█ _ أحمد محمد الشرقاوي 1980 حصريا كتاب البيان القرآني للسيرة النبوية 2024 النبوية: للقرآن الكريم مقاصده الجليلة وأساليبه الرائعةُ فهو منهاجُ الحياةِ ودستورُها وقد اتسم بمنهجه الفريد العرض والتحليل والربطِِ والتعقيبِ فضلا عن روعةِ الأساليب وجمال التراكيب وقوة التأثيرِ وعمقِ التعبير وفي هذا البحث نعيشُ مع لسيرة الحبيب فالقرآن هو المصدر الأول والأساسي وصلتُهُ بمصادر السيرةِ الأخرى صلةُ التكاملِ والاتساقِ بحيث تكتملُ الصورة وتُستوفى الدراسة وهذا ما إلا لبنةٌ صرح الدراسات القرآنية وومضةٌ موضوعه لعله يكون دافعا لمزيدٍ من الميدان الرحيب ( ) هذا وقد اشتمل مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول لا غناء للمسلمين السيرة وهم يعايشون القرآن وتفسيره فالسيرة هي التطبيق العملي لما جاء الذي لم ينزل كتابا مُجْملاً دفعة واحدة النبي صلى الله كتب علوم مجاناً PDF اونلاين لعلوم فوائد عظيمة وآثار إيجابية الفرد والمجتمع معاً فبفضل هذه العلوم مثلا يستطيع المسلم تدبر وفهم آياته واستنباط غاياته ومقاصده وأحكامه وبدون الاطلاع يصعب تكوين فهم كامل وشامل لكتاب تعالى لأننا حينها لا نعرف أسباب النزول ولا أحكام النسخ مكامن الإعجاز ومن كذلك أن التسلح بمعرفتها يساعد محاججة غير المسلمين ومجادلتهم بالتي أحسن والدفاع ضد الشبهات التي تثار حوله ومن أيضا أنها بتنوعها وغناها وبما تشتمل عليه المعارف والفنون اللغوية والكلامية تساهم تطوير ثقافة فتسمو بروحه وتغذي عقله وتهذب ذوقه وترقى به سماء العلم وفضاء المعرفة خير الكون والاطلاع علومه بطريقة أو بأخرى واجب كل مسلم ومسلمة لذلك فإن القسم يحتوى ومباحث قرآنية عامة متنوعة تتحدث الكريم) وتدابيره , اسألة واجوبة وتأملات دراسات تهدف إلى وخدمة الباحثين فيها
❞ و في الوقت الذي كانت فيه اوروبا ترقد في ظلام دامس وتغط في سبات عميق كان المسلمون قد سبقوا عصرهم في شتى العلوم وها نحن في هذا الزمان وقد تبدا حالنا وصرنا في مؤخرة الركب بعد أن كنا في مقدمته, صرنا تابعين بعد ان كنا متبوعين لأننا فصلنا بين العلم والدين, بحجة مواكبة الغرب ونسينا أن ديننا يرغب في العلم ويدعو إليه ويمهد طريقه, ويدعو الى رعاية طلابه واساتذته ماديا ومعنوياً . ❝
❞ والمتأمل في آيات القرآن الكريم يجد إشارات صريحة إلي هذا الواقع المرير الذي نعيشه فضلا عن اشتماله على جوانب متعددة من الإعجاز العلمي الذي يسبق به كل عصر ، ولا عجب فهو المعجزة الخالدة والعطاء المتجدد والنهر المتدفق الذي لا ينقطع إمداده ولا تنقضي عجائبه وصدق المولى عز وجل إذ يقول (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا { 109 } ) سورة الكهف . ❝
❞ فمعنى قوله: { ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة } ولا تستسلموا للهلكة فتعطوها أزمتكم فتهلكوا والتارك النفقة في سبيل الله عند وجوب ذلك عليه مستسلم للهلكة بتركه أداء فرض الله عليه في ماله. وذلك أن الله جل ثناؤه جعل أحد سهام الصدقات المفروضات الثمانية في سبيله، فقال: { إنما الصدقات للفقراء والمساكين } إلي قوله: { وفي سبيل الله وابن السبيل } [التوبة: 60] فمن ترك إنفاق ما لزمه من ذلك في سبيل الله على ما لزمه كان للهلكة مستسلما وبيديه للتهلكة ملقيا. وكذلك الآيس من رحمة الله لذنب سلف منه، ملق بيديه إلي التهلكة، لأن الله قد نهى عن ذلك فقال: { ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } [يوسف: 87] وكذلك التارك غزو المشركين وجهادهم في حال وجوب ذلك عليه في حال حاجة المسلمين إليه، مضيع فرضا، ملق بيده إلى التهلكة.
فإذا كانت هذه المعاني كلها يحتملها قوله: { ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة } ولم يكن الله عز وجل خص منها شيئا دون شيء، فالصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله نهي عن الإلقاء بأيدينا لما فيه هلاكنا، والاستسلام للهلكة، وهي العذاب، بترك ما لزمنا من فرائضه، فغير جائز لأحد منا الدخول في شيء يكره الله منا مما نستوجب بدخولنا فيه عذابه. غير أن الأمر وإن كان كذلك، فإن الأغلب من تأويل الآية: وأنفقوا أيها المؤمنون في سبيل الله، ولا تتركوا النفقة فيها فتهلكوا باستحقاقكم بترككم ذلك عذابي... " . ❝