❞ *في ظلال آية*
*{فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ}* (159) آل عمران.
في لحظةٍ كثرت فيها الزلات، وتتابعت فيها العثرات، يجيء الخطاب الإلهي موجَّهًا إلى قلب النبي الكريم ﷺ، ليغمره بنفحات الرحمة، ويُذكّره بأنه إنما لَانَ لهم برحمةٍ من الله، لا بقوة ولا سلطان. وإنه لو كان فظًّا غليظَ القلب لانفضوا من حوله، ولبقي وحده في الميدان، وحيدًا بلا أنصار ولا أتباع.
فأمره الله بالعفو عنهم، والاستغفار لهم، ثم أمره بالشورى معهم... مع أنهم هم من رجع، وهم من خالف، وهم من تركوه في ساحة القتال يثخن بالجراح! لكنها الشورى... ليست مظهرًا، بل مبدأ، لا تسقطه النتائج ولا تلغيه العثرات، لأنه من صلب منهج الله في تربية الأمة.
لقد كان بإمكان القيادة النبوية أن تتجاوز الشورى بعد تلك النتائج المرة في \"أحد\"، وأن تتفرّد بالقرار؛ ولكن الإسلام كان يُنشئ أمة... يربيها، ويُهيّئها لحمل الأمانة، لا بالوصاية والاحتواء، بل بالتجربة والممارسة، ولو شابت التجربة الخسائر! فالأمة لا ترشد إلا إذا زاولت القرار، وذاقت تبعاته، وتعلمت كيف تقوم من عثرتها، لا أن تُمنع من السير خشية السقوط.
وهكذا تمضي التربية الربانية، في لحظة ألمٍ وهزيمة، لتغرس بذور النضج والرشد، ولتجعل من الرحمة والشورى والتوكل، أعمدةً لحياة الجماعة المسلمة، في مواجهة المِحن والنكبات. ومن قلب الغزوة، ومن جراح \"أحد\"، تولد معالم الطريق الراشد، وتُخطُّ خارطة أمة... تعرف كيف تُخطئ، وتعرف – قبل ذلك – كيف تنبعث من خطئها إلى حياةٍ أكرم، وأمةٍ أعظم.
> ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾
مشعلٌ ربانيٌّ يضيء طريق الأمة، إلى يوم الدين.
د. عبدالله شارب. ❝ ⏤سيد قطب
في لحظةٍ كثرت فيها الزلات، وتتابعت فيها العثرات، يجيء الخطاب الإلهي موجَّهًا إلى قلب النبي الكريم ﷺ، ليغمره بنفحات الرحمة، ويُذكّره بأنه إنما لَانَ لهم برحمةٍ من الله، لا بقوة ولا سلطان. وإنه لو كان فظًّا غليظَ القلب لانفضوا من حوله، ولبقي وحده في الميدان، وحيدًا بلا أنصار ولا أتباع.
فأمره الله بالعفو عنهم، والاستغفار لهم، ثم أمره بالشورى معهم.. مع أنهم هم من رجع، وهم من خالف، وهم من تركوه في ساحة القتال يثخن بالجراح! لكنها الشورى.. ليست مظهرًا، بل مبدأ، لا تسقطه النتائج ولا تلغيه العثرات، لأنه من صلب منهج الله في تربية الأمة.
لقد كان بإمكان القيادة النبوية أن تتجاوز الشورى بعد تلك النتائج المرة في ˝أحد˝، وأن تتفرّد بالقرار؛ ولكن الإسلام كان يُنشئ أمة.. يربيها، ويُهيّئها لحمل الأمانة، لا بالوصاية والاحتواء، بل بالتجربة والممارسة، ولو شابت التجربة الخسائر! فالأمة لا ترشد إلا إذا زاولت القرار، وذاقت تبعاته، وتعلمت كيف تقوم من عثرتها، لا أن تُمنع من السير خشية السقوط.
وهكذا تمضي التربية الربانية، في لحظة ألمٍ وهزيمة، لتغرس بذور النضج والرشد، ولتجعل من الرحمة والشورى والتوكل، أعمدةً لحياة الجماعة المسلمة، في مواجهة المِحن والنكبات. ومن قلب الغزوة، ومن جراح ˝أحد˝، تولد معالم الطريق الراشد، وتُخطُّ خارطة أمة.. تعرف كيف تُخطئ، وتعرف – قبل ذلك – كيف تنبعث من خطئها إلى حياةٍ أكرم، وأمةٍ أعظم.
> ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ مشعلٌ ربانيٌّ يضيء طريق الأمة، إلى يوم الدين.
❞ يا مُنْفقًا بضاعةَ العُمُرِ في مخالفة حبيبه والبعد منه! ليس في أعدائك أضرُّ عليك منك.
ما يَبْلُغُ الأعداءُ منْ جاهلٍ ... ما يَبْلُغُ الجاهلُ منْ نفسِهِ. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ يا مُنْفقًا بضاعةَ العُمُرِ في مخالفة حبيبه والبعد منه! ليس في أعدائك أضرُّ عليك منك.
ما يَبْلُغُ الأعداءُ منْ جاهلٍ .. ما يَبْلُغُ الجاهلُ منْ نفسِهِ. ❝
❞ { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ }
الأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى.
تفسير السعدي / سورة الكهف. ❝ ⏤عبدالرحمن بن ناصر السعدي