📘 ❞ البلاغة العمرية ❝ كتاب ــ محمد سالم الخضر

كتب البلاغة العربية - 📖 ❞ كتاب البلاغة العمرية ❝ ــ محمد سالم الخضر 📖

█ _ محمد سالم الخضر 0 حصريا كتاب البلاغة العمرية 2024 العمرية: أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي المُلقب بالفاروق هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول وأحد أشهر الأشخاص والقادة التاريخ الإسلامي أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا أحد العشرة المبشرين بالجنة علماء الصحابة وزهّادهم تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق 23 أغسطس سنة 634م الموافق للثاني والعشرين من جمادى الآخرة 13 هـ كان ابن الخطّاب قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس المظالم سواء كانوا مسلمين أو غير وكان ذلك أسباب تسميته لتفريقه بين الحق والباطل هو مؤسس التقويم الهجري وفي عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا وتوسع نطاق الدولة حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان وهو الذي أدخل القدس تحت حكم المسلمين لأول مرة وهي ثالث أقدس المدن وبهذا استوعبت أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثيّ الامبراطورية البيزنطية تجلّت عبقرية العسكرية حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا قوة فتمكن فتح إمبراطوريتهم خلال أقل سنتين كما قدرته وحنكته السياسية والإدارية عبر حفاظه تماسك ووحدة دولة حجمها يتنامى يومًا يوم ويزداد عدد سكانها وتتنوع أعراقها عندما اشتدَّ مرض موته جمع وقال لهم: "إنَّه قد نزل بي ما ترون ولا أظنني إلا ميِّتاً أطلق الله أيمانكم بيعتي وحلّ َعنكم عقدي وردَّ عليكم أمركم فأمِّروا أحببتم فإنكم إن أمَّرتم حياة مني أجدر ألا تختلفوا بعدي" فأخذ جمعهم يتعفَّفون فيرى كل منهم الآخر قدرة أكبر تولي مسؤولية فعادوا إلى وقالوا له طالبين مساعدته باختيار الخليفة: "أرنا يا خليفة رسول رأيك" قال: "فأمهلوني أنظر لله ولدينه ولعباده" وبعد فترة التفكير استدعى الصحابي عبد الرحمن عوف له: "أخبرني عن عمر؟" فأجابه: "إنه أفضل رأيك أنّ فيه غلظة" فقال بكر: "ذلك لأنه يراني رفيقاً ولو أفضي الأمر إليه لتركَ كثيراً ممَّا عليه رمَّقتُهُ فكنتُ إذا غضبتُ رجل أراني الرضا عنه وإذا لنتُ الشدّة عليه" ثم دعا عثمان عفّان وقاله كذاك: عمر" فقال: "سريرته خير علانيّته وليس فينا مثله" للإثنين: "لا تذكرا قلتُ لكما شيئاً تركته عدوتُ والخيرة أن لا يلي أموركم ولوددتُ أنّي كنتُ خلواً وكنتُ فيمن مضى سلفكم" ثم جاء طلحة عبيد غاضباً: "استخلفتَ النّاس رأيتَ يلقى منه وأنتَ معه وكيف به خلا بهم وأنت لاقٍ ربّك فسائلك رعيّتك!" "أجلسوني" فأجلسوه أجابه: "أبالله تخوّفني! لقيتُ ربي فسألني قلتُ: استخلفت أهلك أهلك" عفان مجدداً "اكتب: بسم الرحيم هذا عهِدَ قحافة أمّا " لكن أغميَ تلك اللحظة قبل يكمل كلامه فكتب عثمان: "أمَّا فإني استخلفتُ ولم آلكم خيراً" وعندما استيقظ إغماءته قال لعثمان: "اقرأ عليّ" فقرأ انتهى كبَّر وقال: "أراك خِفتَ يختلف مُتُّ غشيتي؟" "نعم" "جزاك خيراً وأهله" كتبَ العهد أمر يُقرَأ فجمعهم وأرسله مع مواليه للناس: "أنصتوا واسمعوا لخليفة صلى وسلم فإنّه لم يألكم نصحاً" فهدأ وتوقَّفوا الكلام يعترضوا سماع جاءهم "أترضون بما عليكم؟ ذا قرابة وإنّي عمرَ فاسمعوا وأطيعوا والله آلوت جهد الرأي" فردَّ الناس: "سمعنا وأطعنا" أحضر "إنّي استخلفتك وسلم" أوصاه بتقوى وخطبَ خطبة قدَّمَ فيها الكثير الوصايا والنصائح توفّي بأيام دفن وقف وخطب قائلاً: "إنَّما مَثَل العرب مثل جمل آنف اتَّبعَ قائده فلينظر حيث يقوده وأمَّا أنا فوربِّ الكعبة لأحملنَّكم الطريق!" يشتهر عند أهل السنة والجماعة بكونه مواقف وصاحب أقوال وآراء بارزة ومهمة فيرون أنه دائم الرقابة نفسه عماله رعيته بل إنه ليشعر بوطأة المسؤولية تجاه البهائم العجماء فيقول: «والله لو بغلة عثرت بشط الفرات لكنت مسؤولاً عنها أمام وأخاف يسألني عنها: "لماذا تفتح لها الطريق عمر؟"» شدّة شعوره بالمسؤولية حلف لما اشتد الجوع بالناس عام الرمادة يأتدم بالسمن يفتح عامه فصار أكل خبز الشعير والتمر بغير أدم يقرقر بطنه المجلس فيضع يده ويقول : «إن شئت قرقر وإن تقرقر مالك عندي المسلمين» يأمر قادته الجهاد يغزوا بالمسلمين ينزلوهم منزل هلكة خطب ولاته إحدى المرات «اعلموا حلم أحب كلمة تعالى png أعم إمام ورفيقه وأنه ليس أبغض جهل وخرقه واعلموا يأخذ بالعافية ظهرانيه يرزق العافية دونه» وبلغ درجة يكن ينام قليلاً فكان ينعس قاعد فقيل "يا أمير المؤمنين تنام؟" «كيف أنام؟ نمت بالنهار ضيعت أمور بالليل حظي عز وجل» يرى رجلاً إيجابيًا والإيجابية هي التفاعل الأحداث والتأثير سيرها وعدم السكوت الفعل الشاذ التعريف يستدلون إيجابيته بالمعروف وينهى المنكر ويسعى للتغيير بكل الوسائل المتاحة تتعارض دينه وعقيدته مظاهر عدم المشورة مطلوبًا كذلك متواضعًا يعيش أبا قبله وعثمان وعلي بعده حياةً بعيدة الأبّهة والترف يصرف يربحه التجارة يتخذ لنفسه قصرًا ملبسًا فاخرًا يعش الملوك أبرز القصص يُستدل بها الرواية الشهيرة تقول رسولاً اتجه المدينة المنورة ليرى كيف ملكها يتعامل شعبه ولمّا وصل واستدل بيت الخليفة وجده مبنيًا طين وعليه شعر ماعز وضعه لكي يسقط المطر فينهدم البيت رأسه وأولاده سأل أشار نائم ظل شجرة ثوبه الرقع وبدون أي حراسة فتعجب المنظر تصدق رأته عيناه وتذكر كسرى فارس وقصوره وحرسه وخدمه قولته المشهورة: «حكمت فعدلت فأمنت فنمت عمر» يعتبر السنّة أكثر الرجال عدلاً ويؤكدون اعتقادهم نُقل أحاديث منها رواه الإمام أحمد حنبل بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ وسلم: "إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ"» وما ورد موطأ أنس سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: الخطاب إنَّ بْنَ الْخَطَّابِ اخْتَصَمَ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ وَيَهُودِيٌّ فَرَأَى عُمَرُ أَنَّ لِلْيَهُودِيِّ فَقَضَى لَهُ فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: "وَاللَّهِ لَقَدْ قَضَيْتَ بِالْحَقِّ" فَضَرَبَهُ بْنُ بِالدِّرَّةِ ثُمَّ "وَمَا يُدْرِيكَ؟" "إِنَّا نَجِدُ أَنَّهُ لَيْسَ قَاضٍ يَقْضِي بِالْحَقِّ إِلاَّ كَانَ يَمِينِهِ مَلَكٌ وَعَنْ شِمَالِهِ يُسَدِّدَانِهِ وَيُوَفِّقَانِهِ لِلْحَقِّ مَا دَامَ مَعَ الْحَقِّ فَإِذَا تَرَكَ عَرَجَا وَتَرَكَاهُ" الخطاب ومن الأخرى وردت عدل قبطيًا أتاه مصر يشكو ضرب أبناء عمرو العاص لابنه يعمل خدمته عندما كانا يتسابقان ظهر الخيل معتمدًا سلطان والده والي فقرر الرجل رفع سمع الجميع بحق ولده تبين لعمر صحة كتب يحضر بصحبة ابنه فلما حضر أمامه ناول الغلام القبطي سوطًا وأمره يقتص فضربه رأى استوفى حقه وشفا عمر: «لو ضربت منعتك؛ لأن إنما ضربك لسلطان أبيه» التفت «متى استعبدتم ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟» يعدّ أيضًا بعدًا للنظر الروايات تصرفه زيارة لكنيسة القيامة فبعد دعاه البطريرك صفرونيوس لتفقد كنيسة فلبى دعوته وأدركته الصلاة فتلفت "أين أصلي؟" "مكانك صلِ" «ما يُصلّي فيأتي المسلمون بعدي ويقولون هنا ويبنون مسجدًا» وابتعد رمية حجر وفرش عباءته وصلى فيعتبرون خاف نشوب صراع والمسيحيين ملكية الكنيسة وأن يكون لهذا الصراع نتائج تُحمد عُقباها فيؤدي تشويه صورة وأهله اللقب والكنية الفاروق لقبه "الفاروق" وكنيته "أبو حفص" أما كنيته فقد قيل كنّاه بذلك بدر ويرجع سبب إطلاق لقب حسب أظهر مكة وفرّق يهابونه فعندما آمن وجاء دار الأرقم الارقم «ألسنا حق؟» «بلى» «والذي بعثك بالحق لنخرجن» وخرج صفين صف يتقدمه حمزة المطلب وصف فرق الكفر والإيمان وقيل أول سماه النبي روى عساكر تاريخ دمشق وأبو نعيم حلية الأولياء عباس قال: «سألت رضي "لأي شيء سميت الفاروق؟" "أسلم قبلي بثلاثة أيام شرح صدري للإسلام" فقلت: "الله إله الأسماء الحسنى فما الأرض نسمة إلي قلت: وسلم؟" قالت أختي: "هو الصفا" فأتيت الدار وحمزة أصحابه جلوس ورسول فضربت الباب فاستجمع القوم لهم حمزة: "مالكم؟" قالوا: "عمر" "فخرج بمجامع ثيابه نثره تمالك وقع ركبته" "ما أنت بمنته "فقلت: أشهد وحده لاشريك وأشهد محمداً عبده ورسوله" "فكبّر تكبيرة سمعها المسجد" ألسنا متنا حيينا؟" "بلى والذي نفسي بيده إنكم متم حييتم" ففيم الاختفاء؟ لتخرجن" فاخرجناه أحدهما وأنا كديد ككديد الطحين دخلنا المسجد "فنظرت قريش وإلى فأصابتهم كآبة يصبهم مثلها فسماني اللهصلى يومئذ الفاروق وفرق "» وروى الطبري تاريخه وابن شيبة سعد الأثير أسد الغابة معرفة ذكوان قال:« "قلت لعائشة: "من سمى قالت: » وروى والمتقي الهندي كنز العمال النزال سبرة «وافقنا علي أطيب نفسًا ومزاجًا فقلنا حدثنا "ذاك امرؤ والباطل" الكتاب الطبقات الكبرى: « شهاب: "بلغنا يأثرون قولهم يبلغنا ذكر يبلغنا"» جبريل السلام البغوي أمير المؤمنين على خلاف الشيعة يرى سُمي بأمير خلفه يُلقب بخليفة يروي توفي أوصى للخلافة "خليفة الله" فاعترض «فمن فيطول ولكن أجمعوا اسم تدعون يدعى الخلفاء» بعض الرسول: «نحن المؤمنون وعمر أميرنا» فدُعي وروى البخاري الأدب المفرد والحاكم المستدرك والطبراني المعجم الكبير وغيرهم: العزيز سليمان حثمة: يكتب: يكتب بعده: كتب: المؤمنين؟ «حدثتني جدتي الشفاء وكانت المهاجرات الأول دخل السوق عليها "كتب عامل العراقين: ابعث برجلين جلدين نبيلين أسألهما فبعث صاحب العراقين بلبيد ربيعة وعدي حاتم فقدما فأناخا راحلتيهما بفناء دخلا فوجدا فقالا استأذن لنا فوثب فدخل عليك بدا لك الاسم العاص؟ لتخرجن مما قلت نعم قدم لبيد لي: أنتما أصبتما اسمه وإنه الأمير ونحن المؤمنون"» فجرى اليوم الذهبي "تاريخ ووفيات المشاهير والأعلام": الزهري: "أول حيا المغيرة شعبة" في حين طالب ويُروى جحش الأسدي السرية بعثه نخلة الأحاديث الصحيحة الواردة السنة هذا مجموع حفلت الآثار كلام سيدنا – عنه فهذا فريد بابه مُسْتَوْعِب لأَطْرَافِ الْفَنِّ جَامِع لِشَتِيت الْفَوَائِد وَمَنْثُور الْمَسَائِل وَمُتَشَعِّب الأَغْرَاضِ تخيّرت جواهر العربية مجاناً PDF اونلاين فن يقول الأثير: «مدار كلها استدراج الخصم الإذعان والتسليم انتفاع بإيراد الأفكار المليحة الرائقة المعاني اللطيفة الدقيقة دون تكون مستجلبة لبلوغ غرض المخاطب » كلمة "بلاغة" اللغة مشتق الثلاثي (بلغ) بمعنى أدرك الغاية النهاية و"البليغ" الشخص القادر إنجاز الإقناع بواسطة وأدائه فالبلاغة تدل إيصال معنى كاملًا المتلقي أكان سامعًا أم قارئًا فالإنسان حينما يمتلك يستطيع المعنى المستمع بإيجاز ويؤثر أيضا أهمية إلقاء الخطب والمحاضرات ووصفها حديث البيانِ لسِحرًا

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
البلاغة العمرية
كتاب

البلاغة العمرية

ــ محمد سالم الخضر

البلاغة العمرية
كتاب

البلاغة العمرية

ــ محمد سالم الخضر

عن كتاب البلاغة العمرية:
أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، المُلقب بالفاروق، هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول محمد، وأحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم. تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق في 23 أغسطس سنة 634م، الموافق للثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة 13 هـ. كان ابن الخطّاب قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق، لتفريقه بين الحق والباطل.

هو مؤسس التقويم الهجري، وفي عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا، وتوسع نطاق الدولة الإسلامية حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان، وهو الذي أدخل القدس تحت حكم المسلمين لأول مرة وهي ثالث أقدس المدن في الإسلام، وبهذا استوعبت الدولة الإسلامية كامل أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثيّ أراضي الامبراطورية البيزنطية. تجلّت عبقرية عمر بن الخطاب العسكرية في حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا المسلمين قوة، فتمكن من فتح كامل إمبراطوريتهم خلال أقل من سنتين، كما تجلّت قدرته وحنكته السياسية والإدارية عبر حفاظه على تماسك ووحدة دولة كان حجمها يتنامى يومًا بعد يوم ويزداد عدد سكانها وتتنوع أعراقها.

عندما اشتدَّ على أبي بكر مرض موته، جمع كبار الصحابة وقال لهم: "إنَّه قد نزل بي ما قد ترون، ولا أظنني إلا ميِّتاً، وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي، وحلّ َعنكم عقدي، وردَّ عليكم أمركم، فأمِّروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمَّرتم في حياة مني كان أجدر ألا تختلفوا بعدي". فأخذ الصحابة الذين جمعهم يتعفَّفون، فيرى كل منهم في الآخر قدرة أكبر على تولي مسؤولية الخلافة، فعادوا إلى أبي بكر وقالوا له طالبين مساعدته باختيار الخليفة: "أرنا يا خليفة رسول الله رأيك"، قال: "فأمهلوني حتى أنظر لله ولدينه ولعباده".

وبعد فترة من التفكير استدعى أبو بكر الصحابي عبد الرحمن بن عوف وقال له: "أخبرني عن عمر؟"، فأجابه: "إنه أفضل من رأيك إلا أنّ فيه غلظة"، فقال أبو بكر: "ذلك لأنه يراني رفيقاً، ولو أفضي الأمر إليه لتركَ كثيراً ممَّا هو عليه، وقد رمَّقتُهُ فكنتُ إذا غضبتُ على رجل أراني الرضا عنه، وإذا لنتُ له أراني الشدّة عليه". ثم دعا عثمان بن عفّان، وقاله له كذاك: "أخبرني عن عمر"، فقال: "سريرته خير من علانيّته، وليس فينا مثله"، فقال أبو بكر للإثنين: "لا تذكرا ممَّا قلتُ لكما شيئاً، ولو تركته ما عدوتُ عثمان، والخيرة له أن لا يلي من أموركم شيئاً، ولوددتُ أنّي كنتُ من أموركم خلواً وكنتُ فيمن مضى من سلفكم".

ثم جاء طلحة بن عبيد الله إلى أبي بكر وقال له غاضباً: "استخلفتَ على النّاس عمر وقد رأيتَ ما يلقى الناس منه وأنتَ معه، وكيف به إذا خلا بهم وأنت لاقٍ ربّك فسائلك عن رعيّتك!"، فقال أبو بكر: "أجلسوني" فأجلسوه، ثم أجابه: "أبالله تخوّفني! إذا لقيتُ ربي فسألني قلتُ: استخلفت على أهلك خير أهلك".

وبعد ذلك استدعى أبو بكر عثمان بن عفان مجدداً، فقال له: "اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهِدَ أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، أمّا بعد..." لكن أغميَ عليه في تلك اللحظة قبل أن يكمل كلامه، فكتب عثمان: "أمَّا بعد فإني قد استخلفتُ عليكم عمر بن الخطّاب ولم آلكم خيراً". وعندما استيقظ أبو بكر من إغماءته قال لعثمان: "اقرأ عليّ"، فقرأ عثمان، وعندما انتهى كبَّر أبو بكر وقال: "أراك خِفتَ أن يختلف الناس إن مُتُّ في غشيتي؟"، قال: "نعم"، فقال: "جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله".

وبعد أن كتبَ العهد أمر أبو بكر أن يُقرَأ على الناس، فجمعهم وأرسله مع أحد مواليه إلى عمر بن الخطاب، فقال عمر للناس: "أنصتوا واسمعوا لخليفة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإنّه لم يألكم نصحاً"، فهدأ الناس وتوقَّفوا عن الكلام، ولم يعترضوا بعد سماع العهد. ثم جاءهم أبو بكر وقال: "أترضون بما استخلفتُ عليكم؟ فإني ما استخلفتُ عليكم ذا قرابة، وإنّي قد استخلفتُ عليكم عمرَ فاسمعوا له وأطيعوا، فإني والله ما آلوت من جهد الرأي"، فردَّ الناس: "سمعنا وأطعنا". ثم أحضر أبو بكر عمر وقال له: "إنّي قد استخلفتك على أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم"، ثم أوصاه بتقوى الله، وخطبَ فيه خطبة قدَّمَ له فيها الكثير من الوصايا والنصائح.

توفّي أبو بكر بعد ذلك بأيام، وعندما دفن وقف عمر وخطب في الناس قائلاً: "إنَّما مَثَل العرب مثل جمل آنف اتَّبعَ قائده فلينظر حيث يقوده، وأمَّا أنا فوربِّ الكعبة لأحملنَّكم على الطريق!".

يشتهر عمر بن الخطّاب عند أهل السنة والجماعة بكونه رجل مواقف، وصاحب أقوال وآراء بارزة ومهمة، فيرون أنه كان دائم الرقابة لله في نفسه وفي عماله وفي رعيته، بل إنه ليشعر بوطأة المسؤولية عليه حتى تجاه البهائم العجماء فيقول: «والله لو أن بغلة عثرت بشط الفرات لكنت مسؤولاً عنها أمام الله، وأخاف أن يسألني الله عنها: "لماذا لم تفتح لها الطريق يا عمر؟"»، ومن شدّة شعوره بالمسؤولية عن رعيته، حلف لما اشتد الجوع بالناس في عام الرمادة أن لا يأتدم بالسمن حتى يفتح على المسلمين عامه هذا، فصار إذا أكل خبز الشعير والتمر بغير أدم يقرقر بطنه في المجلس فيضع يده عليه ويقول : «إن شئت قرقر وإن شئت لا تقرقر، مالك عندي أدم حتى يفتح الله على المسلمين». وكان عمر يأمر قادته في الجهاد ألا يغزوا بالمسلمين، ولا ينزلوهم منزل هلكة، وقد خطب في ولاته في إحدى المرات فقال: «اعلموا أنه لا حلم أحب إلى الله كلمة تعالى.png، ولا أعم من حلم إمام ورفيقه، وأنه ليس أبغض إلى الله ولا أعم من جهل إمام وخرقه، واعلموا أنه من يأخذ بالعافية فيمن بين ظهرانيه يرزق العافية فيمن هو دونه». وبلغ من درجة شعوره بالمسؤولية أنه لم يكن ينام إلا قليلاً، فكان ينعس وهو قاعد فقيل له: "يا أمير المؤمنين ألا تنام؟"، فقال: «كيف أنام؟ إن نمت بالنهار ضيعت أمور المسلمين، وإن نمت بالليل ضيعت حظي من الله عز وجل».

يرى أهل السنة والجماعة أن عمرَ كان رجلاً إيجابيًا، والإيجابية هي التفاعل مع الأحداث، والتأثير في سيرها، وعدم السكوت عن الفعل الشاذ، ومن هذا التعريف يستدلون على إيجابيته، فكان يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويسعى للتغيير بكل الوسائل المتاحة، ما لم تتعارض مع دينه وعقيدته، ومن مظاهر إيجابيته عدم السكوت عن المشورة، وإن لم يكن ذلك مطلوبًا منه. وكان كذلك رجلاً متواضعًا يعيش، كما أبا بكر قبله، وعثمان وعلي بعده، حياةً بعيدة عن الأبّهة والترف، وكان يصرف على نفسه بما يربحه من التجارة، ولم يتخذ لنفسه قصرًا أو ملبسًا فاخرًا، ولم يعش حياة الملوك، ومن أبرز القصص التي يُستدل بها على ذلك، الرواية الشهيرة التي تقول أن رسولاً من الفرس اتجه إلى المدينة المنورة ليرى كيف يعيش ملكها وكيف يتعامل مع شعبه، ولمّا وصل واستدل على بيت الخليفة، وجده مبنيًا من طين وعليه شعر ماعز وضعه عمر لكي لا يسقط المطر فينهدم البيت على رأسه وأولاده، ولمّا سأل عن الخليفة، أشار الناس إلى رجل نائم تحت ظل شجرة، وفي ثوبه عدد من الرقع، وبدون أي حراسة، فتعجب من هذا المنظر ولم تصدق ما رأته عيناه وتذكر كسرى فارس وقصوره وحرسه وخدمه فقال قولته المشهورة: «حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر». كذلك يعتبر السنّة عمر بن الخطاب أحد أكثر الرجال عدلاً في التاريخ، ويؤكدون اعتقادهم بما نُقل عن الرسول محمد من أحاديث، منها ما رواه الإمام أحمد بن حنبل بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ"». وما ورد في موطأ الإمام مالك بن أنس بسنده عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عمر بن الخطاب إنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اخْتَصَمَ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ وَيَهُودِيٌّ، فَرَأَى عُمَرُ أَنَّ الْحَقَّ لِلْيَهُودِيِّ، فَقَضَى لَهُ، فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: "وَاللَّهِ لَقَدْ قَضَيْتَ بِالْحَقِّ". فَضَرَبَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالدِّرَّةِ، ثُمَّ قَالَ: "وَمَا يُدْرِيكَ؟" فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: "إِنَّا نَجِدُ أَنَّهُ لَيْسَ قَاضٍ يَقْضِي بِالْحَقِّ إِلاَّ كَانَ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكٌ وَعَنْ شِمَالِهِ مَلَكٌ يُسَدِّدَانِهِ، وَيُوَفِّقَانِهِ لِلْحَقِّ مَا دَامَ مَعَ الْحَقِّ، فَإِذَا تَرَكَ الْحَقَّ عَرَجَا وَتَرَكَاهُ" عمر بن الخطاب
ومن القصص الأخرى التي وردت عن عدل عمر بن الخطاب، أن رجلاً قبطيًا أتاه يومًا من مصر يشكو إليه ضرب أحد أبناء عمرو بن العاص لابنه الذي كان يعمل في خدمته، عندما كانا يتسابقان على ظهر الخيل، معتمدًا على سلطان والده عمرو والي مصر. فقرر الرجل رفع الأمر إلى خليفة المسلمين الذي سمع بعدله مع الجميع، حتى يأخذ بحق ولده، ولمّا تبين لعمر صحة كلامه، كتب إلى عمرو بن العاص أن يحضر إلى المدينة المنورة بصحبة ابنه، فلما حضر الجميع أمامه، ناول عمر الغلام القبطي سوطًا وأمره أن يقتص لنفسه من ابن عمرو بن العاص، فضربه حتى رأى أنه قد استوفى حقه وشفا ما في نفسه. ثم قال له عمر: «لو ضربت عمرو بن العاص ما منعتك؛ لأن الغلام إنما ضربك لسلطان أبيه»، ثم التفت إلى عمرو بن العاص قائلاً: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟». يعدّ أهل السنّة عمر أيضًا أحد أكثر الرجال بعدًا للنظر، ومن أشهر الروايات التي يستدلون بها على ذلك، تلك التي جاء فيها تصرفه عندما كان في زيارة لكنيسة القيامة في القدس. فبعد فتح المدينة، دعاه البطريرك صفرونيوس لتفقد كنيسة القيامة، فلبى دعوته، وأدركته الصلاة وهو فيها فتلفت إلى البطريرك وقال له "أين أصلي؟"، فقال "مكانك صلِ"، فقال: «ما كان لعمر أن يُصلّي في كنيسة القيامة فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجدًا». وابتعد عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلى. فيعتبرون أن عمر خاف من نشوب صراع بين المسلمين والمسيحيين على ملكية الكنيسة من بعده، وأن يكون لهذا الصراع نتائج لا تُحمد عُقباها، فيؤدي ذلك إلى تشويه صورة الإسلام وأهله.

اللقب والكنية
الفاروق
لقبه "الفاروق" وكنيته "أبو حفص"، أما كنيته، فقد قيل أن الرسول محمد كنّاه بذلك يوم بدر ويرجع سبب إطلاق المسلمين السنّة لقب "الفاروق" على عمر ابن الخطاب، لأنه حسب الروايات أنه أظهر الإسلام في مكة وفرّق بين الحق والباطل. وكان الناس يهابونه، فعندما آمن وجاء إلى الرسول في دار الأرقم بن أبي الارقم قال له: «ألسنا على حق؟» قال: «بلى» قال: «والذي بعثك بالحق لنخرجن». وخرج المسلمون في صفين صف يتقدمه حمزة بن عبد المطلب وصف يتقدمه عمر فيعتبرون أن فرق الله به بين الكفر والإيمان. وقيل أول من سماه بذلك النبي محمد. فقد روى ابن عساكر في تاريخ دمشق وأبو نعيم في حلية الأولياء عن ابن عباس أنه قال:

«سألت عمر رضي الله عنه "لأي شيء سميت الفاروق؟" قال: "أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، ثم شرح الله صدري للإسلام"، فقلت: "الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، فما في الأرض نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم"، قلت: "أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟" قالت أختي: "هو في دار الأرقم بن الأرقم عند الصفا"، فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت، فضربت الباب فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: "مالكم؟" قالوا: "عمر"، قال: "فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابه ثم نثره فما تمالك أن وقع على ركبته"، فقال: "ما أنت بمنته يا عمر؟" قال: "فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله". قال: "فكبّر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد"، قال: "فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟" قال: "بلى، والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم"، قال: "فقلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن"، فاخرجناه في صفين حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد، قال: "فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول اللهصلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق. وفرق الله بين الحق والباطل."»
وروى الطبري في تاريخه، وابن أبي شيبة في تاريخ المدينة وابن سعد وابن الأثير في أسد الغابة في معرفة الصحابة عن أبي عمرو ذكوان قال:« "قلت لعائشة: "من سمى عمر الفاروق؟" قالت: النبي صلى الله عليه وسلم".» وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق والمتقي الهندي في كنز العمال عن النزال بن سبرة قال: «وافقنا من علي يومًا أطيب نفسًا ومزاجًا فقلنا يا أمير المؤمنين حدثنا عن عمر بن الخطاب قال: "ذاك امرؤ سماه الله الفاروق فرق به بين الحق والباطل".» وقيل سماه به أهل الكتاب. قال ابن سعد في الطبقات الكبرى: « قال ابن شهاب: "بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر الفاروق، وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم، ولم يبلغنا أن رسول الله ذكر من ذلك شيئاً ولم يبلغنا"» وقيل سماه به جبريل عليه السلام، رواه البغوي.

أمير المؤمنين
على خلاف مع الشيعة، يرى أهل السنة أن عمر بن الخطاب أول من سُمي بأمير المؤمنين، فبعد وفاة النبي محمد خلفه أبو بكر والذي كان يُلقب بخليفة رسول الله كما يروي ذلك أهل السنة. فلما توفي أبو بكر أوصى للخلافة بعده لعمر بن الخطاب، فقيل لعمر "خليفة خليفة رسول الله". فاعترض عمر على ذلك قائلاً: «فمن جاء بعد عمر قيل له خليفة خليفة خليفة رسول الله فيطول هذا ولكن أجمعوا على اسم تدعون به الخليفة يدعى به من بعده الخلفاء» فقال بعض أصحاب الرسول: «نحن المؤمنون وعمر أميرنا». فدُعي عمر أمير المؤمنين.

وروى البخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك والطبراني في المعجم الكبير وغيرهم: أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة: لم كان أبو بكر يكتب: من أبي بكر خليفة رسول الله، ثم كان عمر يكتب بعده: من عمر بن الخطاب خليفة أبي بكر، من أول من كتب: أمير المؤمنين؟ فقال: «حدثتني جدتي الشفاء، وكانت من المهاجرات الأول، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا هو دخل السوق دخل عليها، قالت: "كتب عمر بن الخطاب إلى عامل العراقين: أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عن العراق وأهله، فبعث إليه صاحب العراقين بلبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقدما المدينة فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد فوجدا عمرو بن العاص، فقالا له: يا عمرو، استأذن لنا على أمير المؤمنين عمر، فوثب عمرو فدخل على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال له عمر: ما بدا لك في هذا الاسم يا ابن العاص؟ لتخرجن مما قلت، قال: نعم، قدم لبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقالا لي: استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت: أنتما والله أصبتما اسمه، وإنه الأمير، ونحن المؤمنون"». فجرى الكتاب من ذلك اليوم. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام": قال الزهري: "أول من حيا عمر بأمير المؤمنين المغيرة بن شعبة".

في حين يرى الشيعة على أن علي بن أبي طالب هو أول من لقب بأمير المؤمنين. ويُروى كذلك أن عبد الله بن جحش الأسدي هو أول من سُمي بأمير المؤمنين في السرية التي بعثه فيها النبي محمد إلى نخلة حسب الأحاديث الصحيحة الواردة في كتب السنة


هذا الكتاب هو مجموع ما حفلت به كتب الآثار من كلام سيدنا أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه

فهذا كتاب فريد في بابه، مُسْتَوْعِب لأَطْرَافِ الْفَنِّ، جَامِع لِشَتِيت الْفَوَائِد، وَمَنْثُور الْمَسَائِل، وَمُتَشَعِّب الأَغْرَاضِ، تخيّرت فيه من جواهر كلام الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما حفلت به كتب الآثار.
الترتيب:

#3K

0 مشاهدة هذا اليوم

#6K

0 مشاهدة هذا الشهر

#34K

7K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 439.
المتجر أماكن الشراء
محمد سالم الخضر ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية