📘 ❞ الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي معلمة العلوم الإسلامية ❝ كتاب ــ إياد خالد الطباع اصدار 1996

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي معلمة العلوم الإسلامية ❝ ــ إياد خالد الطباع 📖

█ _ إياد خالد الطباع 1996 حصريا كتاب الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي معلمة العلوم الإسلامية عن دار القلم للنشر والتوزيع 2024 الإسلامية: عبد الرحمن بن أبي بكر محمد ابن سابق الخضيري المشهور باسم (القاهرة 849 هـ 1445م القاهرة 911 1505م) إمام حافظ ومفسر ومؤرخ وأديب وفقيه شافعي له نحو 600 مصنف نشأ يتيماً؛ إذ مات والده وعمره خمس سنوات ولما بلغ أربعين سنة اعتزل الناس وخلا بنفسه روضة المقياس النيل منزوياً أصحابه جميعاً كأنه لا يعرف أحداً منهم فألف أكثر كتبه وكان الأغنياء والأمراء يزورونه ويعرضون عليه الأموال والهدايا فيردها وطلبه السلطان مراراً فلم يحضر إليه وأرسل هدايا فردها وبقي ذلك إلى أن توفي يلقب بـ«ابن الكتب»؛ لأن أباه طلب من أمه تأتيه بكتاب ففاجأها المخاض فولدته وهي بين الكتب سقطت الخلافة العباسية بغداد عام 656 الموافق 1258م أيدي المغول وتحطم معها كل شيء بدءًا النظام السياسي الذي سقط والخليفة قُتل هو والعلماء والرعية –إلا القليل وانتهاءً بالمكتبة العربية الضخمة التي أُلقيت نهر دجلة وفي أقصى الغرب زالت دولة الإسلام بالأندلس بعد سقوط غرناطة 897 1492م ثم جاءت محاكم التفتيش لتقضي البقية الباقية المسلمين هناك ويحرق رهبان هذه المحاكم مكتبة العامرة وبدا المشهد وكأن والمسيحيين يطوون سجادة خريطة العالم غير الهزة السياسية العنيفة واكبها صعود ثقافي وعلمي للمسلمين حيث ظهر عصر الموسوعات والفنون والآداب والذي أستمر قرن ونصف ومن أصحاب الضخمة ابن منظور المتوفى 711 1311م صاحب لسان العرب والنويري 732 1331م نهاية الأرب وابن فضل الله العمري 748 1347م مسالك الأبصار والقلقشندي 821 1418م صبح الأعشى شيوخه عاش كثر فيه العلماء الأعلام الذين نبغوا علوم تعدد ميادينها وتوفروا اللغة بمختلف فروعها وأسهموا ميدان الإبداع الأدبي فتأثر بهذه النخبة الممتازة كبار فابتدأ العلم 864 1459م ودرس الفقه والنحو والفرائض ولم يمض عامان حتى أجيز بتدريس وألف تلك السنة أول وهو سن السابعة عشرة "شرح الاستعاذة والبسملة" فأثنى شيخه "علم البلقيني" منهج الجلوس المشايخ أنه يختار شيخًا واحدًا يجلس فإذا ما انتقل غيره عمدة شيوخه "محيي الكافيجي" لازمه أربعة عشر عامًا كاملة وأخذ منه أغلب علمه وأطلق لقب "أستاذ الوجود" "شرف المناوي" عنه القرآن والفقه و"تقي الشبلي" الحديث أربع سنين فلما لزم "الكافيجي" التفسير والأصول والعربية والمعاني أيضًا شيخ الحنفية "الأقصرائي" و"العز الحنبلي" و"المرزباني" "وجلال المحلي" الشمني" وغيرهم كثير أخذ علم فقط (150) النابهين هذا يقتصر تلقي الشيوخ الرجال بل كان شيوخ النساء اللاتي بلغن الغاية منهن "آسية بنت جار صالح" و"كمالية الهاشمية" و"أم هانئ الحسن الهرويني" الفضل المقدسي" وغيرهن رحلاته كانت الرحلات وما تزال طريقًا للتعلم إلا أنها كانت فيما مضى ألزم الطرق للعالم يريد يتبحر ممن سافر رحلات علمية ليلتقي بكبار فسافر عدد الأقاليم مصر كالفيوم ودمياط والمحلة وغيرها وسافر بلاد الشام واليمن والهند والمغرب وتشاد ورحل الحجاز وجاور بها وشرب ماء زمزم ليصل رتبة سراج البلقيني حجر العسقلاني لما أكتملت أدوات جلس للإفتاء 871 1466 وأملى العام التالي واسع غزير المعرفة يقول نفسه: "رُزقت التبحر سبعة علوم: والحديث والبيان والبديع" بالإضافة أصول والجدل والقراءات تعلمها والطب لم يقترب علمي الحساب والمنطق ويقول: "وقد كملت عندي الآن آلات الاجتهاد بحمد أقول تحدثًا بنعمة فخرًا وأي الدنيا يطلب تحصيلها الفخر؟!" وكانت الحلقات العلمية يعقدها يقبل عليها الطلاب فقد عُيّن الأمر مدرسًا للفقه بالشيخونية المدرسة يلقي فيها أبوه دروسه قبل لإملاء والإفتاء بجامع طولون تولى مشيخة الخانقاه البيبرسية تمتلئ برجال الصوفية نشب خلاف والمتصوفة وكاد هؤلاء المتصوفة يقتلوه حينئذ قرر يترك ويعتزل ومجتمعاتهم ويتفرغ للتأليف والعبادة اعتزال الحياة العامة قضى فترة قصيرة خصومات مع علماء عصره ميدانها الحملات الشرسة النقد اللاذع الترجمة المتبادلة خصومه: البرهان الكركي وأحمد القسطلاني والشمس الجوجري أشد خصوماته وأعنفها شمس السخاوي أتهم بسرقة بعض مؤلفاته واغتصاب القديمة عهد للناس ونسبتها نفسه لم يقف مكتوف الأيدي دافع بحماسة بالغة عادته يدعم موقفه وقراره بوثيقة ذات طابع أدبي رسالة الرد اسمها "مقامة الكاوي السخاوي" نسب تزوير التاريخ وأكل لحوم والقضاة ومشايخ لهذه العلاقة المضطربة بينه وبين تعرض اعتداء أثر اعتزال الإفتاء والتدريس والحياة العامة ولزوم بيته الأربعين عمره بمناسبة اعتزاله أسماها المقامة اللؤلؤية ورسالة "التنفيس الاعتذار ترك والتدريس" تنبه خصوم خطئهم صوبوه الجليل سهام والتجريح وخصومات ظالمة فأعلنوا مقدمتهم الشيخ أراد يسترضي وعزف لقاء فتوجه حافيًا معتذرًا يجعل يقطع عزلته ويعود ولكنه استمر تفرغه للعبادة والتأليف السلاطين عاصر (13) سلطانًا مملوكيًا علاقته بهم متحفظة وطابعها المقاطعة وإن ثمة وبينهم وضع مكانته يستحقها وسلك معهم سلوك الأتقياء يقع سلوكه موقع الرضا قاطعهم وتجاهلهم ذهب يومًا للقاء الأشرف قايتباي وعلى رأسه الطيلسان [عمامة طويلة] فعاتبه البعض فأنشأ تبرير أطلق "الأحاديث الحسان الطيلسان" سلطنة طومان باي الأول حاول الفتك بالسيوطي لكن هجر جزيرة الروضة واختفى عُزل كان الأمراء يأتون لزيارته ويقدمون النفيسة ولا أحد شيئا ورفض مرات عديدة دعوة لمقابلته كتابًا أسماه "ما وراء الأساطين عدم التردد السلاطين" ريادة ثقافية العلماء قبر مصر كان أبرز معالم الحركة والدينية والأدبية النصف الثاني القرن التاسع الهجري ملأ نشاطه العلمي التأليف مختلف الفروع الزمان تفسير وحديث وفقه وتاريخ وطبقات ونحو ولغة وأدب موسوعي الثقافة والاطلاع أعانه كثرة تأليفه انقطاعه التام للعمل وفاته وثراء مكتبته وغزارة وكثرة ورحلاته وسرعة كتابته اتسع التأليفي (45) بدأ وانقطع (22) متواصلة ولو وُزع الأوراق كتبها لأصاب اليوم الواحد (40) ورقة القسم الأكبر جمعًا وتلخيصًا وتذييلا مؤلفات أما نصيبه الذاتي فجِدّ قليل تمنى يكون المائة التاسعة الهجرة لعلمه الغزير فيقول: "إني ترجيت نعم وفضله أكون المبعوث لانفرادي بالتبحر أنواع العلوم" زادت الثلاثمائة عدّ بروكلمان (415) مؤلفا وأحصى "حاجي خليفة" كتابه "كشف الظنون" حوالي (576) ووصل كابن إياس (600) مؤلف من والتفسير: "الإتقان التفسير" و"متشابه القرآن" و" الإكليل استنباط التنزيل" و"مفاتح الغيب و"طبقات المفسرين" و"الألفية القراءات العشر" أما وعلومه فكان يحفظ مائتي ألف حديث كما روى مغرما بجمع واستقصائه لذلك عشرات المجال يشتمل منها بضعة أجزاء أحيان أخرى يزيد بضع صفحات كتبه: "إسعاف المبطأ رجال الموطأ" تنوير الحوالك شرح موطأ مالك" جمع الجوامع" الدرر المنتثرة الأحاديث المشتهرة" و"المنتقى شعب الإيمان للبيهقي" و"أسماء المدلسين" و"آداب الفتيا" طبقات الحفاظ" في "الأشباه والنظائر فقه الشافعي" و"الحاوي الفتاوي" الجامع الفرائض" تشنيف الأسماع بمسائل الإجماع" وعلومها مائة منها: "المزهر اللغة" و"الأشباه و"الاقتراح النحو" و"التوشيح التوضيح" و"المهذب ورد المعرب" و"البهجة المرضية ألفية البديع له: "عقود الجمان المعاني والبيان" و"الجمع والتفريق النظم البديع" و"فتح للعبد الذليل" والطبقات (55) يأتي مقدمتها: "حسن المحاضرة أخبار والقاهرة" و"تاريخ الخلفاء" و"الشماريخ التاريخ" الملك قايتباي" و"عين الإصابة معرفة الصحابة" و"بغية الوعاة النحاة" و"نظم العقيان أعيان الأعيان" و"در السحابة فيمن دخل الأصوليين" الأخرى الطريفة: "منهل اللطايف الكنافة والقطايف" و"الرحمة الطب والحكمة" و"الفارق المؤلف والسارق" و"الفتاش القشاش" و"الرد أخلد الأرض وجهل فرض" شاءت إرادة تحتفظ المكتبة والإسلامية بأغلب تراث وأن تطبع غالبية القيمة وينهل الكثيرون تلاميذه وتلاميذ الكثرة والنجابة بمكان وأبرزهم "شمس الداودي" "طبقات و"شمس طولون" الشامي" محدث الديار المصرية والمؤرخ الكبير "ابن إياس" "بدائع الزهور وقائع الدهور" وزين الشماع مؤلفاته ألف عددا كبيرا والرسائل يذكر "تاريخ مصر" مصنفات بلغت ست وقد طيف المواضيع تشمل والبلاغة والتاريخ والتصوف والأدب المصنفات: الإتقان القرآن مصباح الزجاجة سنن ماجة (شرح ماجه) رسائل نجاة والدي النبي إسعاف الموطأ الآية الكبرى قصة الإسراء الأشباه (في النحو) الأشباه وقواعده الكلية) الجامع الصغير البشير النذير الجامع الكبير الحاوي للفتاوى إحياء الميت بفضائل اهل البيت الحبائك الملائك الدر المنثور بالمأثور توفي منزله بروضة 19 جمادى الأولى 20 أكتوبر 1505 م ودفن خارج باب القرافة ومنطقة مدفنه تعرف بمقابر سيدي نسبة وقبره معروف ان القاريء لسيرة الامام ليتملكة العجب النتاج العظيم , تنوع تنوعا عظيما واختلافا فنراة يؤلف التوحيد والتفسير والفقة والادب والتراجم والميقات الخ التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين يتناول سير حياة عبر العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة الأنبياء والخلفاء والملوك والقادة شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع اهتم المسلمون بعلم اهتماما بدأت العناية بهذا عندهم الرسول صلى وسلم بزمن يسير حرص حماية وصيانة المصدر مصادر التشريع النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص يتعلق بالحديث أولا الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث قال رسول يأذن لحديثه ينظر فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة ناقلي بسبب حال نقلة النبوية وذلك لما ينبني قبول والتعبد بما لله تعالى أو رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر أهل فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم عنهم (من حدث سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) مدة ملازمته لكلّ وكيف ذاك وكم والآثار ذلك؛ وهل الضعفاء والمجاهيل؟ حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال الحاضرين عنده؟ هي الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق كثيرة متعلّقة الباب تفرّدته به الأمة باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب الأبواب يكاد يخلوا وصنّفت وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير حول

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي معلمة العلوم الإسلامية
كتاب

الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي معلمة العلوم الإسلامية

ــ إياد خالد الطباع

صدر 1996م عن دار القلم للنشر والتوزيع
الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي معلمة العلوم الإسلامية
كتاب

الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي معلمة العلوم الإسلامية

ــ إياد خالد الطباع

صدر 1996م عن دار القلم للنشر والتوزيع
عن كتاب الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي معلمة العلوم الإسلامية:
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي المشهور باسم جلال الدين السيوطي، (القاهرة 849 هـ/1445م - القاهرة 911 هـ/1505م) إمام حافظ، ومفسر، ومؤرخ، وأديب، وفقيه شافعي. له نحو 600 مصنف. نشأ في القاهرة يتيماً؛ إذ مات والده وعمره خمس سنوات، ولما بلغ أربعين سنة اعتزل الناس، وخلا بنفسه في روضة المقياس، على النيل، منزوياً عن أصحابه جميعاً، كأنه لا يعرف أحداً منهم، فألف أكثر كتبه. وكان الأغنياء والأمراء يزورونه ويعرضون عليه الأموال والهدايا فيردها. وطلبه السلطان مراراً فلم يحضر إليه، وأرسل إليه هدايا فردها، وبقي على ذلك إلى أن توفي. وكان يلقب بـ«ابن الكتب»؛ لأن أباه طلب من أمه أن تأتيه بكتاب، ففاجأها المخاض، فولدته وهي بين الكتب.

سقطت الخلافة العباسية في بغداد عام 656 هـ، الموافق عام 1258م في أيدي المغول وتحطم معها كل شيء بدءًا من النظام السياسي الذي سقط، والخليفة الذي قُتل هو والعلماء والرعية –إلا القليل- وانتهاءً بالمكتبة العربية الضخمة التي أُلقيت في نهر دجلة. وفي أقصى الغرب زالت دولة الإسلام بالأندلس بعد سقوط غرناطة عام 897 هـ، الموافق عام 1492م، ثم جاءت معها محاكم التفتيش لتقضي على البقية الباقية من المسلمين هناك، ويحرق رهبان هذه المحاكم مكتبة الإسلام العامرة هناك، وبدا المشهد وكأن المغول والمسيحيين يطوون سجادة الإسلام من خريطة العالم، غير أن هذه الهزة السياسية العنيفة واكبها صعود ثقافي وعلمي للمسلمين حيث ظهر عصر الموسوعات الضخمة في العلوم والفنون والآداب، والذي أستمر أكثر من قرن ونصف. ومن أصحاب هذه الموسوعات الضخمة

ابن منظور المتوفى 711 هـ، 1311م، صاحب كتاب لسان العرب
والنويري المتوفى 732 هـ، 1331م، صاحب نهاية الأرب،
وابن فضل الله العمري المتوفى 748 هـ، 1347م، صاحب مسالك الأبصار،
والقلقشندي المتوفى 821 هـ، 1418م، صاحب صبح الأعشى.
شيوخه
عاش السيوطي في عصر كثر فيه العلماء الأعلام الذين نبغوا في علوم الدين على تعدد ميادينها، وتوفروا على علوم اللغة بمختلف فروعها، وأسهموا في ميدان الإبداع الأدبي، فتأثر السيوطي بهذه النخبة الممتازة من كبار العلماء، فابتدأ في طلب العلم سنة 864 هـ، 1459م، ودرس الفقه والنحو والفرائض، ولم يمض عامان حتى أجيز بتدريس اللغة العربية، وألف في تلك السنة أول كتبه وهو في سن السابعة عشرة، فألف "شرح الاستعاذة والبسملة" فأثنى عليه شيخه "علم الدين البلقيني". وكان منهج السيوطي في الجلوس إلى المشايخ هو أنه يختار شيخًا واحدًا يجلس إليه، فإذا ما توفي انتقل إلى غيره، وكان عمدة شيوخه "محيي الدين الكافيجي" الذي لازمه السيوطي أربعة عشر عامًا كاملة وأخذ منه أغلب علمه، وأطلق عليه لقب "أستاذ الوجود"، ومن شيوخه "شرف الدين المناوي" وأخذ عنه القرآن والفقه، و"تقي الدين الشبلي" وأخذ عنه الحديث أربع سنين فلما مات لزم "الكافيجي" أربعة عشر عامًا وأخذ عنه التفسير والأصول والعربية والمعاني، وأخذ العلم أيضًا عن شيخ الحنفية "الأقصرائي" و"العز الحنبلي"، و"المرزباني" "وجلال الدين المحلي" و"تقي الدين الشمني" وغيرهم كثير، حيث أخذ علم الحديث فقط عن (150) شيخًا من النابهين في هذا العلم. ولم يقتصر تلقي السيوطي على الشيوخ من العلماء الرجال، بل كان له شيوخ من النساء اللاتي بلغن الغاية في العلم، منهن "آسية بنت جار الله بن صالح"، و"كمالية بنت محمد الهاشمية" و"أم هانئ بنت أبي الحسن الهرويني"، و"أم الفضل بنت محمد المقدسي" وغيرهن كثير.

رحلاته
كانت الرحلات وما تزال طريقًا للتعلم، إلا أنها كانت فيما مضى من ألزم الطرق للعالم الذي يريد أن يتبحر في علمه، وكان السيوطي ممن سافر في رحلات علمية ليلتقي بكبار العلماء، فسافر إلى عدد من الأقاليم في مصر كالفيوم ودمياط والمحلة وغيرها، وسافر إلى بلاد الشام واليمن والهند والمغرب وتشاد ورحل إلى الحجاز وجاور بها سنة كاملة، وشرب من ماء زمزم، ليصل في الفقه إلى رتبة سراج الدين البلقيني، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر العسقلاني.

لما أكتملت أدوات السيوطي جلس للإفتاء عام 871 هـ/1466، وأملى الحديث في العام التالي، وكان واسع العلم غزير المعرفة، يقول عن نفسه: "رُزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع"، بالإضافة إلى أصول الفقه والجدل، والقراءات التي تعلمها بنفسه، والطب، غير أنه لم يقترب من علمي الحساب والمنطق. ويقول: "وقد كملت عندي الآن آلات الاجتهاد بحمد الله، أقول ذلك تحدثًا بنعمة الله لا فخرًا، وأي شيء في الدنيا حتى يطلب تحصيلها في الفخر؟!". وكانت الحلقات العلمية التي يعقدها السيوطي يقبل عليها الطلاب، فقد عُيّن في أول الأمر مدرسًا للفقه بالشيخونية، وهي المدرسة التي كان يلقي فيها أبوه دروسه من قبل، ثم جلس لإملاء الحديث والإفتاء بجامع ابن طولون، ثم تولى مشيخة الخانقاه البيبرسية التي كانت تمتلئ برجال الصوفية. نشب خلاف بين السيوطي والمتصوفة، وكاد هؤلاء المتصوفة أن يقتلوه، حينئذ قرر أن يترك الخانقاه البيبرسية، ويعتزل الناس ومجتمعاتهم ويتفرغ للتأليف والعبادة.

اعتزال السيوطي الحياة العامة
قضى السيوطي فترة غير قصيرة في خصومات مع عدد من علماء عصره، كان ميدانها الحملات الشرسة في النقد اللاذع في الترجمة المتبادلة، ومن خصومه: البرهان الكركي، وأحمد بن محمد القسطلاني، والشمس الجوجري، غير أن أشد خصوماته وأعنفها كانت مع شمس الدين السخاوي، الذي أتهم السيوطي بسرقة بعض مؤلفاته، واغتصاب الكتب القديمة التي لا عهد للناس بها ونسبتها إلى نفسه.

لم يقف السيوطي مكتوف الأيدي في هذه الحملات، بل دافع عن نفسه بحماسة بالغة وكان من عادته أن يدعم موقفه وقراره بوثيقة ذات طابع أدبي، فألف رسالة في الرد على السخاوي، اسمها "مقامة الكاوي في الرد على السخاوي" نسب إليه فيها تزوير التاريخ، وأكل لحوم العلماء والقضاة ومشايخ الإسلام. وكان لهذه العلاقة المضطربة بينه وبين بعض علماء عصره، وما تعرض له من اعتداء في الخانقاه البيبرسية أثر في اعتزال الإفتاء والتدريس والحياة العامة ولزوم بيته في روضة المقياس على النيل، وهو في الأربعين من عمره، وألف بمناسبة اعتزاله رسالة أسماها المقامة اللؤلؤية، ورسالة "التنفيس في الاعتذار عن ترك الإفتاء والتدريس".

تنبه بعض خصوم السيوطي إلى خطئهم فيما صوبوه إلى هذا العالم الجليل من سهام في النقد والتجريح وخصومات ظالمة، فأعلنوا عن خطئهم، وفي مقدمتهم الشيخ القسطلاني الذي أراد أن يسترضي هذا العالم الجليل الذي لزم بيته وعزف عن لقاء الناس، فتوجه إليه حافيًا معتذرًا، غير أن هذا الأمر لم يجعل السيوطي يقطع عزلته ويعود إلى الناس، ولكنه استمر في تفرغه للعبادة والتأليف.

اعتزال السلاطين
عاصر السيوطي (13) سلطانًا مملوكيًا، وكانت علاقته بهم متحفظة، وطابعها العام المقاطعة وإن كان ثمة لقاء بينه وبينهم، وضع نفسه في مكانته التي يستحقها، وسلك معهم سلوك العلماء الأتقياء، فإذا لم يقع سلوكه منهم موقع الرضا قاطعهم وتجاهلهم، فقد ذهب يومًا للقاء السلطان الأشرف قايتباي وعلى رأسه الطيلسان [عمامة طويلة] فعاتبه البعض، فأنشأ رسالة في تبرير سلوكه أطلق عليها "الأحاديث الحسان في فضل الطيلسان". وفي سلطنة طومان باي الأول حاول هذا السلطان الفتك بالسيوطي، لكن هذا العالم هجر بيته في جزيرة الروضة واختفى فترة حتى عُزل هذا السلطان.

كان بعض الأمراء يأتون لزيارته، ويقدمون له الأموال والهدايا النفيسة، فيردها ولا يقبل من أحد شيئا، ورفض مرات عديدة دعوة السلطان لمقابلته، وألف في ذلك كتابًا أسماه "ما وراء الأساطين في عدم التردد على السلاطين".

ريادة ثقافية في عصر العلماء

قبر جلال الدين السيوطي، القاهرة، مصر
كان السيوطي من أبرز معالم الحركة العلمية والدينية والأدبية في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري، حيث ملأ نشاطه العلمي في التأليف مختلف الفروع في ذلك الزمان من تفسير وحديث وفقه وتاريخ وطبقات ونحو ولغة وأدب وغيرها، فقد كان موسوعي الثقافة والاطلاع.

أعانه على كثرة تأليفه انقطاعه التام للعمل وهو في سن الأربعين حتى وفاته، وثراء مكتبته وغزارة علمه وكثرة شيوخه ورحلاته، وسرعة كتابته، فقد اتسع عمره التأليفي (45) سنة، حيث بدأ التأليف وهو في السابعة عشرة من عمره، وانقطع له (22) عامًا متواصلة، ولو وُزع عمره على الأوراق التي كتبها لأصاب اليوم الواحد (40) ورقة، على أن القسم الأكبر من تأليفه كان جمعًا وتلخيصًا وتذييلا على مؤلفات غيره، أما نصيبه من الإبداع الذاتي فجِدّ قليل.

تمنى السيوطي أن يكون إمام المائة التاسعة من الهجرة لعلمه الغزير، فيقول: "إني ترجيت من نعم الله وفضله أن أكون المبعوث على هذه المائة، لانفرادي عليها بالتبحر في أنواع العلوم". زادت مؤلفات السيوطي على الثلاثمائة كتاب ورسالة، عدّ له بروكلمان (415) مؤلفا، وأحصى له "حاجي خليفة" في كتابه "كشف الظنون" حوالي (576) مؤلفا، ووصل بها البعض كابن إياس إلى (600) مؤلف.

من مؤلفاته في علوم القرآن والتفسير: "الإتقان في علوم التفسير"، و"متشابه القرآن"، و" الإكليل في استنباط التنزيل"، و"مفاتح الغيب في التفسير"، و"طبقات المفسرين"، و"الألفية في القراءات العشر".

أما الحديث وعلومه، فكان السيوطي يحفظ مائتي ألف حديث كما روى عن نفسه، وكان مغرما بجمع الحديث واستقصائه لذلك ألف عشرات الكتب في هذا المجال، يشتمل الواحد منها على بضعة أجزاء، وفي أحيان أخرى لا يزيد عن بضع صفحات.. ومن كتبه: "إسعاف المبطأ في رجال الموطأ"، و" تنوير الحوالك في شرح موطأ الإمام مالك"، و" جمع الجوامع"، و" الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة"، و"المنتقى من شعب الإيمان للبيهقي"، و"أسماء المدلسين"، و"آداب الفتيا"، و" طبقات الحفاظ".

في الفقه ألف "الأشباه والنظائر في فقه الإمام الشافعي"، و"الحاوي في الفتاوي"، و" الجامع في الفرائض" و" تشنيف الأسماع بمسائل الإجماع" وفي اللغة وعلومها كان له فيها أكثر من مائة كتاب ورسالة منها: "المزهر في اللغة"، و"الأشباه والنظائر في اللغة"، و"الاقتراح في النحو"، و"التوشيح على التوضيح"، و"المهذب فيما ورد في القرآن من المعرب"، و"البهجة المرضية في شرح ألفية ابن مالك". وفي ميدان البديع كان له: "عقود الجمان في علم المعاني والبيان"، و"الجمع والتفريق في شرح النظم البديع"، و"فتح الجليل للعبد الذليل".

في التاريخ والطبقات ألف أكثر من (55) كتابًا ورسالة يأتي في مقدمتها: "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة"، و"تاريخ الخلفاء"، و"الشماريخ في علم التاريخ"، و"تاريخ الملك الأشرف قايتباي"، و"عين الإصابة في معرفة الصحابة"، و"بغية الوعاة في طبقات النحاة"، و"نظم العقيان في أعيان الأعيان"، و"در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة"، و"طبقات الأصوليين". ومن مؤلفاته الأخرى الطريفة: "منهل اللطايف في الكنافة والقطايف"، و"الرحمة في الطب والحكمة"، و"الفارق بين المؤلف والسارق"، و"الفتاش على القشاش"، و"الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض". شاءت إرادة الله أن تحتفظ المكتبة العربية والإسلامية بأغلب تراث الإمام السيوطي، وأن تطبع غالبية كتبه القيمة وينهل من علمه الكثيرون.

تلاميذه
وتلاميذ السيوطي من الكثرة والنجابة بمكان، وأبرزهم "شمس الدين الداودي" صاحب كتاب "طبقات المفسرين"، و"شمس الدين بن طولون"، و"شمس الدين الشامي" محدث الديار المصرية، والمؤرخ الكبير "ابن إياس" صاحب كتاب "بدائع الزهور في وقائع الدهور"، وزين الدين الشماع.

مؤلفاته
ألف جلال الدين السيوطي عددا كبيرا من الكتب والرسائل إذ يذكر ابن إياس في "تاريخ مصر" أن مصنفات السيوطي بلغت ست مائة مصنف. وقد ألف في طيف واسع من المواضيع تشمل التفسير والفقه والحديث والأصول والنحو والبلاغة والتاريخ والتصوف والأدب وغيرها. ومن هذه المصنفات:

الإتقان في علوم القرآن
مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجة (شرح سنن ابن ماجه)
رسائل الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي في نجاة والدي النبي
إسعاف المبطأ برجال الموطأ
الآية الكبرى في شرح قصة الإسراء
الأشباه والنظائر (في النحو)
الأشباه والنظائر (في أصول الفقه وقواعده الكلية)
الجامع الصغير من حديث البشير النذير
الجامع الكبير
الحاوي للفتاوى
إحياء الميت بفضائل اهل البيت
الحبائك في أخبار الملائك
الدر المنثور في التفسير بالمأثور

توفي الإمام السيوطي في منزله بروضة المقياس على النيل في القاهرة في 19 جمادى الأولى سنة 911 هـ، الموافق 20 أكتوبر 1505 م، ودفن خارج باب القرافة في القاهرة، ومنطقة مدفنه تعرف الآن بمقابر سيدي جلال نسبة إليه، وقبره معروف هناك.




ان القاريء لسيرة هذا الامام ليتملكة العجب من هذا النتاج العظيم , الذي تنوع تنوعا عظيما , واختلافا كبيرا , فنراة يؤلف في التوحيد والتفسير والحديث والفقة والنحو والادب والبلاغة والتاريخ والتراجم والميقات .... الخ
الترتيب:

#9K

0 مشاهدة هذا اليوم

#35K

18 مشاهدة هذا الشهر

#22K

11K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 464.
المتجر أماكن الشراء
إياد خالد الطباع ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار القلم للنشر والتوزيع 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث