█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ اجعل الكعبة قبلة وجهك وبدنك ورب البيت قبلة روحك وقلبك وعلى حسب إقبالك على الله في صلاتك يكون إقبال الله عليك زيادة ونقصانا وإذا أعرضت أعرض الله عنك وكما تدين تدان . ❝
❞ العبد في حال غفلته كالهارب من مولاه ، فإذا جاء إلى الصلاة كان كالعائد إليه و الراجع إلى ملكه ، لكن بأي وجه يرجع ؟!
إنه ليس إلا وجه التذلل و الانكسار ، ليستدعي عطف سيده و إقباله بعد أن أعرض عنه . ❝
❞ لما كان صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله تعالى ، متوقفاً على جمعيته على الله تعالى ، ولَمِّ شعثه بإقباله بالكلية على الله تعالى ، فإن شَعَثَ القلب لا يلمه إلَّا الإقبال على الله تعالى ، وكان فضول الطعام والشراب ، وفُضول مخالطة الأنام ، وفضول الكلام ، وفضول المنام ، مما يزيدُه شَعَثاً ، ويُشَتُهُ في كُلِّ وادٍ ، ويقطعه عن سيره إلى الله تعالى ، أو يُضعِفُه ، أو يعوقه ويُوقفه ، اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يُذهِبُ فضول الطعام والشراب ، ويستفرغ من القلب أخلاط الشهواتِ المعوقة له عن سيره إلى الله تعالى ، وشرعه بقدر المصلحة ، بحيث ينتفع به العبد في دنياه وأخراه ، ولا يضره ولا يقطعه مصالحه العاجلة والآجلة ، وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى ، وجمعيته عليه ، والخلوة به ، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والاشتغال به وحده ، سبحانه ، بحيث يصير ذكره وحبه ، والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته ، فيستولي عليه بدلها ، ويصير الهم كله به ، والخطرات كلها بذكره ، والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه ، فيصيرُ أنسه بالله تعالى بدل أنسه بالخلق ، فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور ، حين لا أنيس له ، ولا ما يفرح به سواه ، فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم . ❝
❞ - بم أوصاك ؟
- قال لي : أدن مني يا عمر ، فلما دنوت قال : إني مستخلفك ، وأوصيك بتقوى الله يا عمر! إن لله عملاً بالليل لا يقبله بالنهار ، وعملاً بالنهار لا يقبله بالليل، واعلم أنه لا تقبل منك نافلة حتى تؤدي الفريضة ، وأنه إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الحق ، وحق الميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلاً وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الباطل ، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا . إن الله جل ذكره ذكر أهل الجنة بحسن أعمالهم وتجاوز عن سيئاتهم ، فإذا ذكرتهم فقل إني أخاف ألا أكون من هؤلاء . وذكر آية الرحمة مع آية العذاب ليكون العبد راغبا راهبا، لا يتمنى على الله غير الحق، ولا يلقي بيده إلى التهلكة، فإن حفظت وصيتي فلا يكونن غائب أحب إليك من الموت، ولست بمعجزه!
هي والله وصية مودع، وإن المرء أصدق ما يكون إذا كان في إدبار من الدنيا وإقبال من الآخرة، وقد كان أبو بكر رضي الله عنه في حياته صديقا، فكيف لا يكون وهو في آخر عهده من الدنيا، ولكن هل يتسع صدر أمير المؤمنين لي لأسأله عن بعضها . ❝