█ _ محمد الدبيسي 0 حصريا كتاب شفاء السقم بتوضيح وتهذيب جامع العلوم والحكم : الحديث الأول: احفظ الله يحفظك 2024 يحفظك: عَنْ ابنِ عباسٍ رضي عنهما قَالَ: كنت خلف النَّبيّ صلى عليه وسلم يوماً فَقَالَ: "يَا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَألْتَ فَاسأَلِ وإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ باللهِ وَاعْلَمْ أنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيءٍ لَمْ إلاَّ قَدْ كَتَبهُ اللهُ لَكَ وَإِن اجتَمَعُوا يَضُرُّوكَ كَتَبَهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحفُ"[2] المفردات: قوله: (كنت النبي وسلم) يحتمل أنه راكب معه ويحتمل كان يمشي خلفه وأيًّا فالمهم وصاه بهذه الوصايا العظيمة قوله: (يا غلام) بضم الميم لأنه نكره مقصودة بالنداء وهو الصبي حين يفطم إلى تسع سنين وسنه إذ ذلك كانت نحو عشر (إني أعلمك كلمات) قال من أجل أن ينتبه لها الكلمة الأولى: قوله: (احفظ الله) يعني حدوده وشريعته بفعل أوامره واجتناب نواهيه وجواب الأمر "احفظ يحفظك"[5] (يحفظك) دينك وأهلك ومالك ونفسك لأن سبحانه وتعالى يجزي المحسنين بإحسانهم وعُلم هذا لم يحفظ فإنه لا يستحق يحفظه عز وجل وفي الترغيب حفظ حدود الثانية: قال: تجده اتجاهك) أي أمامك يدلك كل خير ويقربك إليه ويهديك الثالثة: (إذا سألت فاسأل إذا حاجة فلا تسأل إلا ولا المخلوق شيئاً وإذا قُدر أنك ما يقدر فاعلم سبب الأسباب وأن المسبب هو فاعتمد تعالى الرابعة: (وإذا استعنت فاستعن بالله) فإذا أردت العون وطلبت أحد تطلب الذي بيده ملكوت السماوات والأرض يعينك شاء أخلصت الاستعانة وتوكلت أعانك بمخلوقٍ فيما قدر فاعتقد سخره لك الخامسة: (واعلم الأمة لو اجتمعت ينفعوك بشيء قد كتبه لك) إن نفع الخلق يأتي للإنسان فهو الحقيقة له وهذا حث لنا نعتمد ونعلم يجلبون خيراً بإذن السادسة: (وإن اجتمعوا يضروك عليك) وعلى فإن نالك ضرر عليك فارض بقضاء وبقدره حرج تحاول تدفع الضر عنك السابعة: (رفعت الأقلام وجفت الصحف) انتهى فالأقلام رفعت والصحف جفت تبديل لكلمات الله[6] شرح الحديث: (1) أفرده ابن قدامة الحنبلي بتصنيف مفرد اسمه: نور الاقتباس مشكاة وَصِيَّة النَّبِي لابْنِ عَبَّاس[7] (2) اشتمل وصايا جليلة (3) جوامع كلمه فقد جمعت سائر أحكام الشريعة قليلها وكثيرها هذا وقد رأى رسول عباس أهلا للوصية مع صغره فوصاه الوصية النافعة وأمره بأن يكون مطيعاً لربك مؤتمراً بأوامره منتهياً عن يعمل بالطاعة يراه مخالفته فإنك تجاهك الشدائد ثم أرشده التوكل مولاه يتخذ إليها سواه يتعلق بغيره جميع أموره قل منها وما كثر أكد فقال: وكذلك الإيمان بالقدر والإيمان به واجب خيره وشره أيضاً بقوله" ومن حفظه ووجده أمامه أينما توجه ومن حافظه وأمامه فممن يخاف ولمن يحذر السبب حول هذه المعاني الجليلة يدور موضوع الكتاب الثمين مؤلفات حول النبوي الشريف مجاناً PDF اونلاين أو السنة النبوية عند أهل والجماعة ورد الرسول ﷺ قول فعل تقرير صفة خَلقية خُلقية سيرة سواء قبل البعثة (أي بدء الوحي والنبوة) بعدها والحديث والسنة هما المصدر الثاني مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن وذلك خصوصا عموما مبينان لقواعد وأحكام ونظمها ومفصلان لما جاء مجملا ومضيفان سكت عنه وموضحان لبيانه ومعانيه ودلالاته كما سورة النجم: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى Aya 3 png إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى فالحديث بمثابة حيث كونه وحياً أوحاه للنبي مرادفان للقرآن الحجية ووجوب العمل بهما يستمد منهما أصول العقيدة والأحكام المتعلقة بالعبادات والمعاملات بالإضافة نظم الحياة أخلاق وآداب وتربية قد اهتم العلماء مر العصور بالحديث جمعا وتدوينا ودراسة وشرحا واستنبطت حوله المختلفة كعلم الجرح والتعديل وعلم مصطلح العلل وغيرها والتي الهدف الأساسي ودفع الكذب وتوضيح المقبول والمردود مما وامتد تأثير الحديثية المجالات كالتاريخ منه بالسيرة وعلوم التراجم والطبقات تأثيره علوم اللغة العربية والتفسير والفقه اعتنت الإسلامية بحديث منذ بداياتها وحاز حديث الوقاية والحفظ والمحافظة الشيء الكثير نقل الروة أقوال الشؤون كلها اليسيرة بل الجزئيات التي يتوهم أنها ليست موضع اهتمام فنقلوا التفاصيل أحوال الطعام الشراب بكيفية نومه ويقظته قيامه قعوده وكان حرصهم يجتهدوا التوفيق بين مطالب حياتهم اليومية والتفرغ للعلم فعن عمر بن الخطاب قال: «كنت أنا وجار لي الأنصار بني أمية زيد وهي عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول ينزل يوما وأنزل نزلت جئته بخبر اليوم وغيره نزل مثل » ويرجع للصحابة الفضل علم رواية وذلك وفاة ومع انتشار الإسلام واتساع البلاد أقام الصحابة المتفرقة ينشرون العلم ويبلغون فصار علما يروى وينقل ووجد بذلك يروي بعضهم بعض سمعوه بعدهم التابعين كانوا يروون ولم يكونوا يتوقفون قبول يرويه صحابي وظل الحال حتى وقعت الفتنة أدت مقتل الخليفة عثمان عفان تبع انقسامات واختلافات وظهور الفرق والمذاهب فأخذ الدَّسُ يكثر فشيئاً وبدأ فريق يبحث يسوغ بدعته نصوص ينسبها وعندها بدأ والتابعين يتحرون الأحاديث يقبلون عرفوا طريقها واطمأنوا ثقة رواتها وعدالتهم روى مسلم صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي فجعل يحدث ويقول يأذن لحديثه يستمع ينظر يا مالي أراك تسمع لحديثي أُحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا مرة سمعنا رجلاً يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الناس الصعب والذلول نأخذ نعرف» وقد أخرج مقدمة أيضا سيرين قال: «لم يسألون الإسناد قالوا: سَمُّوا رجالكم» واتبعهم التابعون وتابعوهم ووضعوا قواعد علمية الأخبار غير ينصوا كثير تلك القواعد فاستنبطوا منهجهم ومعرفة الرواة الذين يعتد بروايتهم بها استنبطوا شروط الرواية وطرقها وقواعد وكل يلحق الركن يحمل أُلف العظيم (علم الحديث) و(كتب