█ _ محمد الدبيسي 2013 حصريا كتاب ❞ سلسلة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (1) خلق الحلم ❝ عن جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 2024 الحلم: من التزكية والأخلاق والآداب خلق الحلم المؤلف: الدبيسي نبذة الكتاب: سلسة أخلاف 1 الأتقياء الحِلم خُلُقٌ عظيم الإسلام وهو ضبطُ النفس عند الغضب وكفُّها مقابلة الإساءة بالإساءة مع تحكيم المسلم دينَه وعقله إيذاء الآخرين له قدرته ردِّ الإيذاء بمثله والحليم اسمٌ أسماء الحسنى يقول الإمام أبو حامد الغزالي بيان معنى الحليم: "الحليم هو الذي يشاهد معصية العصاة ويرى مخالفة الأمْر ثم لا يستفزُّه غضبٌ ولا يعتريه غيظ يحمله المشاركة إلى الانتقام غاية الاقتدار" كما وَصَفَ الخالق عز وجل بعضَ أنبيائه بالحلم؛ فقال إبراهيم السلام : ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ﴾ [هود: 75] كما وصف إسماعيل بالحلم قوله تعالى فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ [الصافات: 101] وردتْ آيات قرآنية عديدةٌ تشير هذا الخُلق الفاضل وتدْعو المسلمين ضرورة التحلِّي به؛ قال وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 133 134] وقال خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199] بلَغَ سيدنا محمدٌ قمَّةَ الخلق العظيم وذروة الأدب الرفيع ونعرض لهذا الموقفِ يبيِّن حلمَه وسَعة صدره؛ فعن أنس بن مالك قال: كنت أمشي رسول وعليه بُرْدٌ نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة حتى نظرتُ صفحة عاتق قد أثَّرت بها حاشية البرد؛ شدة جذبته يا مُرْ لي مال عندك فالتفتَ إليه أمر بعطاء أرأيتَ والأدب الجم الأعرابيُّ يتطاول الرسول بيده فيجذبه هذه الجذبة العنيفة التي جعلت رقبة تحمر ويتطاول بلسانه فيقول له: احمل بعيريَّ هذين عندك؛ فإنك تحمل أبيك ولكن حلم يتَّسع لمثل المواقفِ تطيش فيها عقول ذوي الألباب ويقول للأعرابي هدوء وأناة: ((المال ويقاد منك ما فعلت بي)) ويرفض الرجل أن يقتصَّ منه وأن يجذبه جذبه ويبتسم للأعرابي؛ لأنه أراد حقيقة القصاص؛ وإنما ينبِّهه خطأ فعل يكتفي بحلمه؛ إنما يمنحه طلب فيأمر أحدَ الصحابة يحمل بعيريه؛ بعير شعيرًا وعلى الآخر تمرًا دعا التحلي بهذا العديد الأحاديث النبوية الشريفة؛ سهل معاذ أبيه: ((من كظَم غيظًا قادر ينفذه دعاه يوم القيامة رؤوس الخلائق يخيِّره أي الحور العين شاء))؛ (رواه الدينا ذم الغضب) وعن ابن عباس رضي عنهما ((ثلاثٌ كنَّ فيه أواه كنفه وستر برحمته وأدخله محبته: إذا غضب فتر))؛ الحاكم) ومما ورد بعض الرجال الذين اتَّصفوا الجم: رجلاً سبَّ الأحنف قيس يماشيه الطريق فلما قرُب المنزل وقف وقال: إن كان بقي معك شيء فقُله ها هنا؛ فإني أخاف سمعك فتيان الحي يؤذوك وقال علي عنه: "من لانتْ كلمتُه وجبتْ محبتُه وحلمك السفيه يكثر أنصارك عليه" وقيل لقيس عاصم: الحلم؟ تصل قطعك وتعطي حرَمك وتعفو عمن ظلمك الحسن عنه المؤمن حليم يجهل وإن جهل الناس وتلا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا [الفرقان: 63] وشتم رجل الشعبيَّ كنتَ صادقًا فغفر كاذبًا لك وأسمع عمرَ عبدالعزيز يكره فقال: عليك؛ أردت يستفزني الشيطان بعزة السلطان فأنال اليومَ تناله مني غدًا انصرف شئت وفي النهاية نقول: أحوجَنا الفضيل والسلوك القويم؛ نكون ينعم عليهم بالثواب العظيم! فقد روي أنه ((إذا جمع نادى منادٍ: أين أهل الفضل؟ فيقوم ناس وهم يسير فينطلقون سراعًا الجنة فتتلقَّاهم الملائكة فيقولون: فضلكم؟ كنا ظُلمنا صَبرْنا وإذا أسي إلينا حملنا فيقال لهم: ادخلوا فنعم أجر العاملين)) مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل