█ فلما كان الغد من يوم الفتح قام رسول الله ﷺ الناس خطيباً فَحَمِدَ وأثنى عليه ومجده بما هُوَ أهله ثم قال ( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاواتِ والأَرْضَ فهي حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ فَلَا يَحِلّ لامرىء يُؤْمِنُ باللَّهِ وَاليَوْم الآخرِ أَنْ يَسْفِكَ فيها دَماً أَوْ يَعْضُدَ بِهَا شَجَرَةٌ فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسُولِ فقولوا : أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ وَإِنَّمَا حَلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نهارٍ وقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا اليَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بالأمس فَلْيُبلغ الشَّاهِدُ الغائب ) كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم أن القيم يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ ثم بعث ﷺ عُبَيْدَة بن الحارث بن المطلب في سرية إلى بَطْنِ رَابغ في شوال على رأس ثمانية أشهر من الهجرة ، وعقد له لواء أبيض ، وحمله مِسْطَحُ بن أثاثة بن عبد المطلب بن عبد مناف ، وكانوا في ستين من المهاجرين ليس فيهم أنصاري ، فلقي أبا سفيان بن حرب ، وهو في مائتين على بطن رابغ ، على عشرة أميال من الجُحْفَةِ ، وكان بينهم الرمي ، ولم يَسُلوا السيوف ولم يصطفوا للقتال ، وإنما كانت مناوشة ، وكان سعد بن أبي وقاص فيهم ، وهو أوَّلُ من رمى بسهم في سبيل الله ، ثم انصرف الفريقان على حاميتهم ، ثم بعث ﷺ سعد بن أبي وقاص إلى الخرار في ذي القعدة على رأس تسعة أشهر من هجرته إلى المدينة ، وعقد له لواء أبيض ، وحمله المقداد بن عمرو ، وكانوا عشرين راكباً يعترِضُونَ عيراً لقريش ، وعَهِدَ أن لا يُجاوِزَ الخَرَّار ، فخرجوا على أقدامهم فكانوا يكمنون بالنهار ويسيرون بالليل ، حتى صبحوا المكان صبيحة خمس ، فوجدوا العِير قد مرت بالأمس . ❝
❞ قدوم وفد مُزينة على رسول الله ﷺ ..
يقول النعمان بن مقرن : قَدِمنا على رسول الله ﷺ في أربعمئة رجل من مُزينة ، فلما أردنا أن ننصرف قال ﷺ ( يا عُمَرُ ! زَوْدِ القَوْمَ ) فقال عمر : ما عندي إلا شيءٌ مِن تمر ، ما أظنُّه يقعُ من القوم موقعاً ، قال ﷺ ( انطلق فَزَوِّدُهُم ) ، قال : فانطلق بهم عمر ، فأدخلهم منزله ، ثم أصعدهم إلى عُليَّة ، فلما دخلنا ، إذا فيها من التمر مِثْلُ الجَمَلِ الأَوْرَقِ ، فأخذ القومُ منه حاجتهم ، قال النعمان : فكنت في آخر من خرج ، فنظرتُ فما أفقد موضع تمرة من مكانها . ❝
❞ إن الله سبحانه وتعالى اقتضت حكمته أنه لا بد أن يمتحن النفوس ويبتليها ، فيُظْهِرَ بالامتحان طيبها من خبيثها ، ومن يصلح لموالاته وكراماته ، ومن لا يصلح ، وليُمحِص النفوس التي تصلح له ويُخَلِّصَها بكِير الامتحان ، كالذهب الذي لا يخلص ولا يصفو من غشه إلا بالامتحان ، إذ النفس في الأصل جاهلة ظالمة ، وقد حصل لها بالجهل والظلم من الخُبث ما يحتاج خروجه إلى السبك والتصفية ، فإن خرج في هذه الدار وإلا ففي كير جهنم ، فإذا هُذِبَّ العبد ونُقيَّ ، أذن له في دخول الجنة . ❝