█ _ هارون يحي 0 حصريا كتاب The Secret Behind Our Trials 2023 Trials: English إنجليزي مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل
❞ ومع أن الداروينيين بذلوا جهودا مضنية منذ منتصف القرن التاسع عشر للعثور على مثل هذه المتحجرات فلم يتم العثور على هذه الأشكال الانتقالية حتى الان. فكل المتحجرات التي تم العثور عليها دلت على عكس توقعات الداروينيين في كون الحياة قد ظهرت على الأرض وتكونت بشكل كامل بمحض الصدفة. ورغم كونه داروينياً يعترف العالم الانتروبولوجي البريطاني الشهير الدكتور ديريك ف. اجر بما يأتي: الأمر الذي يظهر إذا عاينا سجل المتحجرات بالتفصيل سواء على مستوى الرتب(orders) أو على مستوى الأنواع(species)، أننا نجد المرة تلو الأخرى عدم وجود التطور التدريجي وإنما الظهور الفجائي لمجموعة ما على حساب الأخرى .34 وهذا يعني أن سجل المتحجرات يثبت أن كل أجناس الكائنات الحية وأنواعها ظهرت فجأة مكتملة التكوين بدون أشكال وسيطة بينها، وهذا ليس سوى نقيض ما يفترضه داروين. كما أن ذلك يشكل دليلاً قوياً على أن الكائنات الحية مخلوقة. والتفسير الوحيد للظهور المفاجئ للكائنات الحية وهي كاملة التكوين بكل تفاصيلها دون وجود سلف منظور هو أن هذه الأجناس مخلوقة. وهذه الحقيقة اعترف بها أيضا عالم البيولوجيا الدارويني الشهير دوغلاس فوتوياما الذي يقول:’’ بين الخلق والتطور تتعب التفسيرات الممكنة لأصل الكائنات الحية. فالكائنات الحية إما أن تكون قد ظهرت على الأرض وهي تامة التكوين أو لا. فإن لم تكن قد ظهرت على هذه الحال فمن الضروري أنها تكونت من أجناس قد وجدت قبلها من خلال عملية تطور ما. وإذا كانت قد ظهرت مكتملة التكوين فإنها فعلا تكون قد خلقت بواسطة ذكاء كلي القدرة’’ .35 وقد أظهرت المتحجرات أن الكائنات الحية ظهرت على الأرض كاملة التكوين وبأحسن حال. وهذا يعني أن أصل الأنواع، على عكس ما يفترضه داروين، هو الخلق وليس التطور . ❝
❞ إن السبب الأساسي الذي جعل نظرية التطور تنتهي إلى هذا المأزق الكبير فيما يتعلق بأصل الحياة هو في البنية المعقدة بشكل عجيب حتى في أبسط الكائنات الحية. فالخلية في الكائن الحي اعقد من كل المنتجات التكنولوجية التي ابتكرها الإنسان، واليوم حتى في اكثر المختبرات تطوراً في العلم لا يمكن إنتاج خلية واحدة عبر جمع مواد غير عضوية مع بعضها البعض. أن الشروط المطلوبة لتكوين خلية شروط معقدة جدا لدرجة لا يمكن معها تفسير وجود الخلية بمحض الصدفة. إن إمكانية تكوّن البروتينات وباقي مكونات الخلية بمحض الصدفة هي احتمال يقارب الصفر.فلو أخذنا جزيئة واحدة من بروتين متكون من 500 حمض أميني لكانت نسبة احتمال تشكلها بمحض الصدفة رقم واحد مقسوما على عدد هائل هو العدد عشرة مضروبة في نفسها 950 مرة ( أي عشرة أس 950). وفي علم الرياضيات يعد العدد واحد مقسوما على عشرة أس خمسين يساوي الصفر أي مستحيل من الناحية العملية. إن جزئية الحمض النووي الدي إن أي( D.N.A.) الموجودة في نواة الخلية والتي تختزن المعلومات الوراثية هي بنك معلومات مدهش. وقد خمن العلماء والباحثون أنه لو قمنا بكتابة هذه المعلومات المختزنة لحصلنا على مكتبة عظيمة تتألف من 900 مجلد موسوعي لا يقل حجم الواحد منها عن خمسمائة صفحة. وهنا تظهر معضلة أخرى واجهت الداروينية وهي أن الحمض النووي(D.N.A.) لا يمكن أن يتكاثر إلا بمساعدة أنزيمات محددة. ولا يمكن تركيب هذه الأنزيمات إلا من خلال المعلومات الموجودة في الدي إن أي(D.N.A.) نفسه، وبما أن الاثنين يعتمدان على بعضهما البعض فيجب أن يتكونا في نفس الوقت، وهذا ما يصل بالسيناريو الذي يقول أن الحياة قد انبثقت بشكل تلقائي إلى طريق مسدود. وقد اعترف البروفيسور الدارويني المشهور ليسلي اورغل من جامعة سان دييغو في كاليفورنيا بهذه الحقيقة في مجلة سيانتيفيك أميركان في عدد أيلول الصادر عام 1994 حيث قال: ‘’من غير الممكن أن تكون البروتينات والأحماض النووية، وكلاهما ذو بنية معقدة قد نشأا معا بشكل عفوي في نفس الوقت وفي نفس المكان، وأيضا يبدو من المستحيل وجود أحدهما دون الآخر، ولذلك فإنه للوهلة الأولى يمكن للإنسان أن يستنتج أن الحياة لا يمكن في الحقيقة أن تكون قد انبثقت بطريقة كيميائية’’.29 وما من شك، أنه إذا كان من المستحيل أن تكون الحياة قد اثبثقت من أسباب طبيعية، فإنه يجب أن نقبل بحقيقة كونها قد خلقت بطريقة خارقة للطبيعة وهذه الحقيقة تدحض بشكل كامل نظرية التطور التي تهدف أساسا إلى إنكار الخلق . ❝
❞ لم يكن موسى (ع) هو النبي الوحيد الذي عاش في مصر القديمة، فقد عاش النبي يوسف(ع) قبله بعدة قرون. عندما نقرأ في القرآن القصص عن يوسف وعن موسى ( عليهما السلام)يسترعي انتباهنا تفصيل معين ،فالقرآن يستعمل لقب’’الملك’’ عند حديثه عن حاكم مصر آنذاك:
{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ } (يوسف/54)
بينما يستعمل القرآن لقب’’ فرعون’’ عند حديثه عن الحاكم في عهد موسى (ع)
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْألْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَه فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا } (الإسراء/101)
وتخبرنا السجلات التاريخية عن سبب اختلاف اللقب بين هذين الحاكمين في مصر: كانت كلمة ‘’ فرعون’’ اسما يطلق على القصر الملكي، ولم يكن الحكام في العهود الملكية القديمة يستعملون هذا الاسم كلقب. أما استعمال كلمة ‘’ فرعون’’ كلقب فقد بدأ في ‘’ العهد الملكي الجديد’’ الذي بدأ في عهد الأسرة الثامنة عشرة( 1539- 1292ق. م)وفي عهد الأسرة العشرين ( 945- 730 ق.م) كانت كلمة ‘’فرعون’’ تستعمل من أجل إظهار الاحترام والتوقير. هنا يظهر الأسلوب المعجز للقرآن، فقد عاش النبي يوسف(ع) في العهد الملكي القديم، لذا لم يكن اللقب المستعمل عند حكام مصر لقب’’ فرعون’’، بل لقب ‘’ الملك’’. أما موسى (ع) فقد عاش في العهد الملكي الجديد، اي في العهد الذي كان الحكام يستعملون لقب’’ فرعون’’. ولا شك أنه لمعرفة مثل هذه الفروق الدقيقة يجب الإطلاع على تاريخ مصر القديمة. بينما ذكرنا قبل قليل أن تاريخ مصر القديمة بقي مجهولا لعدم القدرة على قراءة كتاباتها القديمة التي انمحت تماما ونسيت وانقرضت في القرن الرابع الميلادي. واستمر هذا حتى التوصل إلى حل رموزها في القرن التاسع عشر. لذا فلم يكن أحد يملك في العهد الذي نزل فيه القرآن اي معلومات مفصلة حول التاريخ القديم لمصر. وهذا دليل آخر ضمن الأدلة التي لا تعد ولا تحصى على أن القرآن كلام من عند الله تعالى . ❝
❞ {أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ. بَلىَ قَادِرِينَ عَلىَ أَن نُسَوِّيَ بَنَانَهُ } القيامة:3-4
إن التركيز على بصمات الأصابع له معنى خاص جدا. لأن بصمات كل إنسان هي فريدة خاصة به وحده، وكل إنسان على قيد الحياة أو أدركه الموت له مجموعته المميزة من بصمات الأصابع. وهذا ما يجعل بصمات الأصابع دليلا مهما ومقبولا على شخصية صاحبها. وهي تستخدم في كل أنحاء العالم من أجل هذا الهدف. ولكن الجانب المهم هو أن موضوع البصمات لم يكتشف إلا في القرن التاسع عشر وقبل ذلك كان الناس ينظرون إلى البصمات على أنها خطوط عادية ليس لها أي معنى أو أهمية. ولكن في القرآن يشير الله إلى البصمات التي لم تلفت نظر أحد من الناس في ذلك الوقت، ويلفت انتباهنا إلى أهميتها التي لم تفهم إلا في أيامنا هذه . ❝
❞ {كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعَن بِالنَّاصِيَةِ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } العلق:15-16
إن تعبير ‘’ناصية كاذبة خاطئة’’ في الآية أعلاه مثير للاهتمام. فقد كشفت الأبحاث التي أجريت مؤخراً أن المنطقة الأمام جبهية ( الناصية) ، المسؤولة عن إدارة وظائف معينة في الدماغ تقع في جهة الجبهة من الجمجمة. ولم يكتشف العلماء وظيفة هذه المنطقة إلا في الستين سنة الأخيرة في حين أن القرآن الكريم أشار إليها قبل 1400 عاماً. وإذا نظرنا داخل الجمجمة من جهة الجبهة سوف نجد المنطقة الأمامية من المخ. وفي كتاب بعنوان ‘’أساسيات التشريح والفيزيولوجيا’’ يتضمن آخر الأبحاث حول وظيفة هذه المنطقة جاء ما يأتي: ‘’ إن تحديد الدوافع والتفكر في عواقب الأمور والتخطيط للمضي في أمر ما تحدث في فصوص القسم الأمامي من الجبهة، أي المنطقة الأمام جبهية، وهي منطقة الأفكار والخواطر في القشرة الدماغية ‘’.14 ويقول الكتاب أيضا أنه فيما يتعلق بكون هذه الجهة مسؤولة عن الدوافع البشرية فإنه يظن أنها هي المركز الوظيفي للعنف..15 إذن هذه المنطقة من المخ مسؤولة عن التخطيط، وعن الدوافع والمضي بالأعمال الصالحة أو الخاطئة ومسؤولة عن قول الصدق أو الكذب. ومن الواضح أن عبارة ‘’ناصية كاذبة خاطئة’’ تتوافق مع الشروح المقدمة أعلاه. هذه الحقيقة التي لم يستطع العلماء اكتشافها إلا قبل ستين عاماً قد ذكرت في القرآن الكريم منذ سنوات بعيدة . ❝
❞ {أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ } النور: 40
يصف كتاب ‘’ المحيطات’’ البيئة العامة في عمق البحار كما يأتي: ‘’ أن الظلمة موجودة على عمق مائتي متر وما دون، فعند هذا العمق ليس هناك ضوء تقريباً، أما على مسافة ألف متر فلا يوجد ضوء البتة’’ .12 وقد تسنى للبشرية اليوم أن تعرف الكثير عن البيئة العامة للبحار وخصائص الكائنات الحية فيها ونسبة ملوحة مياهها وكميات المياه الموجودة فيها، فالغواصات التي تطورت بفضل التقنيات الحديثة خولت العلماء الحصول على مثل هذه المعلومات. ومن المعروف أن أي إنسان لا يستطيع أن يغوص في عمق البحر أكثر من أربعين متراً دون وجود معدات خاصة تساعد على ذلك، ولا يمكن للإنسان أن يبقى على قيد الحياة في المناطق العميقة والمظلمة التي تصل إلى 200 مترا وما دونها دون هذه المعدات. وغياب المعدات التقنية في السابق كان السبب في تأخر العلماء في اكتشاف هذه التفاصيل عن البحار. وهذا ما يثبت أن عبارة ‘’ظلمات في بحر لجي’’ التي وردت في سورة النور منذ 1400 عاما وكون القرآن يعطي معلومات صحيحة عن البحار في وقت لم تكن فيه معدات تخول الإنسان الغوص في الأعماق ليسا إلا وجهين من وجوه الإعجاز في القرآن الكريم. وبالإضافة إلى ذلك فإن ما ورد في الآية 40 من سورة النور من قوله تعالى { كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِن فَوْقِهِ سَحَابٌ } يلفت انتباهنا إلى وجه آخر أيضا من وجوه الإعجاز في القرآن الكريم، ‘’اكتشف العلماء مؤخراً وجود أمواج داخلية تحدث عند حدود السطوح الموجودة بين طبقات المياه ذات الكثافات المختلفة، وهذه الأمواج الداخلية تغطي أعماق المياه في البحار والمحيطات لأن المياه العميقة أعلى كثافة من المياه التي تعلوها. وهذه الموجات الداخلية تتحرك تماماً مثل الموجات السطحية وتتكسر مثلها، إلا أنه لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة بل يتم الاستدلال عليها من خلال دراسة تغير حرارة الماء أو نسبة الملوحة في منطقة ما’’.13 والعبارات المذكورة في القرآن الكريم تتوافق بشكل تام مع الشروح المذكورة أعلاه، وإذا كان بالإمكان رؤية الأمواج السطحية فيما تتعذر رؤية الأمواج الداخلية دون إجراء الاختبارات اللازمة فإن ما لفت الله سبحانه وتعالى انتباهنا إليه في سورة النور حول هذا النوع من الموج في عمق البحار الذي لم يكتشفه العلماء إلا في وقت متأخر جداً يظهر مرة أخرى أن القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى . ❝
❞ {مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ } الرحمن:19-20
فكون البحار تلتقي مع بعضها دون أن يختلط ماؤها البتة حقيقة لم يكشفها علماء الأوقيانوغرافيا إلا مؤخراً. وأرجع العلماء ذلك إلى قوة فيزيائية تسمى ‘’الانشداد السطحي’’ تمنع اختلاط مياه البحار المتجاورة. حيث الانشداد السطحي الذي يسببه اختلاف كثافة المياه يمنعها من الاختلاط مع بعضها تماماً كما لو أن بينها حائطاً رقيقاً.11 والجانب المثير للاهتمام في الأمر كله كون القرآن قد ذكر هذه الحقيقة العلمية مع أنه كان ينزل في وقت لم يكن فيه الناس على دراية بالفيزياء والانشداد السطحي والأوقيانوغرافيا . ❝
❞ {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ } الحجر: 22
في هذه الآية هناك إشارة إلى أن المرحلة الأولى من تكون الأمطار هي الرياح. وحتى بداية القرن العشرين لم تعرف أي علاقة بين الرياح والأمطار سوى كون الرياح تجلب الغيوم. ولكن اكتشافات علم الأرصاد الحديث أثبتت دور الرياح الإنتاجي في عملية تكون الأمطار. الوظيفة الإنتاجية للرياح تعمل كما يأتي: على سطح البحار والمحيطات هناك أعداد لا حصر لها من فقاعات الهواء الناتجة عن زبد المياه. وفي اللحظة التي تنفجر فيها هذه الفقاعات آلاف من الجزيئات الدقيقة التي لا يتعدى قطرها الواحد في مئات المليمترات تقذف في الهواء. هذه الجزيئات التي تعرف باسم الهباء الجوي تختلط بالغبار المحمول من الأرض عبر الرياح وترتفع إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي. تحمل الرياح هذه الجزيئات إلى ارتفاعات أعلى حتى تلتحم مع بخار الماء هناك. تتجمع هذه القطرات أولا مع بعضها على شكل غيم ثم تهطل على الأرض على شكل أمطار. وكما يرى فإن الريح ‘’تلقح’’ بخار الماء الذي يطفو في الهواء بالجزيئات التي تحملها من البحر وبالنهاية تساعد في تكوين السحب الماطرة. لو أن الرياح لم تكن تمتلك هذه الخاصية لكان من غير الممكن أن تتكون قطرات المياه في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ولانتفى وجود المطر. والنقطة المهمة هنا أن هذا الدور الدقيق والحاسم للرياح في تكون الأمطار قد ذكر في آية من آيات القرآن الكريم منذ قرون عدة في زمن كان الناس يعلمون فيه القليل القليل عن الظواهر الطبيعية . ❝
❞ { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَآءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَن يَشَآءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَار } النور: 43
إن العلماء الذين يدرسون الغيوم توصلوا إلى نتائج مفاجئة بالنسبة لتكون الغيوم الممطرة. فالغيوم الممطرة تتكون وتتشكل وفق نظام ومراحل محددة. فمثلا مراحل تكون الركام وهو أحد أنواع الغيوم الممطرة هي: المرحلة الأولى: هي مرحلة الدفع حيث تحمل الغيوم أو تدفع بواسطة الرياح. المرحلة الثانية: هي مرحلة التجمع حيث تتراكم السحب التي دفعتها الرياح مع بعضها البعض لتكون غيمة أكبر .9 المرحلة الثالثة: هي مرحلة التراكم حيث أن السحب الصغيرة عندما تتجمع مع بعضها فإن التيار الهوائي الصاعد في الغيمة الكبيرة يزداد، فالتيار الهوائي قرب مركز الغيمة يكون أقوى من التيارات التي تكون على أطرافها، وهذه التيارات تجعل جسم الغيمة ينمو عمودياً ولذلك فإن الغيمة أو السحابة تتراكم صعوداً. هذا النمو العمودي للغيمة يسبب تمددها إلى مناطق اكثر برودة من الغلاف الجوي حينها تتكون حبات المطر والبرد وتصبح أكبر ثم أكبر. وعندما تصبح حبات المطر والبرد ثقيلة جداً على التيارات الهوائية بحيث يتعذر عليها حملها تبدأ بالهطول من السحب الممطرة على شكل مطر أو حبات برد وغيرها.10 ويجب أن نتذكر دائما أن علماء الأرصاد الجوية لم يعرفوا تفاصيل تكون الغيوم وبنيتها ووظيفتها إلا من خلال استخدام التقنيات المتطورة مثل الطائرات والأقمار الصناعية والحواسيب ومن الواضح أن الله سبحانه وتعالى أعطانا هذه المعلومات عن الغيوم قبل 1400 سنة في زمن لم تكن لتعرف فيه . ❝
❞ { وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } الزخرف: 11
هذه الكمية المحسوبة من المطر اكتشفت مرة أخرى من خلال الأبحاث الحديثة، وتقدر هذه الأبحاث أنه في الثانية الواحدة يتبخر من الأرض تقريباً 16 مليون طن من المياه. وهذا يعني أن الكمية التي تتبخر في السنة الواحدة تبلغ 513 تريليون طن من الماء. هذا الرقم مساو لكمية المطر التي تنزل على الأرض خلال سنة. وهذا يعني أن المياه تدور دورة متوازنة ومحسوبة. عليها تقوم الحياة على الأرض، وحتى لو استعمل الناس كل وسائل التكنولوجيا المتوفرة في العالم فلن يستطيعوا أن يعيدوا إنتاج هذه الدورة بطريقة صناعية. وبمجرد حدوث خلل بسيط في هذه المعادلة سوف يؤدي ذلك إلى خلل بيئي ينهي الحياة على الأرض. ولكن ذلك لا يحدث أبدا وفي كل عام تنزل نفس الكمية من الأمطار تماما كما يذكر القرآن الكريم . ❝
❞ لقد ثبت اليوم أن موضوع نسبية الزمن هو حقيقة علمية. وهذا ما كشفت عنه نظرية اينشتاين حول النسبية في السنوات الأولى من القرن العشرين. فحتى ذلك الوقت لم يعرف الناس أن الزمن مفهوم نسبي وأنه من الممكن أن يتغير حسب البيئة. إلا أن ألبرت اينشتاين أثبت هذه الحقيقة بوضوح من خلال النظرية النسبية، إذ أثبت أن الزمن يعتمد على الكتلة والسرعة، ولم يسبق اينشتاين إلى هذا الأمر بهذا الوضوح أحد، باستثناء القرآن الكريم الذي يتضمن معلومات عن نسبية الزمن، إذ تتحدث بعض الآيات عن هذا الموضوع، اقرأ قوله تعالى:
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَه وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } الحج: 47
{يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَآءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } السجدة: 5 {تَعْرُجُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } لمعارج:4
وبعض الآيات تشير إلى أن الناس يفهمون الوقت بطرق مختلفة وأنه في بعض الأحيان يتصور الناس فترة قصيرة من الزمن على أنها طويلة جداً، وهذا الحوار الذي سيدور بين الناس وخالقهم يوم الحساب يعطي مثالاً توضيحياً جيداً عن هذه الفكرة:
{قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ. قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ العَادّينَ. قَالَ إِن لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } المؤمنون: 112-114
وكون نسبية الزمن مذكورة في القرآن الذي بدأ بالنزول عام 610 ميلادي يشكل دليلاً آخر على أنه كتاب مقدس . ❝
❞ { سُبْحَانَ الّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنَفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ } يس: 36
مع أن مفهوم الأزواج يراد به عادة الذكر والأنثى، إلا أن عبارة ‘’ومما لا يعلمون’’ لها دلالات أوسع من ذلك، وقد كشفت إحدى هذه الدلالات في أيامنا هذه، فقد نال العالم البريطاني بول ديراك جائزة نوبل في الفيزياء عام 1933 على اثر طرحه نظرية كون المادة مخلوقة بشكل ثنائي. هذا الاكتشاف الذي سمي ‘’التكافؤ’’ أو ‘’ التماثل’’ يثبت أن المادة تكون ثنائية مع ضدها الذي يسمى ضد المادة. مثال على ذلك فإن الإلكترونات في ‘’ ضد المادة’’ تحمل شحنة موجبة. بينما تحمل بروتونات ‘’ ضد المادة’’ شحنة سالبة. هذه الحقيقة مذكورة في أحد المراجع العلمية على الشكل الآتي: يوجد لكل جزء من الأجزاء دون الذرة نقيض لها يحمل شحنة معاكسة لشحنتها، وحسب مبدأ الريبة فإن الخلق المزدوج والاضمحلال المزدوج يحصلان في الفراغ على الدوام وفي جميع الأمكنة . ❝
❞ { وَأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } الحديد: 25
قد يظن البعض أن عبارة ‘’أنزلنا’’ التي خصص بها الحديد في هذه الآية هي من باب المجاز الذي يقصد به أن الله خلق الحديد لينتفع به الناس، ولكن عندما ننظر إلى المعنى الحرفي للكلمة وهو أن الحديد أرسل فيزيائيا من السماء، ندرك أن الآية تتضمن إعجازا علمياً فريداً، فقد تبين من خلال الاكتشافات الفضائية الحديثة أن الحديد الموجود في عالمنا قد جاء من نجم ضخم في الفضاء الخارجي. إن المعادن الثقيلة في الكون تنتج في نواة نجم كبير، فنظامنا الشمسي لا يملك التركيبة الملائمة التي تمكنه من إنتاج الحديد بنفسه، فالحديد لا يمكن أن ينتج إلا في نجوم اكبر بكثير من الشمس حيث تصل الحرارة إلى بضعة ملايين من الدرجات. وعندما تتعدى كمية الحديد مستوى معينا في نجم ما فإنه لا يستطيع التكيف معها، وبالنهاية ينفجر ويتحول إلى ما يسمى بالمستعر، أو المستعر العظيم (نجم يتعاظم ضياؤه فجأة ثم يخبو بعد بضعة شهور أو سنوات) وكنتيجة لهذا الانفجار تنتشر في أرجاء الكون نيازك تحتوي على الحديد وتتنقل في الفراغ إلى أن تجذبها القوة الجاذبة للأجرام السماوية. كل هذا يظهر أن الحديد لم يخرج من الأرض، بل نزل إلى الأرض بواسطة نيازك ناجمة عن انفجار نجوم في الفضاء، تماماً كما تذكر الآية الكريمة. ومن الواضح أن هذه الحقيقة العلمية لم تكن معروفة علمياً في القرن السابع الميلادي حين كان القرآن يوحى به . ❝