📘 ❞ العلمانية المزيفة ❝ كتاب ــ جون بيير

كتب الرد على العلمانية - 📖 ❞ كتاب العلمانية المزيفة ❝ ــ جون بيير 📖

█ _ جون بيير 0 حصريا كتاب العلمانية المزيفة عن مركز نهوض للدراسات والنشر 2024 المزيفة: "العلمانية المزيَّفة" هو أحد مؤلفات عالم الاجتماع والمؤرخ الفرنسي بيبرو وهو أكبر المتخصصين إشكالية الغرب وأحد المساهمين صياغة الإعلان العالمي للعلمانية ويقارب نتاجه موضوع عشرين كتابا وقد اخترت إلقاء الضوء هذه الشخصية كونها أكثر الأصوات طرحاً لموضوع من زاوية حكيمة تقرب المسافة بين التيارات والثقافات والمذاهب المتنوعة فرنسا وكونها دفاعاً حرية الأقليات المسلمة ضد المتطرفة يلخص بوبيرو مبادئ ثلاثة: الفصل الدولة والكنائس وحرية الضمير والمساواة الحقوق ويفصَّل أحياناً فيذكر غايات وهي: ووسائلها: والدين الكنائس وحياد دفعه لتأليف المزيفة" بروز علمانية جديدة وصفها بأنها "مزيفة" أخذت تبرز وتتمدد المجتمعات الأوروبية يرفع لواءها التيار اليميني وهذه حسب مزيفة لأنها نقلت المبدأ العلماني إلى المجال العام أي المجتمع مما جعلها تؤول نوع الاستبداد تجاه الأفراد والجماعات حيث تتدخل ذواتهم واعتقاداتهم وشعائرهم بينما جوهرها هي مجرد حياد للسلطة السياسية ومن مستلزمات هذا الحياد ألا تمنع التعبيرات الثقافية والدينية التمظهر الحياة العامة وأن احترام يقود الاحترام المتبادل المعتقدات وليس منع المظاهر الخارجية للشعائر تقوم أطروحة تمييز جذري علمنة وعلمنة يقبل العلمنة المستوى الأول بمدلولها كحياد للدولة أمام مسائل الاعتقاد الديني ويرفض طريق السلطة لأن ذلك تدخل اختيارات وحرياتهم الموقف فقد رفض كل أشكال التضييق التي تطال المسلمين منطلقاً الفلسفة ذاتها والتي نظره محايدة المسائل الدينية والاعتقادية وحافظة للحريات وناهض التوجه لأنه ينتهي تقديم تصور محرف للعلمنة يعتبر أهم المنظورات يمكن اتخاذها مرتكزاً لحفظ الاختلافات وشرعنة وجودها ويرى أن الجديدة قمعية مفصولة الحرية فالعلمانية تتضمن أوسع يشمل حقوق المواطنين مؤمنين وملحدين ولا أدريين وتضمن ممارسة العبادات للجميع مناهضة لحقوق الإنسان فهي ناعمة إزاء الكاثوليكية وقاسية الإسلام يقول إن أول تعريف مقعد قدمه الفيلسوف فيردينان بويسون مساعد جول فيري وصف السيرورة التاريخية الطويلة واعتبر عتبتها الحاسمة كانت إعلان عام 1879م الذي أبرز فكرة وضوحها التام الحاملة لمواطنيها المساواة والحرية والمؤلف لا يضفي طابعاً مثالياً ففي كتبه الأخرى كـ 1905 2005 الهوى والعقل" أو "علمانيات بلا حدود" يذكر بعض أتباعها خرقوا الإنسانية يرى الغرض الكتاب مساعدة أولئك الذين اقتنعوا بأن قد زيفت قبل سائقي المتهورين يريدون الاستمرار سواقتهم الخطيرة دون محاسبة وذلك عبر دراسة الفروق التاريخية" و"العلمانية الجديدة" ويتوقف بالتحليل عند عبارة تضع قلب كون الدين "مسألة شخصية" التأكيد صحيح وخاطئ الوقت نفسه يكتسي معنيين مختلفين: المعنى الأول: ليس مسألة تخص وبالتالي ينبغي يكون متمايزاً التمايز العمومية والاختيار مجال والاعتقاد اختيار خاص شخصي وإرادي حر فلا للدين مؤسسة عمومية وهذا مغزى قانون 1905م يلغي طابع رسمي والمعنى الثاني: اختزال واقع محصور "المجال الحميمي" بحيث التعبير عنه الفضاء العمومي أمر مضاد لقانون ينمّي والممارسة الحرة للعبادات وإمكانية مظاهرها الطريق والعلمانية القمعية تعطي الأولوية للمعنى الثاني حساب هنا يتبين حد سيكون المهم طرح السؤال التالي: بأي نمط يتعلق الأمر؟ استخدام الكلمات نفسها لكن يتغير معناها كما المعاني يمكنها تغيير يؤكد بأنها: "الدولة المحايدة جميع الديانات والمستقلة رجال والمتحررة لاهوتي" ويرى يستهدف إقامة "علمانية شاملة" أصحابه كان حاضراً دوماً بدرجة أخرى فيما يسميه لكنه بصفة عامة لم ينتصر إلا بعد قضية "درايفوس" عامي 1901و1904م تمخضت وما تلاه نقاشات وتعديلات اجتهادات قضائية تسير اتجاه مغاير تماماً غير البعض الواقع حتى داخل صفوف اليسار يتبنون بطريقة واضحة الشاملة ويُقوِّلون عكس ما يقوله في حديثه مبدأ كمبدأ يرى الاعتداء وإن ضمير واحد تستحق يوضع لها يمنع الحريات المكتسبة التجمع الكتابة والقول كبار المسؤولين أقسام المقاطعات الكنيسة وفي علاقة بالدولة صارت "الكنيسة الحرة" تعبير كافور والدولة سيادة مشتركة الروحي والزمني وبهذا تصبح جزءاً المدني بما مكان للحرية محاربة الظلامية تتم بواسطة قوة العقل والحقيقة وحدها خلال مطالبة تحت شعار خادمة للفكر المتنور يتحدث تخلط "العلمانية" آلية تنظيم سياسي وبين "الدنيوة" قائمة الابتعاد المعايير عمل الدينامية الاجتماعية فرض الدنيوة باسم يجر الانزلاق نظام سلطوي وضعيف ديمقراطياً إرادة متناقض مع تقل سلبية الديمقراطية الحرب والغزو يرى بمبادئها إحدى مطالب الدول سلطة وذكر أنه 1924م طالب الأمير خالد حفيد عبدالقادر بتطبيق لعام الجزائر الثلاثينات أدرجت حركة الإصلاح الإسلامية تزعمها عبدالحميد بن باديس مطلب الإسلامي ضمن برنامجها الإصلاحي أغسطس 1944م التزم الحاكم عينه الرئيس شارل ديغول بتطبيقه مارس 1947م صوّت أعضاء مؤتمر علماء لصالح اقتراح الدعوة فصل وطالب الشيخ محمد البشير الإبراهيمي المجلس القانون الخاص بالعلمانية تخرق الجمهورية والعلمانية مستعمراتها يكشف تناقض الاستعمارية الفرنسية جون ونقد المُزيَّفة في كتابه ينتقد استخدمت قناع لكراهية الأجانب مرنة مهاجرين تشبثوا بتعاليم عملت مدن الشمال تركت مهمة إحداث تدريجي موقفهم لمفعولات الزمنية اختلاف إيقاع التطور والمراهنة تريد القيام به تعرف كيف تقوم بسبب غباء أصحابها العداوة الواعية اللاواعية لدى بعضهم للأجنبي للسببين معاً إن الغيرية والأقليات بحسب يصدر غالب الأحيان ترفض قيم ثورة 1789م الندوات نظمت يوليو 2011م حول درايفوس ساوى ستيفن إيرلاندر رئيس مكتب جريدة نيويورك تايمز باريس معاداة السامية فترة نهاية القرن التاسع عشر أيامنا ورأى أصحاب يستبدلون باليهود النزعة القومية تعد تتخفى وراء دينية بقدر أضحت تحتمل التعدد وتمارس تمييزاً بل تتموضع منطق ذات نزعة غاليكانية وينقل وصفه لهذه موجهة بالأساس فقضية مثل الحجاب وغيرها الحوادث المتعلقة بالمسلمين يتم وضعها الواجهة وتحويلها "قضايا رئيسية" آلاف تحصل يومياً تغدو تغطية إعلامية أضحى يمس قريب بعيد يحظى باهتمام إعلامي جداً الانتقائي معمولاً أواخر الصحافة المعادية لليهود مؤكداً يفهم كلامه يدعو إنكار وجود المشاكل فقط ضرورة معرفة ترتيبها وعدم النفخ أجل تضخيمها فمواضيع الساعة تقدمها وسائل الإعلام أبعد تكون يجري أرض تخضع لقوانين "ما رؤيته" خضوعها فالبناء الإعلامي لـ "القضايا" تحولينا "حيوانات خائفة كادحة" وإلى قطيع الأغنام المطيعة إنه هيمنة تطل البشر أعلى عمودية ومقدسة أما أنصار فيرى أنهم نوعان واعٍ بثقافة تاريخية والثاني: ارتباطه كقناع لعداء والمهاجرين يفرض غالبة تعرض هؤلاء للشتم والاتهام عدة مرات مواقفه كتب الرد مجاناً PDF اونلاين روح المناقشات تناقش بالعقل قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59) سورة النساء , لذا يحتوي القسم الكتب اللتي ترد علمانيين وفرقهم رد عقلاني نفس بالآدلة الواقعة القرآن والسنة العَلمانية العالمانية أواللائكية أوالدنيوية القائم فصلِ الحكومة ومؤسساتها والسّلطة السّياسيّة السّلطة الدّينيّة الشّخصيّات تختلف باختلاف أنواعها تعني عدم قيام الدّولة بإجبار أيّ أحدٍ اعتناق وتبنّي معتقدٍ دينٍ تقليدٍ معينٍ لأسباب ذاتيّة موضوعيّة تكفل الحقّ معيّنٍ تبنّي كدينٍ رسميٍّ للدّولة وبمعنى عامّ فإنّ المصطلح يشير الرّأي القائِل بأنّ الأنشطةَ البشريّة والقراراتِ وخصوصًا منها يجب خاضعة لتأثير المُؤسّسات تعود جذور العلمانيّة اليونانيّة القديمة لفلاسفة يونانيّين أمثال إبيقور أنّها خرجت بمفهومِها الحديث عصر التّنوير الأورُبّيّ يد عددٍ مفكّري التنوير لوك ودينيس ديدرو وفولتير وباروخ سبينوزا وجيمس ماديسون وتوماس جفرسون وعلى عدد أعلام الفكر الحر العصر بيرتراند راسل وكريستوفر هيتشنز ينطبقُ المفهوم الكون والأجرام السّماويّة عندما يُفسَّر النّظام الكونيّ بصورة دُنيويّة بحتة بعيدًا الدّين محاولة لإيجاد تفسير للكون ومُكوّناته تُعتبر شيئًا جامدًا قابلة للتّحديث والتّكييف ظروف الدِّوَل الّتي تتبنّاها وتختلف حدّة تطبيقها ودعمها الأحزاب الجمعيّات الدّاعمة مختلف مناطق العالم تَعتبر ضدّ تقف الحيادِ منه الولايات المتحدة مثلاً وُجِد أنّ خدمت تدخّل والحكومة العكس يعتبرها جزءًا (التّيّار الإلحاديّ) جاء (الموسوعة العربيّة العالميّة)

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
العلمانية المزيفة
كتاب

العلمانية المزيفة

ــ جون بيير

عن مركز نهوض للدراسات والنشر
العلمانية المزيفة
كتاب

العلمانية المزيفة

ــ جون بيير

عن مركز نهوض للدراسات والنشر
عن كتاب العلمانية المزيفة:
"العلمانية المزيَّفة" هو أحد مؤلفات عالم الاجتماع والمؤرخ الفرنسي جون بيبرو، وهو أحد أكبر المتخصصين في إشكالية العلمانية في الغرب، وأحد المساهمين في صياغة الإعلان العالمي للعلمانية، ويقارب نتاجه في موضوع العلمانية عشرين كتابا، وقد اخترت إلقاء الضوء على هذه الشخصية كونها أكثر الأصوات طرحاً لموضوع العلمانية من زاوية حكيمة تقرب المسافة بين التيارات والثقافات والمذاهب المتنوعة في فرنسا، وكونها من أكثر الأصوات دفاعاً عن حرية الأقليات المسلمة في الغرب، ضد العلمانية المتطرفة.

يلخص بوبيرو مبادئ العلمانية في ثلاثة: الفصل بين الدولة والكنائس، وحرية الضمير، والمساواة في الحقوق. ويفصَّل أحياناً فيذكر غايات العلمانية وهي: حرية الضمير، والمساواة في الحقوق، ووسائلها: الفصل بين الدولة والدين/الكنائس وحياد الدولة. وقد دفعه لتأليف كتاب "العلمانية المزيفة" بروز علمانية جديدة وصفها بأنها "مزيفة" أخذت تبرز وتتمدد في المجتمعات الأوروبية، يرفع لواءها التيار اليميني، وهذه العلمانية حسب بوبيرو، علمانية مزيفة، لأنها نقلت المبدأ العلماني إلى المجال العام، أي المجتمع، مما جعلها تؤول إلى نوع من الاستبداد تجاه الأفراد والجماعات، حيث تتدخل في ذواتهم واعتقاداتهم وشعائرهم، بينما العلمانية في جوهرها هي مجرد حياد للسلطة السياسية، ومن مستلزمات هذا الحياد ألا تمنع التعبيرات الثقافية والدينية من التمظهر في الحياة العامة. وأن احترام حرية الضمير يقود إلى الاحترام المتبادل بين المعتقدات، وليس إلى منع المظاهر الخارجية للشعائر.

تقوم أطروحة بوبيرو على تمييز جذري بين علمنة الدولة وعلمنة المجتمع، حيث يقبل العلمنة في المستوى الأول، أي بمدلولها كحياد للدولة أمام مسائل الاعتقاد الديني، ويرفض علمنة المجتمع عن طريق السلطة السياسية، لأن ذلك تدخل في اختيارات الأفراد وحرياتهم. ومن هذا الموقف فقد رفض بوبيرو كل أشكال التضييق التي تطال المسلمين في فرنسا، منطلقاً من الفلسفة العلمانية ذاتها، والتي هي في نظره محايدة أمام المسائل الدينية والاعتقادية، وحافظة للحريات الشخصية، وناهض التوجه اليميني لأنه في نظره ينتهي إلى تقديم تصور محرف للعلمنة.

يعتبر العلمانية أحد أهم المنظورات السياسية التي يمكن اتخاذها مرتكزاً لحفظ الاختلافات الثقافية والدينية، وشرعنة وجودها في المجال العام. ويرى أن العلمانية الجديدة قمعية مفصولة عن الحرية الدينية، فالعلمانية تتضمن حرية الضمير، وهو أوسع من الحرية الدينية، لأنه يشمل حقوق كل المواطنين، مؤمنين وملحدين ولا أدريين، وتضمن حرية ممارسة العبادات للجميع. ويرى أن العلمانية الجديدة مناهضة لحقوق الإنسان، فهي ناعمة إزاء الكاثوليكية وقاسية تجاه الإسلام.

يقول إن أول تعريف مقعد للعلمانية قدمه الفيلسوف فيردينان بويسون مساعد جول فيري، وقد وصف السيرورة التاريخية الطويلة للعلمنة، واعتبر أن عتبتها الحاسمة كانت إعلان حقوق الإنسان في عام 1879م الذي أبرز فكرة الدولة العلمانية في وضوحها التام، الحاملة لمواطنيها المساواة والحرية، والمؤلف لا يضفي طابعاً مثالياً على العلمانية التاريخية، ففي كتبه الأخرى كـ "العلمانية بين 1905 إلى 2005، بين الهوى والعقل" أو "علمانيات بلا حدود" يذكر أن بعض أتباعها خرقوا بعض الحقوق الإنسانية.

يرى أن الغرض من الكتاب هو مساعدة أولئك الذين اقتنعوا بأن العلمانية قد زيفت من قبل سائقي العلمانية المتهورين، الذين يريدون الاستمرار في سواقتهم الخطيرة دون محاسبة. وذلك عبر دراسة الفروق بين "العلمانية التاريخية" و"العلمانية الجديدة".

ويتوقف بالتحليل عند عبارة تضع في قلب العلمانية فكرة كون الدين "مسألة شخصية" ويرى هذا التأكيد صحيح وخاطئ في الوقت نفسه، لأنه يكتسي معنيين مختلفين:

المعنى الأول: هو أن الدين ليس مسألة تخص الدولة، وبالتالي ينبغي أن يكون متمايزاً كل التمايز عن السلطة العمومية، والاختيار في مجال الدين والاعتقاد هو اختيار خاص، أي شخصي وإرادي حر، وبالتالي فلا ينبغي للدين أن يكون مؤسسة عمومية، وهذا هو مغزى قانون 1905م الذي يلغي كل طابع رسمي للدين.

والمعنى الثاني: اختزال الدين في واقع محصور في "المجال الحميمي" بحيث لا يمكن التعبير عنه في الفضاء العمومي، وهذا أمر مضاد لقانون 1905م، الذي ينمّي حرية الضمير والممارسة الحرة للعبادات، وإمكانية التعبير عن مظاهرها الخارجية في الطريق العام.

والعلمانية القمعية تعطي الأولوية للمعنى الثاني على حساب الأول، ومن هنا يتبين إلى أي حد سيكون من المهم طرح السؤال التالي: بأي نمط من العلمانية يتعلق الأمر؟ يمكن استخدام الكلمات نفسها، لكن الكلمات يمكن أن يتغير معناها، كما أن المعاني يمكنها تغيير الكلمات.

يؤكد على تعريف بويسون العلمانية بأنها: "الدولة المحايدة إزاء جميع الديانات، والمستقلة عن كل رجال الدين، والمتحررة من كل تصور لاهوتي".

ويرى إن التوجه الذي يستهدف إقامة "علمانية شاملة" كما عبر عنه أصحابه، كان حاضراً دوماً بدرجة أو أخرى، فيما يسميه "العلمانية التاريخية" لكنه بصفة عامة، لم ينتصر إلا بعد قضية "درايفوس" بين عامي 1901و1904م. وقد تمخضت عن قانون 1905م وما تلاه من نقاشات وتعديلات، اجتهادات قضائية تسير في اتجاه مغاير تماماً، غير أن البعض في الواقع، حتى داخل صفوف اليسار يتبنون بطريقة واضحة العلمانية الشاملة ويُقوِّلون قانون 1905م عكس ما يقوله.

في حديثه عند مبدأ الحرية كمبدأ من مبادئ العلمانية التاريخية، يرى أن الاعتداء على حرية الضمير وإن كانت حرية ضمير واحد تستحق أن يوضع لها قانون يمنع ذلك الاعتداء. وأن الحريات المكتسبة بعد قانون العلمانية، هي حرية التجمع وحرية الكتابة والقول، وحرية اختيار كبار المسؤولين، وحرية تغيير أقسام المقاطعات الكنيسة. وفي علاقة الكنيسة بالدولة صارت "الكنيسة الحرة داخل الدولة الحرة"، حسب تعبير كافور، لا الكنيسة الحرة والدولة الحرة. لا سيادة مشتركة بين الروحي والزمني كما كان في الكنيسة، وبهذا تصبح الديانات جزءاً من المجتمع المدني بما هو مكان للحرية. ويرى أن محاربة المظاهر الظلامية تتم بواسطة قوة العقل والحقيقة وحدها، لا من خلال مطالبة الدولة تحت شعار أن الدولة خادمة للفكر المتنور.


يتحدث عن العلمانية الجديدة بأنها تخلط بين "العلمانية" بما هي آلية تنظيم سياسي، وبين "الدنيوة" بما هي علاقة قائمة على الابتعاد عن المعايير الدينية التي هي من عمل الدينامية الاجتماعية. وأن فرض الدنيوة باسم السلطة يجر العلمانية إلى الانزلاق إلى نظام سلطوي وضعيف ديمقراطياً.

وإن إرادة فرض الدنيوة بواسطة العلمانية أمر متناقض مع العلمانية التاريخية، ولا تقل سلبية عن إرادة فرض الديمقراطية بواسطة الحرب والغزو.
يرى أن العلمانية التاريخية بمبادئها في الحرية كانت إحدى مطالب الدول التي كانت تحت سلطة فرنسا، وذكر أنه في عام 1924م طالب الأمير خالد حفيد الأمير عبدالقادر بتطبيق قانون العلمانية الفرنسي لعام 1905م في الجزائر. وفي الثلاثينات أدرجت حركة الإصلاح الإسلامية التي تزعمها عبدالحميد بن باديس مطلب الفصل بين الدين الإسلامي والدولة ضمن برنامجها الإصلاحي، وفي أغسطس 1944م التزم الحاكم الذي عينه الرئيس الفرنسي شارل ديغول بتطبيقه. وفي مارس 1947م صوّت أعضاء مؤتمر علماء الجزائر لصالح اقتراح فكرة الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة، وطالب الشيخ محمد البشير الإبراهيمي باسم المجلس بتطبيق القانون الخاص بالعلمانية. لكن فرنسا كانت تخرق مبادئ الجمهورية والعلمانية في مستعمراتها، وهذا يكشف عن تناقض خاص بالدولة الاستعمارية الفرنسية.

جون بوبيرو ونقد العلمانية المُزيَّفة
في كتابه "العلمانية المزيفة" ينتقد بوبيرو العلمانية الجديدة في فرنسا بأنها استخدمت قناع العلمانية لكراهية الأجانب، بينما كانت العلمانية التاريخية مرنة مع مهاجرين تشبثوا بتعاليم الكاثوليكية كما عملت في مدن الشمال الفرنسي، وذلك لأنها تركت مهمة إحداث تغيير تدريجي في موقفهم لمفعولات السيرورة الزمنية، مع احترام اختلاف إيقاع التطور بين الأفراد والجماعات، والمراهنة على الدينامية الاجتماعية، وهو ما لا تريد "العلمانية الجديدة" القيام به، ولا تعرف كيف تقوم به، بسبب غباء بعض أصحابها، أو بسبب العداوة الواعية أو اللاواعية لدى بعضهم للأجنبي، أو للسببين معاً.

إن رفض الغيرية والأقليات بحسب بوبيرو يصدر في غالب الأحيان عن فرنسا التي ترفض قيم ثورة 1789م، ففي إحدى الندوات التي نظمت في يوليو 2011م حول قضية درايفوس، ساوى ستيفن إيرلاندر رئيس مكتب جريدة نيويورك تايمز في باريس بين معاداة السامية في فترة قضية درايفوس نهاية القرن التاسع عشر، وبين معاداة الإسلام أيامنا هذه، ورأى أن أصحاب العلمانية الجديدة يستبدلون المسلمين باليهود، وأن النزعة القومية الفرنسية لم تعد تتخفى وراء قيم دينية بقدر ما أضحت تتخفى وراء قيم علمانية. وأن العلمانية الجديدة لا تحتمل التعدد الديني وتمارس تمييزاً ضد الأقليات الدينية، بل هي تتموضع داخل منطق علمانية ذات نزعة غاليكانية جديدة.

وينقل عن بعض اليسار وصفه لهذه العلمانية بأنها علمانية موجهة بالأساس ضد المسلمين. فقضية مثل قضية الحجاب وغيرها من الحوادث المتعلقة بالمسلمين يتم وضعها في الواجهة وتحويلها إلى "قضايا رئيسية"، مع أن آلاف الحوادث تحصل يومياً في الحياة الاجتماعية دون أن تغدو موضوع أي تغطية إعلامية، لكن بعد قضية الحجاب أضحى كل ما يمس المسلمين من قريب أو بعيد يحظى باهتمام إعلامي خاص جداً، وهذا المبدأ الانتقائي هو ما كان معمولاً به في أواخر القرن التاسع عشر عند بعض الصحافة المعادية لليهود، مؤكداً أنه لا ينبغي أن يفهم من كلامه هذا أنه يدعو إلى إنكار وجود المشاكل، بل التأكيد فقط على ضرورة معرفة ترتيبها وعدم النفخ من أجل تضخيمها. فمواضيع الساعة كما تقدمها وسائل الإعلام أبعد ما تكون عن عكس ما يجري في أرض الواقع، لأنها تخضع لقوانين "ما ينبغي رؤيته" أكثر من خضوعها لقوانين الواقع. فالبناء الإعلامي لـ "القضايا" يستهدف تحولينا إلى "حيوانات خائفة كادحة"، وإلى قطيع من الأغنام المطيعة، إنه هيمنة جديدة لا تطل على البشر من أعلى، بل بطريقة عمودية ومقدسة.

أما أنصار العلمانية في فرنسا فيرى أنهم نوعان، الأول: واعٍ إلى حد ما بثقافة علمانية تاريخية، والثاني: ارتباطه بالعلمانية كقناع لعداء الإسلام والمهاجرين. وهذا الثاني يفرض نفسه بطريقة غالبة. وقد تعرض بوبيرو من قبل هؤلاء للشتم والاتهام عدة مرات بسبب مواقفه.


الترتيب:

#10K

0 مشاهدة هذا اليوم

#17K

0 مشاهدة هذا الشهر

#112K

436 إجمالي المشاهدات
مترجم الى: .
المتجر أماكن الشراء
جون بيير ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
مركز نهوض للدراسات والنشر 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية