█ وبعث رسول الله ﷺ غالب بن عبد الكَلبي إلى بني المُلوّح بالكَديد وأمره أن يُغير عليهم قال ابن إسحاق : فحدثني يعقوب عتبة عن مسلم الجهني جندب مكيث كنتُ سريته فمضينا حتى إذا كنا بقَدِيد لَقِينَا به الحارث مالك البَرْصَاء الليثي فأخذناه فقال إنما جئتُ لأسلم له إن كنتَ جنت لتسلم فلا يضرك رباط يوم وليلة وإن غير ذلك استوثقنا منك فأوثقه رباطاً وخلف عليه رويجلا أسود وقال امكث معه حتي نمر عليك فإذا عَازَّك فاحتزَّ رأسه أتينا بطن الحديد فنزلناه عشية بعد العصر فبعثني أصحابي إليه فَعَمَدْتُ تل يُطلعني علي الحاضر فانبطحتُ وذلك قبل غروب الشمس فخرج رجل منهم فنظر فرآني منبطحاً التل لامرأته إني لأرى سواداً هذا ما رأيته أوَّلِ النهار فانظري لا تكونُ الكِلابُ اجترت بعض أوعيتك فنظرت فقالت والله أفقد شيئاً فناوليني قوسي وسهمين من نبلي فناولته فرماني بسهم فوضعه جنبي فنزعته فوضعته ولم أتحرك ثم رماني بالآخر رأس منكبي أما لقد خالطه سهامي ولو كان ربيئةً لتحرك كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف الكتب أثناء السفر تكن أية مصادر ينقل منها يحتاج أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ من حِكَمه سبحانه وتعالى في صُلح الحُديبية 🔹️ما سببه سبحانه للمؤمنين من زيادة الإيمان والإذعان ، والانقيادِ على ما أحبوا وكرهوا وما حصل لهم في ذلك من الرضى بقضاء الله ، وتصديق موعوده وانتظارِ ما وُعِدُوا به ، وشهودِ مِنَّة الله ونعمته عليهم بالسَّكينة التي أنزلها في قلوبهم ، أحوج ما كانوا إليها في تلك الحال التي تَزَعْزَعُ لها الجبال ، فأنزل الله عليهم من سكينته ما اطمأنت به قلوبهم ، و قویت به نفوسهم ، وازدادوا به إيماناً على إيمانهم🔹️ومنها : أنه سبحانه جعل هذا الحكم الذي حكم به لرسوله وللمؤمنين سبباً لما ذكره من المغفرة لرسوله ﷺ ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر ، ولإتمام نعمته عليه ، ولهدايته الصِّراط المستقيم ، ونصره النصر العزيز ، ورضاه به ، ودخوله تحته ، وانشراح صدره به مع مافيه من الضيم وإعطاء ما سألوه ، كان من الأسباب التي نال بها الرسول ﷺ وأصحابه ذلك ، ولهذا ذكره الله سبحانه جَزَاءً وغاية ، وإنما يكون ذلك على فعل قام بالرسول والمؤمنين عند حكمه تعالى . ❝
❞ وَكَانَ ﷺ يَسْتَحِبُّ القِتَالَ أَوَّلَ النَّهَارِ ، كَمَا يَسْتَحِبُّ الخُرُوجَ لِلسِّفَرِ أَوَّلَهُ ، فَإِنْ لَم يُقَاتِلُ أَوَّلَ النَّهَارِ ، أَخْرَ الْقِتَالَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ ، وَتَهُبْ الرِّياحُ ، وَيَنْزِلَ النَّصْرُ ، وقَالﷺ ( والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ الله - والله أعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ - إِلَّا جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّم ، والرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ ) ، وفي الترمذي عنه ﷺ ( لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَطْرَتَيْنِ أَوْ أَثَرَيْنِ ، قَطْرَةِ دَمْعَةٍ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، وَقَطْرَةِ دَم تُهْرَاقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَأَمَّا الْأَثرَانِ، فَأَثَرٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَأَثَرٌ فِي فَرِيضَةٍ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ ) . ❝
❞ وفي سنة ست للهجرة كانت سرية زيد بن حارثة إلى العيص في جمادى الأولى ، وفيها أُخِذَتِ الأموال التي كانت مع أبي العاص بن الربيع زوج زينبَ بنت رسول الله ﷺ ، عند مَرجِعَه مِنَ الشام ، وكانت أموال قريش ، قال ابن إسحاق : حدثني عبد الله بن محمد بن حزم ، قال : خرج أبو العاص بن الربيع تاجراً إلى الشام ، وكان رجلاً مأموناً ، وكانت معه بضائع لقريش ، فأقبل قافلاً فَلَقِيَتْهُ سَريَّةٌ لرسولِ الله ﷺ ، فاستاقوا عيره ، وأفلت ، وقَدِمُوا على رَسُولِ الله ﷺ بما أصابوا ، فَقَسَمه بينهم ، وأتى أبو العاص المدينة ، فدخل على زينب بنتِ رسول الله ﷺ ، فاستجار بها ، وسألها أن تطلب له مِن رسول الله ﷺ رد ماله عليه ، وما كان معه مِنْ أموال الناس ، فدعا رسول الله ﷺ السرية ، فقال ( إِنَّ هذا الرَّجُلَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتِمٍ ، وَقَدْ أَصَبْتُمْ لَهُ مَالاً وَلِغَيْرِهِ ، وَهُوَ فَيءُ الله الَّذِي أَفَاءَ عَلَيْكُمْ ، فَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تَرُدُّوا عَلَيْهِ ، فَافْعَلُوا ، وَإِنْ كَرِهْتُم ، فَأَنْتُمْ وَحَقُكُم ) ، فقالُوا : بل نرده عليه يا رسول الله ، فردوا عليه ما أصابوا ، حتى إن الرجل ليأتي بالشَّنِّ ، والرجل بالإداوة ، والرجل بالحبل ، فما تركوا قليلاً أصابوه ولا كثيراً إلا ردُّوه عليه ، ثم خرج حتى قَدِمَ مكة ، فأدى إلى الناس بضائعهم ، حتى إذا فرغ ، قال : يا معشر قريش ! هل بقي لأحدٍ منكم معي مال لم أرده عليه ؟ قالوا : لا ، فجزاك الله خيراً ، قد وجدناك وفياً كريماً ، فقال : أما والله ما منعني أن أُسْلِمَ قبل أن أقْدَمَ عليكم إلا تخوفاً أن تظنُّوا أني إنما أسلمتُ لأذهب بأموالكم ، فإني أشهد أن لا إلهَ إِلَّا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله . ❝