█ _ فرانك جريفيل 2018 حصريا كتاب ❞ ابن تيمية وخصومه الأشاعرة حول العقل والوحي: أوجه الشبه والاختلاف والحلقة المفرغة ❝ عن مركز نهوض للدراسات والنشر 2025 المفرغة: مقدمة المترجم إنَّ الورقة التي بين أيدينا لأستاذ جامعيٍّ مرموق متخصِّص الدراسات الإسلامية عمومًا والتاريخ الكلامي خصوصًا وله إسهاماته التأسيسية دراسة الغزالي أحد أبرز روَّاده وهي ورقةٌ تتناول مشكلةً قديمةً جديدة مستمرة ومتجدِّدة ربما ظهرت منذ أواسط عصر الصحابة إشكالية تعامُل البشري مع النص الديني لا يخفى أنَّ الإسلام من الأديان تُصنَّف أنها نصيَّة بمعنى مؤسَّسة النصِّ المقدَّس والنصُّ حاضرٌ دائمًا جميع أمورِها مهما تحوَّر هذا النصُّ أو مفهومُه استعماله وصرنا نتكلَّم كثيرٍ الأحيان تقليد خطابيٍّ تأويليٍّ وليس نصًّا ثابتًا – والكلام البُعْد التداولي للنص الثبوتي فالقرآن الأقل هو نصٌّ مُسلَّم الثبوت المسلمين اختلف المسلمون مبكِّرًا فهم بعض النصوص القرآنية والحديثية تبعًا لعواملَ كثيرةٍ جدًّا يرجع بعضُها لملكاتهم اللغوية والعلمية المتفاوتة ولكن العامل الحاسم الذي كان فاصلًا مرحلتَيْن التعامل أولاهما قصيرةٌ لا نبالغ إذا قلنا إنها بدأت الانحسار النسبي أنفسهِم؛ التفاعُل العقلي وغيرِهم سواءٌ أصحاب الديانات الأخرى كاليهود والنصارى والمجوس الفلسفات يموج العالمُ بها والعربُ معزِلٍ عنها وأهمها الفلسفة الأرسطية والأفلاطونية والغنوصيات الأفلوطينية المحدثة والسكندرية إن تفاعل العنصر المكوَّن هذين الشِّقين قد ولَّد طُرُقًا جديدةً وأسئلةً مستحدثةً وفهمه وأسَّس لمرحلةٍ جديدةٍ الاعتقاد الإسلامي لم تنتهِ ذلك الحين مرحلة القرنين الثاني والثالث الهجريين تشكَّلت فيها الاتجاهاتُ الكلامية والفلسفية والصوفية الأساسية والتي تلتئم ولن بعد تساءلت هذه الاتجاهات وساءلتْه وبخاصةٍ مستوى المدوَّنة الحديثيّة فيما يتعلَّق بالمساءلة وحاولت أن توفِّق القيم الإنسانية والأخلاقية فهمتْها الميل الأخلاقي العام لها دوافعها السياسية المباني المفاهيمية العقلية توصَّلت إليها بعقولها تلقتْها عقولٍ أخرى؛ توفق جميعًا وبين المتمثِّل القرآن والسُّنة فماجت الساحةُ الفكرية بالأسئلة العَقَدية المتعلِّقة بدءًا بتصوُّر الوجود الإلهي وما يرتبط به وصولًا إلى الفعل الإنساني وانتهاءً بأسئلة المصير في بداية الأمر حرصت الأقرب ممارسةً واشتغالًا وهم المحدِّثون ثم الفقهاء الالتزام بالنصِّ مواجهة القواعد والأحكام الوافدة مراوِحةً الحرفية والنصوصية الشديدة عرَّضتها للتشهير والذمِّ فالانزواء النصيَّة المعتدلة دافعت وَفْقَ مبانٍ أساسية متدرِّجة تاريخيًّا قامت الإيمان والتسليم جهة ومحاولة العزل والانعزال الجديدة جهةٍ أخرى وأخيرًا وبفعل الضرورة التاريخية والسياسية محاولة التعاطي والدفاع وإن بصورةٍ محدودةٍ الكمِّ والكيف ومع فقد كُتب للاتجاهات الانتصارُ نهاية المطاف ومنذ أواخر القرن الرابع تقريبًا أصبحت السلطة المعرفية والقضائية والتعليمية يد «ذلك» شيئًا فشيئًا شوكاتٍ مقاوِمةٍ متفرِّقة ومتقطِّعة الأكثر قُربًا وعندما بلغنا القرنَ السابع الهجري وفي وقتٍ بدا فيه التيارات حسمت انتصارَها النهائي واستقرَّت واستتبَّ الأمر؛ بزغ نجمُ شخصية فذَّة تمتَّعت بمَلَكاتٍ وعلمية وحجاجية نادرة شيخ (728هـ) نهض بثورةٍ مضادَّة انتصرت للنصِّ جديدٍ وقارَعت بالحُجَج رموزَ والفلاسفة والمتصوِّفة مرجعياتٍ كلاسيكيةً غنى التقليد حتى اليوم أمثال: والرازي وابن سينا رشد عربي ونحوهم أنكأ ابنُ خصومه وقام وحدَه بعبءٍ تداوليٍّ حجاجيٍّ تنوء العُصبة أولو القوَّة المتعذِّر لولا القدرُ يحدث مثلُه التاريخ أحدث تأسيس لهذا الاتجاه الإحيائي النصي القائم أسسٍ عقلانية واسعة لأول مرة صدعًا لن يُجبَر والفلسفي وهو أعمق غورًا وأبعد أثرًا الشقِّ حفره الجدار الفلسفي وصحيحٌ الأثر اختفى بالأحرى استتر وفاة الشيخ وطبقة تلاميذه القريبة أو المباشرة محدودةِ والكيفِ كانت لدى «السلف» بل متطوِّرة تعتمد المفاهيم الشرعية بالمعنى فحسب أيضًا ضروبٍ الاستدلال اللاهوتي والطبيعي والتاريخي والاجتماعي وحتى السياسي وأجادل يكن ينطلق أبحاثه الدينية والعقدية وهذا فارقٌ مؤثِّر كبيرٌ أمكننا تعقُّلُه ودراستُه فإن منظورًا جديدًا وغير تقليديٍّ سينشأ وقيمته والتاريخية ثالثًا: الموافقة الجزئية الإشكال الكامن نظرية العقلانية قاوم قانون التأويل الفني التقني المتأثر بالعناصر والغنوصية ويتمثَّل جانبين: أولًا: ضيق مساحة الصريح ونسبية مصاديقه وثانيًا: اتساع احتمال التعارض الظاهر الظنيَّين الشرعي والعقلي عمَّا تطرحه النظرية التيمية وختامًا: ما زال المجال مفتوحًا لاستنقاذ التجربة تجاذبات العقدية والأيديولوجية الضيقة يستفيد الفكر بعمومه الجبَّارة يعيد الاعتباره لتنوُّع تراثه وثرائه ا أنه ظلَّ كامنًا وموجودًا ويتمتَّع ذاته بحيويةٍ هائلة ولياقةٍ كاملة وجاهزة للاشتعال مجددًا أي وقت حدث الثامن عشر ظهور الدعوة الوهابية اقتصرت المكوِّنين التوحيدي الأخص والسلوكي دعوة وفق منظورها التأويلي بطبيعة الحال البزوغ الأكبر لابن وتفعَّل وترسَّخ حقًّا بصورة أكبر الإحيائية والإصلاحية التاسع وأوائل العشرين حيث انسحبت الواقع ليس للشعور بالحاجة العودة المقام الأول ؛ لأن «العقل» تنادي الكلاسيكية يعُد المناسب للعصر الحديث التجريبي العملي الواقعي جافى الصورية والمثالية يتصف ذاك القديم تتناول الجدلَ المحموم دار والأشاعرة الرمزان: مسألة العلاقة الجدلية والنقل بلغت ذروة تمامها يُعرف بـ«قانون التأويل» أسَّس له وأتمَّ بنيانَه الفخر الرازي وحمَل عليه تحفته الرائعة الضخمة: «درء تعارض والنقل» «موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول» أعاد الاعتبارَ للعقلانية وحاول إعادة تأسيسها ووجَّه نقودًا حاسمةً للمفاهيم استندت المدارسُ لم يكتفِ كاتبُ ورقتنا بعرض وتحليل الجدل ولكنه سلَّط المنظار الناقد محاولًا الوقوف إشكالٍ وأقول: قليلةٌ هي الكتابات النقدية غير المؤدلجة وهذه نموذجٌ لذلك النوعِ يكون مفهوم النقد تمحَّض أزمنة بالقصيرة معناه السلبي يقتصر معنى بيان العيوب القصور يتعدَّى ليتوهَّج الثَّلْب والانتقاص بحيث قارب النقدُ النقضَ كاد يطابقه ومن المعلوم أصل وضعه اللغوي والاستعمالي طائرًا يطير بجناحين فيبيِّن الجيِّدَ والرديءَ والقوي والضعيف كما عمل النقَّاد الصيارفة فبيان مكامن القوة والضعف والكمال والنقص كلاهما البصير والأهم منطلق النقص والضعف: الدفاع الهجوم المطلق المسبق؟ التشهير والذم والانتقاص؟ أم التساؤل والأَشْكَلة والبحث؟ إن ندعو إليه تجاه المشروعات العظيمة كمشروع والغزالي حزم يرافقها مشروعاتٌ نقدية عظيمة الأعم للنقد ذكرناه المتواضع يحاول يفهم ويتساءل بشجاعة ويُخرج أسئلتَه حيِّز الذهن مجال التداول يعرضه الناقدُ يقول لنا بلسان حاله الأقل: تعالَوا ننقدْ كي نفهمَ نسأل نقرِّب المسافاتِ المتباعدةَ نخطِّئ نستفيد أكثر جوانب الصواب نخطِّئه يرى المؤلف المسافة علاقة ليست كبيرةً البناء التيمي يتَّسم بثغرةٍ أطلق الحلقة وإن لي كلمةٍ موضوع البحث فإنني سأذكرها سبْكٍ مركَّز بما تسمح المساحة المقتضبة لتقديم ترجمةٍ خلاصة ثلاثية النقاط أستفيض تفصيلها بحثٍ خاصٍّ كنت أسستُه الترجمة رأيت الأجدرَ وبالترجمة أفصله عنها: أولًا: صحيحًا بالنقل ضئيلةٌ كبيرة والسبب خاصَّة اختلافهما الأساسي ينبغي يتعامل فهو المتكلِّمين عقل فنيٌّ تقنيٌّ يستمدُّ مواده أبنية عقلية سابقةٍ الوحي متأثرة بأبنية سابقة أما فهي شرعية يعني تجاوزنا نوعًا معيَّنًا عند فساعتها يمكن مسافة بعيدةٍ تأصيل والكلاميين موهم أنَّى ذلك؟ يقود النقطة الثانية ثانيًا: يعتقد كثيرٌ الباحثين «نصيًّا» وقد صار مطروحًا بالفعل الدوائر الغربية يتسع الاتساع اللائق أعتقده عقلانيًّا؛ نعم يؤمن بالعقلانية كليهما وجه التحديد يعنِ عقلانيًّا حاول التأسيس لعقلانية والأدق: تلك مطابقةً للملاحظات «الحدسية» فرق ومذاهب وأفكار وردود مجاناً PDF اونلاين المذاهب الفرق العقائدية فروع مختلفة مدارس فكرية وكلامية يتعلق بالعقيدة فعن النبي صلى الله وسلم: «افترقت اليهود إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى اثنتين وستفترق الأمة ثلاث فرقة» ومن المهم نُدرك وندرُس والمذاهب بصناعة تاريخنا الحضاري وشكلّت قسَماته تراثٌ حضاري غني وعريق وسيُمكننا بكل تأكيد الاسلامية الحديثة وإدراك مدارسها وصراعاتها وجذورها الممتدة ويبدو وكأنه أحيانا حديثٌ واقعنا الفكري المعاصر وتشعُباته وتعقيداته ولعله هنا السُبل لاستشراف المستقبل وصراعاته ومآلاته لتصحيح مسارنا وترشيد مسيرتنا المُلفت للنظر قيداً فكرِ وتطور ونهضتها تترك غريبا والتشدد إلا ودَعَت اليه بينما بعضها الآخر مُعبّرا آمال الأمّة والتقدم والنهضة وهذا الركن خاص بكتب مجانيه للتحميل