█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ 2 ثم قال لي: المسيح قال: وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. (متى 5/22)
وهذا يدل على أنه هو المُشرع؛ لأنه يُعطي الأحكام.
فقلت له: المسيح عليه السلام هنا يوضح الحكم ويُعطي نصائح، وقد قال قبلها: ˝لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ˝
واستمر يُعطي النصائح حتي قال في آخر الإصحاح: ˝فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ˝
فهو يُبلغ عن الرب، ولم يقل: يكون مستوجبًا حكمي! إنما قال: ˝ يكون مستوجبًا الحكم˝
وقد قال المسيح – عليه السلام – مبينًا مهمته ووظيفته في الحياة: أنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقًّا. (يوحنا 5/30)
فهو رسول يُبلغ ويبيّن فقط، حتى وإن أصدر حكما فإنه من عند الله وليس من نفسه . ❝
❞ لا بد من الاعتراف بالتقصير الموضوعي والعلمي في السير نحو الحقيقة والتحقق، وأنه ينبغي على طالب الحق بذل كل غالي ونفيس في هذا السبيل العظيم (سبيل التعرف على العظمة الإلهية)! . ❝
❞ لطالما طربت الآذان لأعلام كانت لبصمتهم النافعة في حياة الناس الأثر الظاهر؛ نفعًا وإرشادًا وتوجيهًا وتقويمًا، ومن عظيم الجهد الذي سخّره هؤلاء النافعون من أفكارٍ تتجلى إبداعًا ونقاءً؛ إلزامٌ ببيان أفكارهم وعلو نفوسهم، يصدق في حالهم قول ابن هانئ الأندلسي:
ولم أجِد الإِنسانَ إِلا ابن سعيِه ** فمن كان أسعَى كان بالمجدِ أجدرا
وبالهمةِ العلياءِ يرقَى إِلى العُلا ** فمن كان أرقَى هِمَّةً كان أظهرا . ❝
❞ إن الواجب على من بيدهم زمام الأمور أن يسعوا جاهدين لإرساء قيم العدل والمساواة والحرية في حياة الناس؛ لكي لا يلجأ أحد المظلومين اجتماعيا أو سياسيا أو فكريا إلى تنظيمات إرهابية تسعى في الأرض فسادا . ❝