📘 ❞ في النظرية السياسية الإسلامية ❝ كتاب ــ علي فهد الزميع اصدار 2018

كتب السياسة الشرعية - 📖 كتاب ❞ في النظرية السياسية الإسلامية ❝ ــ علي فهد الزميع 📖

█ _ علي فهد الزميع 2018 حصريا كتاب ❞ النظرية السياسية الإسلامية ❝ عن مركز نهوض للدراسات والنشر 2024 الإسلامية: ثمة ندرة اتجاه الدراسات التأصيلية المعنية بالتأسيس لعالم المفاهيم والأفكار العالم الإسلامي المعاصر لصالح حالة من الاستغراق عالم الأشخاص والأحداث والنظم والمؤسسات دون رابط تحليلي يجمع بين الوعي وعوالم السعي أو الفكر الواقع ويلاحظ المتابع للإنتاج الفكري العربي مجال السياسي غلبة النزعة الوصفية المكررة وغياب النقدية التفكيكية البنائية التي تُعنى بتحليل جذور (التراثي الحديث– المعاصر) بمستوياته المختلفة الزمانية والمكانية وتنوعاته المذهبية المتعددة؛ سواء مستوى السني الشيعي–الشيعي الشيعي–السني (1) هذا السياق تأتي أهمية العمل الموسوعي الجامع للدكتور والصادر (2018) تحت عنوان ‏«‏في دراسة تحليلية نقدية لمسارات وتطور تاريخ والشيعي»؛ إذ يتميز الكتاب بالغوص مستويات مركبة تجمع ثلاثية والتاريخ والحركة بالتركيز مسارات تطور والشيعي وما يواجهما قضايا وتحديات وإشكاليات نظرية وتطبيقية الحديث والمعاصر (2) ينقسم المطبوع مجلد كبير (831 صفحة) إلى بابين كبيرين ينضوي كل واحد منهما فصولٌ ومباحثُ متعددة؛ الباب الأول: ويشمل أربعة فصول تتناول رصدَ مسار التجربة يتناول الفصل الأول تعريف مفهوم وأهميتها وأبرز إسهامات العلماء المسلمين المعاصرين بناء سياسية إسلامية جامعة وقد اعتنى الكاتب عدد جدًّا المفكرين ذوي الانتماءات والخلفيات الفكرية مثل: رشيد رضا عبد الرزاق السنهوري محمد ضياء الدين الريس حامد ربيع سيف الفتاح طه بدوي الرحمن لؤي صافي أحمد داود أوغلو أمحمد جبرون ولد مولاي وائل حلاق وغيرهم أما الثاني فقد ركز التحليل التاريخي للحقب حتى اللحظة الراهنة بدءًا بالتجربة النبوية والراشدية بعدها وصولًا سقوط الخلافة العثمانية معتمدًا منهاجية تقييم تتأسس مدى قرب الحقبة العصر نظام الحكم القائم بعده (على اختلاف التسمية) خمس قيم أساسية هي: ( الشورى البيعة التداول السلمي للسلطة المعارضة والتعددية المواطنة) (3) أمَّا الثالث فإنه يرصد والمعاصر؛ حقبة ما قبل مباشرة يسمى ‏«‏عصر الانحدار» والتي ظهر فيها أعلام مدرسة النهضة الحديثة مثل رفاعة الطهطاوي خير التونسي جمال الأفغاني الإمام عبده الكواكبي كما تناول حقبةَ بعد تيارات مختلفة صنفها الباحث ثلاثة كبرى: (سلفي تقليدي اجتهادي مقاصدي) كما برسم خرائطها والحركية ومناقشة أفكارها والتنظيمية ونقد مواقفها المعاصرة تجاه والدولة إضافة الموقف الثورات العربية وتنظيم الدولة (داعش) الرابع فيركز رصد تطورات الشيعي ويقسمها حقب تبدأ المبكر منذ عهد سيدنا بن أبي طالب رضي الله عنه ثم استشهاد الحسين وحقبة غيبة العسكري عصر الصفوية وكذلك ولاية الفقيه يتناول أبرزَ رواد الفقه وإسهاماتهم والسياسية ومعالم التقارب والابتعاد حسين النائيني شريعتي باقر الصدر مهدي شمس ويمتد البحث إلقاء الضوء أبرز الحركات والتنظيمات الشيعية والمعاصرة حزب الدعوة ومنظمة وحزب وتنظيماته (لبنان – الحجاز الكويت) (4) أمَا فيشتمل ستة اهتمَّت برصد وتحليل أهم التحديات والإشكاليات تواجه أي محاولة لبناء معاصرة يحلل إشكاليات الاجتهاد المجال النص والاستبداد أمَّا فيحلل تحديات المنظور ويركز ومدى جواز تعددها الأقطار واختيار الحاكم والتداول وصوره القديمة وأهل الحل والعقد والرقابة والأمر بالمعروف والنهي المنكر وموقعه السياسة ودولة القانون فيحلِّل مفاهيم السيادة والشرعية منظور نقدي مقارن الغربي والفكر ينتج تلك المقارنة تساؤلات إشكالية خاصة حول هوية القائمين وتطبيق الشريعة والنظام أم الأمة كلاهما معًا أسئلة أخرى شرعية ومن أين تستمد … إلخ (5) تحليلَ مدنية وإشكالياته مقارنةً بالفكر تحليل الجدل الدائر المدارس السنية علاقة بالدولة أما فيتناوله مدخل الثيوقراطية يتنقل مواقف التيارات قضية الديموقراطية الخامس فيتناول تقنين الحالة الحقوقية الإسلام حقوق الإنسان مركزية الحرية التأسيس يشتبك معه جدلية؛ حرية الاعتقاد وحد الردة وحقوق الأقليات تعارض تطبيق الحدود الجنائية مع وأوجه الالتباسات المنهاجية تحدث هذه القضايا السادس العنف ويتناول ودوافعه وعدم اقتصاره وانتشاره عبر جميع الأديان والحضارات والحديثة الجماعات لجأت للعنف قديمًا وحديثًا الخوارج وجماعة التكفير والهجرة والأسباب والدوافع ساهمت ظهور وأبرزها الاستبداد الذي تُعاني منه أغلب البلاد والإسلامية نقد الأفهام الملتبسة الجهاد ومظاهر الخلل التربية الأسس الصراعية والاصطفائية والهوياتية تقوم عليها (6) اختتم د التحليلي الضخم بعدد الملاحظات الهامة الأفكار السائدة المجالين أفكار وأداء المعتدلة والمتشددة قدم مجموعة طريق مشروع إسلامي معاصر وقد جاءت انتقادات للتيارات التقليدية سنية كانت شيعية جذرية حادة ترى يقدمونه أقربَ لنموذج الدينية الأحادية الإقصائية للآخر المختلف دينيًّا وفكريًّا ويشخص أزمة عدة أوجه أبرزها التمسك بالشكل حساب المضمون؛ ذلك أن قد ركزت مسارها لإعادة إحياء بشكلها الأممي التقليدي ورفض الوطنية متجاهلين حقيقة الراشدة أقر بقبول وجود دولة بجانب بل ونظر إليها باعتبارها خلافة قائمة بذاتها وهو حدث بالفعل ومُورس الغالبية العظمى فترات التاريخ إضافة فقدان لتصورات كاملة لشكل الأممية يدعون وكيفية الاشتباك ستواجهها عند إنزالها الحالي كيفية التعامل الدولي شكل دول مستقلة وذات سيادة وحدود فضلًا المتغيرات الكبيرة طرأت وأساليب إدارتها (7) ويميل منهج المدرسة الاجتهادية المقاصدية تدعو ضرورة الشرعي القطرية وتقبل بلدان متعددة إقامة مظلة واحدة البلدان غرار التكتلات الدولية الحديثة؛ الاستمرار القديم سيعرض لأخطار عديدة الوقوع فخ الفوضى بمحاولة إنهاء حاليًّا عدة؛ مما يترك المنطقة الفراغ لاحظ جُلَّ الرافضة للتجديد تنشغل بالهدم البناء ويتجلى مبالغتها إيمان واعتقاد وعبادات بما يؤدى يسميه (القتل المعنوي للمسلم) التشكيك صدق إيمانه وسلامة معتقده يخلق مناخًا فقهيًّا يقود المتمثل المادي) مرحلة لاحقة ويميل المقابل نهج تيار التجديد المقاصدي المنشغل بالبناء وتفهم الآخر ومد جسور التواصل والحوار والانطلاق قاعدة المشترك الإنساني كافة مكونات المجتمع ثمَّ إشراك الجميع عملية والتغيير الحضاري (8) شملت فقهاءَ الذين تحوَّلوا مجرد حراس أبواب التراث مانعين لأنفسهم حاجزين لغيرهم ممارسة عمليات النقد والتفكير والبناء والتطوير داعيًا إياهم لفتح باب ومحاولة الإجابة المحورية ذات الصلة بالحالة والمواطنة والشورى وتداول السلطة والمعارضة الانخراط النظام العالمي وغيرها ودعا فتح مناقشة بنائية واسعة لا تزال غامضةً ومشوشةً والإسلامي تمهيدًا لترجمتها الإجراءات والمؤشرات الدقيقة والصارمة الحاسمة للتحديات وفي يؤكد ذهبية مفادها بقاء مرتبط بالأساس بالأمة وليس فالأمة هي تضفي الشرعية تشاء وتنزعها ممن (9) خلال تمَّ عرضه راهنة يرى حتمية الإسراع وتأطير تساعد فهم وتفسير الحضارية تمرُّ بها أمتنا الوقت الراهن لاسيما تشهده حالات والصراعات والحروب الأهلية طرح عدةَ وعملية لتأسيس بحثي علمي استشرافي يستهدف كسرَ احتكار السياسيين للحراك للأمة الأنظمة الرسمية والأحزاب وفي يقترح خريطة بحثية متنوعة المسارات بالدخول التنظير والفلسفة السياسية؛ لوضع إطار عام للفكر أبعاده الإنسانية والأخلاقية ويقترح الدخول لتحليل أهمِّ وإسقاطاتها وتفاعلاتها واقع الشعوب المسلمة والمجتمع المدني التركيز للدولة ونظمها جرت عليه سبق وأن تناولت وينضم المجالات يقترحها بهدف إنتاج دراسات فقهية تركز بصفة القيم والأحكام والاجتهادات بشأنها يمكن تمثل نواة لمشروع (10) هو علم الاجتماع ويقترح فيه اجتماعية ضمن أوسع اجتماع ديني للمسلمين العلاقة والتفاعل وأثر المفردات الحراك الاجتماعي وتقاطعها والأهلي ودور تحقيق مقاصد المؤسسات الديني سلبًا إيجابًا وبحث إمكانية حيادها المستقبل يقترح كذلك الدخولَ وقانونية دستورية تتبنى الفقهية برامج مواد قانونية ودستورية؛ لتكون تصرف المجتمعات الراغبة إنزال ويقدم عددًا العملية اللازمة لتسهيل المشروع البحثي الاستشرافي بتأسيس معلومات تحوي يطرح ومسيرتها التاريخية والفقهية وتطورها وذلك وتجميع وتقنين المادة وتنظيمها إلكترونيًّا؛ أكانت معلومةً وثيقةً مرجعًا دورية مرتبطة بشكل بآخر بالمشروع والعمل جعلها متوفرةً ومتاحة للجميع التشبيك والمراكز البحثية المنتشرة وتوثيق عرى العلمي والبحثي بينهم مؤتمر سنوي يناقش الاجتهادات المقدَّمَة ويساهم تطويرها إنشاء مواقع إلكترونية متخصصة وتأسيس دور نشر ومجلات معنية بهذا المسار ودراساته المستقبلية كتب مجاناً PDF اونلاين العلم والفقه قيادة وتحقيق مصالحها الدنيوية جليل القدر عظيم النفع أفرده جماعة بالتصنيف والحديث وانتشرت كثير مباحثه مسائلة بطون التفسير وشروح وهذا خطره الغلط الفهم له شر مستطير والخطأ التفريط كالخطأ الإفراط؛ نتائج مرذولة غير مقبولة وضح شيخ ابن فقال: 'وهذا موضع مزلة أقدام ومضلة أفهام مقام ضنك ومعترك صعب فرط طائفة فعطلوا وضيعوا الحقوق وجرءوا أهل الفجور الفساد وجعلوا قاصرة بمصالح العباد محتاجة غيرها وسدوا نفوسهم طرقًا صحيحة طرق معرفة الحق والتنفيذ وعطلوها وأفرطت قابلت الطائفة فسوغت ينافي حكم ورسوله وكلتا الطائفتين أتيت تقصيرها بعث به رسوله وأنزل كتابه' وإدراكًا منَّا لأهمية وحاجة الناس إليه رأينا نجعل زاوية المجلة؛ سائلين تعالى يتحقق المقصود منها بالدور المراد الوجه يحب ربنا ويرضى وراء القصد ـ اللغة: لفظ 'السياسة' لغة العرب محمل بكثير الدلالات والإرشادات والمضامين فهي إصلاح واستصلاح بوسائل الإرشاد والتوجيه والتأديب والتهذيب تنطلق قدرة تعتمد الولاية الرئاسة جاء معاجم اللغة يدل تقدم تاج العروس مادة سوس: 'سست الرعية سياسة' أمرتها ونهيتها والسياسة القيام الشيء يصلحه' لسان نفسها: 'السوس: الرياسة وإذا رأسوه قيل سوسوه وأساسوه وسوس أمر بني فلان: كلف سياستهم وسُوِّس الرجل لم يسم فاعله: ملك أمرهم وساس الأمر سياسة: قام والسياسة: يصلحه والسياسة: فعل السائس يقال: يسوس الدواب إذا وراضها والوالي رعتيه' والإصلاح ليس هدف غاية تسعى حركتها لتحقيقه نفسها وحقيقتها فقدته فقدت الشرعي: لم يرد لفظ ولا شيء مادته سبحانه وتعالى وإن الصلاح والإصلاح والحكم وغير المعاني اشتمل وإما السنة قوله صلى وسلم: 'كادت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه ' وقوله 'تسوسهم الأنبياء'؛ أي: تتولى أمورهم يفعل الأمراء والولاة بالرعية' ويتبين استخدمت بمعناها اللغوي وهي تعني: القيام شأن قِبَل ولاتهم يصلحهم والإرشاد يحتاج وضع تنظيمات ترتيبات إدارية تؤدي مصالح بجلب المنافع الأمور الملائمة ودفع المضار والشرور المنافية وهذا التعريف يبرز الجانب العملي للسياسة فالسياسة هنا إجراءات وأعمال وتصرفات للإصلاح وعلى فإن سياسة تتطلب القدرة القيادة الحكيمة تتمكن إتقان التدبير وحسن التأتي لما يراد فعله تركه بدوره تامة تتطلبه والرئاسة خبرة وحنكة وقدرة استعمال واستغلال الإمكانات المتاحة الأمثل المطلوب وقد كلام لذلك فمن ذلك: قال جرير الطبري ـ رحمه بيان السبب أجله جعل عمر الستة اختارهم: 'لم يكن أحد المنزلة والسابقة والعقل والعلم والمعرفة بالسياسة؛ للستة شورى بينهم' وقال حجر ـ: 'والذي يظهر سيرة أمرائه كان يؤمرهم أنه يراعي الأفضل فقط يضم مزيد المعرفة بالسياسة اجتناب يخالف الشرع منها' ومما ورد أيضًا شرح قول النبي 'يا عائشة لولا قومك حديث عهدهم بكفر لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين؛ يدخل وباب يخرجون' والذي ترجم البخاري صحيحه بقوله: ترك بعض الاختيار مخالفة يقصر فيقعوا أشد منه' حجر: 'ويستفاد رعيته إصلاحهم ولو مفضولاً محرمًا' والسياسة فيما مجالها رحب فسيح ليست مقصورة محجوزة شيء؛ 'القيام يحمله العموم والشمول فيعمل بنا صاحب تدبير ولايته وهذا الركن يتضمن الكتب تتحدث الموضوع شتى جوانبه

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
في النظرية السياسية الإسلامية
كتاب

في النظرية السياسية الإسلامية

ــ علي فهد الزميع

صدر 2018م عن مركز نهوض للدراسات والنشر
في النظرية السياسية الإسلامية
كتاب

في النظرية السياسية الإسلامية

ــ علي فهد الزميع

صدر 2018م عن مركز نهوض للدراسات والنشر
حول
علي فهد الزميع ✍️ المؤلف
المتجر أماكن الشراء
مركز نهوض للدراسات والنشر 🏛 الناشر
مناقشات ومراجعات
QR Code
عن كتاب في النظرية السياسية الإسلامية:
ثمة ندرة في اتجاه الدراسات التأصيلية المعنية بالتأسيس لعالم المفاهيم والأفكار في العالم الإسلامي المعاصر، لصالح حالة من الاستغراق في عالم الأشخاص والأحداث والنظم والمؤسسات، دون رابط تحليلي يجمع بين عالم الوعي وعوالم السعي، أو عالم الفكر وعوالم الواقع.

ويلاحظ المتابع للإنتاج الفكري العربي المعاصر في مجال الفكر السياسي غلبة النزعة الوصفية المكررة، وغياب النزعة النقدية التفكيكية البنائية، التي تُعنى بتحليل جذور الفكر السياسي الإسلامي (التراثي -الحديث– المعاصر)، بمستوياته المختلفة الزمانية والمكانية وتنوعاته المذهبية المتعددة؛ سواء على مستوى الفكر السياسي السني-السني، أو الشيعي–الشيعي، أو الشيعي–السني.

(1)

في هذا السياق تأتي أهمية العمل الموسوعي الجامع للدكتور علي فهد الزميع، والصادر عن مركز نهوض للدراسات والنشر (2018) تحت عنوان ‏«‏في النظرية السياسية الإسلامية: دراسة تحليلية نقدية لمسارات وتطور تاريخ الفكر السياسي السني والشيعي»؛ إذ يتميز الكتاب بالغوص في مستويات تحليلية مركبة تجمع بين ثلاثية الفكر والتاريخ والحركة، بالتركيز على دراسة مسارات تطور الفكر السياسي السني والشيعي، وما يواجهما من قضايا وتحديات وإشكاليات نظرية وتطبيقية في الواقع الحديث والمعاصر.

(2)

ينقسم الكتاب المطبوع في مجلد كبير (831 صفحة) إلى بابين كبيرين، ينضوي تحت كل واحد منهما فصولٌ ومباحثُ متعددة؛ الباب الأول: ويشمل أربعة فصول تتناول رصدَ مسار تطور التجربة الإسلامية في الفكر السياسي.

يتناول الفصل الأول تعريف مفهوم النظرية السياسية وأهميتها، وأبرز إسهامات العلماء المسلمين المعاصرين في مجال بناء نظرية سياسية إسلامية جامعة، وقد اعتنى الكاتب في هذا الفصل بتحليل إسهامات عدد كبير جدًّا من المفكرين ذوي الانتماءات والخلفيات الفكرية المختلفة مثل: رشيد رضا، عبد الرزاق السنهوري، محمد ضياء الدين الريس، حامد ربيع، سيف الدين عبد الفتاح، محمد طه بدوي، طه عبد الرحمن، لؤي صافي، أحمد داود أوغلو، أمحمد جبرون، أحمد ولد مولاي، وائل حلاق وغيرهم.

أما الفصل الثاني فقد ركز على التحليل التاريخي للحقب السياسية المختلفة، حتى اللحظة الراهنة، بدءًا بالتجربة النبوية والراشدية وما بعدها، وصولًا إلى سقوط الخلافة العثمانية وما بعدها، معتمدًا على منهاجية تقييم مركبة تتأسس على مدى قرب الحقبة أو العصر أو نظام الحكم القائم أو بعده (على اختلاف التسمية) من خمس قيم أساسية هي: ( الشورى، البيعة، التداول السلمي للسلطة،المعارضة والتعددية السياسية، المواطنة).

(3)

أمَّا الفصل الثالث فإنه يرصد تطور الفكر السياسي الإسلامي الحديث والمعاصر؛ بالتركيز على حقبة ما قبل سقوط الخلافة العثمانية مباشرة أو ما يسمى ‏«‏عصر الانحدار»، والتي ظهر فيها أعلام مدرسة النهضة الإسلامية الحديثة مثل رفاعة الطهطاوي، خير الدين التونسي، جمال الدين الأفغاني، الإمام محمد عبده، عبد الرحمن الكواكبي، رشيد رضا، السنهوري.

كما تناول الفصل حقبةَ ما بعد سقوط الخلافة، وما ظهر بعدها من تيارات إسلامية مختلفة، صنفها الباحث إلى ثلاثة تيارات كبرى: (سلفي تقليدي، اجتهادي تقليدي، اجتهادي مقاصدي). كما اعتنى الكاتب برسم خرائطها الفكرية والحركية، ومناقشة أفكارها النظرية والتنظيمية، ونقد مواقفها المعاصرة تجاه قضايا الحكم والدولة المعاصرة، إضافة إلى الموقف من الثورات العربية وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

أما الفصل الرابع فيركز على رصد تطورات الفكر السياسي الشيعي الحديث والمعاصر، ويقسمها إلى حقب، تبدأ بالتأسيس المبكر منذ عهد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم حقبة ما بعد استشهاد الحسين، وحقبة غيبة الإمام محمد العسكري، وحقبة عصر الدولة الصفوية، وكذلك حقبة عصر النهضة الشيعي، وحقبة نظرية ولاية الفقيه.

كما يتناول أبرزَ رواد الفقه السياسي الشيعي، وإسهاماتهم الفكرية والسياسية، ومعالم التقارب والابتعاد عن الفكر السياسي السني، مثل محمد حسين النائيني، علي شريعتي، محمد باقر الصدر، محمد مهدي شمس الدين.

ويمتد البحث في هذا الفصل إلى إلقاء الضوء على أبرز الحركات والتنظيمات السياسية الشيعية الحديثة والمعاصرة، مثل حزب الدعوة الإسلامية، ومنظمة العمل الإسلامي، وحزب الله وتنظيماته في العالم العربي (لبنان – الحجاز -الكويت).

(4)

أمَا الباب الثاني من الكتاب فيشتمل على ستة فصول اهتمَّت برصد وتحليل أهم التحديات والإشكاليات، التي تواجه أي محاولة لبناء نظرية سياسية إسلامية معاصرة.

يحلل الفصل الأول أبرزَ إشكاليات الاجتهاد في المجال السياسي بالتركيز على قضايا النص والتاريخ والاستبداد السياسي والتعددية.

أمَّا الفصل الثاني فيحلل تحديات وإشكاليات نظام الحكم في المنظور الإسلامي، ويركز على قضايا الخلافة ومدى جواز تعددها على مستوى الأقطار، وكذلك قضايا الشورى واختيار الحاكم والتداول السلمي للسلطة وصوره القديمة والمعاصرة، وأهل الحل والعقد، والرقابة السياسية على الحاكم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وموقعه في عالم السياسة الحديث، ودولة القانون والمؤسسات.

أما الفصل الثالث فيحلِّل إشكاليات مفاهيم السيادة والشرعية من منظور نقدي مقارن بين الفكر الغربي والفكر الإسلامي، وما ينتج عن تلك المقارنة من تساؤلات إشكالية خاصة حول هوية القائمين على السيادة، وتطبيق الشريعة في الفكر الإسلامي السني والشيعي، والنظام أم الأمة أم كلاهما معًا، إضافة إلى أسئلة أخرى حول شرعية الحاكم ومن أين تستمد … إلخ.

(5)

يتناول الفصل الرابع تحليلَ مفهوم مدنية الدولة وإشكالياته في الفكر الإسلامي المعاصر مقارنةً بالفكر الغربي، ويركز الكاتب على تحليل الجدل الدائر بين المدارس الفكرية السنية المختلفة حول علاقة الدين بالدولة في الفكر السني، أما الفكر الشيعي فيتناوله من مدخل الدولة الثيوقراطية، ثم يتنقل إلى تحليل ونقد مواقف التيارات الإسلامية المعاصرة من قضية الديموقراطية.

أما الفصل الخامس فيتناول تحليلَ تحديات وإشكاليات تقنين الحالة الحقوقية في الإسلام، ويركز على مفاهيم حقوق الإنسان المعاصرة ومدى مركزية مفهوم الحرية في التأسيس الإسلامي، وما يشتبك معه من قضايا جدلية؛ مثل حرية الاعتقاد وحد الردة وحقوق الأقليات، وكذلك مدى تعارض تطبيق الحدود الجنائية مع مفاهيم حقوق الإنسان، وأوجه الالتباسات المنهاجية التي تحدث في تناول هذه القضايا.

أما الفصل السادس فقد ركز على تحليل قضية العنف السياسي في الفكر الإسلامي السني والشيعي، ويتناول تعريف العنف ودوافعه المختلفة وعدم اقتصاره على الإسلام وانتشاره، عبر جميع الأديان والحضارات القديمة والحديثة. كما يتناول أبرز الجماعات الإسلامية التي لجأت للعنف قديمًا وحديثًا، مثل الخوارج وجماعة التكفير والهجرة، والأسباب والدوافع التي ساهمت في ظهور هذه الحركات وأبرزها الاستبداد السياسي الذي تُعاني منه أغلب البلاد العربية والإسلامية، إضافة إلى نقد الأفهام الملتبسة حول مفهوم الجهاد، ومظاهر الخلل في التربية الإسلامية الحديثة، ونقد الأسس الصراعية والاصطفائية والهوياتية التي تقوم عليها التيارات الإسلامية الحديثة.

(6)

اختتم د. الزميع، هذا العمل التحليلي الموسوعي الضخم بعدد كبير من الملاحظات النقدية الهامة، سواء على مستوى الأفكار السياسية السائدة في المجالين السني والشيعي، أو على مستوى أفكار وأداء الحركات الإسلامية المعاصرة المعتدلة والمتشددة، كما قدم مجموعة من الأفكار على طريق بناء مشروع نظرية سياسية من منظور إسلامي معاصر.

وقد جاءت انتقادات الزميع للتيارات السياسية التقليدية- سنية كانت أو شيعية – جذرية حادة ترى ما يقدمونه أقربَ لنموذج الدولة الدينية الثيوقراطية الأحادية الإقصائية للآخر المختلف دينيًّا وفكريًّا.

ويشخص الزميع أزمة تلك التيارات في عدة أوجه أبرزها التمسك بالشكل على حساب المضمون؛ ذلك أن أغلب التيارات الإسلامية التقليدية الحديثة قد ركزت مسارها في الدعوة لإعادة إحياء الخلافة الإسلامية بشكلها الأممي التقليدي، ورفض مفهوم الدولة الوطنية، متجاهلين حقيقة أن الفقه التاريخي – ما بعد الخلافة الراشدة – قد أقر بقبول وجود دولة إسلامية أخرى بجانب الخلافة، بل ونظر إليها باعتبارها خلافة قائمة بذاتها، وهو ما حدث بالفعل ومُورس في الغالبية العظمى من فترات التاريخ الإسلامي.

إضافة إلى فقدان تلك التيارات لتصورات كاملة لشكل هذه الدولة الأممية التي يدعون إليها، وكيفية الاشتباك مع التحديات التي ستواجهها عند إنزالها على الواقع الحالي، وكذلك كيفية التعامل مع الواقع السياسي الدولي القائم في شكل دول مستقلة وذات سيادة وحدود سياسية، فضلًا عن المتغيرات الكبيرة التي طرأت على الدولة الحديثة وأساليب إدارتها.

(7)

ويميل الزميع إلى منهج المدرسة الاجتهادية المقاصدية التي تدعو إلى ضرورة تقنين الموقف الشرعي من الدولة القطرية الوطنية، وتقبل الواقع السياسي القائم في شكل بلدان متعددة، مع محاولة إقامة مظلة واحدة تجمع تلك البلدان الإسلامية على غرار التكتلات الدولية الحديثة؛ ذلك أن الاستمرار في الدعوة إلى الخلافة الأممية بشكلها القديم سيعرض الواقع السياسي الإسلامي لأخطار عديدة، أبرزها الوقوع في فخ الفوضى السياسية، بمحاولة إنهاء الواقع السياسي القائم حاليًّا في شكل دول عدة؛ مما يترك المنطقة في حالة من الفراغ السياسي.

كما لاحظ الزميع أن جُلَّ التيارات التقليدية الرافضة للتجديد تنشغل بالهدم دون البناء، ويتجلى ذلك في مبالغتها في تقييم إيمان واعتقاد وعبادات المسلمين بما يؤدى إلى ما يسميه (القتل المعنوي للمسلم)، عن طريق التشكيك في صدق إيمانه وسلامة معتقده، وهو ما يخلق مناخًا فقهيًّا وفكريًّا يقود إلى التكفير، ومن ثم إلى العنف المتمثل في (القتل المادي) في مرحلة لاحقة.

ويميل الزميع في المقابل إلى نهج تيار التجديد المقاصدي المنشغل بالبناء، وتفهم مواقف الآخر، ومد جسور التواصل والحوار معه، والانطلاق من قاعدة المشترك الإنساني بين كافة مكونات المجتمع، ومن ثمَّ إشراك الجميع في عملية البناء والتغيير الحضاري.

(8)

شملت انتقادات الزميع فقهاءَ العصر الذين تحوَّلوا إلى مجرد حراس على أبواب التراث، مانعين لأنفسهم، حاجزين لغيرهم عن ممارسة عمليات النقد والتفكير والبناء والتطوير، داعيًا إياهم لفتح باب الاجتهاد ومحاولة الإجابة على عدد من القضايا المحورية ذات الصلة بالحالة المعاصرة، مثل الدولة الوطنية والمواطنة والشورى وتداول السلطة والمعارضة، وكيفية الانخراط في النظام العالمي وغيرها.

ودعا الزميع إلى فتح مناقشة نقدية بنائية واسعة حول مفاهيم السيادة والشرعية السياسية، التي لا تزال غامضةً ومشوشةً في المجال العربي والإسلامي، تمهيدًا لترجمتها إلى مجموعة من الإجراءات والمؤشرات الدقيقة والصارمة الحاسمة للتحديات المعاصرة، وفي هذا السياق يؤكد الباحث على قاعدة ذهبية، مفادها أن بقاء الإسلام مرتبط بالأساس بالأمة وليس بالدولة، فالأمة هي من تضفي الشرعية السياسية على من تشاء وتنزعها ممن تشاء.

(9)

من خلال ما تمَّ عرضه من تحديات وإشكاليات راهنة يرى د. الزميع حتمية الإسراع في بناء وتأطير نظرية سياسية إسلامية، تساعد في فهم وتفسير التحديات الحضارية التي تمرُّ بها أمتنا العربية والإسلامية في الوقت الراهن، لاسيما ما تشهده من حالات الفوضى والصراعات السياسية والحروب الأهلية.

وقد طرح الكاتب عدةَ أفكار نظرية وعملية لتأسيس مسار بحثي علمي استشرافي يستهدف كسرَ محاولة احتكار السياسيين للحراك السياسي للأمة، سواء على مستوى الأنظمة الرسمية أو التيارات والأحزاب السياسية.

وفي هذا السياق يقترح د. الزميع خريطة بحثية متنوعة المسارات، تبدأ بالدخول إلى عالم التنظير السياسي والفلسفة السياسية؛ لوضع إطار عام للفكر السياسي الإسلامي يتميز عن الفكر السياسي الغربي في أبعاده الإنسانية والأخلاقية.

ويقترح الدخول إلى عالم التاريخ لتحليل أهمِّ القضايا والأحداث السياسية في هذا التاريخ، وإسقاطاتها وتفاعلاتها مع واقع الشعوب المسلمة والمجتمع المدني، دون التركيز على التاريخ السياسي للدولة ونظمها السياسية، كما جرت عليه الدراسات العربية التقليدية التي سبق وأن تناولت هذا التاريخ.

وينضم عالم الفقه إلى المجالات التي يقترحها الزميع، بهدف إنتاج دراسات فقهية سياسية، تركز بصفة أساسية على أهم القيم والأحكام الشرعية والاجتهادات المختلفة بشأنها، والتي يمكن أن تمثل نواة لمشروع أي نظرية سياسية.

(10)

المجال الرابع هو علم الاجتماع، ويقترح الدخول فيه بهدف إنتاج دراسات اجتماعية إسلامية، ضمن مشروع أوسع لتأسيس علم اجتماع ديني للمسلمين، يرصد تطورات العلاقة والتفاعل بين الدين والمجتمع، وأثر المفردات الشرعية على الحراك الاجتماعي وتقاطعها السياسي والأهلي، ودور المجتمع المدني في تحقيق مقاصد الشريعة، ودور المؤسسات الدينية في تطور الفكر الديني سلبًا أم إيجابًا، وبحث مدى إمكانية حيادها في المستقبل.

يقترح د. الزميع كذلك الدخولَ إلى مجال القانون، بهدف إنتاج دراسات سياسية وقانونية دستورية تتبنى عملية تقنين المفردات والاجتهادات الفقهية السياسية، في شكل برامج سياسية أو مواد قانونية ودستورية؛ لتكون تحت تصرف المجتمعات الإسلامية الراغبة في إنزال هذا الفكر على الواقع السياسي.

ويقدم د. الزميع عددًا من الأفكار العملية اللازمة لتسهيل هذا المشروع البحثي الاستشرافي الجامع، تبدأ بتأسيس قاعدة معلومات تحوي كل ما يطرح حول النظرية السياسية في الإسلام، ومسيرتها التاريخية والفقهية والسياسية وتطورها، وذلك من خلال رصد وتجميع وتقنين هذه المادة وتنظيمها إلكترونيًّا؛ سواء أكانت معلومةً أو وثيقةً أو مرجعًا أو دورية مرتبطة بشكل أو بآخر، بالمشروع والعمل على جعلها متوفرةً ومتاحة للجميع.

ويقترح التشبيك بين كافة المؤسسات والمراكز البحثية المنتشرة عبر العالم الإسلامي، وتوثيق عرى التواصل العلمي والبحثي بينهم، عبر مؤتمر سنوي يناقش الاجتهادات المقدَّمَة، ويساهم في تطويرها، إضافة إلى إنشاء مواقع إلكترونية متخصصة، وتأسيس دور نشر ومجلات معنية بهذا المسار ودراساته المستقبلية.
الترتيب:

#7K

0 مشاهدة هذا اليوم

#46K

1 مشاهدة هذا الشهر

#105K

894 إجمالي المشاهدات