█ _ أحمد محمد الشرقاوي 0 حصريا كتاب اختلاف المفسرين أسبابه وضوابطه 2024 وضوابطه: الاختلاف لغة ضد الاتفاق والاختلاف والمخالفة أن يأخذ كل واحد طريقا غير طريق الآخر حاله أو قوله ولقد ذكر بعض العلماء فروقا بين الاختلاف والخلاف ؛ منها الخلاف أعم من الضد لأن ضدين مختلفين وليس والاختلاف يستند إلي دليل أما فإنه لا وفي يكون الطريق مختلفا والمقصود واحدا فكلاهما مختلف وقال بعضهم : يستعمل قول بُني علي فيما عليه والذي أراه قد يراد به التنوع وقد التضاد وكذلك يرد لأحد المعنيين من ذلك الشاعر وليس خلاف جاء معتبرا *** إلا خلافا له حظ النظر أنواعه الاختلاف التفسير: نوعان تنوع وهو المحمود واختلاف تضاد المذموم وفيما يلي بيان : أولا المذموم وقد تعريفه الإتقان بأنه ما يدعو فيه أحد الشيئين إلى فهو لأنه مجال للاختلاف وذلك كاختلاف الفرق الضالة المنحرفة عن أهل السنة والجماعة حيث فسروا القرآن بما يتوافق مع أهوائهم ومعتقداتهم الفاسدة مخالفين بذلك ورد تفاسير وهنا بد الترجيح الآراء لبيان الحق •من هو شائع كالمعتزلة والرافضة وغيرهم •ومنه يعتقد المفسر رأيا مخالفا لرأي فيفسر الكريم وفقا لهذا الرأي ويصرف اللفظ مراده تفسير المعتزلة لقوله تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة ربها ناظرة يري استحالة الرؤية الآخرة وبناء رأيهم الباطل فإنهم يؤولون الآيات بتعسف وتكلف وينكرون الأحاديث الصحيحة الصريحة التي تخالف أهواءهم ففسر ) بمعنى نِـعَـم جمع نعمة حتى يصرفون معناه الظاهر الذي يفيد تنعم المؤمنين برؤية رب العالمين فأول المعنى تأويلا غريبا فقالوا { }أي مترقبة ومنتظرة كما تقول أنا فلان ناظر يصنع بي •أيضا اعتماد الموضوعات والإسرائيليات العقل والنقل واعتبارها أصلا التفسير مما يتناقض الصحيح الوارد أيضا مجرد معرفته باللغة والمسارعة بظاهر العربية دون الرجوع أصول وأدواته يؤدي كثرة الغلط • كمن فسر وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها بأن المراد كانت والصحيح الآية " آية أي حجة باهرة ومعجزة ظاهرة بدليل السياق قال وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ نُرْسِلُ تَخْوِيفًا )(1) •ومنها ترك للمعنى وتعويلهم معانٍ أصل لها أدنى صلة بالآيات فعل ابن عربي تفسيره وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا )(2)قال "واذكر اسم ربك أنت اعرف نفسك ولا تنسها فينسك الله وفي هذا القول الضلال والزيغ يخفي • وتارة غرض صحيح فيطلب دليلا ويستدل عليه يعلم أنه أريد فيحمل النص يحتمل ويتعسف ويتكلف مثاله يرمز القلب القاسي بفرعون فيقول سورة النازعات( اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ)(3) ويشير قلبه ويوميء وهذا الجنس يستعمله الوعاظ المقاصد الحسنة تحسينا للكلام وترغيبا للمستمع وإثارة ممنوع لمخالفته لظواهر النصوص ومقاصدها •ومن سهل التستري (وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ )(4)حيث نفى الأصيل يدل ظاهر وأثبت معنى آخر ليس دلالة فقال لم الأكل الحقيقة وإنما أراد مساكنة الهمة لغيره ومن أسباب دالا أكثر فهو مشترك لفظي فيصرفه يتناسب كتفسير الكتاب مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَي رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ )(5)علي علما اللوح المحفوظ دَآبَّةٍ الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ) و نفس السورة (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَسْقُطُ وَرَقَةٍ وَلَا حَبَّةٍ ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ رَطْبٍ يَابِسٍ كِتَابٍ مُّبِينٍ)(6) •ومن الخطأ معرفة اشتقاق الكلمة يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً )(7)قالوا ينادي إنسان باسم أمه والصواب الإمام الأم قال الزمخشري "بإمامهم بمن ائتموا نبي أومقدم الدين دين بدع التفاسير أم وأن الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم آبائهم مراعاة لحق عيسى السلام وليت شعري أيهما أبدع ؟ أصحة لفظه بهاء حكمته ؟ علاقة بالآية قريب بعيد العرب الضحك بالحيض فقد ذهب فضحكت أي: فحاضت 0 •قال هود وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ )(8) القرطبي: [ مجاهد وعكرمة: حاضت وكانت آيسة تحقيقا للبشارة وأنشد اللغويون : * وإني لآتي العرس عند طهورها وأهجرها يوما إذا تك ضاحكا وضحك الأرانب فوق الصفا كمثل دم الجوف اللقـــــا والعرب ضحكت الأرنب أنكر اللغويين كلام وقال الجمهور: المعروف الحيض اللغة بمستقيم وأنكر الفراء أسمعه ثقة كناية *وقال بن المنير زعم ضحكها حيضها ويبعد التأويل أنها قالت بعد قَالَتْ يَا وَيْلَتَي أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ )(9)فلو كان قبل بشارتها لما تعجبت إذ عجب حمل تحيض والحيض العادة علامة إمكان الحمل والرأي المختار إليه جمهور هنا حقيقته وسببه الفرح والتعجب فرحت حين سمعت الملائكة الكرام يخبرون إبراهيم بأمر نجاة لوط آمن معه وهلاك المكذبين المعرضين دعوته وتعجبت حال الهالكين كيف يتمادون ويصرون الانحلال قرب هلاكهم فالأولي بهم يتوبوا فوات الأوان ثانيا المحمود أما التلازم عرفه السيوطي يوافق الجانبين القراءة النوع مفيد فهم وفيه إثراء وله عديدة نذكرها ونورد أمثلة عليها ونبين الضوابط والقواعد نتعامل •أسبابه : 1 التعبير : كأن يعبر مفسر الواحد بعبارات شتى تدور كلها حول تكتمل صورته ويستقر الأذهان يفسر بمعان متنوعة لكنها محور واحد:وبعض بمثال بلازمه •مثال تفسيرهم الأنعاموَذَكِّرْ بِهِ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا دُونِ وَلِيٌّ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ كَانُواْ يَكْفُرُونَ )(10) فعن عباس رضي عنهما {أن تبسل} قال: تفضح {أبسلوا} فضحوا وعنه تسلم {أبسلوا كسبوا} أسلموا بجرائرهم وسأله نافع الأزرق له: أخبرني عز وجل تبسل يعني تحبس نفسه كسبت النار وهل تعرف ذلك؟ نعم زهيرا يقول: وفارقتك برهان فكاك الوداع وقلبي مبسل علقا وعن قتادة نفس} تؤخذ فتحبس فكل هذه المعاني الرهن والحبس والفضيحة متلازمة تناقض بينها الأمثلة :اختلافهم الروم فَأَمَّا آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) الضحاك عنه {في روضة يحبرون}: جنة يكرمون {يحبرون} وعن ينعمون يحيي أبي كثير يحبرون} لذة السماع الجنة الأوزاعي وكل هم السعادة والحبور والتنعم فكلها وكلها يسهل الجمع •ومثال نقله الدر المنثور {وبشر المخبتين} المطمئنين عمرو أوس المخبتون الذين يظلمون واذا ظلموا ينتصروا المتواضعين السدي الوجلين عبد مسعود رأي الربيع خثيم رأيتك ذكرت المخبتين وكل الصفات والأحوال مجتمعة المخبتين •ومثال للصراط المستقيم بعضهم: بالصراط هاهنا أربعة أقوال أحدها روي طالب مرفوعا والثاني الإسلام قاله وابن والحسن أبو العالية والثالث الهادي رواه صالح وبه والرابع نقل " كتب علوم مجاناً PDF اونلاين لعلوم فوائد عظيمة وآثار إيجابية الفرد والمجتمع معاً فبفضل العلوم مثلا يستطيع المسلم تدبر وفهم آياته واستنباط غاياته ومقاصده وأحكامه وبدون الاطلاع يصعب تكوين كامل وشامل لكتاب لأننا حينها نعرف النزول أحكام النسخ مكامن الإعجاز ومن كذلك التسلح بمعرفتها يساعد محاججة المسلمين ومجادلتهم بالتي هي أحسن والدفاع الشبهات تثار حوله بتنوعها وغناها وبما تشتمل المعارف والفنون اللغوية والكلامية تساهم تطوير ثقافة فتسمو بروحه وتغذي عقله وتهذب ذوقه وترقى سماء العلم وفضاء المعرفة فالقرآن خير الكون والاطلاع علومه بطريقة بأخرى واجب مسلم ومسلمة لذلك فإن القسم يحتوى ومباحث قرآنية عامة تتحدث الكريم) وتدابيره , اسألة واجوبة وتأملات دراسات تهدف الدراسات القرآنية وخدمة الباحثين فيها
❞ فمعنى قوله: { ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة } ولا تستسلموا للهلكة فتعطوها أزمتكم فتهلكوا والتارك النفقة في سبيل الله عند وجوب ذلك عليه مستسلم للهلكة بتركه أداء فرض الله عليه في ماله. وذلك أن الله جل ثناؤه جعل أحد سهام الصدقات المفروضات الثمانية في سبيله، فقال: { إنما الصدقات للفقراء والمساكين } إلي قوله: { وفي سبيل الله وابن السبيل } [التوبة: 60] فمن ترك إنفاق ما لزمه من ذلك في سبيل الله على ما لزمه كان للهلكة مستسلما وبيديه للتهلكة ملقيا. وكذلك الآيس من رحمة الله لذنب سلف منه، ملق بيديه إلي التهلكة، لأن الله قد نهى عن ذلك فقال: { ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } [يوسف: 87] وكذلك التارك غزو المشركين وجهادهم في حال وجوب ذلك عليه في حال حاجة المسلمين إليه، مضيع فرضا، ملق بيده إلى التهلكة.
فإذا كانت هذه المعاني كلها يحتملها قوله: { ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة } ولم يكن الله عز وجل خص منها شيئا دون شيء، فالصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله نهي عن الإلقاء بأيدينا لما فيه هلاكنا، والاستسلام للهلكة، وهي العذاب، بترك ما لزمنا من فرائضه، فغير جائز لأحد منا الدخول في شيء يكره الله منا مما نستوجب بدخولنا فيه عذابه. غير أن الأمر وإن كان كذلك، فإن الأغلب من تأويل الآية: وأنفقوا أيها المؤمنون في سبيل الله، ولا تتركوا النفقة فيها فتهلكوا باستحقاقكم بترككم ذلك عذابي... " . ❝
❞ والمتأمل في آيات القرآن الكريم يجد إشارات صريحة إلي هذا الواقع المرير الذي نعيشه فضلا عن اشتماله على جوانب متعددة من الإعجاز العلمي الذي يسبق به كل عصر ، ولا عجب فهو المعجزة الخالدة والعطاء المتجدد والنهر المتدفق الذي لا ينقطع إمداده ولا تنقضي عجائبه وصدق المولى عز وجل إذ يقول (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا { 109 } ) سورة الكهف . ❝
❞ و في الوقت الذي كانت فيه اوروبا ترقد في ظلام دامس وتغط في سبات عميق كان المسلمون قد سبقوا عصرهم في شتى العلوم وها نحن في هذا الزمان وقد تبدا حالنا وصرنا في مؤخرة الركب بعد أن كنا في مقدمته, صرنا تابعين بعد ان كنا متبوعين لأننا فصلنا بين العلم والدين, بحجة مواكبة الغرب ونسينا أن ديننا يرغب في العلم ويدعو إليه ويمهد طريقه, ويدعو الى رعاية طلابه واساتذته ماديا ومعنوياً . ❝