❞ من واحنا صغيرين كان عندنا سؤال.. هو فيه حد هيعيش اكتر من عمره؟ الاجابة لا.. كل واحد مننا ليه عمر لما بينتهى خلاص وكل حاجة بأيد المولى سبحانه وتعالى
فى معلومه كده ميعرفهاش الكل ان ابليس هو اول من ادعى الخلود، طيب يعنى اي الخلود.. ابليس ادعى انه مش هيموت وان عمره ممتد إلى ما لا نهاية وهو ده المقصود بالخلود، وللأسف فى الوقت الحالى فى بشر بتدعى الخلود، بس يا تري اى هتكون نهاية البشر دول؟
........
قدرت أربط خيوط كتير ببعض، سبع ضحايا بينهم عوامل مشتركة، بس اي السبب الى يخليهم ينتحروا؟
فيه سر ورا الموضوع ده او حاجة انا مش فاهمها.. قطع تفكيرى دخول كريم وقلى قدرنا نوصل لصاحب الرقم، اخدت الاسم والعنوان واصريت مبلغش حد أخدت معايا كريم ورحنا على العنوان.. كان بيت قديم فى منطقه معزوله، دخلنا عشان الباب كان موارب بيت مكون من أربع غرف، الريحه كريهه جداً ولا تطاق.. دخلنا الغرفة الي خارج منها النور وهنا كانت الصدمة
......
الخلود
أسمى أحمد عز على عندى 30 سنة متجوز وعندى ولد وحيد اسمه فهد، انا بشتغل رائد شرطه فى احدى محافظات الصعيد، قصتى بتبدأ من يوم عادى جداً فى الشغل وصلنا بلاغ عن جريمة قتل فى المدينه الى فيها المديرية، على الفور اتحركت قوه من القسم على موقع الحادث.. فى الوقت ده انا كنت فى مكتبى تليفوني رن كان العميد مصطفى رديت
_ أحمد انا عايزك دلوقتى تتحرك على مكان الحادث أنا كلفتك أنت بالقضيه دى
_تمام يا فندم تحت امر سيادتك.
اتحركت على مكان الحادث ووصلت هناك بعد نص ساعة كانت شقة فى عمارة، دخلت وكان اخصائى المعمل الجنائى وصل، والمشهد جوه كالتالى جثة لشاب فى الثلاثين من عمره مدبوح قدام مرايا الحمام وجنبه آداة الجريمة سكين حاد، التشخيص المبدئى جرح نافذ فى الرقبه.
اتعملت التحريات عن المجنى عليه وكنت منتظر تقرير الطب الشرعى عشان نبدأ التحقيق لكن تقرير الطب الشرعى كان مفاجأة.. مفيش شبهه جنائيه، المجنى عليه انتحر.
خلينى اقرأ ليكم التحريات والتقرير..( اسمه عمرو حسين عنده 32 سنة متجوز ومعندوش اولاد بيشتغل محاسب فى بنك ، بسؤال زوجته والمقربين منه مفيش أى حاجه تخليه ينتحر وحياته هادية جداً ومستقره.... التقرير لا توجد شبهه جنائيه فقد قام المدعو عمرو حسين بذبح نفسه وبصماته على السكين ولا يوجد اى نوع من المقاومة)
بس انا مش مقتنع في حاجه غلط، أى يخلى واحد معندوش مشاكل ينتحر وينهى حياته بالطريقة دى لا لا فى حاجه غلط، في الوقت ده طلبنى العميد مصطفى على مكتبه، روحتله وانا واخد قرارى
_صباح الخير يا فندم
_صباح النور يا أحمد أى قفلت ملف القضية
_فى الحقيقه لا يا فندم أنا مش مقتنع إن عمرو انتحر
_يعني أى مش مقتنع مش فاهم
_ بعد أذنك يا فندم انا محتاج وقت عشان اثبت كلامى عمرو منتحرش ارجوك يا فندم
_ قدامك اسبوع يا أحمد يا تثبت كلامك يا ملف القضية ده يتقفل.
خرجت من مكتب العميد وانا مش عارف أعمل اى، رجعت على مكتبى الباب خبط ودخل واحد وقلى
_انا النقيب كريم حمدى معاك في القضية الجديده
_ اهلا يا كريم بس لازم تعرف انها قضية من الواضح انها هتتعبنا
_ انا فهمت من العميد انك رافض فكره انه انتحر وعلى الاساس ده انضميت معاك لحلها
_عموما انا طلبت استدعى زوجه المجنى عليه اكيد لو ضغطنا عليها ممكن تقول حاجه مخبياها عننا.
بعد مرور ساعه لقيت الأمين داخل وبيقولي في واحده بره اسمها نهى عاوزة حضرتك... قولتله خليها تدخل
دخلت نهى زوجه المجنى عليه عمرو حسين وقالت
_ هو ليه الاستدعى ده هو انا متهمه بحاجة؟
_لا أبداً ده مجرد نقاش عادى وهتمشى، كل المطلوب منك تقوليلى جوزك كان عامل اى فى الفتره الاخيرة، يعنى لاحظتى عليه انه متغير مثلا؟
_ اه هو فعلاً فى الفترة الاخيرة كان متغير خصوصا لما راح للدكتور وعرف انه عقيم مش بيخلف لكن... قبل ما يتوفى بأسبوع بدأت تظهر عليه تصرفات غريبه
_ تصرفات غريبه ازاى وضحى
_في يوم كنت نايمة وصحيت على صوت خبط منتظم مكنتش عارفه الصوت ده جاى منين، الأوضة كانت ضلمة مش شايفة حاجه لكن لما ركزت كان عمرو وكان بيخبط راسه فى الدولاب.. قومت بسرعة وشغلت نور الأوضة، صرخ انا اتفزعت من صرخته لكن عينيه كانت مقفولة ولقيته رايح ناحية السرير دخل السرير واتغطى ونام، فى اليوم ده مقدرتش انام وفضلت صاحية للصبح، لما حاولت أفتح معاه الحوار ده قال عليا بخرف وأن الكلام ده محصلش، بعد الموضوع ده محصلش حاجه لحد قبل ما يتوفى بيوم كان مبسوط جداً وقلى انه قريب هيتحقق حلمنا وهنخلف، ، بس يا فندم وتانى يوم أنا خرجت روحت لوالدتى ولما رجعت عرفت الي حصل.
_ دى كل حاجه حصلت الفترة الاخيرة؟
_أيوة يا فندم مفيش حاجة تانى
_تمام تقدرى تتفضلى
طيب وبعدين كده كلام نهى مش منطقى يعنى أى واحد متفائل انه هيخلف ينتحر كده بدون سبب، القضية دى معقدة بس فيه حاجه ناقصة ولازم نعرفها
طلبت من النيابة آذن بتفتيش بيت المجنى عليه وروحنا وفتشنا وملقناش أى حاجه، ايام صعبه بتمر عليا الاسبوع بيجرى ودى اول مرة افشل فى حل قضية، لكن حصلت حاجة مكنتش على البال... جيه بلاغ عن جريمة تانية فى نفس المدينة، القوة اتحركت بقيادة ملازم أ خالد اشرف واقتحموا الشقة، لكن المفاجأة الى خلتنى اجرى بسرعة على عنوان الضحية التانية هو ان الضحية يبقى زوج اخت عمرو حسين المجنى عليه فى القضية الأولى
وصلت هناك وشوفت ادم سعيد الضحية التانية مشنوق في سقف الأوضة، خرجت للصالة وكانت زوجته امل حسين اخت عمرو حسين.. قربت منها وقولتلها البقاء لله شدى حيلك لكن مردتش عليا كانت فى حالة صدمة
رجعت مكتبى وزى ما توقعت طلبنى العميد مصطفى وقلى
_شكلى كده ظلمتك وكلامك هيطلع صح. بس انا عندى ليك سؤال. بس تفتكر الجريمتين ليهم علاقه ببعض؟
_اكيد يا فندم أنا هعمل التحريات وهنتظر تقرير المعمل الجنائى وتقرير الطب الشرعي
_تمام ربنا يوفقك، انت دلوقتي معاك النقيب كريم حمدى
وملازم أ خالد اشرف، انتوا الفريق المسؤول قدامى عن الجريمتين
_الف شكر يا فندم وان شاء الله نكون قد المسؤوليه دى
رجعت مكتبى وبدأنا عمل التحريات لحد ما جالنا التقرير الي كان للاسف مخيب للأمال... لتانى مرة مفيش جريمة.. انتحار
هقرأ ليكم التحريات والتقرير (اسمه أدم سعيد عنده 31 سنة متجوز وعنده بنت اسمها سلمى بيشتغل مهندس فى شركات مقاولات لكنه محال للتحقيق بسبب مشكله فى الشغل، بسؤال زوجته والمقربين حياته هادية جداً ومستقره ومفيش غير مشكلة الشغل، التقرير.. لا توجد شبهه جنائيه فقد قام المدعو ادم سعيد بشنق نفسه فى سقف الغرفه وبصماته على الحبل المستخدم فى عملية الانتحار ولا يوجد اى نوع من المقاومة)
حالة من الصمت بتسيطر على المكتب مش قادر أصدق ولا اقتنع إن دى صدف
من وسط الحاجات الى كانت موجودة فى الأوضة كان الموبايل الخاص بيه قدرنا نفتحه ومكنش عليه أى حاجه نمشى وراها، وللمره التانية طلبت استدعى زوجة المجنى عليه، وطلبت اننا لازم نكتم على الخبر لحد لما نعرف الحقيقة
بعد شوية حضرت الأستاذة أمل حسين وكانت فى مكتبى
بدأت أنا الكلام
_ أستاذه أمل أنا مقدر الحالة الي أنتى فيها يعنى اخوكى وبعدين زوجك، لكن حاولى تهدى وتساعدينا
_ انا تحت امرك يافندم أتفضل اسأل
_ جوزك كان عامل أى فى الفترة الاخيرة؟ يعنى لاحظتى عليه أنه متغير؟
_ايوه..انا مكنتش عاوزة احكي عشان كنتوا هتقولوا عليا مجنونة لكن خلاص انا قررت احكي، جوزى بدأ يتغير من يوم ما اتحول للتحقيق في الشغل بسبب ان ورق المشروع الجديد ضاع منه وده أثر عليه جداً، بقى عصبى جداً ومن اقل حاجة خصوصا انهم قلولوا هيستغنوا عنه.. الكلام ده من شهر لكن قبل ما يتوفى
بكام يوم، كان هو فى الحمام وسمعته بيتكلم مع حد جوه
مكنتش فاهمه لكن قررت انى هفتح باب الحمام لازم أعرف أي الي بيحصل جوه وفتحته لكن فجأه نور الحمام أطفى وجوزى كان واقف قدام المرايا واتلفتلى عينيه كانت بيضة تماماً وصرخ وباب الحمام اترزع فى وشى.. انا جريت على المطبخ وكنت بترعش ومرعوبة من الى شوفته مفيش خمس دقايق ولقيته داخل المطبخ
وبيقولي احنا مش هنفطر ولا أى، مكنتش عارفة اقوله أى
وقبل ما يموت بيومين قلى اول ما احقق الخلود حياتنا هترجع لطبيعتها واحسن من الاول، وبعدها انتحر مش عارفة ليه
_ يعني اي يحقق الخلود؟
_ مش عارفة انا سألته قلي هتعرفى فى الوقت المناسب
_طيب واخوكى الاستاذ عمرو انتحر ليه؟
_معرفش فيه حاجه غريبة بتحصل بس انا بأكد لحضرتك إن فيه حاجه غلط مستحيل ينتحروا مستحيل
_ تمام يا أستاذه أمل تقدرى تتفضلى تمشي
وبعدين يا كريم أى الي بيحصل ده.. ده قاتل محترف مش بيسيب دليل وراه وبيخلى الجرايم تبان انها انتحار .. بس هو يعني اي الخلود؟
_ مش عارف يا أحمد بس هنعمل اى دلوقتى.. تتوقع فيه جريمة تاني هتحصل؟
_ اكيد.. بس احنا محتاجين نعرف السبب عشان نعرف الدور على مين
بعد مرور اربع ايام وخلاص كان الاتفاق بعد تحقيقات وتحريات اننا هنقفل الجريمتين على انهم انتحار.. لكن جالنا بلاغ جديد بجريمه جديدة عن انتحار الأستاذة أمل حسين، بمجرد وصول البلاغ اتحركنا فوراً، وصلنا كانت الناس كلها متجمعة وزحمة رهيبة .. دخلت وسط الناس وشوفت الجثة.. الأستاذة أمل رمت نفسها من البلكونة من الدور العاشر او حد رماها من الدور العاشر... كالعاده المعمل الجنائي وصل واقتحمنا الشقه كل حاجه مترتبة ومنسقة ومفيش أى حاجه واقعه على الارض وده يدل انه مفيش مقاومة، لكن لقينا أدوية اكتئاب كتير... طبعاً تقرير المعمل الجنائى وتقرير الطب الشرعي والصفة التشريحية كان متوقع.. انتحار، اتشرحت الجثة بدقة واكتشف ان الأستاذة أمل كانت تتعاطى ادوية الإكتئاب بكثره وفيه حبوب ملحقتش تدوب فى المعدة.
كنت مشتت المرة دى معنديش كلام أقوله.. أمل فعلاً انتحرت.. المقربين منها قالوا انها كانت بتمر بحالة إكتئاب بعد موت جوزها.. بعد فحص التليفون الخاص بيها اكتشفنا انها اتكلمت مع والدتها قبل ما تموت بساعات.
تم استدعاء الوالدة عشان نعرف منها اي اتقال في المكالمة دي، الوالده اسمها سعاد.. حضرت على حسب الاستدعى ودار بينا الحوار التالى
_استاذة سعاد البقاء لله انا عارف انك فقدتى ابنك وبنتك ده غير جوز بنتك، لكن حاولى تتماسكى عشان نعرف نجيب حقهم
_ سبحان من له الدوام يا باشا.. اسأل انا جاهزة
_ فيه مكالمة جمعت ما بينك وبين بنتك عاوزين نعرف قلتلك اي
_ بنتى كانت حزينه جداً بعد موت جوزها وكانت حابسة نفسها ومش بتخرج ويوم ما ماتت قلتلى انها هتنفذ الخلود عشان هي مش عارفة تعيش من غير جوزها
بس انا مفهمتش معنى كلامها واى الخلود ده،، وقلتلي ان الخلود هيخليها تعيش معاه
_ الخلود.. الخلود تانى، اى معنى الكلمة دى.. طيب وبالنسبه لابنك عمرو وجوز بنتك ادم
_لا دول معرفش حاجة واتفاجأت بانتحارهم عشان مفيش سبب يخليهم ينتحروا
_ طيب يا حجة تقدرى تمشى
الكلمة المشتركة ما بينهم الخلود.. الكلمة الي انا مش فاهم معناها لحد دلوقتى ولا مين الى بيوصلها ليهم بس الوحيدة الي عندها سبب مقنع تنتحر علشانه هي أمل بغض النظر عن كلمة الخلود... كريم اتكلم وقلى
_فيه حاجة احنا مش واخدين بالنا منها، انتوا مش ملاحظين أن اي حد بنحقق معاه بينتحر او بمعنى اصح بيتقتل.. وده استنتج منه ان القاتل بيكون مراقب الضحايا كويس بس في ضلع ناقص في المثلث.. كلمة الخلود الي الكل بيقولها قبل ما ينتحر... رد خالد وقال
_طيب المفروض دلوقتي نعمل اي يعنى نراقب الست سعاد عشان نقبض علي القاتل.. رد كريم
_بالظبط كده نراقب الست سعاد وشقتها وهو ده الي هيوصلنا للقاتل
كلام كريم كان منطقى لكن كان عايز وقت كبير.. قاتل محترف مش بيسيب دليل وراه مش هيقع بالسهولة دى برضوا.. لكن مفيش عندنا حل تانى وبدأنا نراقب شقة الست سعاد
الست سعاد ساكنه مع جوزها وبنتها ريم فى الشقة دى والحجة سعاد نادر جداً خروجها من الشقة..ريم كانت متجوزه واحد اسمه ياسين ممدوح اختفى وبعدين عرفوا انه اتعرض لحادث ومات ، فضلنا مراقبين الشقه 3 أيام متواصلة لحد ما حصلت حاجة، خرجت ريم تصرخ في البلكونة وتقول الحقونى.. الناس جريت على الشقة واحنا كمان.. اقتحمنا الشقة والمشهد جوه كالتالى جثتين ايوه بالظبط كده جثة الست سعاد غرقانة في البانيو فى الحمام، وجثة للاستاذ حسين فى اوضة النوم بطعن نافذ فى البطن، الشرطة جات ووصل خبير المعمل الجنائي وطبعا احنا عارفين النتيجة من غير اي تقارير... اتعملت التحريات وكنا في انتظار التقرير المعروفة نتيجته
واستدعانا العميد مصطفى انا وكريم وخالد ورحنالوا المكتب
_واضح ان اختيارى ليكم كان خاطئ من البداية الجرايم بتزيد فى نفس العيلة كل كام يوم يتقتل واحد والتقارير تقول انتحار، شكلنا بقى وحش قدام الرأى العام والصحافة ما اهو يا نقفل القضايا على انها انتحار يا اما تجيبوا القاتل قدامكم 48 ساعة والقاتل يكون تحت ايديكم مفهوم
_ مفهوم يا فندم
خرجنا من عندنا العميد مصطفى واحنا مش عارفين نتصرف ازاى، بالنسبالي مش انتحار ومش هقتنع انهم انتحروا وهجيب القاتل، قعدنا احنا التلاته فى المكتب عندى نفكر عشان نشوف حل.. التليفزيون والبرامج مفيش قدامهم غير سيرتنا واننا عاجزين في القبض على القاتل... بدأنا نفتش بيوت الضحايا من تانى ونجمع الآدلة من تانى عشان نوصل لحاجة مفيش للأسف وخلاص كان القرار اننا هنقفل القضايا على انها انتحار.
بالنسبالي كان قرار صعب جداً، دخلت وبلغت العميد بقرارى وانا باصص فى الارض مش قادر ابصله وعارف ان القضايا دى فيها سر بس خلاص من الواضح ان المجرم ده انتصر علينا في النهاية، وأعلنا للإعلام والصحافة والرأي العام انها صنفت قضايا انتحار.. طبعاً اتوجه لينا هجوم شديد.
لحد ما حصلت حاجة قلبت كل حاجة رأسا على عقب.. رساله وصلت على تليفوني من رقم مجهول وكان نص الرسالة ( كنت ماشى صح فى قاتل ارجع افتح القضية الناس دى منتحرتش) حسيت ان الرسالة أشبه بنجدة بالنسبالي.. اخدت الرسالة وبسرعة على مكتب العميد الي رغم أنه شاف الرسالة قلى
_ انت عاوز أي انا ما صدقت ان الناس بدأت تهدى شوية، عاوز تفتح القضايا تاني ومتعرفش تحلها.
_يا فندم الرسالة دي خطيرة ولو وصلنا لصاحب الرسالة هنوصل للقاتل
_ ويمكن لا ويطلع حد بيشتغلنا بقولك أي القضايا دي اتقفلت وانسي انها تتفتح تاني
_ يا فندم ارجوك انا مصمم اكمل
_الكلام خلص يا أحمد
خرجت من المكتب وانا بجد مستغرب رد فعله لكن انا مش هسكت، وقررت اشتغل مع فريقى في صمت.. خالد رفض وقال هينفذ الاوامر وانسحب.. وفضلنا انا وكريم وأول خطوة بدأنا نبحث عن الرقم، لكن للأسف الرقم طلع لواحد متوفي وكمان الي بعت الرسالة بعتها وقفل التليفون.. اتقلى مفيش حل غير انه يفتح تليفونه، رغم احباطى لكن مصمم اعرف الحقيقه، رجعت البيت ونمت نمت نوم عميق صحيت على صوت رسالة جديدة.. فتحت الرسالة كانت عبارة عن عنوان.. اتصلت بكريم لكنه قلى ملحقناش كان اسرع مننا وقفل التليفون تاني
قررت انى هروح العنوان ولوحدى نزلت من البيت ركبت عربيتى واتحركت.. العنوان كان بيت فى قرية قريبة وصلت القرية وسألت عن بيت الست عفاف طبعاً بطبيعة الصعايدة سألوني عاوزها فى أي.. عرفتهم انى رائد شرطة وجاى عاوزاها في موضوع ضروري.. دلوني على البيت
خبطت مرة واتنين فتحتلى ست فى الاربعين من عمرها اكيد دى عفاف عرفتها بنفسى ودخلت البيت عشان الاقى فى البيت بنت في العشرينات قاعدة وشارده في ملكوت الله وعلى لسانها كلمة واحدة الخلود.. الخلود
قعدت قدامها وسألتها يعني اى الخلود.. يعنى أى؟
مش بترد عليا ساكته تماماً.
سألت والدتها الست عفاف عن حالتها؟ ردت وقالت
_ مش عارفة يا ولدى هي كده من اسبوع
_ انتى كنتى بتشتغلى عند العيلة الي ماتوا الفترة الي فاتت دي صح؟
_ ها ايوة صح يا ولدى انا وبنتى صابرين دى
_ ومشيتوا ليه؟
_ الست سعاد هي الى قطعت عيشنا عشان شقتها اتسرقت واحنا مكناش في الشقة ومخدناش اذنها
وانا بتكلم معاها خطبة الجمعة بدأت.. قومت وروحت الجامع الي كان قريب جداً من بيتها، وصليت الجمعة وبعد الصلاة روحت لشيخ الجامع وقولتله
_ سلام عليكم يا عم الشيخ انا غريب عن بلدكم وكنت عايز اسألك على حاجة لو تعرف معناها
_ اهلا يبني منور البلد اتفضل اسأل يبنى
_ هو يعني اى الخلود؟
_ الشيخ قلي ليه السؤال ده؟
_ قولتله اجابتك متوقفه عليها حاجات كتير.. فهمني
_ قلى إبليس ادعى الخلود وقال انه مش هيموت أبداً
المقصود بيها ان العمر ممتد الي مالا نهاية
إبليس بيدعى وجود حياه بعد الموت اسمها الخلود
_ تمام انا فهمت الف شكر يا مولانا
خرجت من الجامع على صوت صراخ الست عفاف كانت بتصرخ جريت على البيت وأهل البلد كلهم اتجمعوا عند البيت.. صابرين انتحرت وقطعت شاريينها.. اتصلت بسرعة بكريم وبلغته وجات الشرطة والاسعاف والدنيا اتقلبت في القرية.. رجعت مكتبى وانا بحاول افهم بحاول اربط الخيوط ببعضها لكن مش عارف في حاجات ناقصة
لكن انا قربت اوصل
لازم نعرف يا كريم مين صاحب الرقم ده وفى اقرب وقت
المرة دي مش محتاج اعمل تحريات ولا تقارير.. الست عفاف وبنتها كانوا شغالين في بيت الست سعاد وطردتهم بسبب سرقه الشقة لكن هما أي دخلهم بالعيلة دى
واي دخل كلمة الخلود بكل ده
الإجابة هي حل كل القضايا يا كريم
فى الوقت ده وصلت رسالة بصيت كان هو الرقم ومكتوب (اتمني تلحق آخر ضحية) اتكلم كريم وقال
_ هو يقصد مين؟
_ عفاف يقصد عفاف
خرجنا نجرى من المديرية ركبنا عربيتي وبسرعة علي القرية وصلنا كان البيت علية زحمة.. دخلنا بسرعة لقينا الستات بتقول افتحي يا عفاف افتحي الباب.. قولت للستات وسعوا وكسرنا الباب عفاف قطعت شريينها زي بنتها.. للأسف ملحقناش الضحية الأخيرة
خرجت من البيت على مكتب العميد مصطفى اتكلمت معاه وقولتله انى عايز فرصة أخيرة بعد محاولات لاقناعه وافق
....
رجعت مكتبى وقعدت وانا بكلم نفسي قدرت أربط خيوط كتير ببعض، سبع ضحايا بينهم عوامل مشتركة، بس اي السبب الى يخليهم ينتحروا؟
فيه سر ورا الموضوع ده او حاجة انا مش فاهمها.. قطع تفكيرى دخول كريم وقلى قدرنا نوصل لصاحب الرقم، اخدت الاسم والعنوان واصريت مبلغش حد أخدت معايا كريم ورحنا على العنوان.. كان بيت قديم فى منطقه معزوله، دخلنا عشان الباب كان موارب بيت مكون من أربع غرف، الريحه كريهه جداً ولا تطاق.. دخلنا الغرفة الي خارج منها النور وهنا كانت الصدمة... دجال ونايمة قدامه واحدة حاطط ايده على دماغها وبيقول كلام غريب وهي بتترعش قدامه.. أول ما شافنا ابتسم وقال اخيرا عرفتوا توصلوا.. الست الي قدامه قامت وخرجت تجرى من الأوضة.. قولتلوا
_ انت مين؟ وليه بتبعتلي الرسايل دى؟ وعلاقتك اى بالجرايم دي كلها؟
_ انا هحكيلك انا كنت هتجنن عشان اوصل لرقمك عشان لازم تعرف الحقيقه.. من 6 شهور جالى واحد اسمه ياسين وكان جايب معاه صور لسبعة وقال انه عايز يخلص منهم بس بالبطئ يموتوا بالبطئ.. الي عرفته ان ياسين من عيلة غنية جداً وقولت استغل الفرصة وطلبت منه مليون جنيه
قلى هديلك الي انت عاوزه مقابل موت السبعة دول وبالبطئ.. عملت جلسة تحضير لجن موكل بالخراب والموت لكنى قولت طلسم غلط والي اتحضر جن موكل بالموت لكن الجن ده مش بيقتل بالبطئ زي ما هو طلب
ياسين قلي يأما تصرفه ياملكش عندي مليم واختلفنا عشان الجن ده مارد من مردة الجن ومش هينصرف بسهولة.. الجن ده على حسب ما عرفت عنه بيقنع ضحاياه بالخلود يعني بيقولهم انتحروا وانا هخليكم تعيشوا حياة أبدية وطبعا هو بيخدعهم والي بيرفض بيفضل وراه لحد لما يتجنن زي ما حصل في ياسين ممدوح دلوقتى واهو عايش في مستشفى المجانين
_ انت بتقول مين؟ ياسين ممدوح.. طب ازاي ده مات من فترة كبيرة
_ مين ده الي مات ياباشا ياسين ممدوح عايش في المستشفى.. مستشفى المجانين
_وهو عمل كده ليه؟
_انا مالى يا باشا روحوا اسألوه
قبضنا على فتحى الدجال والشرطة جات وفتشت البيت
وخرجت منه اعمال وأذيه طالت وبتطول ناس كتير
طمع وجحود ونفوس مريضة بتأذي ناس ملهاش ذنب في اي حاجة
رجعت المديرية من تاني وروحت للعميد مصطفى وحكتله اي الي حصل بالظبط.. العميد قلي
_طيب وبعدين يا أحمد ناوى على أى، ده واحد في مستشفى امراض عقلية يعني مجنون.. تفتكر ممكن حد ياخد بالكلام الي ممكن يقوله ده لو يعني اتكلم
_ خليني اسمع منه الاول يا فندم وبعد كده نشوف
_ تمام يا أحمد ربنا معاكم
روحت المستشفى عشان اشوف ياسين ممدوح، قابلت هناك الدكتور المسؤول عن حالة ياسين.. قلي احسن ليك متقبلهوش هو مش هيتكلم انا متأكد.. طيب ممكن اشوفه ولو من بعيد وفعلا بصيت عليه من شباك اوضته
اعوذ بالله من المنظر الي شوفته اعوذ بالله
واحد حالق شعره خالص عروق جسمه نافره ولونها اسود.. عينيه تحت هالات سوده.. اشبه بالهيكل العظمى
قولت للدكتور
_ هو ماله يا دكتور؟
_قلى عنده هلاوس سمعية وبصرية ده غير انه بتجيله حالة هياج واحنا حبسينه في غرفة العزل عشان لما بيخرج بيأذي نفسه والي حواليه
خرجت من المستشفى وانا ساكت تماماً ورحت الحبس عشان لازم اقابل فتحى فيه حاجه اكيد مقالش عليها
جبته المكتب وحكتله الحالة الي فيها ياسين وقولتله انا عايز افهم محدش من الضحايا كان في الحالة دي مفيش غير ياسين الي كده
_ عشان ياسين هو السبب في تحضيره وياسين دلوقتي رافض يخضع للخلود الي طلبه منه الجن وعشان كده الجن بيعذبه
_ طيب والحل دلوقتي اي؟
_ تجيب حد يخرجه من عليه عشان يقدر يحكيلك الي انت عايز تسمعه
_ تمام.. يعني مفيش حل تانى
_للأسف لا
رجعت فتحى السجن ومكنش فى غيره قدامى الشيخ الي قبلته فى القرية روحتله عرفت ان اسمه ايوب وحكتله كل حاجه.. قلى
_تمام يبنى هاجى معاك بس هما هيوافقوا فى المستشفى
_ سيب الموضوع ده عليا انا، انا هتصرف
اخدت الشيخ وطلعنا على المستشفى ودخلت للدكتور المعالج اكتر من ساعة من الجدال عشان أقنعه ان الشيخ هيدخل يعالح ياسين.. واقنعته مش مريض نفسي.. هو بس عليه مارد من مردة الجن.. انا مكنتش مصدق اني بقول الكلام ده انا الراجل المتعلم بيقول كده
المهم دخل الشيخ ايوب على ياسين اول ما شافه صرخ ياسين
أما الشيخ اتكلم وقال
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ... بسم الله ارقيك بسم الله نرقيك
بسم الله وبحول الله وبقوه لا اله الا الله اخرج الان، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان
ياسين فضل يتلوى ويتشنج وبيخرج منه صوت لا يمكن يكون صوت بشرى زي صراخ مكتوم
فضل الشيخ مكمل وقرأ آيه الكرسي كنت حاسس بزلزال في الأوضة والصوت المخيف الي طالع منه وبيقول هقتله وهقتلكم معاه مش هسيبه مش هسيبه..العروق الي في جسمه بدأ لونها يتغير للون الاحمر وعينيه اتقلبت وبقت بيضة تماماً..الشيخ زعق وقال يا من ألجمت كل متمرد سلم يارب سلم..اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق..ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون..سكت الشيخ ايوب... وحالة من القيئ جات لياسين رهيبة لدرجة انى حسيت انه هيموت
_ الشيخ بصلى وقال بحمد الله خرج سيبه يرتاح وتعالي بكره يبني اقعد معاه واسمع منه
فعلاً اخدت الشيخ رجعته مكانه وشكرته، وتاني يوم كنت عند ياسين في المستشفى حالته اتحسنت جداً.. دخلتله وقولتله حمدالله على السلامة، تسمحلى يا دكتور هنعمل التحقيق هنا .
ياسين احنا عارفنا كل حاجة بس انا عاوز اسمع منك انت .. انا الرائد أحمد عز على وهنا عشان اسمع منك واساعدك انا مش ضدك تمام.. اتفضل تقدر تحكى
ياسين اتكلم وقال كنت عايش حياة هادية وجميلة مع اكتر واحدة حبيتها في حياتي.. ريم كانت هي الي بتنورلى حياتي مكنش عندى اي مشاكل غير الخلفة المشكله كانت من عندها مش من عندي.. لكنى صبرت معاها 3سنين لكن مع الوقت مقدرتش نفسي اكون اب.. اسمع كلمة بابا
قررت اني هتجوز وفعلا اخدت قرار واتجوزت واحدة اسمها ريهام وكنت مخبى اني متجوز، لحد ما فى يوم ريهام كلمتنى وقلتلى انا حامل.. الفرحة مكنتش سيعانى من فرحتي جريت وقولتلهم على اساس انهم عيلتى، طردوني ورجعت لريهام قولت خلاص هعيش مع مراتى وابنى الي جاى في السكه.. لكن الجحود كان مالى قلبهم اتفقوا انهم يتخلصوا من ابنى عشان بنتهم دخلت فى مود اكتئاب.. انت متخيل.. بمساعدة حتة خدامة هي وبنتها كانوا شغالين عندى.. الخدامة دي خدرت مراتى وسهلت دخول الكلاب الشقة.. في الوقت ده انا كنت فى الشغل رجعت لقيت مراتى سايحه فى دمها.. واخر حاجة قلتهالى قتلوا ابننا.. قتلوا ابننا... وماتت ايوة ماتت، نار الانتقام حرقت قلبى لكن لو انتقمت بالطريقة الغبية انى اروحلهم فعلا هكون غبى.. روحت لفتحى عشان اعملهم سحر يموتهم بالبطئ.. لكن فتحى قرأ التعويذة غلط وحرر جن موكل بالموت والهلاك مقابل الخلود.. رفضت اديلوا الفلوس فسلطه عليا انا وعشان انا الي طلبت السحر كان عقابي اضعاف اضغاف الي اتعمل فيهم وبقيت محبوس جوه اوضة ضلمة كل يوم بشوف المخلوق المرعب ده وشايفوا وهو بيتحكم فيا وفي تصرفاتي كنت حاسس اني هموت سكت وقولت ده عقاب ربنا كنت بسمعه بيقولي الخلود لكن انا رفضت، لحد ما انت جيت وخرجتنى... انا مش زعلان انى هدخل السجن.
انا فرحان انى اخدت حقى
_ انت عارف العقوبة؟
اكيد عارف بس انا مش زعلان انا خلاص اخدت حقى ومش عايز حاجة تاني كفاية اني اخدت حقى.. انا بتمني اموت عشان حاسس انها ماتت بسببي
اتكشف علي ياسين وتم ثبوت انه لا يعاني من اى امراض
اتقبض على ياسين ممدوح واتحول للمحاكمة وكان المتهم فى القضية دى اتنين..
المتهم الأول اسمه ياسين ممدوح محمد
والمتهم الثانى فتحي عاشور السيد.. ياسين اتكلم وحكى كل حاجه في القفص للقاضى... وقاله الزمن الي احنا فيه مفهوش عدل وكل واحد بياخد حقه بدراعه انا الي بطلب منك يا سيادة القاضى.. احكم عليا بالاعدام دلوقتي وريحنى.. انا كنت ضحية وبقيت قاتل بس انا فرحان اني قتلتهم انا فرحان اني قتلتهم
رغم كل الي حكاه ياسين... حكمت المحكمة وبإجماع الاراء علي كلا من ياسين ممدوح محمد وفتحى عاشور السيد بإحالة اوراقهم إلي فضيلة المفتى
يمكن ياسين يستاهل حكم المحكمة لكن هما يستاهلوا الإعدام وفي ميدان عام
....
تمت
...
محمود الامين. ❝ ⏤محمود الامين
❞ من واحنا صغيرين كان عندنا سؤال. هو فيه حد هيعيش اكتر من عمره؟ الاجابة لا. كل واحد مننا ليه عمر لما بينتهى خلاص وكل حاجة بأيد المولى سبحانه وتعالى
فى معلومه كده ميعرفهاش الكل ان ابليس هو اول من ادعى الخلود، طيب يعنى اي الخلود. ابليس ادعى انه مش هيموت وان عمره ممتد إلى ما لا نهاية وهو ده المقصود بالخلود، وللأسف فى الوقت الحالى فى بشر بتدعى الخلود، بس يا تري اى هتكون نهاية البشر دول؟
....
قدرت أربط خيوط كتير ببعض، سبع ضحايا بينهم عوامل مشتركة، بس اي السبب الى يخليهم ينتحروا؟
فيه سر ورا الموضوع ده او حاجة انا مش فاهمها. قطع تفكيرى دخول كريم وقلى قدرنا نوصل لصاحب الرقم، اخدت الاسم والعنوان واصريت مبلغش حد أخدت معايا كريم ورحنا على العنوان. كان بيت قديم فى منطقه معزوله، دخلنا عشان الباب كان موارب بيت مكون من أربع غرف، الريحه كريهه جداً ولا تطاق. دخلنا الغرفة الي خارج منها النور وهنا كانت الصدمة
...
الخلود
أسمى أحمد عز على عندى 30 سنة متجوز وعندى ولد وحيد اسمه فهد، انا بشتغل رائد شرطه فى احدى محافظات الصعيد، قصتى بتبدأ من يوم عادى جداً فى الشغل وصلنا بلاغ عن جريمة قتل فى المدينه الى فيها المديرية، على الفور اتحركت قوه من القسم على موقع الحادث. فى الوقت ده انا كنت فى مكتبى تليفوني رن كان العميد مصطفى رديت
_ أحمد انا عايزك دلوقتى تتحرك على مكان الحادث أنا كلفتك أنت بالقضيه دى
_تمام يا فندم تحت امر سيادتك.
اتحركت على مكان الحادث ووصلت هناك بعد نص ساعة كانت شقة فى عمارة، دخلت وكان اخصائى المعمل الجنائى وصل، والمشهد جوه كالتالى جثة لشاب فى الثلاثين من عمره مدبوح قدام مرايا الحمام وجنبه آداة الجريمة سكين حاد، التشخيص المبدئى جرح نافذ فى الرقبه.
اتعملت التحريات عن المجنى عليه وكنت منتظر تقرير الطب الشرعى عشان نبدأ التحقيق لكن تقرير الطب الشرعى كان مفاجأة. مفيش شبهه جنائيه، المجنى عليه انتحر.
خلينى اقرأ ليكم التحريات والتقرير.( اسمه عمرو حسين عنده 32 سنة متجوز ومعندوش اولاد بيشتغل محاسب فى بنك ، بسؤال زوجته والمقربين منه مفيش أى حاجه تخليه ينتحر وحياته هادية جداً ومستقره.. التقرير لا توجد شبهه جنائيه فقد قام المدعو عمرو حسين بذبح نفسه وبصماته على السكين ولا يوجد اى نوع من المقاومة)
بس انا مش مقتنع في حاجه غلط، أى يخلى واحد معندوش مشاكل ينتحر وينهى حياته بالطريقة دى لا لا فى حاجه غلط، في الوقت ده طلبنى العميد مصطفى على مكتبه، روحتله وانا واخد قرارى
_صباح الخير يا فندم
_صباح النور يا أحمد أى قفلت ملف القضية
_فى الحقيقه لا يا فندم أنا مش مقتنع إن عمرو انتحر
_يعني أى مش مقتنع مش فاهم
_ بعد أذنك يا فندم انا محتاج وقت عشان اثبت كلامى عمرو منتحرش ارجوك يا فندم
_ قدامك اسبوع يا أحمد يا تثبت كلامك يا ملف القضية ده يتقفل.
خرجت من مكتب العميد وانا مش عارف أعمل اى، رجعت على مكتبى الباب خبط ودخل واحد وقلى
_انا النقيب كريم حمدى معاك في القضية الجديده
_ اهلا يا كريم بس لازم تعرف انها قضية من الواضح انها هتتعبنا
_ انا فهمت من العميد انك رافض فكره انه انتحر وعلى الاساس ده انضميت معاك لحلها
_عموما انا طلبت استدعى زوجه المجنى عليه اكيد لو ضغطنا عليها ممكن تقول حاجه مخبياها عننا.
بعد مرور ساعه لقيت الأمين داخل وبيقولي في واحده بره اسمها نهى عاوزة حضرتك.. قولتله خليها تدخل
دخلت نهى زوجه المجنى عليه عمرو حسين وقالت
_ هو ليه الاستدعى ده هو انا متهمه بحاجة؟
_لا أبداً ده مجرد نقاش عادى وهتمشى، كل المطلوب منك تقوليلى جوزك كان عامل اى فى الفتره الاخيرة، يعنى لاحظتى عليه انه متغير مثلا؟
_ اه هو فعلاً فى الفترة الاخيرة كان متغير خصوصا لما راح للدكتور وعرف انه عقيم مش بيخلف لكن.. قبل ما يتوفى بأسبوع بدأت تظهر عليه تصرفات غريبه
_ تصرفات غريبه ازاى وضحى
_في يوم كنت نايمة وصحيت على صوت خبط منتظم مكنتش عارفه الصوت ده جاى منين، الأوضة كانت ضلمة مش شايفة حاجه لكن لما ركزت كان عمرو وكان بيخبط راسه فى الدولاب. قومت بسرعة وشغلت نور الأوضة، صرخ انا اتفزعت من صرخته لكن عينيه كانت مقفولة ولقيته رايح ناحية السرير دخل السرير واتغطى ونام، فى اليوم ده مقدرتش انام وفضلت صاحية للصبح، لما حاولت أفتح معاه الحوار ده قال عليا بخرف وأن الكلام ده محصلش، بعد الموضوع ده محصلش حاجه لحد قبل ما يتوفى بيوم كان مبسوط جداً وقلى انه قريب هيتحقق حلمنا وهنخلف، ، بس يا فندم وتانى يوم أنا خرجت روحت لوالدتى ولما رجعت عرفت الي حصل.
_ دى كل حاجه حصلت الفترة الاخيرة؟
_أيوة يا فندم مفيش حاجة تانى
_تمام تقدرى تتفضلى
طيب وبعدين كده كلام نهى مش منطقى يعنى أى واحد متفائل انه هيخلف ينتحر كده بدون سبب، القضية دى معقدة بس فيه حاجه ناقصة ولازم نعرفها
طلبت من النيابة آذن بتفتيش بيت المجنى عليه وروحنا وفتشنا وملقناش أى حاجه، ايام صعبه بتمر عليا الاسبوع بيجرى ودى اول مرة افشل فى حل قضية، لكن حصلت حاجة مكنتش على البال.. جيه بلاغ عن جريمة تانية فى نفس المدينة، القوة اتحركت بقيادة ملازم أ خالد اشرف واقتحموا الشقة، لكن المفاجأة الى خلتنى اجرى بسرعة على عنوان الضحية التانية هو ان الضحية يبقى زوج اخت عمرو حسين المجنى عليه فى القضية الأولى
وصلت هناك وشوفت ادم سعيد الضحية التانية مشنوق في سقف الأوضة، خرجت للصالة وكانت زوجته امل حسين اخت عمرو حسين. قربت منها وقولتلها البقاء لله شدى حيلك لكن مردتش عليا كانت فى حالة صدمة
_اكيد يا فندم أنا هعمل التحريات وهنتظر تقرير المعمل الجنائى وتقرير الطب الشرعي
_تمام ربنا يوفقك، انت دلوقتي معاك النقيب كريم حمدى
وملازم أ خالد اشرف، انتوا الفريق المسؤول قدامى عن الجريمتين
_الف شكر يا فندم وان شاء الله نكون قد المسؤوليه دى
رجعت مكتبى وبدأنا عمل التحريات لحد ما جالنا التقرير الي كان للاسف مخيب للأمال.. لتانى مرة مفيش جريمة. انتحار
هقرأ ليكم التحريات والتقرير (اسمه أدم سعيد عنده 31 سنة متجوز وعنده بنت اسمها سلمى بيشتغل مهندس فى شركات مقاولات لكنه محال للتحقيق بسبب مشكله فى الشغل، بسؤال زوجته والمقربين حياته هادية جداً ومستقره ومفيش غير مشكلة الشغل، التقرير. لا توجد شبهه جنائيه فقد قام المدعو ادم سعيد بشنق نفسه فى سقف الغرفه وبصماته على الحبل المستخدم فى عملية الانتحار ولا يوجد اى نوع من المقاومة)
حالة من الصمت بتسيطر على المكتب مش قادر أصدق ولا اقتنع إن دى صدف
من وسط الحاجات الى كانت موجودة فى الأوضة كان الموبايل الخاص بيه قدرنا نفتحه ومكنش عليه أى حاجه نمشى وراها، وللمره التانية طلبت استدعى زوجة المجنى عليه، وطلبت اننا لازم نكتم على الخبر لحد لما نعرف الحقيقة
بعد شوية حضرت الأستاذة أمل حسين وكانت فى مكتبى
بدأت أنا الكلام
_ أستاذه أمل أنا مقدر الحالة الي أنتى فيها يعنى اخوكى وبعدين زوجك، لكن حاولى تهدى وتساعدينا
_ انا تحت امرك يافندم أتفضل اسأل
_ جوزك كان عامل أى فى الفترة الاخيرة؟ يعنى لاحظتى عليه أنه متغير؟
_ايوه.انا مكنتش عاوزة احكي عشان كنتوا هتقولوا عليا مجنونة لكن خلاص انا قررت احكي، جوزى بدأ يتغير من يوم ما اتحول للتحقيق في الشغل بسبب ان ورق المشروع الجديد ضاع منه وده أثر عليه جداً، بقى عصبى جداً ومن اقل حاجة خصوصا انهم قلولوا هيستغنوا عنه. الكلام ده من شهر لكن قبل ما يتوفى
بكام يوم، كان هو فى الحمام وسمعته بيتكلم مع حد جوه
مكنتش فاهمه لكن قررت انى هفتح باب الحمام لازم أعرف أي الي بيحصل جوه وفتحته لكن فجأه نور الحمام أطفى وجوزى كان واقف قدام المرايا واتلفتلى عينيه كانت بيضة تماماً وصرخ وباب الحمام اترزع فى وشى. انا جريت على المطبخ وكنت بترعش ومرعوبة من الى شوفته مفيش خمس دقايق ولقيته داخل المطبخ
وبيقولي احنا مش هنفطر ولا أى، مكنتش عارفة اقوله أى
وقبل ما يموت بيومين قلى اول ما احقق الخلود حياتنا هترجع لطبيعتها واحسن من الاول، وبعدها انتحر مش عارفة ليه
_ يعني اي يحقق الخلود؟
_ مش عارفة انا سألته قلي هتعرفى فى الوقت المناسب
_طيب واخوكى الاستاذ عمرو انتحر ليه؟
_معرفش فيه حاجه غريبة بتحصل بس انا بأكد لحضرتك إن فيه حاجه غلط مستحيل ينتحروا مستحيل
_ تمام يا أستاذه أمل تقدرى تتفضلى تمشي
وبعدين يا كريم أى الي بيحصل ده. ده قاتل محترف مش بيسيب دليل وراه وبيخلى الجرايم تبان انها انتحار . بس هو يعني اي الخلود؟
_ مش عارف يا أحمد بس هنعمل اى دلوقتى. تتوقع فيه جريمة تاني هتحصل؟
_ اكيد. بس احنا محتاجين نعرف السبب عشان نعرف الدور على مين
بعد مرور اربع ايام وخلاص كان الاتفاق بعد تحقيقات وتحريات اننا هنقفل الجريمتين على انهم انتحار. لكن جالنا بلاغ جديد بجريمه جديدة عن انتحار الأستاذة أمل حسين، بمجرد وصول البلاغ اتحركنا فوراً، وصلنا كانت الناس كلها متجمعة وزحمة رهيبة . دخلت وسط الناس وشوفت الجثة. الأستاذة أمل رمت نفسها من البلكونة من الدور العاشر او حد رماها من الدور العاشر.. كالعاده المعمل الجنائي وصل واقتحمنا الشقه كل حاجه مترتبة ومنسقة ومفيش أى حاجه واقعه على الارض وده يدل انه مفيش مقاومة، لكن لقينا أدوية اكتئاب كتير.. طبعاً تقرير المعمل الجنائى وتقرير الطب الشرعي والصفة التشريحية كان متوقع. انتحار، اتشرحت الجثة بدقة واكتشف ان الأستاذة أمل كانت تتعاطى ادوية الإكتئاب بكثره وفيه حبوب ملحقتش تدوب فى المعدة.
كنت مشتت المرة دى معنديش كلام أقوله. أمل فعلاً انتحرت. المقربين منها قالوا انها كانت بتمر بحالة إكتئاب بعد موت جوزها. بعد فحص التليفون الخاص بيها اكتشفنا انها اتكلمت مع والدتها قبل ما تموت بساعات.
تم استدعاء الوالدة عشان نعرف منها اي اتقال في المكالمة دي، الوالده اسمها سعاد. حضرت على حسب الاستدعى ودار بينا الحوار التالى
_استاذة سعاد البقاء لله انا عارف انك فقدتى ابنك وبنتك ده غير جوز بنتك، لكن حاولى تتماسكى عشان نعرف نجيب حقهم
_ سبحان من له الدوام يا باشا. اسأل انا جاهزة
_ فيه مكالمة جمعت ما بينك وبين بنتك عاوزين نعرف قلتلك اي
_ بنتى كانت حزينه جداً بعد موت جوزها وكانت حابسة نفسها ومش بتخرج ويوم ما ماتت قلتلى انها هتنفذ الخلود عشان هي مش عارفة تعيش من غير جوزها
بس انا مفهمتش معنى كلامها واى الخلود ده،، وقلتلي ان الخلود هيخليها تعيش معاه
_ الخلود. الخلود تانى، اى معنى الكلمة دى. طيب وبالنسبه لابنك عمرو وجوز بنتك ادم
_لا دول معرفش حاجة واتفاجأت بانتحارهم عشان مفيش سبب يخليهم ينتحروا
_ طيب يا حجة تقدرى تمشى
الكلمة المشتركة ما بينهم الخلود. الكلمة الي انا مش فاهم معناها لحد دلوقتى ولا مين الى بيوصلها ليهم بس الوحيدة الي عندها سبب مقنع تنتحر علشانه هي أمل بغض النظر عن كلمة الخلود.. كريم اتكلم وقلى
_فيه حاجة احنا مش واخدين بالنا منها، انتوا مش ملاحظين أن اي حد بنحقق معاه بينتحر او بمعنى اصح بيتقتل. وده استنتج منه ان القاتل بيكون مراقب الضحايا كويس بس في ضلع ناقص في المثلث. كلمة الخلود الي الكل بيقولها قبل ما ينتحر.. رد خالد وقال
_طيب المفروض دلوقتي نعمل اي يعنى نراقب الست سعاد عشان نقبض علي القاتل. رد كريم
_بالظبط كده نراقب الست سعاد وشقتها وهو ده الي هيوصلنا للقاتل
كلام كريم كان منطقى لكن كان عايز وقت كبير. قاتل محترف مش بيسيب دليل وراه مش هيقع بالسهولة دى برضوا. لكن مفيش عندنا حل تانى وبدأنا نراقب شقة الست سعاد
الست سعاد ساكنه مع جوزها وبنتها ريم فى الشقة دى والحجة سعاد نادر جداً خروجها من الشقة.ريم كانت متجوزه واحد اسمه ياسين ممدوح اختفى وبعدين عرفوا انه اتعرض لحادث ومات ، فضلنا مراقبين الشقه 3 أيام متواصلة لحد ما حصلت حاجة، خرجت ريم تصرخ في البلكونة وتقول الحقونى. الناس جريت على الشقة واحنا كمان. اقتحمنا الشقة والمشهد جوه كالتالى جثتين ايوه بالظبط كده جثة الست سعاد غرقانة في البانيو فى الحمام، وجثة للاستاذ حسين فى اوضة النوم بطعن نافذ فى البطن، الشرطة جات ووصل خبير المعمل الجنائي وطبعا احنا عارفين النتيجة من غير اي تقارير.. اتعملت التحريات وكنا في انتظار التقرير المعروفة نتيجته
واستدعانا العميد مصطفى انا وكريم وخالد ورحنالوا المكتب
_واضح ان اختيارى ليكم كان خاطئ من البداية الجرايم بتزيد فى نفس العيلة كل كام يوم يتقتل واحد والتقارير تقول انتحار، شكلنا بقى وحش قدام الرأى العام والصحافة ما اهو يا نقفل القضايا على انها انتحار يا اما تجيبوا القاتل قدامكم 48 ساعة والقاتل يكون تحت ايديكم مفهوم
_ مفهوم يا فندم
خرجنا من عندنا العميد مصطفى واحنا مش عارفين نتصرف ازاى، بالنسبالي مش انتحار ومش هقتنع انهم انتحروا وهجيب القاتل، قعدنا احنا التلاته فى المكتب عندى نفكر عشان نشوف حل. التليفزيون والبرامج مفيش قدامهم غير سيرتنا واننا عاجزين في القبض على القاتل.. بدأنا نفتش بيوت الضحايا من تانى ونجمع الآدلة من تانى عشان نوصل لحاجة مفيش للأسف وخلاص كان القرار اننا هنقفل القضايا على انها انتحار.
بالنسبالي كان قرار صعب جداً، دخلت وبلغت العميد بقرارى وانا باصص فى الارض مش قادر ابصله وعارف ان القضايا دى فيها سر بس خلاص من الواضح ان المجرم ده انتصر علينا في النهاية، وأعلنا للإعلام والصحافة والرأي العام انها صنفت قضايا انتحار. طبعاً اتوجه لينا هجوم شديد.
لحد ما حصلت حاجة قلبت كل حاجة رأسا على عقب. رساله وصلت على تليفوني من رقم مجهول وكان نص الرسالة ( كنت ماشى صح فى قاتل ارجع افتح القضية الناس دى منتحرتش) حسيت ان الرسالة أشبه بنجدة بالنسبالي. اخدت الرسالة وبسرعة على مكتب العميد الي رغم أنه شاف الرسالة قلى
_ انت عاوز أي انا ما صدقت ان الناس بدأت تهدى شوية، عاوز تفتح القضايا تاني ومتعرفش تحلها.
_يا فندم الرسالة دي خطيرة ولو وصلنا لصاحب الرسالة هنوصل للقاتل
_ ويمكن لا ويطلع حد بيشتغلنا بقولك أي القضايا دي اتقفلت وانسي انها تتفتح تاني
_ يا فندم ارجوك انا مصمم اكمل
_الكلام خلص يا أحمد
خرجت من المكتب وانا بجد مستغرب رد فعله لكن انا مش هسكت، وقررت اشتغل مع فريقى في صمت. خالد رفض وقال هينفذ الاوامر وانسحب. وفضلنا انا وكريم وأول خطوة بدأنا نبحث عن الرقم، لكن للأسف الرقم طلع لواحد متوفي وكمان الي بعت الرسالة بعتها وقفل التليفون. اتقلى مفيش حل غير انه يفتح تليفونه، رغم احباطى لكن مصمم اعرف الحقيقه، رجعت البيت ونمت نمت نوم عميق صحيت على صوت رسالة جديدة. فتحت الرسالة كانت عبارة عن عنوان. اتصلت بكريم لكنه قلى ملحقناش كان اسرع مننا وقفل التليفون تاني
قررت انى هروح العنوان ولوحدى نزلت من البيت ركبت عربيتى واتحركت. العنوان كان بيت فى قرية قريبة وصلت القرية وسألت عن بيت الست عفاف طبعاً بطبيعة الصعايدة سألوني عاوزها فى أي. عرفتهم انى رائد شرطة وجاى عاوزاها في موضوع ضروري. دلوني على البيت
خبطت مرة واتنين فتحتلى ست فى الاربعين من عمرها اكيد دى عفاف عرفتها بنفسى ودخلت البيت عشان الاقى فى البيت بنت في العشرينات قاعدة وشارده في ملكوت الله وعلى لسانها كلمة واحدة الخلود. الخلود
قعدت قدامها وسألتها يعني اى الخلود. يعنى أى؟
مش بترد عليا ساكته تماماً.
سألت والدتها الست عفاف عن حالتها؟ ردت وقالت
_ مش عارفة يا ولدى هي كده من اسبوع
_ انتى كنتى بتشتغلى عند العيلة الي ماتوا الفترة الي فاتت دي صح؟
_ ها ايوة صح يا ولدى انا وبنتى صابرين دى
_ ومشيتوا ليه؟
_ الست سعاد هي الى قطعت عيشنا عشان شقتها اتسرقت واحنا مكناش في الشقة ومخدناش اذنها
وانا بتكلم معاها خطبة الجمعة بدأت. قومت وروحت الجامع الي كان قريب جداً من بيتها، وصليت الجمعة وبعد الصلاة روحت لشيخ الجامع وقولتله
_ سلام عليكم يا عم الشيخ انا غريب عن بلدكم وكنت عايز اسألك على حاجة لو تعرف معناها
_ اهلا يبني منور البلد اتفضل اسأل يبنى
_ هو يعني اى الخلود؟
_ الشيخ قلي ليه السؤال ده؟
_ قولتله اجابتك متوقفه عليها حاجات كتير. فهمني
_ قلى إبليس ادعى الخلود وقال انه مش هيموت أبداً
المقصود بيها ان العمر ممتد الي مالا نهاية
إبليس بيدعى وجود حياه بعد الموت اسمها الخلود
_ تمام انا فهمت الف شكر يا مولانا
خرجت من الجامع على صوت صراخ الست عفاف كانت بتصرخ جريت على البيت وأهل البلد كلهم اتجمعوا عند البيت. صابرين انتحرت وقطعت شاريينها. اتصلت بسرعة بكريم وبلغته وجات الشرطة والاسعاف والدنيا اتقلبت في القرية. رجعت مكتبى وانا بحاول افهم بحاول اربط الخيوط ببعضها لكن مش عارف في حاجات ناقصة
لكن انا قربت اوصل
لازم نعرف يا كريم مين صاحب الرقم ده وفى اقرب وقت
المرة دي مش محتاج اعمل تحريات ولا تقارير. الست عفاف وبنتها كانوا شغالين في بيت الست سعاد وطردتهم بسبب سرقه الشقة لكن هما أي دخلهم بالعيلة دى
واي دخل كلمة الخلود بكل ده
الإجابة هي حل كل القضايا يا كريم
فى الوقت ده وصلت رسالة بصيت كان هو الرقم ومكتوب (اتمني تلحق آخر ضحية) اتكلم كريم وقال
_ هو يقصد مين؟
_ عفاف يقصد عفاف
خرجنا نجرى من المديرية ركبنا عربيتي وبسرعة علي القرية وصلنا كان البيت علية زحمة. دخلنا بسرعة لقينا الستات بتقول افتحي يا عفاف افتحي الباب. قولت للستات وسعوا وكسرنا الباب عفاف قطعت شريينها زي بنتها. للأسف ملحقناش الضحية الأخيرة
خرجت من البيت على مكتب العميد مصطفى اتكلمت معاه وقولتله انى عايز فرصة أخيرة بعد محاولات لاقناعه وافق
..
رجعت مكتبى وقعدت وانا بكلم نفسي قدرت أربط خيوط كتير ببعض، سبع ضحايا بينهم عوامل مشتركة، بس اي السبب الى يخليهم ينتحروا؟
فيه سر ورا الموضوع ده او حاجة انا مش فاهمها. قطع تفكيرى دخول كريم وقلى قدرنا نوصل لصاحب الرقم، اخدت الاسم والعنوان واصريت مبلغش حد أخدت معايا كريم ورحنا على العنوان. كان بيت قديم فى منطقه معزوله، دخلنا عشان الباب كان موارب بيت مكون من أربع غرف، الريحه كريهه جداً ولا تطاق. دخلنا الغرفة الي خارج منها النور وهنا كانت الصدمة.. دجال ونايمة قدامه واحدة حاطط ايده على دماغها وبيقول كلام غريب وهي بتترعش قدامه. أول ما شافنا ابتسم وقال اخيرا عرفتوا توصلوا. الست الي قدامه قامت وخرجت تجرى من الأوضة. قولتلوا
_ انا هحكيلك انا كنت هتجنن عشان اوصل لرقمك عشان لازم تعرف الحقيقه. من 6 شهور جالى واحد اسمه ياسين وكان جايب معاه صور لسبعة وقال انه عايز يخلص منهم بس بالبطئ يموتوا بالبطئ. الي عرفته ان ياسين من عيلة غنية جداً وقولت استغل الفرصة وطلبت منه مليون جنيه
قلى هديلك الي انت عاوزه مقابل موت السبعة دول وبالبطئ. عملت جلسة تحضير لجن موكل بالخراب والموت لكنى قولت طلسم غلط والي اتحضر جن موكل بالموت لكن الجن ده مش بيقتل بالبطئ زي ما هو طلب
ياسين قلي يأما تصرفه ياملكش عندي مليم واختلفنا عشان الجن ده مارد من مردة الجن ومش هينصرف بسهولة. الجن ده على حسب ما عرفت عنه بيقنع ضحاياه بالخلود يعني بيقولهم انتحروا وانا هخليكم تعيشوا حياة أبدية وطبعا هو بيخدعهم والي بيرفض بيفضل وراه لحد لما يتجنن زي ما حصل في ياسين ممدوح دلوقتى واهو عايش في مستشفى المجانين
_ انت بتقول مين؟ ياسين ممدوح. طب ازاي ده مات من فترة كبيرة
_ مين ده الي مات ياباشا ياسين ممدوح عايش في المستشفى. مستشفى المجانين
_وهو عمل كده ليه؟
_انا مالى يا باشا روحوا اسألوه
قبضنا على فتحى الدجال والشرطة جات وفتشت البيت
وخرجت منه اعمال وأذيه طالت وبتطول ناس كتير
طمع وجحود ونفوس مريضة بتأذي ناس ملهاش ذنب في اي حاجة
رجعت المديرية من تاني وروحت للعميد مصطفى وحكتله اي الي حصل بالظبط. العميد قلي
_طيب وبعدين يا أحمد ناوى على أى، ده واحد في مستشفى امراض عقلية يعني مجنون. تفتكر ممكن حد ياخد بالكلام الي ممكن يقوله ده لو يعني اتكلم
_ خليني اسمع منه الاول يا فندم وبعد كده نشوف
_ تمام يا أحمد ربنا معاكم
روحت المستشفى عشان اشوف ياسين ممدوح، قابلت هناك الدكتور المسؤول عن حالة ياسين. قلي احسن ليك متقبلهوش هو مش هيتكلم انا متأكد. طيب ممكن اشوفه ولو من بعيد وفعلا بصيت عليه من شباك اوضته
اعوذ بالله من المنظر الي شوفته اعوذ بالله
واحد حالق شعره خالص عروق جسمه نافره ولونها اسود. عينيه تحت هالات سوده. اشبه بالهيكل العظمى
قولت للدكتور
_ هو ماله يا دكتور؟
_قلى عنده هلاوس سمعية وبصرية ده غير انه بتجيله حالة هياج واحنا حبسينه في غرفة العزل عشان لما بيخرج بيأذي نفسه والي حواليه
خرجت من المستشفى وانا ساكت تماماً ورحت الحبس عشان لازم اقابل فتحى فيه حاجه اكيد مقالش عليها
جبته المكتب وحكتله الحالة الي فيها ياسين وقولتله انا عايز افهم محدش من الضحايا كان في الحالة دي مفيش غير ياسين الي كده
_ عشان ياسين هو السبب في تحضيره وياسين دلوقتي رافض يخضع للخلود الي طلبه منه الجن وعشان كده الجن بيعذبه
_ طيب والحل دلوقتي اي؟
_ تجيب حد يخرجه من عليه عشان يقدر يحكيلك الي انت عايز تسمعه
_ تمام. يعني مفيش حل تانى
_للأسف لا
رجعت فتحى السجن ومكنش فى غيره قدامى الشيخ الي قبلته فى القرية روحتله عرفت ان اسمه ايوب وحكتله كل حاجه. قلى
_تمام يبنى هاجى معاك بس هما هيوافقوا فى المستشفى
_ سيب الموضوع ده عليا انا، انا هتصرف
اخدت الشيخ وطلعنا على المستشفى ودخلت للدكتور المعالج اكتر من ساعة من الجدال عشان أقنعه ان الشيخ هيدخل يعالح ياسين. واقنعته مش مريض نفسي. هو بس عليه مارد من مردة الجن. انا مكنتش مصدق اني بقول الكلام ده انا الراجل المتعلم بيقول كده
المهم دخل الشيخ ايوب على ياسين اول ما شافه صرخ ياسين
أما الشيخ اتكلم وقال
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.. بسم الله ارقيك بسم الله نرقيك
بسم الله وبحول الله وبقوه لا اله الا الله اخرج الان، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان
ياسين فضل يتلوى ويتشنج وبيخرج منه صوت لا يمكن يكون صوت بشرى زي صراخ مكتوم
فضل الشيخ مكمل وقرأ آيه الكرسي كنت حاسس بزلزال في الأوضة والصوت المخيف الي طالع منه وبيقول هقتله وهقتلكم معاه مش هسيبه مش هسيبه.العروق الي في جسمه بدأ لونها يتغير للون الاحمر وعينيه اتقلبت وبقت بيضة تماماً.الشيخ زعق وقال يا من ألجمت كل متمرد سلم يارب سلم.اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون.سكت الشيخ ايوب.. وحالة من القيئ جات لياسين رهيبة لدرجة انى حسيت انه هيموت
_ الشيخ بصلى وقال بحمد الله خرج سيبه يرتاح وتعالي بكره يبني اقعد معاه واسمع منه
فعلاً اخدت الشيخ رجعته مكانه وشكرته، وتاني يوم كنت عند ياسين في المستشفى حالته اتحسنت جداً. دخلتله وقولتله حمدالله على السلامة، تسمحلى يا دكتور هنعمل التحقيق هنا .
ياسين احنا عارفنا كل حاجة بس انا عاوز اسمع منك انت . انا الرائد أحمد عز على وهنا عشان اسمع منك واساعدك انا مش ضدك تمام. اتفضل تقدر تحكى
ياسين اتكلم وقال كنت عايش حياة هادية وجميلة مع اكتر واحدة حبيتها في حياتي. ريم كانت هي الي بتنورلى حياتي مكنش عندى اي مشاكل غير الخلفة المشكله كانت من عندها مش من عندي. لكنى صبرت معاها 3سنين لكن مع الوقت مقدرتش نفسي اكون اب. اسمع كلمة بابا
قررت اني هتجوز وفعلا اخدت قرار واتجوزت واحدة اسمها ريهام وكنت مخبى اني متجوز، لحد ما فى يوم ريهام كلمتنى وقلتلى انا حامل. الفرحة مكنتش سيعانى من فرحتي جريت وقولتلهم على اساس انهم عيلتى، طردوني ورجعت لريهام قولت خلاص هعيش مع مراتى وابنى الي جاى في السكه. لكن الجحود كان مالى قلبهم اتفقوا انهم يتخلصوا من ابنى عشان بنتهم دخلت فى مود اكتئاب. انت متخيل. بمساعدة حتة خدامة هي وبنتها كانوا شغالين عندى. الخدامة دي خدرت مراتى وسهلت دخول الكلاب الشقة. في الوقت ده انا كنت فى الشغل رجعت لقيت مراتى سايحه فى دمها. واخر حاجة قلتهالى قتلوا ابننا. قتلوا ابننا.. وماتت ايوة ماتت، نار الانتقام حرقت قلبى لكن لو انتقمت بالطريقة الغبية انى اروحلهم فعلا هكون غبى. روحت لفتحى عشان اعملهم سحر يموتهم بالبطئ. لكن فتحى قرأ التعويذة غلط وحرر جن موكل بالموت والهلاك مقابل الخلود. رفضت اديلوا الفلوس فسلطه عليا انا وعشان انا الي طلبت السحر كان عقابي اضعاف اضغاف الي اتعمل فيهم وبقيت محبوس جوه اوضة ضلمة كل يوم بشوف المخلوق المرعب ده وشايفوا وهو بيتحكم فيا وفي تصرفاتي كنت حاسس اني هموت سكت وقولت ده عقاب ربنا كنت بسمعه بيقولي الخلود لكن انا رفضت، لحد ما انت جيت وخرجتنى.. انا مش زعلان انى هدخل السجن.
انا فرحان انى اخدت حقى
_ انت عارف العقوبة؟
اكيد عارف بس انا مش زعلان انا خلاص اخدت حقى ومش عايز حاجة تاني كفاية اني اخدت حقى. انا بتمني اموت عشان حاسس انها ماتت بسببي
اتكشف علي ياسين وتم ثبوت انه لا يعاني من اى امراض
اتقبض على ياسين ممدوح واتحول للمحاكمة وكان المتهم فى القضية دى اتنين.
المتهم الأول اسمه ياسين ممدوح محمد
والمتهم الثانى فتحي عاشور السيد. ياسين اتكلم وحكى كل حاجه في القفص للقاضى.. وقاله الزمن الي احنا فيه مفهوش عدل وكل واحد بياخد حقه بدراعه انا الي بطلب منك يا سيادة القاضى. احكم عليا بالاعدام دلوقتي وريحنى. انا كنت ضحية وبقيت قاتل بس انا فرحان اني قتلتهم انا فرحان اني قتلتهم
رغم كل الي حكاه ياسين.. حكمت المحكمة وبإجماع الاراء علي كلا من ياسين ممدوح محمد وفتحى عاشور السيد بإحالة اوراقهم إلي فضيلة المفتى
يمكن ياسين يستاهل حكم المحكمة لكن هما يستاهلوا الإعدام وفي ميدان عام
..
تمت
..
محمود الامين. ❝
❞ الأمل بالعمل
يحكى في قديم الزمان فتاة طموحة تسعى للعيش بهناء،لكن في كل مرة الحزن والأسى كانا يقيداها من كل الاتجاهات، حاولت النهوض كثيراً وفي كل مرة تقع فالحزن يقيد قلبها بسلاسل حديدة، فكرت كثيراً واعتزلت الجميع وفضلت البقاء وحدها في غرفتها لا تريد رؤية أحد، اخنتارت غرفتها المظلمة بعيداً عن كل الوجوه، كما إنها اتخذت من جدرانها أصدقاء لحكايتها التي تنسجها بخيوط من الشمس ممزوجة بالكثير من التعب، والأسى.
كانت ترسم وتكتب بحبر قلبها الذي تخطه أناملها بمشاعر نابعة من روحها، وتشارك أفكارها و آمالها للورق، الدفاتر ، الكتب، القلم يكتب حروف نابعة من قلبها ويسطر تلك الجمل على الأوراق، فقد كانت تحدثهم عن مرارة الأيام وضعفها في مواجهة لكمات الحياة المتعددة حينها
قالت :أتعلم يا دفتري العزيز باتت عظامي أكثر هشاسة من الطفل الرضيع و الروح منكيرة تماماً فالحزن قيد أضلعي كلها والدموع تغسل وجنتيها الزجاجيتين وتكلم حديثها لأصدقائها عن الفتاة الهاربة من الأحزان وإذ بطيف كالملاك يمسح بيديه الرحمانيتين الدموع المنهمرة على وجهها الجميل وملامحها الطفولية والبريئة.
قائلاً: مالها فتاة الظلام مالها الأميرة الرائعه ؟
ردت مندهشة: من أنت بحق السماء؟
أجابها مبتسماً:, أنا ملاك من السماء جئتُ أسرق منك الاحزان وأطوف بك رحلة في الفضاء .
أحقاً تتكلم أم أنني أحلم كم أنني مجنونة حقاً يالا الهول الوحدة أفقدتني عقلي
هيا كفاكِ عبثاً أعطني يديك الرقيقتين كالزهر لنحلق معاً نحو السماء هياااا ...
مدت يديها الناعمتين والدهشة ملأت جوفها وتعابير وجهها الجميل ، حلق بها نخو الأفق لينسيها مرارة تلك الأحزان بين الغيوم، والسماء تعالت ضحكان قلبها، والعينان .
قال لها : صغيرتي انظري ذلك العامل يعمل ويعمل بجد دون ملل وكلل انظري العرق ملأ ثيابه من شدة التعب
نظرت إليه فقال: كم من الناس ينقدوه ؟
كم من الناس يحاولون إحباطه ؟ لكنه ياصغيرتي يعمل بجد ونشاط لأنه يريم هدفاً أمام ناظريه ولأنه الأمل بالعمل والحياة تحتاج الكثير من القوة والإصرار، وانظري هناك تلك المرأة ذات الملابس القديمة والبشرة السمراء تواجه العديد من من الانتقادات لكنها تتابع السير على الأقدام رغم مرارة ومشقة الطريق حتى لا تجعل الفشل يحيط بها ويحطم بيت أحلامها، أنها الحياة لا شيء فيها بالمجان.
نظرت بتعجب له ! وقالت: ولكن..
قال لها : ولكن يا ريحانتي الحزينه علينا السقوط مرة واثنلن وعشرة وربما آلاف المرات ولكن ليس علينا الاستسلام أبداً لذا لاتستسلمي لأحزانك الحياة ياصغيرتي دروبها طويله، وأنا من عليك خوض المعركة بنفسك .
ليس العيب أن نقع لكن العيب أن نتستسلم للفشل، وندع الجميع يهزؤن منا، كل إنسان ناجح وراءه قصة عظيمة وفشل كبير في بداية الطريق لكنه نهض مراراً وتكراراً لم يدع الفشل يقيده تابع زحفاً لتحقيق مراده .
وهكذا حلق بها نحو مدن الأحلام بين الأزهار، والفراشات، وصوت ضحتها تعلو الفضاء وهي تجمع الازهار مع ذاك الطيف الملائكي .
إذاً يا ريحانتي هل استمتعتي بالرحلة ؟
ضحكت عيناها وقالت بالكبع إنها أجمل رحلة على الإطلاق.
هل فهمتي وتعلمتي أن الأمل بالعمل، والفشل سر النجاح، والحياة أسرها كثيرة لذا علينا ان نكون أقوياء دوماً.؟
بالطبع سأنهض من جديد، وأفتح نوافذ غرفتي، لتدخل شمس الحياة من جديد وأكتب حكاية النجاة من الأحزان وتحقيق المراد بالأمل والعمل.
أحسنت كوني دائمًا فتاة طموحة يملأ قلبها العزم، والإصرار ترمم جروحها بالصبر، والكثير من القوة والدعاء لا شيء يضعفها، وكلما احتجتي شيئاً يمكنك مناداتي .
حقاً وكيف كيف أناديك ؟
خذي هذه القلادة حين تحتاجي شيئاً فقط أغمضي عيناك الجميلتين و رددي أنني بحاجة لمساعدة ياصديقي اتفقنا
بالطبع اتفقنا .
هيا هيا لنعود الشمس ستغيب والأن والدتك ستفقدك ، أعادها بعد رحلة من العمر أي أعاد الروح لجسد فاق الروح ، فتحت نوافذ غرفتها وبدأت من جديد ترسم حكايتها، وتحقيق المراد تتابع مسيرها بالعزم والإصرار والشغف لتحقيق مرادها.
الخلاصة: في البداية سنتعثر كثيراً ونواجه الكثير من الصعوبات، والانتقادات سنقع مرة، وأخرى لكننا سنصل حتماً بالإصرار والمتابعة و العمل فالأمل بالعمل والفشل أساس النجاح لكن ممزوج بالكثير من الصبر والمحاولة والإصرار.
الزهراء علي الابراهيم /سوريا. ❝ ⏤Zhraa A_AlIbraheem
❞ الأمل بالعمل
يحكى في قديم الزمان فتاة طموحة تسعى للعيش بهناء،لكن في كل مرة الحزن والأسى كانا يقيداها من كل الاتجاهات، حاولت النهوض كثيراً وفي كل مرة تقع فالحزن يقيد قلبها بسلاسل حديدة، فكرت كثيراً واعتزلت الجميع وفضلت البقاء وحدها في غرفتها لا تريد رؤية أحد، اخنتارت غرفتها المظلمة بعيداً عن كل الوجوه، كما إنها اتخذت من جدرانها أصدقاء لحكايتها التي تنسجها بخيوط من الشمس ممزوجة بالكثير من التعب، والأسى.
كانت ترسم وتكتب بحبر قلبها الذي تخطه أناملها بمشاعر نابعة من روحها، وتشارك أفكارها و آمالها للورق، الدفاتر ، الكتب، القلم يكتب حروف نابعة من قلبها ويسطر تلك الجمل على الأوراق، فقد كانت تحدثهم عن مرارة الأيام وضعفها في مواجهة لكمات الحياة المتعددة حينها
قالت :أتعلم يا دفتري العزيز باتت عظامي أكثر هشاسة من الطفل الرضيع و الروح منكيرة تماماً فالحزن قيد أضلعي كلها والدموع تغسل وجنتيها الزجاجيتين وتكلم حديثها لأصدقائها عن الفتاة الهاربة من الأحزان وإذ بطيف كالملاك يمسح بيديه الرحمانيتين الدموع المنهمرة على وجهها الجميل وملامحها الطفولية والبريئة.
قائلاً: مالها فتاة الظلام مالها الأميرة الرائعه ؟
ردت مندهشة: من أنت بحق السماء؟
أجابها مبتسماً:, أنا ملاك من السماء جئتُ أسرق منك الاحزان وأطوف بك رحلة في الفضاء .
أحقاً تتكلم أم أنني أحلم كم أنني مجنونة حقاً يالا الهول الوحدة أفقدتني عقلي
هيا كفاكِ عبثاً أعطني يديك الرقيقتين كالزهر لنحلق معاً نحو السماء هياااا ..
مدت يديها الناعمتين والدهشة ملأت جوفها وتعابير وجهها الجميل ، حلق بها نخو الأفق لينسيها مرارة تلك الأحزان بين الغيوم، والسماء تعالت ضحكان قلبها، والعينان .
قال لها : صغيرتي انظري ذلك العامل يعمل ويعمل بجد دون ملل وكلل انظري العرق ملأ ثيابه من شدة التعب
نظرت إليه فقال: كم من الناس ينقدوه ؟
كم من الناس يحاولون إحباطه ؟ لكنه ياصغيرتي يعمل بجد ونشاط لأنه يريم هدفاً أمام ناظريه ولأنه الأمل بالعمل والحياة تحتاج الكثير من القوة والإصرار، وانظري هناك تلك المرأة ذات الملابس القديمة والبشرة السمراء تواجه العديد من من الانتقادات لكنها تتابع السير على الأقدام رغم مرارة ومشقة الطريق حتى لا تجعل الفشل يحيط بها ويحطم بيت أحلامها، أنها الحياة لا شيء فيها بالمجان.
نظرت بتعجب له ! وقالت: ولكن.
قال لها : ولكن يا ريحانتي الحزينه علينا السقوط مرة واثنلن وعشرة وربما آلاف المرات ولكن ليس علينا الاستسلام أبداً لذا لاتستسلمي لأحزانك الحياة ياصغيرتي دروبها طويله، وأنا من عليك خوض المعركة بنفسك .
ليس العيب أن نقع لكن العيب أن نتستسلم للفشل، وندع الجميع يهزؤن منا، كل إنسان ناجح وراءه قصة عظيمة وفشل كبير في بداية الطريق لكنه نهض مراراً وتكراراً لم يدع الفشل يقيده تابع زحفاً لتحقيق مراده .
وهكذا حلق بها نحو مدن الأحلام بين الأزهار، والفراشات، وصوت ضحتها تعلو الفضاء وهي تجمع الازهار مع ذاك الطيف الملائكي .
إذاً يا ريحانتي هل استمتعتي بالرحلة ؟
ضحكت عيناها وقالت بالكبع إنها أجمل رحلة على الإطلاق.
هل فهمتي وتعلمتي أن الأمل بالعمل، والفشل سر النجاح، والحياة أسرها كثيرة لذا علينا ان نكون أقوياء دوماً.؟
بالطبع سأنهض من جديد، وأفتح نوافذ غرفتي، لتدخل شمس الحياة من جديد وأكتب حكاية النجاة من الأحزان وتحقيق المراد بالأمل والعمل.
أحسنت كوني دائمًا فتاة طموحة يملأ قلبها العزم، والإصرار ترمم جروحها بالصبر، والكثير من القوة والدعاء لا شيء يضعفها، وكلما احتجتي شيئاً يمكنك مناداتي .
حقاً وكيف كيف أناديك ؟
خذي هذه القلادة حين تحتاجي شيئاً فقط أغمضي عيناك الجميلتين و رددي أنني بحاجة لمساعدة ياصديقي اتفقنا
بالطبع اتفقنا .
هيا هيا لنعود الشمس ستغيب والأن والدتك ستفقدك ، أعادها بعد رحلة من العمر أي أعاد الروح لجسد فاق الروح ، فتحت نوافذ غرفتها وبدأت من جديد ترسم حكايتها، وتحقيق المراد تتابع مسيرها بالعزم والإصرار والشغف لتحقيق مرادها.
الخلاصة: في البداية سنتعثر كثيراً ونواجه الكثير من الصعوبات، والانتقادات سنقع مرة، وأخرى لكننا سنصل حتماً بالإصرار والمتابعة و العمل فالأمل بالعمل والفشل أساس النجاح لكن ممزوج بالكثير من الصبر والمحاولة والإصرار.
الزهراء علي الابراهيم /سوريا. ❝
❞ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)
قوله تعالى : والشمس تجري لمستقر لها يجوز أن يكون تقديره : وآية لهم الشمس . ويجوز أن يكون الشمس مرفوعا بإضمار فعل يفسره الثاني . ويجوز أن يكون مرفوعا بالابتداء . " تجري " في موضع الخبر ، أي : جارية . وفي صحيح مسلم عن أبي ذر قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله - عز وجل - : والشمس تجري لمستقر لها قال : مستقرها تحت العرش . وفيه عن أبي ذر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوما : أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ، فلا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ، ارجعي من حيث جئت ، فترجع ، فتصبح طالعة من مطلعها ، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ، ولا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ، ارجعي من حيث جئت ، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش ، فيقال لها : ارتفعي ، أصبحي طالعة من مغربك ، فتصبح طالعة من مغربها . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتدرون متى ذلكم ؟ ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا . ولفظ البخاري عن أبي ذر قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر حين غربت الشمس : تدري أين تذهب ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها ، وتستأذن فلا يؤذن لها ، يقال لها : ارجعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها ، فذلك قوله تعالى : والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم . ولفظ الترمذي عن أبي ذر قال : دخلت المسجد حين غابت الشمس ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - جالس . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تذهب فتستأذن في السجود فيؤذن لها ، وكأنها قد قيل لها : اطلعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها . قال : ثم قرأ " ذلك مستقر لها " قال : وذلك قراءة عبد الله . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وقال عكرمة : إن الشمس إذا غربت دخلت محرابا تحت العرش تسبح الله حتى تصبح ، فإذا أصبحت استعفت ربها من الخروج فيقول لها الرب : ولم ذاك ؟ قالت : إني إذا خرجت عبدت من دونك . فيقول الرب - تبارك وتعالى - : اخرجي فليس عليك من ذاك شيء ، سأبعث إليهم جهنم مع سبعين ألف ملك يقودونها حتى يدخلوهم فيها . وقال الكلبي وغيره : المعنى : تجري إلى أبعد منازلها في الغروب ، ثم ترجع إلى أدنى منازلها ، فمستقرها بلوغها الموضع الذي لا تتجاوزه ، بل ترجع منه ، كالإنسان يقطع مسافة حتى يبلغ أقصى مقصوده فيقضي وطره ، ثم يرجع إلى منزله الأول الذي ابتدأ منه سفره . وعلى تبليغ الشمس أقصى منازلها ، وهو مستقرها إذا طلعت الهنعة ، وذلك اليوم أطول الأيام في السنة ، وتلك الليلة أقصر الليالي ، فالنهار خمس عشرة ساعة والليل تسع ساعات ، ثم يأخذ في النقصان وترجع الشمس ، فإذا طلعت الثريا استوى الليل والنهار ، وكل واحد ثنتا عشرة ساعة ، ثم تبلغ أدنى منازلها وتطلع النعائم ، وذلك اليوم أقصر الأيام ، والليل خمس عشرة ساعة ، حتى إذا طلع فرغ الدلو المؤخر استوى الليل والنهار ، فيأخذ الليل من النهار كل يوم عشر ثلث ساعة ، وكل عشرة أيام ثلث ساعة ، وكل شهر ساعة تامة ، حتى يستويا ، ويأخذ الليل حتى يبلغ خمس عشرة ساعة ، ويأخذ النهار من الليل كذلك . وقال الحسن : إن للشمس في السنة ثلاثمائة وستين مطلعا ، تنزل في كل يوم مطلعا ، ثم لا تنزله إلى الحول ، فهي تجري في تلك المنازل وهي مستقرها . وهو معنى الذي قبله سواء . وقال ابن عباس : إنها إذا غربت وانتهت إلى الموضع الذي لا تتجاوزه استقرت تحت العرش إلى أن تطلع .
قلت : ما قاله ابن عباس يجمع الأقوال فتأمله . وقيل : إلى انتهاء أمدها عند انقضاء الدنيا وقرأ ابن مسعود وابن عباس " والشمس تجري لا مستقر لها " أي : إنها تجري في الليل والنهار لا وقوف لها ولا قرار ، إلى أن يكورها الله يوم القيامة . وقد احتج من خالف المصحف فقال : أنا أقرأ بقراءة ابن مسعود وابن عباس . قال أبو بكر الأنباري : وهذا باطل مردود على من نقله ; لأن أبا عمرو روى عن مجاهد عن ابن عباس ، وابن كثير روى عن مجاهد عن ابن عباس والشمس تجري لمستقر لها فهذان السندان عن ابن عباس اللذان يشهد بصحتهما الإجماع - يبطلان ما روي بالسند الضعيف مما يخالف مذهب الجماعة ، وما اتفقت عليه الأمة .
قلت : والأحاديث الثابتة التي ذكرناها ترد قوله ، فما أجرأه على كتاب الله ، قاتله الله . وقوله : " لمستقر لها " أي : إلى مستقرها ، والمستقر موضع القرار . " ذلك تقدير " أي الذي ذكر من أمر الليل والنهار والشمس تقدير " العزيز العليم " .. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)
قوله تعالى : والشمس تجري لمستقر لها يجوز أن يكون تقديره : وآية لهم الشمس . ويجوز أن يكون الشمس مرفوعا بإضمار فعل يفسره الثاني . ويجوز أن يكون مرفوعا بالابتداء . ˝ تجري ˝ في موضع الخبر ، أي : جارية . وفي صحيح مسلم عن أبي ذر قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله - عز وجل - : والشمس تجري لمستقر لها قال : مستقرها تحت العرش . وفيه عن أبي ذر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوما : أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ، فلا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ، ارجعي من حيث جئت ، فترجع ، فتصبح طالعة من مطلعها ، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ، ولا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ، ارجعي من حيث جئت ، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش ، فيقال لها : ارتفعي ، أصبحي طالعة من مغربك ، فتصبح طالعة من مغربها . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتدرون متى ذلكم ؟ ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا . ولفظ البخاري عن أبي ذر قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر حين غربت الشمس : تدري أين تذهب ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها ، وتستأذن فلا يؤذن لها ، يقال لها : ارجعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها ، فذلك قوله تعالى : والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم . ولفظ الترمذي عن أبي ذر قال : دخلت المسجد حين غابت الشمس ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - جالس . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تذهب فتستأذن في السجود فيؤذن لها ، وكأنها قد قيل لها : اطلعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها . قال : ثم قرأ ˝ ذلك مستقر لها ˝ قال : وذلك قراءة عبد الله . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وقال عكرمة : إن الشمس إذا غربت دخلت محرابا تحت العرش تسبح الله حتى تصبح ، فإذا أصبحت استعفت ربها من الخروج فيقول لها الرب : ولم ذاك ؟ قالت : إني إذا خرجت عبدت من دونك . فيقول الرب - تبارك وتعالى - : اخرجي فليس عليك من ذاك شيء ، سأبعث إليهم جهنم مع سبعين ألف ملك يقودونها حتى يدخلوهم فيها . وقال الكلبي وغيره : المعنى : تجري إلى أبعد منازلها في الغروب ، ثم ترجع إلى أدنى منازلها ، فمستقرها بلوغها الموضع الذي لا تتجاوزه ، بل ترجع منه ، كالإنسان يقطع مسافة حتى يبلغ أقصى مقصوده فيقضي وطره ، ثم يرجع إلى منزله الأول الذي ابتدأ منه سفره . وعلى تبليغ الشمس أقصى منازلها ، وهو مستقرها إذا طلعت الهنعة ، وذلك اليوم أطول الأيام في السنة ، وتلك الليلة أقصر الليالي ، فالنهار خمس عشرة ساعة والليل تسع ساعات ، ثم يأخذ في النقصان وترجع الشمس ، فإذا طلعت الثريا استوى الليل والنهار ، وكل واحد ثنتا عشرة ساعة ، ثم تبلغ أدنى منازلها وتطلع النعائم ، وذلك اليوم أقصر الأيام ، والليل خمس عشرة ساعة ، حتى إذا طلع فرغ الدلو المؤخر استوى الليل والنهار ، فيأخذ الليل من النهار كل يوم عشر ثلث ساعة ، وكل عشرة أيام ثلث ساعة ، وكل شهر ساعة تامة ، حتى يستويا ، ويأخذ الليل حتى يبلغ خمس عشرة ساعة ، ويأخذ النهار من الليل كذلك . وقال الحسن : إن للشمس في السنة ثلاثمائة وستين مطلعا ، تنزل في كل يوم مطلعا ، ثم لا تنزله إلى الحول ، فهي تجري في تلك المنازل وهي مستقرها . وهو معنى الذي قبله سواء . وقال ابن عباس : إنها إذا غربت وانتهت إلى الموضع الذي لا تتجاوزه استقرت تحت العرش إلى أن تطلع .
قلت : ما قاله ابن عباس يجمع الأقوال فتأمله . وقيل : إلى انتهاء أمدها عند انقضاء الدنيا وقرأ ابن مسعود وابن عباس ˝ والشمس تجري لا مستقر لها ˝ أي : إنها تجري في الليل والنهار لا وقوف لها ولا قرار ، إلى أن يكورها الله يوم القيامة . وقد احتج من خالف المصحف فقال : أنا أقرأ بقراءة ابن مسعود وابن عباس . قال أبو بكر الأنباري : وهذا باطل مردود على من نقله ; لأن أبا عمرو روى عن مجاهد عن ابن عباس ، وابن كثير روى عن مجاهد عن ابن عباس والشمس تجري لمستقر لها فهذان السندان عن ابن عباس اللذان يشهد بصحتهما الإجماع - يبطلان ما روي بالسند الضعيف مما يخالف مذهب الجماعة ، وما اتفقت عليه الأمة .
قلت : والأحاديث الثابتة التي ذكرناها ترد قوله ، فما أجرأه على كتاب الله ، قاتله الله . وقوله : ˝ لمستقر لها ˝ أي : إلى مستقرها ، والمستقر موضع القرار . ˝ ذلك تقدير ˝ أي الذي ذكر من أمر الليل والنهار والشمس تقدير ˝ العزيز العليم ˝. ❝
❞ \"الجزء الأول من الروايه حورية بين يدي الشيطان الكاتبه ندى السيد\"
تحت ضوء القمر ولمعان النجوم.. صوت الرياح ورائحتها المنعشه ونسيمها.. الهدوء الذي يعم شوارع هذه القريه.. كانت واقفه في شرفتها.. مغمضة عينيها مستقبلة النسيم الذي يهب عليها.. شعرها الأسود المبلل الذي يتطاير بتمرد علي آثر ذلك النسيم وايضا روبها الأبيض الذي يصل إلي أسفل ركبتيها بقليل تتطاير اطرافه علي آثر النسيم كانت شاردة الذهن.. تتذكر ما حدث لها منذ عامين قبل هروبها من منزلهت ومدينتها..
منذ عامين ماضيين..
تسير في الشوارع المبلله والبارده.. تحت الأضائه الخافته التي تنبعث من اعمدة النور تلتفت حولها بخوف وقلق وهي تحاول اخفاء وجهها بذلك الشال لكي لا يتعرف عليها أحد ويعيدها إلي منزلها الكريه الذي هربت منه لتوها.. ابتعدت عن نطاق حي منزلها وصعدت أحد وسائل النقل لتوصلها إلي محطة القطار.. وصلت إلي المحطه وكان القطار بدأ بالتحرك فركضت بسرعه حتي لحقت به وصعدت.. اسندت رأسها علي العمود الحديدي وهي تلتقط انفاسها وازاحت ذلك الشال من فوق رأسها لتظهر شعرها الأسود المجعد وتحمد ربها بأنها ابتعدت عن تلك الحياه الكريهه.. اراحت قدميها جالسه عليي ارضية القطار واخرجت من ذلك الكيس الأسود الصغير الذي يحتوي بعض النقود القليله وصورو صغيره لوالدها الذي توفي من صغرها.. نظرت لها بألم وهي تحرك شفتيها بهمس بأنها اسفه لفعلتها ومن ثم اغلقت عينيها بألم وهي تتذكر ذكرياتها القلية مع والدها المتوفي ودون أن تشعر نامت فهي لم تنم منذ يومين.. مر الوقت واشرقت الشمس فتحت عينيها علي آثر يد احدهم تحركها لتستيقظ..
عامل القطار: يا آنسه يلا دي آخر محطه اومآت براسها ونهضت خرجت من القطار ووقفت وهي تنظر للشمس بعينين مغمضتين قليلا فلمعت عينيها العسليتين.. سارت وهي لا تعلم اين هي.. لا تعلم إلي الله اي قريه او محافظه اوصلها القطار إليها.. لم تهتم كثيرا فما يهمها انها ابتعدت عن تلك الحياه الكريهه المقززه التي كانت تعيشها.. عادت للواقع حينما شعرت بيده التي تلتف حول خصرها الرشيق التفتت له بقامتها القصيره بعتاب..
اتاخرت عليا اوي؟
قال وهو يبتعد ويجلس علي السرير كنت بخلص شغل مهم!
اهم مني!.. انت بقيت تتأخر عليا اوي
نهضه واتجه للخزانه متجاهلا اياها
تنهدت بضيق وهي تنظر له وهو يخرج تلك البدله السوداء الذي يرتديها كلما ذهب للعب القمار
التفت لها بحده عندما قالت عاوزه اجي معاك يا جلال
انتي عارفه اني...
قاطعته لتستعطفه
انا زهقت من الاوضه دي قاعده فيها ومش بخرج بقالي شهرين علي الحال ده.. عاوزه اخرج من بين الاربع حيطان دي واشوف الناس
قال بجمود قبل أن يلتفت ليتجه للحمام ليغتسل..
دا وضعنا وانتي قبلتي بيه من الأول.. انا متقبله الوضع دا ومش معترضه بس عاوزه قاطعها بصرمة وهو يبرم قبضة باب الحمام وينظر لها من فوق كتة..
انتهي الموضوع مش عاوز نقاش
واغلق الباب وبعد دقائق سمعت صوت تدفق الماء.. فتنهدت بحزن وعادت بجسدها لنهاية السرير واراحت جسدها عليه واغمضت عينيها وعادت بها ذكراتها مره آخري لعاميين ماضيين..
منذ عامين.. سارت في شوارع القريه كانت الشوارع هادئه وشبه خاليه بعد أن سارت مسافه ليست بقصيره شعرت بالتعب.. التفتت حولها علي أمل أن تجد أي شخص من سكان هذه القريه ولكن لم تجد وكأن القريه خاليه تماماً.. ولكن لحسن حظها لمحت حصان بني آتي من بعيد يسوقه رجل مسن.. شعرت بالسعاده تقدمت واعاقت طريقه.. وقف الرجل مرغما وقال بشيء من الحده ليس بسبب انها اوقفته..
إنتي بتعملي ايه يا بنت هنا دلوقتي في حظر تجوال ولو رجالة الشيطان لاقوكي هيخدوكي.. قالن بشيء من القلق.. رجالة الشيطان؟! انا جايه من محافظة القاهره ومعرفش حد هنا..
ممكن تساعدني؟
صمت الرجل لدقائق ومن ثم اومأ برأسه وقد لمعت عينيه بخبث.. إطلعي وهساعدك.. رأي نظرة التردد والخوف في عينيها فقال ليطمأنها أنا زي ابوكي وهوديكي لسيدنا جلال وهو هيكرمك.. اومأت برأسها ببعض من الراحه وصعدت وجلست في العربه الخشبيه.. ضرب الرجل الحصان بعصاه فتحرك..
استيقظت من ذكرياتها علي صوت باب الحمام وهو يفتح فأعتدلت في جلستها وتابعته بصمت كان هو يظبط بدلته.. شعر بنظراتها الصامته المواجهه له فرفع ناظرا لها ببطء وقال بهدوء.. يلا البسي
حدقت به غير مصدقه قفزت بسعاده وجرت عليه واحتضنته وقالت انت بجد هتاخدني؟!
مش بالمعني. بس هتيجي الساحه وتقعدي من بين المتفرجين \"وأكمل بتحذير\" مش عايزك تختلطي بحد أو تتكلمي مع حد غريب.. اومأت برأسها وقالت اصلا محدش يعرف عني اي حاجه في القريه دي.. برضوا..
اومأت برأسها بحماس وإتجهت لخزانتها لترتدي ثيابها.. واخرجت ثيابها وإتجهت للحمام لترتدي ثيابها لم تستغرق وقت كثير حيث خرجت وهي تسرح شعرها الأسود المجعد. بينما كان هو يتأملها التفتت له وقالت بتفكير.. بفكر استشور شعري. اي رأيك؟! استشوره ولا اسيبوه كدا؟! كان جالس علي الأريكه واضع قدم علي قدم فنض واقترب منها وامسك بأطراف شعرها الطويل الأسود المجعد وقال بهمس.. الطبيعي حلو فيكي يا ريحانتي.. ابتسمت بخجل وقالت. طيب يلا. قال لا واتجه للخزانه واخرج شال بالون الأسود ووضعه علي شعرها يغطيه وقال بتحذير هادئ الشال دت ميتشالش من عليكي.. اومأت برأسها وهي مبتسمه وقالت بحماس. مش يلا بقااا
اخرجها من الباب الهلفي وكان هناك سياره قديمه قليلا لا يبدوا انها تخصه تنتظرها لكي توصلها..
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ترجلت من السيارة و هي تنظر للساحة الواسعة و التي امتلأت بسكان القرية رجال .. نساء .. اطفال ، و الطاولة الدائرية الكبيرة المتواجدة في منتصف الساحة و حولها 6 مقاعد ، شعرت بالحماس .. دخلت الساحة وصعدت السلالم المؤدية لمقاعد المتفرجين ، جلست في المقاعد الأقرب للساحة ، مررت ناظريها حولها بسعادة ، و اخيرا هي قد تحررت قليلا و خرجت خارج القصر
بعد دقائق من وصولها وصل جلال و بدأ الناس بالتصفيق ، نظرت له بإعجاب و عشق حاولت إخفائه ، كم هو متألق و جذاب .. فهو الرجل التي تتمناه فتيات القرية ، فهو وسيم جدا و ما يسحر به عينيه الزرقاء التي تعطية جمال ساحر كجمال البحر ، كصفاء السماء
وقف في منتصف الساحة و حياهم ومن ثم جلس على احد المقعدين الرئيسيين ، وصل بقية اللاعبين ماعدا ... الشيطان كما يلقبونة اهل القرية ، هي لا تعرفة ولم تراه قد ولكن ما سمعتة عنه بالصدفة يكفي لجعلها تخافه ، فهو قاسي و متحجر القلب لا رحمة عنده ابدا .. يتعامل مع جميع اهل القرية كأنهم عبيد لدية ، يهابة جميع من في القرية .. فهو يقتل .. و يحرق المنازل و الأراضي و يعتقل الرجال هذا ما سمعتة
فجأة ساد الصمت ، نظرت حولها بإستغراب .. ومن ثم نظرت للبوابة حيث ينظر الجميع حيث يدخل ذلك الرجل الذي يرتدي بدلة سوداء و يرتدي نظارة تخفي عينية القاسية ، يسير بخطى ثابتة واثقة
تقدم و جلس مكانة و على وجهة إبتسامة ساخرة موجهة ل جلال الذي تشتعل نيران الحقد في عين الأخير
بدأت اللعبة ، تم توزيع \" الشدة \" و اخرج كل شخص منهم مبلغا كبيرا من المال و وضعة ع الطاولة و بدأوا في رمي النرد \" طاولة الزهر \" و تدريجيا بدأ يخسر الاعبين الأربعة حتى ظل اثنيهم فقط ... جلال ... الشيطان
اكملوا اللعب و هم يتبادلون النظرات .. نظرات جلال المتحدية و التي تصر على الفوز ، و نظرات ذلك الشيطان الواثقة الساخرة من المنافسة
كانت تتابع بإهتمام كالبقية ، كانت عينيها تتابعة فقط .. جلال ، وها قد حان ان يكشف عن اوراقة و تعالت اصوات اهل القرية للحظة الختام .... و عم الصمت فجأة ، نعم لقد خسر جلال .. كالعادة
نهض من مكانة و تقدم من جلال وعلى وجهة إبتسامة جانبية ساخرة ، مد يدة ليصافحة ببرود ، نهض جلال بغل و غيظ و عينية تطلق شرارة
\"عمرك مهتغلبني \"
قالها بتهكم ، فرد جلال بوعيد
- هتبقى المرة الأخيرة ليك انك تكسب عليا
ضحك بسخرية و قال بشراسة
- بتحلم
عندما اقترب ذلك الشيطان من جلال ، نهضت هي لتغادر لأن جلال امرها بأن تغادر فور إنتهاء اللعب ، نهضت و نزلت السلالم بصعوبة بسبب الأجواء مزدحمة بالناس فهم يستعدون للمغادرة ، اتت ان تخرج من بوابة الساحة اوقفوها حراسه و اوقفوا البقية ليمر رأيسهم .. يسير بشموخ و ثقة ، ينظر لؤلاءك اهل القرية الذي يقفون خلف حراسة ينظرون لة نظرات مختلفة .. اعجاب .. كرة .. خوف ، بينما كان يمرر ناظرية عليهم .. توقف ناظرية و تركز على تلك العينين العسليتن الكبيرتين التي تلمع و تجذب انتباهة كل من ينظر لها بلمعانها و وسعها ، نظر لتلك الفتاة صاحبة تلك العينين الجذابتين ... نظر لوجهها المشرق و وجنتيها المتوردة طبيعيا ، و خصلات شعرها المجعدة الخارجة من تحت ذلك الشال ، اعتدل امامة و اكمل طريقة للخارج و خلفة الحراس و فتح الحارس باب السيارة لسيدة ، فقبل صعودة التفت و نظر لها نظرة غريبة ... غامضة .. لم تفهمها و من ثم صعد و غادر
تنعم بالدفئ و الأمان بين احضانة مغمضة عينيها مستمعة لصوت نبضات قلبة ، بينما كان هو ينظر للهاوية شارد ... يفكر في امر ما و يخطط لة جيدا ، لم يطل كثيرا في التفكير .. اغمض عينية ونام وهي بين احضانة
اشرقت شمس يوم جديد ، فتحت عينيها العسليتين بإنزعاج بسبب اشعة الشمس المتسلطة على وجهها ، مسحت وجهها بكفها و اعتدلت و مررت ناظريها حولها باحثة عنه لم تجده .. فمن المؤكد انة غادر ، نهضت من على السرير و إتجهت للشرفة حيث توجد سفرة صغيرة موضوع عليها بعض الأطعمة الصحية للفطور ، جلست و التقطت باقة الورد الجوري الاحمر و اشتمتها بسعادة فهذا هو نوعها المفصل من الورود و هو يعلم ذلك لذلك يجلبها لها كل صباح ، التقطت تلك البطاقة الموضوعة في منتصف باقة الورود و فتحتها و قرأتها و على وجهها إبتسامة صغيرة \" صباح الخير ريحانتي .. جهزي نفسك \" طوت البطاقة بسعادة و وضعتها على الطاولة و بدأت في تناول الفطور بسرعة لتنهض و تجهز نفسها ، و بعد إنتهائها نهضت و إتجهت للحمام لتأخذ حمام ساخن و من ثم خرجت و هي تلف حولها منشفة كبيرة و إتجهت للخزانة و وقفت وهي تشعر بالحيرة ماذا ستردي ؟! ، اخرجت فستان احمر اللون بحمالات و يصل لأسفل الركبة بقليل
. . . . . . .
واقفة امام المرآة تسرح شعرها بعد ان صففتة ، سمعت صوت الحراس و هم يحيونه فعلمت انه وصل ، إتجهت للنافذة تتأكد فوجدته فعادت و نظرت سريعا للمرآة وهي تمسح بيدها على شعرها لترتبة و ترسم إبتسامة ع وجهها و تخرج من الغرفة بهدوء لتتجه للباب الخلفي للقصر
خرجت من الباب الخلفي للقصر فوجدت احد سيارته .. تقدمت و صعدتها بسعادة و تحركت السيارة
التفتت له بحماس و قالت
- ااه بقالنا فترة طويلة مخرجناش مع بعض ، هنروح فين المرة دي؟
- مكانك المفضل
قالها بهدوء
- بجد! ... بس ليشوفنا حد
- متخافيش .. النهارضة الاحد
- اهااا النهارضة في حظر تجول .. بس ممكن حد يشوفنا برضوا
- متخافيش .. انا مأمن كل حاجة
اومأت برأسها و إبتسمت لة و اراحت رأسها على كتفه
. . . . . . . . . . .
المكان الأقرب لقلبها في هذة القرية .. تلك الأرض الخضراء الواسعة التي تمتلأ بالورد الجوري الاحمر ، جرت في الأرض الخضراء الواسعة بسعادة و قليل من الراحة بسبب ذلك الكعب فتوقفت واتت ان تميل لتنتزعة من قدميها وجدت جلال يمسك بيدها برفق و يقربها لة ويجلسها على كرسي تلك الطاولة المزينة و هو يقول لها
- انتبهيلي النهارضة .. و سيبيك من جمال المكان .. النهارضة بس
اومأت برأسها وعلى وجهها إبتسامة صغيرة
قدم لها كاس ممتلأ بالعصير ، وكاس ممتلأ بالخمر له .. فقالت بإستنكأر
- جلال .. مش إحنا اتفقنا انك متشربش خمر .... على الاقل قدامي متشربش
إبتسم لها وقال
- تأمري
امسك بكاس الخمر و وضعة جانبا و اخذ كاس عصير ، فإبتسمت برضا و شربت القليل من عصيرها
كان ينظر لها بهدوء
- عايز تقول حاجة صح؟
قالتها عندما لاحظت رغبته في قول شيء
- ايوة
قالها بسرعة و كأنة كان يريد منها ان تجعلة يبدأ في الحديث
- طيب .. قول
- هقول بس اوعديني ان حبك ليا ميقلش ، و انك مش هتيجي في يوم و تكرهيني
قاطعتة بعاطفة منها
- مستحيل اكرهك او حبي ليك يقل .. مستحيل ، خليك متأكد .. بس هوعدك .. وعد
حتي وصلوا لهذيه المكان.. المكان الأقرب لقلبها في هذة القرية .. تلك الأرض الخضراء الواسعة التي تمتلأ بالورد الجوري الاحمر ، جرت في الأرض الخضراء الواسعة بسعادة و قليل من الراحة بسبب ذلك الكعب فتوقفت واتت ان تميل لتنتزعة من قدميها وجدت جلال يمسك بيدها برفق و يقربها لة ويجلسها على كرسي تلك الطاولة المزينة و هو يقول لها
- انتبهيلي النهارضة .. و سيبيك من جمال المكان .. النهارضة بس
اومأت برأسها وعلى وجهها إبتسامة صغيرة
قدم لها كاس ممتلأ بالعصير ، وكاس ممتلأ بالخمر له .. فقالت بإستنكأر
- جلال .. مش إحنا اتفقنا انك متشربش خمر .... على الاقل قدامي متشربش
إبتسم لها وقال
- تأمري
امسك بكاس الخمر و وضعة جانبا و اخذ كاس عصير ، فإبتسمت برضا و شربت القليل من عصيرها
كان ينظر لها بهدوء
- عايز تقول حاجة صح؟
قالتها عندما لاحظت رغبته في قول شيء
- ايوة
قالها بسرعة و كأنة كان يريد منها ان تجعلة يبدأ في الحديث
- طيب .. قول
- هقول بس اوعديني ان حبك ليا ميقلش ، و انك مش هتيجي في يوم و تكرهيني
قاطعتة بعاطفة منها
- مستحيل اكرهك او حبي ليك يقل .. مستحيل ، خليك متأكد .. بس هوعدك .. وعد
شعر بالتخبط بين مشاعرة و ضميرة و بين سلطة عقلة ، و لكنة سريعا تخلص من ذلك التخبط بإنتصار سلطة عقلة و قرارة بإكمال ما يود قولة
- هعرض عليكي عرض و اعتبرية طلب .. و عارف انك هترفضي بس حاولي توافقي
- من امتى و انا برفضلك طلب !
نظر لها و قال
- انا عارفك
- اية الطلب او عرضك ؟
قالتها ببعض من الضيق ، نظر لها بشرود و قال
- حلمي من صغري ان القرية دي تبقى تحت ايدي .. لوحدي \" قال الأخيرة بحزم \" ... بس حلمي دة متحققش لللحظة دي
قالها بقهر .. و اكمل
- بسببه ، هو اللي سرق مني حلمي
رفعت حاجبها بتفكير و قالت
- مين دة؟
نظر لها بغموض و قال
- خصمي الوحيد .. بيجاد فخر الدين .. اللي سرق مني حلمي .. سرق مني الحكم .. بس هحقق حلمي ، حتى لو هضطر اني استغنى عن ضميري ... حتى نفسي او اي حد
نظرت لة ببعض من الذهول مما قالة .. فهذا ليس جلال ، نهضت و اقتربت منة و وضعت كفها الناعم الصغير على وجهه و قالت وهي تنظر لعينية بعمق
- انت .. مش جلال اللي عارفاة من سنتين .. انت بتتكلم و كأنك ...
- انتي متعرفنيش ... سنتين مش كفاية أنك تعرفيني ابدا
قالها ببرود وهو ينظر لعينيها
شعرت بالإحباط لما قالة .. ولكنه محق .. فهي لا تعلم عنه إلا القليل برغم مرور عامين وهي معه
سحبت يدها و عادت لمجلسها
قال بهدوء
- مش عايزة تعرفي عرضي ليكي ؟
نظرت له صامتة .. فقال
- هبعتك ليه ... تجمعيلي كل معلومات عنه .. مهما كانت صغيرة
هزت رأسها رافضة ما يعرضة عليها و قالت بضعف
- مش هعمل اي حاجة من اللي عرضته عليا دة
إبتسم إبتسامة جانبية و قال بتهكم
- مش بمزاجك ، العرض دة مجبور عليكي انك تنفذية و إلا ...
هزت رأسها مستنكرة ، رافضة بحزم
- انت عارف بتعرض عليا اية .. أنت في وعيك !
- ايوة
قالها بهدوء بارد ، فصرخت بة مكملة
- انت عارف انا مين؟
- انتي ريحانة
قالها ببرود ، فقالت بسرعة
- مراتك
- عرفي
قالها بتهكم ، حدقت بة غير مصدقة ما يقولة و غير مصدقة انة هو .. اهذا هو حبيبها و زوجها ام استبدل بآخر ؟! ، تهاوت على كرسيها بينما اردف هو ببرودة الذي اظهرهة اليوم
- اكيد فهمتي عرضي ، بس اكيد في اسألة كتير بتدور في راسك و اولهم .. سبب اني اختارك انتي للموضوع دة بذات برغم ان ممكن ابعت اي بنت تانية و برغم انك مراتي \" نهض من على كرسية و اقترب منها \" .. اولا انتي مش معروفة في القرية . محدش يعرف عنك حاجة وانا مخطط لكل حاجة فمتقلقكيش محدش هيسألك عن حاجة بذات هو ، ثانيا عارف و متأكد من تأثيرك بجمالك علينا ،و تقدري بجمالك تخلية يلف حواليكي ليمتلكك ، ثالثا و الاهم انوا عايزك
رفعت ناظريها لة وقالت والدموع اقرب للسقوط
- و انا مش عايزة اعمل كدة .. و مش عايزاة
احضتن وجهها بكفة بقسوة و قال
- تعالي على نفسك عشاني
- مش هعرف اعمل اي حاجة من اللي طلبت مني اعملها
- هتعرفي
- طيب لو كشفني
- مش هيحصل
نظرت لة لبرهه قبل ان تسيل دموعها و كأنها طفلة صغيرة وهي تترجاة
- مش عايزة يا جلال .. لو بتحبني متخلنيش اعمل حاجة مش عايزاها
نظر لها بألم ولكنة تخلص من الأخير سريعا وقال بنفاذ صبر وهو يصرخ بها
- انا قلت اللي عندي ، هسيبك تهدي نفسك عقبال ما اظبط اللي الناقص
و التفت و غادر ، فهوت هي على الأرض جالسة تبكي ، فجأة توقفت عن البكاء
.. هي لا تريد ان تفعل ما طلبة .. مسحت دموعها و نهضت سريعا وهي تدور حولها .. لم تجد اي رجل من حراسة .. فأتت لها فكرة الهروب من ما سيجعلها تفعلة او بمعنى اصح بأن يجبرها على فعل شيء لا تريد فعلة ، هي اكتفت من تلك السلطات التي تجبرها على الخضوع لهم ، خلعت حذاءها ذو الكعب العالي و تركتة على الأرض مكانة و جرت ... جرت بكل من سرعة تملكها .
جرت بأمل الهروب من ذلك الجحيم التي ستسقط بة ... كانت تنظر للخلف لكي تتأكد ان لا احد يتبعها و لا احد اكتشف هروبها و لكن لم تكن تعلم انة كان يراقبها من بعيد .. فهو ليس بغبي لكي يتركها في ذلك المكان دون وجود رجالة
ارتطم جسدها الصغير بذلك الجسد الضخم القوي عندما كانت هي تتلفت للخلف ، نظرت بفزع لذلك الرجل الذي تعرفة احد رجال جلال ، التفتت لتهرب و لكن وجدت رجل اخر ضخم يظهر لها ، التفتت حول نفسها وهي تنظر لهم و صدرها يعلو و يهبط من سرعة تنفسها و خوفها ، وجدت الرجلين يبتعدون عنها قليلا و اشار احدهم بأصبعة لتظهر تلك الفتاة على يمينها و الأخرى على شمالها و اخرى خلفها و فجأة تقدموا منها بهمجيةو بدأوا في ضربها
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حملوها الرجال و ادخلوها بجانب سيدهم في السيارة
قال بجمود وهو ينظر امامة
- أسمعي كلامي كويس و احفظية ... تجيبيلي الورق و المعلومات اللي طلبتها خلال شهر .. شهر و نص ... و هقولك تعملي اية
و بدأ في قول ما يجب عليها فعله ، كانت تنظر لة بقهر و حزن و ضعف
قالت هامسة بقهر و الم عندما انتهى مما كان يقول
- انا بكرهك
- مش من قلبك
قالها و على وجهة إبتسامة جانبية واثقة
اخفضت رأسها بإنكسار و الم و اغمضت عينيها
توقفت السيارة .. ترجل السائق و التفت للباب الخلفي و فتحة ، وقبل ان يأمرهم بأن يحملوها ، امسك بذقنها و رفعة له بقسوة ففتحت عينها بضعف والم ، فقال وهو يضغط على كل حرف يخرج من بين شفتية محذرا
- متسلميش نفسك ليه .. أنتي ليا ... و بس
و ترك ذقنها و نظر امامة بجمود و اشار بيدة للحراس بأن يأخذوها ، اخرجوها من السيارة و القوها على الأرض و عادوا للسيارة
و غادروا تاركينها على الأرض بحالتها تلك
يتبع ..... ❝ ⏤مبادرة تمكين لدعم المواهب
❞ ˝الجزء الأول من الروايه حورية بين يدي الشيطان الكاتبه ندى السيد˝
تحت ضوء القمر ولمعان النجوم. صوت الرياح ورائحتها المنعشه ونسيمها. الهدوء الذي يعم شوارع هذه القريه. كانت واقفه في شرفتها. مغمضة عينيها مستقبلة النسيم الذي يهب عليها. شعرها الأسود المبلل الذي يتطاير بتمرد علي آثر ذلك النسيم وايضا روبها الأبيض الذي يصل إلي أسفل ركبتيها بقليل تتطاير اطرافه علي آثر النسيم كانت شاردة الذهن. تتذكر ما حدث لها منذ عامين قبل هروبها من منزلهت ومدينتها.
منذ عامين ماضيين.
تسير في الشوارع المبلله والبارده. تحت الأضائه الخافته التي تنبعث من اعمدة النور تلتفت حولها بخوف وقلق وهي تحاول اخفاء وجهها بذلك الشال لكي لا يتعرف عليها أحد ويعيدها إلي منزلها الكريه الذي هربت منه لتوها. ابتعدت عن نطاق حي منزلها وصعدت أحد وسائل النقل لتوصلها إلي محطة القطار. وصلت إلي المحطه وكان القطار بدأ بالتحرك فركضت بسرعه حتي لحقت به وصعدت. اسندت رأسها علي العمود الحديدي وهي تلتقط انفاسها وازاحت ذلك الشال من فوق رأسها لتظهر شعرها الأسود المجعد وتحمد ربها بأنها ابتعدت عن تلك الحياه الكريهه. اراحت قدميها جالسه عليي ارضية القطار واخرجت من ذلك الكيس الأسود الصغير الذي يحتوي بعض النقود القليله وصورو صغيره لوالدها الذي توفي من صغرها. نظرت لها بألم وهي تحرك شفتيها بهمس بأنها اسفه لفعلتها ومن ثم اغلقت عينيها بألم وهي تتذكر ذكرياتها القلية مع والدها المتوفي ودون أن تشعر نامت فهي لم تنم منذ يومين. مر الوقت واشرقت الشمس فتحت عينيها علي آثر يد احدهم تحركها لتستيقظ.
عامل القطار: يا آنسه يلا دي آخر محطه اومآت براسها ونهضت خرجت من القطار ووقفت وهي تنظر للشمس بعينين مغمضتين قليلا فلمعت عينيها العسليتين. سارت وهي لا تعلم اين هي. لا تعلم إلي الله اي قريه او محافظه اوصلها القطار إليها. لم تهتم كثيرا فما يهمها انها ابتعدت عن تلك الحياه الكريهه المقززه التي كانت تعيشها. عادت للواقع حينما شعرت بيده التي تلتف حول خصرها الرشيق التفتت له بقامتها القصيره بعتاب.
اتاخرت عليا اوي؟
قال وهو يبتعد ويجلس علي السرير كنت بخلص شغل مهم!
اهم مني!. انت بقيت تتأخر عليا اوي
نهضه واتجه للخزانه متجاهلا اياها
تنهدت بضيق وهي تنظر له وهو يخرج تلك البدله السوداء الذي يرتديها كلما ذهب للعب القمار
التفت لها بحده عندما قالت عاوزه اجي معاك يا جلال
انتي عارفه اني..
قاطعته لتستعطفه
انا زهقت من الاوضه دي قاعده فيها ومش بخرج بقالي شهرين علي الحال ده. عاوزه اخرج من بين الاربع حيطان دي واشوف الناس
قال بجمود قبل أن يلتفت ليتجه للحمام ليغتسل.
دا وضعنا وانتي قبلتي بيه من الأول. انا متقبله الوضع دا ومش معترضه بس عاوزه قاطعها بصرمة وهو يبرم قبضة باب الحمام وينظر لها من فوق كتة.
انتهي الموضوع مش عاوز نقاش
واغلق الباب وبعد دقائق سمعت صوت تدفق الماء. فتنهدت بحزن وعادت بجسدها لنهاية السرير واراحت جسدها عليه واغمضت عينيها وعادت بها ذكراتها مره آخري لعاميين ماضيين.
منذ عامين. سارت في شوارع القريه كانت الشوارع هادئه وشبه خاليه بعد أن سارت مسافه ليست بقصيره شعرت بالتعب. التفتت حولها علي أمل أن تجد أي شخص من سكان هذه القريه ولكن لم تجد وكأن القريه خاليه تماماً. ولكن لحسن حظها لمحت حصان بني آتي من بعيد يسوقه رجل مسن. شعرت بالسعاده تقدمت واعاقت طريقه. وقف الرجل مرغما وقال بشيء من الحده ليس بسبب انها اوقفته.
إنتي بتعملي ايه يا بنت هنا دلوقتي في حظر تجوال ولو رجالة الشيطان لاقوكي هيخدوكي. قالن بشيء من القلق. رجالة الشيطان؟! انا جايه من محافظة القاهره ومعرفش حد هنا.
ممكن تساعدني؟
صمت الرجل لدقائق ومن ثم اومأ برأسه وقد لمعت عينيه بخبث. إطلعي وهساعدك. رأي نظرة التردد والخوف في عينيها فقال ليطمأنها أنا زي ابوكي وهوديكي لسيدنا جلال وهو هيكرمك. اومأت برأسها ببعض من الراحه وصعدت وجلست في العربه الخشبيه. ضرب الرجل الحصان بعصاه فتحرك.
استيقظت من ذكرياتها علي صوت باب الحمام وهو يفتح فأعتدلت في جلستها وتابعته بصمت كان هو يظبط بدلته. شعر بنظراتها الصامته المواجهه له فرفع ناظرا لها ببطء وقال بهدوء. يلا البسي
حدقت به غير مصدقه قفزت بسعاده وجرت عليه واحتضنته وقالت انت بجد هتاخدني؟!
مش بالمعني. بس هتيجي الساحه وتقعدي من بين المتفرجين ˝وأكمل بتحذير˝ مش عايزك تختلطي بحد أو تتكلمي مع حد غريب. اومأت برأسها وقالت اصلا محدش يعرف عني اي حاجه في القريه دي. برضوا.
اومأت برأسها بحماس وإتجهت لخزانتها لترتدي ثيابها. واخرجت ثيابها وإتجهت للحمام لترتدي ثيابها لم تستغرق وقت كثير حيث خرجت وهي تسرح شعرها الأسود المجعد. بينما كان هو يتأملها التفتت له وقالت بتفكير. بفكر استشور شعري. اي رأيك؟! استشوره ولا اسيبوه كدا؟! كان جالس علي الأريكه واضع قدم علي قدم فنض واقترب منها وامسك بأطراف شعرها الطويل الأسود المجعد وقال بهمس. الطبيعي حلو فيكي يا ريحانتي. ابتسمت بخجل وقالت. طيب يلا. قال لا واتجه للخزانه واخرج شال بالون الأسود ووضعه علي شعرها يغطيه وقال بتحذير هادئ الشال دت ميتشالش من عليكي. اومأت برأسها وهي مبتسمه وقالت بحماس. مش يلا بقااا
اخرجها من الباب الهلفي وكان هناك سياره قديمه قليلا لا يبدوا انها تخصه تنتظرها لكي توصلها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ترجلت من السيارة و هي تنظر للساحة الواسعة و التي امتلأت بسكان القرية رجال . نساء . اطفال ، و الطاولة الدائرية الكبيرة المتواجدة في منتصف الساحة و حولها 6˝˝ ˝مقاعد ، شعرت بالحماس . دخلت الساحة وصعدت السلالم المؤدية لمقاعد المتفرجين ، جلست في المقاعد الأقرب للساحة ، مررت ناظريها حولها بسعادة ، و اخيرا هي قد تحررت قليلا و خرجت خارج القصر
بعد دقائق من وصولها وصل جلال و بدأ الناس بالتصفيق ، نظرت له بإعجاب و عشق حاولت إخفائه ، كم هو متألق و جذاب . فهو الرجل التي تتمناه فتيات القرية ، فهو وسيم جدا و ما يسحر به عينيه الزرقاء التي تعطية جمال ساحر كجمال البحر ، كصفاء السماء
وقف في منتصف الساحة و حياهم ومن ثم جلس على احد المقعدين الرئيسيين ، وصل بقية اللاعبين ماعدا .. الشيطان كما يلقبونة اهل القرية ، هي لا تعرفة ولم تراه قد ولكن ما سمعتة عنه بالصدفة يكفي لجعلها تخافه ، فهو قاسي و متحجر القلب لا رحمة عنده ابدا . يتعامل مع جميع اهل القرية كأنهم عبيد لدية ، يهابة جميع من في القرية . فهو يقتل . و يحرق المنازل و الأراضي و يعتقل الرجال هذا ما سمعتة
فجأة ساد الصمت ، نظرت حولها بإستغراب . ومن ثم نظرت للبوابة حيث ينظر الجميع حيث يدخل ذلك الرجل الذي يرتدي بدلة سوداء و يرتدي نظارة تخفي عينية القاسية ، يسير بخطى ثابتة واثقة
تقدم و جلس مكانة و على وجهة إبتسامة ساخرة موجهة ل جلال الذي تشتعل نيران الحقد في عين الأخير
بدأت اللعبة ، تم توزيع ˝ الشدة ˝ و اخرج كل شخص منهم مبلغا كبيرا من المال و وضعة ع الطاولة و بدأوا في رمي النرد ˝ طاولة الزهر ˝ و تدريجيا بدأ يخسر الاعبين الأربعة حتى ظل اثنيهم فقط .. جلال .. الشيطان
اكملوا اللعب و هم يتبادلون النظرات . نظرات جلال المتحدية و التي تصر على الفوز ، و نظرات ذلك الشيطان الواثقة الساخرة من المنافسة
كانت تتابع بإهتمام كالبقية ، كانت عينيها تتابعة فقط . جلال ، وها قد حان ان يكشف عن اوراقة و تعالت اصوات اهل القرية للحظة الختام .. و عم الصمت فجأة ، نعم لقد خسر جلال . كالعادة
نهض من مكانة و تقدم من جلال وعلى وجهة إبتسامة جانبية ساخرة ، مد يدة ليصافحة ببرود ، نهض جلال بغل و غيظ و عينية تطلق شرارة
˝عمرك مهتغلبني ˝
قالها بتهكم ، فرد جلال بوعيد
- هتبقى المرة الأخيرة ليك انك تكسب عليا
ضحك بسخرية و قال بشراسة
- بتحلم
عندما اقترب ذلك الشيطان من جلال ، نهضت هي لتغادر لأن جلال امرها بأن تغادر فور إنتهاء اللعب ، نهضت و نزلت السلالم بصعوبة بسبب الأجواء مزدحمة بالناس فهم يستعدون للمغادرة ، اتت ان تخرج من بوابة الساحة اوقفوها حراسه و اوقفوا البقية ليمر رأيسهم . يسير بشموخ و ثقة ، ينظر لؤلاءك اهل القرية الذي يقفون خلف حراسة ينظرون لة نظرات مختلفة . اعجاب . كرة . خوف ، بينما كان يمرر ناظرية عليهم . توقف ناظرية و تركز على تلك العينين العسليتن الكبيرتين التي تلمع و تجذب انتباهة كل من ينظر لها بلمعانها و وسعها ، نظر لتلك الفتاة صاحبة تلك العينين الجذابتين .. نظر لوجهها المشرق و وجنتيها المتوردة طبيعيا ، و خصلات شعرها المجعدة الخارجة من تحت ذلك الشال ، اعتدل امامة و اكمل طريقة للخارج و خلفة الحراس و فتح الحارس باب السيارة لسيدة ، فقبل صعودة التفت و نظر لها نظرة غريبة .. غامضة . لم تفهمها و من ثم صعد و غادر
تنعم بالدفئ و الأمان بين احضانة مغمضة عينيها مستمعة لصوت نبضات قلبة ، بينما كان هو ينظر للهاوية شارد .. يفكر في امر ما و يخطط لة جيدا ، لم يطل كثيرا في التفكير . اغمض عينية ونام وهي بين احضانة
اشرقت شمس يوم جديد ، فتحت عينيها العسليتين بإنزعاج بسبب اشعة الشمس المتسلطة على وجهها ، مسحت وجهها بكفها و اعتدلت و مررت ناظريها حولها باحثة عنه لم تجده . فمن المؤكد انة غادر ، نهضت من على السرير و إتجهت للشرفة حيث توجد سفرة صغيرة موضوع عليها بعض الأطعمة الصحية للفطور ، جلست و التقطت باقة الورد الجوري الاحمر و اشتمتها بسعادة فهذا هو نوعها المفصل من الورود و هو يعلم ذلك لذلك يجلبها لها كل صباح ، التقطت تلك البطاقة الموضوعة في منتصف باقة الورود و فتحتها و قرأتها و على وجهها إبتسامة صغيرة ˝ صباح الخير ريحانتي . جهزي نفسك ˝ طوت البطاقة بسعادة و وضعتها على الطاولة و بدأت في تناول الفطور بسرعة لتنهض و تجهز نفسها ، و بعد إنتهائها نهضت و إتجهت للحمام لتأخذ حمام ساخن و من ثم خرجت و هي تلف حولها منشفة كبيرة و إتجهت للخزانة و وقفت وهي تشعر بالحيرة ماذا ستردي ؟! ، اخرجت فستان احمر اللون بحمالات و يصل لأسفل الركبة بقليل
. . . . . . .
واقفة امام المرآة تسرح شعرها بعد ان صففتة ، سمعت صوت الحراس و هم يحيونه فعلمت انه وصل ، إتجهت للنافذة تتأكد فوجدته فعادت و نظرت سريعا للمرآة وهي تمسح بيدها على شعرها لترتبة و ترسم إبتسامة ع وجهها و تخرج من الغرفة بهدوء لتتجه للباب الخلفي للقصر
خرجت من الباب الخلفي للقصر فوجدت احد سيارته . تقدمت و صعدتها بسعادة و تحركت السيارة
التفتت له بحماس و قالت
- ااه بقالنا فترة طويلة مخرجناش مع بعض ، هنروح فين المرة دي؟
- مكانك المفضل
قالها بهدوء
- بجد! .. بس ليشوفنا حد
- متخافيش . النهارضة الاحد
- اهااا النهارضة في حظر تجول . بس ممكن حد يشوفنا برضوا
- متخافيش . انا مأمن كل حاجة
اومأت برأسها و إبتسمت لة و اراحت رأسها على كتفه
. . . . . . . . . . .
المكان الأقرب لقلبها في هذة القرية . تلك الأرض الخضراء الواسعة التي تمتلأ بالورد الجوري الاحمر ، جرت في الأرض الخضراء الواسعة بسعادة و قليل من الراحة بسبب ذلك الكعب فتوقفت واتت ان تميل لتنتزعة من قدميها وجدت جلال يمسك بيدها برفق و يقربها لة ويجلسها على كرسي تلك الطاولة المزينة و هو يقول لها
- انتبهيلي النهارضة . و سيبيك من جمال المكان . النهارضة بس
اومأت برأسها وعلى وجهها إبتسامة صغيرة
قدم لها كاس ممتلأ بالعصير ، وكاس ممتلأ بالخمر له . فقالت بإستنكأر
حتي وصلوا لهذيه المكان. المكان الأقرب لقلبها في هذة القرية . تلك الأرض الخضراء الواسعة التي تمتلأ بالورد الجوري الاحمر ، جرت في الأرض الخضراء الواسعة بسعادة و قليل من الراحة بسبب ذلك الكعب فتوقفت واتت ان تميل لتنتزعة من قدميها وجدت جلال يمسك بيدها برفق و يقربها لة ويجلسها على كرسي تلك الطاولة المزينة و هو يقول لها
- انتبهيلي النهارضة . و سيبيك من جمال المكان . النهارضة بس
اومأت برأسها وعلى وجهها إبتسامة صغيرة
قدم لها كاس ممتلأ بالعصير ، وكاس ممتلأ بالخمر له . فقالت بإستنكأر
قالها ببرود وهو ينظر لعينيها
شعرت بالإحباط لما قالة . ولكنه محق . فهي لا تعلم عنه إلا القليل برغم مرور عامين وهي معه
سحبت يدها و عادت لمجلسها
قال بهدوء
- مش عايزة تعرفي عرضي ليكي ؟
نظرت له صامتة . فقال
- هبعتك ليه .. تجمعيلي كل معلومات عنه . مهما كانت صغيرة
هزت رأسها رافضة ما يعرضة عليها و قالت بضعف
- مش هعمل اي حاجة من اللي عرضته عليا دة
إبتسم إبتسامة جانبية و قال بتهكم
- مش بمزاجك ، العرض دة مجبور عليكي انك تنفذية و إلا ..
هزت رأسها مستنكرة ، رافضة بحزم
- انت عارف بتعرض عليا اية . أنت في وعيك !
- ايوة
قالها بهدوء بارد ، فصرخت بة مكملة
- انت عارف انا مين؟
- انتي ريحانة
قالها ببرود ، فقالت بسرعة
- مراتك
- عرفي
قالها بتهكم ، حدقت بة غير مصدقة ما يقولة و غير مصدقة انة هو . اهذا هو حبيبها و زوجها ام استبدل بآخر ؟! ، تهاوت على كرسيها بينما اردف هو ببرودة الذي اظهرهة اليوم
- اكيد فهمتي عرضي ، بس اكيد في اسألة كتير بتدور في راسك و اولهم . سبب اني اختارك انتي للموضوع دة بذات برغم ان ممكن ابعت اي بنت تانية و برغم انك مراتي ˝ نهض من على كرسية و اقترب منها ˝ . اولا انتي مش معروفة في القرية . محدش يعرف عنك حاجة وانا مخطط لكل حاجة فمتقلقكيش محدش هيسألك عن حاجة بذات هو ، ثانيا عارف و متأكد من تأثيرك بجمالك علينا ،و تقدري بجمالك تخلية يلف حواليكي ليمتلكك ، ثالثا و الاهم انوا عايزك
رفعت ناظريها لة وقالت والدموع اقرب للسقوط
- و انا مش عايزة اعمل كدة . و مش عايزاة
احضتن وجهها بكفة بقسوة و قال
- تعالي على نفسك عشاني
- مش هعرف اعمل اي حاجة من اللي طلبت مني اعملها
- هتعرفي
- طيب لو كشفني
- مش هيحصل
نظرت لة لبرهه قبل ان تسيل دموعها و كأنها طفلة صغيرة وهي تترجاة
- مش عايزة يا جلال . لو بتحبني متخلنيش اعمل حاجة مش عايزاها
نظر لها بألم ولكنة تخلص من الأخير سريعا وقال بنفاذ صبر وهو يصرخ بها
و التفت و غادر ، فهوت هي على الأرض جالسة تبكي ، فجأة توقفت عن البكاء
. هي لا تريد ان تفعل ما طلبة . مسحت دموعها و نهضت سريعا وهي تدور حولها . لم تجد اي رجل من حراسة . فأتت لها فكرة الهروب من ما سيجعلها تفعلة او بمعنى اصح بأن يجبرها على فعل شيء لا تريد فعلة ، هي اكتفت من تلك السلطات التي تجبرها على الخضوع لهم ، خلعت حذاءها ذو الكعب العالي و تركتة على الأرض مكانة و جرت .. جرت بكل من سرعة تملكها .
جرت بأمل الهروب من ذلك الجحيم التي ستسقط بة .. كانت تنظر للخلف لكي تتأكد ان لا احد يتبعها و لا احد اكتشف هروبها و لكن لم تكن تعلم انة كان يراقبها من بعيد . فهو ليس بغبي لكي يتركها في ذلك المكان دون وجود رجالة
ارتطم جسدها الصغير بذلك الجسد الضخم القوي عندما كانت هي تتلفت للخلف ، نظرت بفزع لذلك الرجل الذي تعرفة احد رجال جلال ، التفتت لتهرب و لكن وجدت رجل اخر ضخم يظهر لها ، التفتت حول نفسها وهي تنظر لهم و صدرها يعلو و يهبط من سرعة تنفسها و خوفها ، وجدت الرجلين يبتعدون عنها قليلا و اشار احدهم بأصبعة لتظهر تلك الفتاة على يمينها و الأخرى على شمالها و اخرى خلفها و فجأة تقدموا منها بهمجيةو بدأوا في ضربها
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حملوها الرجال و ادخلوها بجانب سيدهم في السيارة
قال بجمود وهو ينظر امامة
- أسمعي كلامي كويس و احفظية .. تجيبيلي الورق و المعلومات اللي طلبتها خلال شهر . شهر و نص .. و هقولك تعملي اية
و بدأ في قول ما يجب عليها فعله ، كانت تنظر لة بقهر و حزن و ضعف
قالت هامسة بقهر و الم عندما انتهى مما كان يقول
- انا بكرهك
- مش من قلبك
قالها و على وجهة إبتسامة جانبية واثقة
اخفضت رأسها بإنكسار و الم و اغمضت عينيها
توقفت السيارة . ترجل السائق و التفت للباب الخلفي و فتحة ، وقبل ان يأمرهم بأن يحملوها ، امسك بذقنها و رفعة له بقسوة ففتحت عينها بضعف والم ، فقال وهو يضغط على كل حرف يخرج من بين شفتية محذرا
- متسلميش نفسك ليه . أنتي ليا .. و بس
و ترك ذقنها و نظر امامة بجمود و اشار بيدة للحراس بأن يأخذوها ، اخرجوها من السيارة و القوها على الأرض و عادوا للسيارة
و غادروا تاركينها على الأرض بحالتها تلك