█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ كواليس رواية ميلاد فرح٧
بطل جديد..
تذوقت حلاوة الإنتصار وأخيرًا شعرت بالتحسن بعد ليالي من المعاناه والآن أصبحت كالسفينه التي تشق طريقها بالبحر دون معاناه فقررت أن أغير الرواية وستكون كلها بالفصحى، كنت أزرع شجرة صغيرة بداخلي والآن أشعر بالنضوج بعدما قرأت وحانت اللحظة التى يجب أن أقطف ثمارها، قراري كان صدمة قليلًا للآخرين ولي، ولكن سأفعلها لم أعد الكتابة من الصفر، كل ما هنالك سأعيد صياغة الحوار من العامية إلى الفصحى، ستكون أروع أشعر بذلك من داخلي، وبدأت في الكتابة تخيلت أني سأجد صعوبة في الحوار بالفصحى وخاصًة إنها المرة الأولى لي، والغريب لم أشعر بتلك الصعوبة التى تخيلتها، فقلمي كالرضيع يسير ببطء خوفًا من السقوط ودون مقدمات يجري ليتسابق مع الريح ليفوز بالسباق، وتوقفت لحظات كانت كفيلة تجعلني أغلق صفحاتي فلم تكن الحبكة كما كنت أتخيل هناك شيء خاطيء لا أدري ما هو؟!
اريد اكتشافه وكلما اقترب يهرب بين ثنايا السطور ويضيع، يظهر بوميض خافت بداخل عقلي، ثم يختفي سريعًا، شعرت بالقليل من الإحباط ولكن أدركت أن هناك أصدقاء يدعموني وأعلم كلما هويت بالسقوط أجدهم يمدون لي أيديهم بمنتهى الحب والإخلاص ليقدموا لي يد العون دون مقابل، تحدثت معهم نالت فكرتي استحسانهم ولكن رأوا كما رأيت هناك شيء خاطيء، يجب أن يتم حله كمل تكلمة الكتابة الحبكة يجب أن تكون قوية حتى تصل لنهاية مرضية للكاتب والقاريء، أعطوني العديد من الحلول والأفكار، ساعدتني على تفتح عقلي، وفي الصباح وجدتني أقول وجدتها..
حقًا لم آخذ بأي من أفكار أصدقائي، ولكن مناقشتي معهم فتحت لي آفاق واسعة وتغيرت الفكرة لشيء آخر وتم ولادة بطل جديد لم يكن له دور على الإطلاق، سأبدأ رسمه من بداية النطفة حتى ينمو مع الأحداث وهذا البطل لديه القدرة على تغير الرواية تمامًا..
يتبعـ . ❝
❞ في مركز الأبحاث الفلكية، يجتمع الشَّيخ الكبير -سيد القوم- بعلماء الطَّاقة والفلك وعلم النّفس، يجلسون حول طاولة مستديرة وكلّ واحد منهم أمامه جهازه اللوحيّ، بينما الشَّاشة الرقمية الكبيرة تبثُ لهم أجواء المجرّة، وما يحدث فيها من تحركات من الكواكب الأخرى، يلتفت الشَّيخُ الكبير إلى البروفيسور لياروث قائلاً:
_ ماذا قررتَ يا بُني، هل عزمتَ على الذهاب إلى الأرض التي أرسلت إليها سنمار؟
_ لياروث: نعم.. من الضروريّ جدّاً أنْ أذهبَ، أشعر بأنَّ شيئاً في روحي يطلبُ مني الرحيل إلى هناك، قلبي غير مطمئنٍ لهذا الشعور، لذلك قررت استكشاف ما لم يستطِع اكتشافه سنمار منذ خمسة أعوامٍ خلت.
_ الشَّيخ: لكن يا بُني، ألا ترى خطراً في ذهابك، وإهداراً للوقت أيضاً؟
_ لياروث: لا بد من ذهابي ولن أعدل عن قراري.
يمشي لياروث متجهاً نحو الباب، فيقف فجأةً ويضع يده على قلبه، يهرع الكلّ نحوه:
_ ما بك بروفيسور، هل أنتَ على ما يرام؟
_ لياروث: لا تقلقوا، أنا بخير الحمد لله، فقط أشعر بإحساسٍ يتراوح بين البرودة والحرارة في جسمي.
يكمل خُطاه نحو الخارج، ثُمَّ يتَّجه إلى حجرته؛ فيُخرج جهازه اللوحيّ ويبدأ بالبثِّ عبر الأقمار الصناعية، باحثاً عن ترددٍ يوصله بكوكب الأرض؛ ليتمكَّنَ من مراسلة سنمار.
لحظات ويتحرك نجمٌ في السَّماء بسرعةٍ كبيرةٍ؛ فيصطدم بأحد الأبراج الموضوعة في المجرّة، فيفجره ويجعله أجزاء سابحة في الفضاء.
إنّه أحد الأبراج التي تبث الاتصالات خارج المجرة وتصل بين الكواكب، استشاط لياورث غضباً مما رآه، وهرع في تجهيز مركبته، لينطلق في الصَّباح إلى كوكب الأرض . ❝
❞ #غربل أفكارك واختر الصالح منها، واجعل من جهلك في أرضك المجهولة آمر خارقاً للعادة حاول اكتشافه . ❝
❞ لا شيء يبعث على الحيرة أكثر من هذه الكلمة المبهمة الغامضة .. الزمان .. !
ما هو الزمان .. ؟
هناك زمان نتداوله في معاملاتنا ونعبر عنه بالساعة واليوم والشهر .
وهناك زمان نفساني داخلي يشعر به كل منا في دخيلة نفسه ..
والزمان الخارجي الذي نتداوله زمان مشترَك .. نتحرك فيه كما يتحرك غيرنا .. نحن فيه مجرد حادثة من ملايين الحوادث .. ومرجعنا فيه تقويم خارجي .. أو نتيجة حائط .
أما الزمن الداخلي فهو زمن خاص .. لا يقبل القياس .. لأنه لا مرجع له سوى صاحبه .. وصاحبه يختلف في تقديره .. فهو يشعر به شعورًا غير متجانس .. لا توجد فيه لحظة تساوي اللحظة الأخرى ..
فهناك اللحظة المشرقة المليئة بالنشوة التي تحتوي على أقدار العمر كله ..
وهناك السنوات الطويلة الفارغة التي تمر رتيبة خاوية كأنها عدم .. وهو زمن متصل في ديمومة شعورية وكأنه حضور أبدي، الماضي فيه يوجد كذكرى في الحاضر .
والمستقبل يولد كتطلع وتشوف في الحاضر، اللحظة الحاضرة هي كل شيء .. ونحن ننتقل من لحظة حاضرة إلى لحظة حاضرة ..
ولا ننتقل من ماضٍ إلى حاضر إلى مستقبل ..
نحن نعيش في حضور مستمر، نعيش شاخصين باستمرار إلى سيّال من الحوادث ينهال أمام حواسنا .. لا نعرف في هذا الزمن الداخلي سوى "الآن"، ننتقل من "الآن" إلى "الآن" ، ولا يبدو انقطاع النوم في هذه الآنات إلا كانقطاع وهمي ما يلبث أن تصله اليقظة .
هذا الزمن الذاتي النفسي ليس هو الزمن الذي يقصده أينشتين في نظريته النسبية ..
إنه زمن برجسون، وسارتر، وهيدجر، وكيركجراد وسائر الفلاسفة الوجوديين . ( وهم يسمونه الزمن الوجودي ) ولكنه ليس زمن أينشتين .
أما زمن أينشتين فهو الزمن الخارجي الموضوعي .. الزمن الذي نشترك فيه كأحداث ضمن الأحداث اللانهائية التي تجري في الكون .. الزمن الذي نتحرك بداخله .. وتتحرك الشمس بداخله .. وتتحرك كافة النجوم والكواكب .
وهو زمن له معادل موضوعي في نور النهار .. وانحراف الظل .. وظلمة الليل .. وحركات النجوم .. وهو الزمن الذي نتفاهم من خلاله ونأخذ المواعيد ونرتبط بالعقود ونتعهد بالالتزامات .
** ** **
ماذا يقول أينشتين في هذا الزمان .. ؟
إنه يتناوله في نظريته النسبية بنفس الطريقة التي يتناول بها المكان .
المكان المطلق في النظرية النسبية لا وجود له .. إنه لا أكثر من تجريد ذهني خادع ..
المكان الحقيقي هو مقدار متغير يدل على وضع جسم بالنسبة لآخر .. ولأن الأجسام كلها متحركة فالمكان يصبح مرتبطًا بالزمان بالضرورة .. وفي تحديد وضع أي جسم يلزم أن نقول إنه موجود في المكان كذا في الوقت كذا .. لأنه في حركة دائمة .
وبهذا ينقلنا أينشتين في نظريته إلى الزمان ليشرح هذه الرابطة الوثيقة بين الزمان والمكان .. فيقول أنه حتى الزمان بالتعبير الدارج عبارة عن تعبير عن انتقالات رمزية في المكان ..
الزمن المعروف باليوم والشهر والسنة ما هو إلا مصطلحات ترمز إلى دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس .. أو بشكل آخر " مصطلحات لأوضاع مختلفة في المكان " .
الساعة هي دورة الأرض 15 درجة حول نفسها ..
واليوم هو دورة كاملة ..
والسنة هي التفافها الكامل حول الشمس ..
حتى الساعة التي نحملها في معصمنا عبارة عن انتقالات في المكان ( انتقالات عقرب على ميناء دائري من رقم إلى رقم ) .
الزمان والمكان متصلان في حقيقة واحدة .
وينتقل بعد هذا إلى النقطة الثانية فيقول :
إن كل الساعات التي نستخدمها على الأرض مضبوطة على النظام الشمسي .. لكن النظام الشمسي ليس هو النظام الوحيد في الكون ..
فلا يمكن أن نفرض تقويمها الزمني على الكون، ونعتبر الكميات التي نقيس بها كميات مطلقة منزلة .
فالإنسان الذي يسكن عطارد مثلًا .. سوف يجد للزمن دلالات مختلفة، إذ أن عطارد يدور حول نفسه في 88 يومًا .. وهو في هذه المدة نفسها يكون قد دار أيضًا حول الشمس ..
ومعنى هذا أن طول اليوم العطاردي يساوي طول السنة العطاردية .. وهو تقويم يختلف تمامًا عن تقويمنا .
وبذلك يكون الزمن مقدارًا لا معنى له إذا لم ينسب إلى النظام الذي اشتق منه .
ولا يمكن أن نفرض كلمة مثل "الآن" على الكون كله ..
فهي أولًا كلمة ذاتية نفسية .. وحتى إذا اقتصرنا على معناها الموضوعي وهو تواقت حدثين وحدوثهما معًا في ذات اللحظة .. فإن هذا التواقت لا يمكن أن يحدث بين أنظمة مختلفة لا اتصال بينها .
ويشرح أينشتين هذه النقطة وهي من أعمق تطبيقات النسبية وأكثرها غموضًا .. فيقول :
إن متكلمًا من نيويورك يمكن أن يخاطب في التليفون متكلمًا آخر في لندن .. ويكون الأول يتحدث في ساعة الغروب بينما الآخر في منتصف الليل ..
ومع ذلك يمكن لنا أن نجزم بتواقت الحدثين وحدوثهما معًا في ذات اللحظة .. والسبب أن الحدثين يحدثان معًا على أرض واحدة خاضعة لتقويم واحد هو التقويم الشمسي .. ومن الممكن استنباط فروق التوقيت ورد هذه الآنية ( الحدوث في آن واحد ) إلى مرجعها .. وهو النظام الواحد ..
أما القول بأنه من الممكن أن يحدث على الأرض .. وعلى كوكبه الجبار مثلًا .. أو الشعرى اليمانية .. أحداث متواقتة في آن واحد .. فهو أمر مستحيل .. لأنها أنظمة مختلفة لا اتصال بينها .. والاتصال الوحيد وهو الضوء يأخذ آلاف السنين لينتقل من واحد من هذه الأنظمة إلى الآخر ..
ونحن حينما نرى أحد هذه النجوم ويخيل إلينا أننا نراه "الآن" نحن في الحقيقة نراه عن طريق الضوء الذي ارتحل عنه منذ ألوف السنين ليصلنا ..
نحن في الواقع نرى ماضيه ويخيل إلينا أننا حاضره .. وقد يكون في الحاضر قد انفجر واختفى أو ارتحل بعيدًا خارج نطاق رؤيتنا .. وما نراه في الواقع إشارة إلى ماضٍ لم يعد له وجود بالمرة .
لابد أولًا لكي نجزم "بالآنيّة" من أن نعرف العلاقات بين الحوادث والمجاميع الكونية .. ونعرف نسبية كل مقدار موجود في إحدى المجاميع إلى المقادير الموجودة في المجاميع الأخرى .. ولابد من وجود وسيلة اتصال حاسمة تنقلنا عبر الأبعاد الفلكية الشاسعة .
ولكن للأسف أسرع وسيلة مواصلات كونية إلى الآن هي الضوء .. وسرعته 186284 ميلا في الثانية .. وهذه السرعة تمثل حدود معلوماتنا، والسقف الذي تنتهي عنده المعادلات والرياضيات النسبية الممكنة .
ويعود أينشتين فيشرح هذا الكلام بتجربة خيالية ..
إنه يتصور شخصًا جالسًا على رصيف محطة في منتصف مسافة بين النقطتين ا ، ب على شريط سكة حديد يجري عليه قطار .. ويتخيل أن ضربتين من البرق حدثتا في نفس الوقت وأنهما سقطتا على القضيب عند ( ا ) وعند ( ب ) . وأن الشخص الجالس على الرصيف يراقب العملية مزودًا بمرايا جانبية عاكسة سوف يرى ضربتي البرق في وقت واحد فعلًا .
فإذا حدث وجاء قطار سريع متجهًا من ( ب ) إلى ( ا ) وكان على القطار شخص آخر مزودًا بمرايا عاكسة ليلاحظ ما يجري .. فهل يلاحظ أن ضربتي البرق حدثتا في وقت واحد في اللحظة التي يصبح فيها محاذيًا للملاحِظ على الرصيف . . ؟
وليقرب أينشتين المثَل إلى الذهن يفترض أن القطار يسير بسرعة الضوء فعلًا 186284 ميلًا في الثانية .. ومعنى هذا أن ضربة البرق ( ب ) التي تركها خلفه لن تلحق به لأنه يسير بنفس سرعة موجة الضوء .. وهو لهذا لن يرى إلا ضربة البرق ( ا ) .
فلو كانت سرعة القطار أقل من سرعة الضوء .. فإن ضربة البرق ( ب ) سوف تلحق بعده متأخرة .. بينما سيشاهد ضربة البرق ( ا ) قبلها .. وبذلك لن يرى الحدثين متواقتين .. في آن واحد .. بينما يراهما الملاحِظ على الرصيف متواقتين في آن واحد .
وبهذا التناقض يشرح لنا أعمق ما في نظريته .. ما يسميه " نسبية الوقت الواحد " .. وكيف أن الإنسان لا يستطيع أن يطلق كلمة "الآن" على الكون .. وإنما يمكن أن يطلقها على نظامه الزمني .. لأن كل مجموعة من الأجسام لها زمنها الخاص ومرجعها الخاص ..
فإذا حدث وكانت هناك مجموعتان متحركتان .. كما في تجربة الملاحظ المتحرك على القطار .. والملاحظ الواقف على الرصيف .. فإننا نقع في التناقض إذا حاولنا المساواة بين الاثنين .
والنتيجة الهامة التي يخرج بها أينشتين من هذه التجربة .. أن الزمن مقدار متغير في الكون .. وأنه لا يوجد زمن واحد للكون كله ممتد من مبدأ الوجود والخليقة إلى الآن .. وإنما يوجد عديد من الأزمان .. كلها مقادير متغيرة لا يمكن نسبتها إلى بعضها إلا بالرجوع إلى أنظمتها واكتشاف علاقة حوادثها بعضها بالبعض وتحقيق الاتصال بينها . وهذا مستحيل .. لسبب بسيط ..
أن أسرع المواصلات الكونية وهي الضوء .. لا تستطيع أن تحقق تواقتًا بين أطرافه ..
والنتيجة الثانية التي يخرج بها .. أنه بما أن سرعة الضوء هي الثابت الكوني الوحيد .. فينبغي تعديل الكميات التي نعبِّر بها عن الزمان والمكان في كل معادلاتنا لتتفق مع هذه الحقيقة الأساسية ..
ومن الآن فصاعدًا يصبح الزمان مقدارًا متغيرًا .. والمكان مقدارًا متغيرًا .
وهذا يلقي بنا إلى نتائج مدهشة ..
..
مقال / الزمان
من كتاب / أينشتين والنسبيه
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله) . ❝