وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ... 💬 أقوال محمد بن صالح العثيمين 📖 كتاب تفسير القرآن الكريم - سورة يس

- 📖 من ❞ كتاب تفسير القرآن الكريم - سورة يس ❝ محمد بن صالح العثيمين 📖

█ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) قوله تعالى : والشمس تجري لمستقر لها يجوز أن يكون تقديره وآية لهم الشمس ويجوز مرفوعا بإضمار فعل يفسره الثاني بالابتداء " موضع الخبر أي جارية وفي صحيح مسلم عن أبي ذر قال سألت رسول الله صلى عليه وسلم قوله عز وجل مستقرها تحت العرش وفيه النبي يوما أتدرون أين تذهب هذه ؟ قالوا ورسوله أعلم إن حتى تنتهي إلى فتخر ساجدة فلا تزال كذلك يقال ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة مطلعها ثم ولا لا يستنكر الناس منها شيئا ذاك فيقال أصبحي مغربك مغربها فقال متى ذلكم حين ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت قبل أو كسبت خيرا ولفظ البخاري كتاب تفسير القرآن الكريم سورة يس مجاناً PDF اونلاين 2024 مكية إلا الآية 45 فهي مدنية السورة المثاني آياتها 83 وترتيبها المصحف 36 الجزء الثالث والعشرين بدأت بحرفان الحروف المقطعة: نزلت بعد الجن بها سكت عند كلمة «مَرْقَدِنَاْ» 52 قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ وغالباً ما يُطلق الربع الأخير ربع رغم يبدا فعلياً بآية: فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ الصافات التي تلي سبب النزول سبب النزول للآيات (77 83): ابن عباس قال: جاء العاص بن وائل ﷺ بعظم رميم بال فأخذ يفتته بيده ويقول: يا محمد أيحيي هذا أرى؟ رواية رم وبلي؟ نعم يبعث يميتك يحييك يدخلك نار جهنم فنزلت الآيات أخرجه الحاكم وصححه وابن المنذر وعن عباس: قائل ذلك خلف مردويه هذا الكتاب الأصل دروس ألقاها فضيلة الشيخ عثيمين رحمه جلسات وحلقات علمية متعددة تتضمن لآيات

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)

قوله تعالى : والشمس تجري لمستقر لها يجوز أن يكون تقديره : وآية لهم الشمس . ويجوز أن يكون الشمس مرفوعا بإضمار فعل يفسره الثاني . ويجوز أن يكون مرفوعا بالابتداء . " تجري " في موضع الخبر , أي : جارية . وفي صحيح مسلم عن أبي ذر قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله - عز وجل - : والشمس تجري لمستقر لها قال : مستقرها تحت العرش . وفيه عن أبي ذر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوما : أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم , قال : إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة , فلا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي , ارجعي من حيث جئت , فترجع , فتصبح طالعة من مطلعها , ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة , ولا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي , ارجعي من حيث جئت , فترجع فتصبح طالعة من مطلعها , ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش , فيقال لها : ارتفعي , أصبحي طالعة من مغربك , فتصبح طالعة من مغربها . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتدرون متى ذلكم ؟ ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا . ولفظ البخاري عن أبي ذر قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر حين غربت الشمس : تدري أين تذهب ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها , ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها , وتستأذن فلا يؤذن لها , يقال لها : ارجعي من حيث جئت , فتطلع من مغربها , فذلك قوله تعالى : والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم . ولفظ الترمذي عن أبي ذر قال : دخلت المسجد حين غابت الشمس , والنبي - صلى الله عليه وسلم - جالس . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم , قال : فإنها تذهب فتستأذن في السجود فيؤذن لها , وكأنها قد قيل لها : اطلعي من حيث جئت , فتطلع من مغربها . قال : ثم قرأ " ذلك مستقر لها " قال : وذلك قراءة عبد الله . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وقال عكرمة : إن الشمس إذا غربت دخلت محرابا تحت العرش تسبح الله حتى تصبح , فإذا أصبحت استعفت ربها من الخروج فيقول لها الرب : ولم ذاك ؟ قالت : إني إذا خرجت عبدت من دونك . فيقول الرب - تبارك وتعالى - : اخرجي فليس عليك من ذاك شيء , سأبعث إليهم جهنم مع سبعين ألف ملك يقودونها حتى يدخلوهم فيها . وقال الكلبي وغيره : المعنى : تجري إلى أبعد منازلها في الغروب , ثم ترجع إلى أدنى منازلها , فمستقرها بلوغها الموضع الذي لا تتجاوزه , بل ترجع منه , كالإنسان يقطع مسافة حتى يبلغ أقصى مقصوده فيقضي وطره , ثم يرجع إلى منزله الأول الذي ابتدأ منه سفره . وعلى تبليغ الشمس أقصى منازلها , وهو مستقرها إذا طلعت الهنعة , وذلك اليوم أطول الأيام في السنة , وتلك الليلة أقصر الليالي , فالنهار خمس عشرة ساعة والليل تسع ساعات , ثم يأخذ في النقصان وترجع الشمس , فإذا طلعت الثريا استوى الليل والنهار , وكل واحد ثنتا عشرة ساعة , ثم تبلغ أدنى منازلها وتطلع النعائم , وذلك اليوم أقصر الأيام , والليل خمس عشرة ساعة , حتى إذا طلع فرغ الدلو المؤخر استوى الليل والنهار , فيأخذ الليل من النهار كل يوم عشر ثلث ساعة , وكل عشرة أيام ثلث ساعة , وكل شهر ساعة تامة , حتى يستويا , ويأخذ الليل حتى يبلغ خمس عشرة ساعة , ويأخذ النهار من الليل كذلك . وقال الحسن : إن للشمس في السنة ثلاثمائة وستين مطلعا , تنزل في كل يوم مطلعا , ثم لا تنزله إلى الحول , فهي تجري في تلك المنازل وهي مستقرها . وهو معنى الذي قبله سواء . وقال ابن عباس : إنها إذا غربت وانتهت إلى الموضع الذي لا تتجاوزه استقرت تحت العرش إلى أن تطلع .

قلت : ما قاله ابن عباس يجمع الأقوال فتأمله . وقيل : إلى انتهاء أمدها عند انقضاء الدنيا وقرأ ابن مسعود وابن عباس " والشمس تجري لا مستقر لها " أي : إنها تجري في الليل والنهار لا وقوف لها ولا قرار , إلى أن يكورها الله يوم القيامة . وقد احتج من خالف المصحف فقال : أنا أقرأ بقراءة ابن مسعود وابن عباس . قال أبو بكر الأنباري : وهذا باطل مردود على من نقله ; لأن أبا عمرو روى عن مجاهد عن ابن عباس , وابن كثير روى عن مجاهد عن ابن عباس والشمس تجري لمستقر لها فهذان السندان عن ابن عباس اللذان يشهد بصحتهما الإجماع - يبطلان ما روي بالسند الضعيف مما يخالف مذهب الجماعة , وما اتفقت عليه الأمة .

قلت : والأحاديث الثابتة التي ذكرناها ترد قوله , فما أجرأه على كتاب الله , قاتله الله . وقوله : " لمستقر لها " أي : إلى مستقرها , والمستقر موضع القرار . " ذلك تقدير " أي الذي ذكر من أمر الليل والنهار والشمس تقدير " العزيز العليم " .. ❝