشرين، أخبر وزير الخارجية الأمريكية كسينجر الملك السعودي فيصل: ˝إذا لم ترفع السعودية المقاطعة، ستأتي أمريكا وتقصف حقول النفط˝. وأجابه الملك فيصل بعزة العربي الأصيل: ˝أنتم من لا تستطيعون العيش بدون النفط، أما نحن فقد أتينا من الصحراء، وأسلافنا عاشوا على التمر واللبن ويمكننا بسهولة العودة والعيش كما كنا˝. ❝
❞ لا شيء يبعث على الحيرة أكثر من هذه الكلمة المبهمة الغامضة .. الزمان .. !
ما هو الزمان .. ؟
هناك زمان نتداوله في معاملاتنا ونعبر عنه بالساعة واليوم والشهر .
وهناك زمان نفساني داخلي يشعر به كل منا في دخيلة نفسه ..
والزمان الخارجي الذي نتداوله زمان مشترَك .. نتحرك فيه كما يتحرك غيرنا .. نحن فيه مجرد حادثة من ملايين الحوادث .. ومرجعنا فيه تقويم خارجي .. أو نتيجة حائط .
أما الزمن الداخلي فهو زمن خاص .. لا يقبل القياس .. لأنه لا مرجع له سوى صاحبه .. وصاحبه يختلف في تقديره .. فهو يشعر به شعورًا غير متجانس .. لا توجد فيه لحظة تساوي اللحظة الأخرى ..
فهناك اللحظة المشرقة المليئة بالنشوة التي تحتوي على أقدار العمر كله ..
وهناك السنوات الطويلة الفارغة التي تمر رتيبة خاوية كأنها عدم .. وهو زمن متصل في ديمومة شعورية وكأنه حضور أبدي، الماضي فيه يوجد كذكرى في الحاضر .
والمستقبل يولد كتطلع وتشوف في الحاضر، اللحظة الحاضرة هي كل شيء .. ونحن ننتقل من لحظة حاضرة إلى لحظة حاضرة ..
ولا ننتقل من ماضٍ إلى حاضر إلى مستقبل ..
نحن نعيش في حضور مستمر، نعيش شاخصين باستمرار إلى سيّال من الحوادث ينهال أمام حواسنا .. لا نعرف في هذا الزمن الداخلي سوى "الآن"، ننتقل من "الآن" إلى "الآن" ، ولا يبدو انقطاع النوم في هذه الآنات إلا كانقطاع وهمي ما يلبث أن تصله اليقظة .
هذا الزمن الذاتي النفسي ليس هو الزمن الذي يقصده أينشتين في نظريته النسبية ..
إنه زمن برجسون، وسارتر، وهيدجر، وكيركجراد وسائر الفلاسفة الوجوديين . ( وهم يسمونه الزمن الوجودي ) ولكنه ليس زمن أينشتين .
أما زمن أينشتين فهو الزمن الخارجي الموضوعي .. الزمن الذي نشترك فيه كأحداث ضمن الأحداث اللانهائية التي تجري في الكون .. الزمن الذي نتحرك بداخله .. وتتحرك الشمس بداخله .. وتتحرك كافة النجوم والكواكب .
وهو زمن له معادل موضوعي في نور النهار .. وانحراف الظل .. وظلمة الليل .. وحركات النجوم .. وهو الزمن الذي نتفاهم من خلاله ونأخذ المواعيد ونرتبط بالعقود ونتعهد بالالتزامات .
** ** **
ماذا يقول أينشتين في هذا الزمان .. ؟
إنه يتناوله في نظريته النسبية بنفس الطريقة التي يتناول بها المكان .
المكان المطلق في النظرية النسبية لا وجود له .. إنه لا أكثر من تجريد ذهني خادع ..
المكان الحقيقي هو مقدار متغير يدل على وضع جسم بالنسبة لآخر .. ولأن الأجسام كلها متحركة فالمكان يصبح مرتبطًا بالزمان بالضرورة .. وفي تحديد وضع أي جسم يلزم أن نقول إنه موجود في المكان كذا في الوقت كذا .. لأنه في حركة دائمة .
وبهذا ينقلنا أينشتين في نظريته إلى الزمان ليشرح هذه الرابطة الوثيقة بين الزمان والمكان .. فيقول أنه حتى الزمان بالتعبير الدارج عبارة عن تعبير عن انتقالات رمزية في المكان ..
الزمن المعروف باليوم والشهر والسنة ما هو إلا مصطلحات ترمز إلى دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس .. أو بشكل آخر " مصطلحات لأوضاع مختلفة في المكان " .
الساعة هي دورة الأرض 15 درجة حول نفسها ..
واليوم هو دورة كاملة ..
والسنة هي التفافها الكامل حول الشمس ..
حتى الساعة التي نحملها في معصمنا عبارة عن انتقالات في المكان ( انتقالات عقرب على ميناء دائري من رقم إلى رقم ) .
الزمان والمكان متصلان في حقيقة واحدة .
وينتقل بعد هذا إلى النقطة الثانية فيقول :
إن كل الساعات التي نستخدمها على الأرض مضبوطة على النظام الشمسي .. لكن النظام الشمسي ليس هو النظام الوحيد في الكون ..
فلا يمكن أن نفرض تقويمها الزمني على الكون، ونعتبر الكميات التي نقيس بها كميات مطلقة منزلة .
فالإنسان الذي يسكن عطارد مثلًا .. سوف يجد للزمن دلالات مختلفة، إذ أن عطارد يدور حول نفسه في 88 يومًا .. وهو في هذه المدة نفسها يكون قد دار أيضًا حول الشمس ..
ومعنى هذا أن طول اليوم العطاردي يساوي طول السنة العطاردية .. وهو تقويم يختلف تمامًا عن تقويمنا .
وبذلك يكون الزمن مقدارًا لا معنى له إذا لم ينسب إلى النظام الذي اشتق منه .
ولا يمكن أن نفرض كلمة مثل "الآن" على الكون كله ..
فهي أولًا كلمة ذاتية نفسية .. وحتى إذا اقتصرنا على معناها الموضوعي وهو تواقت حدثين وحدوثهما معًا في ذات اللحظة .. فإن هذا التواقت لا يمكن أن يحدث بين أنظمة مختلفة لا اتصال بينها .
ويشرح أينشتين هذه النقطة وهي من أعمق تطبيقات النسبية وأكثرها غموضًا .. فيقول :
إن متكلمًا من نيويورك يمكن أن يخاطب في التليفون متكلمًا آخر في لندن .. ويكون الأول يتحدث في ساعة الغروب بينما الآخر في منتصف الليل ..
ومع ذلك يمكن لنا أن نجزم بتواقت الحدثين وحدوثهما معًا في ذات اللحظة .. والسبب أن الحدثين يحدثان معًا على أرض واحدة خاضعة لتقويم واحد هو التقويم الشمسي .. ومن الممكن استنباط فروق التوقيت ورد هذه الآنية ( الحدوث في آن واحد ) إلى مرجعها .. وهو النظام الواحد ..
أما القول بأنه من الممكن أن يحدث على الأرض .. وعلى كوكبه الجبار مثلًا .. أو الشعرى اليمانية .. أحداث متواقتة في آن واحد .. فهو أمر مستحيل .. لأنها أنظمة مختلفة لا اتصال بينها .. والاتصال الوحيد وهو الضوء يأخذ آلاف السنين لينتقل من واحد من هذه الأنظمة إلى الآخر ..
ونحن حينما نرى أحد هذه النجوم ويخيل إلينا أننا نراه "الآن" نحن في الحقيقة نراه عن طريق الضوء الذي ارتحل عنه منذ ألوف السنين ليصلنا ..
نحن في الواقع نرى ماضيه ويخيل إلينا أننا حاضره .. وقد يكون في الحاضر قد انفجر واختفى أو ارتحل بعيدًا خارج نطاق رؤيتنا .. وما نراه في الواقع إشارة إلى ماضٍ لم يعد له وجود بالمرة .
لابد أولًا لكي نجزم "بالآنيّة" من أن نعرف العلاقات بين الحوادث والمجاميع الكونية .. ونعرف نسبية كل مقدار موجود في إحدى المجاميع إلى المقادير الموجودة في المجاميع الأخرى .. ولابد من وجود وسيلة اتصال حاسمة تنقلنا عبر الأبعاد الفلكية الشاسعة .
ولكن للأسف أسرع وسيلة مواصلات كونية إلى الآن هي الضوء .. وسرعته 186284 ميلا في الثانية .. وهذه السرعة تمثل حدود معلوماتنا، والسقف الذي تنتهي عنده المعادلات والرياضيات النسبية الممكنة .
ويعود أينشتين فيشرح هذا الكلام بتجربة خيالية ..
إنه يتصور شخصًا جالسًا على رصيف محطة في منتصف مسافة بين النقطتين ا ، ب على شريط سكة حديد يجري عليه قطار .. ويتخيل أن ضربتين من البرق حدثتا في نفس الوقت وأنهما سقطتا على القضيب عند ( ا ) وعند ( ب ) . وأن الشخص الجالس على الرصيف يراقب العملية مزودًا بمرايا جانبية عاكسة سوف يرى ضربتي البرق في وقت واحد فعلًا .
فإذا حدث وجاء قطار سريع متجهًا من ( ب ) إلى ( ا ) وكان على القطار شخص آخر مزودًا بمرايا عاكسة ليلاحظ ما يجري .. فهل يلاحظ أن ضربتي البرق حدثتا في وقت واحد في اللحظة التي يصبح فيها محاذيًا للملاحِظ على الرصيف . . ؟
وليقرب أينشتين المثَل إلى الذهن يفترض أن القطار يسير بسرعة الضوء فعلًا 186284 ميلًا في الثانية .. ومعنى هذا أن ضربة البرق ( ب ) التي تركها خلفه لن تلحق به لأنه يسير بنفس سرعة موجة الضوء .. وهو لهذا لن يرى إلا ضربة البرق ( ا ) .
فلو كانت سرعة القطار أقل من سرعة الضوء .. فإن ضربة البرق ( ب ) سوف تلحق بعده متأخرة .. بينما سيشاهد ضربة البرق ( ا ) قبلها .. وبذلك لن يرى الحدثين متواقتين .. في آن واحد .. بينما يراهما الملاحِظ على الرصيف متواقتين في آن واحد .
وبهذا التناقض يشرح لنا أعمق ما في نظريته .. ما يسميه " نسبية الوقت الواحد " .. وكيف أن الإنسان لا يستطيع أن يطلق كلمة "الآن" على الكون .. وإنما يمكن أن يطلقها على نظامه الزمني .. لأن كل مجموعة من الأجسام لها زمنها الخاص ومرجعها الخاص ..
فإذا حدث وكانت هناك مجموعتان متحركتان .. كما في تجربة الملاحظ المتحرك على القطار .. والملاحظ الواقف على الرصيف .. فإننا نقع في التناقض إذا حاولنا المساواة بين الاثنين .
والنتيجة الهامة التي يخرج بها أينشتين من هذه التجربة .. أن الزمن مقدار متغير في الكون .. وأنه لا يوجد زمن واحد للكون كله ممتد من مبدأ الوجود والخليقة إلى الآن .. وإنما يوجد عديد من الأزمان .. كلها مقادير متغيرة لا يمكن نسبتها إلى بعضها إلا بالرجوع إلى أنظمتها واكتشاف علاقة حوادثها بعضها بالبعض وتحقيق الاتصال بينها . وهذا مستحيل .. لسبب بسيط ..
أن أسرع المواصلات الكونية وهي الضوء .. لا تستطيع أن تحقق تواقتًا بين أطرافه ..
والنتيجة الثانية التي يخرج بها .. أنه بما أن سرعة الضوء هي الثابت الكوني الوحيد .. فينبغي تعديل الكميات التي نعبِّر بها عن الزمان والمكان في كل معادلاتنا لتتفق مع هذه الحقيقة الأساسية ..
ومن الآن فصاعدًا يصبح الزمان مقدارًا متغيرًا .. والمكان مقدارًا متغيرًا .
وهذا يلقي بنا إلى نتائج مدهشة ..
..
مقال / الزمان
من كتاب / أينشتين والنسبيه
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ لا شيء يبعث على الحيرة أكثر من هذه الكلمة المبهمة الغامضة . الزمان . !
ما هو الزمان . ؟
هناك زمان نتداوله في معاملاتنا ونعبر عنه بالساعة واليوم والشهر .
وهناك زمان نفساني داخلي يشعر به كل منا في دخيلة نفسه .
والزمان الخارجي الذي نتداوله زمان مشترَك . نتحرك فيه كما يتحرك غيرنا . نحن فيه مجرد حادثة من ملايين الحوادث . ومرجعنا فيه تقويم خارجي . أو نتيجة حائط .
أما الزمن الداخلي فهو زمن خاص . لا يقبل القياس . لأنه لا مرجع له سوى صاحبه . وصاحبه يختلف في تقديره . فهو يشعر به شعورًا غير متجانس . لا توجد فيه لحظة تساوي اللحظة الأخرى .
فهناك اللحظة المشرقة المليئة بالنشوة التي تحتوي على أقدار العمر كله .
وهناك السنوات الطويلة الفارغة التي تمر رتيبة خاوية كأنها عدم . وهو زمن متصل في ديمومة شعورية وكأنه حضور أبدي، الماضي فيه يوجد كذكرى في الحاضر .
والمستقبل يولد كتطلع وتشوف في الحاضر، اللحظة الحاضرة هي كل شيء . ونحن ننتقل من لحظة حاضرة إلى لحظة حاضرة .
ولا ننتقل من ماضٍ إلى حاضر إلى مستقبل .
نحن نعيش في حضور مستمر، نعيش شاخصين باستمرار إلى سيّال من الحوادث ينهال أمام حواسنا . لا نعرف في هذا الزمن الداخلي سوى ˝الآن˝، ننتقل من ˝الآن˝ إلى ˝الآن˝ ، ولا يبدو انقطاع النوم في هذه الآنات إلا كانقطاع وهمي ما يلبث أن تصله اليقظة .
هذا الزمن الذاتي النفسي ليس هو الزمن الذي يقصده أينشتين في نظريته النسبية .
إنه زمن برجسون، وسارتر، وهيدجر، وكيركجراد وسائر الفلاسفة الوجوديين . ( وهم يسمونه الزمن الوجودي ) ولكنه ليس زمن أينشتين .
أما زمن أينشتين فهو الزمن الخارجي الموضوعي . الزمن الذي نشترك فيه كأحداث ضمن الأحداث اللانهائية التي تجري في الكون . الزمن الذي نتحرك بداخله . وتتحرك الشمس بداخله . وتتحرك كافة النجوم والكواكب .
وهو زمن له معادل موضوعي في نور النهار . وانحراف الظل . وظلمة الليل . وحركات النجوم . وهو الزمن الذي نتفاهم من خلاله ونأخذ المواعيد ونرتبط بالعقود ونتعهد بالالتزامات .
******
ماذا يقول أينشتين في هذا الزمان . ؟
إنه يتناوله في نظريته النسبية بنفس الطريقة التي يتناول بها المكان .
المكان المطلق في النظرية النسبية لا وجود له . إنه لا أكثر من تجريد ذهني خادع .
المكان الحقيقي هو مقدار متغير يدل على وضع جسم بالنسبة لآخر . ولأن الأجسام كلها متحركة فالمكان يصبح مرتبطًا بالزمان بالضرورة . وفي تحديد وضع أي جسم يلزم أن نقول إنه موجود في المكان كذا في الوقت كذا . لأنه في حركة دائمة .
وبهذا ينقلنا أينشتين في نظريته إلى الزمان ليشرح هذه الرابطة الوثيقة بين الزمان والمكان . فيقول أنه حتى الزمان بالتعبير الدارج عبارة عن تعبير عن انتقالات رمزية في المكان .
الزمن المعروف باليوم والشهر والسنة ما هو إلا مصطلحات ترمز إلى دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس . أو بشكل آخر ˝ مصطلحات لأوضاع مختلفة في المكان ˝ .
الساعة هي دورة الأرض 15 درجة حول نفسها .
واليوم هو دورة كاملة .
والسنة هي التفافها الكامل حول الشمس .
حتى الساعة التي نحملها في معصمنا عبارة عن انتقالات في المكان ( انتقالات عقرب على ميناء دائري من رقم إلى رقم ) .
الزمان والمكان متصلان في حقيقة واحدة .
وينتقل بعد هذا إلى النقطة الثانية فيقول :
إن كل الساعات التي نستخدمها على الأرض مضبوطة على النظام الشمسي . لكن النظام الشمسي ليس هو النظام الوحيد في الكون .
فلا يمكن أن نفرض تقويمها الزمني على الكون، ونعتبر الكميات التي نقيس بها كميات مطلقة منزلة .
فالإنسان الذي يسكن عطارد مثلًا . سوف يجد للزمن دلالات مختلفة، إذ أن عطارد يدور حول نفسه في 88 يومًا . وهو في هذه المدة نفسها يكون قد دار أيضًا حول الشمس .
ومعنى هذا أن طول اليوم العطاردي يساوي طول السنة العطاردية . وهو تقويم يختلف تمامًا عن تقويمنا .
وبذلك يكون الزمن مقدارًا لا معنى له إذا لم ينسب إلى النظام الذي اشتق منه .
ولا يمكن أن نفرض كلمة مثل ˝الآن˝ على الكون كله .
فهي أولًا كلمة ذاتية نفسية . وحتى إذا اقتصرنا على معناها الموضوعي وهو تواقت حدثين وحدوثهما معًا في ذات اللحظة . فإن هذا التواقت لا يمكن أن يحدث بين أنظمة مختلفة لا اتصال بينها .
ويشرح أينشتين هذه النقطة وهي من أعمق تطبيقات النسبية وأكثرها غموضًا . فيقول :
إن متكلمًا من نيويورك يمكن أن يخاطب في التليفون متكلمًا آخر في لندن . ويكون الأول يتحدث في ساعة الغروب بينما الآخر في منتصف الليل .
ومع ذلك يمكن لنا أن نجزم بتواقت الحدثين وحدوثهما معًا في ذات اللحظة . والسبب أن الحدثين يحدثان معًا على أرض واحدة خاضعة لتقويم واحد هو التقويم الشمسي . ومن الممكن استنباط فروق التوقيت ورد هذه الآنية ( الحدوث في آن واحد ) إلى مرجعها . وهو النظام الواحد .
أما القول بأنه من الممكن أن يحدث على الأرض . وعلى كوكبه الجبار مثلًا . أو الشعرى اليمانية . أحداث متواقتة في آن واحد . فهو أمر مستحيل . لأنها أنظمة مختلفة لا اتصال بينها . والاتصال الوحيد وهو الضوء يأخذ آلاف السنين لينتقل من واحد من هذه الأنظمة إلى الآخر .
ونحن حينما نرى أحد هذه النجوم ويخيل إلينا أننا نراه ˝الآن˝ نحن في الحقيقة نراه عن طريق الضوء الذي ارتحل عنه منذ ألوف السنين ليصلنا .
نحن في الواقع نرى ماضيه ويخيل إلينا أننا حاضره . وقد يكون في الحاضر قد انفجر واختفى أو ارتحل بعيدًا خارج نطاق رؤيتنا . وما نراه في الواقع إشارة إلى ماضٍ لم يعد له وجود بالمرة .
لابد أولًا لكي نجزم ˝بالآنيّة˝ من أن نعرف العلاقات بين الحوادث والمجاميع الكونية . ونعرف نسبية كل مقدار موجود في إحدى المجاميع إلى المقادير الموجودة في المجاميع الأخرى . ولابد من وجود وسيلة اتصال حاسمة تنقلنا عبر الأبعاد الفلكية الشاسعة .
ولكن للأسف أسرع وسيلة مواصلات كونية إلى الآن هي الضوء . وسرعته 186284 ميلا في الثانية . وهذه السرعة تمثل حدود معلوماتنا، والسقف الذي تنتهي عنده المعادلات والرياضيات النسبية الممكنة .
ويعود أينشتين فيشرح هذا الكلام بتجربة خيالية .
إنه يتصور شخصًا جالسًا على رصيف محطة في منتصف مسافة بين النقطتين ا ، ب على شريط سكة حديد يجري عليه قطار . ويتخيل أن ضربتين من البرق حدثتا في نفس الوقت وأنهما سقطتا على القضيب عند ( ا ) وعند ( ب ) . وأن الشخص الجالس على الرصيف يراقب العملية مزودًا بمرايا جانبية عاكسة سوف يرى ضربتي البرق في وقت واحد فعلًا .
فإذا حدث وجاء قطار سريع متجهًا من ( ب ) إلى ( ا ) وكان على القطار شخص آخر مزودًا بمرايا عاكسة ليلاحظ ما يجري . فهل يلاحظ أن ضربتي البرق حدثتا في وقت واحد في اللحظة التي يصبح فيها محاذيًا للملاحِظ على الرصيف . . ؟
وليقرب أينشتين المثَل إلى الذهن يفترض أن القطار يسير بسرعة الضوء فعلًا 186284 ميلًا في الثانية . ومعنى هذا أن ضربة البرق ( ب ) التي تركها خلفه لن تلحق به لأنه يسير بنفس سرعة موجة الضوء . وهو لهذا لن يرى إلا ضربة البرق ( ا ) .
فلو كانت سرعة القطار أقل من سرعة الضوء . فإن ضربة البرق ( ب ) سوف تلحق بعده متأخرة . بينما سيشاهد ضربة البرق ( ا ) قبلها . وبذلك لن يرى الحدثين متواقتين . في آن واحد . بينما يراهما الملاحِظ على الرصيف متواقتين في آن واحد .
وبهذا التناقض يشرح لنا أعمق ما في نظريته . ما يسميه ˝ نسبية الوقت الواحد ˝ . وكيف أن الإنسان لا يستطيع أن يطلق كلمة ˝الآن˝ على الكون . وإنما يمكن أن يطلقها على نظامه الزمني . لأن كل مجموعة من الأجسام لها زمنها الخاص ومرجعها الخاص .
فإذا حدث وكانت هناك مجموعتان متحركتان . كما في تجربة الملاحظ المتحرك على القطار . والملاحظ الواقف على الرصيف . فإننا نقع في التناقض إذا حاولنا المساواة بين الاثنين .
والنتيجة الهامة التي يخرج بها أينشتين من هذه التجربة . أن الزمن مقدار متغير في الكون . وأنه لا يوجد زمن واحد للكون كله ممتد من مبدأ الوجود والخليقة إلى الآن . وإنما يوجد عديد من الأزمان . كلها مقادير متغيرة لا يمكن نسبتها إلى بعضها إلا بالرجوع إلى أنظمتها واكتشاف علاقة حوادثها بعضها بالبعض وتحقيق الاتصال بينها . وهذا مستحيل . لسبب بسيط .
أن أسرع المواصلات الكونية وهي الضوء . لا تستطيع أن تحقق تواقتًا بين أطرافه .
والنتيجة الثانية التي يخرج بها . أنه بما أن سرعة الضوء هي الثابت الكوني الوحيد . فينبغي تعديل الكميات التي نعبِّر بها عن الزمان والمكان في كل معادلاتنا لتتفق مع هذه الحقيقة الأساسية .
ومن الآن فصاعدًا يصبح الزمان مقدارًا متغيرًا . والمكان مقدارًا متغيرًا .
وهذا يلقي بنا إلى نتائج مدهشة .
.
مقال / الزمان
من كتاب / أينشتين والنسبيه
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ -ماذا فعلت بنفسك ؟
- أردت أن أقتل نفسي لأستريح.
- ومن أين لك العلم بأنك سوف تستريح، أعلمت بما ينتظرك
بعد الموت؟
-إنه على أي حال أفضل من حالي في الدنيا.
-هذا ظنك.. ولا يقتل الناس أنفسهم بالظن.
- وماذا كنت أستطيع أن أفعل.. وماذا بقي لى ؟
- أن تصبر وتنتظر أمرنا
- صبرت
- تصبر يوما آخر إلى غد.
- سيكون غدا مشئوما مثل سالفه.
كيف علمت.. هل أنت الذي خلقت الأيام.. هل أنت الذي خلقت
-نفسك؟
-لا
- فكيف تحكم على ما لا تعلم وكيف تتصرف فيما لا تملك
-هذا عمري وقد ضقت به.
- أتعلم ماذا نخفي لك غدا؟
- لا.
- إذن فهو ليس عمرك.
- لا أريد أن أعيش.. خلوا بيني وبين الموت.. دعوني.. ارحمونی
- لو تركناك فما رحمناك.. إنما نحول بينك وبين رغبتك رحمة
وفضلا ولو تخلينا عنك لهلكت.
- يا مرحبا بالهلاك.. ما أريد إلا الهلاك.. يا أهلا بالهلاك.
- لن يكون الهلاك رقدة مطمئنة تحت التراب كما تتصور.
- أريد أن أخرج مما أنا فيه وكفی.
-ولو إلى النار
-وهل هناك نار غير هذه؟
اتصورت أنه لا وجود، إلا ما يقع تحت حسك من جنة ونار
أظننت أنه لا جنة ونار إلا نعيمكم وعذابكم.. أظننتنا فقراء
لا يتسع ملكنا إلا لهذا العالم.. أتصورت أنه ليس عندنا لك إلا هذه الشقة في المعادي وليس عند رب العالمين غير هذه الكرة
الأرضية المعلقة كذرة غبار في الفضاء.. بئس ما خيل لك
بصرك الضرير عن فقرنا.
- ضقت ذرعا مما أنا فيه.. انسدت أمامي المسالك.. انطبقت
السماء على الأرض.. اختنقت.. . أريد الخروج.. أريد الخروج.
- ألا تصبر لحظات أخرى.. أترفض عطيتنا في الغد قبل أن
تراها؟
- رأيت منها ما يكفيني.
- هذا رفض لنا ويأس منا واتهام لحكمتنا وسوء ظن بتدبيرنا
وانتقاص لملكنا.. بئس ما قررت لنفسك.. اذهب.. رفضناك
كما رفضتنا وحرمناك ما حرمت نفسك.. خلوا بينه وبين الموت..
وفي تلك الليلة شنق الرجل نفسه بملاءة الفراش.. ومات في
هذه المحاولة الرابعة.. وفشلت كل الإسعافات في إنقاذه.
وجاء الغد..
فطلعت صفحات الجرائد الأولى بخبر مثير عن اكتشاف علاج
جديد حاسم للمرض الذي كان يشكو منه.
ولكنه كان قد ذهب لم ينتظر العطية
ظلم المعطى والعطية وظلم نفسه وظلم الغد ااذى لم يره واتهم الرحيم فى رحمته وأنكر على المدبر تدبيره.
وخرج إلى حيث لا رحمة .. ولا .. عودة.
. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞
- ماذا فعلت بنفسك ؟
- أردت أن أقتل نفسي لأستريح.
- ومن أين لك العلم بأنك سوف تستريح، أعلمت بما ينتظرك
بعد الموت؟
- إنه على أي حال أفضل من حالي في الدنيا.
- هذا ظنك. ولا يقتل الناس أنفسهم بالظن.
- وماذا كنت أستطيع أن أفعل. وماذا بقي لى ؟
- أن تصبر وتنتظر أمرنا
- صبرت
- تصبر يوما آخر إلى غد.
- سيكون غدا مشئوما مثل سالفه.
كيف علمت. هل أنت الذي خلقت الأيام. هل أنت الذي خلقت
- نفسك؟
- لا
- فكيف تحكم على ما لا تعلم وكيف تتصرف فيما لا تملك
- هذا عمري وقد ضقت به.
- أتعلم ماذا نخفي لك غدا؟
- لا.
- إذن فهو ليس عمرك.
- لا أريد أن أعيش. خلوا بيني وبين الموت. دعوني. ارحمونی
- لو تركناك فما رحمناك. إنما نحول بينك وبين رغبتك رحمة
وفضلا ولو تخلينا عنك لهلكت.
- يا مرحبا بالهلاك. ما أريد إلا الهلاك. يا أهلا بالهلاك.
- لن يكون الهلاك رقدة مطمئنة تحت التراب كما تتصور.
- أريد أن أخرج مما أنا فيه وكفی.
- ولو إلى النار
- وهل هناك نار غير هذه؟
اتصورت أنه لا وجود، إلا ما يقع تحت حسك من جنة ونار
أظننت أنه لا جنة ونار إلا نعيمكم وعذابكم. أظننتنا فقراء
لا يتسع ملكنا إلا لهذا العالم. أتصورت أنه ليس عندنا لك إلا هذه الشقة في المعادي وليس عند رب العالمين غير هذه الكرة
الأرضية المعلقة كذرة غبار في الفضاء. بئس ما خيل لك
بصرك الضرير عن فقرنا.
- ضقت ذرعا مما أنا فيه. انسدت أمامي المسالك. انطبقت
السماء على الأرض. اختنقت. . أريد الخروج. أريد الخروج.
- ألا تصبر لحظات أخرى. أترفض عطيتنا في الغد قبل أن
تراها؟
- رأيت منها ما يكفيني.
- هذا رفض لنا ويأس منا واتهام لحكمتنا وسوء ظن بتدبيرنا
وانتقاص لملكنا. بئس ما قررت لنفسك. اذهب. رفضناك
كما رفضتنا وحرمناك ما حرمت نفسك. خلوا بينه وبين الموت.
وفي تلك الليلة شنق الرجل نفسه بملاءة الفراش. ومات في
هذه المحاولة الرابعة. وفشلت كل الإسعافات في إنقاذه.
وجاء الغد.
فطلعت صفحات الجرائد الأولى بخبر مثير عن اكتشاف علاج
جديد حاسم للمرض الذي كان يشكو منه.
ولكنه كان قد ذهب لم ينتظر العطية
ظلم المعطى والعطية وظلم نفسه وظلم الغد ااذى لم يره واتهم الرحيم فى رحمته وأنكر على المدبر تدبيره.
وخرج إلى حيث لا رحمة . ولا . عودة. ❝
❞ سفينة نوح سوف تمنحك كل ما تطمح إليه من معرفة أولاً: انتبه! لا تدع السفينة تفوتك. ثانياً: تذكر! إننا جميعا في الهوا سوا. ثالثاً: كن مستعداً! ففي أي لحظة يمكنك أن تضطر إلي القفز داخل السفينة. رابعاً: سافروا أزواجاً! لأسباب نحن في غني عن شرحها. خامساً: أقدم علي ماينبغي أن تقدم عليه.. ولا تلتفت لما يكتب أو يقال. سادساً: لا يهم من أين جئت! الجميع يسعي للحاق بالسفينة. سابعاً: اعلم! أن من خرج ولحق بسفينة نوح كتب الله له النجاة.
حصل علي شهادة الليسانس بتفوق، وتقدم بقلب جسور ليقبض علي حلمه بالالتحاق بالنيابة العامة. لم يكن يعرف وقتها أنه بتخرجه في الجامعة كان عليه أن ينتقل من فوره من عالم الطلبة إلي عالم الكبار. من كونه طالباً دوره في الحياة أن يذاكر ويحلم ويحب إلي كونه بالغاً وراشداً عليه أن يبدأ في فك لوغاريتمات الحياة، تلك الأكواد شديدة التعقيد التي تشكل ضفيرة المجتمع من الشعر المصري الإفريقي المجعد الخشن، التي لا يمكن لأحد أن يفكها إلا بألاعيب الفساد والمداهنة. لكن مع تتالي ضربات الزمن الممهور بختم القاهرة، كانت كل موجة تذيب بفضل أملاحها، وبعض أحماضها بعضاً من سذاجته التي لا شك قد ورثها عن والدته داخل جيناته الوراثية التي منحته أيضاً عينيها الساحرتين.
استيقظ في يوم علي آذان الفجر، قام ونزل إلي المسجد الملاصق لمنزله وصلي الفجر واكتشف بعدها فجأة أنه فقد سذاجته، سقطت منه وهو نصف نائم في لحظة خروجه من بوابة عمارته المهدمة. فقد بكارة طفولته وولج إلي عالم لا يعرفه.. عالم عليه أن يفتح آفاق حواسه لمحاولة اكتشافه، فقد أدرك في الساعة الخامسة وسبع وخمسين دقيقة بالضبط وهوجالس علي الحصيرة بجانب العمود الأيمن للزاوية التي صلي فيها أنه يحتاج إلي 70 ألف جنيه رشوة لتحقيق حلمه. هبطت البصيرة علي عينيه، ورأي مالم يستطيع رؤيته علي مدار أعوام الكلية، علي الرغم من نصائح كل أصدقائه. ظهرت له الحقيقة كرؤيا بعد أن لعبت أمواج الزمن الدوارة دورها في جلاء ذهنه وأدرك بوضوح الحقائق المقدسة لفك رموز مفاتيح الحياة. . ❝ ⏤ميرزا غلام أحمد
❞ سفينة نوح سوف تمنحك كل ما تطمح إليه من معرفة أولاً: انتبه! لا تدع السفينة تفوتك. ثانياً: تذكر! إننا جميعا في الهوا سوا. ثالثاً: كن مستعداً! ففي أي لحظة يمكنك أن تضطر إلي القفز داخل السفينة. رابعاً: سافروا أزواجاً! لأسباب نحن في غني عن شرحها. خامساً: أقدم علي ماينبغي أن تقدم عليه. ولا تلتفت لما يكتب أو يقال. سادساً: لا يهم من أين جئت! الجميع يسعي للحاق بالسفينة. سابعاً: اعلم! أن من خرج ولحق بسفينة نوح كتب الله له النجاة.
حصل علي شهادة الليسانس بتفوق، وتقدم بقلب جسور ليقبض علي حلمه بالالتحاق بالنيابة العامة. لم يكن يعرف وقتها أنه بتخرجه في الجامعة كان عليه أن ينتقل من فوره من عالم الطلبة إلي عالم الكبار. من كونه طالباً دوره في الحياة أن يذاكر ويحلم ويحب إلي كونه بالغاً وراشداً عليه أن يبدأ في فك لوغاريتمات الحياة، تلك الأكواد شديدة التعقيد التي تشكل ضفيرة المجتمع من الشعر المصري الإفريقي المجعد الخشن، التي لا يمكن لأحد أن يفكها إلا بألاعيب الفساد والمداهنة. لكن مع تتالي ضربات الزمن الممهور بختم القاهرة، كانت كل موجة تذيب بفضل أملاحها، وبعض أحماضها بعضاً من سذاجته التي لا شك قد ورثها عن والدته داخل جيناته الوراثية التي منحته أيضاً عينيها الساحرتين.
استيقظ في يوم علي آذان الفجر، قام ونزل إلي المسجد الملاصق لمنزله وصلي الفجر واكتشف بعدها فجأة أنه فقد سذاجته، سقطت منه وهو نصف نائم في لحظة خروجه من بوابة عمارته المهدمة. فقد بكارة طفولته وولج إلي عالم لا يعرفه. عالم عليه أن يفتح آفاق حواسه لمحاولة اكتشافه، فقد أدرك في الساعة الخامسة وسبع وخمسين دقيقة بالضبط وهوجالس علي الحصيرة بجانب العمود الأيمن للزاوية التي صلي فيها أنه يحتاج إلي 70 ألف جنيه رشوة لتحقيق حلمه. هبطت البصيرة علي عينيه، ورأي مالم يستطيع رؤيته علي مدار أعوام الكلية، علي الرغم من نصائح كل أصدقائه. ظهرت له الحقيقة كرؤيا بعد أن لعبت أمواج الزمن الدوارة دورها في جلاء ذهنه وأدرك بوضوح الحقائق المقدسة لفك رموز مفاتيح الحياة. ❝