📘 ❞ السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول ❝ كتاب ــ منصور عبد الحكيم اصدار 2011

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول ❝ ــ منصور عبد الحكيم 📖

█ _ منصور عبد الحكيم 2011 حصريا كتاب السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول عن دار الكتاب العربي 2024 المغول: الملك المظفر قُطُز محمود بن ممدود خوارزمشاه هو سلطان مملوكي (توفي 658 هـ الموافق 1260)؛ تولى سنة 657 1259 يُعدّ معركة التتار ومُحرر القدس من التتار؛ كما يعد أحد أبرز ملوك مصر وذلك الرغم أن فترة حكمه لم تدم سوى أقل عام واحد حيث نجح إعادة تعبئة وتجميع الجيش الإسلامي واستطاع إيقاف زحف الذي كاد يقضي الدولة الإسلامية فهزمهم بجيشه هزيمة كبيرة ولاحق فلولهم حتى حرر الشام بأكملها سلطتهم قطز اسم أطلقه عليه قاومهم بشراسة خلال اختطافهم وبيعهم إياه وهو صغير ومعنى باللغة المغولية (الكلب الشرس) نسب يعود إلى الأمير الخوارزمي ابن عم جلال الخوارزمية وزوج أخته نشأ نشأة الأمراء وتدرب فنون القتال يد خاله وبعد سقوط بِيع مملوكًا ثم انتقل لمصر وبِيع للملك الصالح نجم أيوب آخر الأيوبية فتعلم والخطط الحربية مدارس المماليك وشارك جيش صد الحملة الصليبية السابعة وتحقيق الانتصار المنصورة 648 1250 تدرّج ترتيب السلطة كان يوم السبت 24 ذو القعدة 11 نوفمبر عندما نُصّب ثالث سلاطين مماليك ولما عاد منتصرًا تآمر بعض بقيادة بيبرس فقتلوه بين القرابي والصالحية ودفن بالقصير نُقِل قبره بعد مدة الزمن القاهرة وكان مقتله 16 22 أكتوبر 1260 بخمسين يومًا نشأ كأي مملوك تم شراءه مثل بقية الأرقّاء القادمين بلاد ما وراء النهر والترك؛ فالترك قبائل التي سكنت شرق آسيا ومنهم الذين خرج منهم جنكيز خان وهولاكو ويُوصف بأنه أمراء كانت مجاورة لإمبراطورية أسسها وقد دخل ملك علاء محمد صراع وحروب مع أدت تحطم الإمبراطورية وهلاك وابنه والخوارزميون هم سلالة تركية سُنِّية حكمت أجزاء الوسطى وغرب إيران الفترة (1077 1220) وكانوا أتباعًا اقطاعيين للسلاجقة استقلوا وأصبحوا حكامًا مستقلين القرن الحادي عشر الميلادي ولمَّا سقطت بمقتل 15 شوال 628 9 1231 قد شارك قتاله للمغول نال الشهادة وقتل بداية الحروب وترك قبل وفاته ابنه الصغير رعاية وتربية قال علي أحمد باكثير «مات شهيدًا سبيل الله ولم يتجاوز الثلاثين عمره تاركًا وراءه زوجته البارة وصبيًا المهد لما يدُر الحول يتمتع برؤيته إلا أياماً قلائل إذ شغله عنه خروجه لجهاد يكن له يودع هذه الحياة ونعيمها عزاء رجاؤه فيما أعد للشهداء المجاهدين سبيله النعيم المقيم والرضوان الأكبر» ويروي شمس الجزري تاريخه «لما رق موسى غانم المقدسي بدمشق ضربه سيده وسبه بأبيه وجده فبكى يأكل شيئا سائر يومه فأمر الزعيم الفراش يترضاه ويطعمه فروى أنه جاءه بالطعام وقال له: كل هذا البكاء لطمة فقال قطز: إنما بكائي سبه لأبي وجدي وهما خير منه فقلت: أبوك كافر فقال: والله أنا مسلم أخت أولاد الملوك فسكتُّ وترضيته» نشأته ولد أو أسرة ملكية بمملكة بفارس يذكر المؤرخون السنة ولد فيها أقرب تاريخ ذُكر سيرة تمَّ اختطافه عقب انهيار وحُمل وغيره الأطفال دمشق ولد للأمير ونشأ نظرًا لاستشهاد أبيه لايزال رضيعًا حروب المسلمين الأولى ضد اسمه وقتها دارت الدائرة مملكة وقضى وعلى ملكه وأُسر وبيع عبدًا السوق لثري أثرياء فرباه الثري وأحسن تربيته اللغة العربية وأصولها وحفظ القران الكريم ودرس الحديث موت أصبح لابن يجد عناية وحسن تعامل فبيع مدخلًا لقطز لدخول السياسية والجهاد الصليبيين فهذا أكبر معاوني العالم العز السلام فتربى تربيه جديدة وجاءت ومن ضمنها وعندما تخلى إسماعيل جهاد وهادنهم نهض للدفاع المسلميين فاشترك ضمن المدافعين أهل المصري دور بقيت انتصار وأعوانه ثم طلب يبيعه ليندرج تحت سلك ممالكه ووافق بيعه بيع عهد به المملوكي عز أيبك باقي يتم الحاقهم بمدرسة ويتم تعليمهم قراءة وكتابة حفظ ومباديء الفقة الرمي بالسهام والقتال بالسيوف وركوب الخيل ووضع الخطط والتصرف أمور ساعدت التربية والقتالية سن الطفولة والشباب قصر وفاة تفوق أقرانه اشتراهم فقد كراهية وسمع وشاهد والمعارك قادها وأبوه الخوارزميين وكان أطلقوا وهذه الكلمة بالتترية تعني الكلب الشرس واضحًا علامات القوة والبأس صغره فلذلك أطلق أورد وصفًا شابًّا أشقر كثَّ اللحية بطلا شجاعًا عفًّا المحارم مترفعا الصغائر مواظبًا الصلاة والصيام وتلاوة الأذكار تزوج بني قومه يخلف ولدًا ذكرًا بل ترك ابنتين يسمع عنهما الناس شيئًا بعده حياته الأيوبية رسمة لمعركة لويس التاسع انتقل وانضم يكثر شراء ويضمهم جيشه ويربيهم الولاء لجيشه ولأن أصول تعلم المعارك والحروب وبين ساعده ذلك كله ترقيته صفوف الصالحية البحرية وارتقى بسرعة الساعد الأيمن لأمير جند هام الأحداث والبيت الأيوبي جاء تكون قوي عظيم تصدى لكل المحاولات الخارجية لغزو وأهمها أظهرت قوة العسكرية والتخطيطية إدارة قدرتهم الحكم وإدارة شؤون البلاد حين قرروا التخلص تورانشاه وتنصيب شجر الدر زوجة سيدهم ملكة ظهورهم الساحة كسلاطين وحكام والشام رسمٌ تخيُّليّ لِشجر الدُّر الملكة عصمةُ والدُنيا أُم خليل خاتون المُستعصميَّة أولى شارك وتمثلت شجاعة الكبير حققوه والتي أُسر قائد وصف المؤرخين تلك المعركة بقوله: «والله لقد كنت أسمع زعقات الترك كالرعد القاصف ونظرت لمعان سيوفهم وبريقها كالبرق الخاطف فلله درهم أحيوا اليوم الإسلام جديد بكل أسد قلبه حديد فلم تكن ساعة وإذا بالإفرنج ولوا أعقابهم منهزمين وأسود لأكتاف خنازير الأفرنج ملتزمين» وكانت أهم أحداث ملكًا نتائج وصول لحكم والقضاء تورانشاه قاد وبقية استكمال تحقيق النصر وصد الفرنسية ولكن يسفر استقرا الأحوال ظهر الخلاف أظهروا قوتهم وجلادتهم قتال الفرنجة أستاذهم وذكر صالحًا للحكم لتهوره وكبريائه ولتعامله السيء ولتنكره لأمراء رأسهم فارس أقطاي والظاهر وسيف قرر وفي 27 محرم 2 مايو قُتل حكم واحدًا وستين شجر الدر بعد قيام بقتل سلطانهم هناك فراغ لايوجد بديل وعليه اختار بينهم الديار المصرية وأُخذت البيعة للسلطانة الجديدة شهر صفر وما إن تولت مقاليد لاقت الرفض الخليفة العباسي بغداد وقام العلماء ينددون بتنصيبها المنابر وتفجرت الثورات فما التنازل بالحكم لأحد ثمانين يوماً المملوكية بعد قررت اختارت التركماني الصالحي خليفةً لها زواجها وافق وقطز أحدهم اختيار كأول المملوكية الأيوبيين الناصر عند بلدة العباسة وبلبيس دَب وفارس إنشاء فرقة عرفوا بالمماليك المعزية نسبة لقب المعز وعين مملوكه المعزي نائبًا للسلطنة ولمَّا أحس بخطر وخطر فرقته خشي حياته وصلته أخبار عزم اغتياله فدبر خطة لاغتيال بمساعدة نائبه وبعض مماليكه واستدعى غريمه للمثول أمامه القلعة لاستشارته الأمور الميعاد المحدد حضر ومعه عدد ودخل باب المؤدي لقاعة العواميد وتم اغلاق الباب ومنعت الدخول وبسرعة انقض معه وقتلوه وقع وزوجته بسبب تمرده عليها وعدم اشراكها وبسبب تخلصه ومما زاد الأمر سوءًا الزواج ابنة الموصل بدر لؤلؤ فعزمت قتل أرادت وقَتل خمسة غلمانها الحمام 655 1257 انتشار خبر حاولت اخفاء واقعة القتل ادعت فوق جواده كشفوا حقيقة قتلها للسلطان وقرروا علي المعز سنة 655هـ الموافقة نصب قتلهم نور صبيًا صغيرًا الخامسة عشرة ولقبوه المنصور رفضوا الاعتراف بالسلطان فأثاروا عدة اضطرابات عاصفة واستنجد بعضهم بملوك وحاول المغيث عمر أمير الكرك غزو مرتين لكنه فشل نتيجة الاضطرابات محاولة تنصيب الأتابك سنجر الحلبي سلطانًا سارع حبسه سجن المعارضين الهروب فطاردهم وقبض كثير وسجنهم استقرت وصار نائب وأصبح الحاكم الفعلي الجالس العرش طفل جلوس الصبي مسألة قُصد بها كسب الوقت يتمكن كبار حسم المسألة لطرفه يشأ يتعجل بحسم أمر ومواجهة المنافسين فأمسك بزمام الفعلية شعار السلطنة ولقبها بدأ بترتيب الأوضاع الداخلية لصالحه الشائعات تملأ سماء بأن يريد خلع واجتمع بيت كبارهم وتكلموا نجحوا إصلاح وبذلك توطدت مكانة في نفسه متردية الفتن أثارتها طوائف خطر محاولات الغزو الفاشلة قام 656 1258 تقلق بال المرتين للقاء وحليفهم القضاء الخطر فواصل المملكة الداخل واجه الخارجي فقبض جماعة لميلهم وهم: الرومي والأمير بلبان الكافوري الأشرفي بكتوت بلغان استتب تنصيبه لمصر بعد قرابة ثلاث سنوات صدى طبول التتارية يتردد حدود واقتربت رياح التتري لبلاد ومصر بوسع يفعل شيءًا إزاء الداهم والقريب وقته ركوب الحمير والتنزه واللعب بالحمام الخدم ومع يصل وحشية تزداد اضطرابًا اقتراب جحافل أرسل رساله حملها المؤرخ والفقيه كمال العديم يستنجد بعساكرها قدم عقد مجلس حضره وحضره الرأي والقضاة قاضي القضاة حسن السنجاري والشيخ الحاضرين الاجتماع خطوات نحو وصوله لعرش وقتال استغل اجتماع لخلع وأخذ يتحدث مساويء وقال«لابد قاهر يقاتل العدو والملك لايعرف تدبير الملك» وساعد الوصول لهدفه زادت انفض الجميع حوله واستهتر اللعب وتحكمت أمه أمره فاضطربت وانتهز الفرصة المناسبة والمعزية رحلة صيد منطقة العباسية الشرقية بهادر علم الغتمي أخيه قاقان أمهما واعتقلهم أبراج انتهت استمرت سنتين وثمانية أشهر وثلاثة أيام وحين الصيد وعلم أنكروا مافعله فأخبرهم القادم لهم: «إني ماقصدت نجتمع ولا يأتي بغير فإذا خرجنا وكسرنا فالأمر لكم ماشئتم» ترتيب الوضع الداخلي استلم وضعها متأزمًا جدًا اجتياح والاقتراب أكثر المسرح السياسي يموج بالاضطرابات والأزمات الناتجة التصارع كرسي والحكم عنيفة ومتكررة الآخر القريب يتمثل فر الكثير الإمارات بقي وجل وترقب وهذا الانقسام أضعف لأن كانوا أساس يحمل مشكلات أخرى فالعلاقة إمارات مقطوعة تمامًا روح العداء الشديد السائد الطرفين أي سند الدول المجاورة أفريقيا الاقتصادي بأفضل حالًا والاجتماعية فهناك أزمة اقتصادية طاحنة تمر بالبلاد جراء الحملات المتتالية وجيرانها والصراعات المستوى الداخلي انشغلوا بأنفسهم وبالفتن والخارجية فتردَّى الاقتصاد أبعد درجات التردي لم عرش نهاية لرحلة المملوك فقرر توطيد دعائم التوجه عدوه وقطع أطماع الآخرين يجلس فجمع وكبار القادة وأصحاب وكل هؤلاء المحركين الفعليين لطوائف شعب المختلفة لهم سبب توليه مواجهة العدو: وأخاه وأمه دمياط برج بناه واطلق السلسلة نفاهم جميعًا القسطنطينية بالقبض رؤوس الفتنة حاولوا يخرجوا وسلطته أيدمر النجيبي شرف قيران الدود خال والطواشي شبل كافور حسام بلال المغيثي الجمدار ووضعهم وهكذا تمكن المعارضة باختيار أركان دولته وتوطيد فبدأ بتغيير الوزير بنت الأعز وولى بدلًا زين يعقوب الرفيع يزيد الزبير وأقر المعروف بالمستعرب أتابكًا وفوض إليه بجانب العساكر واستخدام الأجناد وسائر الجهاد والاستعداد للحرب وبعد هدوء داخل التوجس خاصة يوسف صلاح صاحب وحلب وخاف عاقبة مواجهته فكتب خطابًا رقيقًا حاول فيه تجنب المواجهة وأقسم بالأيمان لا ينازع يقاومه وأكد ومتى حل أقعده وقال: «وإن اخترتني خدمتك وإن اخترت قدمت معي العسكر نجدة لك عليك فإن تأمن حضوري سيرت صحبة تختاره» الإعداد لمواجهة ومعركة جالوت أصبح يهدد تمكنوا الإستيلاء جميع والدول والأراضي وصلت غزة يبقى الحسم بالتحضير أول يقوم إصداره لعفو وشامل فروا مقتل زعيمهم الخطوة قرار سياسي اتخذه فقوات تكفي لحرب عظيمة وقوية ولها خبرة واسعة فإضافة المتواجدة ستنشيء جيشاً قوياً قادراً محاربة عودة القائد الظاهر فاستقبله استقبالًا لائقًا وعظم شأنه وأنزله الوزارة وأقطعه قليوب وماحولها القرى وجعله مقدمة الجيوش قبره بعد ملقًا الأرض مضرجًا بدمائه دون يجرؤ دفنه غلمانه يقصد للزيارة والتبرك والناس يترحمون ويدعون قاتله وكثر الترحم والدعاء قتله فلما بلغه سيَّر نبشه ونقله غير المكان وعفى أثره يعفى خبره حُمل بالقرب زاوية الشيخ تقي تُعمر نقله الحاج الظاهري القرافة عبود شخصيته وصف شخصية فقالوا انه شابًا اللون كبير بطلًا مقدامًا حازمًا التدبير اليد البيضاء أبو المحاسن تغري بردي: «كان بطلاً مِقدامًا حَسَنَ يرجِع دينٍ وإسلام وخيرٍ» الإمام الذهبي «السلطان الشهيد فارسًا سائسًا دينًا محببا الرعية هزم وطهر ويسلم شاء جهاده شابا وافر تام الشكل وله فعوض شبابه بالجنة ورضي عنه» «وكان الخير ناصحًا للإسلام وأهله يحبونه كثيرًا» العماد الحنبلي كسر كسرة جُبر واستعاد فجزاه خيرًا» دينار قطز وُجد دينار الذهب بكتابة نسخية باسم كتابة الوجه والظهر تحمل الدنيا والدين ضرب الدينار الإسكندرية مركزًا تجاريًا هامًا العصر الفاطمي والعصر يوجد الآن متحف الفن الإسلامى عاصمة ويحمل رقم 16412 التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين العلم يتناول سير حياة الأعلام عبر العصور دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم الرسول صلى وسلم بزمن يسير حرص حماية وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص يتعلق بالحديث أولا الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا روى صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث ويقول: رسول يأذن لحديثه ينظر يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي حال نقلة النبوية ينبني المعرفة قبول والتعبد بما لله تعالى رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت قالوا سموا لنا رجالكم فينظر فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ الشيوخ عنهم (من حدث سماعاً دلس شيئاً عنه) ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عنده؟ هي الأوهام والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة منها تفرّدته الأمة الأمم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول
كتاب

السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول

ــ منصور عبد الحكيم

صدر 2011م عن دار الكتاب العربي
السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول
كتاب

السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول

ــ منصور عبد الحكيم

صدر 2011م عن دار الكتاب العربي
عن كتاب السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول:
الملك المظفر سيف الدين قُطُز محمود بن ممدود بن خوارزمشاه هو سلطان مملوكي (توفي 658 هـ الموافق 1260)؛ تولى الملك سنة 657 هـ الموافق 1259. يُعدّ قُطُز بطل معركة عين جالوت وقاهر التتار المغول، ومُحرر القدس من التتار؛ كما يعد أحد أبرز ملوك مصر، وذلك على الرغم من أن فترة حكمه لم تدم سوى أقل من عام واحد، حيث نجح في إعادة تعبئة وتجميع الجيش الإسلامي، واستطاع إيقاف زحف التتار الذي كاد أن يقضي على الدولة الإسلامية، فهزمهم قُطُز بجيشه هزيمة كبيرة في عين جالوت، ولاحق فلولهم حتى حرر الشام بأكملها من سلطتهم.

قطز هو اسم أطلقه التتار عليه حيث قاومهم بشراسة خلال اختطافهم وبيعهم إياه وهو صغير، ومعنى قطز باللغة المغولية (الكلب الشرس)، نسب قطز يعود إلى الأمير ممدود الخوارزمي ابن عم السلطان جلال الدين خوارزمشاه سلطان الدولة الخوارزمية وزوج أخته. نشأ قطز نشأة الأمراء وتدرب على فنون القتال على يد خاله، وبعد سقوط الدولة الخوارزمية بِيع مملوكًا في الشام، ثم انتقل لمصر وبِيع مملوكًا للملك الصالح نجم الدين أيوب آخر ملوك الدولة الأيوبية، فتعلم فنون القتال والخطط الحربية في مدارس المماليك، وشارك جيش الملك الصالح في صد الحملة الصليبية السابعة، وتحقيق الانتصار في معركة المنصورة عام 648 هـ الموافق 1250. تدرّج قطز في ترتيب السلطة حتى كان يوم السبت 24 ذو القعدة 657 هـ الموافق 11 نوفمبر 1259 عندما نُصّب ثالث سلاطين مماليك مصر، ولما عاد قطز منتصرًا من عين جالوت إلى مصر تآمر عليه بعض الأمراء المماليك بقيادة بيبرس، فقتلوه بين القرابي والصالحية ودفن بالقصير، ثم نُقِل قبره بعد مدة من الزمن إلى القاهرة، وكان مقتله يوم السبت 16 ذو القعدة 658 هـ الموافق 22 أكتوبر 1260، وذلك بعد معركة عين جالوت بخمسين يومًا.

نشأ قطز كأي مملوك تم شراءه، مثل بقية المماليك الأرقّاء القادمين من بلاد ما وراء النهر من بلاد المغول والترك؛ فالترك من قبائل المغول التي سكنت شرق آسيا ومنهم التتار الذين خرج منهم جنكيز خان وهولاكو. ويُوصف قطز بأنه أحد أمراء الدولة الخوارزمية الإسلامية التي كانت مجاورة لإمبراطورية المغول التي أسسها خان المغول جنكيز خان، وقد دخل ملك الدولة الخوارزمية علاء الدين محمد الخوارزمي في صراع وحروب مع جنكيز خان أدت إلى تحطم الإمبراطورية الخوارزمية وهلاك علاء الدين محمد خوارزمشاه وابنه السلطان جلال الدين، والخوارزميون هم سلالة تركية سُنِّية حكمت أجزاء كبيرة من آسيا الوسطى وغرب إيران في الفترة (1077 - 1220) وكانوا أتباعًا اقطاعيين للسلاجقة ثم استقلوا، وأصبحوا حكامًا مستقلين في القرن الحادي عشر الميلادي.

ولمَّا سقطت الدولة الخوارزمية بمقتل السلطان جلال الدين بن محمد خوارزمشاه في 15 شوال 628 هـ الموافق 9 أكتوبر 1231، كان الأمير ممدود الخوارزمي ابن عم السلطان جلال الدين وزوج أخته قد شارك جلال الدين في قتاله للمغول حتى نال الشهادة وقتل في بداية الحروب الخوارزمية المغولية، وترك الأمير ممدود قبل وفاته ابنه الصغير محمود في رعاية وتربية خاله السلطان جلال الدين، قال علي أحمد باكثير «مات الأمير ممدود شهيدًا في سبيل الله، ولم يتجاوز الثلاثين من عمره، تاركًا وراءه زوجته البارة، وصبيًا في المهد لما يدُر عليه الحول، ولم يتمتع برؤيته إلا أياماً قلائل، إذ شغله عنه خروجه مع جلال الدين لجهاد التتار، ولم يكن له وهو يودع هذه الحياة ونعيمها من عزاء إلا رجاؤه فيما أعد الله للشهداء المجاهدين في سبيله من النعيم المقيم والرضوان الأكبر»،

ويروي شمس الدين الجزري في تاريخه عن سيف الدين قطز «لما كان في رق موسى بن غانم المقدسي بدمشق، ضربه سيده وسبه بأبيه وجده، فبكى ولم يأكل شيئا سائر يومه، فأمر ابن الزعيم الفراش أن يترضاه ويطعمه، فروى الفراش أنه جاءه بالطعام، وقال له: كل هذا البكاء من لطمة، فقال قطز: إنما بكائي من سبه لأبي وجدي وهما خير منه، فقلت: من أبوك واحد كافر، فقال: والله ما أنا إلا مسلم ابن مسلم، أنا محمود بن ممدود ابن أخت خوارزمشاه من أولاد الملوك، فسكتُّ وترضيته».

نشأته
ولد قطز أو الأمير محمود بن ممدود الخوارزمي في أسرة ملكية بمملكة خوارزمشاه بفارس، ولم يذكر المؤرخون السنة التي ولد فيها، وكان أقرب تاريخ ذُكر في سيرة قطز هو عام 628 هـ الموافق 1231 عندما تمَّ اختطافه عقب انهيار الدولة الخوارزمية على يد التتار، وحُمل هو وغيره من الأطفال إلى دمشق.

ولد محمود للأمير ممدود ابن عم وزوج أخت السلطان جلال الدين الخوارزمي، ونشأ نشأة الأمراء وتدرب فنون القتال على يد خاله جلال الدين نظرًا لاستشهاد أبيه وهو لايزال رضيعًا في حروب المسلمين الأولى ضد التتار، وكان اسمه وقتها محمود، ثم دارت الدائرة على مملكة جلال الدين وقضى التتار عليه وعلى ملكه، وأُسر الأمير محمود وبيع عبدًا في السوق لثري من أثرياء الشام، فرباه الثري وأحسن تربيته، فتعلم اللغة العربية وأصولها، وحفظ القران الكريم ودرس الحديث، وبعد موت الثري أصبح قطز مملوكًا لابن الثري، ولم يجد منه عناية وحسن تعامل، فبيع قطز لثري آخر من أثرياء الشام، وكان هذا الثري مدخلًا لقطز لدخول الحياة السياسية والجهاد ضد الصليبيين، فهذا الثري هو ابن واحد من أكبر معاوني العالم العز بن عبد السلام، فتربى قطز تربيه جديدة، وجاءت الحروب الصليبية على الشام ومن ضمنها دمشق، وعندما تخلى الصالح إسماعيل عن جهاد الصليبيين وهادنهم، نهض الملك الصالح نجم الدين أيوب للدفاع عن المسلميين، فاشترك قطز من ضمن المدافعين من أهل دمشق مع الجيش المصري، وكان له دور مع بقيت أهل الشام في انتصار المسلمين على الصالح إسماعيل وأعوانه من الصليبيين.

ثم طلب قطز من سيده أن يبيعه إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب ليندرج تحت سلك ممالكه، ووافق سيده على بيعه، وبعد أن بيع قطز إلى الملك الصالح عهد به إلى الأمير المملوكي عز الدين أيبك، فتربى قطز مثل باقي المماليك حيث يتم الحاقهم بمدرسة المماليك، ويتم تعليمهم اللغة العربية قراءة وكتابة، ثم حفظ القران الكريم ومباديء الفقة الإسلامي، ثم فنون القتال من الرمي بالسهام والقتال بالسيوف، وركوب الخيل ووضع الخطط الحربية والتصرف في أمور الدولة، وقد ساعدت التربية الإسلامية والقتالية لقطز في سن الطفولة والشباب في قصر خاله السلطان جلال الدين حيث تولى تربيته بعد وفاة أبيه، في تفوق قطز على أقرانه من المماليك الذين اشتراهم الملك الصالح، فقد نشأ قطز على كراهية المغول وسمع وشاهد القتال والمعارك التي قادها خاله وأبوه في بلاد الخوارزميين.

وكان التتار هم الذين أطلقوا على محمود ابن الأمير ممدود اسم قطز، وهذه الكلمة بالتترية تعني الكلب الشرس، فقد كان واضحًا على قطز علامات القوة والبأس من صغره، فلذلك أطلق عليه التتار هذه الكلمة، أورد المؤرخون وصفًا لقطز بأنه كان شابًّا أشقر، كثَّ اللحية، بطلا شجاعًا عفًّا عن المحارم، مترفعا عن الصغائر، مواظبًا على الصلاة والصيام وتلاوة الأذكار، تزوج من بني قومه، ولم يخلف ولدًا ذكرًا، بل ترك ابنتين لم يسمع عنهما الناس شيئًا بعده.

حياته في الدولة الأيوبية

رسمة لمعركة المنصورة بقيادة لويس التاسع التي شارك فيها قطز.
انتقل قطز من الشام وانضم إلى مماليك الملك الصالح نجم الدين أيوب الذي كان يكثر من شراء المماليك ويضمهم إلى جيشه ويربيهم على الولاء لجيشه، ولأن قطز من أصول ملكية في الدولة الخوارزمية وقد تعلم فيها فنون القتال، وشاهد المعارك والحروب التي دارت بين قومه وبين التتار المغول، فقد ساعده ذلك كله في ترقيته في صفوف المماليك الصالحية البحرية، وارتقى بسرعة حتى أصبح الساعد الأيمن لأمير جند السلطان الأمير عز الدين أيبك، الذي كان له دور هام في الأحداث السياسية في مصر والبيت الأيوبي، جاء قطز إلى مصر وقد تكون فيها جيش قوي عظيم من المماليك البحرية، الذي تصدى لكل المحاولات الخارجية لغزو مصر وأهمها الحملة الصليبية السابعة التي قادها الملك لويس التاسع، وقد أظهرت معركة المنصورة قوة المماليك العسكرية والتخطيطية في إدارة المعارك، ثم قدرتهم على الحكم وإدارة شؤون البلاد حين قرروا التخلص من السلطان تورانشاه، وتنصيب شجر الدر زوجة سيدهم الملك الصالح ملكة على مصر، ثم ظهورهم على الساحة كسلاطين وحكام لمصر والشام.


رسمٌ تخيُّليّ لِشجر الدُّر، الملكة عصمةُ الدين والدُنيا أُم خليل خاتون المُستعصميَّة، أولى سلاطين المماليك في مصر.
شارك قطز جيش الملك الصالح في صد الحملة الصليبية السابعة، وتمثلت شجاعة المماليك في الانتصار الكبير الذي حققوه في معركة المنصورة عام 648 هـ الموافق 1250 والتي أُسر فيها الملك لويس التاسع قائد الحملة، وقد وصف أحد المؤرخين المماليك في تلك المعركة بقوله: «والله لقد كنت أسمع زعقات الترك كالرعد القاصف، ونظرت إلى لمعان سيوفهم وبريقها كالبرق الخاطف، فلله درهم فقد أحيوا في ذلك اليوم الإسلام من جديد بكل أسد من الترك قلبه من حديد، فلم تكن ساعة وإذا بالإفرنج قد ولوا على أعقابهم منهزمين، وأسود الترك لأكتاف خنازير الأفرنج ملتزمين»، وكانت من أهم أحداث معركة المنصورة وفاة الملك الصالح وتنصيب تورانشاه ملكًا لمصر، ومن أهم نتائج المعركة وصول المماليك لحكم مصر والقضاء على الدولة الأيوبية.

تورانشاه
قاد الملك تورانشاه المماليك وبقية جيشه في استكمال تحقيق النصر في معركة المنصورة وصد الحملة الفرنسية السابعة، ولكن هذا النصر لم يسفر عن استقرا الأحوال السياسية في مصر، بل ظهر الخلاف بين المماليك البحرية الذين أظهروا قوتهم وجلادتهم في قتال الفرنجة وبين ابن أستاذهم الملك تورانشاه، وذكر المؤرخون أن تورانشاه لم يكن صالحًا للحكم لتهوره وكبريائه، ولتعامله السيء مع زوجة أبيه شجر الدر، ولتنكره لأمراء المماليك وعلى رأسهم الأمير فارس الدين أقطاي والظاهر بيبرس وسيف الدين قطز، قرر المماليك البحرية التخلص من تورانشاه، وفي 27 محرم 648 هـ الموافق 2 مايو 1250 قُتل تورانشاه من قبل أمراء المماليك، بعد أن حكم واحدًا وستين يومًا.

شجر الدر
بعد قيام المماليك البحرية بقتل سلطانهم تورانشاه أصبح هناك فراغ في الحكم، حيث لايوجد بديل من أسرة بني أيوب لحكم مصر، وعليه اختار أمراء المماليك ومن بينهم قطز زوجة سيدهم شجر الدر ملكة على الديار المصرية، وأُخذت البيعة للسلطانة الجديدة في شهر صفر 648 هـ الموافق مايو 1250، وما إن تولت مقاليد الحكم حتى لاقت الرفض من الخليفة العباسي في بغداد، وقام العلماء ينددون بتنصيبها في المنابر، وتفجرت الثورات في العالم الإسلامي، فما كان من شجر الدر إلى التنازل بالحكم لأحد أمراء المماليك البحرية، بعد أن حكمت مصر ثمانين يوماً.

حياته في الدولة المملوكية
بعد أن قررت شجر الدر التنازل عن الحكم، اختارت عز الدين أيبك التركماني الصالحي خليفةً لها في الحكم بعد زواجها منه، وقد وافق أمراء المماليك وقطز أحدهم على اختيار أيبك كأول سلاطين الدولة المملوكية، وقد شارك قطز السلطان أيبك في هزيمة الأيوبيين بقيادة الملك الناصر في معركة عند بلدة العباسة بين الصالحية وبلبيس، وعندما دَب الخلاف بين عز الدين أيبك وفارس الدين أقطاي، قرر أيبك إنشاء فرقة من المماليك عرفوا فيما بعد بالمماليك المعزية نسبة إلى لقب عز الدين أيبك الملك المعز، وعين مملوكه قطز المعزي نائبًا للسلطنة في مصر، ولمَّا أحس أيبك بخطر الأمير أقطاي وخطر فرقته المماليك البحرية، خشي أيبك على حياته بعد أن وصلته أخبار عن عزم أقطاي اغتياله، فدبر أيبك خطة لاغتيال أقطاي بمساعدة نائبه قطز وبعض مماليكه المعزية، واستدعى أيبك غريمه أقطاي للمثول أمامه في القلعة لاستشارته في بعض الأمور، وفي الميعاد المحدد حضر أقطاي إلى القلعة ومعه عدد من مماليكه، ودخل باب القلعة المؤدي لقاعة العواميد، وتم اغلاق الباب ومنعت المماليك البحرية من الدخول، وبسرعة انقض عليه الأمير قطز ومن معه من المماليك المعزية وقتلوه بالسيوف.

ثم وقع الخلاف بين أيبك وزوجته شجر الدر بسبب تمرده عليها وعدم اشراكها في حكم مصر، وبسبب تخلصه من المماليك البحرية، ومما زاد الأمر سوءًا عزم أيبك الزواج من ابنة ملك الموصل بدر الدين لؤلؤ، فعزمت شجر الدر على قتل أيبك، وكان لها ما أرادت، وقَتل خمسة من غلمانها أيبك وهو في الحمام وكان ذلك في 655 هـ الموافق 1257، وبعد انتشار خبر وفاة الملك المعز، حاولت شجر الدر اخفاء واقعة القتل حيث ادعت أن أيبك وقع من فوق جواده، إلا أن مماليك السلطان المعز بقيادة الأمير قطز كشفوا حقيقة قتلها للسلطان، وقرروا قتلها.

علي بن المعز
سنة 655هـ الموافقة 1257 نصب المماليك المعزية وعلى رأسهم سيف الدين قطز وبعد قتلهم عز الدين أيبك، ابنه نور الدين علي الذي كان صبيًا صغيرًا في الخامسة عشرة من عمره ولقبوه الملك المنصور علي، إلا أن بعض المماليك رفضوا الاعتراف بالسلطان الصغير، فأثاروا عدة اضطرابات عاصفة، واستنجد بعضهم بملوك بني أيوب في الشام، وحاول المغيث عمر أمير الكرك غزو مصر مرتين، لكنه فشل. كانت نتيجة هذه الاضطرابات محاولة المماليك الصالحية تنصيب الأتابك سنجر الحلبي سلطانًا على مصر إلا أن قطز سارع إلى حبسه في سجن القلعة، فما كان من بعض المماليك المعارضين إلا محاولة الهروب إلى الشام، فطاردهم قطز وقبض على كثير منهم، وسجنهم في القلعة.

استقرت الأمور لقطز في مصر وصار نائب السلطان، وأصبح الحاكم الفعلي لمصر حيث أن السلطان الجالس على العرش طفل صغير، وكان جلوس السلطان الصبي على العرش مسألة قُصد بها كسب الوقت حتى يتمكن واحد من كبار المماليك من حسم المسألة لطرفه، ولم يشأ قطز أن يتعجل الأمور بحسم أمر السلطة له ومواجهة المنافسين بعد وفاة عز الدين أيبك، فأمسك بزمام السلطة الفعلية تاركًا للسلطان الصبي شعار السلطنة ولقبها، ثم بدأ قطز بترتيب الأوضاع الداخلية لصالحه، في حين كانت الشائعات تملأ سماء القاهرة بأن السلطان الصغير يريد خلع قطز مملوك أبيه، واجتمع الأمراء في بيت أحد كبارهم وتكلموا إلى أن نجحوا في إصلاح الأمور بين الملك المنصور علي وبين مملوك أبيه الأمير قطز، وبذلك توطدت مكانة سيف الدين قطز في الدولة.

في الوقت نفسه كانت الأحوال متردية بسبب الفتن التي أثارتها طوائف المماليك في القاهرة، كما كان خطر محاولات الغزو الفاشلة التي قام بها المغيث عمر في 655 هـ الموافق 1257، وفي سنة 656 هـ الموافق 1258، تقلق بال قطز، حيث خرج في المرتين للقاء المماليك البحرية وحليفهم الأيوبي، واستطاع القضاء على الخطر الأيوبي، فواصل قطز ترتيب أمور المملكة من الداخل بعد أن واجه الخطر الخارجي، فقبض على جماعة من الأمراء لميلهم للملك المغيث عمر، وهم: الأمير عز الدين أيبك الرومي الصالحي، والأمير سيف بلبان الكافوري الصالحي الأشرفي، والأمير بدر الدين بكتوت الأشرفي، والأمير بدر الدين بلغان الأشرفي، وبذلك استتب الأمر لقطز.

تنصيبه سلطانًا لمصر
بعد قرابة ثلاث سنوات من حكم نور الدين علي بن أيبك مصر، بدأ صدى طبول الحروب التتارية يتردد على حدود مصر، واقتربت رياح الغزو التتري لبلاد الشام ومصر، ولم يكن بوسع السلطان الصبي نور الدين علي أن يفعل شيءًا إزاء خطر التتار الداهم والقريب، الذي كان يقضي وقته في ركوب الحمير والتنزه في القلعة، واللعب بالحمام مع الخدم، ومع كل خبر جديد يصل عن وحشية التتار كانت الأحوال في مصر تزداد اضطرابًا، ومع اقتراب جحافل التتار من الشام أرسل الملك الناصر رساله حملها المؤرخ والفقيه كمال بن العديم إلى مصر يستنجد بعساكرها، ولما قدم ابن العديم إلى القاهرة عقد مجلس في القلعة حضره السلطان الصبي المنصور نور الدين علي، وحضره كبار أهل الرأي من العلماء والقضاة مثل قاضي القضاة بدر الدين حسن السنجاري، والشيخ العز بن عبد السلام، وكان من بين الحاضرين سيف الدين قطز، وكان هذا الاجتماع آخر خطوات قطز نحو وصوله لعرش مصر وقتال التتار، فقد استغل قطز اجتماع القلعة لخلع السلطان الصبي، وأخذ في الاجتماع يتحدث عن مساويء المنصور علي وقال«لابد من سلطان قاهر يقاتل هذا العدو، والملك الصبي لايعرف تدبير الملك»، وساعد قطز في الوصول لهدفه أن مساويء السلطان المنصور علي كانت قد زادت حتى انفض الجميع من حوله، واستهتر في اللعب وتحكمت أمه في أمره فاضطربت الأمور، وانتهز قطز الفرصة المناسبة عندما خرج أمراء المماليك البحرية والمعزية في رحلة صيد في منطقة العباسية في الشرقية وعلى رأسهم الأمير سيف الدين بهادر والأمير علم الدين سنجر الغتمي، وكان ذلك في يوم السبت 24 ذو القعدة 657 هـ الموافق 1259، وقبض قطز على السلطان المنصور علي وعلى أخيه قاقان وعلى أمهما، واعتقلهم في أحد أبراج القلعة، وفي هذا اليوم انتهت مدة حكم السلطان المنصور علي والتي استمرت سنتين وثمانية أشهر وثلاثة أيام، وحين قدم المماليك من رحلة الصيد بقيادة سيف الدين بهادر وعلم الدين سنجر، أنكروا على قطز مافعله، فأخبرهم بخطر التتار القادم على بلاد الشام ومصر، وقال لهم: «إني ماقصدت إلا أن نجتمع على قتال التتار، ولا يأتي ذلك بغير ملك، فإذا خرجنا وكسرنا هذا العدو، فالأمر لكم في السلطنة ماشئتم».

ترتيب الوضع الداخلي
استلم قطز السلطة في مصر وكان وضعها متأزمًا جدًا عندما بدأ التتار في اجتياح الشام والاقتراب أكثر من الديار المصرية، وكان المسرح السياسي في القاهرة يموج بالاضطرابات والأزمات، وكانت الفتن الناتجة عن التصارع على كرسي السلطة والحكم عنيفة ومتكررة، وكان الخطر الآخر القريب يتمثل في المماليك البحرية الذين فر الكثير منهم إلى الإمارات الإسلامية في الشام، ومن بقي منهم في مصر بقي على وجل وترقب، وهذا الانقسام أضعف القوة العسكرية المصرية لأن المماليك البحرية كانوا أساس الجيش المصري في ذلك الوقت، وكان المسرح السياسي الخارجي يحمل مشكلات أخرى كبيرة، فالعلاقة مع كل إمارات الشام كانت مقطوعة تمامًا، وكان روح العداء الشديد هو السائد بن الطرفين، كما لم يكن لمصر أي سند من الدول المجاورة لها في أفريقيا، ولم يكن الوضع الاقتصادي في مصر بأفضل حالًا من الأوضاع السياسية والاجتماعية، فهناك أزمة اقتصادية طاحنة تمر بالبلاد جراء الحملات الصليبية المتتالية، ومن جراء الحروب التي دارت بين مصر وجيرانها في الشام، ومن جراء الفتن والصراعات على المستوى الداخلي، كما أن الناس انشغلوا بأنفسهم وبالفتن الداخلية والخارجية فتردَّى الاقتصاد إلى أبعد درجات التردي.

لم يكن جلوس قطز على عرش السلطنة نهاية لرحلة المملوك إلى عرش مصر، فقرر قطز توطيد دعائم حكمه في الداخل قبل التوجه للقاء عدوه الخارجي وقطع أطماع الآخرين في كرسي الحكم الذي يجلس عليه، فجمع الأمراء وكبار القادة وكبار العلماء وأصحاب الرأي في مصر، وكل هؤلاء كانوا من المحركين الفعليين لطوائف شعب مصر المختلفة، وقال لهم أن سبب توليه الحكم هو مواجهة العدو: «إني ماقصدت إلا أن نجتمع على قتال التتار، ولا يأتي ذلك بغير ملك، فإذا خرجنا وكسرنا هذا العدو، فالأمر لكم في السلطنة ماشئتم»، ثم أرسل المنصور علي وأخاه وأمه إلى دمياط واعتقلهم في برج بناه هناك واطلق عليه اسم برج السلسلة، ثم نفاهم جميعًا بعد ذلك إلى القسطنطينية، كما قام قطز بالقبض على رؤوس الفتنة الذين حاولوا أن يخرجوا على حكمه وسلطته وهم: الأمير علم الدين سنجر الغتمي، والأمير عز الدين أيدمر النجيبي الصغير، والأمير شرف الدين قيران المعزي، والأمير سيف الدين الدود خال السلطان المنصور علي بن المعز، والطواشي شبل الدولة كافور، والطواشي حسام الدين بلال المغيثي الجمدار، واعتقلهم ووضعهم في سجن القلعة، وهكذا تمكن من التخلص من رؤوس المعارضة، ثم بدأ السلطان المظفر سيف الدين قطز باختيار أركان دولته وتوطيد دعائم دولته، فبدأ بتغيير الوزير ابن بنت الأعز، وولى بدلًا منه زين الدين يعقوب عبد الرفيع بن يزيد بن الزبير، وأقر الأمير فارس الدين أقطاي الصغير الصالحي المعروف بالمستعرب أتابكًا، وفوض إليه بجانب زين الدين يعقوب تدبير العساكر واستخدام الأجناد وسائر أمور الجهاد والاستعداد للحرب ضد التتار.

وبعد أن ضمن سيف الدين قطز هدوء الأحوال داخل دولته، بدأ في التوجس من الملوك الأيوبيين في الشام، خاصة الناصر يوسف صلاح صاحب دمشق وحلب، وخاف من عاقبة مواجهته بدلًا من مواجهة التتار، فكتب إليه خطابًا رقيقًا حاول فيه تجنب المواجهة معه، وأقسم قطز بالأيمان أنه لا ينازع الملك الناصر في الملك ولا يقاومه، وأكد له أنه نائبًا له في مصر، ومتى حل بها أقعده على كرسي العرش، وقال: «وإن اخترتني خدمتك، وإن اخترت قدمت ومن معي من العسكر نجدة لك على القادم عليك، فإن كنت لا تأمن حضوري سيرت لك العساكر صحبة من تختاره».

الإعداد لمواجهة التتار ومعركة عين جالوت
أصبح خطر التتار يهدد مصر بعد أن تمكنوا من الإستيلاء على جميع الإمارات والدول والأراضي الإسلامية حتى وصلت سلطتهم إلى غزة، ولم يبقى بينهم وبين مصر إلا معركة الحسم، بدأ المظفر قطز بالتحضير لمواجهة التتار، وكان أول أمر يقوم به هو إصداره لعفو عام وشامل عن المماليك البحرية الذين فروا إلى الشام بعد مقتل زعيمهم فارس الدين أقطاي، وكانت هذه الخطوة أبرز قرار سياسي اتخذه قطز، فقوات المماليك المعزية لا تكفي لحرب التتار، وكانت المماليك البحرية قوة عظيمة وقوية، ولها خبرة واسعة في الحروب، فإضافة قوة المماليك البحرية إلى المماليك المعزية المتواجدة في مصر ستنشيء جيشاً قوياً قادراً على محاربة التتار، وكان من نتائج هذه الخطوة عودة القائد الظاهر بيبرس إلى مصر، فاستقبله قطز استقبالًا لائقًا، وعظم شأنه وأنزله دار الوزارة، وأقطعه قليوب وماحولها من القرى، وجعله في مقدمة الجيوش في معركة عين جالوت.

قبره
بعد مقتل قطز بقي ملقًا على الأرض مضرجًا بدمائه دون أن يجرؤ أحد على دفنه، إلى أن دفنه بعض غلمانه، وصار قبره يقصد للزيارة والتبرك والناس يترحمون عليه ويدعون على قاتله، وكثر الترحم عليه والدعاء على من قتله، وكان الملك الظاهر بيبرس قد شارك في قتله فلما بلغه ذلك سيَّر من نبشه ونقله إلى غير ذلك المكان وعفى أثره ولم يعفى خبره، ثم حُمل قطز بعد ذلك إلى القاهرة، ودفن بالقرب من زاوية الشيخ تقي الدين قبل أن تُعمر، ثم نقله الحاج قطز الظاهري إلى القرافة ودفن بالقرب من زاوية ابن عبود.

شخصيته
وصف المؤرخون شخصية المظفر قطز، فقالوا انه كان شابًا أشقر اللون، كبير اللحية، بطلًا شجاعًا، مقدامًا حازمًا، حسن التدبير، كانت له اليد البيضاء في قتال المغول، قال أبو المحاسن ابن تغري بردي: «كان بطلاً شجاعًا، مِقدامًا حازمًا، حَسَنَ التدبير، يرجِع إلى دينٍ وإسلام وخيرٍ»، وقال الإمام الذهبي «السلطان الشهيد.. كان فارسًا شجاعًا، سائسًا ، دينًا، محببا إلى الرعية، هزم التتار وطهر الشام منهم يوم عين جالوت، ويسلم له إن شاء الله جهاده، وكان شابا أشقر، وافر اللحية، تام الشكل، وله اليد البيضاء في جهاد التتار، فعوض الله شبابه بالجنة ورضي عنه»، وقال ابن كثير «وكان شجاعًا بطلًا، كثير الخير، ناصحًا للإسلام وأهله، وكان الناس يحبونه ويدعون له كثيرًا»، قال ابن العماد الحنبلي «كان بطلًا شجاعًا حازمًا، كسر التتار كسرة جُبر بها الإسلام، واستعاد منهم الشام، فجزاه الله عن الإسلام خيرًا».

دينار قطز
وُجد دينار من الذهب بكتابة نسخية باسم المظفر قطز، عليه كتابة على كل من الوجه والظهر تحمل اسم السلطان المظفر سيف الدنيا والدين قطز، ضرب هذا الدينار في الإسكندرية التي كانت مركزًا تجاريًا هامًا في العصر الفاطمي والعصر المملوكي، يوجد الدينار الآن في متحف الفن الإسلامى في القاهرة عاصمة مصر، ويحمل الدينار رقم 16412.
الترتيب:

#2K

2 مشاهدة هذا اليوم

#2K

5 مشاهدة هذا الشهر

#27K

9K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 209.
المتجر أماكن الشراء
منصور عبد الحكيم ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار الكتاب العربي 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية