█ _ أحمد محمد الشرقاوي 2007 حصريا كتاب الحوار القرآني ضوء سورة الأنعام "دراسة موضوعية " عن مركز الشارقة للإبداع الفكري 2024 ": : سبيل الإقناع ومفتاح القلوب وأسلوب التواصل والتفاهم ووسيلة التعارف والتآلف ومنهج الدعوة والإصلاح ومسلك التربية والتعليم ومجمَعُ التقارب والالتقاء وسَنَنُ الأنبياءِ عليهم السلام مع أقوامهم لإقامة الحجج ودفع الشُّبه هذا وقد وُجِّهتْ إليَّ دعوةٌ كريمةٌ للمشاركة مؤتمر الآخر الفكر الإسلامي بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية فاستخرتُ الله تعالى المشاركة بهذا المؤتمر بموضوعٍ حول تلك السورة العظيمة التي نزلت جملةً كما ورد بعض الأحاديث والآثار ترقى لدرجة الحسن ؛ والحكمة ذلك ما اشتملت عليه وما رمت إليه من إقامة الساطعة والبراهين القاطعة ودحض شبهات المخالفين وتصحيح المفاهيم والدعوة إلى النظر والتفكر ونبذ التقليد الأعمى والتعصب المقيت والتحرر الأهواء فهي أصلٌ محاجة جميعِ الكفارِ وكشف هم ضلالٍ وتفنيد شبهاتهم وبيان العقيدة الصحيحة وإثباتها بالأدلةِ فالسورة الكريمة زادٌ للدعاةِ ومنهجٌ للمحاورِين قال الإمام البقاعي وهي كلُّها حجاج المشركين وغيرهم المبتدعة والقدرية وأهل الملل الزائغة وعليها مبنى أصول الدين لاشتمالها التوحيد والعدل والنبوة والمعاد وإبطال مذاهب الملحدين وقال صاحب الأساس إن حوار شامل الكافرين كل الاتجاهات الرئيسية للكفر سواء كانت نظرية أو عملية ولذلك فإن الداعية أن يتملَّى حُججها ويعرف كيف يقرع بها فالسورة تدور الحجَّة الكفار بنقض عقائدهم الباطلة وإثبات بالأدلة والحجج المتنوعة وهذه هي أجمعُ سور القرآن لأحوال العرب الجاهلية وأشدُّها مقارعةً لهم واحتجاجا سفاهتهم كتب علوم مجاناً PDF اونلاين لعلوم فوائد عظيمة وآثار إيجابية الفرد والمجتمع معاً فبفضل هذه العلوم مثلا يستطيع المسلم تدبر الكريم وفهم آياته واستنباط غاياته ومقاصده وأحكامه وبدون الاطلاع يصعب تكوين فهم كامل وشامل لكتاب لأننا حينها لا نعرف أسباب النزول ولا أحكام النسخ مكامن الإعجاز ومن كذلك التسلح بمعرفتها يساعد محاججة غير المسلمين ومجادلتهم بالتي أحسن والدفاع ضد الشبهات تثار حوله ومن أيضا أنها بتنوعها وغناها وبما تشتمل المعارف والفنون اللغوية والكلامية تساهم تطوير ثقافة فتسمو بروحه وتغذي عقله وتهذب ذوقه وترقى به سماء العلم وفضاء المعرفة فالقرآن خير الكون والاطلاع علومه بطريقة بأخرى واجب مسلم ومسلمة لذلك القسم يحتوى ومباحث قرآنية عامة متنوعة تتحدث ( الكريم) وتدابيره , اسألة واجوبة وتأملات دراسات تهدف الدراسات القرآنية وخدمة الباحثين فيها
❞ و في الوقت الذي كانت فيه اوروبا ترقد في ظلام دامس وتغط في سبات عميق كان المسلمون قد سبقوا عصرهم في شتى العلوم وها نحن في هذا الزمان وقد تبدا حالنا وصرنا في مؤخرة الركب بعد أن كنا في مقدمته, صرنا تابعين بعد ان كنا متبوعين لأننا فصلنا بين العلم والدين, بحجة مواكبة الغرب ونسينا أن ديننا يرغب في العلم ويدعو إليه ويمهد طريقه, ويدعو الى رعاية طلابه واساتذته ماديا ومعنوياً . ❝
❞ والمتأمل في آيات القرآن الكريم يجد إشارات صريحة إلي هذا الواقع المرير الذي نعيشه فضلا عن اشتماله على جوانب متعددة من الإعجاز العلمي الذي يسبق به كل عصر ، ولا عجب فهو المعجزة الخالدة والعطاء المتجدد والنهر المتدفق الذي لا ينقطع إمداده ولا تنقضي عجائبه وصدق المولى عز وجل إذ يقول (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا { 109 } ) سورة الكهف . ❝
❞ فمعنى قوله: { ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة } ولا تستسلموا للهلكة فتعطوها أزمتكم فتهلكوا والتارك النفقة في سبيل الله عند وجوب ذلك عليه مستسلم للهلكة بتركه أداء فرض الله عليه في ماله. وذلك أن الله جل ثناؤه جعل أحد سهام الصدقات المفروضات الثمانية في سبيله، فقال: { إنما الصدقات للفقراء والمساكين } إلي قوله: { وفي سبيل الله وابن السبيل } [التوبة: 60] فمن ترك إنفاق ما لزمه من ذلك في سبيل الله على ما لزمه كان للهلكة مستسلما وبيديه للتهلكة ملقيا. وكذلك الآيس من رحمة الله لذنب سلف منه، ملق بيديه إلي التهلكة، لأن الله قد نهى عن ذلك فقال: { ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } [يوسف: 87] وكذلك التارك غزو المشركين وجهادهم في حال وجوب ذلك عليه في حال حاجة المسلمين إليه، مضيع فرضا، ملق بيده إلى التهلكة.
فإذا كانت هذه المعاني كلها يحتملها قوله: { ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة } ولم يكن الله عز وجل خص منها شيئا دون شيء، فالصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله نهي عن الإلقاء بأيدينا لما فيه هلاكنا، والاستسلام للهلكة، وهي العذاب، بترك ما لزمنا من فرائضه، فغير جائز لأحد منا الدخول في شيء يكره الله منا مما نستوجب بدخولنا فيه عذابه. غير أن الأمر وإن كان كذلك، فإن الأغلب من تأويل الآية: وأنفقوا أيها المؤمنون في سبيل الله، ولا تتركوا النفقة فيها فتهلكوا باستحقاقكم بترككم ذلك عذابي... " . ❝