📘 ❞ الكامل في التاريخ: تاريخ ابن الأثير (ط. بيت الأفكار) ❝ كتاب ــ ابن الأثير اصدار 1987

كتب التاريخ الإسلامي - 📖 ❞ كتاب الكامل في التاريخ: تاريخ ابن الأثير (ط. بيت الأفكار) ❝ ــ ابن الأثير 📖

█ _ ابن الأثير 1987 حصريا كتاب الكامل التاريخ: تاريخ (ط بيت الأفكار) عن الأفكار الدولية للنشر والتوزيع 2024 الأفكار): التاريخ من تأليف عز الدين أبي الحسن علي بن الكرم محمد عبد الكريم الواحد الشيباني المعروف بابن الجزري صحح أصوله الوهاب النجار بالقاهرة إدارة الطباعة المنيرية عام 1357 هـ 1938م وصف الكتاب تاريخ جامع لأخبار ملوك الشرق والغرب وما بينها بدأه منذ أول الزمان إلى آخر سنة ثمان عشرين وستمائة وضح منهجه بقوله: (ذكرت كل لكل حادثة كبيرة مشهورة ترجمة تخصها فأما الحوادث الصغار التي لا يحتمل منها شيء فإنني أفردت لجميعها واحدة فأقول: ذكر عدة حوادث وإذا ذكرت بعض نبغ وملك قطراً البلاد ولم تطل أيامه فإني أذكر جميع حاله أوله آخره عند ابتداء أمره لأنه إذا تفرق خبره لم يعرف للجهل به وذكرت توفي فيها مشهوري العلماء والأعيان والفضلاء مقدمة الكتاب فإني أزل محبّاً لمطالعة كتب التواريخ ومعرفة ما مؤثراً للاطلاع الجليّ حوادثها وخافيها مائلاً المعارف والآداب والتجارب المودعة مطاويها فلمّا تأمّلتها رأيتها متباينةً تحصيل الغرض يكاد جوهر المعرفة بها يستحيل العرض فمن بين مطوّل قد استقصى الطرق والروايات ومختصر أخلّ بكثير ممّا هو آت ومع ذلك فقد ترك كلّهم العظيم الحادثات والمشهور الكائنات وسوّد كثيرٌ منهم الأوراق بصغائر الأمور الإعراض عنها أولى وترك تسطيرها أحرى كقولهم خلع فلان الذميّ صاحب العيار وزاد رطلاً الأسعار وأكرم وأهين وقد أرّخ كلّ زمانه وجاء بعده ذيل عليه وأضاف المتجددات بعد تاريخه إليه والشرقيّ بذكر أخبار الغرب والغربيّ أهمل أحوال الشرق؛ فكان الطالب أراد أن يطالع تاريخاً متصلاً وقته يحتاج مجلدات كثيرة وكتب متعددّة مع الإخلال والإملال فلمّا رأيتُ الأمر كذلك شرعتُ بينهما ليكون تذكرةً لي أراجعه خوف النسيان وآتي فيه بالحوادث والكائنات أوّل متتابعةً يتلو بعضها بعضاً وقتنا هذا ولا أقولُ إني أتيتُ المتعلّقة بالتاريخ فإنّ بالموصل بدّ يشذّ عنه بأقصي ولكن أقول إنني جمعت كتابي يجتمع واحد ومن تأمّله علم صحّة فابتدأت الكبير الذي صنّفه الإمام أبو جعفر الطبري إذ الكتاب المعوّل الكافة والمرجوعُ الاختلاف فأخذت تراجمه زخلّ بترجمة أكثر روايات ذوات عدد رواية مثل قبلها أو أقل وربّما زاد الشيء اليسير نقصه فقصدتُ أتمّ الروايات فنقلتها وأضفت إليها غيرها ليس وأودعت مكانه فجاء تلك الحادثة اختلاف طرقها سياقاً واحداً تراه فرغتُ منه وأخذتُ غيره المشهورة فطالعتها نقلته ووضعتُ موضعه إلاّ يتعلّق بما جري أصحاب رسول الله ﷺ أضف نقله شيئاً زيادةُ بيان اسم إنسان يطعن أحد وإنّما اعتمدت علهي المؤرخين المتقنُ حقّاً الجامع علماً وصحّة اعتقاده وصدقاً على أني أنقل المذكورة والكتب ممّن يُعلم بصدقهم فيما نقلوه دوّنوه أكن كالخابط ظلماء الليالي كمن يجمع الحصباءواللآلي ورأيتهم أيضاً يذكرون الواحدة سنين ويذكرون شهر أشياء فتأتي الحادثةُ مقطّعة يحصل غرض تُفهم إمعان النظر فجمعت أنا موضع أيّ كانت فأتت متناسقة متتابعة أخذ برقاب وذكرت لكلّ تخصّها فأمّا أفردتُ ترجمةً واحدةً أيّامه أوّله لأنّه توفّي وضبطت الأسماء المشتبهة المؤتلفة الخط المختلفة اللّفظ الواردة بالحروف ضبطاً يزيل الإشكال ويُغني الأنقاط والأشكال فلما جمعتُ أكثره أعرضتُ مدّةً طويلة لحوادث تجددت وقواطع توالت وتعدّدت ولأن معرفتي بهذا النوع كملت وتمت ثمّ إن نفراً إخواني وذوي والفضائل خُلاّني ممن أرى محادثتهم نهاية أوطاري وأعدّهم أماثل مُجالسيّ وسمّاري رغبوا إليّ يسمعوه مني ليرووه عني؛ فاعتذرتُ بالأعراض وعدم الفراغ أعاود مطالعة مسوَّدته أصلح غلط وسهو اسقطت إسقاط ومحو وطالت المراجعة وهم للطلب ملازمون وعن مُعرضون وشرعوا سماعه قبل إتمامه وإصلاحه وإثبات تمسّ الحاجة وحذف اطراحه والعزمُ فاتر والعجز ظاهر للاشتغال لعدم المعين والمظاهر؛ ولهموم ونوائب تتابعت فأنا ملازم الإهما والتواني فلا أقول: لأسير سير الشواني يعني بالمطبوع العقل الغريزي خلقه تعالى للإنسان وبالمسموع يزداد التجربة وجعله عقلاً ثانياً توسّعاً وتعظيماً له وإلاّ فهو زيادة عقله الأوّل ومنها يتجمّل الإنسان المجالس والمحافل معارفها ونقل طريفة طرائفها فترى الأسماع مصغيةً والوجوه مقبلةً والقلوب متأملةً يورده ويصدره مستحسنةً يذكره وأمّا الفوائد الأخرويّة: فمنها العاقل اللبيب تفكّر ورأى تقلّب الدنيا بأهلها وتتابع نكباتها أعيان قاطنيها وأنّها سلبت نفوسهم وذخائرهم وأعدمت أصاغرهم وأكابرهم فلم تُبقِ جليل حقير يسلم نكدها غنيّ فقير زهد وأعرض وأقبل التزوّد للآخرة ورغب دار تنزّهت هذه الخصائص وسلم أهلها النقائص ولعلّ قائلاً يقول: نرى ناظراً الآخرة درجاتها العليا فيا ليت شعري كم رأى القائل قارئاً للقرآن العزيز وهو سيّد المواعظ وأفصح الكلام يطلب الحطام؟ القلوب مولعة بحبّ العاجل التخلّق بالصبر والتأسّي وهما محاسن الأخلاق فإن مصاب نبي مكرَّم ملك معظّم بل البشر أنه يصيبه أصابهم وينوبه نابهم ولهذه الحكمة وردت القصص القرآن المجيد (إن لذكرى لمن كان قلب ألقى السمع شهيد) ق:50 : 37 ظنّ سبحانه بذكرها الحكايات والأسمار تمسّك أقوال الزيغ بمحكم سببها حيث قالوا: أساطير الأوّلين اكتتبها نسأل يرزقنا قلباً عقولاً ولساناً وصادقاً ويوفقنا للسداد القول والعمل حسبنا ونعم الوكيل قصة الكتاب من أشهر الإسلامي وأحسنها ترتيباً وتنسيقاً طبع مرات أولها ليدن 1850—1874م بعناية تورنبرج ثم مصر 1303 ألفه الموصل ورتبه السنين وانتهى 628 أهمله مسوداته مدة حتى الملك الرحيم بالاجتهاد تبييضه قال: فألقيتُ عني جلباب المهل وأبطلت رداء الكسل وقلت: أوان الشد فاشتدي زيم وسميته اسماً يناسب معناه وهو: «الكامل التاريخ» أعقب بكلمات فوائد افتتح كتابه بدء الخلق وقصص الأنبياء صعود السيد المسيح وأعقبه بفصل الروم رفع عهد الهجرات العربية وأيام العرب الإسلام السيرة النبوية (11هـ) وافتتح المجلد الثاني مرض النبي (ص) ووفاته (65) ووصل بالمجلد الثالث (168) وبالرابع خلافة المقتدر 295 والخامس 412 والسادس 527 والسابع أهم أجزاء وفيه الكثير مشاهداته وذكرياته يؤخذ انحرافه صلاح وإن الظاهر يثني وذكر سبب تأليفه متباينة العرَض وسود كثير والشرقي أخل والغربي مفصلاً أفرغ تراجم التامة مضيفاً عثر (إلا يتعلق جرى شيئاً) وإنما اعتمدتُ المتقن حقاً وصحة اعتقاد «وذكرت وأما فأفردت » أنظر التعريف بكتابي أخويه: «النهاية» و«المثل السائر» وأنظر د فيصل السامر (ابن ص87 و161) جداول مهمة لكتاب وكان أصدقاء ياقوت الحموي نفذ وصيته موته مجاناً PDF اونلاين يمتد فترة زمنية تغطي معظم العصور الوسيطة مساحة جغرافية واسعة تمتد حدود الصين آسيا غرب وشمال أفريقيا وصولا الأندلس ويمكن اعتبار بداية الدعوة الإسلامية نزول الوحي تأسيس الدولة بالمدينة المنورة مرورا بالدولة الأموية دمشق امتدت جبال البرانس شمال العباسية تضمنته الدول إمارات وسلطنات ودول

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الكامل في التاريخ: تاريخ ابن الأثير (ط. بيت الأفكار)
كتاب

الكامل في التاريخ: تاريخ ابن الأثير (ط. بيت الأفكار)

ــ ابن الأثير

صدر 1987م عن بيت الأفكار الدولية للنشر والتوزيع
الكامل في التاريخ: تاريخ ابن الأثير (ط. بيت الأفكار)
كتاب

الكامل في التاريخ: تاريخ ابن الأثير (ط. بيت الأفكار)

ــ ابن الأثير

صدر 1987م عن بيت الأفكار الدولية للنشر والتوزيع
عن كتاب الكامل في التاريخ: تاريخ ابن الأثير (ط. بيت الأفكار):
كتاب الكامل في التاريخ من تأليف عز الدين أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، المعروف بابن الأثير الجزري. صحح أصوله عبد الوهاب النجار بالقاهرة، إدارة الطباعة المنيرية، عام 1357 هـ / 1938م.

وصف الكتاب
تاريخ جامع لأخبار ملوك الشرق والغرب، وما بينها، بدأه منذ أول الزمان إلى آخر سنة ثمان عشرين وستمائة، وضح منهجه بقوله: (ذكرت في كل سنة لكل حادثة كبيرة مشهورة ترجمة تخصها، فأما الحوادث الصغار التي لا يحتمل منها كل شيء ترجمة فإنني أفردت لجميعها ترجمة واحدة في آخر كل سنة فأقول: ذكر عدة حوادث، وإذا ذكرت بعض من نبغ وملك قطراً من البلاد، ولم تطل أيامه، فإني أذكر جميع حاله من أوله إلى آخره عند ابتداء أمره، لأنه إذا تفرق خبره لم يعرف للجهل به، وذكرت في آخر كل سنة من توفي فيها من مشهوري العلماء، والأعيان، والفضلاء.

مقدمة الكتاب
فإني لم أزل محبّاً لمطالعة كتب التواريخ ومعرفة ما فيها، مؤثراً للاطلاع على الجليّ من حوادثها وخافيها، مائلاً إلى المعارف والآداب والتجارب المودعة في مطاويها، فلمّا تأمّلتها رأيتها متباينةً في تحصيل الغرض، يكاد جوهر المعرفة بها يستحيل إلى العرض، فمن بين مطوّل قد استقصى الطرق والروايات، ومختصر قد أخلّ بكثير ممّا هو آت، ومع ذلك فقد ترك كلّهم العظيم من الحادثات، والمشهور من الكائنات، وسوّد كثيرٌ منهم الأوراق بصغائر الأمور التي الإعراض عنها أولى، وترك تسطيرها أحرى، كقولهم خلع فلان الذميّ صاحب العيار، وزاد رطلاً في الأسعار، وأكرم فلان، وأهين فلان، وقد أرّخ كلّ منهم إلى زمانه وجاء بعده من ذيل عليه، وأضاف المتجددات بعد تاريخه إليه، والشرقيّ منهم قد أخلّ بذكر أخبار الغرب، والغربيّ قد أهمل أحوال الشرق؛ فكان الطالب إذا أراد أن يطالع تاريخاً متصلاً إلى وقته يحتاج إلى مجلدات كثيرة وكتب متعددّة مع ما فيها من الإخلال والإملال.

فلمّا رأيتُ الأمر كذلك شرعتُ في تأليف تاريخ جامع لأخبار ملوك الشرق والغرب وما بينهما، ليكون تذكرةً لي أراجعه خوف النسيان، وآتي فيه بالحوادث والكائنات من أوّل الزمان، متتابعةً يتلو بعضها بعضاً إلى وقتنا هذا. ولا أقولُ إني أتيتُ على جميع الحوادث المتعلّقة بالتاريخ، فإنّ من هو بالموصل لا بدّ أن يشذّ عنه ما هو بأقصي الشرق والغرب، ولكن أقول إنني قد جمعت في كتابي هذا ما لم يجتمع في كتاب واحد، ومن تأمّله علم صحّة ذلك. فابتدأت بالتاريخ الكبير الذي صنّفه الإمام أبو جعفر الطبري إذ هو الكتاب المعوّل عند الكافة عليه، والمرجوعُ عند الاختلاف إليه، فأخذت ما فيه من جميع تراجمه، لم زخلّ بترجمة واحدة منها، وقد ذكر هو في أكثر الحوادث روايات ذوات عدد، كلّ رواية منها مثل التي قبلها أو أقل منها، وربّما زاد الشيء اليسير أو نقصه، فقصدتُ أتمّ الروايات فنقلتها وأضفت إليها من غيرها ما ليس فيها، وأودعت كل شيء مكانه، فجاء جميع ما في تلك الحادثة على اختلاف طرقها سياقاً واحداً على ما تراه. فلمّا فرغتُ منه وأخذتُ غيره من التواريخ المشهورة فطالعتها وأضفت منها إلى ما نقلته من تاريخ الطبري ما ليس فيه، ووضعتُ كلّ شيء منها موضعه، إلاّ ما يتعلّق بما جري بين أصحاب رسول الله، ﷺ ، فإني لم أضف إلى ما نقله أبو جعفر شيئاً، إلاّ ما فيه زيادةُ بيان، أو اسم إنسان، أو ما لا يطعن على أحد منهم في نقله، وإنّما اعتمدت علهي من بين المؤرخين إذ هو الإمام المتقنُ حقّاً، الجامع علماً وصحّة اعتقاده وصدقاً.

على أني لم أنقل إلاّ من التواريخ المذكورة، والكتب المشهورة، ممّن يُعلم بصدقهم فيما نقلوه، وصحّة ما دوّنوه، ولم أكن كالخابط في ظلماء الليالي، ولا كمن يجمع الحصباءواللآلي. ورأيتهم أيضاً يذكرون الحادثة الواحدة في سنين، ويذكرون منها في كلّ شهر أشياء، فتأتي الحادثةُ مقطّعة لا يحصل منها على غرض، ولا تُفهم إلاّ بعد إمعان النظر، فجمعت أنا الحادثة في موضع واحد وذكرت كلّ شيء منها في أيّ شهر أو سنة كانت، فأتت متناسقة متتابعة، قد أخذ بعضها برقاب بعض.

وذكرت في كلّ سنة لكلّ حادثة كبيرة مشهورة ترجمة تخصّها، فأمّا الحوادث الصغار التي لا يحتمل منها كلّ شيء ترجمة فإني أفردتُ لجميعها ترجمةً واحدةً في آخر كلّ سنة، فأقول: ذكر عدة حوادث، وإذا ذكرت بعض من نبغ وملك قطراً من البلاد ولم تطل أيّامه فإني أذكر جميع حاله من أوّله إلى آخره، عند ابتداء أمره، لأنّه إذا تفرق خبره لم يعرف للجهل به. وذكرت في آخر كلّ سنة من توفّي فيها من مشهوري العلماء والأعيان والفضلاء، وضبطت الأسماء المشتبهة المؤتلفة في الخط المختلفة في اللّفظ الواردة فيه بالحروف ضبطاً يزيل الإشكال، ويُغني عن الأنقاط والأشكال.

فلما جمعتُ أكثره أعرضتُ عنه مدّةً طويلة لحوادث تجددت، وقواطع توالت وتعدّدت، ولأن معرفتي بهذا النوع كملت وتمت. ثمّ إن نفراً من إخواني، وذوي المعارف والفضائل من خُلاّني، ممن أرى محادثتهم نهاية أوطاري، وأعدّهم من أماثل مُجالسيّ وسمّاري، رغبوا إليّ في أن يسمعوه مني، ليرووه عني؛ فاعتذرتُ بالأعراض عنه وعدم الفراغ منه، فإنني لم أعاود مطالعة مسوَّدته ولم أصلح ما أصلح فيها من غلط وسهو، ولا اسقطت منها ما يحتاج إلى إسقاط ومحو، وطالت المراجعة مدّةً وهم للطلب ملازمون، وعن الإعراض مُعرضون، وشرعوا في سماعه قبل إتمامه وإصلاحه، وإثبات ما تمسّ الحاجة إليه وحذف ما لا بدّ من اطراحه، والعزمُ على إتمامه فاتر، والعجز ظاهر، للاشتغال بما لا بدّ منه، لعدم المعين والمظاهر؛ ولهموم توالت، ونوائب تتابعت، فأنا ملازم الإهما والتواني، فلا أقول: إني لأسير إليه سير الشواني...

يعني بالمطبوع العقل الغريزي الذي خلقه الله تعالى للإنسان، وبالمسموع ما يزداد به العقل الغريزي من التجربة، وجعله عقلاً ثانياً توسّعاً وتعظيماً له، وإلاّ فهو زيادة في عقله الأوّل. ومنها ما يتجمّل به الإنسان في المجالس والمحافل من ذكر شيء من معارفها، ونقل طريفة من طرائفها، فترى الأسماع مصغيةً إليه، والوجوه مقبلةً عليه، والقلوب متأملةً ما يورده ويصدره، مستحسنةً ما يذكره. وأمّا الفوائد الأخرويّة: فمنها أن العاقل اللبيب إذا تفكّر فيها، ورأى تقلّب الدنيا بأهلها، وتتابع نكباتها إلى أعيان قاطنيها، وأنّها سلبت نفوسهم وذخائرهم، وأعدمت أصاغرهم وأكابرهم، فلم تُبقِ على جليل ولا حقير، ولم يسلم من نكدها غنيّ ولا فقير، زهد فيها وأعرض عنها، وأقبل على التزوّد للآخرة منها، ورغب في دار تنزّهت عن هذه الخصائص، وسلم أهلها من هذه النقائص، ولعلّ قائلاً يقول: ما نرى ناظراً فيها زهد في الدنيا، وأقبل على الآخرة ورغب في درجاتها العليا، فيا ليت شعري كم رأى هذا القائل قارئاً، للقرآن العزيز، وهو سيّد المواعظ وأفصح الكلام، يطلب به اليسير من هذا الحطام؟ فإنّ القلوب مولعة بحبّ العاجل.

ومنها التخلّق بالصبر والتأسّي وهما من محاسن الأخلاق، فإن العاقل إذا رأى أن مصاب الدنيا لم يسلم منه نبي مكرَّم، ولا ملك معظّم، بل ولا أحد من البشر، علم أنه يصيبه ما أصابهم، وينوبه ما نابهم. ولهذه الحكمة وردت القصص في القرآن المجيد (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) ق:50 : 37، فإن ظنّ هذا القائل أن الله سبحانه أراد بذكرها الحكايات والأسمار فقد تمسّك من أقوال الزيغ بمحكم سببها حيث قالوا: هذه أساطير الأوّلين اكتتبها. نسأل الله تعالى أن يرزقنا قلباً عقولاً ولساناً وصادقاً، ويوفقنا للسداد في القول والعمل، هو حسبنا ونعم الوكيل.

قصة الكتاب
من أشهر كتب التاريخ الإسلامي، وأحسنها ترتيباً وتنسيقاً. طبع مرات كثيرة، أولها في ليدن سنة 1850—1874م بعناية تورنبرج، ثم في مصر 1303 هـ. ألفه عز الدين ابن الأثير في الموصل، ورتبه على السنين، وانتهى به إلى عام 628 هـ ثم أهمله في مسوداته مدة طويلة، حتى أمره الملك الرحيم بالاجتهاد في تبييضه. قال: فألقيتُ عني جلباب المهل، وأبطلت رداء الكسل وقلت: هذا أوان الشد فاشتدي زيم، وسميته اسماً يناسب معناه، وهو: «الكامل في التاريخ» ثم أعقب ذلك بكلمات في فوائد علم التاريخ، ثم افتتح كتابه بذكر بدء الخلق، وقصص الأنبياء حتى صعود السيد المسيح، وأعقبه بفصل في ذكر من ملك من ملوك الروم بعد رفع المسيح إلى عهد محمد ﷺ ثم أخبار الهجرات العربية، وأيام العرب قبل الإسلام، ثم السيرة النبوية حتى عام (11هـ).

وافتتح المجلد الثاني بذكر مرض النبي (ص) ووفاته حتى حوادث سنة (65). ووصل بالمجلد الثالث إلى حوادث سنة (168) وبالرابع إلى آخر خلافة المقتدر سنة 295 هـ والخامس حتى سنة 412 هـ والسادس حتى سنة 527 هـ والسابع حتى سنة 628 هـ وهو أهم أجزاء الكتاب وفيه الكثير من مشاهداته وذكرياته.

يؤخذ عليه انحرافه عن صلاح الدين، وإن كان في الظاهر يثني عليه. وذكر في سبب تأليفه أنه رأى كتب التاريخ متباينة في تحصيل الغرض، يكاد جوهر المعرفة بها يستحيل إلى العرَض، وسود كثير منهم الأوراق بصغائر الأمور، والشرقي أخل بذكر أخبار الغرب، والغربي أهمل أحوال الشرق، فكان الطالب إذا أراد أن يطالع تاريخاً مفصلاً إلى وقته يحتاج إلى مجلدات كثيرة. وذكر أنه أفرغ فيه كل تراجم الطبري، وما فيه من الروايات التامة، مضيفاً إليها ما عثر عليه في التواريخ المشهورة.

قال: (إلا ما يتعلق بما جرى بين أصحاب رسول الله ﷺ فإني لم أضف إلى ما نقله أبو جعفر شيئاً) وإنما اعتمدتُ عليه من بين المؤرخين إذ هو الإمام المتقن حقاً، الجامع علماً وصحة اعتقاد وصدقاً. قال: «وذكرت في كل سنة لكل حادثة كبيرة ترجمة تخصها، وأما الحوادث الصغار فأفردت لجميعها ترجمة واحدة في آخر كل سنة، فأقول: ذكر عدة حوادث. وذكرت في آخر كل سنة من توفي فيها من مشهوري العلماء والأعيان.»

أنظر التعريف بكتابي أخويه: «النهاية» و«المثل السائر»، وأنظر د. فيصل السامر (ابن الأثير ص87 و161) وفيه جداول مهمة لكتاب الكامل. وكان ابن الأثير من أصدقاء ياقوت الحموي، وهو الذي نفذ وصيته بعد موته.


الترتيب:

#5K

0 مشاهدة هذا اليوم

#18K

29 مشاهدة هذا الشهر

#1K

99K إجمالي المشاهدات
المتجر أماكن الشراء
ابن الأثير ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
بيت الأفكار الدولية للنشر والتوزيع 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث